الفصل التاسع
لنلقي القنبلة ثم نختفي من الإنفجار..
لنلقي القنبلة ثم نصم آذاننا عن دوى القتال..
لنلقي القنبلة ثم نبحث عن مهرب للنجاة..
وسواء ألقيتها أم لا..
فلنهرب وحسب.. .
في شركة المنصوري وبقُرب نهاية اليوم ، كان لايزال في مكتبه يُنهي بعض الأعمال العالقة ليتفاجئ كنان بصديقه أيهم يدخل عليه قائلاً بمرحه المعتاد :
– إن لم أتي أنا لزيارتك لا تفعلها أنت .
ابتسم كنان بحرج معتذرًا :
– اسف أيهم ، لكنك تعلم كثرة الأعمال التي على عاتقي .
ابتسم له أيهم بمكر خفى عن عينا الآخر قائلاً :
– حسنا لا بأس ، لدي مفاجأة لك .
رفع كنان حاجبيه متسائلاً :
– وماهى ؟! .
غمز له أيهم قائلاً بمرح :
– لن تكون مفاجأة إن أخبرتك الآن ولكن لن يهون عليّ فضولك ، لذا بارك لي خطبتي بعد أيام .
وقف كنان من مجلسه يتجه لصديقه معانقًا إياه يهنئه بحفاوة ثم سحبه من يده ليجلسا على المقعدين المجاورين للمكتب قائلاً :
– حقاً مبارك لك أيهم ، سعدت كثيرًا لهذا
الخبر ، هيا أخبرني التفاصيل كاملة .
وأنهى حديثه بنبرة فضولية لم تخفِ على أيهم ، فيضحك مردفًا بمكر :
– حسنًا ، ألن تسألني عن هويتها .
- بالتأكيد من هي ، هل شخص أعرفه !؟ .
وقف أيهم من مجلسه يقول :
– دعني أحضرها من الخارج لتراها بنفسك .
- هل هي بالخارج !؟ .
أومأ رأسه بنعم قائلاً :
-أجل ، لحظة واحدة .
خرج أيهم من المكتب ليعود بعد لحظات و أنامل كفه تتخلل أنامل كف تيا المبتسمة له ببعض الخجل ، فنظر كنان لهما بعدم فهم ، ليفجر أيهم مفاجأته بوجهه :
– أقدم لك خطيبتي … تيا .
وقعت عليه الجملة الأخيرة كالصاعقة حتى أنه شعر ببرودة تسري في أطرافه لينتفض من مجلسه بصدمة وحدقتيه متسعتان بدهشة عارمة ، لم يصل تفكيره إلى هذا المنطق أبدًا ، ولا حتى لأبعد الخيالات أن صديقه المقرب وتيا من قبّلها يومًا ما سيكونان معًا !! .
استيقظ تيم مبكرًا مقررًا أن ينعش نفسه قليلاً ، ليخرج من المرحاض بعدما أبدل ملابسه وبين كفيه منشفة بيضاء يجفف بها خصلاته المبتلة ، ويدخل إلى المطبخ ليعد لنفسه قدح من القهوة .
خرج من المطبخ متجهًا للشرفة ، جلس على أحد المقاعد شاردًا في ذكرى أمس ، يراجع ما فعله ، لا يعلم كيف قبّلها بهذه الجرأة ، لكنها حقًا تثير شيئاً ما بداخله ، وجودها يجعله كاملاً متكاملاً ، لا وجود لعمار أو بنان ، فقط هي .
اتجه عقله لمقارنة بينها وبين بنان ، بنان صديقته الذي ظن أنه يحبها ، أفعالها الطفولية معه هو وعمار ، نظراتها المشاكسة والغاضبة أيضًا ، حديثها المندفع ، تعاملها الأخوي معه .
بينما تيارا تختلف عنها تمامًا ، أفعالها الطريفة معه ومراقبتها له دائمًا ، نظراتها المتلهفة والهائمة به ، حديثها الخجول معه بوجه متورد ، اسمه الذي يخرج من فاها بطريقة تثير قلبه قبل ذكورته ، ولكن السؤال هنا هل أحب بنان يومًا.. ! ، أم أنه تعود علي وجودها فقط وحينما بدأت تبتعد عنه وتتقرب من عمار أكثر منه شعر بالغيرة والحزن من إبتعادها ، ومع أنه لا يعلم إجابة لسؤاله ، لكنه حتمًا يعلم تمام العلم أن تيارا بدأت بإحتلال قلبه وحتمًا سيستغل الفرصة للتقرب منها ، ليقرر فعل شيئًا مجنونًا قليلاً يكمل به جنون أمس ! .
