يذرع الغرفه بخطوات غاضبه يسير ذهابآ وأيابآ وكأنه نمر كاسر غاضب ‘ نظر ناحية الساعه الراقيه الموضوعه على الجدار ‘ لقد مضت 10 دقائق منذ أتى الى هنا وللأن ذلك الوغد لم يضهر بعد مالذي يعنيه بأختفائه من المركز فجأه ولماذا قدم استقالته أنه يشعر بالانزعاج حقآ .. في هذه الاثناء دخل أمين بـ حضوره الطاغي الى قاعة الضيوف .. عندما رأى كرم ابتسم بلطف وهو يردد
” ياله من يوم مميز أن اراك فيه يا كرم ”
تمالك نفسه وهو يصافح أمين بهدوء ونظراته تعبر عن اشياء كثيره سحقآ له أنه يود أن يسحق جمجمته الفارغه هذه ‘ تكلم قبل أن يرتكب جريمه بحق الرجل الواقف امامه
” كيف حالك يا صديقي اشتقت اليك ”
ابتسم بلطف لـيقول بمرح كـعادته
” أنا بخير كرم شكرآ لك ”
اشار له لـيجلس فـجلس الاثنان وطلب أمين من الخادمه أن تحضر القهوه لهما .. حدق كرم به بعمق وكأنه يحاول أن يغوص بداخله ويعرف مالذي يفكر به .. لكن هل يمكن هذا مع أمين أنه دومآ ورغم كل شيئ يحافظ على مسافه معينه بينهما .. لا يسمح لـ كرم بالاقتراب منه كثيرآ ربما لأنه لا يريد تكوين الصداقات .. لا يريد أن يحب احد خارج عن اطار العائله أنه لا يحب سوى اثنين فقط اخته وابيه ولكن ربما يوجد شخص ثالث ماذا عن يوسف .. أنه لا يزال للأن يكن بعض الحب لـ يوسف ويتمنى لقائه .. قال كرم من دون مقدمات
” لقد اخبرني المفتش احمد أنك قدمت أستقالتك ”
لم يبالي أمين بالذي يقوله هذا الضابط بل أكتفى بأيمائه بسيطه من رأسه وهو يشعر بالضجر يكره أن يسأله احد عن شيئ يتعلق بالماضي وأمين قد ترك العمل واصبح كل ذلك من الماضي .. بدأ شعور الغضب يسيطر على كرم عاد ليكمل من بين اسنانهx
” ما السبب ؟ ”
لم يتلقى اجابه على سؤاله فـ أمين لم يكلف نفسه عناء الرد في الحقيقه لما عليه أن يتدخل فيما لا يعنيه اليس هو يحشر نفسه في امور ليست من شأنه .. استبد الغضب به وهو يرى أمين الوغد لا يكلف نفسه بالاجابه نهض من مكانه وتوجه نحو أمين بخطوات متفاوته لـيمسكه من ياقة قميصه ويجبره على النهوض ردد من بين اسنانه
” أخبرني ما السبب لما تركت العمل ”
تنهد بصبر وهو يبعد يدي كرم عن ياقته ليقول بصوت هادئ
” لأنني لم اشعر بالاثاره هناك ”
بعد كلماته لوى شفتيه بكل غرور وكأنه يقول لـ كرم أن عملكم لم يعجبني وليس من مستواي .. ومضت عيناه بشرر ورفع قبضته لـ يلكمه على فكه مما جعل أمين يترنح من شدة الضربه ‘ صرخ كرم بحده
” أيها الحقير كيف تجرأ على قول هذا ”
لم يبالي أمين بكل شيئ حدث بل أنصرف من القاعه ليقول قبل ذلك بكل برود
” مكاني ليس بينكم كرم لقد عدت لـموقعي المناسب ”
خرج بعد كلماته هذه لـيترك كرم مصدومآ منه ويتردد بأذنه صدى صوت كلماته موقعي المناسب .. هل يعني هذا أنه يعمل في مكان اخر ولكن كيف ومتى .. أنهار على الاريكه وهو يشعر بأنه غبي كان عليه أن يعلم منذ اللحظه التي أتى فيها أمين للعمل معهم أنه يملك مركزآ مرموقآ وعمل افضل من الذي قدم عليه .. في هذه الاثناء أقتحمت الغرفه مريم بحضورها الطاغي وشكلها الحقيقي الرائع ‘ وهي تردد بصوت عذب
” أمين ”
