حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
حوريتي الصغيره للمبدعه علياء شعبان\كاملة



محتويات

الحلقـه الأربعون “حوريتي الصغيره”..(الجزء الثاني).
قاسم بترقُب:تتكلمي معايا في أيه!!
دعاء بثبـات:انا وياسمين عاوزين نقرأ وصيه منصور بنفسنـا.
قاسم بحده: شكل القاعـده مع ياسمين جننتك.
دعاء بغضب عارم:لا انا مش مجنونه ومن كامل حقي اضطلع علي الوصيه ودا اللي إنت هتعمله بكرا يا قاسـم..وفي كمان حاجه ياسمين عينت ياسين ابن عمها يشتغل مكانها في الشركه (رئيس تنفيذي).
قاسم بعصبيه:نعم!!..هي هتعين بمزاجها ولا أيه!!
دعاء ببرود:هو دا اللي حصل أصلاً وبكرا ياسين هيستلم الشُغل ونادر هيدربه…وياريت تجهز الوصيه بكرا.
نهض قاسم عن مقعده والدماء تغلي في عروقه ومن ثم تابع بنبرآت مُغتاظه..

-قولي يارب.

-استلم الشُغل من بكرا!!..شُغل ايه دا!!
أردف ياسين بتلك الكلمات في دهشه بينما أكملت ياسمين حديثها وهي تتحاور معه هاتفياً…
-شغلك في الشركه..دا أصلاً حقك..وكمان إنت عارف ظروفي وقاسم الطوخي مش سايبني في حالي.
ياسين بثبـات:بس انا عندي شُغلي ومش محتاج لاي شغل تاني.
ياسمين بتفهم:بس انا محتاجاك في الشركه لو سمحت.
تنهـد ياسين بعُمـق ومن ثم تابـع بنبرآت مُتسائلـه..
-وهبدأ من أمتي!!
ياسمين بسعاده:من بكرا..هتروح الشركه وهتلاقي نادر مستنيك وهيدربك علي الشغل.

ياسين بهدوء:تمام..إن شـاء الله هكون موجود هناك بُكرا.

-شكلها أتجننت علي الاخر..خلاص الشركه بقيت بتاعتهم وبيشغلوا اللي علي مزاجهم وانا مابقاليش لازمه..البنت دي جابت اخرها معايا،قسماً بالله ما هرحمها.
أردف قاسم بتلك الكلمات في عصبيه مُفرطه والشرر يتطاير من عينيـه في حين تابعت سندرا وهي تجلس بجانبه في السياره…
-طيب اهـدي وقولي ناوي تعمل ايه!!
قاسم بلهفه للإنتقـام:انا المره السابقه سيبتك إنتِ تخططي،بس المره دي انا اللي هخطط وانفذ.
سندرا بترقُب:ناوي علي أيه!!

قاسم بحده:هتعرفـي بكرا.

