Back for you ” الجزء الثاني “
في الـأول لازم تختاري اليوم المُناسب ، وانسب ميعاد بيكون ليلة قمرية زي بتاعت بعد بكرة.. هتقعدي علي الرمل فأي مكان فيه رمل او اي شاطيء .. هترسمي نجمة زي ديه – و اشارت علي رسم النجم الماسوني في منتصف الأرض – و هتقعدي جوا النجمة انتي و اتنين من صحابك هتلبسوا كلكم اساور من ديه و اعطتهم ثلاث من اساور الحظ .. ونظرت لي و قالت شخص واحد فقط يكون لديه شفافية روحية عالية مثلك سيجلس خارج الدائرة لإتمام المراسم .. و لمحت بيدها وشم غريب لحرف ” ج ” لاحظته و هي تعطيني قلادة من قلادات النجمة الماسونية و طلبت مني أن امسكها طوال القيام باتمام المراسم..
قبل انصرافنا .. نادت جُمار اّفنان و قالت لها .. نسيتي تسأليني عن القرابين ؟!
قالت اّفنان بخوف قرابين ؟! .. ردت جُمار بضحكة استهزاء لكلُ خادم قربان يجلبه
و انتي خادمك يلزمه شيئاُ منك ليحضر ، ابتلعت اّفنان ريقها بصعوبة و قالت حاجة مني ازاي يعني .. ؟! .. اشارت جُمار إلي صورة النهر باللون الأحمر في الخريطة و قالت دبوس صغير و عدة قطرات من دمك علي صورة ذلك النهر .. ثم اشارت إلي صورة النهر بالأسود .. و قالت بعض خصل شعرك توضع هنا علي صورة النهر الأسود .. ثم تقومي بقتل طير أو حيوان و تدفنيه بالرمل في منتصف الدائرة .. قبل البدء في المراسم ..
لم تعطي جُمار الفرصة لاّفنان لأن تعقب علي كلامها .. بل نظرت للهاتف في يدها و قالت .. بلاش ده تجيبيه في التجربة .. بيعمل تشويش و بيعطل الخادم .. اول ما تكوني جاهزة بكل الحاجات ديه .. هتلبسي انتي و صحابك اساور الحظ .. و إللي هتقعد برا الدايرة – ثم نظرت لي – و اشارت إلي القلادة و قالت .. هتمسك ديه و تقعد قدامهم..!
اول ما تخلصي كل الخطوات ..هتقولي
Back for me …
Back for me …
Back for me …
لو الخادم حضر و العملية تمت بنجاح .. النصل في اللعبة هيتحرك علي الحروف الموجودة و هيكون جملة ..
Back for you …
بمجرد سماعي لتلك الجملة ، تذكرت الجملة التي كونها التلفاز .. حاولت اجذب افنان لنخرج من ذلك المكان ، فلم يكن قلبي مطمئن ابداً خاصة بعد سماعي لتلك الجملة …
و لكن اّفنان كعادتها تملكها الغرور و ضحكت قائلة .. ديه طريقة تحضير الأكس مش تحضير خادم .. ثم اكملت ضحك و هي تقول
” الجن بقوا بيحضروا بالإنجلش ، دول اتطوروا خالص .. ! ”
لاحظت الغضب في عين جُمار .. و شعرت بأن عينيها تتوهج باللون الأحمر .. لكنها حاولت أن تخفي ذلك و هي تأخذ المال من اّفنان وتودعنا ..
و اختفت في الظلام قبل أن نغادر المكان .. لأول مرة أثور علي اّفنان بذلك الشكل .. بل لأول مرة يرتفع صوتي في الشارع إلي ذلك الحد .. كانت اّفنان متمسكة برأيها و تريد تجربة اللعبة تلك ، لقناة اليويتوب خاصتها بأي شكل ..
أما سها و ليلي .. فكانوا بجانب اّفنان لا رأي لهما ، فشخصية مثل اّفنان عندما تختار اصدقائها دائماً تختار من لا صوت له بجانبها حتي ينصاع لجميع اوامرها ..!
، عندما يأست منها و من انصياع سها و ليلي لها دائماً ، قمت بالشكوي لأمي .. خاصة و انها انفقت ألفي جنيه علي تلك اللعبة و القلادة و الأساور ..!
و لكن امي ردت عليّ رد لم اكن اتوقعه ابداً .. فقد قالت لي ..
” انتي دايماُ مكبرة المواضيع يا مني ، مفيهاش حاجة لما اختك تشتري لعبة تجربها في المصيف هي و صحابها .. هو انتي مصدقة بجد انهم هيطلعلهم خادم .. و إيه يعني 2000 جنيه فداها .. ده اليوتيوب بيدخلها اكتر من عشرة اّلاف كل شهر ، بصراحة انا فرحانة بيها جداً بنت لسة مخلصتش ثانوية و بيوصل مرتبها من الفيديوهات اللي بتصورها 10 الاف ، و انتي مخلصة بقالك مدة و لحد دلوقتي بتاخدي مصروفك مني !”
نزل كلام أمي عليّ مثل الصاعقة .. ليس فقط لأنها لم تعترض علي كل ما فعلته اّفنان ، بل لأنها ايضاً عايرتني بها ..!
و لكن مهما يكن لن اشترك في تلك التجربة الغبية ، تركتهم و ذهبت للنوم ..!
