محتويات
الحلقـه السادسه”حوريتي الصغيره”.
أشاحت هي بوجهها عنه وهي تهتف بهذه الكلمه في حين أردف هو مُكملاً بهدوء…
-شيء جميل.
قاطعهم قاسم وهو ينظُـر لها بحده قائلاً..
-ماكنش في داعي للإحراج دا يا هانم،،أكيد مش هياكلك.
لـوت ياسمين شفتيها في ضيق ولم تتفوه بكلمه واحده في حين تابعت دعاء بتوتر…
-ياسمين حبيبتي..تعالي أقعدي جنبي.
ياسمين بتفهم:حاضر يا عمتو.
إنصاعت ياسمين لحديث عمتها ومن ثم تابعت السيده كوثر بهدوء…
-البقاء لله يا حبيبتي..ربنا يصبرك.
ياسمين وقد لمعت عينيها:ونعم بالله يا طنط.
في تلك الاثناء إلتفت حمزه بعينيه ناحيتها،،وظل يراقبها طيله الجلسه وقد رأي إغروراق عيناها بالدموع عند تذكرها لوفاه والدها،،فـ قد رغب وبشده إطاله النظر إليها بل وأكثر من هذا ،،فـ هو يود نزع هذا الوشاح عن وجهها ومعرفه ملامح تلك العنيده…
وهنا أفاق من شروده علي سؤال والدته لها…
-إنتِ في سنه كام يا ياسمين!!.
ياسمين بإجابه:انا داخله كليه الطب بإذن الله.
كوثر بإعجاب:ماشاء الله..يعني إنتِ قد نيره.
دعاء مُقاطعـه:أيوه،وبإذن الله هتدخل نفس الجامعه بتاعتها،،وأتمني الخلاف اللي بينكم ينتهي وتعرفوا شخصيات بعض كويس.
ظـل الجميع يتبادلون أطراف الحديث في حين شرد حمزه لوهلـه في حديثهم ،،مُحدثاً نفسه…
-ياااااه يا حمزه ،كُنت هتغلط غلطـه كبيره أوي،،شوفت أنها طفله ،يعني لو كنت اتجوزت ،،كان زمانك جايب قدها..ممكن بقا تبطل تركز معاها والفضول ياخدك أنك تشوف شكلها.
مسـح حمزه علي رأسه بهدوء ثم تنهـد في صمت،،وهنا دلف هشام بصحبه زوجته ومن ثم ألقي السلام…
رمقته نيره في سعاده ولكن سرعاً ما تحولت ملامحها للضيق والإستغراب من مجاوره إحدي الفتيات له،،وما أن رأها هشام علي تلك الحاله ،بادر مُكملاً لكي يُجيب علي مايدور في عقلها…
-نورتونا يا جماعه..وأحب آقدملكم،،رنيم مراتي.
شعـر قاسم بالإحراج الشديد من حديث ابنه فهو يعلم جيداً أن هذه الفتاه ذات الحسب والنسب ،تكن لابنه مشاعراً جياشه ويؤسفه رؤيتها علي تلك الحاله وتفضيل هذه الريفيه عليها،،في حين جحظـت عيناي نيره في صـدمه…
حمزه بثبات:تشرفنا أكيد.
إلتفتت السيده كوثر ناحيه إبنتها ثم تابعت بنبرآت قلقـه..
-اه أهلاً يا بنتي.
ظل نادر يُراقب الوضع في صمت وهو يهمس لنفسه…
-شكل الدنيا هتولع.
وأخيراً هبـت نيره واقفه وهي تتابع في ضيق..
-لو سمحتي يا ماما ،،أنا عاوزه أمشي دلوقتي.
حمزه بنظرات جامده:نيره أقعدي.
رمقته نيره في إنكسار ولكنها تخشاه كثيراً وهذا ما جعلها تجلس قمعـاً….
توترت الأجواء كثيراً وهنا همست رنيم لزوجها قائلـه…
-هشام ،لو سمحت عاوزه أطلع أوضتي.
أحكم هشام قبضه يده عليها ثم تابع في حنو..
-خليكي جنبي.
رنيم بهدوء:معلش ،،بس مش مرتاحه كدا.
هشام بتفهم :ماشي اللي يريحك.
نهضـت رنيم من مجلسها علي الفور وقبل أن تتجه خارج الغرفه تابعت قائله..
-ياسمين بعد أذنك محتاجاكي شويه.
ياسمين بهدوء:حاضر.
-إنتِ تعملي اللي بقولك عليه،،وسيبي الباقي عليـا.
أردفت عاليه بتلك الكلمات وهي تتحدث هاتفياً إلي تلك الفتاه (سندرا)،التي ترغب في تزويجها من حمزه،فـ هذه الفتاه هي ابنه شقيقتها،، ويرون أن زواجها من فرد من عائله الشيخ أكبر مكسب لهم من حيث الشهره والأملاك والنسب.
سندرا بتفهم:تمام يا أنطي،،هستني إتصالك تاني.. وأخيراً بقا هرتبط بالشاب اللي حلمت بيه.
عاليه بضحك: ادعيلي بقا.
سندرا بمرح:لاف يو كتير.
-جويريه بنتك عاشقه للنوم..وماشاء الله واخده السرير كله..إحنا بالطريقه دي لازم نعمل سرير بـ دورين.
تابعت ياسمين حديثها بمرح لترتسم إبتسامه بسيطه للغايه علي وجه رنيم،في حين تابعت ياسمين بهدوء وهي تضع يدها علي كفها…
-مينفعش يا رنيم صدقيني.
رنيم بإستغراب:هو أيه دا!!.
ياسمين شارحه:التعقيده والحُزن اللي في وشك دايماً،،دا حتي البسمه في وجه اخيك صدقه،،وبعدين ما تنسيش إننا مش بناخد حاجه من الحُزن غير التجاعيد وبعدين إنتِ لسه عروسه وصغيره يا أوختي..عاوزه هشام يصرف نظر عنك.
رنيم ببراءه:تفتكري.
إبتسمت ياسمين بشده علي طريقه صديقتها ثم تابعت بحنو..
-أنا هقولك،،هشام بيحبك أوي ،،وربنا يبعد عنكم شر العين وأصحاب النفوس الخبيثه،،ولو أخدتي بالك هو بيدافع عنك دايماً ولو مش موجوده بيرُد غيبتك..فـ أقل حقوقه ساعتها أنك تقابليه بضحكه حلوه منك،،عوزاكي تكوني الرُكن المحبوب لقلبه،،يعني هو يكون مضغوط في شغله ومع أهله ويلاقي حلاله بتضغط عليه أكتر،،هو مختارك يا رنيم علشان وقت ما يضعف يلاقي اللي تقويه ويسند عليها وهو مش خايف يبين ضعفه،،أصل الراجل مش من جبال يا حبيبتي.
رنيم بحُزن:بس أنا حاسه ،إني مش مرغوب فيا هنا.
ياسمين بإبتسامه هادئـه:تعرفي إني حاسه نفس الاحساس..رغم إن دي أملاك بابا ،، بس أوقات بحس إن عمي قاسم بيبص لي نظرات مش مفهومه..وبكون عندي رغبه فظيعه أسأله محتاج تقول حاجه!!!.
رنيم بقلق:أنا مش برتاحله يا يا سمين.
ياسمين بتفهم:”وأعلم أن الأمه لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيءٍ لَمْ ينفعوك إلا بشئ ٍ قد كتبه الله لك،ولو إجتمعوا علي أن يضروك بشيءٍ،لِمْ يضروك ألا بشيءٍ قد كتبه الله عليك”.
رنيم بحب:ونعم بالله…رغم صغر سنك بس أنا برتاح بكلامك أوي،،بحبك يا أحسن أخت صغيره في الدنيا.
ياسمين بزعل مُصطنع:بس متقوليش صغيره.
رنيم بضحك:بحبك أوي يا ياسمينتي.
ياسمين بحنو:وأنا كمان،،ويلا بقا روحي لجوزك..وما تسيبيهوش.
رنيم بتفهم:حاضر.
“حل الليل سريعـاً”
بين حانقاً وراضياً..بين مُستغرقاً في أحلامه وأخر يري أن أحلامه باتت وهماً،،بينما نجد أخر لا يفكر مُطلقاً ولكنه يفعل ما يحلو له دون سابق حساب من أحداً كما يظُن،،فقد أعمـاه الطمع عن إدراك حسابه الذي يثقل يوماً بعد الأخر في كتاب الأخره…
أخـذ يضغط علي سيجارته داخل المطفأ بغلاً شديد وهو يُحادث بشخصُاً ما هاتفياً..
-ما قولتلك يا لطفي إتصرف يا أخي.
لطفي بتوتر:حاضر يا قاسم بيه هحاول مع رئيس الكليه تاني،،ولو إن وجودك وكلامك معاه هيكون أفضل وخاصه إنه بيحب الفلوس أوي.
قاسم بشرود:ياسيدي مش هتفرق..أروحله أنا المهم البنت دي ما تتقبلش في الكليه دي خالص.
لطفي بثبات:عُلم ويُنفذ يا قاسم بيه.
قاسم بإنتصار:كلم رئيس الجامعه وحددلي معاه ميعاد.
-كفايه بقا عياط يا بنتي.
تابعت السيده كوثر حديثها في حُزن في حين أكملت نيره بإنهيار…
-بس أنا حبيته جداً يا أمي..هي أحسن مني في أيه دي عاوزه أفهم!!.
قاطعهم صوته وهو يدلف داخل الغرفه ثم يتابع بنبرآت ثابتـه..
-بس هو ما حبكيش،،هيفضلك عليها أزاي!!.
إلتفت حمزه ناحيه والدته ومن ثم تابع بهدوء…
-بعد أذنك يا أمي ،ممكن تسيبينا لوحدنا.
كوثر بتفهم:حاضر يابني.
إتجهت كوثر خارج الغرفه وهي تضرب كفاً بالأخر بينما جلس حمزه إلي جانب شقيقته وهو يتابع بهدوء…
-عارفه مُشكلتك أيه يا نيره!!
نيره بإستفهام: ايه..!!
حمزه مُكملاً:إنك مش ناضجه كفايه..يعني مش شرط أي شخص عمل معاكي موقف رجولي يكون بيحبك.. إنتِ لسه صغيره يا نيره والحياه قدامك طويله،،ومسيرك تلاقي نصيبك..لكن إنتِ ما حبتيش هشام،،بس أُعجبتي بموقفه الشهم معاكِ..المفروض أنا كـ أخ أعمل زي غيري ،،وأضربك قلمين وأقولك إنك بترخصي نفسك للناس،،بس أنا بحاول أكونلك صاحب ،ولازم تفهمي أن نصيبك ربنا كاتبه قبل ما تتولدي..ومحدش بياخد نصيب حد ، يعني هو لقي نصيبه خلاص،،وإنتِ نصيبك في علم الغيب لسه..فـ ياريت تنسي وتبصي للمرحله الجديده من حياتك وتركزي فيها أكبر لأنها مجال شغلك بعد كدا..وعلشان عاوزك تشتغلي معايا في الشركه بقا ولا هتفضلي صغيره كدا.
نيره وهي تتجه ناحيته وتقوم بإحتضانه:يا بخت اللي هتتجوزك يا حمزه.
حمزه بضحك:عارف علشان انا وسيم وأتحب.
نيره بضحك:اه مش أخويا بقا..لا وحنين أوي.. تعرف أنا بحلم باليوم اللي أشوف فيه سعيده الحظ دي،،بس يارب ماغيرش منها.
حمزه بحُب:دا إنتِ الأصل يا نانو…بس أنا زعلان منك شويه.
نيره قاطبه حاجبيها:ليه بس!
حمزه بثبات:علشان أسلوبك مع البنت..ماكنش ينفع تعامليها كدا وخاصه أنك عارفه كويس أنها مقصدتش تدلق العصير علي لبسك.
نيره بحزن:عارفه بس والله أتعصبت غصب عني.
حمزه بتفهم:عارف..وعارف كمان إن مفيش أطيب منك،،بس تصرفاتك بتخلي الناس تبعد عنك.
نيره بتفهم:طنط دعاء قالت انها هتكون في نفس جامعتي ،وإن شاء الله هصالحها.
حمزه وهو يطبع قُبله علي جبينها:بإذن الله..يلا تصبحي علي خير ،،علشان عندي شغل بدري.
نيره بسعاده:وإنت بخير يارب.
-جوري هو إنتِ مش نعسانه!!
أردف هشام بتلك الكلمات في غيظ في حين تابعت الصغيره بـ براءه..
-أنا نمت كتير اوي ،ساعه وساعه..ومش عاوزه انام تاني.
هشام بمكر طفولي:نمتي ساعه وساعه..اه يعني ساعتين..طيب ممكن أنا أنام ساعه واحده بس وإنتِ تلعبي مع طنط ياسمين.
جويريه برفض:تـؤ.عاوزه أقعـد مع مامي.
نظـرت له رنيم التي تجلس بجانبهما علي الفراش قائلـه..
-هو في أحلي من القاعده معاكم إنتوا الإتنين.
هشام بهُيام:بحبك يا روني قلبي.
جويريه رافعه حاجبيها:ما تقولش لماما بحبك.
هشام بغيظ:هو أنا عملت أيه في حياتي علشان ربنا يكافأني بالهديه اللطيفه دي.
رنيم بضحك:كُل خير يا قلبي،وبما أنكم مش نعسانين ، فـ أنا قررت أشغل فيلم رعب بقا.