-حمزه حبيبي طمـني!!..رنيم جابت بيبي ايه!!
أردفـت ياسمين بتلك الكلمات وهي تحتضن زوجها بفرحه في حين تابع هو بإبتسامه هادئـه…
-جابت ولد زي القمر ،،ربنا يحميهولهم.
نيره بفرحه:ماشاء الله ،،ربنا يسعدهم.
كوثر بتساؤل:طيب هنروح نزورهـا أمتي!!
حمزه مُكملاً وهو يتجه ناحيه الدرج:تقدري تروحي إنتِ ونيره بكرا يا أمي..وانا هخلص شغل وهاجي أخد ياسمين واوديها.
كوثر بتفهُم:ماشي يا حبيبي.
صعــد حمزه الدرج دون أن يلتفت لزوجته ويصطحبها معه كعادته،ولكنه هذه المره إتجه إلي غرفته بمُفرده وقد لاحظـت ياسمين تغيُر معالم وجهه ولكنها عادت جالسه إلي مقعدها وقد التزمت الصمـت تماما ً…
دلــف حمزه داخل غرفته ثم جلس في أحـد زوايا الغُرفه وقد إنطوي علي نفسه وبدأت الدموع تنساب علي وجهه وآنين مُختنق ممزوج بنبرآت خشنه يصدُر منه…
“علي الجانب الاخر”
لم تستطع ياسمين الجلوس اكثر من ذلك فقد شعرت أن زوجها ليس علي ما يُرام فقررت الصعود إليه،وبالفعل قامت بصعود الدرج وما أن وصلـت إلي الغرفه وقبل أن تقوم بفتحها سمعت صوت أنينـه الثائـر فتجمدت يدها في تلك اللحظه وبدأت دموعها في الهطول وما أن أحست أن شهقاتها ستفضحها حتي قررت العوده إلي الطابق الارضي من جـديد حتي لا تُزعجـه…
إتجهت ببصرها ناحيه الدرج وبعد ان خطت بضع خُطوات تجده يقوم بجذبها من ذراعها إليه ثم تابع بنبرآت هادئـه …
-رايحه فين!!ومادخلتيش الأوضه ليه!
ياسمين بتلعثم ونبرآت مُختنقـه:نسيت حاجه مع نيره وهروح اخدهـا.
قـام حمزه بإدخالها إلي الغرفه،ثم اجلسها إلي الفراش وجثي هو علي رُكبتيه أرضاً مُتابعاً…
-أنا أسف ،ماتزعليش مني..عارف إني خونت الوعـد اللي بيننا.
أجهشت ياسمين بالبُكاء من جديد ومن ثم قامت بمسك كفيه وقربتهما من فمها وهي تُقبلهما بحنو حيث تابعت بشهقات مُتقطعه..
-أنا اللي أسفه ،علشان كان نفسي افرحك بطفل ،زي ما إنت دايماً بتحاول تسعـدني.
حمزه بحُب بعد أن جلس بجانبها،ضامـاً إياها بحُب…
-ياسمين..تعالي نسمع لبعض اللي حفظناه من القرأن.
ياسمين بهدوء وهي تمحو دموعها بظهر كفها:موافقه..بس بشرط لو عاوزني اسمعلك.
حمزه رافعاً احد حاجبيه بمرح:ايه بقا هو الشرط.
ياسمين مُكمله بطفوله:نفسي في تشوكليت ناو.
حمزه وهو يضرب غُره رأسه بيده:ياريتك كُنتِ قولتـي دا قبل ما اطلب من البواب انه يقفل بوابه القصر(بوابه الكترونيه)(تُفتح تلقائياً بميعاد مُعين).
بحُزن مُصطنـع:لا خلاص كـدا انا زعلانه.
إبتسم حمزه بهـدوء علي طفولتها ومن ثم تابع بعد فتره من التفكير..
-خلاص موافق..يلا سمعـي.
بـدأت ياسمين تُلقي علي مسامعه ما قامت بحفظـه وكذلك فعل هـو وبدأ يتلـو الآيات بصوتاً عذب ،جعل ياسمين ترغب في سماع صوته لاطول فتـره مُمكنـه حيث ما أن إنتهي حتي قامت بإحتضانه في سعاده…
-أنا بحبـك اوي يا زوجي العزيز..صوتك يجنن ..وبسبب الجمال اللي في صوتك دا ،انا خلاص عفيتك من التشوكليت.
حمزه بإصرار:لا معلش انا راجل وكلمتي واحده.
ياسمين بضحك:يعني هتعمـل ايه ،ما خلاص الباب اتقفل.
نهـض حمزه عن الأرض ومن ثم قام بجذبها من ذراعها مُتجهين خارج الغرفه وهو يُـردد..
-هتشوفـي دلوقتي.
قــام حمزه بإصطحابها حتي الباب الخارجي للقصر ليجدوه مُغلق بالفعل وهنا رددت ياسمين بهدوء..
-إنت هتعمل ايه يا مجنون!!
حمزه وهو يقترب من سور القصر:هتشوفي دلوقتـي.
إقتـرب حمزه من السـور ثم قام بتسلقـه بعد عناء شديد منه وذلك بسبب علو السور بدرجه كبيره بينما وضعت ياسمين يدها علي فمها في قلق…
-إيه اللي إنت بتعمله دا يا حمزه،إنـزل الله يخليك.
حمزه بثقـه:ما تخافيش عليا،إستنينـي هنا دقيقتين وراجعلك.
وبالفعل تمكن حمزه من تسلـق السور حيث عبره للجهه الاخري المُطله علي الشارع الرئيسي،وقد غاب لبضع دقائق ثم عاد مُجدداً مُكررا محاولتـه لتخطي السور ولكن في تلك اللحظـه سقطـت قطعه من الحجر علي الأرض لتُصدر صوتاً عالياً إستيقظ علي أثرها البواب وما أن رأي حمزه حتي هتف بصوتاً عالياً..
-حرااااامي.
هبـط حمزه للداخل مُجدداً ليجد ياسمين في إنتظاره ،ومن ثم نظر الإثنان بإتجاه البواب الذي هـرول ناحيتهم مُمسكاً بعصا غليظه للغايه،،وهنا تابعت ياسمين وهي تحتمي خلف زوجها…
-كلمه يا حمزه دا فاكرنا حراميه.
حمزه بنبرآت عاليه:عم عبده ،نزل العصايا دي الله يهـديك.
وما أن سمع البواب صوته حتي بـدأ يتفحص المُتحدث جيداً وذلك بسبب الظلام الذي ساد المكان..
البواب بأريحيـه:انا اسف يا حمزه بيه..افتكرتك حرامي.
حمزه بهدوء وهو يربُت علي كتفه:لا ولا يهمك يا عم عبده..دا إنت راجل جامد،لو حد قرب من القصر هتعمله إرتجاج في المـخ.
البواب بتساؤل:بس إنت عدم اللامؤاخذه يا باشا ،ماقولتليش ليه افتحلك الباب الاحتياطي.
حمزه بثبـات:مكنتش عاوز اصحيك ياراجل يا طيب. ياسمين مُتدخله:اوعي تضرب حد بالعصايا دي تموته.
البواب بتلقائيه:امال اسيب الحرامي..يخش عليكم القصر يموتكم إنتوا.
حمزه وهو يربُت علي كتفه:روح كمل نوم يا عم عبده ،بوشك السِمح دا.
البواب بتفهُم:ماشي يا باشا..تصبح علي خير.
أطلقت ياسمين ضحكه عاليه في تلك اللحظه ومن ثم تابعت بنبرآت سعيده…
-بجد راجل دمـه زي العسل.
حمزه بخُبث:وانا راجل دمي حامي وما قبلش إن مـراتي تعاكس الرجاله.
سعـدت ياسمين بشده لحديثه بينمـا قام حمزه بجذبها من ذراعها حتي وصلوا إلي مُنتصف الحديقه ومن ثم فـرد جسده علي العُشب لتقوم هي بإمـداد جسدها بجانبه،واضعه رأسه علي كتفـه…
حمزه بحُب:يلا هنبص علي القمر ،إحنا الإتنين وكل واحد يدعي بدعوه بيتمناها ،بس ما يقولش للتاني عن دعوته.
ياسمين بسعاده:ماشي.