بعد عدة ساعات ، يجلس أمام مكتبه وبيديه ملفًا ما يدرسه وملامحه يعلوها الضيق ، فها هي تأخرت بمجيئها ، هل هذا بسبب ما حدث أمس ، أم أنها أستيقطت متأخرة دون إرادتها ؟! .
وجائته الإجابه عندما أستمع لصوت رويد المرتفع ، فابتسم بعبث ، لأنها الوحيدة التي تجعل رويد يفقد أعصابه ، مع أنه يشعر بالغيظ من هذا غريب الأطوار لأنه يصرخ بها .
أستمع لغلقة الباب القوية فابتسم أكثر واقفًا من مجلسه بعدما ترك الملف على المكتب ، أخرج من جيب سترته علبة حمراء – قطيفة – وفتحها ليظهر ما بداخلها ، خاتم ماسي بسيط ، تنهد بعمق داعيًا بداخله أن يوفق فيما سيفعله ثم أقفل العلبة وأحكم قبضته عليها وأتجه لها كي يفعل ما يريده ، غافلاً عن من رآه والغضب يتآكله ! .
أما عند قلب آخر يجلس على مكتبه وكفيه يخبئان وجهه بإرهاق ، هل يشعر أنه تم خداعه ، أم أنه كان مخطئًا في فهم مشاعرها نحوه !؟ ، وحتى إن كان فهمه خطأ فليس الآن ، لقد كاد على الإرتماء بين ذراعيها يترجي منها برائتها وحنانها ، فهو الآن يحتاجها وبشده بعد ماحدث له في اليومين السابقين ، أرجع رأسه إلى الخلف ليشرد في تلك الليلة….
سكون الليل مفجع للبعض ، وللبعض راحة ، وللبعض مهرب من صخب الصباح .
لم يشعر بنفسه وعيناه الدامية وهو يسير متخفيًا بإحدى الطرق المؤدية إلي المقابر !!
وهناك وجدها بطلتها الفاتنة وثوبها الأحمر بقلنسوته ، لتشبه فتاة هاربة من إحدى قصص الأطفال الهاربة من الذئب … ولكن هل هي الضحية أم الجاني !
” كانت ساحرة بكل حرف كتبه شاعر لمحبوبته ” ، لتجبره قدماه على الذهاب إليها ، فتبتسم هي ما إن اقترب منها ، تمتمت بكلمات غريبة ليعود إلى طبيعته وعينيه الزرقاء ليلتفت إليها ويردف بتعجب :
– من أنتِ ؟! .
حدقت به بغموض رافعة رأسها إليه مردفة :
– ألا تتذكرني ؟ .
طالعها بتركيز مدققًا بملامحها بحرص إلا أن هتف بدهشة :
– أنتِ … أنتِ هي الفتاة من بأحلامي !! .
ابتسمت الفتاة برقة قائلة :
– ولكني لست حلمًا .
ارتفع حاجبيه بدهشة يتسائل :
– ماذا تقصدين ؟! .
- لنتعرف أولاً أنا أوركيديا .
وبرغم تعجبه لما يحدث أجابها بهدوء :
– وأنا كنان ، لكن جاوبينى هل تقابلنا من قبل ؟ .
اختفت الرقة من بسمتها وحل محلها المكر :
– لا يهم ذلك الآن ، فقد أردت مقابلتك لأن هناك ما يخصك بحوزتي .
تسائل كنان بفضول دائمًا ما يغلبه :
– وما هو هذا الشيء ؟! .
أتجهت له وبدأت بالسير حوله على هيئة دائرة هاتفة :
– أعلم من قتل عائلتك !! .
حدق بها ما إن وقع بصره عليها قبل أن تكمل سيرها المتكرر :
– لكن عائلتي لم تقتل .
- إذن دعني أُريك .
توقفت عن سيرها ووقفت أمامه تضع كفها على رأسه متمتمة بكلمات مبهمة ، لتسقط قلنسوتها عن رأسها ويتطاير شعرها خلفها الذي تغير من الأشقر إلى الأبيض ليوازي لون عيناها البيضاء أيضًا ، أرتفع كلاهما عن الأرض بضع إنشات ، بينما هو يشعر بتدافع صور وذكريات غريبة لرأسه عن شخص ما يمسك بقميص أبيه ويحاول ضربه ، وأخرى عن نفس الشخص وهو يأمر أحدهم بقتل أسرته ، وهذا الشخص أيضًا وهو ينظر لأخته بنظرات ذئب جائع يكاد ينهشها ، نظرات جعلته يشمئز منه ، وما إن أنهت كلماتها حتى أستقر كلاهما على الأرض بوضع مختلف !! ، حيث سقط على ركبتيه وكفيه متنفسًا بصعوبة ، بينما هي تقف مكانها تحدق فيه بمكر ، رفع نظره لها يتسائلها من بين أنفاسه :
– من أنتِ ؟! .
أجابته ببسمة رقيقة مضادة لنظراتها الماكرة :
– ملاك جئت لمساعدتك .
- انا اتسائل حقًا كيف وضعتي تلك الصور في رأسي كأني كنت بينهم أشاهد في صمت !!
-
حسنًا سأريحك ، نحن متواجدون في عالم آخر نأتي هنا أحيانًا لمساعدة الطيبين أمثالك ليحصلوا على ثأرهم ، وليرتاح ذويهم ، بإمكاني مساعدتكِ لتأخذ ثأرك منه ، والآن أخبرني ما رأيك ؟ .
أعتدل بمجلسه واقفًا يحدثها بغضب :
– وهل هذا يحتاج لسؤال ، بالطبع سأقتله .
- حسنًا لك ماتريد ، لكنني فقط أريدك أن تفصل رأسه عن جسده .
-
هل لكي ثأر عنده أم مثلما قلتي تساعديننى فقط ؟! .
-
بين هذا وذاك هو يمتلك غرضًا يخصني وقد سرقه مني ولن أستطيع إسترجاعه إلا بموته .
وضع كنان كفه بأوسطه والآخر بين خصلاته يشدد عليهم يتسائلها بغضب :
– هل تعرفين مكانه ، أم سأبحث أنا عنه ، فقط أخبريني ما اسمه وغدًا سيسجل في دفتر الأموات .
-اسمه رويد … رويد غياث ، ولن تحتاج للبحث عنه فأنا سأخذك إليه بنفسي .
ردد كنان الاسم ويثق بأنه يعرفه ، ليتذكر بأنه رجل أعمال تنتشر حولة الأحاديث أنه يعمل مع رجال العصابات ، وقتله لعائلته يؤكد أنها بالتأكيد ليست مجرد إشاعات !! .
اخرجته أوركيديا من شروده سائلة :
– أين شردت ، هل تعرفه ؟! .
ليجز كنان على اسنانه :
– لم أقابله يومًا ، لكن اللقاء الأول سيكون له صدى غير مألوف ، إذن متى سنذهب أيتها الساحرة العزيزة ، لأني لن أستطيع الإنتظار طويلاً .
ابتسمت أوركيديا على أثر ذاك اللقب لتقول :
– هل يهمك ماذا أكون ، أم أن المهم لديك هو مساعدتك لتنتقم .
- كل ما يهمنى الآن هو قتله ، وقتله فقط
-اذن انتظر للغد .
ليقول بصوت مخيف ، صوت رجل لن يوقفه شيء :
– إنتظرني وإنتظر موتك قريبًا علي يدي غياث .
بينما هي تقف بجانبه وتبتسم بخبث وتحدث نفسها ” إذا لم أستطع السيطرة عليك وتكون ملكي فما حاجتي لوجودك .. فقط تُقتل وتسقط الحماية ، لأعبث بعقلك قليلاً قبل أن أحمله بين يدى وأسترد ماهو ملكي ”
ليعود كنان من ذكراه ومازال ضميره يجلده بقسوة لفشله في الأخذ بثأر والده وعائلته ، لم يعرف أين كان التقصير لقد صدقت تلك الساحرة معه وتقابل معها ، وفقط في ثواني معدودة كان يقف أمام قصر رويد غياث
ثم تمسك يده وفي لحظة كانا بداخل القصر ، لتدله على إحدى الغرف ثم تختفي من أمامه .
صعد الدرج حتى وصل للغرفة المنشودة ، فتح الباب بهدوء لتلتقط عيناه جسد النائم أمامه لتظهر نواجزه في ابتسامة جانبية ، أخرج يده من جيبه لتظهر بها تلك الورقة الغريبة ، تلك الأوراق التي اخبرته أوركيديا أنها وضعتها في منزله وأنها أحدْ من السكين ، ليصوبها ناحية النائم ويلقيها ، ولكن لا تجري الرياح كما تشاء السفن فالورقة ما إن اقتربت منه حتى تبخرت وصارت رمادًا تحركه الرياح كأنها لم تكن شيئًا !! .
ذهلت أوركيديا – الواقفة خارج القصر – وهي ترى من خلال عين كنان ما يحدث ليظهر الغضب واضحًا على ملامحها .
شعر كنان بالنائم يتحرك ليسرع في الخروج ، لأنه لايملك سلاحًا ، ويريد أن يكون أول لقاء يجمعهما هو الدم ، والدم فقط ليجد أوركيديا تقف على باب القصر والغضب يظهر جليًا على ملامحها ولكنه لم يهتم لينهرها ويحدثها غاضبًا :
– كيف حدث ذلك ، لقد أخبرتني أن تلك الأوراق أحدْ من السكين إذًا كيف ، كيف اقتربت منه لتتلاشى كما لو أنها احترقت دون أن تمسها النيران .
غمغمت أوركيديا بشرود :
– لابد انه لديه حمايه من حارسة .
رمقها كنان بعدم فهم قائلاً
:
– ماذا ؟! .
نظرت له بغضب وهتفت به :
– هذا ليس من شأنك ، هيا اذهب الآن .
دنى منها بخطوات غاضبة وامسكها من عضدها هاتفًا من بين أسنانه :
– كل ما يخص هذا القاتل يخصني .
رفعت أوركيديا يديها المتحررة في الهواء وتقبض على كفها بقوة ليشعر كنان بالاختناق لتقول ببسمة باردة :
– إياك ومحادثتي بتلك الطريقة مجددًا ، واحذر في تعاملك معي ، والآن اذهب لحين إشعار آخر .
أنهت حديثها بنفض كفها منه ، ثم أمرته بأن يعود لمنزله ، فيذهب دون إرادة منه ودون إضافة أي كلمة أخرى .
عاد من ذكراه وهو يطيح بكل ماهو أمامه ، لتسمعه من بالخارج ، لكنها سوف تلتزم بخطتها مع أيهم لتراه يخرج كالبركان ليذهب إلى المكان الوحيد الذى لا يرتاح إلا فيه .
في شركة غياث ، خرجت تيارا من مكتب رويد والغيظ يتآكلها مغلقة الباب خلفها بقوة ، يومين وهو يعاملها بأسلوب فظ للغاية ، هو أسلوبه بالفعل لكن في تلك الأيام كأن عصبيته زادت أضعافًا وهي لن تهدأ حتى تعلم ماحدث له !! .
لكنها فور خروجها وجدت تيم أمامها لترتسم الابتسامة على شفتيها تلقائيًا فتنسى رويد والعمل والشركة بأكملها ، لكنها تتذكر ماحدث أمس ، فانخفضت نظراتها للأسفل بخجل مهرولة بإتجاه مكتبها ، جلست وهي تحاول جاهدة أن تحدثه برسمية :
– هل تريد شيئاً ما ؟! .
أجابها والبسمة تعلو شفتيه :
-بالتأكيد أريد أهم شيء .
رفعت عيناها اللاتي تلمعان بتسائل عن ما يقصده ، لتفكر هل سيعيد ما فعله بالأمس !! ، رفعت رأسها تنظر له بتوجس ، لتجده يضع أمامها علبة قطيفة تحتوي على خاتم ألماس ، لتنظر للعلبة ثم إليه ثم إلي العلبة مرة أخرى لتشير بيديها على العلبة وتقول بتعلثم :
– هل تقصد … بأنك تريد … أن .
اومأ رأسه ببسمة جذابة ، لتقفز كالأطفال وتصفق بكفيها قائلة بتسرع بريء :
– موافقة بالتأكيد .
ضحك تيم على مظهرها ، لتدرك فعلتها على صوت ضحكته ، فأسرعت بوضع كفيها على وجهها تخبئه خلفهما ، فمد هو كفيه وأنتشل كفيها من عليه قائلاً بحب :
-أحبك ، وأعلم أنك تحبينني لذلك لاتخجي من حبكِ لي .
طالعته بنظرات طفولية تقول :
-لكنني أريد شيئًا .
- أنتِ فقط تأمرين .
ابتسمت بخجل ووجنتيها تتوردان قائلة :
-أريدك أن تتقدم لي مرة أخرى ، لكن في جو شاعري ” أشارت بإصبعها ناحيته ” و أن تدعو أصدقائي ” ثم فردت ذراعيها ” وأن تركع أمامي لأمثل أنا دور صعبة المنال لآرأف بحالك وأوافق في الأخير .
ضحك على كل ماتقوله ثم أردف قائلاً :
– أو هناك حل أسرع وأفضل ، وهو أن ترتدينه الآن ونخرج لنعلن الخبر للجميع .
مطتت شفتيها للأمام بطفولية هاتفة باعتراض :
-لكنني أريد بعض الرومانسية ، لاحظ أنك دائمًا تأخذنى بغتة.
ألتف قليلاً ليقف أمامها خلف المكتب ثم جذبها من خصرها يشدد عليه وقد أصبحت قريبة منه ، فيغمغم أمام شفتيها :
– وهل هناك أفضل من المفاجأة .
وضعت كفيها على وجهها وهي تشعر أن حرارتها قد وصلت للخمسين ، ليصدح رنين الهاتف لتنتفض خوفًا ليضحك عليها قائلاً :
– اهدأى إنه الهاتف فقط .
رفعت كفيه عن خصرها ببطئ ثم ذهبت لترد على الهاتف ، لتمتعض ملامحها بضيق وتهتف للمتصل :
– حسنًا سآتي حالاً .
ليتسائل تيم :
– من ؟ .
لوت شفتيها تجيبه :
– إنه سيد براء يريدني في مكتبه .
- هل تعلمين أنني لا أحب هذا الرجل .
لتسأله تيارا في قلق ظاهر على ملامح وجهها بأن يكون تيم يعلم شيئًا :
– لماذا ؟! .
- لا لشيء محدد ، ولكن اعتبريه شيئًا متبادل ، فنظراته لي لا توحي بأنه يحبني .
-
فلتنساه ، وهيا خذ خاتمك وستفعل كما قلت .
-
حسناً سيدتي فأنا رهن إشارتكِ .
لتبتسم تيارا وتأخذ أحد الملفات وتذهب ، لينظر إلى رحليها ويحدث نفسه ببسمة لم تكن صادقة كالآن ” لا أعلم متى وكيف ، لكنني أحببتكِ ”
بعد دقائق قليلة دخلت نهلة زميلة تيارا في العمل لتأخذ أحد الملفات ليراها تيم من خلف الزجاج ويجدها تدخل إليه وتقول :
– تيم أريد منك خدمة .
- تفضلي .
لتقول ببراءة :
لقد ارسلتني تيارا لآتي لها بذلك الملف لكن أستاذ رويد يريد أن أحضر له شيئًا فهلا ذهبت به إليها في مكتب سيد براء .
أخذ منها الملف ببسمة مرحة هامسًا بخفوت :
– حسنًا لا بأس فلقد اشتقت إليها .
لم تستمع نهلة لما قاله جيدًا فعلقت :
-ماذا ؟! .
نظر لها وقال :
– لاشيء .
ليرحل تيم وتنظر هى له بخبث قائلة بداخلها ” آسفة لكن للأوراق الملونة بريقها ” .
وقف أمام باب مكتب براء المفتوح قليلاً ، فرأى براء يعطيه ظهره ينظر لتيار التي لا يراها ، ليستمع لصوت براء الغاضب وهو يقول :
– يا لكِ من ممثلة عظيمة تيارا ، لقد قلتِ أنكِ مللتِ من علاقتنا قليلاً وتأخذين تيم صديق تمرحين معه ، لكن أن يصل الأمر لعرض زواج ، ماذا عني وحبي لكِ ومافعلته من أجلك هل كنت لعبة أم ماذا ، هل هو أكثر ثراءاً مني ، أجمل مني ، هل رسمتي عليه الحب كما فعلتي معي ، أعلم أنك لاتجدين ردًا مناسبًا لحديثي لأنني كشفت لعبتكِ ، حقًا أنا أكرهك تيارا ، وجهك وبراءتك الظاهران ما هما إلا قناع كي يغفل فريستك عن الإفلات من بين يديكِ .
صدمة حلت على تيم وهو يتحسس جيبه الذي يحوي العلبة !! ، أما سمعه الأن موجه لتيارا !! ، من بدأت بغزو قلبه وكانت على وشك إحتلاله !! .
بدأت عيناه تطلق شرار ، وبداخله غضب …. غضب مشتعل ، فحينما علم أنه لم يحب ووقع بالحب غُدر قلبه بأقصى الطرق ، يالا سخرية القدر منه ، لتتغير ملامحه لصورة مخيفة وهو يريد أن يدخل ليفتك بها !! .