الفصل السادس
بداية السحر نظرة..
وبداية العشق نظرة..
فهنيئًا لعشاق أصابتهم العدوى..
وسحقًا لمن إتخذ الحب ضربة.. .
بدأت المباراة وأعطى الحكم صافرة البداية ، لتتحرك الكرة من مرمى فريق لآخر .
وهنا الكرة هي الحب ، والفريقان هما زهرة برية وشاه في ثوب ذئب !! .
يقف رويد أمام ساحرته ، وردته ، اسمًا جديدًا أُضيف إلى ألقابها ، زهرة ساحرة … من ستكونين أيضًا !؟ ، بالإضافة إلى مليكة قلبي ، هكذا دار بخلده .
كم يعشق اللون الأحمر عليها ، فكانت ترتدي كنزة حمراء تصل لأعلى ركبتيها بقليل يلاقيها حذاء برقبة عالية أبيض وتحكم حول رقبتها شال أيضًا باللون الأبيض وتلون شفتيها بلون أحمر داكن ، ليتنهد رويد بهدوء عند تمنيه إزالة هذا اللون بطريقة اخرى غير المحرمة !! .
كان شاردًا حتى أخرجته هي من تخيله لتقول :
– هل أخدمك بشيء سيدي .
ابتسم رويد إبتسامته الساحرة وقال :
– بالتأكيد سيدتي أريد منك أكثر من خدمة .
ابتسمت خجلاً بعد سماع لقب سيدتي منه وقالت بإبتسامة رقيقة :
– حسنًا طلبك مجاب ، ماذا تريد .
هل جربت يومًا أن تحيا في مرحلة اللاوعى !؟ ، لايعلم ما الذي يحدث معه ، يحلم دومًا بالدماء تلطخ يده يشعر وكأن شيئًا يطبق على صدره ، يعلم أنه يحدث معه شيئًا غير طبيعي ، لكنه لا يعلم ماهو ليشعر بالإختناق ، ليطيح ما أمامه بغضب .
لتأتى هي على إثر صوت تكسير ، أقتربت منه والقلق واضح على صفحة وجهها لتسأله بقلق :
– سيد كنان هل أنت بخير ؟ .
نظر إليها وبرأسه يدور حديث واحد ” ألم تتعلم من المرة السابقة ، ألهذه الدرجة تحب طردي لها في كل مرة بل وإفراغ جام غضبي عليها ، أم أنها تهوي إخراجي عن شعوري لأذهب إليها معتذرًا بعدها ” .
في محل الزهور ، يقف رويد أمام فاتنته التي تسأله عن حاجته من الزهور ، ليفاجأها بقوله :
– أريدكِ أنتِ !! .
حدقت به بصدمة هاتفة :
– ماذا ؟!!
قال رويد مؤكدا ونظراته تفترس ملامحها :
– طلبي هو أنتِ .
حركت جفنيها سريعاً متفاجأة من تكرار طلبه وقالت بغضب :
– هل قرأت اللوحة المعلقة بالخارج ، هنا محل زهور ولا نبيع سواها .
رد عليها عابثًا قائلاً :
– وهل هناك زهرة أجمل منك هنا ، أريني إياها وسأرحل وأنا أحملها بجوار قلبي .
كتفت ذراعيها أمام صدرها وقالت :
– أنت جريئ أكثر من اللازم .
- دائماً وأحصل على ما أريد دائمًا .
أنهى كلامه بغمزة من عينيه ، فرفعت حاجبها وقالت بتحدي : - لكن هذا الشيء لن يكون أوركيديا .
تذكر رويد عندما رآها أول مرة ولامست كتفه رائحة الأوركيد تفوح منها فقال مبتسمًا :
– أوركيديا … هل هذا اسمكِ ؟! .
-مابه ؟! .
- مثير .
رمقته بغضب فعلق رويد قائلاً :
– لاتغضبي أرجوكِ ، أنا أعشق الأوركيد ، زهرة برية مثيرة ، وبالتأكيد من تحمله تحمل نفس صفاته .
تنهدت بنفاذ صبر وقالت :
– أستاذ !!… .
- رويد ، هذا اسمي ، ما رأيك .. يليق بوسيم مثلي أليس كذلك ؟! .