دعـي كُل واحد منهم بما يتمناه في حين بدأت ياسمين بتناول قطع الشيكولاته بالتناوب بينها هي وزوجها…

“في صباح اليوم التالـي”
-أنا ماشي يا قلبي..بمُجرد ما اخلص الشُغل هكون عندك وهنروح سـوا المستشفى.
أردف حمزه بتلك الكلمات وهو يطبع قُبله حانيه علي جبين زوجته في حين إنصاعت هي لكلماته مُـردده..
-حاضر..بس ما تتأخـرش عليا ،علشان ماما ونيره ماشيين.

حمزه بتفهُم:حاضر.

“في المشفـي”
رنيم بسعاده وهي تحتضن صغيرها:شبهـك أوي يا هشام.
هشام بمرح:أيوه ما أنا عارف حلو زي ابوه.
دعـاء مُتدخله:إحنا ما عندناش حد وحش في العيلـه أصلاً.
هشام مُتذكراً:اه صحيح..نسيت اكلم نادر واقوله يستقبل ياسين في الشركه علشان يبدأ معاه تدريب.

إتجـه هشام في تلك اللحظه خارج الغرفه ومن ثم امسـك هاتفـه وقرر إجـراء إتصالاً بشقيقه…

-أنا ماشي يا حج محمد..ادعيلي ما اقابلش الراجل اللي اسمه قاسم الطوخي دا.
أردف ياسين بتلك الكلمات في إستعداد بينما تابع السيد محمد بحنـو…
-تجاهله يابني ..دا ربنا بيقول “وإذا خاطبهم الجاهلون،قالوا سلاما”..بس الاهم إنه ما يثيرش غضبك فـ تبقي ساعتها إنت الغلطان.
ياسين بتفهُم:حـاضر.

إتجه ياسين صوب باب المنزل في طريقه إلي شركه الجيار ليبدأ يومه الاول بالعمـل..

-ياسمين يا حبيبتي احنا ماشيين..خلي بالك من نفسك.
أردفـت السيده كوثر بتلك الكلمات في حنو بينما تابعت ياسمين بتفهُم وهي تجلس أمام التلفاز..
-حاضر يا أمي.
نيره بسعاده: أخيراً هروح اشوف البيبي.

ياسمين ضاحكه:بوسيهولي ،لحد ما اجي اشوفـه.