تفاجأت من هذا الرجل الذي يقف أمامها بطوله الجميل وشكله الوسيم كان حاد الملامح وتبدو عليه القسوه والصرامه مع أنه يبدو في نهاية العشرين فقط ‘ ابتلعت ريقها وهي تدرك جيدآ أنها تقف امام رجل غريب وهو يراها بشكلها الحقيقي .. شعت عيناها ببريق الدهشه .. تسائلت مالذي يفعله هذا الرجل بمنزلهم ومالذي يريده .. حدق بها ببرود من دون أن يبالي بها هذه ليست شقيقة أمين اذن من هي آه ربما تكون احدى صديقاتها نعم هذا مؤكد .. اعترف أنها جميله جدآ وتبدو بريئه للغايه ولكن هذا النوع يجعله ينفر منه أنه يفضل المرأه ذات الجمال العادي لـكي لا تلاحقها أعين الرجال .. قطب حاجبيه ونهض من مكانه كان على وشك أن يتحرك عندما سمع صوتها الخجول الانثوي الساحر
” أعذرني هل أتيت لـ رؤية أمين ”
هذا ما خطر في عقلها لأنه شاب فلا بد أن يكون صديق لـ امين وليس والدها السيد حسين .. تنهد بصبر وهو يجيبها بتهكم
” نعم ولكنه تركني ورحل هل تصدقين أنه لا يتمتع باللباقه .. أيوجد رجل يعامل ضيفه هكذا ”
زمت شفتيها بأستياء أمين لا يتصرف هكذا الا اذا كان قد انزعج كثيرآ ومع ذلك هي لا تسمح أن يقول عن شقيقها الحبيب مثل هذا الكلام قالت بتذمر
” اسمعني ايها الرجل أمين يتمتع بلباقه كافيه تجعله لا يتكلم مع من لا يستحق ”
كلماتها هذه كانت كـ الرصاصه اخترقت قلبه لتجرح كبريائه كرجل .. صحيح انها جرحته بقسوه لكنها في الوقت ذاته اشعلت براكين من النار المتأججه بالغضب العارم .. هل هو يتعرض للأهانه الان من قِبل هذه الصغيره التافهه انتفضت احاسيسه وهو يرى أن أصحاب الطبقات الراقيه جميعهم يشبهون بعضهم البعض مغرورين ويعتقدون أن الاخرين ليسوا من مستواهم حتى أنهم يتنمرون على اشكالهم من الأثرياء انهم كالحيوانات تمامآ بل ربما الحيوانات افضل منهم .. لوى فمه بأحتقار وتقدم ببطئ نحوها وكل خطوه تعكس مدى الكبرياء الذي يتمتع به .. كما أتى مرفوع الرأس سيخرج كذلك .. وقف امامها وامسكها من معصمها وجرها نحوه جاعلآ من جسدها ملاصقآ له .. هلعت من هذه الحركه الجريئه وانتفض جسدها لتبتعد عنه ولكنه كان اقوى منها وثبتها جيدآ .. قال ببرود جعلها تجفل
” أيآ كنتِ يا هذه فـ أنا لا اسمح لأحد بأهانتي ولو لم تكوني أمرأه لـكنت حطمت عظامك ”
ارتجف جسدها من كلماته البارده وقربه الشديد منها ووجنتيها متوهجتان بشراره حمراء زادت من جمالها استجمعت شجاعتها لتقول بسخريه لاذعه
” هل تعتقد أن كلامك يخيفني ”
الغريب في الامر أنه رغم جمالها فهو لم يتأثر به لمعت عينيه بطريقه مثيره وهو يدرك جيدآ انها مرتعبه الان ولكن وياللسخف الاثرياء يرفضون الاعتراف بذلك للحفاظ على كبريائهم يالهم من غريبي الاطوار .. قرب وجهه منها وطبع قبله عميقه على خدها المحمر بعثت قبلته الدفء في جسدها وجعلتها ترتجف بشده ابتعد عنها وعلى وجهه أبتسامه عريضه وهو يسالها بلطف
” ما أسمك يا أنسه ”
توهجت عيناها ببريق فضي يخطف الأبصار اجابته وكأنها امرأه تحت تاثير التنويم المغناطيسي
” مـ مـريـم ”
فك يديها وابتعد قليلآ وهو يبتسم بخبث ويقول
” لو لم اراك ترتجفين لـصدقت أنك غير خائفه ”
ضحك بسخريه وعاد ليكمل بشرود مصطنع
” مـريـم .. أسم جميل ”
بعد كلماته هذه خرج من القاعه وهو يدندن بأغنيه ما .. استبد الغضب بها هل ذاك التافه كان يسخر منها تبآ له من حقير كيف يجرأ بل كيف يسمح لنفسه بتقبيلها الوغد .. همست بحده متناهيه
” التافه الحقير ”
سارت لـتخرج من هذه القاعه المشؤومه التي جعلتها تلتقي بذاك الاحمق الصغير وهي تردد بسرها أنها ستجعله يندمx
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع