حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة



محتويات

الحلقـه التاسعـه والثلاثون”حوريتي الصغيره”.

تعالـت صرخات نيره وهي تقف علي قارعه،بينما نظرت ياسمين إلي السياره المُتجهه ناحيتها بسرعه البرق ومن شده خضتها تجمدت في المُنتصف دون ان تُحرك ساكناً،وهنا هرولـت نيره بإتجاهها علي الفور ثم قامت بإزاحتها للجهه الاخري ليرتطم جسد ياسمين أرضاً وقد غابت عن الوعـي كُلياً…
مـرت السياره سريعاً وقد اوشكـت علي تدمير ياسمين علي بُعد سنتيمترات ،لكن الله لم يُـرد بها أذي وانجاهـا بأقـل الخسائـر،حيث فقدت الطفل أثر رهبتهـا من المشهد…
جثت نيره علي ركبتيه في مُنتصف الطريق وظلت تصرُخ بهيستيريه وجسدها ينتفض من شده الفزع وهي تحتضن ياسمين إليها…
تجمـع المـاره حولهما وبدأ الناس في تقديم المُساعـدات بينما أمسكت نيره الهاتـف وأجرت إتصالاً بشقيقها وما أن أجابها حتي هتفت بنبرآت مُرتعشه…
-الحقني يا حمزه..الحق ياسمين.
هـب حمزه واقفاً من شـده القلق ثم هتف بنبرآت مُتلهفه…
-فين ياسمين!!..مالها!!
نيره ببكاء مرير:اتعرضت لحادثه ووقعت في نص الطريق.
جحظت عيناي حمزه في صدمه حتي تابع بعصبيه…
-إنتوا فين بالظبط ..إنطقي!!
نيـره مُكمله:اخدتها في عربيه واحده وهنروح مستشفى (….).
حمزه وهو يُهرول بملابس البيت بإتجاه باب القصر دون أن يرُد علي حديث والدته:طيب انا جاي حالاً.
القـي حمزه الهاتف أرضاً ومن ثم هـرول بإتجاه سيارته بينما أخذ نادر ينادي عليه ولكن لا حياه لمن تُنادي..
دلـف حمزه داخل سيارته وبعـدها قاد السياره مُتجهاً لتلك المشفـي بينما قرر نادر تتبعه بالسياره إلي حيث يذهب…
مـر ما يقرُب من الربع ساعه حتي اصطف حمزه سيارته بجانب تلك المشفي وأيضاً نادر ومن ثم دلفوا سوياً للـداخل،ليقوم نادر بإلاستفسار في غرفه الاستقبال حيث ارشـدوه بمكان الحالـه…
صعـدوا الدرج فـور تلقيهم المعلومات ،ومـا أن وصلوا إلي الطابق العلوي وجدوا نيره تجلس إلي أحد المقاعد وتبكي بحُرقه…
هرول حمزه بإتجاهها وبعدها أمسك كلتا ذراعيها ثم ردد بإنهيار والدموع تنساب من عينيه…
-فين ياسمين!..ايه اللي حصل!..انا سايبها امانه معاكِ.
وضعت نيره كفيها علي وجهها ثم أجهشت بالبكاء بصوتاً عالياً وهي تهتف..
-كان في عربيه هتخبطهـا ..وانا ما عرفتش اعمل ايه غير اني ابعدها بإيدي ،ولما وقعت علي الأرض أغم عليها.
حمزه بضربات قلب سريعه:يعني ما حصلهاش حاجه!!
نيره وهي توميء برأسها سلباً:لا ..بس انا خايفه علي البيبي.
في تلك اللحظه تدخـل نادر في الحديث حيث قام بنزع زوجته من بين ذراعي حمزه وقام بضمها إلي وهو يُـردد في هـدوء..
-أهدي كفايه عياط.
نيره بإنهيار:لو البيبي جراله حاجه مش هسامح نفسي،علشان انا اللي اصريت عليها انها تيجي معايا.
نادر بحنـو:ادعيلها بس .
إتجـه حمزه حيث الغرفه التي توجد بها ياسمين ومن ثم اسند رأسه إلي بابها والدموع تسقط من عينيه تلقائياً وهو يُـردد بخفوت…
-“ربي إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللُطف فيه”.. ابعد عنها الشر يارب..انا راضي بقضائك يارب،بس ما تورينيش فيها شـر.
مـر ما يقرُب من الربع ساعه ليجد الطبيب يتجه خارج غرفه العمليات ثم تابع مُوجهاً حديثه لـ حمزه…
-حضرتك زوج المريضه!
حمزه بترقُب:أيوه!!
الطبيب بثبـات:ممكن تتفضل معايا شويه علي المكتب.
اومـأ حمزه برأسه مُتفهماً وترجل بصحبه الطبيب إلي مكتبه وهو يخشي كلماتاً قد تجعله يفقد توازنه ويحتل الإنهيار جسده بالكامل…
جلس الطبيب إلي مقعـده بينما جلس حمزه إلي المقعد المُقابل له وهنـا تابع الطبيب شارحاً..
-هي المدام إتعرضت لحاله إجهاض مُسبقه!!
حمزه بتأكيد:أيوه.
الطبيب بأسف:للاسف حصل إجهاض للمـره التانيه ودا أدي لضعف نشاط الرحم عندها..يعني اصبح في حاله خمول وعلشان يحصل حمل جديد ،لازم الرحم يستعيد نشاطه وشفاءه من جديد ودا هياخد وقت كبير جداً ،وطبعاً مع الادويه والمُنشطـات كُل حاجه هترجع لطبيعتها..بس سامحني إني هقولك دا ممكن علاجه ياخد سنين وخصوصاً إن مرات حضرتك سنها صُغير فـ ما استحملتش تكرار الإجهاض.
تنهـد حمزه طويلاً ،ود لو يصرُخ من شده وجعه لكلمات الطبيب ولكنه لا يجب عليه أن يضعف ،فهي هُناك في تلك الغرفه تنتظـر قوته لتتخذ منها عُكازاً تستند عليه،وهنا تابع حمزه بثبـات…
-وهي عامله ايه يا دكتور!
الطبيب بهدوء:ما تقلقش هي بخير..بمُجرد ما تفوق من تأثير البنج تقدروا تشوفوهـا.
حمزه بتساؤل:ويا تري ينفع انقل رعايتها في البيت افضل من انها تفضل في المستشفي.
الطبيب مُكملاً:لو هتقدروا تقوموا بالدور ..اللي بيقوم بيه المُمرضات هنا ،وتواظب علي الادويه في مواعيدها تقدر تاخذها معاك من بُكـرا.

حمزه بتفهُم وهو ينهض عن مقعـده:تمام.. شكرا يا دكتور.

-أيه!!!!..ايه اللي حصل وامتي!!
أردفـت دعاء بتلك الكلمات في فـزع وهي تُحادث السيده كوثر أثنـاء جلوسها في منزل شقيقها محمد الجيار بينما تابعت كوثر ببكاء..
-حمزه ونادر ،راحولها المستشفي دلوقتـي.
دعاء بخوف:وهي عامله ايه دلوقتي!!
كوثر بأسف:سقطت الجنين.
دعاء بصريخ:أجهضت تاني!!..لا حول ولا قوه الا بالله…قوليلي عنوان المستشفى بسرعه..
املتها كوثر العنوان ومن ثم أغلقت الهاتف معها وهي تُـردد بنبرآت باكيه…
-عملت ايه بس في حياتها علشان تشوف كُل الوجع دا!!
محمد بحُزن:أهدي يا دعاء دا قضاء ربنا..اللهم لا اعتراض.

ياسين مُتدخلاً بحسم:يلا يا جماعه علشان نروح نطمن عليها.

-احمدي ربنا انك كُنتِ مغطيه وشك وإلا كان زمان نيره معترفه عليكِ.
أردف قاسم بتلك الكلمات في عصبيه بينما تابعت سندرا وهي تُحادثه هاتفياً…
-ما تقلقش محدش شافني..بس مش دي المُشكله،المُشكله الاكبر إني معرفتش اخبطها بالعربيه..مرات إبنك انقذتها مين تحت عَجل العربيه.
قاسم بغيظ: كُنتِ اخلصي منهم هم الإتنين..علي العموم اهي أجهضت وخلاص.
سندرا بذهول:هي كانت حامل!!
قاسم بتهكم:مالك هتتعاطفي معاها ولا أيه!!
سندرا مُكمله: طبعاً لا ..بس اول مره اسمع الخبر دا.

قاسم بثبـات:اهو افرحي بقا مُخططك ،مجاش فشنك.

-طيب انا جاي حالاً يا نادر..مسافه السكـه.
أردف هشام بتلك الكلمات وهو ينهض عن الفراش بهدوء شديد خوفاً من أن تستمع زوجته للمُحادثه بينه وبين شقيقه فـ تُصاب بالجنون..

قـام بفتح الخزانه في هدوء خشيتاً ان تستيقظ ومن ثم ارتدي ملابسه واسرع مُتجهـاً إلي المشفـي..

وصـل الجميع إلي المشفـي في آنٍ واحد وبدأوا في السؤال عن حاله ياسمين وقد اجابهم نادر مُطمئناً إياهم بأنها في حاله جيده ولكن قد خسرت الجنين..
نظـر السيد محمد بإتجـاه حمزه الذي يجلس بمعزلٍ عنهم ومن ثم سعـي بخُطواته نحو حمزه وما أن وصل إليه حتي ربت علي كتفه ،بكفـه وهو يجلس بجانبه مُـردداً..
-اوعي تيأس يا حمزه يابني.. “وعسي ان تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم”.
حمزه بنبرآت مُختنقـه:مش مهم انا..انا خايف عليها هي..لو تعرف اد أيه نفسها تكون ام وبتحب الاطفال أزاي..قلبي بيوجعني لما يكون نفسها في حاجه ومش عارف اجيبهالها ،ودا اكبر مثال حرفياً..انا عارف إن مش من حقي اعترض،وإن ربنا له حكمه في كُل اللي بيحصل،بس ياسمين لسه طفله واللي بيحصل دا أكبر من قدرتها..هتستحمله أزاي.
محمد بحنـو:وإنت روحت فين!
حمزه بدموع في مُقلتيه:ضعفهـا هو مُنتهي الضعف بالنسبالي..مفيش حد في الدُنيا هيفهم حُبي للروح دي،محدش هيقدر يستوعب قد ايه ضحكتها بتحيي كُل ذره فيـا،محدش هيفهم اللي بينـا غير ربنا..محدش هيحس بوجعي غيره.
محمد بهدوء:”من رضي بقضاء ربه،ارضـاه الله بجمال قدره”..اعمل اللي عليك وحاول تسند ضعفها،واصبروا سوا وصدقني ربنا رحيم أوي.
حمزه بتفهُم:ونعم بالله.
مـر الكثير من الوقت ومازلت ياسمين في غيبوبه نومهـا لم تفـق بعد بينما تابع حمزه بنبرآت ثابته مُحدثاً الجميع…
-يا جماعه..بعد أذنكم كُل واحد يرجع بيته وانا هفضل مع مراتي..وبُكرا الصبح هاخدها للقصر.
نيره ببكاء:مش همشي من غير ما اسمع صوتها،علشان انا السبب.
إقتـرب حمزه من شقيقته ومن ثم قام بضمها إليه مُـردداً بثبات..
-محدش له ذنب في حاجه ولا حتي إنتي يا نيره..ربنا هو اللي رايد دا..وكفايه إنه سخرك علشان تكوني سبب في إنها لسه بيننا.
نيره بهيستيريه:طيب عاوزه اسمع صوتها بس.
حمزه بحنو وهو يُقبل جبين شقيقته:اوعـدك بكرا الصبح هتكون عندك في القصر .
إقتنعـت نيره بحديث شقيقها وبالفعـل إتجه الجميع عائدين إلي منازلهم بأمـر من حمزه الذي دلف داخل الغرفه التي تقطُن بها زوجتـه ليجدها مُسجاه علي الفراش وقد دبل جفنيها بشكل كبير وأصطبغـت شفتيها باللوان الأزرق وهي تضع كلتا ذراعيه جانباً في حاله إستسلام كامله…
رمقها حمزه بحُزن مُنمق حيث رفض الضعف واقسم علي الثبات امامها وما أن جلس بجانبها إلي الفراش حتي أمسك كفها ثم قبله مُـردداً بحنو..
-عاوز اعترفلك بحاجه ،انا عارف إنك نايمه ومش هتسمعي كلمه من اللي انا هقولها أصلاً ،بس خلينـي اقولك شويه حاجات عُمري ما قولتها قبل كدا…انا حبيتـك من يوم ما شوفتـك في بيت قاسم الطوخي..أُعجبت بحيائك وانا فاكـر انك الخدامه..مش هنكـر إني انجذبت لعينـك وكُنت شغوف إني اعرف النقاب دا خافي وراه ايه!!..عارفـه كمان لما قرأت المُذكره وشوفتك كاتبه تاريخ اول شخص آذاكي وضربك بالقلم ،كان نفس التاريخ اللي كتبته في مُذكرتي لما قومـت مخضوض من النوم وحسيت إن روحي بتروح مني..ساعتها دعيت ربنا كتير انه يسامحني علي أي دمعه نزلت من عينك،واتأكدت إنك النُص اللي هيكملني بجد…النُص اللي كُله خير وهيجر نصه التاني لـ طريقه،،ومش ناسي اول كلمه بحبك طلعت منك وإنتِ بتحضنيني وانا زي الغبي قولتلك خلينا اخوات ،رغم كُل البلاوي اللي عملتها دي،بس ربنا كان لسه مُصر أنه يكافئنـي بيكِ ،ونعم المُكافأه..سكن ما بيتهزش،حنيه العالم باللي فيه،جـوهره عارفه أزاي تصون جوزهـا واسرار بيتهـا،صابـره دايماً علي الإبتلاء بقلب راضي ،ودايماً علاج سريع المفعول لمشاكلي وعصبيتي..أزاي بعد كُل دا ما حبكيش..أزاي ماسندكيش بكُل ذره فيا.. إنتِ خليتيني أحبـك غصب عني،لان اللي زيك ما ينفعش،ما يتحبش..انا بعشقك يا ملاكـي الصُغير..وعارف اد أيه نفسك في طفلي ،وعلي فكره كُنت بسمعك دايماً وإنتِ بتصلي وبتدعي بدعي وكُنت بردد وراكِ “أميـن”،بس ممكن علشاني ما تضعفيش..دمعتك بتضعفني..ممكن ما تعيطيش علشان ابان قوي قدامك!!…ممكن!!
أجهـش حمزه بالبكاء،عقب إنهـاء حديثه وهو يضع كفيها امام شفتيه ويبكي بحُرقه بينما تابعت هي بنبرآت واهنـه…
“وبشر الصابرين،الذين إذا أصابتهم مُصيبه،قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”.
حمزه بحنو :صدق الله العظيم.
ياسمين بوهن: اوعـدك مش هعيط…بس إنت امسح دموعك الاول واوعـدني نفس الوعـد.
حمزه وهو يضُمها إلي صـدره:اوعـدك.

أسنـدت رأسها إلي صدره ثم غطت في النوم من جديد بينما وضع هو الغطاء عليها ثم اغمض جفنيه في إرهـاق…

“في صباح اليوم التالـي”
أزاي اختي تكون في المُستشفي وما تقوليش!!،ملكش حق تعمل كدا!
أردفـت رنيم بتلك الكلمات في صُراخ بينما تابع هشام بثبـات..
-رنيم..لاحظي إن نبره صوتك عليـت أوي.
رنيم بعصبيه:هو دا اللي مضايقك..يعني مش حاسس بوجعي لما اعرف انها في المستشفي وانا نايمه هنا.
تنهـد هشام بعُمق ومن ثم أسرع بخُطواته نحوها ثم تابع بهدوء..
-يا حبيبتي.. إنتِ واحده حامل وليكي عُذرك..إزاي هقومك من نومـك واقولك خبر يُخضك فجأه كدا.
رنيم وهي تبكي بين أحضانه:نفسي ياسمين تفرح بقا.
هشام بحنـو:ادعيلها..ويلا جهزي نفسك ،علشان حمزه كلمني وقالي انه واخدها علي القصر.

نيره بحزن:حاضر.

-مُستعده يا ياسمينتي!!
أردف حمزه بتلك الكلمات وهو يحملها بين ذراعيه مُتجهاً خارج باب الغرفه في حين استقبله وائل بالخارج ثم ردد بهدوء..
-الف سلامه يا مدام ياسمين.
ياسمين بهدوء:الله يسلمـك.
حمزه بتساؤل:وصلت لاي حاجه عن العربيه دي!!
وائل مُكملاً:للاسف لسه..انا بلغت البوليس ،وخدنا اقوال نيره..وهي قالتلنا علي بعض الارقام اللي كانت موجوده علي العربيه…ولو حصل اي جديد هيبلغونا.
حمزه بثبـات:تمام.
أتجـه حمزه بزوجته خارج باب المشفي ،ليقوم وائل بقياده السياره التي تنقلها إلي القصـر ،وبالفعل وصلوا جميعاً إلي القصر ليقوم حمزه بحملها بين ذراعيه من جديد ،ومن ثم صعـد الدرج وقام بإدخالها إلي الغرفه،واضعاً إياها في الفراش…
هـرولت نيره ناحيتها ومن ثم قامت بضمها وهي تبكي في حُزن مُـردده…
-أنا أسفه يا قلبي سامحيني.
ياسمين بإرهاق:أسفه علي ايه يا حبيبتي!!…دا قضاء ربنا.
نيره بحزن:مش زعلانه مني يا ياسمين!!
ياسمين بحنـو: طبعاً لا..كفايه عياط بقا.
في تلك اللحظه إقتربت نيره من حمزه ثم قامت بمد يدها له وهي تُتابع..
-الساعـه بتاعتك يا حمزه.
حمزه بإستغراب وهو ينظُـر للساعه القابعه بين كف نيره:دي كانت ضايعه مني..لقيتها فين دي!!!
يتبع
#علياء_شعبان




71599 مشاهدة