جلس حمزه إلي مكتبه مُندمجاً لدرجه كبيره في تلك الاوراق بين يديه وقد أخـذه الوقت دون أن يشعُـر في تلك الاثناء قام بالنظـر إلي الوقت في ساعه يده ،وللحظـه تذكر امر هذه الساعه،كيف اختفـت فجأه وظهرت مره أخري !!،وكيف وجدتها نيره بمكان حادثه ياسمين وهنا قام حمزه بفك الساعه من حول يده ثم أخـذ يفحصها بتركيز ،لينظر إلي باطن الساعه في صدمه شـديده وهو يجز علي أسنانه…
-سندرا!!..ايه اللي كتب الاسم دا علي الساعه بتاعتي!!
“علي الجانب الأخر”
وصـل ياسين حيث باب الشركه ولكثره السيارات التي تصطف امام الشركه قرر إيداع سيارته في الچراچ ،ومن ثم دلـف لداخل الجراج مُباشـره وقبل أن يترجل خارج السياره ،سمع صوتاً لشخصاً ما يُتابع في عصبيه قائلاً…
-بقولك تجيبيلي الدجال دا من قفاه ،وتستنوني في المكان اللي بنتقابل فيه يا سندرا.
سندرا بتساؤل:إنت ناوي علي أيه!!
قاسم بصرامه:ناوي ادفنها مع العمل وهي حيـه ،علشان نخلص منها.
سندرا وهي تنظُـر له بصدمه:هتدفنها وهي عايشه!
قاسم بنبرآت أشبه لفحيح الافعي:دي نهايه اللي يفكر يقف قدامي..انا دلوقتي بعتت حسان لڤيلا الشيخ وهو هيخطفها وهيوديها المقابـر .
سندرا بصدمه:مش خايف لحد يشوفه.
قاسم بثبـات:كلهم عند مرات هشام في المستشفي..وكمان بعت المُحامي المُغفل دا يجيبلي الوصيه الحقيقيه من مكتبي علشان احرقها.
جحظـت عيناي ياسين وهو يستمع لحديث هؤلاء الافاعـي في صدمه وما أن نظر من نافذه السياره حتي تأكـدت ظنونه وعرف أن الضحيه هي ابنه عمـه…
إنتظـر ياسين حتي قـاد قاسم سيارته مُتجهاً خارج الجراج بينما أمسك هاتفه وقلبه يعلو ويهبط قلقاً عليها وقد قرر الإتصـال بشخصُاً ما..
حمزه مُجيباً:أيوه السلام عليكم.
ياسين بأنفاساً لاهثـه:الحق ياسمين يا حمزه ،قاسم الطوخـي وسندرا بعتوا واحد يخطفها من القصر وهياخدوها علي المقابـر وبيقول انه هيدفنها مكان العمل.
سقـط الهاتف من يـد حمزه واخذ يُهرول كـ المجنون خارج مكتبه وما أن رأه وائل علي هذه الحاله ،حتي تبعه علي الفور ،بينمـا قرر ياسين الإتجاه إلي داخل الشركه في مُحاوله للإمساك بالمُحامي..
قــاد حمزه سيارته مُتجهاً إلي القصر وهو يضرب بقبضته مُقود السياره هاتفاً بصوتاً مُختنقاً..
-ياااااارب… ياسمين لا..أقسم بالله ما هيكفيني فيهم القتل.
وائل بقلق:أهدي يا حمزه..ما تخافش،هتكون بخير بإذن الله.
حمزه بعصبيه مُفرطه:بخير أزاي!!..إنت مش سامع بيقول ايه!!..أذيتهم في أيه علشان عاوزين ينتقمـوا منها.
وائل وهو يبتلع ريقه:أهدي يا حمزه ..مش هنلحق ننقذها..لاننا بالطريقه دي هنموت.
لـم يستمع حمزه لكلمات صديقه البته وأخيراً قارب علي الوصول لباب القصر وعلي بُعد امتـار قليله يجد شخصاً ما يُكمم فمها ثم يُدخلها إلي سيارته ومن ثم قادر السياره علي الفـور…
أسرع حمزه بإتجاهه السياره بينمـا عافر السائق كثيراً للتخلُص والفرار من حمزه
“علي الجانب الأخر”
-حاطط العمل في انهي مقبره!!
الدجال بضيق:في دي يا باشا.
قاسم وهو يمسك الدجال من ياقه قميصه بعصبيه:ارفع معايا الباب يلا..عقبال البنت ما تيجي.
بـدأ الدجال في رفع باب المقبره بمُعاونه قاسم وما أن انتهوا حتي تابع الدجال بخُبث..
-انزلوا معايا شوفوا العمل.
سندرا بخوف:لا لا لا ،،انزلوا إنتوا انا هستني هنا.
الدجال بثبـات:هو مش العمل يخصك إنتِ يا هانم.
قاسم بحده:انزلي خلينا نشوف هندفنها فين بالظبط.
وبالفعـل دلف قاسم داخل المقبره هابطاً الدرج ثم تبعته سندرا وكانت أطرافها ترتعش من شده الخوف،بينما وجدها الدجال فرصه ذهبيه للإنتقام منهم ،وذلك لرفضهم إعطاءه أمواله كامله..

