يجلس بأعتدال على سريره الضخم الذي يغطي نصف الغرفه وافكاره ذهبت الى أمس وعلامات القلق ترتسم على وجهه الوسيم الجذاب
(( الامس ))
سار بخطوات سريعه بعد أن اخبرته سكرتيرته أن السيد اوزان يرغب برؤيته .. طرق الباب ودلف الى داخل المكتب من دون سماع الاذن سار بخطوات واثقه لـ يقف امام مكتب السيد سعود قال بصوت ينبع بالاحترام
” سيد سعود لقد طلبتني ”
اومأ سعود برأسه وهو يطلب من كريم الجلوس ‘ استجاب لأمره وجلس بهدوء على الكرسي في حين ابتدر سعود يقول
” كريم لقد طلبتك في امر مهم أنت تعلم بشأن المشروع ”
هز رأسه ليكمل كلامه
” في الحقيقه يود احدهم مشاركتنا في المشروع ”
قطب كريم حاجبيه وهو يتساؤل من هذا الشخص الذي يرغب بالتضحيه بـ أمواله في سبيل مشروع نجاحه ليس مضمونآ .. قال كريم بتساؤل
” من هو سيد سعود ”
قال من دون اي مقدمات
” وليد رئيس قسم الحسابات في شركه رويس ”
علت الصدمه ملامح كريم كيف يمكن لـ رجل مثل وليد أن يشاركهم في المشروع اليس من المفروض أن يكون يوسف بدلآ عنه .. قال بدهشه
” سيدي كيف هذا .. اليس الاجدر أن يكون يوسف ”
لوى سعود شفتيه بأحتقار تبآ كم يثير يوسف انزعاجه وهو ليس سوى حثاله .. قال بأحتقار
” لا يشرفني العمل مع ابن الخادم ”
تنهد كريم بصبر .. الكره الذي بين يوسف وسعود لا يصدق حتى أنه امس قد أتصلت السكرتيره ولغت الموعد بسبب أن يوسف لن يأتي للشركه فهو مشغول بأمور اخرى مما جعله يؤجل اللقاء او ربما يتهرب منه .. هذا صحيح الكلام الذي تتناوله الجرائد أن يوسف أبن الخادم الذي كان يعمل على خدمة طوني رويس ولأن طوني ليس له وريث فقد اعطى اسمه لـ يوسف .. وها هو ذا قد اصبح الوريث الوحيد للعائلة .. قال كريم بثقه
” صحيح يا سيدي أنه أبن الخادم لكن هو يملك من النفوذ ما لا يخطر على عقل احدهمx لذلك أن شاركنا في هذا المشروع فـ سينجح بلا تأكيد ”
علت وجه سعود مسحه من الغضب وردد بأستياء
” لا تمتدحه امامي أتفهم أنه مجرد تافه ”
اومأ برأسه وهو يدرك أن سعود غاضب للغايه ولكنه يحاول تمالك نفسه الكره بينهما ما سببه ولكن أن كان لا يعرف الاسباب القديمه فهو يعلم الان جيدآ أنه أهان ابنته الغاليه سارا ‘ اكمل من جديد
” كريم اريدك أن تراجع اوراق المشروع هذه وتعطيني رأيك النهائي بصدق ”
(( عاد للواقع ))
زم شفتيه وهو يدرك أن هذا المشروع بلا فائده والمشكله الاكبر أن شريكهم وليد مما يعني أنه يتصرف من خلف السيد رويس وهذا غير جيد اطلاقآ فلو كان يوسف على علم بهذا المشروع لـكان دخل بأسمه وليس بأسم صهره وليد .. انتبه الى حركه غريبه بجانبه على السرير التفت بعينيه نحوها لـيرى حبيبته تتململ وهي نائمه وعلى وجهها ترتسم ابتسامه لطيفه قطب حاجبيه لـيتغضن جبينه وهو يتذكر كيف اغمي عليها امس عندما حاول لمسها .. تاره تجعله بأعالي السماء من السعاده وتاره ترميه للجحيم بخوفها اللامنطقي منه .. عبث بمؤخرة رأسه وهو يتساؤل لماذا عندما ظن بأن ما حدث بالامس دليل على انها تحبه ياله من غبي .. ربما كانت لحظه عابره شعرت فيها بالرغبه فـ قبلته ‘ نهض من السرير من دون أن يحاول التودد اليها كما كان يفعل في الماضي من الان فـصاعدآ عليه أن يركز على عمله فـحسب فهي من المستحيل أن تحبه .. توجه نحو الحمام ليستحم وبعد وقت قصير خرج وهو يلف منشفه حول خصره في حين شعره تتساقط منه قطرات الماء توجه نحو الخزانه لـ يختار طقمآ مناسبآ يرتديه فهو اليوم قد دعى السيده الالمانيه للخروج معه في غداء عمل لمنافشة المشروع الجديد ولكن قبل ذلك لديه اعمال مهمه عليه انجازها .. في هذه اللحظه استيقضت سمر واتكأت على ساعديها وهي مستلقيه على بطنها .. نظرت للساعه كانت تشير للـ 09:36 ياللهي هل نامت كل هذا الوقت لم تنتبه لـ كريم الواقف خلفها يعبث بالثياب وهو حائر فيما سيختاره .. همهم بتساؤل وهو يكلم نفسه
” تبآ أين ذاك الطقم الكحلي ”
تفاجأت من سماع صوته نظرت للناحيه التي يقف فيها فوجدته يعبث بالخزانه وهو لا يرتدي سوى منشفه لـ تستر جسده المثير .. جلست بأعتدال ووجنتها حمراء كـ حبة الطماطم ‘ سمعته يتمتم وهو يمسك بطقم ما
” آه هذا هو ”
ابتسمت وفجأه علت الصدمه وجهها لـ تصرخ بذعر
” كـريـم تـوقـف ”
كان على وشك أن يُسقط المنشفه على الارض لـ يرتدي ثيابه ولكنه توقف عندما سمع صوتها استدار للخلف لـيرى سمر جالسه على السرير وهي تضع يديها امام وجهها قطب حاجبيه من حركتها هذه ولكنه ادرك فجأه بداخله أنها لم تعتاد عليه ولن تعتاد .. الطلاق .. خطرت هذه الكلمه بأفكاره ولكنه ابعدها سريعآ وأن لم تحبه وأن لم تعتاد عليه فهو لن يتخلى عنها يكفي أنه يحبها وهي بجانبه هذا فقط يكفيه .. لم يكلف نفسه عناء الرد بل توجه للحمام لـيـغـيـر ثيابه .. عندما سمعت خطواته تبتعد ابعدت يديها لـتنظر امامها وهي تبتسم بلطف والخجل يكسوها فـ كريم يقدر مشاعرها .. ربما هذا ما ظنته هي فـ الحقيقه تختلف تمامآ ولا تمت لمراعاة المشاعر في شيئ .. خرج من الحمام وهو يرتدي طقمآ اضاف لـه جاذبيه لا تُصدق مما جعل قلب سمر يخفق بقوه وهي واثقه أنه لو حاول الاقتراب منها الان فـلن تمنعه فـهي حقآ ترغب به في هذه اللحظه بالذات .. توقف امام السرير وهو يرمق سمر بنظرات طبيعيه لا اثر للحب او الرغبه فيهما مما جعل سمر تتساؤل ولكن قبل أن يسيطر عليها هذا تكلم وهو يبتسم بلطف
” صباح الخير حبيبتي ”
احنت رأسها من شدة الخجل لـترد عليه بخفوت
” صـبـاح الـخـيـر ”
كم يحب خجلها ولكنه ايظآ يتمنى أن تتصرف معه بجرأه تندفع الى احضانه وتطلب منه أن يغدقها بالحب والكلمات المعسوله ولكنه بات يدرك أن هذا حلم صعب المنال .. بعد كلماتها هذه استدار وخرج من الغرفه وكل هذا حدث بطريقه غريبه رفعت سمر رأسها وهي تبتسم فلم يخطر عليها أن كريم لا يبدو طبيعيآ معها اليوم نهضت من السرير لتتوجه نحو الحمام وهي تفكر أن عليها الاعتذار عن امس فقد كانت خائفه للغايه لذلك اُغميَ عليها .. بعد أن استحمت خرجت واختارت من الخزانه فـستان احمر قصير به زخارف ذهبيه يصل لأسفل الركبه بدى عليها رائعآ وضعت بعض العطر والقليل من احمر الشفاه السائل لتبدو شفتيها اكثر اغراءٍ .. خرجت من الغرفه وتوجهت نحو غرفة الجلوس وجدت كريم يجلس وهو يعبث بـ هاتفه ‘ توقفت امام الباب لـ تقول بخجل
” كـ كـريـم هـل سـتـخـرج اليس اليوم عطله ”
رفع رأسه نحوها للتو قد رأها وكم شعر بالرغبه نحوها ولكنه لا يستطيع الاقتراب أن كبريائه يمنعه .. لاحظ أنها وللمره الاولى ترتدي مثل هذه الثياب المغريه وتضع ادوات تجميليه على وجهها سحقآ الا تعلم أنها بذلك تزيد الامر سوءآ عليه .. قال بهدوء مجيبآ اياها
” لدي موعد عمل كما لدي اعمال يتوجب أن انهيها قبل ذلك .. لكن لماذا تسألين ”
تلعثمت ولم تعرف كيف سـ تجيبه فهي كانت تفكر بأن تقضي اليوم برفقته في الخارج لكنها لم تستطع قول هذا له انسحبت بسرعه الى المطبخ وكأنها نجت من شيئ خطير ‘ اما هو فلم يهتم لذلك أمسك قلبه وهو يتساؤل لماذا يشعر ببروده تحيط قلبه أن هذا يحدث معه للمره الاولى يشعر أنه لا يهتم بـ سمر ولا يهتم أن وقعت في حبه ام لا .. نفض هذه الافكار الغبيه من رأسه وهو بردد بصوت خافت بينه وبين نفسه
” أنا أحبها ولا أستطيع العيش من دونها ”
بعد فتره جهزت الطعام واجتمعا حول المائده وهما يتناولان الطعام كانت سمر تفكر أن عليها أن تدعوه لـتناول العشاء معها في الخارج بما أنه لم يطلب منها ذلك وعليها قبل ذلك أن تعتذر منه .. أستجمعت شجاعتها لتفتح فمها وتقول بصوت هامس يكاد لا يُسمع
” كريم أنا اسفه بشأن الأمس ”
سمع كريم جملتها وتسرب اليه شعور بالأهانه ‘ لقد اهانت رجولته فـكيف لـزوجه أن يغمى عليها لأن زوجها يريد لمسها .. تجاهل ما قالته وتضاهر بأنه لم يسمع شيئ واستمر بالاكل .. حدقت به سمر وهي ترمش بعينيها مرارآ يا اللهي لقد استجمعت شجاعتها بصعوبه ومن ثم تبين لها أنه لم يسمعها .. أعتلى الحزن وجهها وهي تسب وتلعن نفسها فـهي بالأمس قد تجاوزت كل المقاييس انسابت دمعه من عينيها وهي تشعر بأنها تكره نفسها يا اللهي متى متى سـ تتعامل مع كريم كـزوجه حقيقيه .. لاحظ حزنها لكنه ايظآ لم يقل شيئ اراد أن يتكلم لكنه لم يستطع فـ البروده التي تسربت لـ قلبه منعته من قول أي حرف .. نهض من الطاوله وهو يتمتم بهدوء
” سأذهب الان هل تريدين شيئآ سمر ”
نهضت هي ايظآ ونظرت اليه ولم تشعر الا والدموع تحرق وجنتيها قالت بصوت متعذب
” كريم هل تخرج معي لـ تناول العشاء الليله ”
تنهد بهدوء سيكون سعيدآ حقآ لو خرج معها لكن العمل يلاحقه في كل ثانيه وهو لن يترك عمله من اجل الخروج مع امرأه لا تحبه ‘ وضع يديه على شعرها وعبث به بطريقه فوضويه ليقول بأعتذار
” أنا اسف سمر لكنني مشغول اليوم ربما في وقت لاحق ”
دموعها جعلته يتألم لكنه لم يستطع أن يتصرف كما في السابق .. طبع قبله خفيفه على جبينها وهو يحس بألم في قلبه لا يعلم لما ولكن ما حدث بالامس جعله أنسانآ اخر .. استدار وخرج من المنزل وفور اغلاقه للباب انهارت سمر على الارض وهي تبكي بشده كيف حدث هذا كريم الذي يعشقها بشده رفض الخروج معها هذا شيئ لا يصدق .. يا اللهي مالذي فعلته سـتدمر زواجها أن بقيت تخاف هكذا عليها أن تتجاوز الماضي ولكن كيف كيف السبيل الى ذلك عليها أن تدعو فليساعدها الله فقط .. الشخص الذي يحب بصدق لا يجب التفريط به فـ كيف بها هي وهي تبعده عنها دومآ بتصرفاتها الرعناء
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(( نهاية الفصل الخامس )) ..