الحلقة 8
هيام داخلة اوضة مامتها…بتمسح دموعها
بتقعد على السرير نفس القعدة اللى بتقعدها
عواطف وشها الناحية التانية… مغمضة عينيها ودموعها نازلة وهى بتحاول تمسك نفسها واعصابها
خايفة تتصرف اى تصرف قبل ما تفكر فيه
***************
عادل بعد ما خرجت هيام من عنده
قعد متفاجئ من التغير الغريب اللى حصل لهيام
قعد يفكر يتعامل معاها ازاى
رجع وافتكر ان صدمتها هى السبب فى اللى هى فيه
وعلى قد فرحتها بوجود ابنها ف حياتها اكيد موته هيسيب اثر عليها مش هيعدى بسهولة
قرر فى نفسه انه يعرضها على دكتور نفسى للتخفيف من صدمة موت ابنها بين ايديها
قام عادل ف معاده الصبح….دخل الحمام وخرج يبص ع الانتريه والمطبخ ملقاش صوت حد خالص على غير العادة ان دايما عواطف بتصحى قبله
بص على اوضتهم شافها مقفولة
دخل لبس ونزل فى معاد شغله
******************
قامت عواطف بعد ما سمعت صوت الباب وعرفت ان عادل نزل
بصت على هيام …شافتها نايمة
قامت دخلت الاوضة اللى ياسين نايم فيها
اخدته ف حضنها وقعدت تعيط
صوت عياطها اللى كتمته طول الليل انفجر وياسين ف حضنها
“مالك يا تيتا”
معرفتش ترد عليه… كل اللى عملته انها بقت تبوسه وتحضنه اكتر واكتر… لحد ما شافت هيام قدامها
“مالك ياماما”
“بعيط على بنتى اللى ملحقتش احزن عليها علشان تقدرى تتجوزى وتعيشى مطمنة…بنتى اللى شفتها قدام عينى بتكبر يوم بعد يوم… بنتى اللى اتخطفت منى ف عز شبابها..بنتى اللى اتلطخت سمعتها ع الفاضى… مش من حقى اعيط على بنتى اللى عشت معاها نص عمرى واللى كانت اول فرحتى… شوفى انتى بقالك اسبوع قاعدة عاملة ازاى علشان ابنك مات…اللى لا لحقتى تسمعى منه كلمة ولا لحقتى يبقى بينك وبينه ذكريات تحرق قلبك لما تفتكريها”
هيام بتعيط…وجريت على حضن مامتها…اللى بعدتها عنها
“سيبينى اكمل عياط…عايزة اعيط على جوزى اللى مات مقهور وهو غضبان على بنته…بنته اللى لبست تهمة معملتهاش… بنته اللى اتقتلت غدر من اقرب الناس ليها”
ركعت هيام قدام مامتها وهى بتعيط
“انا عارفة ان ربنا بينتقم منى… انا مافضليش غيرك… اوعى تغضبى عليا انتى كمان كفاية غضب ربنا… ابوس رجلك يا ماما انا اللى فيا مكفينى ومش مستحملة …ضميرى بيأنبنى وكلامك ده هيموتنى”
“ياريتك كنتى مُتى…كان اهون عليا من صدمتى فيكى”
“انتى سمعتينى…صح؟؟ سمعتينى وانا بقوله يطلقنى…انا مش هعيش معاه تانى خلاص…انا فقت من الوهم اللى كان معيشنى فيه…انا هحكيلك”
قامت وقفت واخدت ياسين وراحت اوضتها
“متحكيليش حاجة”
راحت وراها هيام
“ياماما سامحينى…انا عارفة ان غلطتى كبيرة اوى بس خلاص انا هقطع علاقتى بيه نهائى بعد ما يطلقنى”
“مش كفاية”
“مش كفاية ازاى”
“عايزانى اسامحك بجد…صلحى غلطتك وبرأى اختك وخدى بطارها”
“عايزانى اقتل عادل؟؟!!”
بص ياسين لهيام بخضة مع جملتها
انبهت هيام لخوفه بعد ما اتكلمت
اخدته عواطف ف حضنها
“لا طبعا… هو انا هقولك تصلحى غلط بغلط تانى”
“اومال عايزانى اعمل ايه”
“تبلغى عنه”
“ابلغ عنه؟؟!!!”
هيام قاعدة ماسكة ف دراع مامتها
عسكرى بيقولهم
“اتفضلوا”
دخلوا للظابط اللى كان بيحقق فى قضية موت هيام
وقفوا قدامه…هو مش فاكرهم
عواطف”حضرتك مش فاكرنا… انا والدة ولاء اللى كانت ماتت فى شقة زميل جوزها…والقضية اتحفظت قضاء وقدر”
الظابط”اه اه…افتكرت…خير ياحاجة”
عواطف بتبص لهيام…هيام ساكتة
اتكلمت عواطف
“بنتى اتقتلت مماتش قضاء وقدر”
الظابط”طيب اتفضلوا اقعدوا”
قعدوا…كمل الظابط كلامه
“حضرتك شاكة ولا عندك معلومات مؤكدة…مينفعش نعيد فتح القضية الا اذا كان فيه جديد”
واتكلمت هيام
“عادل هو اللى قتل ولاء وانا سكتت مضطرة”
عواطف”عادل يبقى جوز هيام حاليا”
الظابط”ياريت تحكيلى كل حاجة بالتفصيل وم الاول علشان اقدر افهم”
هيام”حاضر”
الظابط “اتفضلى”
هيام قاعدة اوضتها بتعيط….
جرس الباب يرن
يقوم ناصر يفتح
“اهلا يا ولاء…تعالى ادخلى”
“ازيك يا بابا…عامل ايه”
ولاء تدخل وتقعد وهى بتبص حواليها
“اومال ماما وهيام فين”
“مامتك بره وهيام فى اوضتها”
“هدخلها”
“هاتى الواد اللى واحشنى ده وخشى انتى لاختك”
*******************
ولاء بتفتح الباب على هيام
“هيام حبيبتى عاملة ايه”
تسلم عليها وتاخدها ف حضنها
“انتى لسه بتعيطى عليه”
“مش بعيط عليه…انا بعيط على حظى”
“متعيطيش ياحبيبتى بكرة ربنا يعوضك باحسن منه”
“عرفتى انه خطب وهيتجوز قريب”
“وانتى عرفتى منين”
“كنت نازلة مع ماما امبارح قابلتنا واحدة جارة مامته وقالت لنا انه خطب من اسبوعين وبيجهزوا الشقة علشان يتجوز فيها… شفتى ياولاء طلقنى وبعدها ب 4 شهور رايح يتجوز”
“اللى يبيعك بيعيه ومتفكريش فيه”
“الكلام سهل”
“يعنى هتفضلى قاعدة قافلة على نفسك كده وعايشة ف ذكريات جواز فاشل”
“عايزانى اعمل ايه يعنى”
“متفكريش فى اللى فات وواجهى حياتك من غيره”
“هحاول”
ولاء فى بيتها بتغير هدومها
“عادل انا عايزة اطلب منك طلب”
“خير”
“ممكن ابقى اقول لهيام تيجى تقعد عندنا كام يوم ولا تتضايق”
“تيجى ليه؟”
“اصل نفسيتها تعبانة اوى من بعد الطلاق ولما عرفت ان طليقها هيتجوز نفسيتها تعبت اكتر…فبقول يعنى تيجى عندنا تغير جو بدل قعدتها ف البيت”
“ماشى يا ولاء براحتك”
“ربنا يخليك ليا…بابا سأل عليك بيقول انت بقالك فترة مروحتش هناك”
“هاجى عندكم اعمل ايه… انا بقعد مع اصحابى شوية لما بتكونى انتى عند اهلك وخلاص”
“براحتك ياحبيبى”
هيام قاعدة مع ولاء وبيتفرجوا على التليفزيون
ولاء اخدة ياسين ف حجرها
“ولاء”
“نعم”
“شكرا”
“على ايه”
“انك مهتمة اوى انى اخرج من حالتى دى… انا عارفة انى بقيت كئيبة اوى وانتم كلكم استحملتونى”
“انتى عبيطة يا بت…انتى اختى هو انا عندى اعز منك”
“ربنا يخليكى… انا محرجة من عادل ان وجودى يضايقكم”
“يضايقنا ليه يعنى…انتى تنورينا”
وقطع كلامهم وصول عادل
“سلامو عليكو”
حطت ياسين فى حجر هيام وقامت تستقبل عادل
“حمدالله ع السلامة ياعادل”
“الله يسلمك”
اخدت منه الحاجات اللى جايبها
“هيام جت”
دخل يسلم على هيام
“اهلا يا هيام…منورة”
قامت هيام تسلم عليه
“ازيك ياعادل”
“الحمدلله”
ولاء”هدخل احضر العشا”
هيام”استنى لما اساعدك”
ولاء”لا خليكى انتى ماسكة ياسين وانا هحضر العشا بسرعة”
دخلت ولاء المطبخ
“عاملة ايه ياهيام”
“الحمدلله”