في تلك اللحظه قام بإزاحـه الغطاء الحجري بكامل قوته حتي تم إغلاق باب المقبره كُلياً بينمـا هرول الدجــال مُتجهاً خارج المقبره حتي ينجو بنفسـه…

ظل حمزه يضرب السياره من الخلف بينما قرر وائل إطلاق النار علي إحدي عجلات السياره وبالفعـل تمكنوا من إتلاف عجلات السياره حتي نجحوا في إيقافها،في تلك اللحظه هرول السائق بعيداً بينما تبعـه حمزه وبالفعل تمكن من الامساك به..
أخذ حمزه يكيل له الضربات وكأنه يُخرج خوف هذا الوقت فيه ،سالت الدمـاء من وجه الرجل بالكامل في حين تابع حمزه بصوتاً أجهش…
-كُنت واخدها ورايح فين!!!
الشاب وهو يتنفس بصعوبه:انا كُنت بنفذ اوامر قاسم الطوخي يا بيه.
حمزه وهو يُسدد له لكمه أُخـري:دا انا بقا اللي هدفنك حي جنبه.
أمسكه حمزه من ياقه قميصه ثم طلب من وائل التحفُظ عليه جيداً،بينما قام حمزه بفـك الاحبال المربوطه حول يدي زوجته المُنهاره حيث ردد بنبرآت حانيه..
-أنا جنبك ،ما تخافيش.
ياسمين ببُكـاء:مين دا يا حمزه وعاوز ايه!!
حمزه وهو يحتضنها باثقاً في وجه الشاب:هتعرفي كُل حاجه دلوقتي.
قـاد حمزه السياره حيث جلست ياسمين بجانبه بينما جلس الشاب بصُحبه وائل في الخلف وما أن وصلوا حتي المقبره المقصوده ليُتابع الشاب ..
-هو دا المكـان.
ترجلوا جميعاً خارج السياره ومن ثم إتجهت حيث المقبره ولكنهم لم يجدوا أحداً بالمكان في تلك اللحظه وجد حمزه هاتفه يُعلن عن وصول إتصالاً فـ أمسكه علي الفور …
ياسين بثبـات:أيوه يا حمزه انا مسكت المحامي،واعترف بكُل حاجه.
حمزه بتفهُم:هاتوا وتعالي علي مقابر (….)،وجيب البوليس معاك.
أغلق حمزه الهاتف معـه ومن ثم تابع بصوتاً جهوري مُلتفتاً للشـاب…
-فين قاسم الطوخي يلا..لادفنك هنا!!!
الشاب بخوف :والله يا باشا هو قالي،اسبق علي المقبره دي.
ياسمين بفـزع:حمزه ..ف فف في صوت جاي من المقبره..اسمع اسمع.
بـدأ حمزه يتنصت للصوت جيداً وبالفعل سمع طرقات خفيفه تصدُر من داخل المقبره وهنا تابع بنبرآت مُتـرقبه…
-تقريباً في حد جوا المقبره.
أجهشت ياسمين بالبُكاء من جديد ليقوم حمزه بضمها إليه مُتابعـاً…
-اهــدي يا ياسمين انا جنبك.
مـر ما يقرُب من النصف ساعه مُنتظرين وصول الشرطه بصُحبه ياسين وما أن جاءوا ،حتي تابع الضابط بترقُب…
-محدش قدر يوصل لقاسم!!
المحامي بخوف:يا باشا انا اعترفت بكُل حاجه..انا ماليش ذنب في اللي بيحصل دا.
حمزه بعصبيـه:اخرس خالص.
وائل بإستكمال:الاهم دلوقتي إن في صوت جاي من المقبره دي
وفي تلك اللحظه أمـر الضابط رجاله بفتح المقبره في الحـال وما أن أبرزت ما بداخلها حتي شهقت ياسمين في فـزع..
حيث رمقتهم سنـدرا بجسداً مُنتفضاً وشفاه زرقاء،بينمـا ارتمي قاسم أرضاً وقد إختنق داخل المقبره حتي ازرق جسـده بالكامل ،أي فارق الحياه امامهـا ،إنتهي به الحال هناك في هذه المقبره الذي فكر يوماً في وضع غيره بها ،وهذا الموقف من مواقف القصاص الإلهيه “ولا يظلم ربك أحدا””يا أيها الناس إنما بغيكم علي أنفسكم”..وهذه الآيه شاهد لقول عبدالله ابن مسعود -إن البغي يصرع اهله،وإن علي الباغي تدور الدوائر-،،هكذا دارت الدائـره ومن استبد في الأرض ،نال ما يستوجب نيله “والله عزيـز ذو إنتقام”.
دفنـت ياسمين وجهها بين ذراع زوجها وأخذ جسدها ينتفض في خوف بينما قام رجال الشُرطه بإخراج سندرا التي ما أن جلست أرضاً حتي أخذت تُردد بنبرآت جنونيه…
-شوفت تعبان كبير جوا..هو اللي موت قاسم،وكان عاوز يموتني انا كمـان،،بس انا مش عاوزه امـوت..انا غلطانه بس مش عاوزه امـوت.
بـدأ الضباط في إتمام إجراءات الدفن الخاص بقاسم الطوخي كما دونوا جميع أقاويل المحامي والاتهامات ضده بينما تابع محمد الجيار بنبرآت هادئـه…
-تسمح لي يا حضرت الضابط ،انزل القبر دا لثواني بس.
الضابط بتساؤل:القبر لازم يتقفل حالاً دي إنتهاكات من المتوفي.
محمد بتفهُم:فاهم حضرتك،بس المتوفي كان عامل عمل لابني بمساعده الدجال وانا عاوز اتخلص منه.
وبالفعـل سمح له الضابط بنزول القبر ،وما أن دلف للداخل حتي وجد فضلات عظام مُلقاه في جانب المقبره ،وهناك في احد الزوايا الأخري صوره لاحد الأشخاص مُدبسه في قميصاً مـا…
أمسك محمد الصوره ،ليجدها بالفعل صوره خاص بحمزه ،فتأكدت ظنونه من ان القميص يخُصه أيضاً وأيضاً وجد في جيب القميص ورقه مُدون عليها كلمات غير مفهومه وفي تلك اللحظه قام بجمعهم في حقيبه صغيره ثم ترجل خارج المقبره بهدوء شديد…
وصلت دعاء بصُحبه ابنيها إلي المقبره حيث اعلمها محمد الجيار بما حدث لزوجها ،وإنتظرتهم الشرطه لإستلام جُثه المتوفي…
دعاء بصريخ:قاسم مات!!..قولتله أرجع عن اللي إنت بتعمله،بس كمل..انا كُنت عارفه إن دي نهايته.
سندرا هاتفه بصوتاً عالياً وكأنها سارحه في ملكوتاً أخـر:انا غلطانه بس مش عاوزه اموت.
سالـت الدموع علي وجنتي ياسمين ومن ثم إبتعـدت عن زوجهها مُتجهه ناحيه سندرا لتقوم بأخذها بين احضانها مُردده..
-أهدي ..ما تخافيش.
رمقها حمزه بإستغراب شديد ومن ثم هـرول ناحيتها هاتفاً بضيق…
-ابعدي عن المريضه دي.. إنتِ بتحضني مين!!..دي من شويه كانت عاوزه تدفنك وانتِ عايشه.
ياسمين ببُكـاء:سيبها يا حمزه..مش إحنا اللي هنحاسبها في الدُنيا..كفايه اللي شافته جوا القبر.
أخذت ياسميـن تربُت علي ظهر سندرا بهدوء بينما تابع هشام بثبـات…
-إنا لله وإنا إليه راجعون.

نادر ببكاء:إنا لله وإنا إليه راجعون.

مـر ثلاثه ايام علي هذا الكابوس ،حيث تم دفـن قاسم بالمقابر الخاصه بعائلته وإتمام إجراءات العزاء كامله وأيضاً تم القبض علي المحامي وجميع من عاون قاسم في جريمته بينما تم تحويل سندرا إلي مشفي الأمراض النفسيه والعقليه وقد أوصت ياسمين علي ابن عمها للعنايه بها…

فـ رغم ما أخفتـه لها من ضغائن ،بادلتها ياسمين بالحُسنه،قد تكون صغيره سناً ولكنها عانت كثيراً في حياتها..ولكنها دائماً كانت تتجنب أن تبقي عفتها وقربها من الله كـ “الكيس المثقوب”.تجنبت دائماً أن تنام ليله وفي قلبها ضغينه تجاه شخصاً اخر.تجنبت أن تتصدق علي الفقراء،ثم تذلهم..كانت تتجنب إحتقار الأقل منها إيماناً”كذلك كُنتم من قبل فمن الله عليكم”..إتخذت ياسمين مبدأ في حياتها دائماً ما تُردد “ماذا فعل الله لي،لكي لا أريد رؤيته”..نعم افعالنـا المُتنافيه لديننا تُبعدنا خطوات وخطوات عن رؤيه وجهه عز وجل ،فـ إياك أن تكُن مسلماً بالاسم،لا تقف في المُنتصف اي لا تكن مُسلماً في الهويه،ولا مُسلماً بلا اسلام..بل قف علي ناصيـه الطريق وعافر،عافر لتنل رضاه ..عـافر بنيه التقرُب له ،يُعطيك وأكثر ،فـ الله يفرح إن وجد عبده يتخل عن طريق الشيطان ويُهرول إليه عائداً “إني ذاهب إلي ربي سيهدين”..يُحب الله أن يسمع مُناجاتك له،يغـار الله إن ابقيتي قلبك في يـد بشرياً وهو خالق ومُقلب القلوب..يغار الله عليكِ ،إذا تعلق قلبك بغيره،ويسعد أضعافاً إن اكتفيتي بحبه ،فيمنحك ثواباً منه ورضي في هيئه إنسان..تظُنينه أنتِ مُجرد زوجاً ولكنه في حقيقه الأمـر هديه مُختاره من الله..”وأن يستعففن خيرُ لهن”.

-جلست ياسمين إلي أحـد المقاعد في حديقه القصر،ويتردد علي ذهنها ما قالته عمتها…
-“لو اعرف إنه هيأذيكِ يا بنتي وهيأذيني ،كُنت سمعت كلام أخويا يوميها..يوم ما قالي وكأن قلبه حاسس “بلاش قاسم يا دعاء،ماهوش خير ليكي ،دا ما بيعرفش غير يأذي وبس..انا خايف عليكِ يا حبيبتي”.
تنهـدت ياسمين في إرهاق لتجده يضع قبله حانيه علي جبينها..
-صباح الورد..يعني لما صحيتي ،ما صحيتينيش.
ياسمين بهدوء:ما حبيتش اقلقـك.
حمزه وهو يجلس بجانبها:ممكن نبطل تفكير بقا.
ياسمين ببُكـاء وهي تُلقي برأسها بين أحضانه..
-بابا وحشنـي أوي.
حمزه بثبـات..
-ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنه.
ياسمين ببُكـاء:اللهم امين.
حمزه بهدوء:انا عندي ليكي مُفاجأه،كُنت مستني لما تكمل للأخـر..بس انا شايف إنك محتاجه للهديه دي دلوقتـي…يلا قومي معايا.
ياسمين بإستغراب:هنروح فين يا حمزه!

حمزه وهو يجذبها مُتجهين خارج باب القصر:بس تعالي يلا.

-هشام مش هتاكل!!
أردفـت السيده دعاء بتلك الكلمات في حُزن بينما تابع هشام وهو يجلس بجانب زوجته علي الفراش…
-مش عاوز يا أمي.
رنيم بضيق:هشام إنت ما كلتش حاجه من يومين.
هشام بنفاذ صبر وهو يتجه خارج الغُرفه:قولت مش عاوز.

دعاء مُلتفته لرنيم بحنـو:اعذريه..اللي شافه مش هين أبداً.

قـاد حمزه سيارته مُتجهاً إلي مكان ،لم يخطُر علي بالهـا أبداً ولكنها ما أن رأتـه يسلُك ذلك الطريق المعروف بالنسبه لها حتي رددت في لهفه مشكوكاً بهـا…
-حمزه إنت رايح فين!!
حمزه بثبـات: إنتِ شايفه ايه!
ياسمين بلهفـه:إنت رايح بيت بابا!!
حمزه وهو يوميء برأسه إيجاباً:بالظبط.
ياسمين بسعاده وقد إرتسمت إبتسامه واسعه علي شفتيها:تعرف إني لسه كُنت بفكر في دا من شويه..إنت أزاي عرفت.
حمزه بحُب:قلـب العاشق.
ياسمين بفرحه:انا فرحانه اوي،عاوزه انام علي سرير بابا واشم لبسه ،وحشني اوووووي.
حمزه بإبتسامه هادئـه:بس مش دي المُفاجأه.
ياسمين بترقُب:هو في أحلي من كدا!!
حمزه بحنـو:اه ..هتعرفي حالاً.
مـر ما يقرُب من الساعه والنصـف ليقف حمزه أمام بيت منصور الجيار ،الخالي من الحيـاه مُنذ وفاته وإنتقال ياسمين إلي القاهره…
وما أن ترجلوا خارج السياره حتي ظلت ياسمين تنظُـر إلي المنزل بلهفه وإشتياق بينما قام حمزه بوضع كلا كفيه علي أعيُنها قائلاً..
-أمشي معايا.
ياسمين بإستغراب:في أيه!!
لم يتفوه حمزه بكلمه حيث سـاروا بضعه أمتار من المنـزل ومن ثم أبعـد حمزه كفيه لتنظُر ياسمين لذاك البناء العالي والذي تُحيطه رُقعه كبيره من الأرض الزراعيه المُتفتحه بأزهار الياسمين…
ياسمين بعدم تصديق وهي تقرأ المُدون علي هذا البناء: “ملجأ منصور الجيار”..ايه دا يا حمزه بجد!!
حمزه بثبات:ملجأ علي روح بابا منصور.
ياسمين بنبرآت أشبه للبُكـاء: ومين اللي زرع الياسمين دا حواليه!!
حمزه مُكملاً:كلفت مجموعه من الفلاحين انهم يزرعوا.
هـرولت ياسمين إليه ثم قامت بإحتضانه وهي تبكي من فرط سعادتها بما فعل حيث تابعت بحُب…
-بحبـك أوي يا حمزه..انا دلوقتي بس عرفت إني مش يتيمـه..بابا وطيبه وحنيه وخوف بابا عليا موجودين فيك…ربنا يديمك خير سند ليا.