و لكن قبل الفجر بنصف ساعة ، استيقظت لأدخل إلي الحمام ، و انا اغسل وجهي دون قصد نظرت إلي المراّة .. لكن ما رأيته افزعني فرأيت اّفنان من المراّة انا متأكدة ان الحمام خاوي إلا مني .. فكانت تضرب يدها بشدة في المراّة كأنها تريد أن تخرج منها ، لم يكن لي انعكاس في المراّة كل ما اّراه هو أفنان .. ثم تحولت صورتها في المراّة إلي جُمار و لكن مازال وجهها يغطيه الوشاح الأبيض .. و لكنه بدأ يتساقط من علي وجهها .. يا الله ان جُمار تشبه إلي حد كبير اّفنان .. اكاد اقسم انها اّفنان !!
رأيت جُمار تخرج من المراّة ، حاولت أن اصرخ كثيراً .. لكن لا فائدة صوتي لا يخرج .. رأيتها تخرج من الحمام و تصعد إلي السطح ، وجدت نفسي اصعد ورائها فوجدتها تقف أمام مجموعة من البوم الذي تجمع فوق السطح .. شعرت بالخوف و حاولت النزول و لكن جسمي تجمد في مكانه ، سمعتها تهمس ببعض الكلمات الغريبة غير المفهومة ، فوقعت واحدة من البوم من علي السطح .. نظرت من علي سطح المنزل فوجدت البومة ميتة بالأسفل .. كانت جُمار تنظر لي يبدو انها رأتني ، مازلت متجمدة مكاني .. كانت تنظر لي بحقد و شر كانت تقترب مني ببطيء احاول الصراخ و لكن جدوي ابداً .. ثم فجأة سمعت صوت اّفنان و هي تضحك و تحاول أن توقظني ، و هي تقول ” انتي نايمة نومة أهل الكهف و لا إيه ؟! ” .. و كانت الشمس تنير الغرفة بالكامل ، يبدو أنه مجرد كابوس سخيف اّخر .. رددت عليها بكسل و قلت ..” لا و انتي الصادقة لعبتك الغريبة ديه جابتلي كوابيس طول الليل معرفتش انام كويس .. ” ، سمعت اّفنان تضحك و هي تخرج من الغرفة و تقول ” جبانة ” .. !
كنت سأعود للنوم مرة اّخري ، و لكني سمعت اصوات عالية تأتي من الخارج .. و حين ذهبت لمصدر الصوت ، وجدت أمي و اّفنان و سها و ليلي يتجمعون حول شيء في الأرض ، و عندما اقتربت .. وجدت البومة التي رأيتها ليلة أمس تقع قتيلة في نفس المكان ، يبدو أني لم أكن أحلم .. صرخت بخوف و ركضت .. ركضوا خلفي و سألتني أمي بقلق ماذا حدث .. مجرد طائر ميت ما المشكلة ؟! .. قصصت لهم ما حدث ليلة أمس .. و لكن أمي اصرت انها مجرد مصادفة ، أما افنان فقد زادها كلامي اصرار علي اكمال التجربة ..! فقالت ان القدر متحمس مثلها أيضا و يساعدها و تلك البومة هي القربان التي ستقوم بدفنه تحت الرمال .. بدا علي أمي عدم الموافقة علي الفكرة ، لكنها لم تستطع أن تصرح بذلك .. فقالت بس لسة يومين علي ميعاد لعبتكم ديه !! الحيوان ده هيكون عفن ..
قالت اّفنان ضاحكة .. نحطه في الجنينه بعيد ، او نحطه مكان مُني مش هتفرق كتير !
ضحكت سها و ليلي حتي أمي ضحكت من قلبها ، و لكن عندما بدا عليَ الضيق قالت أمي ” اتعلمي تقبلي الهزار ” ..!
و في اليوم التالي في الصباح الباكر كانت اّفنان نائمة كعادتها ، خرجت للشرفة المتصلة بالغرفة .. و كان منظر البحر جميل للغاية فقررت أن اقوم بتصوير فيديو لايف عن جمال الطبيعة هنا .. لم اكن معتادة علي التصوير مثل اّفنان و لكن لأجرب حظي تلك المرة .. و لكن حدث شيء غريب للغاية ، كان الهاتف يرسل لي اشعار أن
afnan atef .. يشاهد الفيديو الخاص بك
afnan atef .. تفاعل مع الفيديو الخاص بك
كان الأمر سيكون عادياً للغاية ، لولا أني اشاهد أفنان أمامي نائمة و الهاتف بجوارها ..
كأن هناك اثنين منها ، واحدة نائمة و الاّخري تشاهد و تتفاعل .. !
ركضت نحوها و انا خائفة ايقظتها ، بدا عليها الضيق لأنها لا تحب الاستيقاظ مبكراُ هكذا .. نظرت لي بنصف عين مفتوحة و قالت ” فيه إيه تاني ؟! ”
اخبرتها بما حدث ، فاخذت مني الهاتف و نظرت لكننا لم نجد شيئاً ، كأن التفاعل اختفي ، اقسمت لها اني لم اكن اتخيل قالت و هي تعود للنوم .. ممكن يكون بيتهيألك عشان صاحية بدري أو الموبايل هنج عادي يعني ، وارجوكي نامي و سبيني انام ..!
في المساء دلفت اّفنان كعادتها إلي الحمام لتتجمل ، و لكنها خرجت بعد أقل من دقيقة .. كانت خائفة للغاية و قالت أن بمجرد ما نظرت للمراّة .. وجدت انعكاسها يضرب المراّة كأنه سجين يريد التحرر .. فركضت بسرعة !
نظرت لي أمي قائلة ” قصص مُني أثرت عليكي ” ..فعند أمي دائماً أنا المُلامة ..!
لم اكترث لها كثيراً ، فقد اعتدت علي ذلك ..!
في اليوم التالي ليلاً ..
نظرت أفنان إلي السماء و قالت الليلة القمر مُكتمل الوقت مناسب ، نظرت لي نظرة ذات مغزي .. فقلت لها ” ريحي نفسك انا قلتلك مليش دعوة بالموضوع ده ”
بدا علي أفنان اليأس ، فنظرت لها أمي قائلة ” انا هاجي بدل مُني انا كمان زهقانة و نفسي اطلع في القناة معاكم ” ..
لا اّدري كيف وافقت أمي و هي سيدة من سيدات المجتمع و تدير اكبر مشفي حكومي ، أن تظهر في قناة يوتيوب تمارس تجربة لتحضير خادم .. كل ذلك لإرضاء اّفنان !
خرجت أمي مع أفنان و باقي البنات .. و قرروا أن يكون مكان التجربة هو الشاطيء الرملي الفاصل بين الشاليه و البحر ، حتي يكونوا قريبين مني .. ناولتني اّفنان هاتفها حتي لا يؤثر علي حضور الخادم كما اخبرتها جُمار .. و جلست في الشرفة لاشاهدهم .. ففضولي كان قوي للغاية رغم اني اصريت علي عدم المشاركة .. وضعت أمامي اللاب توب و هاتف اّفنان و هاتفي و كوب شكولاته ساخن ، فالجو أصبح برد لا يطاق ، رغم أننا مازلنا بالصيف ! .. رأيت اّفنان و هي تحضر البومة الميتة ، وسمعت والدتي تقول ” غريبة ان البومة معفنتش كل ده ، و لا طلعلها ريحة .. يمكن عشان الرطوبة و البرد زيادة هنا .. !
ثم حملت اّفنان البومة وذهبت .. رأيتهم يجلسون أمامي في الشاطيء المقابل للشرفة ..حملت اّفنان أحد اغصان الشجر المُلقاة علي الشاطيء و رسمت نجمة الماسونية يحيط بها دائرة كبيرة ، ثم دفنت البومة و غطتها بالتراب .. في منتصف الرسم .. ووضعت اللعبة فوق البومة ، جلست هي و سها و ليلي داخل الرسم بينما جلست أمي علي صخرة خارج الدائرة .. امسكت افنان دبوس صغير و قامت بجرح اصبعها وضعت بعض قطرات الدم علي رسم النهر الأحمر ، ثم رأيتها تقص بعض خصلات شعرها و تضعها علي رسم النهر الأسود .. الغريب في الموضوع أمي لم تعترض كأنها تراها تلعب بأحد ألعابها الطفولية و لا تراها تقوم بتجربة سحرية .. !
كانت اّفنان تُثبت الكاميرا الخاصة بها علي حامل قريب من مكان التجربة ..
بدأ الجو يزداد برودة لدرجة ان قامت عاصفة رملية رأيت أمي تحاول أن تغطي عينيها حتي لا يدخل الرمل بهما ، أما اّفنان لم اعد اراها ، فالرمل يغطي كُل شيء تقريبا !
بدأت العاصفة تهدأ رأيت اّفنان ترتدي هي و اصدقائها الأساور و أمي تحمل القلادة ، العاصفة هدأت تماماُ .. سمعت افنان تردد هي و سها و ليلي ..
Back for me
Back for me
Back for me
لم يحدث شيئاُ فقالت اّفنان سننتظر قليلاُ بعد ..!
في تلك اللحظة رن هاتفي .. كان ذلك أغرب شيء يحدث لي .. الغريب لم يكن أن أحداً ما يهاتفني .. الغريب الأسم الذي ظهر علي شاشة الهاتف .. كان اسم المتصل .. اّفنان !
و لكن كيف هاتفها أمامي ، و الهاتف بحالة طبيعية ليس به خلل و لا يوجد عليه محاولة اتصال بي ..!
و لكن هاتفي مازال يرن ، كدت اصاب بالجنون .. قطع تفكيري الصوت الذي يصدره اللـابتوب عندما يراسلني أحد علي الفيس بوك ..
ألقيت نظرة علي شاشة اللابتوب ، وجدت أن أفنان هي من تراسلني .. كانت الرسالة تحمل كلمة واحدة .. ” اجيبي علي الهاتف ” !
نظرت من الشرفة فوجدت اّفنان مازالت جالسة ، اعتقدت انها استعارت هاتف من أحد اصدقائها و فتحت الفيس بوك .. و لكنها كانت تجلس في انتظار الخادم المزعوم الذي سيحقق للـأميرة افنان امنياتها ، اّلا تكفيها أمي تنفذ لها أوامرها ، هل تحتاج خادم من الجن أيضا !
مازال الفيس بوك يصدر صوتاً .. مازال أكونت اّفنان يراسلني ..