لم تعطي لسؤاله بالاً وأكملت ما تود قوله :
– أستاذ رويد ، ألا تلاحظ أنك تعديت حدودك أكثر من اللازم ؟! .
رفع كتفيه وأنزلهم قائلاً :
– وليكن ، لا أتعداها مع شخص غريب .
- هل تعرفنى سابقا !! .
-
لا يهم السابق ، لكن في المستقبل بالتأكيد سنكون أكثر من معرفة .
رن هاتف رويد فنظر إليه واطفأة وقال :
– للأسف لدي موعد الآن ، لكن سآراك غدًا بالتأكيد .
وضعت أوركيديا كفها بأوسطها وقالت بنزق :
– اذن سآخذ اجازة غدًا .
ابتسم رويد بعبث وقال :
– من قال اننى سآتى ، بل أنتِ سوف تأتين .
- في أحلامك .
-
في أحلامي اليوم بالتأكيد ولكن غدًا … من الغد أريدكِ واقع بين ذراعي ونترك الأحلام جانبًا ، إلى اللقاء أوركيديا … الساحرة .
أعطته أوركيديا ظهرها في كبرياء ولكن قلبها كان يرقص طربًا ولا تستطيع على محو الابتسامة من وجهها .
في شركة المنصوري ، وبالتحديد في مكتب كنان المنصوري ، ينظر كنان إلى سكرتيرته وهو يريد أن يصب جام غضبه عليها لكنه آثر السلامة ، فخرج صوته ببرود يحاول مداراة غضبه منها قائلاً:
-أنا بخير .
لاحظت نبرته الجافة لتعلم أنه عاد للشخصية الثانية ، فهي بعد تفكير طويل بالأمس أدركت أنه ربما يعاني من إنفصام في الشخصية !! .
لاحظ شرودها فسألها بوقاحة :
– ما الأمر تيا ، هل ستظلي تحدقين بي لنهاية اليوم أم ماذا ؟ .
أفاقت من شرودها على نبرته فتتحدث فاها بدون وعي :
– إنفصام شخصية
قطب كنان جبينه متسائلاً :
-ماذا ؟! .
تداركت تيا نفسها لتقول بتعلثم :
– آاا … لاشيء .
وقف كنان من مجلسه ، وأخذ يقترب منها ببطئ ليقول بمكر :
– بلى هناك شيء ، أخبريني ما قصدكِ .
قالت تيا بتوتر من قربه :
– أخبرتك سيدي لا شيء ، أنا فقط كنت قلقة عندما سمعت صوت التهشيم لا أكثر .
اقترب منها أكثر دون أن يشعر وأردف قائلاً :
– هل شعرتي بالقلق عليّ ؟ .
أبتلعت ريقها بصعوبة تجيبه بتوتر :
– ااا … أجل .
تقدم بخطوته قليلاً يقول بنبرة خافتة :
– لماذا ؟! .
اجابته بنفس التوتر :
– لااا … لا أدري .
كان كلما اقترب منها كانت تبتعد هي للخلف حتى وجدت الجدار خلفها ، لتنظر له وقد غزا الخجل وجنتيها من قربه ليصبحا كحبتي كرز ، بينما إرتعاشة شفتيها تجذبه نحوها ليهدأها ، كما تنجذب الفراشة للهب !! .
لبى النداء وجذبها نحوه بكفيه من خصرها يغزو شفتيها بقبلة هادئة ، جعلت منه مغيب عن العالم ، لا يدري ماهية الشعور الذي يتلبسه وهي بالقرب منه ، لم تؤثر فيه إمرأة من قبل رغم كثرتهم حوله ، بينما هي دون أدنى جهد جذبته نحوها فها هو من تهيم به يقبلها !! .
وحينما شعرت بأنها على وشك السقوط ولم تعد قدميها تحملانها حتى سند جسدها على الحائط وثبتها بكفيه من أوسطها .
لحظات … ربما ثواني … دقائق – لايهم كم مر عليهما – حتي دلف أيهم دون أن يطرق الباب كعادته وهو يهتف :
-يا صديق… .
توقفت الكلمات في حلقه حيتما وقع نظره على وضعهما ، فأنتفضت تيا من بين ذراعيه وشهقت بصدمة كأنها وعت لما يحدث ثم خرجت مهرولة للخارج وفاها يدعو بأن تنشق الأرض وتبتلعها من الخجل .
بينما هو يرمق صديقه بجمود فيردها له الآخر بغمزة ماكرة وبسمة ذات مغزى ، فيسبه كنان بداخله ” تبًا لك أيهم ” .
صعد رويد سيارته وهو يشعر بالحرية ، منذ زمن وهو يسجن نفسه في الماضي والذكريات .
منذ زمن وهو يحيط قلبه بجليد أذابته هى دون أدنى مجهود .. .
وصل رويد إلى جامعة القاهرة لحضور ندوة عن الإقتصاد المصري ودور الشباب في ذلك الأمر ، نظرًا لصغر سنه ووصوله إلى مكانة كبيرة بوسط رجال الأعمال وعالم الإقتصاد .
وصل لمدرج كلية الإقتصاد الفرقة الرابعة ، أخذ مكانه على المنصة وجد أمامه عدد لا بأس به من الطلاب والطالبات وبعد قليل بدأت المناقشة وبدأت الأسئلة بالتتابع حتى رفع أحد الطلاب يده ليلقى سؤاله على رويد قائلاً :
– أستاذ رويد أعتذر مسبقًا إن كان سؤالي سيثير الضيق لديك .
هز رويد رأسه بالإيجاب قائلاً :
– خذ راحتك .
- في الآونة الأخيرة روجت بعض الإشاعات أو الحقائق بأنك تعمل مع المافيا وأن أموالك من غسيل الأموال ، فما رأيك بهذا الحديث !؟ .
ابتسم رويد وقال بهدوء :
– ما اسمك أولاً ؟! .
- تيم .
-
حسنا تيم ، هل تعلم أن الشرطة أتت بنفسها وبحثت ولم تجد شيئًا ، لذا فالأمر برمته كما قلت أنت إشاعات .
-
وقلت أيضًا حقائق مما يعني إحتمالية أن يكون الحديث صحيحًا أم خاطئًا بنسبة خمسين إلى خمسين بالمئة .
-
وقلت لك أن الشرطة لم تجد شيئًا .
-
هل معنى ذلك أنك لا تفعل ! ، من الممكن أنك تحمي نفسك جيدًا .
رد عليه رويد محاولاً ألا يغضب :
– بالفعل أنا أحمي نفسي جيدًا ، وإذا كنت أعمل مع المافيا ولم يتم كشفي حتى الآن فأنا بالفعل أستحق جائزة أخرى غير جائزة رجل إقتصاد العام .
ضحك كل الموجودين على ماقاله رويد ، فسحبت بنان كف تيم ليجلس ونظرت له بلوم على ماتفوه به ، في حين ركز رويد نظره عليه لرؤيته شيئآ أثار فضوله !! .
بعد انتهاء الندوة طلب رويد من أحد المعيدين إستدعاء تيم لمقابلة رويد ، قلقت بنان من ذلك الطلب فقررت الذهاب مع تيم قهرًا دون رغبته .
وقف تيم أمام رويد وبدأ الحديث قائلاً :
– أتمنى أن مناقشتي لم تشعرك بالغضب .
نظر له رويد مبتسمًا وقال :
– على العكس تمامًا ، فأنا أحب أمثالك ممن يمكلون الشغف لذلك كنت أريد أن تأتي للتدرب عندي في الشركة .
نظر تيم له متعجبًا ، في حين ابتسمت بنان بملئ فاها وردت بالنيابة عنه :
– بالتأكيد موافق .
لم يكن رويد يشعر بتلك القصيرة التي لا تظهر بجانب تيم ، فتيم طويل القامة عريض المنكبين ذو عضلات قويه بارزة ، بالطبع رويد يمتلك جسدًا مشابه لكن تيم أضخم بصورة واضحة فكانت بنان تقف بينهم وكأنها هواء !! ، وجه رويد لها الحديث :
– من أنتِ ؟! .
مدت بنان كفها لتصافح رويد الذي تلقاها بإستغراب فقالت بمرح :
– بنان .
لم تكن تلك الإجابة الذي ينتظرها فسألها :
– من بنان ! .
رد تيم هذه المرة قائلاً :
– صديقتي وخطيبة صديقي .
أومأ رويد رأسه مصافحًا إياها وقال :
– تشرفت بكِ آنسة ، والآن تيم ماذا قلت .
وبآخر كلمة كان قد سحب كفه من كفها ، فأردف تيم بجدية :
– أريد فرصة للتفكير ، وسأرد إليك جوابًا في القريب .
- أتمنى أن يكون قريبًا بالفعل فبعض الفرص لا تنتظر أحدًا .
رحل رويد في حين نظرت بنان إلى تيم بذهول هاتفة :
– كيف ترفض ؟! .
نظر لها وقال بهدوء :
– انا لم أرفض .
- لكنك لم تقبل ! .
تنهد بعمق يقول بتعقل :
– سأفكر ، هل تريدين أن أعمل في شركة تدور عنها الأقاويل دون أن أتأكد منها ! .
لوت فمها بنزق وقالت :
– عن أية أقاويل تتحدث ، الرجل أخذ جائزة السنة في الإقتصاد ، هل تعلم ماذا تمثل لك تلك الفرصة ! ، الأبواب فتحت إليك على مصراعيها وأنت ترفض إستغلالها !! .
جاء عمار على صوت بنان ، فأعتقد أنهما يتشاجرا كعادتهما فقال قلقًا :
– ماذا هناك ؟! .
نظر له تيم بنية إجابته ولكنها شبكت ذراعيها في غضب وقالت :
– صديقك جائته فرصة للعمل في أكبر الشركات وسيُضيعها من يده .
تأفف عمار من سخافة الموقف فرد عليها باستخفاف :
– وهل هذا الأمر يستحق عصبيتكِ تلك ، هو يعلم مصلحته جيدًا .
أشتعلت عيناها بغضب بينما عاد تيم بنظره إليها وقال :
– أرأيتي ؟! ، اصمتى قليلاً .
أطلقت صيحة غاضبة ثم صاحت فيهما :
– بل سأرحل نهائيًا واترككما على راحتكما .
ثم ذهبت مهرولة وفاها يغمغم بحديث مبهمة ، فهرول عمار خلفها من فوره مناديًا عليها ، وظل تيم وحيدًا كعادته يفكر في مستقبله – الذى من وجهة نظره مُظلم ولا حياة فيه – ، فكيف يتمسك بفرصه يعلم أنه سيخسرها بالتأكيد ؟! ، فتلك الحظوظ ليست لأمثاله .
ذهب تيم إلى منزله بعد أن دار فى شوارع القاهرة يفكر في حياته ككل يشعر أنه تائه ، ولا يدري أي طريق يسلك ، دخل إلى المنزل ليجده ساكن دليلاً على نوم خالته ، فأتجه لغرفته مباشرةً ونام على فراشه بملابسه متدثرًا تحت الغطاء ، ليجافيه النوم أيضًا من كثرة التفكير .
كتف ذراعيه خلف رأسه وعيناه ترتكز على سقف غرفته يفكر بعرض رويد له ، هل يذهب أم لا ، شيء بداخله يحثه على الذهاب ، يدفعه للموافقة ، لكن عقله يحذره مما قيل عنه ، ماذا إذا كان من إحدى زعماء المافيا حقًا ويتخفي بستار رجل الأعمال كالعادة… !
ولكن إذا لم يذهب سيخسر فرصة كبيرة ، فالتدريب بشركة رويد الغياث تعد كوسام بمجال عمله ، تنهد بضيق ثم تقلب على الفراش ونام على معدته ثم دثر رأسه تحت الغطاء يجبر عقله على النوم .
بصباح اليوم التالي ، صف سيارته أمام شركة آل غياث وترجل منها يدلف بوابة الشركة الزجاجية ، وقف أمام مكتب كبير ، مُهيئ بشكل نصف دائرة تجلس خلفه فتاة يافعة جمالها بسيط ، ابتسم لها وقال :
– صباح الخير .
نظرت له الفتاة ببسمة بسيطة تقول :
– صباح الخير سيدي ، كيف أساعدك ؟ .
- أنا هنا لمقابلة السيد رويد .
-
وما أسمك .
-
تيم نعمان .
ما إن استمعت لإسمه حتى وقفت سريعًا قائلة :
– مرحبًا بك سيد تيم ، سيد رويد بإنتطارك ، تفضل معي .
أنهت حديثها متجهة لمصعد الشركة وخلفها تيم يحاول توقيف عقله عن التذمر بمجيئه هنا .
كانت تيارا تجلس خلف مكتبها ومعها بعض الملفات تعيد ترتيبهم بإنتباه شديد ، ولكن صوت براء الذي خرج لتوه من مكتب رويد أخترق ذهنها وشتته :
– هل أنهيتِ تلك الملفات ؟ .
كان يريد فتح مجال للحديث معها لعلّ تلك المرة تأتي بفائدة ، لكنها تأففت بنزق من حديث هذا المتطفل ، تتمنى فعل شيء به يجعله يدور حول نفسه ولكنها لن تفعل ذلك خيفة من ملاحظة الأمر .
لم تنظر له وكأنه لم يأتي وأكملت ما تفعله ، فحدثها مرة أخرى بضيق :
– أنا أحدثكِ تيارا ، فلا تتجاهليني هكذا .
أغلقت جفنيها بنفاذ صبر ثم فتحتها تترك ما بيدها على المكتب بحدة ، نظرت له وهتفت بحدة :
– ماذا ترى بعينيك ، هل أنتهيت أم لا ؟ .
غضب براء من حديثها معه بتلك الطريقة فهو يريد الوصال بينهم ، يريدها ملكه ، يريد حبها له كما حبه لها ، لكنها دائمًا تغضب وتصرخ به كأنه يطلب منها مرافقته للمنزل لا سمح الله !! .
لم يتفوه بحرف فقط نظر لها بضيق ، بينما هي تعيد ترتيب الملفات التي تركتها على المكتب بعنف ، وقطع الجو المشحون بالغضب إقبال الفتاة اليافعة عليهم وخلفها تيم ، وقفا أمام مكتب تيارا وتحدث الفتاة :
– تيارا هذا سيد تيم .
رفعت تيارها نظرها لزميلتها ولكنه وقع على تلك البنية الضخمة التي خلفها ، رفعت نظرها عن بنيته لوجهه لتصدمها تلك الهالة الغريبة ، وسامة ، وقار مع جدية مثيرة للإنتباه ، التقت عيناهما تنظر لعمق خضروتيه اللامعة بتعجب منها ، أنتبهت للواقفة حينما لكزتها بخفة تقول :
– تيارا أنا أُحدثكِ .
تنحنحت تيارا بخجل تنظر لزميلتها وتومئ برأسها لتقول بخفوت :
– حسنًا .
رفعت زميلتها حاجبيها بتعجب ثم ذهبت دون التفوه بأي حرف .
كان براء ينظر للشاب الذي أمامه بتفحص غير داري بنطرات تيارا له إلا عندما أستمع لصوت زميلتهما تنكزها وتحدثها مرة أخرى ، وحينما رأى نظراتها غلت دمائه وبشدة ، ضغط على شفته بأسنانه بغيظ شديد ، يريد ضربها على رأسها والذهاب لهذه البنية الخادعة ويكيلها ضربًا إلى أن يشفي غليله وغضبه .
رفعت تيارا نظرها له مرة أخرى وقالت بابتسامة رقيقة :
– تفضل معي سيد تيم .
وخرج اسمه من بين شفتيها ببطئ ساحق كأنها تستلذه من بين شفتيها ، رفع تيم حاجبه بغرابة من نظراتها له ، وما جعله يتعجب أكثر هو نطقها لاسمه بتلك الطريقة ، لا ينكر أن أسمه أعجبه من بين شفتيها هكذا ، لكنه صمت وذهب خلفها إلى مكتب رويد .
طرقت تيارا باب مكتب رويد ثم دلفت بخطوات متوترة بسبب من يسير خلفها ، وما أن رآهما رويد حتى وقف من مجلسه يهتف :
– مرحبًا بطالبنا الشغوف .