النجوم الملتمعه بالسماء تحت غطاء رمادي والقرص الابيض الدائري الكبير وهذا الجو البارد يشعرونه بـ الارتياح ولكم يحب هذا المشهد فهو على الاقل يتسلل لـقلبه ويعطيه القليل من الراحه التي لم يعد يعرف معناها منذ الصغر .. فكرة الانتقام تنهش بقلبه لـ تجعله منهكآ لقد كان الماضي قاسيآ عليه ولكن سيده كان البلسم له دومآ .. حتى هذه الغرفه التي يقف بها الان والتي تعود لسيده تجعله يشعر بألامان الذي لا يحصل عليه في اي مكان اخر .. اسند ضهره على الحائط وهو ينظر للأفق البعيد .. عادت ذكرياته للوراء عندما كان في سن الـخـامسه والعشرون اي قبل سبع سنوات بالتحديد فهو يبلغ من العمر الان اثنان وثلاثين ..
(( قبل سبع سنوات ))
اقتحم الشركه بخطوات سريعه متفاوته كـ الاعصار ليدخل مكتب سيده بعد طرقه خفيفه على الباب وهو يقول بصوت مبحوحx
” سيدي لقد تمت العمليه بـنجاح ”
التوى فم يوسف بأبتسامه بارده ليقول بهدوء وكأن ما حدث لم يجعله سعيدآ ولو قليلآ
” اذن هذا جيد احسنت عمر ”
تفاجأ من رد فعل سيده فقد كانت تتلاعب بداخله امنيه أن يرى ولو القليل من التفاعل على وجهه أن يرى ارتياح بسيط يغمره ولكن ياله من امر حزين فـكل هذا لم يحصل ابدآ بل بقي كما هو بارد لا يتأثر بشيئ .. اخترق هذا قلبه .. احنى رأسه بأسى وهو يسأله
” سيدي الست سعيدآ بما حدث .. لقد قتلت احد المشتركين بـعملية الاغتيال .. لماذا لا تبدو متأثرآ ”
ابعد يوسف نظراته بأتجاه النافذه ليقول بشرود
” عمر أنا لا اشعر بشيئ كل جوارحي لا تتفاعل مع اي شيئ لا اثاره لا حزن لا سعاده لا غضب عمر أنا مجرد ميت .. لكنني اسير بين الاحياء .. الماضي لم يجعل لي قلب لأشعر به .. ما حدث اعظم من أن احتمله .. ”
اغتم من كلام سيده وقلبه يعتصره عليه لقد تدمرت حياته اكثر منه أنه وحيد من دون عائله كلاهما لا يملكان شيئآ غير نفسيهما .. قال بثقهx
” سيدي لابد أن يأتي اليوم الذي يخفق فيه قلبك لتعود للحياه من جديد أنا اثق بهذا .. هناك شخص سـ يجرك معه للعالم .. شخص سيعيد كل الاحاسيس لك .. وهذا سيكون قريبآ .. ”
اكتفى يوسف بأبتسامه ساخره ..
(( عاد للواقعx))
عندما يتذكر هذا الحديث يعتصره قلبه اكثر فـ اكثر فها هي الـ سبع سنوات قد مرت ولا يزال سيده كما هو بل اصبح اسوء بكثير لولا وجود ذاك المدعو عبد الله لـ ربما اصبحت حالته اسوء بكثير فهو يذهب اليه بين الحين والاخر لأنه يذكره بماضيه السعيد قبل أن تحدث له كل تلك المصائب .. تنهد بألم وامسك قلبه وهو يردد بتعاسه
” كريستين أين أنتِ الان الا تزالين على قيد الحياه ؟ ”
كان يسأل نفسه عنها لقد أختفت منذ زمن وهو لا يعلم أن كانت لا تزال على قيد الحياه لا يعلم أين هي الان .. تبآ للماضي كم هو تعيس .. سمع صوت خطوات هادئه في الممر ادرك فورآ أنها تعود لسيده يوسف ‘ أستدار ناظرآ للباب وهو يراه ينفرج ليضهر من خلفه يوسف بقامته الشامخه والكبرياء ينبعث منه ليسيطر على الوجود .. ابتسم بلطف وهو يقولx
” مرحبآ بك سيدي ”
لم يكلف يوسف نفسه عناء النظر لـ عمر بل اكتفى بأيمائه بسيطه من رأسه فهو يعلم جيدآ عندما لا يكون عمر بجانبه ولديه عمل ما يعود لأنتظاره في جناحه الخاص بغرفة نومه بالتحديد لقد اصبحت هذه عاده لدى عمر ولديه هو ايظآ .. خلع سترته ورماها على السرير لـ يتبعها بربطة عنقه وفك بعض الازرار من قميصه ليرتاح قليلآ .. جلس على سريره وهو يبدو متعبآ كان يتكئ بساعديه القويان على منكبيه مُحنيآ ضهره .. تكلم بخفوتx