نظـر كلاً من جويريه و هشام لبعضهما ومن ثم قامت جويريه بوضع كفها الصغير علي عينيه وهي تُغمض عينيها هي الأخري وتحتضنه مُـردده بنبرآت طفوليه…
-نامت أنا.
أطلقت رنيم ضحكه شديده علي ما فعلته صغيرتها،،وما أشد سعادتها ،بحُب جويريه الشديد لزوجها..فـ الآن أصبحت علي يقين بأن الله لا يختار لنا سوا الخير حتي لو كان هذا الخير محفوفاً بالمخاطر في ظاهره ولكنه يبقي للنهايه…
-أيه اللي إنت بتقوله دا يا قاسم!!..إنت أكيد مش في وعيك أبداً
تابعت دعاء حديثها في صدمه في حين أكمل هو بنبرآت مُزمجره…
-لا أنا في وعيي جداً..وأوعي تفكري لحظه أن صوتك يعلي علي صوتي..وهو دا القرار الاخير..ولازم الهانم تسمع دا كويس.
أنهي قاسم حديثه ثم إنطلق مُسرعاً خارج الغرفه في حين تابعته دعاء في ذهول والدموع تنساب علي وجنتيها…
-إستني بس يا قاسم،،خلينا نتكلم.
لم يعطها أي نوعاً من الاهتمام بل أكمل سيره حتي باب غرفه ياسمين المُغلق بإحكام…
بـدأ يثني مقبض الباب بحركه دائريه،،وعندما تأكد من غلقها له جيداً،،بدأ يدقه في عُنف…
إستيقظت ياسمين من نومها جراء طرقات عنيفه علي باب حجرتها ومن ثم قامت بإرتداء إسدال الصلاه الخاص بها ووضعت نقابها ثم قامت بفتح باب الغرفه في توجُس..
ياسمين بذهول:عمي قاسم!!
دلف قاسم داخل الغرفه في صرامه وتبعته دعاء التي بدعي علي ملامحها الحنق الشديد منه،،بينما أكمل هو قائلاً…
-بصي بقا يا بنت منصور الجيار..أبوكي ذلني علشان يخليني أتجوز أخته..وكان خايف علي أملاكه مني..مع إني أنا اللي كبرتها وخليت الشركه تقف علي رجليها ويكون ليها شهره مش بس دولياً لا وكمان عالميا ً ومنتجاتنا بنصدرها لأمريكا..وبصريح العباره وجودك هنا مش ببلاش.
ياسمين بعدم تصديق:ببلاش!!
قاسم بحـده: عاوزه تقعـدي في البيت دا،وزي ما بتقولي إن ليكي نص الشركه والفيلا،،يبقي تعملي بأكل عيشك.
رمقتـهُ ياسمين بعدم فهم ثم تابعت بتساؤل…
-أعمل بأكل عيشي!!..بس أنا هدخل كليه الطب،يعني بعيده كل البُعد عن التجاره وعالم الموضه.
قاسم مُكملاً ببرود:معندناش بنات تدخل الجامعه بالقرف اللي إنتِ لابساه دا ،،وليكي حُريه الاختيار.
ياسمين بصدمه:تقصد أيه بكلام حضرتك…!!!
قاسم مُكملاً ببرود:يعني تقلعي الشوال الأسود اللي لبساه دا..علشان تليقي بعيله الجيار والطوخي ،،وتكوني واجهه للشركه وتشتغلي فيها علشان تعلي أسهم نصيبك..وبعدين ،إنتِ يعني جسمك حلو وهتكوني أحلي موديل للشركه..ليه تموتي نفسك باللبس دا!!
جحظت عيناي ياسمين في صـدمه وقد عجز لسانها عن الرد بينما تابعت دعاء بصريخ…
-إنت أكيد أتجننت يا قاسم..ايه اللي إنت بتقولوا دا!!.
قاسم وهو يجذب ذراع ياسمين ثم يضغط عليه بشده:اللي سمعتيه وقدامك 24 ساعه تفكري يا حلوه.
ياسمين بصراخ والدموع تتساقط بغزاره:إنت شخص طماع وهمجي،،سيب إيدي.
في تلك اللحظه،،صفعـه دوت في أرجاء الغرفه ،وبعدها قام بإزاحتها بقوه ومن ثم غادر مُتجها خارج الغرفه بينما سقطت أرضاً وهي تشهق في آلم مُردده…
-يارب..أنت حسبي ونعم الوكيل.
“علي الجانب الأخر”
هـب من نومـه بصراخ وهو يلهس كمن يدخل في سباق قاتل،،ومن ثم وضع يده علي جانب صدره الأيسر (قلبه)،،مُردداً في قلق…
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..خير يارب.
يتبع
#علياء_شعبان