حمزه بهُيـام:ويديمك أحن اُم عليا.

“وتعـدي سنه ونصف كامله”
يقف حمزه أمام غرفه العمليات والعرق يتصبب منه خوفاً عليها حيث اخبره الطبيب مُنذ بدايه الحمل ،أن رحمها ضعيفاً للغايه ،وكان الطبيب قد فقد الامل في حمل لها من جديد ،ولكنه حدث ،ليُعوضها الله جزاء صبرها…
حمزه بقلق:يارب قومها بالسلامه يارب..يارب كمل فرحتنا علي خير يارب.
إقترب نادر منه ثم ربت علي كفه بحنـو:ما تقلقش يا حمزه..خير إن شاء الله.
في تلك اللحظه ترجلت المُمرضه خارج غرفه العمليات ثم تابعت بسعاده عارمه..
-إتفضل يا أُستاذ حمزه.
حمزه بلهفه:دول ولد وبنت صح!!
المُمرضه بتأكيد:صح..اتفضل شيل كُل واحد علي دراع…بس للأسف ما عندكش دراع تالت.
حمزه بإستفهام:دراع تالت ليه؟!
المُمرضه بنبرآت ضاحكه:علشان لسه في بنوته تانيه.
حمزه ببلاهه:لسه في بنوته تانيه أزاي!!.دا الدكتور قالي انهم تؤام بس.
المُمرضه بتفهُم:ما البنوته كانت مستخبيه في أُختها وبتهزر معاكم.
كوثر بسعاده:ما شاء الله..هاتيها يا بنتي.
نيره بإبتسامه واسعه:بنتين وولد..الله اكبر تبارك الخلاق.
نادر بمرح:مش ملاحظ حاجه حمزه بفرحه:هو انا فاضي الاحظ.
نادر ضاحكاً:علي قد اللي فقدته،،ربنا رزقك بعددهم.

حمزه رافعاً عينيه لله: الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

مـر أسبوع كامل لوضـع ياسمين لابنائها الثلاثه،حيث اقام حمزه حفله كبيره داخل القصر وقام بذبح العديد من الزبائح كـ عقيقه لهم…
قـام حمزه بالوقوف علي أحدي الأريكات مُمسكاً بصوره كبيره تجمع بينه وبين زوجته واطفاله الثلاثه ليضعها علي الحائط بينما تابع نادر بمـرح…
-اشمعني صوره عيالك هي اللي هتتعلـق في صاله القصر وما اعلقش صوره إياد ابني ليه!!
حمزه رافعاً حاجبيه:وهو حد قالك ما تعلقش ولا هو تقليد وخلاص.
دعاء بسعاده:وكدا بقوا الاحفاد خمسه ،،ربنا يكتر منهم.
هشام ضاحكاً:إحنا نفتح حضانه هنا.
جويريه بمرح:وانا هبقي المُدرسه بتاعتهـم.
حمزه بحُب:انا طالع اشـوف ست الكُل بقا.
كوثر بضحك:طيب خد جاسر معاك.
حمزه مُتذكراً:تصدق كُنت ناسيك يا عـم جاسـر..تعالي اما احطك مع صفا ومروه اخواتك.
صعــد حمزه الدرج ليدلف إلي الغرفه واجـداً زوجته تجلس بصُحبه رنيم…
حمزه بهدوء:هحط جاسر في السرير بتاعه.
رنيم بهدوء:طيب انا هستأذن بقا..علشان عبد الرحمن نام.
قامـت رنيم بطبع قُبله حانيه علي جبين ياسمين ثم إنطلقت خارج الغرفه بينما جلس حمزه إلي طرف الفراش مُـردداً بهـدوء وهو يُقبل كفها…
-مش قولتلك..وما صبرك إلا بالله.
ياسمين بسعاده: الحمدلله..كونت الاسره اللي اتمنيتها طول عُمري زوجي حنين واولاد يكونه نبته صالحه يعـزوا بيها الاسلام…هنربيهم سوا علي خير ،وهنعلمهم يعني ايه اسلام عملـي مش مُجرد كلام علي كتاب مـدرسي..دلوقتي بس إتطمنت وقلبي ارتاح لقُربك علشان بقيت مُتيقنه إنك الاب اللي عفيت نفسي سنين كتير وصبرت علشان يكون أب لاولادي..انا بحبـك اوي يا حمزه.
قــامت ياسمين بإحتضانه في سعاده مُـردده بنبرآت هادئـه..
-معاً إن شاء الله.
حمزه بثقه:إلي أين!!
ياسمين بحُب:إلي الجنه ،سندي العزيـز.
“تمـــت بحمـد الله”
#حوريتيالصغيره
#علياء
شعبان




71683 مشاهدة