رواية ماتت طفولتي بالمهد

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
رواية ماتت طفولتي بالمهد



#ماتت_طفولتي_بالمهد
#الجزء_الرابع_والاخير
#بقلمي_امل_احمد_سلوم

بعد ما انتهت كيندا من كتابة رسالتها وخلصت مهمتها بالميتم كانت واقفة بمكتب عرين ومستنده ع الشباك عم تراقب الأطفال كيف متناسين اوجاعهن أو عم يتظاهرو بالتناسي ومصطنعين الفرحة وهني عم يركضو ويلعبو بالساحة
دمعة باردة هربت من طرف عينها وهي عم تفكر شو مصير الأطفال وكيف بدن يقدرو يواجهو الحياة بعد كل الضربات يلي أكلوها م̷ـــِْن نعومة أظافرهم
طلعت من شرودها وقت قربت منها عرين و ربتت على كتفها
عرين : راح نشتقلك كتير كيندا
كيندا ( ببكاء) : وأنا أشتقتلكن من هلأ وعازز علي فراقكن
عرين : معلش كيندا خليكي قوية
كيندا : تعودت على وجودكن بين الولاد ومو متخيلة كيف بدي فارقكن وبطل شوفكن
عرين : ليش انتي مابدك تزورينا ولا بس خلصتي شغلك ماعد بدك تجي لهون وتزورينا
كيندا : أكيييد راح ابقى زوركن ليش بقدر على فراقكن
عرين : لكن يالله مسحي دموعك وخلينى ننزل
كيندا : يالله أمشي
عرين؛ وين الضحكة ولي
كيندا : هههه ما أحلاكي يا عرين شايفتيني صغيرة قدامك

حملت كيندا شنتتها و أخذت كل أغراضها ونزلت مع عرين وقفوا حد البوابة وكيندا عم تسترق اخر كم نظرة للميتم وتتذكر أيامها فيه وكل قصة لطفل صارت تمرق قدامها متل شريط سنمائي
لحتى فجأة سمعت صوت
جميلة : وكأنو عم تفكري تطلعي بدون ما تودعينا
ألتفتت كيندا لتشوف جميلة وكل الأطفال مجتمعين وجاين ليودعوها
جميلة : شو انصدمتي لأنو مسكناكي قبل ما تهربي
كيندا : أنا صعب علي الوداع ما بقدر أتخيل أنو هاد يكون أخر لقاء
هيا : لو سمحتي لا تخليه يكون أخر لقاء نحن حبيناكي وتعودنا على وجودك
ركض عمر لعند كيندا و ارتمى بحضنها وهوي عم يمسح دموعو بكف أيدو ويشهق
عمر : بترجاكي ما تتركينا من زمان نحن بحاجة الك ما تتخلي عنا بعد ما صرتي الأمان ألنا والنور يلي بيجي من خارج هاد الميتم
أنهارت كيندا بالبكي و حاولت تثني ركبها لتصير بطول عمر وتحضنو ولكنها فشلت و خانتها قواها و وقعت على الأرض بين جميع الأطفال
ركضو الكل لعند كيندا ليساعدوها توقف ولكنها أشرتلن ليتركوها قاعده
عرين: وليي عليي صرلك شي
كيندا « بتألم » لٱ مافيني شي
عمر( بحزن) : سامحيني ما كان قصدي أعمل هيك
بتمسك جميله ايد عمر لتبعده عن كيندا بس كيندا بتشدو لحضنها
كيندا: لا تزعل حبيبي أنت ماخصك اناا، ،،،

بتسكت فجأه وبتظل عيون الكل يطلعوا فيها بتعجب

عرين: فيكي شي كيندا
كيندا: لٱ ابدا بس انا صار لآزٍمٍ امشي
وقبل ما توقف بتشوف كمال واقف قريب منها و وأبتسامتو يلي أعتادت عليها مختفية ومحلها في دموع ونظرات حزينة بتمد أيدها بإتجاهوو وبتأشرلو ليرتمي بحضنها
كيندا : يا حبيب قلبي مابدي شوف هي الدموع مره تانية أنت روح هالمكان و فرحتو
بيسموعو الكل صوت نورا وهي نازلة وعم تنده على كيندا بيلتفت عليها الكل وبهي الأثناء بتوقف كيندا بدون ماينتبه عليها حدا وبتتقدم نحو نورا
كيندا : نعم ست نورا
نورا : منيح لحقتك قبل ما تروحي بدي قلك أنو الكل هون حبك وحسيناكي وحدة منا وفينا أيمت ما حبيتي تجي لهون راح تلاقي بواب هاد البيت مفتوحة والكل منتظرك
كيندا : شكراً كتير الكن كلكن عنجد شكراً
ودعت كيندا الكل وبين بكا وشهقات ونظرات كلها حزن و عتاب همت لتمشي وهي حاملة بقلبها قصص و أوجاع كتيرة وبعد ما مشت كم خطوة حست على جميلة وقت مسكتها من أيدها و وقفتها
جميلة : شكرا الك على كلشي كيندا أنتي فتحتي بصيرتي على الدرب الصحيح وعلمتيني كيف كون أنسانة
كيندا : لا تحكي هيك جميلة أنتي جواكي روح نقية و صافية بس الظروف يلي مرقتي فيها هي نشرت السواد داخلك ولأنو طيبتك أقوي قدرت تمسح هاد السواد
جميلة : وعديني أنو مارح تغيبي كتير
كيندا : بوعدك انو مارح تلحقي تشتاقيلي

وبعد ما مشيت من الميتم لقيت محسن ناطرها ركبت معو وهي ملتزمة الصمت وشاردة علي غير عادتها لحتى زاد فضول محسن وصار يسألها

محسن: شبك ليش مهمومة و زعلانة
كيندا: الًيَوُمًِ كان آخر يوم الي بالميتم
ويوم السبت رح قدم رسالة الماجستير وكتير متوترة و مضغوطة
محسن؛ الله يوفقك و ينولك مرادك أنتي أنسانة طيبة وبتساهلي كل خير
وصلت كيندا على بيتها توضت و صلت فرضها وقعدت قدام الكمبيوتر.وحطت دفترها بحدها وبلشت تكتب

«« هذه هي قصتي وقصة اطفال كثر في العالم ممن يبيعون احلامهم وسط الغام الزمان ووحوش المكان ..

صغيرٌ يبيعُ أحلامَهُ وَسطَ الزّحام
يَحلُمُ باقتِناء غيمةٍ تمُطرُ السلام
يُناشَدُ فراشاتِ الحقلِ في كلِ مكان أيا فراشاتي الجميلة أنهكني الجوع والبرد وعدت أبحث في عيني أبي وحضن أمي ابحث عن الأمان
نظرات أبي تقول لي ان محفظته أصبحت فارغه من كل شيء حتى الأحلام
وحضن أمي لم يسعني فقد امتلأ بِخُردواتٍ أُلقيَت على فستانها الجميل وبات بحاجةٍماسةٍ إلى رُقَعٍ تُخفي ما به من ثقوبٍ وآلام
فكرت ملياً أن ابحث عن محفظة أبي وأجمع كل ما بوسعي داخلها لأرجع لأبي بريق عَيْنيهِ التي أستمد منها قوتي
وفكرت أن ألملم أجمل رُقاعاتِ الأرض لِأُرمم فستان أمي ليعود أَجمل وأَبهى فقد اعتادت أمي أن توزع الفرح وتزرع الحب في قلبي الصغير وفي كل مكان
وأنا في طريق البحث .. أدركت أنني لازلت على قارعة الطريق أبيع أحلامي لِأَسُدَّ الرمق
اين أَلعابي … ثِياب العيد … حَلَوياتي الملونة.. مصروفي الذي يصدر رنينا كألحان الموسيقى حين اتسابق مع أصحابي
أين شطيرتي المفضلة .. اين واين .. يامن تبيعون أحلامنا أعيدوا لنا طفولتنا المسلوبة »»

نزلت كيندا قلمها بعد ماكتبت آخر سطور برسالتها وسكرت الكمبيوتر وسحبت الفلاشه وحطتها بشنتتها وطلعت م̷ـــِْن بيتها تاركه وراها احلام ملايين الاطفال بإنتظار نتيجة شهور قضتها مابين ابحاث ودراسه وكلها امل انها تكون صوت الطفوله بين العالم الغادر
خطوه ورى خطوه والمسافه لتحقيق الحلم عم تقرب اكتر واكتر، ،، هي مدركه انها ايد لوحدها مابتصفق ورغم هيك تابعت خطواتها بثقه وبداخلها اصرار تكمل الطريق يلي بلشت فِيَھ

ظلت مكمله طريقها لحتى وقفت بحدها سياره

،، بدك توصيله
كيندا: …..
،،، يابنت اركبي بلا ماتتأخري عالجامعه مو الًيَوُمًِ بدك تناقشي رسالتك

تلفتت كيندا عجنبها وشافت محسن ومعه هديه

كيندا « ابتسمت » ڵـڱ هاد انتو فكرت شي واحد عم يعاكس
محسن: ع اساس مقطوع وصفك اي ركبي ركبي بلا كترت حكي
كيندا « لوت تمها » علـّۓ. فكره انت اكتر شخص مستفز قابلته بحياتي، ،،
محسن: و علـّۓ. فكره انتي اكتر شخص طيب قابلته بحياتي واعند شخص كمان
كيندا: ?
محسن ; بدك تركبي ولا شو
كيندا: لٱ
محسن: ايه تسطفلي زنبك علـّۓ. جنمك، ،، يالله هديه خلينا نروح نحجز مكان
هديه: ههههه يالله عمو

تحرك محسن بسيارته عالهدا وهو بيطلع بكيندا م̷ـــِْن مرايته، ،، اما كيندا وقفت مكانها بعناد

هديه: عنجد رح نتركها
محسن: هلأ هي م̷ـــِْن حالها رح تجي
هديه: وكيف

ظل محسن ساكت ووقف السياره وعمل حاله عم يمسح القزاز وفجأه انفتح الباب وفاتت كيندا

محسن « ابتسم بخبث » شو بشوف اجيتي
كيندا: ممممم عم تشتي برا ومابدي اتبلل، ، خلص رح اعطيك اجرتك تحرك بلا ما اتأخر
فتل محسن حاله عالمقود وشغل السياره
محسن: وعم تتأمري كمان
كيندا: حكيت شي
محسن: عععم احكي خليني استعجل بلا ماتتأخري

*╚══════ღღ══════╝

احساس بالخوف والرهبه صاب كيندا وهي واقفه ورى الكواليس وبطل براسها
فركت ايديها ببعض وغمضت عيونها بقوه
كيندا: يارب ساعدني لاقدر وصل رسالتي

تناولت كاسة مي واخدت منها رشفه ورجعت تطلع عالحظور يلي بالقاعه وهي حاسه بتوتر وخوف لحتى حست بحدا حط ايدو ع كتفها

محسن: شبك متوتره
كيندا « بلعت ريقها » سامع صوت الرعد برا
محسن: هلأ مشان هيك خايفه ومتوتره
كيندا: ……
محسن: انسه كيندا انا شفت فيكي الانسانه القويه الطموحه اوعك تستسلمي او تضعفي وحاربي مشان حلمك وانا متأكد متل مافتحتي عيوني وانرتي بصيرتي رح تقدري تفتحي عيون كتير م̷ـــِْن الناس

تركها وفات عالقاعه بينما كيندا ظلت تردد كلماته بين شفايفها بثبات
اي انا قويه وطموحه ومارح استسلم رح حارب مشان حلمي ورح كون صوت كل يتيم بكل العالم

،،،، هي هيه بنتي يلي بعرفها

التفتت كيندا وشافت امها وعرين واقفين وراها وبسرعه تحركت وغمرت حالها بحضن امها

خلود« مسدت عراسها بحنيه » شبنا عم نتصرف متل الاولاد الصغار يالله بنتي سمي بالله وتقدمي لجوا بخطوات ثابته انا بثق فيكي
عرين : مو بس انتي خاله كلنا بنوثق بكيندا ومتأكدين انها رح تنجح

تقدمت عرين ومسكت ايدين كيندا بقوه

عرين: وحتى لْـۆ مانجحتي بدي تعرفي انه مجرد محاولتك واحساسك المرهف بالايتام واطفال الشوارع هيه بحد ذاتها نجاح ،،،،نحنا كلنا معك كيندا
واشرت لكيندا لجوات القاعه
كيندا « بفرحه » كل الولاد هون
عرين: كلنا معك كيندا انتي صوت الحق وصوت الحق رح ينتصر عالظلم يالله يابطله

كَلَّمَـےـاتِـ قليله م̷ـــِْن عرين وخلود ومحسن كانو كفيلين يزرعوا الثقه بقلب كيندا يلي حسمت امرها اخيرا واخدت نفس وسمت بالله وخطت اول خطوه لجوات القاعه بكل ثقه وشموخ

وقفت كيندا عالمنصه وحركت حجر عينها عالحضور كان جمع غفير بيترأسهم عميد الجامعه والدكاتره والمعيدين وطلاب الجامعه وكتار م̷ـــِْن الشخصيات المرموقه بالبلد

ابتسمت وهي شايفه عيون اطفال الميتم مليانه فرحه وعم يأشرولها بكل حب وعفويه ،،،، وهلأ حان الوقت لاكتر خطوه مهمه بحياة كيندا ويلي م̷ـــِْن خلال رسالتها حتكون سبب بإنقاذ الطفوله، ،،، صح يمكن صوتها مايوصل للكل وصح رح يستمر العنف والتشرد بغير اماكن هيه مابتقدر توصلها لَـگِنْ ايمانها ويقينها انه مافي شي بيدوم ومهما طال الليل رح تشرق بالنهايه شمس الحق، ،،،،
حركت المايكرفون ليصدر اول صفير وشرعت بالحكي، ،،،، ليعم الهدوء بكل القاعه

كيندا: بالبدايه بحييكم بتحية الاسلام الخالده السَلٱمٌ عـَلـْيگمّ-ۈرحـْمّـٌة ٱللـّہ ﯙبُرگـّاتہ، ،،، والصلاة والسلام علـّۓ. اشرف الخلق سيدنا محمدا وعلى اله وصحبه اجمعين، ،،،،

السلام عليكم م̷ـــِْن بلادي التي عانت ويلات الحرب، ،،، السلام عليكم م̷ـــِْن عروبتي التي عاشت سنينا طويله لم تذق معنى السلام
السلام السلام السلام، ،،،
شو حلوه هالكلمه بتبعث الطمأنينه والسكينه بالقلب ،،، بس نحنا صرنا نحكيها بحكم العاده السلام عليكم وعليكم السلام. ،، لما انت ترد السلام بتكون عطيت للشخص اللي قبالك انك منحته السلام، ،، السلام يلي نفتقده كتير بحياتنا وصرنا نردد كلمة السلام متل كلمة صباح الخير ونحنا مو شايفين خير، ،،،،،

رفعت كيندا بصرها واطلعت بالموجودين ولاحظت اهتمامهم لكلماتها ورجعت حولت نظرها ناح اطفال الميتم ولمعة دمعه بعيونها وفتحت ملفها وبلشت تقرأ

كيندا: “وحين سرت بجوار النافذة
رأيت الدنيا في عيني الطفل خيبة !
ليست كاللعبة ولا كحضن أمه
ليست السماء زرقاء بل حجارة مطرزة بالأزرق
ليست الأرض خضراء بل إسفلت مطرز بالأخضر
وما زال ينظر لي خلف النافذة
صدمة / تردد
أيريد الطفل سماء بيته الآن و بلاطه !
أم يبحث عن حضن أمه حيث يجد ألوان المطر السبعة
ما زال ينظر لي كأنه يخبرني لماذا ؟
وأنا بنفسجي ميت ! أسأل نفسي أيضاً لماذا؟
أيقظني الطفل من موتي وبعثر كيان الجسد المؤقت
ويسألني أيضاً دون الكلام عبر النافذة
– أين كل الأشياء التي تشبه ألعابي بينكم ؟
– أين كل وعودكم لي حين أكبر ؟!
وأرفع رأسي نحو السَماء ، ورأيت السماء بعيني الطفل
و حين أعدت نظري للطفل رميتُ كفني البنفسجي
و إرتديت فوق قلبي وشاحاً بلون الطفل
وقلت لأشيائنا تغيري لأجل غد الطفل
وحاضري المنسي المتجدد
وقلت لنفسي إنهض كعنقاء تجددت
من كفن البنفسج
وإغسل روحكَ من أشياءك الماضية
وكن أنتَ أنتَ لا تردداً لهذا البنفسج !”
أتساءل كيف تبدو الحياة من عندكم ؟؟
كيف يكون شكلها وكيف يمر عليكم اليوم ؟
هل تحلمون ؟؟ أنا لا أعرف أن أحلم …
هل تأكلون ؟؟ أنا لا أجد شيئا أكله …
هل تنامون ؟؟ أنا لا أعرف النوم في هذا الصقيع …
هل تضحكون ؟؟ كيف تضحكون ؟ أنا لا أعرف كيف تظهر أسناني ..
أنا لا أسمع إلا صوت اصطكاكها كل ليلة من البرد …
هل تحفظون أيام الأسبوع ؟؟ في الاصل أنا لا أعرف ما هو الأسبوع ولا الشهر …
اليوم فقط يكفيني .. لأنني لا أعرف إن كنت سأبقى على قيد الحياة غدا أم لا …
هل لديكم أعين ترون بها ؟؟ كيف لم ترونا إذن ؟؟
ماذا عن مشاعركم ؟؟ ألا تحسون ؟؟
ألا تسمعون صوت أنيننا … صراخ الموت فينا …
حسناً أنا فقط سأقول لكم … لا تغيثونا … لا نريد أن نعيش … أحلامنا لم تكبر معنا … لقد كبر معنا الخوف حتى قتلناه … لا تتباكوا على أعتابنا بعجزكم … فالجوع أعمى عيوننا وأصم أذاننا ….
أنا طفل … لا أبحث عن حقوقي .. ولا أريدها … دمروا مدرستي … قصفوا منزلي .. أحرقوا ألعابي .. قتلوا عائلتي ….اماتو طفولتي بالمهد

أعيدوا لي ما قد سلبته الأيام من … طيبتي ..ألعابي..براءتي ..أحلامي ..بريق السعادة غير المصطنع بين أجفاني .. نظراتي نحو الشمس التي يملأها الطموح والأمل..
وأعيدوا لي عشق الليل وحنيني للسهر وأن الليل يحمل معان كثيرة قل من يفهمها…

نعم …أفتقد الكثير من أمتعة السفر التي أضعتها في حياتي…

مسحت كيندا دمعتها وبلعت غصتها وتابعت كلامها بصوت متحشرج م̷ـــِْن بين دموعها صرخة وجع انتابتها وهي شايفه قدامها الاطفال الايتام والمشردين

كيندا: تأخذني الأحلام، وأنا بنفس المكان، وتكرر الأحلام كل يوم، بالتفاصيل ذاتها، حتى استفقت اخيراً وأدركت بأن الأحلام حرمت منها وبأن حياتي قد توقفت حرموني الحب جعلوني وحيدة

أنا لم أعد طفلة، أفكاري ليست بأفكار أطفال، عقلي يردد ما هو غريب، أنقذوني وأنقذوا الطفولة، أعيدوا لي براءتي التي سرقتموها مع ألعابي، تحملت مسؤولية كبيرة فانحنى بها ظهري الصغير وما عدت أتطلع للأمام، فنظري بالأرض التصق، فلا يوجد ما أشاهده، فالجمال قد شوهه السواد، والضحكات استبدلت بالبكاء والصراخ، فالأفضل لي أن الصق نظري بتلك الأرض التي على الأقل تذكرني بمكان أمي.

فيا أطفال العالم استفيقوا وأنقذونا، أنقذوا طفولتكم، فالكبار قد أغرقتهم الأرض وما فيها، استغلوا ضعفنا وتلاشت عن أعينهم مأساتنا وآلامنا.. فأنقذوا الطفولة، ولتكن حياتنا مشاهد يتخللها الطموح لعيش مستقبل أفضل نرسم فيه أحلامنا الكبيرة، ونشد العزيمة على بناء وطن المحبة والسلام.

تصفيق حار صدح بالقاعه مصحوب بتصفير وصرخات اعجاب

رفعت كيندا ايدها شاكره ورجعت مسكت المايكرفون

كيندا: شكرا الكم بس انا بعدني ماخلصت
واشرت للشب يلي بالكواليس ليطفي الاناره ويشتغل عرض سينمائي،، لمناظر اطفال ايتام ومتشردين انحبست الها الانفس ودمعت الها الاعين وانفطرت القلوب وتنكست الروس بإحساس مؤلم بالخزي والعار

شو صعب ومؤلم تشوف طفل مفترش الرصيف ومتغطي با اوراق الشجر
شو مؤلم منظر دمعة طفل بيصرخ فوق جثمان ابوه وامه بعد ماسرق صاروخ غادر حياتهم بلمح البصر
شو مؤلم نشوف ابنيه عم يوصل مداها للسحاب بينما بحدها طفل عم يدس راسه بمكب النفايات ويلم بقايا اكلكم يلي رميتوه
شو مؤلم لما تشوف جيل كامل ماحظي بفرصة التعليم وظلو متشردين مع اهاليهم ليحتموا م̷ـــِْن القصف
شو مؤلم وبشع تكون عم ترتشف قهوتك الصباحيه وبأمر واحد مـڼـڱ تأمر بأبادة بلد كامل بدون مايرفلك جفن ولا تهتم لصرخات الاطفال وخوفهم
شو مؤلم تنام ببيتك بأمان وبفراشك الدافي بينما في اطفال نايمه بالشوارع بلا مأوى وببطون خاويه
جربت مَـرّھٌ تحط نفسك مكان اليتيم! !

وبآخر الفيديو ضهر طفل ماسك ب ايدو ورقه وكاتب عليها #لست_لقيطا وبعيونه عالقه دمعه ووجه كلمه للعالم بأسره

«« ما بالكم يا بشر هذه الأيام؟
تنظرون لنا وكأننا بصمة عار عليكم
وكأننا نحن من أخترنا الطريقة التي نأتي بها الي هذه الحياة
أنحن أخترنا لأنفسنا هذا المصير؟
لو كنا نعلم ما ينتظرنا و الأمر بأيدينا، لأخترنا أن لا نأتي ابداً
فمالكم نسيتم ان الله و رسوله قد أوصوكم بنا
مالكم نسيتم ان الله قد ذكرنا في كتابه واحداً و عشرون مره
مالكم نسيتم قوله تعالى (( فأما اليتيم فلا تقهر))
نعم نسيتم و قهرتمونا
قست قلوبكم علينا
و أصبحت على أعينكم غشاوة
ولكن أملنا بالله فقط
سنشكو له
سنخبره بكل شيء
كل شيء….?. »»

خلص الفيديو ومن بعد ماخلص رجعت الأضاءة اشتغلت .. كانت العيون مسلطة عليها وهي بعدها بتطلع بالشاشة بقلب محروق ..
نزلت راسها والتفتت عليهم ..
كندا: للأسف اللي شفتوه بهالريبورتاج هو ولاشي م̷ـــِْن الشي يلي عم بيصير .. انا حبيت سلط الأضواء على كل طفل معنف ويتيم ..ان كانو أطفال مشردة بالشوارع او يتيمة بميتم ..
انتو مابتتخيلو الالم يلي صابني وأنا بس عم تابع رسالتي .. ألم فظيع .. بضميري .. هالألم صحاني على مأساة حقيقية .. ولازم يصيب كل انسان على وجه هالكره الأرضية لحتى تصحى ضمائرنا ونزيح هالغشاوه عن عيوننا ..بس لحتى نشوف غيرنا ونحس بمعاناة غيرنا ..
ممكن بطريقة ما .. يكون ابنك ضحية تشرد او يتم او تعنيف .. بس لما يكون في بجواتنا قلوب رحيمه رح نرتقي ..

سكتت وأخدت نفس وكملت كلامها .. :حابة اختم رسالتي بكلمة واعتراف صغير .. بيوم م̷ـــِْن الأيام انا كنت وحدة م̷ـــِْن الأطفال المشردة وكمان ..

بعدت كندا عن المنصة ورفعت طرف فستانها لحتى بان منظر صدم الكل وتعالت الشهقات م̷ـــِْن الصدمه .. كان الها رجل صناعيه ..
كيندا: صدمه كبيره صّـْْحّ ..اي هي هيه الحقيقه ..وبهالمناسبه في شخص حابه عرفكون عليه وهي هالمرة العظيمة صاحبة أطيب قلب بهالدنيا كلها ..

وأشرت على خلود اللي كانت بتبكي بحرقة ..طلعت خلود عالمنصه وراحت كيندا اتجاهها وضمتها بقوة وباستلا ايدها وجبينها..
كيندا: هالملاك اللي شايفينهَـــاآ.. نشلنتني م̷ـــِْن ضياع وموت محتوم ..انا عرضت عليكم قصص لاطفال كتيره وياقي ضيف قصتي لاختم فيها رسالتي

لما كنت صغيرة بابا وماما ماتو بحادث سير وتركوني عند عمتي ..عمتي مره كان قلبها ل الله وجوزها كمان. كانت تحبني كتير وتبديني عن ولادها يمكن مافي حدا بيعوض الطفل عن حنان والديه بس عمتي قدرت تخليني حس اني بنتها بدون اي تمييز.. وظليت ببيتها لحتى اجا هداك الًيَوُمًِ اللي قسم حياتي لنصفين وحولني م̷ـــِْن بنت عاديه لبنت شوارع مشرده

سكتت كيندا وغمضت عيونها بألم وهي شايفه حالها طفله ورجعت بزاكرتا سنين طويله لورى

كيندا: بيوم وانا بالحديقه كنت عم بلعب متل كل هالولاد بطياره ورق ..لهلا مابنسى هداك الًيَوُمًِ اللي كنت اركض فِيَھ وانا ماسكة الحبلة بايدي الصغار لحتى طير طيارتي ومااستوعبت اني ضيعت عمتي بهداك الًيَوُمًِ ..وماكنت بعرف انو عيون الشياطين بتلحق فيني .. مرة م̷ـــِْن شكلا مبينة متشردة ظلت تلاحقني لحتى ضعت عن عمتي وأخدتني .. عاملتني بكل قسوه ووحشيه وصارت تجبرني اروح وقف عالاشارات لاشحد ولاني ماكنت بهديك الخبره وماقدرت تنتفع م̷ـــِْني قررت تمنحني شهادة الشحادين وبدون رحمة بترتلي رجلي لحتى تستدر عطف الناس وتشحد عليي.. وانا كنت محطمة سنتين مرو عليي وكأنهن مية سنة لحتى االقت الشرطة القبض عالمتسولة وانا اخدوني عالمشفى لأنو كان معي بداية ريقان وهالست يلي اسمها خلود هي اللي انقذتني ..نشلتني م̷ـــِْن الموت وأخدتني عبيتها .. اتخذتني بنت الها وجوزها اللي فرحلي قلبي الصغير برجل صناعية ..هالانسانين هدول تبنوني وربوني ..دعموني وشجعوني لحتى وصلت لهون .. انا •اللّـہ̣̥ عوضني بناس أكابر أنقذوني بس فِيَھ غيري كان حظو سيئ ومنهم يلي اتهشمت طفولتهم ونسي شو هو اللعب وحمل م̷ـــِْن صغرو هم كبير ..لهيك انا م̷ـــِْن عِنـ.̷̷̸̷̐ـديّ بدي ناشد كل الناس بدون استثناء .. انقذو الطفولة ..الأطفال أمانتنا م̷ـــِْن رب العالمين ..

عيون الكل كانت مسلطة على كيندا وكلماتها لامست قلوبهم وخلتها تبكي م̷ـــِْن جوا ..
كيندا: بعتزر ازا كنت طولت عليكم .. بس الكلام بهيك موضوع مابيخلص ولا رح يخلص .. وان كلفني هالشي اعمل رسالة وتنتين وتلاتة رح اعمل كرمال اصوات هالأطفال توصل لأكبر عدد م̷ـــِْن الناس ويتضامنو معنا بحماية الطفولة ..

سكتت ونزلت راسها لتحت وعم الهدوء للحظات وبعدها سمعت تصفيق حار م̷ـــِْن عميد الكليه تلاه تصفيق باقي الحضور

كانت سعادة كيندا مابتنوصف بهديك اللحظه وحست انها قدرت تحط اجرها علـّۓ. اول الطريق

وبسرعه صعدو الاطفال عالستيج وصاروا يحضنوا فيها

عمر: اناا كتيررر بحبك خاله كيندا
هيفاء: عنجد الشي اللي عملتيه كيير كتير
هيا: خليكي معنا وماتتركينا نحنا بحاجتك

بتطلع كيندا علـّۓ. امها يلي بدورها بتهز راسها كأشاره ‏​‏​منـِْهـ♡̨̐ـِْا لتعمل الشي الصح ويلي مقتنعه فِيَھ

عرين: رح نشتقلك كيندا
كيندا: بس انا لٱ
الكل بصدمه: شووو
كيندا: لاني قررت ابقى بالميتم طبعا ازا الست نورا بتسمحلي

بتتقدم نورا م̷ـــِْن كيندا وبتحط ايدها ع كتفها

نورا: م̷ـــِْن اول يوم جيتي عالميتم وانا لمست فيكي روح الانسانه الطيبه الخلوقه ونحنا بالدار بحاجة ناس متلك واعتقد سبق وقلتلك الدار دارك ووقت ماحبيتي فيكي ترجعي

بتحضن كيندا نورا بحب ودموعها بعرض وجهها وبعدا بتبعد عنها وبتلتفتت ناح الاولاد وبتفتح ايديها ليركضوا لعندها
عرين: مبروك علينا انتي ياكيندا
جميله: وهي العصايه جاهزه ?
الكل: جميييييله
كيندا: عصايه م̷ـــِْن جديد ياجميله
جميله:
جميله: اي شبكم حرام الواحد يمزح معكم ??

*╚══════ღღ══════╝

#وبعد_مرور_خمس_سنوات ?

جميله: ڵـڱ تعااااا لهون والله لقطع هالعصايه عجنابك يا حيوان

كيندا : ڵـڱ جميله وبعدين معك مابدك تبطلي هالعاده

بتبتسم جميله ببلاهه وبتخبي عصايتها وراها
جميله: ههههه و •اللّـہ̣̥ مو ب ايدي مافيي شوف العصايه وما امسكها
كيندا: ممممم طيب شو رأيك اخد هالعصايه واضربك فيها كم ضربه لنشوف رح تتوجعي ولا لأ

فتحت جميله عيونها بصدمه واطلعت بالعصايه
جميله: اه، ،،، لٱ بلاها اساسا الضرب للبهايم « ورمت العصايه »

كانت كيندا وجميله واقفين وعم يحكوا لحتى اجا ناطور الميتم وهو منكس راسه وحامل بين ايديه طفل رضيع

كيندا « تنهدت بألم » مين جابو ياعم صلاح
صلاح: وحده نزلت م̷ـــِْن سياره مفيمه حطته علـّۓ. باب الميتم وطلعت بسيارتها بسرعه مالحقت شوفها

اطلعت كيندا عالطفل وحملته بين ايديها ودمعوا عيونها

كيندا: حسبي •اللّـہ̣̥ ونعم الوكيل شو ماعملنا لسه في ناس قلوبهم م̷ـــِْن حجر ومابتخاف •اللّـہ̣̥
جميله: بنت ولا صبي
كيندا: هلأ بس ناخدو لعند المديره منعرف

توجهت كيندا لمكتب المديره وفاتت

كيندا: صباح الخير ست عرين
عرين: الف مَـرّھٌ قلتلك بتناديني عرين بدون اللقاب
كيندا: مشان واجبك ياحضرة المديره
عرين: لْـۆ اقعد ورى هالمكتب الف سنه رح اتظل امي نورا هي المديره
كيندا: •اللّـہ̣̥ يشفيها وترجع تنور مكانها
عرين: امين يارب، ،،، شبك كيندا حاسه بتمك حكي
كيندا : وصل طفل جديد
عرين « بحزن » واديش عمرو
كيندا: حديث الولادة
عرين: لقيط! !!
هزت كيندا راسها وفتحت بقية الباب لتفوت جميله وهي حامله الطفل بين ايديها وبسرعه تحركت عرين م̷ـــِْن مكانها بقلب ملهوف واخدت الطفل وحطته عالكنبه وكشفت عليه وشهقت بصدمه

عرين: هيييي ڵـڱ هي بنت ولساتا بدمها
جميله « بتأثر » حسيي •اللّـہ̣̥ ونعم الوكيل ب امها وابوها

اما كيندا ماقدرت تخبي مشاعرها ولفت البُـنًتٍ بسرعه لحضنها وانفجرت بالبكي

كيندا لايمت رح تستمر معاناة الاطفال
عرين: طول مافي قلوب انعدمت فيها الرحمه رح تستمر معاناة الاطفال وواجبنا نكون الهم العون ونعطيهم جرعة امل ليقدور يستمرو بحياتهم
كيندا: وهالشي بيكفي
عرين: نسَيتيَےّ شو عملتي مع هيفاء بعد ماكانت بتكره الرجال وبتخاف م̷ـــِْن الزواج ليكها تزوجت وصارت ام
جميله: والشقي عمر السنه عم يقدم للبكالوريا وبطل عادة النشل واهم شي ماعاد يعملها تحته
كيندا: بس فشلت مع هيا
عرين : مين قلك فشلتي صح هيا رفضت تترك الميتم لكنها صارت انسه معنا وعم تقدم رسالتها انتي ابدا مافشلتي كيندا

مسحت كيندا دمعتها واطلعت بالطفله
كيندا : بدي اخدها عالعياده لاخلي الممرضه تشيك عليها
عرين: انا باخدها انتي ارجعي لبيتك الوقت اتأخر
كيندا: ماشي، ،، وانتبهي عليها

طلعت كيندا م̷ـــِْن الميتم ووقفت عالرصيف بفكر سارح لبعيد

،،، الحلو بدو توصيله

التفتت لمصدر الصوت وابتسمت وحركت اجريها وركبت بالسياره

محسن: شبك كيندا
كيندا « بحزن » م̷ـــِْن شوي في وحده رمت بنتها علـّۓ. باب الميتم ڵـڱ بعدها حديثة ولاده كيف اجا م̷ـــِْن قلبها ترميها

انعدل محسن بقعدته ومسك ايدين كيندا واطلع بعيونها

محسن: حبيبتي انتي مافيكي تغيري العالم واللي عملتيه مشان الاطفال ماعملوه رجال بشنبات
كيندا: بس الواقع ماتغير يامحسن
محسن: ولا رح يتغير طول مافي ناس ماعندها مخافة •اللّـہ̣̥ ومبعده عن الدين، ،، انتي كنتي سبب لتنقذي مئات الايتام والمشردين وبفضل رسالتك انشأو بدل الدار تنتين وعملوا حمله للقضاء علـّۓ. ضاهرة التسول ومعاقبة اي حدا بيعنف الاطفال بفضل رسالتك انشأت لجان لحماية الاطفال، ،،، انتي قدمتي يلي بتقدري عليه ولساتك عم تقدمي بس نسَيتيَےّ شي مهم

كيندا: شو نـًسّْيـت
ابتسم محسن وحكا بمزاح
محسن: نسيانه جوزك حبيبك بلا عشا
كيندا: يووووه بسرعه خلينا نروح عالبيت اكيد رهف بتكون جننت ستها وجوعانه
لوى محسن تمه وشغل السياره
محسن: انا لآزٍمٍ قدم شكوى لحقوق الازواج
كيندا: حكيت شي حبيبي
محسن: عععم احكي خلينا نعجل قبل مابنتك تاكل ستها م̷ـــِْن الجوع

#النهايه ?

*╚══════ღღ══════╝

لم اكتب هذه القصه لمبتغى جميل الكلمات وانمى ل الآمس روح الانسانيه بداخلكم
ارحموا م̷ـــِْن بالارض يرحمكم م̷ـــِْن بالسماء واياكم قهرا يتيما اكل الزمان علـّۓ. جسده وشرب
وختاما اذكركم بقوله تعالى
«? فأما اليتيم فلا تقهر? »

تمت بعون •اللّـہ̣̥

#بقلمي
#امل_احمد_سلوم ?

 




10872 مشاهدة