عقد زينب الثمين *تعالي نجمع أحجاره ( قصة وعبرة )

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عقد زينب الثمين *تعالي نجمع أحجاره ( قصة وعبرة )

الزواج سنة الله الكونية فيه يكون تقارب بين البشرية بالمصاهرة فمن كان بالأمس بعيد صار بالنسب اليوم قريبا ورحما من الأرحام

فيجمع الله بفضل وقدرته بين طيب وطيبة لتعطي الحياة الزوجية طيبا

وثمارا يانعة
لكن ماذا لو اجتمع خبيث وطيب في شراكة واحدة وتحت سقف واحد وحياة زوجية مشتركة ؟؟؟

هنا مربط الفـــــــــــــــــــرس ……
قال تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)

وفسر العلماء هذه الآية بقولهم :

فهو مثال مضروب لبيان أن قواعد الدين رُكبت على صفات تكوينية في الأشياءمن طيب أو خباثة مؤثرة في سبيل السعادة والشقاوة الإنسانيتين، ولا يؤثرفيها قلة ولا كثرة فالطيب طيب وإن كان قليلاً، والخبث خبث وإن كان كثيراً.

وأنه لا يمكن أن يتوافق الخبيث والطيب .. إلا إذا ترك الخبيث خبثه ليتدرجبالرقي لأن يكون مساوياً للطيب .. ويرتقي لأن يكون أفضل منه .. وهذا بتركخبثه لا بالزيادة في خبثه..

قَالَ اِبْن عَبَّاس :الْخَبِيثَات مِنْ الْقَوْل لِلْخَبِيثِينَ مِنْ الرِّجَال وَالْخَبِيثُونَ مِنْ الرِّجَال لِلْخَبِيثَاتِ مِنْ الْقَوْل . وَالطَّيِّبَات مِنْ الْقَوْل لِلطَّيِّبِينَ مِنْ الرِّجَال وَالطَّيِّبُونَ مِنْ الرِّجَال لِلطَّيِّبَاتِ مِنْ الْقَوْل

وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْنزَيْد بْن أَسْلَم : الْخَبِيثَات مِنْ النِّسَاء لِلْخَبِيثِينَ مِنْ الرِّجَال وَالْخَبِيثُونَ مِنْ الرِّجَال لِلْخَبِيثَاتِ مِنْ النِّسَاء وَالطَّيِّبَات مِنْ النِّسَاء لِلطَّيِّبِينَ مِنْ الرِّجَال وَالطَّيِّبُونَ مِنْ الرِّجَال لِلطَّيِّبَاتِ مِنْ النِّسَاء

إذا عندما نرى الحياة الزوجية استمرت بين اثنين فمعنى هذا أنه صار تكافئ بين الشريكين سواء في الطيبة أو الخبث

لأن مستحيل أن يجتمع النقيضين وتدوم العشرة بينهما فمهما امتدت فسرعان ما يجعل الله لها حد ليفصل الطيب عن الخبيث

فالحياة الزوجية دعائمها الإخلاص لله في هذه الحياة والوفاء بين الشريكين وتحتاج حبا نقيا نديا يزيد من جمال هذه العشرة وديمومتها
وفي هذا المقام أسوق لكن قصة أبكتني عندما سمعتها لما فيها من عبر وعضات أتركك أخيتي تستخلصيها بنفسك

عقد زينب الثمين

قَالَ اِبْن عَبَّاس :الْخَبِيثَات مِنْ الْقَوْل لِلْخَبِيثِينَ مِنْ الرِّجَال وَالْخَبِيثُونَ مِنْ الرِّجَال لِلْخَبِيثَاتِ مِنْ الْقَوْل . وَالطَّيِّبَات مِنْ الْقَوْل لِلطَّيِّبِينَ مِنْ الرِّجَال وَالطَّيِّبُونَ مِنْ الرِّجَال لِلطَّيِّبَاتِ مِنْ الْقَوْل

وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْنزَيْد بْن أَسْلَم : الْخَبِيثَات مِنْ النِّسَاء لِلْخَبِيثِينَ مِنْ الرِّجَال وَالْخَبِيثُونَ مِنْ الرِّجَال لِلْخَبِيثَاتِ مِنْ النِّسَاء وَالطَّيِّبَات مِنْ النِّسَاء لِلطَّيِّبِينَ مِنْ الرِّجَال وَالطَّيِّبُونَ مِنْ الرِّجَال لِلطَّيِّبَاتِ مِنْ النِّسَاء

إذا عندما نرى الحياة الزوجية استمرت بين اثنين فمعنى هذا أنه صار تكافئ بين الشريكين سواء في الطيبة أو الخبث

لأن مستحيل أن يجتمع النقيضين وتدوم العشرة بينهما فمهما امتدت فسرعان ما يجعل الله لها حد ليفصل الطيب عن الخبيث

فالحياة الزوجية دعائمها الإخلاص لله في هذه الحياة والوفاء بين الشريكين وتحتاج حبا نقيا نديا يزيد من جمال هذه العشرة وديمومتها
وفي هذا المقام أسوق لكن قصة أبكتني عندما سمعتها لما فيها من عبر وعضات أتركك أخيتي تستخلصيها بنفسك

قصةزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلموأبو العاص بن ربيع
ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة،
وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى.
فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها.
ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب
ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟
فاحمرّ وجهها وابتسمت.
فخرج النبي.
وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية.
وأنجبت منه ‘علي’ و ‘ أمامة ‘. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي .
وأصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً وحين عاد وجد زوجته أسلمت.
فدخل عليها من سفره،
فقالت له: عندي لك خبر عظيم.
فقام وتركها.
فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بعث أبي نبياً وأنا أسلمت.
فقال: هلا أخبرتني أولاً؟
وتطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما. مشكلة عقيدة.
قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي. وما كان أبي كذاباً. إنّه الصادق الأمين. ولست وحدي. لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي، وأسلم ابن عمي علي بن أبي طالب،وأسلم ابن عمتك عثمان بن عفان. وأسلم صديقك أبو بكر الصديق
فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه.وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته. وما أباك بمتهم.
ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟
فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه

.
ووفت بكلمتها له 20 سنة.
ظل أبو العاص على كفره. ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله..أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبق مع زوجك وأولادك.
وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر،
وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش.
زوجها يحارب أباها. وكانت زينب تخاف هذه اللحظة.
فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي. ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر،
وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع، وتذهب أخباره لمكة،
فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟ فقيل لها: انتصر المسلمون.
فتسجد شكراً لله.
ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟
فقالوا: أسره حموه.
فقالت: أرسل في فداء زوجي.
ولم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها، وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى، وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟
قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع.
فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة. ثم نهض وقال: أيها الناس..إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككت أسره؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟

فقالوا: نعم يا رسول الله.
فأعطاه النبي العقد، ثم قال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة.
ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟
ثم تنحى به جانباً وقال له: يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلى ابنتي؟
فقال: نعم.
وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ،
فقال لها حين رآها: إنّي راحل. فقالت: إلى أين؟
قال: لست أنا الذي سيرتحل، ولكن أنت سترحلين إلى أبيك. فقالت: لم؟
قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك.
فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟ فقال: لا.
فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة.
وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات، وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها.
وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام،
وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر،
فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟ قال: بل جئت هارباً.
فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟ فقال: لا.
قالت: فلا تخف. مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة.
وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجرت أبو العاص بن الربيع.
فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟
قالوا: نعم يا رسول الله

قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله.
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً. وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي. فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعودإلى بلده، فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه.
فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله.
فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب. ثم ذهب إليها عند بيتها
وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك.
فقالت : نعم يا رسول الله.
فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا. هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا. قال: لا.
وأخذ ماله وعاد إلى مكة. وعند وصوله إلى مكة وقف
وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟
فقالوا: جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء.
قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي
وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
وقال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟
فأخذه النبي وقال: تعال معي.
ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال: يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟
فأحمرّ وجهها وابتسمت.
والغريب أنّ بعد سنه من هذه الواقعة ماتت زينب
فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه،
فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب.
ومات بعد سنه من موت زينب.

عقد زينب الثمين

الله أكبر… ما أعظمك يا رسول الله وما أحلمك وما أعدلك
حكمة بالغة في كسب الناس ودعوته للدين بالحسنى
ووفاء وحب خالص بين زوجين ليتنا نرى نموذج منه في زماننا هذا

أختي المصونة تعالي نستخرج من هذه القصة درر و جواهر و لألأ لنجعل منها عقدا مرصعا بأنفس الأحجار ثم نعلقه على قلوبنا لنجعل منه نورا نقتبس منه في حياتنا الزوجية

سأبدأ وأعطيك بعضها فأكملي نسج عقدها

-1 ليس عيبا أن يبادر الوالد بإخبار ابنته بتقدم الخاطب ويسمع منها مباشرة. بل هذا قمة الوعي وقمة التحضر والعدل خاصة في زماننا هذا
-2 حياء النساء في مثل هذه المواقف ومبادرة الوالد بإخبارها لا يعني هذا أن تفقد ماء وجهها
-3استآذان الفتاة في تزويجها بمن ترغب وعدم الغصب عليها أو إجبارها

إذا أخيتي هذه ثلاث أحجار نقبي جيدا في الموضوع وأعطينا باقي الأحجار ليكتمل العقد وجزاك الله خير الجزاء

2474 مشاهدة