“متزعليش ابدا على حد باعك…انتى لو تشوفى كان بيتكلم ازاى لما كنت بروح انا وباباكى نتكلم معاه ف تفاصيل الطلاق متفكريش فيه تانى”
“كان بيتكلم ازاى”
“كان ولا هامه…كل اللى كان بيتكلم فيه انه علشان يطلق بهدوء تتنازلى عن المؤخر والنفقة…ولما قلنا اننا مش عايزين طلاق قال انه كده كده هيتجوز”
سكتت هيام…
“مش قصدى اضايقك يا هيام بس انتى زعلانة اوى على حد مايستاهلش والله”
“كنت بحبه وبيننا عشرة مش سهل انساها ف كام شهر”
“معلش مع الوقت هتنسى”
صوت ولاء
“يالااااااا العشا جاهز”
تانى يوم …عادل صحا ف معاده
لبس وولاء نايمة… كالعادة…ماشى بشويش علشان النايمين
داخل المطبخ يشرب… خبط فى هيام وهو داخل
اتخضت هيام ورجعت لورا
“متخافيش…انتى صاحية”
“اه انا بصحى بدرى ولما لقيتكم نايمين قلت اعمل كوباية شاى لحد ما تصحوا”
“اسف انى معملتش صوت …معرفش انك صاحية”
“انا اللى اسفة انى خضيتك… انت نازل”
“اه رايح الشغل …عايزة حاجة وانا جاى”
“لا شكرا… انت مش بتفطر قبل ماتنزل”
“لا ولاء بتبقى نايمة وانا بفطر ف الشغل”
“طب استنى…الشاى خلص واعملك سندوتش تفطر بيه قبل ماتنزل”
“مش عايز اتعبك”
“لا ابدا…انا صاحية ومش لاقية حاجة اعملها…ثوانى”
*******************
عادل قاعد ع السفرة
“انتى مش هتفطرى”
“هستنى ولاء ونفطر مع بعض”
“ولاء لسه بدرى على ماتصحى…اقعدى افطرى معايا”
قعدت هيام…وبدأوا يفطروا مع بعض
واتكلمت هيام وهى سرحانة
“اتعودت اصحى بدرى واعمل الفطار لمحمد قبل مايروح الشغل”
“هو اللى خسرك ياهيام مش انتى اللى خسرتيه”
“شكرا…كلكم بتحاولوا تخففوا عنى”
“انا بتكلم بجد… اللى يسيب واحدة زيك يبقى هو الخسران”
سكتت هيام… وهى مقدرة وقفتهم كلهم جنبها
“شكرا ع الفطار… سلام”
قامت هيام
“مع السلامة”
عادل داخل المكتب…
“صباح الخير”
ردوا كل الموجودين
“صباح النور”
قعد على مكتبه… وهو سرحان
كل تفكيره بيستعيد اللحظة اللى خبط فيها ف هيام وهو داخل المطبخ
لحظة كانت قريبة منه وف حضنه
حس فيها كأنه اول مرة بيشوف هيام
كل ما يستعيد اللحظة دى يتنهد ويحس بنشوة غريبة
فاق من تفكيره على صوت مدحت
“عااااااادل”
“نعم”
“سرحان ف ايه ياعم بنادى لك بقالى ساعة”
“مخدتش بالى”
“طب بقولك ايه”
وشاور له… قام عادل وسحب كرسيه جنب مدحت
“انا جالى تعليمات ان فيه قروض هتتعمل قريب”
“وبعدين”
“المدير قال اختار حد معايا يمسك شغل القروض”
“واخترت”
“ما انا بقولك.. ايه رأيك؟؟”
“ماشى”
“طيب انا عارف ان مخط ذرى.. ما تفكر اننا نطلع بمصلحة وسط الفلوس دى ومتكنش خطر علينا”
“مصلحة؟؟”
“اه… هما الناس اللى هتاخد الفلوس دى احسن مننا”
“لا طبعا مش احسن”
“خلاص…فكر ”
“ماشى…هو الشغل ده هيبدأ امتى”
“قريب…لسه هيجيلى تعليمات”
رجع عادل على مكتبه… وسمع 2 زمايله بيتكلموا
“اعلان رحلة اسكندرية اتعلق”
“احنا فين والصيف فين”
“كلها شهرين ونبقى دخلنا ف الصيف …انا روحتها السنة اللى فاتت وكانت حلوة اوى”
“ياراجل…طيب شجعتنى اقدم فيها”
“متتأخرش علشان دى بتتلم بسرعة ومبياخدوش عدد زيادة”
“هتكلم معاهم ف البيت واشوف”
بعد ما سمعهم عادل…اتصل على البيت
“الو…ايوه ياولاء…ازيك انتى…لا مفيش حاجة بس كنت عايز اقولك ان الشغل عامل رحلة اسكندرية ايه رأيك احجز… طيب هحجز النهاردة… بقولك ايه؟؟ تيجى ناخد هيام معانا تغير جو؟”