” ماذا بك عمر ؟ ”
لم يتفاجأ عمر فهو يدرك جيدآ أن يوسف هو الوحيد الذي يفهمه من دون كلام ربما اكثر من نفسه لذلك اجابه بصدق كما عادتهx
” كنت افكر بـ كريستين ”
نهض يوسف من مكانه وتوجه نحو الشرفه لـيقف بجانب عمر ونسمات الهواء العليل تلفح وجهه الارستقراطي الوسيم .. لقد انقلب منزاجه كليآ وهو لا يطيق ذكر الماضي اطلاقآ .. ابتدر يقول بهدوء
” سنعثر عليها يا عمر .. أن كانت على قيد الحياه فـ سنعثر عليها .. ”
هز رأسه ايجابآ وهو يدعو أن يكون كلامه حقيقي .. فتح فمه ليتكلم لكن يوسف سبقه بالقولx
” عمر انا اعتبر مسؤولية ايجاد شقيقتك من واجبي لذلك لا تقلق فـ انا قد كلفت عبد الله بالبحث عنها ”
أحنى رأسه وهو يفكر أن كانت حقآ شقيقته على قيد الحياه وسيده يوسف قد وعده بأنه سيعرف اين هي ويعيدها له التفكير في الامر يجعله عاجزآ فـ الفرد الوحيد المتبقي له من عائلته هي كريستين ‘ على الاقل هو محظوظ بهذا الامر عكس سيده فهو قد خسر كل شيئ ‘ط.. تكلم بصوت هامس
” سيدي أنا سأبقى معك حتى النهايه لا تفكر مطلقآ أنك لـوحدك ”
تنهد بضجر وهو يمرر يده بخصلات شعره الحريري قال ببرود
” عمر لا تتكلم بهذه الامور مجددآ ”
اومأ برأسه وهو يعلم جيدآ أن يوسف ينزعج من هذه المواضيع التافهه في نظره .. غير مجرى الحديث ليتكلم عن الامور المهمه قائلآ بنبره منتصره
” سيدي العمليه لاقت النجاح ورد الفعل كما توقعت تمامآ .. ”
جذبت كلماته عيني يوسف لينظر اليه من طرفهما .. كيف تبوء بالفشل ومنفذ العمليه هو عمر أنه رجل ممتاز بكل ما تحمل الكلمه من معاني .. ابتسم ببرود وهو يردد
” اعلم أنها سـتنجح بما أنك المسؤول عنها ”
اتسعت حدقتيه هل يسمع الاطراء من سيده .. ارتبك بشده وهو لا يعلم الى اين يفر من هذا الموقف .. لاحظ يوسف ارتباكه فـ أبتسم بلطف وهو يعلم أن كلماته تعطي تأثيرآ قويآ عليه لم يتمالك نفسه حقآ فضحك بخفوت وعيناه تشعان ببريق غريب ‘ علت الصدمه ملامح عمر لا يُصدق أن سيده يضحك
قال بعدم تصديق
“مستحيل .. ؟ ”
توقف عن الضحك واغمض عينيه لـ يفتحهما من جديد والبرود يغطيهما وكأنه اصبح اشد قسوه ولا مبالاة ‘ لحظة الضعف هذه لابد أن تكون عاقبتها وخيمه وها هو ذا قد اصبح اسوء .. تحرك بأتجاه الحمام وهو يقول ببرود ساحق
” غدآ اليوم الحاسم أن كان سيتصرف او لا .. أنتبه جيدآ لـ أمين فـ نحن بحاجه اليه .. ”
اومأ عمر برأسه هذا صحيح خلال مراقبة أمين هذا الاسبوع أتضح أنه ليس شرطيآ وانما عميل استخباراتي .. قدم ورقته ليعمل في مركز الشرطه وهو يعتقد أنه سيعثر على قاتل حبيبته ولكنه اصبح مكبلآ هنا مما اضطره لـترك الشرطه والعوده لعمله الحقيقي في مركز الاستخبارات ‘ في الواقع اعترف عمر بينه وبين نفسه أنه لو لم يكن أمين تحت المراقبه المكثفه لما استطاعوا معرفة انه عميل سري فـ عبد الله رفض أن يقوم بأستطلاع حوله مما جعل يوسف يشك بأن أمين شخصيه مهمه وهكذا تم الامر لـيكتشف أنه يعمل مع علد الله سويآ .. وهو لا يزال للأن مراقب من قبلهم بعد أن تلقى ذلك الاتصال الذي هددوه فيه بالقتل .. على كل حماية أمين واجبهم الان فـ سيده يوسف يخبأ له مفاجأه ساحقه سـ تقلب الموازيين .. ابتسم بخبث واستدار على عقبيه لـيخرج من هنا ويذهب للنوم فهو متعب حقآ
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع