“التجاهل أبسط شيء تفعله عندما تتزاحم حولك التفاهات”
أنت لا تعيش الحياة وحيداً أو كما يحب أن يردد علماء العلوم الإنسانية: الإنسان كائن اجتماعي، و هذه خاصيةٌ فطرية و ميزة لا فكاك و لا هروب منها، فقدرنا جميعاً أن نلتقي يومياً بأناس قد يسيئون التصرف تجاهنا إما بالفعل، بالقول أو حتى بالإشارات و الإيماءات، لكنها في المجمل إساءة.
و لعلها إساءةٌ يصعُبُ الشكوى منها أو المحاكمة عليها رغم الأذى النفسي البالغ الذي تسببه و لا مفر من التعامل مع مثل هذه النماذج و التي في بعض الأحيان قد تكون مقربة منك إما لطبيعة العمل، صلة القربى أو غيرها.
هؤلاء الذين يجيدون الإساءة بطرق ملتوية، كما يقال “من الصعب التغلب عليهم” فأنت حتى لو أردت لن تستطيع إسكاتهم و لن يمكنك و لو رغبت أن تفرض الصمت على أحدٍ منهم….
“عود نفسك على التجاهل الذكي فليس كل أمر يستحق وقوفك”
التجاهل فن لابد من الإلمام به و التدرب عليه بما يسمى إدارة فن التجاهل، سوف تتعرض خلال حياتك اليومية لكلمات مشينة، معيبة و مواقف حرجة لا يسعك إلا تجاهلها.
بالتأكيد أنك التقيت في يوم من الأيام بأشخاص يتعمدون الإساءة إليك سواء بالقول، بالفعل أو حتى عن طريق حشو عالمك الداخلي بالأفكار السلبية، إنهم يقصدون إيذاءك و ينشرون الطاقة السلبية حولك، ستصادف في رحلة حياتك المنافق، الحاقد، أو من يتفنن في طرق استغفالك و قد يكون متطفلاً على أمورك الشخصية، فالإنسان يعيش ضمن منظومةٍ من العلاقات التي لا يستطيع أن يستغني عنها و تحكمها مجموعة من القواعد العامّة، الأساليب و الأفعال المحددة التي تجعلها تدوم، تكون قويّة و جالبةً للسعادة في حياته و لكنّ البعض قد يتعرّض لموقفٍ أو أكثر يستدعي منه الابتعاد و الحذر، و مع أن تجاهل الآخرين من أسوأ الأمور التي قد نقوم بها إلا أننا نجد أنفسنا مُجبَرين عليها أحياناً كتجاهل الكلمات الجارحة أو تلك التي تؤدي إلى إحباطنا و زرع اليأس فينا، فالحياة تحتاج إلى بعض التجاهل….
“إذا جاء التجاهل من نفس راقية، واثقة و مطمئنة و كان مصدره القناعة فإنه يدعو إلى التقارب بين الناس و يزيل الكثير من الخلافات بينهم و قل من يتقنه”
في كثير من الأحيان قد يلجأ الإنسان إلى تجاهل الآخرين ليس لرغبةٍ منه باتخاذ هكذا أسلوبٍ بالتعامل و لكنه يجده أسلم طريقة للتفاعل معهم، و هنا يجدُر بنا أن نتساءل هل كان هذا التجاهل بقصد إيذائهم، أو لمجرد تجاوز مرحلة عابرة؟
فالتجاهل فن نادر الاستخدام على الرغم من نتائجه الإيجابية، ربما لصعوبة تقبل الكثير من الناس للصدمات النفسية التي تثير غضبهم فيبدأ التراشق بالألفاظ و ربما يتحول إلى الهجر و القطيعة، و مما لاشك فيه أنه بالإمكان تجاوز الكثير من المواقف كحالات الطلاق بين الزوجين بالتجاهل لتلطيف الجو و تحويل الحديث و حل المشكلات العالقة.
كثيراً ما يصدر تصرف ما من شخص دون نيّة مبيّتةٍ بالإساءة أو ربما بسبب ضيق نفس و تعكر مزاج، لذلك لا ينبغي علينا التسرع و الحكم عليه و مقابلة إساءته بالإساءة و إنما يجب أن نتفهم وضعه و الظروف التي دعته إلى هذا السلوك ثم مواجهته بتصرف حسن و توجيه هادئ بنّاء لا جرح فيه و لا انتقاد بحيث يتفهم المخطئ خطأه و يستبدله بما هو أفضل….
“إذا تعلمت التجاهل فقد إجتزت نصف مشاكل الحياة”
إذا أردت أن تتعلم كيف تتجاهل شيئاً يضايقك، أول ما يجب عليك فعله هو أن تدرك من أزعجك و لماذا في المقام الأول، فحاول أن تفهم الأسباب الحقيقية وراء شعورك قبل أن تقرر أنك بحاجة إلى تجاهله لتستمر في حياتك، كما يجب عليك اتخاذ فترة استراحةٍ من كل ما يزعجك من خلال إعادة تركيز طاقتك على الأنشطة الإيجابية فالأشخاص الذين يمكنهم إعادة التركيز عليها بدلاً من التركيز على الأفكار غير المرغوبة يكونون أقل عُرضة للإصابة بالاكتئاب، استنشق بعض الهواء النقي مما سيؤدي إلى تغيير المشهد أمامك و الشعور بمزيد من اليقظة و النشاط، افعل شيئاً مبدعاً فهذا أمرٌ ممتعٌ و مهدئٌ للنفس، لا تُظهر اهتماماً بما يقوله و اتركه و انصرف فبالتأكيد لا يمكنك تغيير من حولك و لكن يمكنك حتماً تغيير نفسك إن أردت، اقبل أنه لا يمكنك التحكم في الشخص الآخر أو كيف يشعر تجاهك و بدلاً من التركيز على السلبية وإخبار نفسك باستمرار “أنه يكرهك” ركز على الأشياء الايجابية و أن لديك العديد من الأشخاص الذين يقدرونك و يحبونك، ضع حدود واضحة فقبل أن تتجاهل شيئاً ما أو شخصاً ما يجب عليك وضعها لتتمكن من تحديد ما يمكنك تحمله و ما لا يمكنك تحمله….
“كي تعيش عليك أن تتقن فن التجاهل باحتراف”
التجاهل سلاح فتاك و بلسم شاف إن أُحسن استخدامه في مكانه المناسب فليس كل تجاهل محموداً، فقيام شخص بتقديم النصيحة لك و تجاهلك له هو استخفاف به و ليس تجاهلاً، لذا فتركيزي ينصب حول التجاهل الإيجابي الذي يبني و لا يهدم، و قد يكون من الصعب أحياناً تجاهل موقف، شيء أو حتى شخص يزعجك باستمرار و لكن مع القليل من الجهد، و الكثير من الصبر ستتعلم كيف تتقنه….
“عود نفسك على التجاهل فليس كل ما يقال يستحق الرد”.
#حررعقلكمنكلمةلا_أستطيع