“اجيبي علي الهاتف ”
“اجيبي علي الهاتف ”
الهاتف يرن بلا توقف ، كل تلك الأصوات كادت تصيبني بالجنون .. اعتقد ان من يراسلني علي الفيس أحد اصدقاء اّفنان يحضر لي مقلب بالإتفاق معها لمعاقبتي علي عدم اشتراكي في لعبتهم السخيفة .. !
كنت خائفة جداً و لكن اتخذت قراري سأجيب علي الهاتف ..
بمجرد ما فتحت الخط .. كان علي الجهة الثانية صوت نسائي و لكن أجش مخيف ثقيل و الصوت يصاحبه تشويش كبير ..!
قلت بصوت مرتعد .. ألـووو
فأجاب المتصل .. ألـووو
و مازال الصوت يصاحبه تشويش اعتقدت ان هناك مشكلة بالشبكة و ان ذلك مجرد صدي صوت ، و لكني سمعت الصوت من الجهة الاّخري يقول ..
” مجتيش ليه ، مش قلتلك أن الخادم لازم يحضر في وجودك عشان انتي عندك شفافية عالية ” ..
كنت أبكي و انا اصرخ و اقول .. ” انتي مين ؟! يا اّفنان لو ده مقلب ، فلو سمحتي ده مش شيء ظريف أبداً .. ! ”
قاطعني الصوت علي الجهة الـاّخري بصرخة وحشية قائلا .. اسمي جُمـاااااار ..
اقشعر بدني و أنا اقول .. بس ده تليفون اّفنان !
اجاب الصوت علي الجهة الاّخري قائلاُ .. ” أنا و اّفنان شخص واحد .. زي العملة .. إللي ليها وجهين .. اّفنان الكتابة .. و انا الملك .. بس خليني أقولك اني تعبت من لعب دور الوجه الواحد للعملة .. جه الوقت إللي اكون أنااا فيه كُل حاجة و تجربة النهارده .. لازم تتم عشان كلنا نرتاح ، أنا و اّفنان … و أنتي ..!
كنت اشعر أني في كابوس لا أفهم حتي ما يحدث فيه .. قلت لها ..
” أنا مش فاهمة حاجة .. لو ده مقلب فهو حقيقي مش مضحك .. ”
كان المتصل يضحك بجنون و بطريقة بثت الرعب في نفسي ..ثم قال ..
” كلنا مصلحتنا اّفنان تختفي ، او بمعني أدق يظهرليها بديل .. بديل ميضايقكيش .. ميسرقش حب مامتك .. ميغطيش علي وجودك .. صدقيني ده هيكون أحسن لينا كلنا ”
صرخت بها ” أياُ كان انتي مين فأنتي مريضة ، أنا بحب اّفنان اختي و مش بغير منها ..
قاطعتني قائلة .. غيرة ؟! أنا قولت غيرة ؟! .. أنتي إللي قولتي غيرة !
انا ما أنكرتش انك بتحبيها بس يمكن كان نفسك تكوني زيها .. عالعموم ديه كانت اّخر فرصة ليكي تساعديني اساعدك و اساعدها .. انا بقدم ليكي اقتراح سخي ..
بين انك تختاري انك تكوني جزء من التجربة ، أو اني اقتلك دلوقتي و تكوني قربان التجربة الجاية .. لإني كده كده مكتوبلي أكون جزء من قدرك و قدرها ..!
شعرت بالخوف يتملك مني و رميت الهاتف و أنا اركض من الشاليه بإتجاههم ..
عندما رأيت أمي كنت بالكاد اتنفس .. حاولت أن اشرح لها لكنها بمجرد أن رأتني قالت
” حلو أهي مني جت تكمل بدالي اللعبة ، انا عاوزة ادخل الحمام ” و ناولتني القلادة و هي تركض بإتجاه الشاليه .. بمجرد أن أمسكت القلادة .. شعرت بأن الجو يزداد برودة كما لو كنا في منتصف شتاء يناير .. شعرت بشيء خفي يركض حولنا بجنون ..
حاولت أن اّخبر أفنان بما حدث ، و لكني وجدت اّفنان تصرخ و تقول
” النصل بيتحرك ، بيشاور علي حروف معينة ”
كانت تصرخ بفرحة و حماس غير معهود .. طلبت مني أن ادون بسرعة تلك الحروف .. فهي تعرف أني دائما أحتفظ بورقة و قلم صغير ، لتدوين بعض الخواطر ..
و لا اّدري كين نسيت أمر جُمار ، فكنت خائفة أكثر الاّن .. من أمر تلك اللعبة و حاولت تدوين الحروف التي يشير إليها النصل .. فكانت تلك الحروف
” B , a , c, k , F, o , r , Y ,o , u ”
عندما جمعنا تلك الكلمات وجدناها تكون ..
Back For You …
كما أخبرتنا جُمـار.. !
، و لكن سبق السيف العسل .. فقالت اّفنان
” اتمني أن اكون جنية ، لا يسيطر أحد عليّ ، لا يطلب مني أحد أن اذاكر أو ألتزم بشيء ما .. ألا يشيب جمالي ووجهي .. ”
قامت عاصفة رملية اّخري اندلعت حول تلك الدائرة لم تسمتر أكثر من ثوان مرت كأنها الدهر كله .. الاّن انتهت التجربة ..كنت خائفة جداً من اّفنان لكن الوضع يبدو طبيعي ، امسكت اّفنان بالكاميرا و قالت ” زي ما انتم شايفين التجربة فشلت وواضح جداً ان الموضوع نصب و ان النصل متصمم ان يتحرك علي نفس الحروف .. و ان الـ2000 جنيه ضاعوا عليا ..
عند العودة إلي الشاليه ، قصصت لهم ما حدث تفقدت أمي اللاب توب لكنها لم تجد الرسائل ، و أفنان لم تجد المكالمات التي تم الرد عليها من هاتفي ..
ضحكت أمي و قالت ” اكيد نمتي و انتي قاعدة و الأحلام دخلت في بعضها عندك ”
قطع كلامهـا .. صوت اّفنان و هي تقول ” الكاميرا مش شغالة مسجلتش حاجة ، كل إللي ظاهر تشويش ” ، قالت سها ” يمكن عشان العاصفة الترابية يكون رمل دخل فيها و لا حاجة ”
رمت اّفنان الكاميرا بعدم اكتراث و قالت ” مستفدناش بحاجة من التجربة ديه ، التجربة فشلت و حتي الفيديو متسجلش .. ” و ذهبت لتنام ..!
و في الليل استيقظت علي صوت عربة مزعج ، فاندهشت لأن ذلك الشارع في الغالب لا يمر منه أي مخلوق .. فمن سيأتي في ذلك الوقت المتأخر ؟!
نظرت من الشرفة فرأيت أكبر مشهد مرعب رأيته فحياتي ..
” كانت عربة بيضاء يبدو و كأنها خرجت من العدم ، بها عدة سيدات يرتدين جلباب أبيض من نفس اللون علي رأسهم وشاح أبيض .. كانت ملامحهم ممسوحة فوجوههم بيضاء لا حياة فيها ، عيناهم سوداء تماماً و علي وجوههم أكبر ابتسامة مخيفة رأيتها”
اخترقوا باب المنزل .. كأنهم هواء .. حاولت الصراخ لكن مرة اّخري لا يصدر مني أي صوت .. رأيتهم يقتحموا غرفة اّفنان و حملوها و هي نائمة لا تشعر بشيء ..
اصبحت الكهرباء ترتعش بجنون و المصابيح تهتز بشدة كأن زلزال هائل ضرب المكان ، لم اتمكن من تتبع تلك السيدات و هن يحملن اّفنان كنت كالمشلولة تماماُ
رأيت جُمار تخرج من مرايا البيت صورتها و هي تخرج ، كانت تنعكس من كل مرايا البيت .. كانت تمشي علي يديها و قدميها مثل الحيوانات .. تضحك بجنون و صخب ..
وفي اليوم التالي وجدت نفسي مُلقاة علي الكرسي بالبهو .. و أمي توقظني قائلة
” إيه إللي نيمك هنا يا منمن ؟! ”
صرخت بشدة ” إلحقي يا ماما اّفنان خطفوها ، لازم نلحقها .. ”
قصصت عليها كُل شيء ، كانت أمي تسمعني و هي مُندهشة .. قطع كلامنا اّفنان و هي تخرج من الحمام و تقول ” صباح الخير ”
صرخت بها ” انتي مش اّفنان ، ديه جُمار يا ماما ، و انا هثبتلك .. ”
جذبتها من ذراعها و انا أكشف عن يدها أمام أمي و اقول ” طب و التاتو ده مش ده برده يثبت انك جُمار !! ”
كان علي يدها تاتو يحمل حرف الـ ” ج ” ، بدا علي أمي التردد و قالت ..
” عملتي التاتو ده أمتي ، ازاي تعملي تاتو زي ده و معناه إيه ”
جذبت اّفنان يدها مني بقسوة ، و قالت و هي تحاول استعطاف أمي ..
” ده تاتو شوفت واحدة عملاه عجبني ، و حبيت أعمل زيه .. ”
قاطعتها قائلة .. ” طب و التاتو ده معناه إيه ؟! ”
قالت اّفنان و هي تنظر لي بحقد و شر .. ” ج .. جميلة الجميلات ” ، نظرت أمي لنا و هي تقول لي ..
مُني .. أنا بدأت اقلق عليكي كفاية الاحلام و الأوهام دي ، و إلا هضطر اوديكي لدكتور نفسي ..!
أما انتي يا ست اّفنان هتنزلي معايا أنا و اختك نروح لأي دكتور .. لأني اعرف اني فيه انواع من الحنة و التاتو بيعملوا حساسية ولو قدر يشيلوا يبقي احسن ..
بحثنا عن طبيب قريب من منطقة الشاليه ، فوجدنا طبيب في عيادة بسيطة لا يوجد عنده مرضي ، حتي الممرضة ترتدي الجلباب البدوي و يبدو عليها أنها غير متعلمة .. دلفت أمي مع اّفنان إلي ذلك الطبيب و اخبرته بالحالة نظر لأمي و سألها عن تاريخ ذلك التاتو .. قالت أمي وضعته ليلة أمس .. نظر الطبيب بشك إلي اّفنان و قال “بس التاتو ده باين انه قديم جدا ، لدرجة اني ممكن اقلك انه زي الوحمة إللي ممكن تكون مولودة بيها .. علي كل حال هكتبلك علي مرهم كويس ”
و نحن في طريقنا للمغادرة .. قالت الممرضة و هي تنظر للتاتو في يد اّفنان بقلق و تنظر لعيناها المتوهجتين بالأحمر .. ده مش تاتو ده طلسم بيبقي علي إيد بنات الجن و العياذ بالله .. انتي يبنتي ممسوسة ، في القبيلة عندنا بيعالجوا الحاجات ديه لو تحبي ..!
قال أمي لها شكراً ، و هي تجذب اّفنان بعيداً عن تلك السيدة ، قلت لأمي شوفتي مش قلتلك .. صرخت أمي بوجهي و قالت ..
” بطلي الكلام الأهبل ده علي اختك هتطلعي عليها سمعة ، ديه واحدة باين عليها بتجيب زباين للدجالين و بتاخد حسنتها .. ”
، لم أكن اّدري كيف اتصرف مع رفض أمي أن تستمع لي ، حاولت مراقبة اّفنان لكن لا جدوي ، حاولت أن اترك الكاميرا مفتوحة علي الوضع الليلي في الظلام .. لكن كانت طبيعية جداً .. و لكن في مرة تركت القناة علي اليوتيوب مفتوحة لا اّدري ربما تعمدت ذلك .. فشعرت أنها تنظر لي و انا أراقبها ..
رأيت علي قناتها باليوتيوب لحظت خروج جُمار من المراّة ، ركضت لأنادي أمي لتشاهد .. لكن عندما عدت كان كل شيء اختفي .. نظرت لي أمي بشفقة و قالت ” لازم نشوف دكتور ” .. حاولت العودة للمتجر الذي يدعي “413” لأفهم أي شيء .. لكن كل ما وجدته هو هدم .. و عندما سألت عما حدث للمتجر الذي كان هنا .. رد عليّ أحد المارة قائلا .. لم يكن هناك متجر هنا أبداً تلك الأرض مهجورة منذ زمن و يقال انها مسكونة لأحد قبائل الجن ..! ، تملك الخوف مني و لكن كالعادة لم يصدقني أحد !
في الـأيام التي تلت تلك عدنا إلي منزلنا بالقاهرة .. و لكن الوضع زاد سوءاً فكلما مررت أمام المراّة لا اّري انعكاسي بل اّري أفنان تحاول كسر المراّة و كأنها تستغيث بي ، تريد أن تخرج .. اّراها تبكي .. لم أعد استطيع التحمل كسرت كل مرايا البيت ..
و في اليوم التالي استيقظت و أنا في المشفي و بجانبي الطبيب النفسي ، يخبر أمي أنها حالة اكتئاب أدت إلي هلاوس ..!
كنت اّري نظرة أفنان أو جُمار تنظر لي بشماتة ، يجب أن أخرج من هنا بأي شكل لن أسمح لذلك الجن أن يعيش مع أمي و يؤذيها .. مثلت عليهم أني تماثلت للشفاء و حاولت أن أتجنب أفنان ، إلي تلك الليلة التي استيقظت لأجد أفنان تمسك بأظافرها بعض خصلات شعري ، و عندما وجدتني استيقظت قالت لي بضحكة مخيفة ..
” عاوزة توصلي لـإيه ؟! عاوزة تعرفي عني إيه ؟! .. عوزاني اقولك أني جُمـار مش اّفنان .. أيوه أنا جُمار .. ! ، عوزاني أكلمك أكتر عن تاريخي .. !
أنا بنت مارد من الجن ، قرينة أختك اّفنان ، مش قلتلك أني الوجه الاّخر من العملة .. كنت معجبة جدا بعالم البشر .. عالمكم كله متعة و سرعة و ملذات ، مش ممل زي عالمنا .. حاولت من سنين أخرج لـأختك لكن ده في عالمنا ممنوع .. عالمنا ليه قواعد مش زي ما العبيطة أختك كانت فاكرة .. كل أب بيبقي زعيم البيت أو بأسامي عالمنا ” القبيلة ” .. أبويا حكم عليا بالسجن طول عمري مش مسموحلي الظهور أو التجسد غير في المرايا أمام أختك ” قريني البشري ” ، عشان انعكاسها يبان في المرايا .. انعكاسات المرايا نصها ظل القرين البشري و ظل القرين الشيطاني .. و دايماً عيب جنس البشر إنه مبيسمعش للتحذيرات الكتير إللي بتنبهه إنه ميبصش للمرايا بليل ..!
اختك مش بس كانت بتبص كتير لنفسها ، لأ ديه كانت أكتر واحدة مغرورة شوفتها .. كانت معجبة جدا بنفسها ، شايفة نفسها فوق الناس .. جمعت كل الخطايا السبعة !
كانت بتعمل كل الخطايا ، و عمر مامتك ما طردتها من جنتها ..و انا غلطة واحدة ابويا حكم عليا بالسجن طول عمري ..قال إيه أنا كده اخترقت واحد من أهم قوانين مملكة الجان و قربت من أهم بوابات عالم الجان .. إللي هي المرايا و اني كنت هدخل عالمكم من غير اذن ، و ده ممكن يخلي دخول الجن إلي عالمكم سهل و دخولكم أنتم لعالمنا أسهل
، صدقيني هما بيخافوا من البشر المؤمن جداً ، فيه بردو عندنا إللي مؤمنين ..
بس انا كنت بزهق جدا و أنا مضطرة أقلد اختك في كل حركة بتعملها .. كل حاجة بتلبسها و تحطها في وشها ، و في الـاّخر تخرج هي و الكل يشوفها و تتبسط ، و أنا ارجع لمكاني في الحبس .. أنا أحق منها بكل ده أنا الزاهية الأفضل أنا النور الحارق و الجمر الذي لا ينطفيء .. كنت عارفة أن واحدة زي أختك أكيد هتغلط الغلطة إللي أنا مستنياها ..
و اختك عملت المطلوب منها و زيادة ..
أول مرة لما وقفت قدام المرايا و قالت ” ياريت كان فيه مني اتنين ، كنت صاحبتني “.. عشان عندنا في قبيلتنا ميقدرش القرين الشيطاني يكسر كلام القرين البشري .. ورغم عدم اعترافي بقوانين قبيلتنا إللي بتعمل فيه حساب للكائن البشري الضعيف ، المخلوق الفاني إللي من طين ،و لكن في الطلب ده بالذات أنا كنت موافقة اني اتبع قوانين قبيلتي .. لأنه كان بمثابة تحرير ليا .. أبويا ميقدرش يكسر كلام القرين الأرضي .. هي طلبت انها تكون اتنين و اكون صحبتها ..! ”
أول ليلة اتحررت فيها ، كان عندي شغف استكشف عالمكم .. خرجت مع المراية لما اتكسرت ..و لكن انتي كان عندك شفافية عالية شوفتيني اليوم ده بليل و خدتي بالك من الفرق بيني و بين اختك .. !
أختك نفسها كان عندها جزء من الشفافية إللي عندك بدأت تقول أن إللي فالمراية مختلفة عنها .. الوضع مبقاش عاجبني كده خطر بتعرضوني للخطر .. ممكن أبويا يرجع يحبسني تاني ، يمنعني من الحرية بتاعتي .. ”
كل حاجة في عالمنا ليها قوانين ، الخروج لعالمكم ليه عندنا أكثر من اذن ..
” طلب القرين البشري لظهور القرين الشيطاني ” واحد من أهم التصاريح لظهورنا و كتير من البشر بيكونوا أغبيا و بيقعوا في نفس الفخ ، مش لازم ينطقها بلسانه .. تصديقه لينا اذن .. غفلته عن ربه اذن ..انصياعه لشهوته اذن .. لحد ما بيلاقي نفسه الشكل بشري و العقل قرين شيطاني ..!
و ده بيبقي من حسن الجن إللي زيي ، قررت أني مش هقدر استمر في اللعبة ديه كتير أنا و انتم مش صحاب مقدرش أكون صاحبتها زي ما اتمنت .. كان لازم حد فينا يغلب .. الحياة مش هتستمر بينا و احنا وجهين لعملة .. عشان احنا مش زي بعض !
كنت أستمع لها و أنا ارتعد من الخوف جسمي كله يقشعر ، فأنا اسمع الاّن محاضرة عن قبائل الجن ..من قرينة أختي ..!
قاطعت تفكيري قائلة .. ” الملل .. الملل .. لعبت علي وتر الملل عند أختك ..الناس إللي من نوعية اختك دول دايما بيملوا بسرعة و دايماً بيجروا يجربوا كل شيء ممنوع ..
مش فيه قاعدة في عالمكم بتقول ” الممنوع مرغوب ؟! ” .. بس إللي متعرفهوش إن الممنوع إللي انتم بتمنعوه .. احنا إللي بنخيله مرغوب .. إحنا إللي بنزينه في عينكم و بنخليكم تستقتلوا عشان تجربوه ، بلاش البصة ديه احنا مبنعملش حاجة انتم إللي بتقفوا علي أول طريق السقوط .. احنا يدوبك بنحط قشرة الموزة إللي تزحلقكم لاّخره ..!
زينت لـأختك تجربة ادوات السحر .. خليتها كل ما تفتح اليوتيوب يظهرلها اقتراحات لفيديوهات عن السحر .. بس و لـا مرة فتحتلها فيديو .. دايماً كان القرار قرارها !
لحد ما جهزت المكان و جهزت نفسي و قابلتكم في المحل ..عرفت ازاي اخليها تختار الحاجة الوحيدة إللي المفروض مكنش تختارها ..!
، و متقوليش انها مكنتش تعرف ان تحضير خادم لتحقيق امنياتها نوع من الشرك ، كان قدامها وقت بعد ما اشترت اللعبة عشان تبحث عنها ، لو كانت فتحت فيديو واحد بس .. كانت هتعرف ان ديه خريطة عالم الجن ، و ان القاعدة الأولي ليها بتقول ” احذر مما تتمني .. لأن السحر دائماُ ينقلب علي الساحر ! ” .. و انها مش موجودة فأي محل و مستحيل تلاقيها غير فعالمنا ..
انتي .. انتي .. جريتي من البيت وقت التجربة عشان كنتِ عاوزة تحذري اّفنان و لا عشان عاوزة تخلصي من اّفنان .. اصلها بتفرق !!
قلت لها .. انتي مريضة أنا عاوزة اخلص من اختي !! ديه صاحبتي الوحيدة ..
قاطعتني قائلة .. و بردو كانت الوحيدة إللي بتغطي عليكي .. بتحول كل الأنظار عنك .. بتسرق حب مامتك منك ..
صرخت بوجهها .. مش هتقدري تلعبي معايا اللعبة ديه .. اّفنان اختي و انا بحبها !
ضحكت بسخرية .. ” انا مش بلعب معاكي ، انا بقولك إللي جواكي .. انا مش محتاجة ألعب معاكي .. انا دلوقتي اّفنان .. لو قلتي حاجة غير كده محدش هيصدقك ، مفيش دليل علي صدق كلامك .. محدش يقدر يشوف إللي بتشوفيه .. و نهايتك هتكون المصحة .. ”
قلت لها .. طب و اّفنان ؟!
صرخت بوحشية بوجهي و قالت .. هي إللي اختااااارت ..
، سيطرت علي احلامها ، هو انتم متعرفيش أن الأحلام بتتقسم لكذا نوع ، تخاريف العقل الباطل .. و ملاك يصحبك تشوفي نفسك فعمل خير يحببك فيه .. و نوع بتسموه رؤية .. أو شيطانك يجي يصحبك لعمل شر يحببك فيه لو مش محصن نفسك كويس .. المدير إللي حلم بسكرتيرته و لما صحي لقاها عجباه .. كل ده شغلنا احنا ..!
خليتها تحلم من بعد ما اشترت اللعبة ، كل يوم انها جنيه ملكة من ملوك الجان .. بترقص علي شلالات من دهب .. بتؤمر تطاع .. يوم تاني .. ملكة جمال و جمال مش بيفني و لا بيشيخ .. و كل إللي كان عليها تاخد القرار يا تصرفني و تستعيذ بالله .. يا تطلب و تتمني! .. اختك كانت متؤثرة أووي بمسلسل ألف ليلة و ليلة .. فاكرة ان الجان دول مش فاضين لحاجة غير لخدمتكم .. بتقعوا في نفس الخطأ إللي وقع فيه ابليس الغرور .. انا حظرتها بردو و عملت إللي عليا .. قولتلها في المحل ان الساحر ده فاكر ان هو إللي بيسخر الجن لخدمته و فالحقيقة هو اداة .. اختك مش بتتعظ !
متزعليش عليها هي تستحق مصيرها ..!
هجمت عليها و انا اصرخ ” عملتي في اختي إيه ؟! ”
لا اّدري كيف لم اشعر بنفسي غير و قوة هائلة ترميني بعيداً ، حتي اصطدمت بالحائط !
قالت لي جُمار ..اختك طلبت مني أن تكون جنيّه ، و كان لها ما تمنت ، لم يستطيع حتي أبي أن يقف أمام رغبتها .. بعث لها نساء من قبيلتنا , حملوها لتسيتقظ لتجد نفسها قبل الفجر مكاني ، اما أنا فاطلقني أبي حرة كبنات عالمكم .. فيجب ألا يكون القرين البشري و الشيطاني في بعد واحد حتي لا يختل نظام عالمنا و تهتز نظرية المرايا ، التي تُعد واحدة من أهم بوابات عالمنا .. بس للأسف اختك مش هتكون ملكة زي ما هي كانت فاكرة ، هي هتتحبس مكاني مش أكتر و الطريقة الوحيدة انها ترجع ان قرينها يطلب كده .. و أنا مستحيل هغلط الغلطة ديه ، الطريقة الوحيدة إللي تقدري تشوفيها بيها عن طريق المرايا و اعتقد ان انتي شفافيتك العالية بتسمحلك بده ..
قلت لها .. ” أنا هدمرك ، هحرقك .. هقول للناس كلها حقيقتك ”
قاطعنا صوت والدتي .. و هي تقول !
” صوتك عالي ليه يا مُني ، انتي لسة بردو بتضايقي أختك .. “!
قلت لـأمي .. ” لأ يا ماما ، بنتكلم عادي ! ”
بدا علي صوت أمي انها لا تصدق اننا نتحدث بشكل طبيعي فقالت ، طيب يا مُني ، بس أنا عاوزة اّفنان تساعدني في حاجة ..
نظرت لي جُمار و ضحكت ضحكة خبيثة .. و قالت أيوه يا ماما أنا جاية ، ثم التفتت لي و قالت ” هشوف مامت اّفنان عاوزة إيه ؟! قصدي ماما .. تباً لم اعتاد بعد !
..انصرفت جُمار من الغرفة .. الاّن يجب أن اكون طبيعية أمام الجميع ،حتي لا أحقق لها ما تريد و ينتهي بي الأمر في ” مصحة ” يجب ان احمي أمي منها ،
يجب أن أجد طريقة لـأتجاهلها .. و أتجاهل اّفنان في كل مرايا البيت ..
حتي استيقاظي كل يوم ، لأجد جُمار .. تجمع بعض العظام و تأكلها .. لأن ذلك طعامهم .. يجب أن اعتاده .. !
فلا سبيل الاّن لإصلاح شيء .. إن كانت جُمار قالت شيئاُ صحيحاً فهو
” احذر مما تتمني ” !
تمت بحمد الله ^^ ..
و الصلاة و السلام علي سيدنا و نبينا مُحمد و علي اّله و صحبه أجمعين