من سلسلة
اعـــــــــــــــــــــــــــــــــرف ربك
((( ذو الجلال والإكرام )))
1
فهل تعرف ما معنى ذو الجلال والإكرام ؟؟؟
أي : ذو العظمة والكبرياء، وذو الرحمة، والجود، والإحسان العام والخاص.
الـمُكْرِمُ لأوليائه وأصفيائه، الذين يُجلُّونه، ويُعظمونه، ويُحبونه.
قال تعالى: (( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْـجَلالِ وَالإِكْرَامِ ))
2
معاني حول الاسم
لماذا قدم الله لفظ الجلال على لفظ الإكرام ؟
لأن الجلال يعني التنزيه ، تقول : جل جلاله ؛ أيْ تنزهت ذاته عن كل نقص ،
وإن الإكرام الصادر من الله عز وجل إكرام منزه عن كل غرض .
قد تُدعى لطعام الغداء من قبل أحد الأشخاص ، وبعد أن تنتهي ، يطلب منك حاجة ؛ فهذه الدعوة إذاً ليست خالصة ، وإنما دعوة هادفة ، وهي مشوبة بمكسب ، وغرض وتأمين حاجة ؛ لذلك قدم الله اسم الجلال
” لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زادوا في ملكي شيئاً . ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ، ما نقصوا في ملكي شيئاً ”
فتقديم اسم الجلال على اسم الإكرام ، لأن إكرامه منزه عن كل غرض .
3
كيف تعبد الله باسمه ذو الجلال والإكرام
*** من عرف جلال الله تواضع له
لذلك لا يجتمع كِبْرٌ ومعرفةُ الله عز وجل تقول : أنا ؛ فمن أنت ؟ أنت لا شيء . لا تقل أنا .
( متى أكثر العبد من ذكره ، ولاح نوره على سره ، صار جليل القدر بين العوالم . ومن عرف جلال الله ، تواضع له وتذلل )
*** الإكرام أن تكرم الناس وأن تجعل أساس حياتك العطاء ، أما الجلال أن تترفَّع عن السَّفَاسف . فمن كثر مزاحه ،َ قلَّت هيبته
*** لا تتعلق بالجزئيات والتفاصيل . لا تكن سخيفاً . إن الله يحب مَعالِيَ الأمور ، ويكره سفسافها ودَنِيَّها .
*** “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وذي السلطان، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه” (رواه أبو داود) .
4
استشعر بقلبك
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ :
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
” يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِنَفْخَةِ الصَّعْقَةِ فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ،
وَجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ ،
فَقَالَ : يَا رَبِّ : قَدْ مَاتَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلا مَنْ شِئْتَ ،
فَيَقُولُ : مَنْ بَقِيَ ؟ – وَهُوَ أَعْلَمُ –
قَالَ : يَا رَبِّ بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَبَقِيَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَبَقِيتُ أَنَا ،
فَيَقُولُ : لِيَمُتْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَلْيَمُتْ حَمَلَةُ عَرْشِي ،
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ – وَهُوَ أَعْلَمُ – فَمَنْ بَقِيَ ؟
فَيَقُولُ : بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَبَقِيتُ أَنَا
فَيَقُولُ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ : أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي ، خَلَقْتُكَ لِمَا رَأَيْتَ فَمُتْ ،
فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ قَالَ اللَّهُ :
لا مَوْتَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ وَلا مَوْتَ عَلَى أَهْلِ النَّارِ ،
ثُمَّ طَوَى اللَّهُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ ثُمَّ قَالَ :
أَنَا الْجَبَّارُ ، لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟
ثُمَّ قَالَ : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟
ثُمَّ قَالَ : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟
ثَلاثًا
ثُمَّ قَالَ لِنَفْسِهِ :لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ”
فلابد أن يأتي يوم ويرحل فيه كل الخلائق ولا يبقى في الكون إلا خالقه !!
(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴿٢٧﴾ )) سورة الرحمن
5
ادع الله ذو الجلال والإكرام
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يَقُولُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذو الجلال والإكرام
فَقَالَ : لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ
[رواه ابن ماجه]
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
” أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ”
[رواه أحمد ]
ألِظّوا بيا ذا الجلال والإكرام ؛ أيْ اِلْتجِئُوا ،
فإذا حلت بالمؤمن مشكلة ، أو ألمت به ملمة أو دهمه خطب أو حلت به محنة ،
دعا وقال : يا ذا الجلال و الإكرام برحمتك أستغيث ”
قال ابن الأثير أيْ :اِلْزَموه واثْبتوا عليه ، وأكثروا من قوْل ذلك في دعائكم
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ :
” اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرَامِ ”
[رواه مسلم]