الـفـصـل الــسـادس لـ روايـة (( عــــذراء الـــــشيطان )) ..
نسمات الهواء العليل تداعب وجنتيها الجميلتين وهي تقود ببطئ كي تنهي هذه الشيطره الكبيره التي اعدتها لها والدتها .. تنهدت بضجر وفجأه تسائلت لما يجب أن تذهب لـ دارين اليس يوسف قد اعطاها المال كي تعيده لـ مريم آه نعم لا بد الان ان تذهب لرؤية مريم واعطائها المال ومن ثم ستعود لرؤية عزيزتها دارين .. غيرت مسار سيارتها الـ لكزس لـتتجه نحو قصر ماليري .. في الطريق رأت حادثآ والناس مجتمعون كـحلقه دائريه حوله يتكلمون فيما بينهم .. زمت شفتيها بضجر وهي تردد لـنفسها
” كم هذا سخيف أن لم يعرفوا كيف يقودون السياره فلما يزهقون بأرواحهم بهذه الطريقه التافهه ”
لم تبالي مطلقآ بالحادث ولم تفكر في الاستفسار عن حالة المصابين وهل هم على قيد الحياه ام لا ‘ بالطبع تلك الحادثه جعلتها انانيه ولا تفكر سوى بنفسها المريضه .. ربما لو تجاوزت الماضي سـتعود لـتلك اللطيفه ولكن هل هذا صحيح .. أمس ويال غرابة الامر حلمت بـرجل يلاحقها وهو يركب الفرس كان يريد قتلها لم تستطع رؤية وجهه بل فقط يلاحقها وهي تركض لاهثه كـ قطه صغيره لا مخالب لديها ‘ حولت افكارها من ذلك الحلم السخيف لـ تفكر بـ يوسف آه اليس عليها أن تعبث قليلآ مع الرجل .. لوت شفتيها بقرف وهي تتذكر قبلته كم هو رجل بارد وحقير وتافه وحثاله و و و .. . أنه لا يخجل من نفسه ويقبل النساء بكل جرأه اوه تبآ كم هو سخيف لا معنى له .. وصلت للحي ورأت ذاك المنزل الضخم شامخآ بين ابنية المنطقه الراقيه هذه وعلى جدرانه نُحت أسم ماليري .. صفت السياره امام بوابة المنزل وترجلت منها بكل كبرياء وجهها منحوت من الحجر كان يبدو قاسيآ جدآ وقد عادت لها كلمات يوسف عندما اتهم مريم بأنها تحبه .. تسائلت لما هي منزعجه هكذا وقلبها يخفق بكل قوه .. هذا ليس عدلآ لطالما كانت تسيطر على مشاعرها بصرامه اذن لما الان عاجزه عن كبح هذا الانزعاج الذي انتابها لمجرد أن مريم تحب يوسف .. لماذا هي منزعجه هاه .. انها لا تهتم لأمر ذلك الحشره التافه ولا يعنيها أن احبته مريم ام لا اذن لا داعي لهذا الشعور السخيف الـ بلا معنى .. اخذت نفسآ عميقآ وسارت متجهه للباب لـتطرقه بكل هدوء .. على الجهاز الموضوع في الحائط سمعت منه صوت رجل يقولx
” عرفي عن نفسك يا أنسه ”
قالت بأرستقراطيه وهي تعيد خصلات شعرها للخلف
” سارا اوزان ”
أنفرجت الباب فور تلفظها بأسمها التعريفي فهي من اصدقاء العائله .. سارت نحو المنزل غير ابهه بهذا الجمال الذي يحيط بالقصر من ازهار واعشاب خضراء تبعث في النفس الارتياح .. توقفت امام الباب الداخلي وهي تطرقه بخفوت وبعد ثواني قليله ظهرت من وراء الباب امرأه متوسطة السن تبدو في العقد الخامس وهي تقولx
” اوه أنسه سارا مرحبآ بك .. ارجوكِ تفضلي بالدخول ”
كافأت الخادمه بأبتسامه لطيفه وهي تدلف الى داخل المنزل قائله بصوتها الجذاب
” هل مريم هنا ؟ ”
هزت الخادمه رأسها وهي تبتسم بحنان بينما تقودها الى غرفة الجلوس وهي تقول لها بأحترام
” أنتظري هنا أنستي سـ اناد لكِ الانسه مريم ”
توسطت سارا فوق احدى الارائك وهي تضع قدمآ على الاخرى تمشط القاعه بنظراتها الفاتنه .. أقتحمت القاعه مريم بحضورها الطاغي وجمالها الاخاذ وشكلها الحقيقي الذي وفور رؤية سارا لها خفق قلبها بأنزعاج وكأنها شعرت بالغيره من هذا الجمال ليس الشكل الخارجي فقط بل حتى داخلها جميل .. نهضت من الاريكه لتتبادل الصديقتان كلمات الترحيب فيما بينهما وبعد ذلك جلستا بهدوء قالت مريم بلطف
” لم أتوقع زيارتك سارا كيف حالك أخبريني ”
شعرت ببعض الانزعاج منها لتقول بملل
” أتيت لأعيد لكِ مالك مريم ”
قطبت حاجبيها وهي لا تعرف عن أي مال تتحدث صديقتها سارا تسائلت
” ماذا تقصدين لم افهمكِ ”
حركت يديها بالهواء بعشوائيه وهي تردد بملل
” المال الذي دفعته للنادل عندما كنا في مطعم هولي سموك مع يوسف ”
خفق قلبها بقوه لمجرد سماع اسم حبيبها الذي عشقته حد الالم منذ كانت صغيره .. اخذت نفسآ عميقآ ووجهها بدأ يميل للون الاصفر .. ولكن لما اعادت سارا لها المالxقالت بأنزعاج
” لماذا اعدتِ المال لي .. الم اقل لك أن الحساب سأدفعه انا ”
ضاقت ذرعآ من هذا الحديث السخيف الـ بلا معنى تمتمت بسخط
” وما شأني أنا لقد قال لي يوسف أن اعيد المال وحسب ”
ضيقت مريم حدقتيها وهي تشك بأن سارا هي من اعادت المال من تلقاء نفسها فلا بد أنها شعرت بالغيره من تصرفها هذا وخافت أن ينجذب لها يوسف .. فتحت فمها تقول
” اعيدي المال له وقولي له ما يخرج من افراد عائلة ماليري لا يعود لهم ”
استبد الغضب بها وهي تشعر بالاهانه من كلام مريم .. هل تعتقد أنها مرسال بينهما .. يالها من حماقه .. يقبلها وقلبه مع صديقتها .. تشدقت بكلماتها
” أن كنت تودين اعطائه المال فـ اذهبي بنفسك ”
لم يعجب كلامها مريم ولكنها تحاشت الطلب ثانية فلا تريد أن تحدث مشاجره بينهما الان قالت بلطف
” اذن خذيه أنتِ واعطيه لـ فقير فـ انا لا اريده ”
نهضت سارا والشرر يتطاير من حدقتيها لا لقد تجاوزت هذه الصغيره حدودها لأنها متحفظه تسرق قلب يوسف الغبي التافه .. كلا لن تسمح بهذا لقد قررت أنه هو من سيخرجها من عقدتها وهذا قرار نهائي .. هدرت بقوه
” كلا شكرآ اعطيه أنتِ فـ انا لا احب مساعدة الاخرين كما تعلمين ”
كذبه صغيره لا بأس بها احيانآ .. لوت مريم شفتيها بأحتقار هذه هي حقيقة سارا أنانيه جدآ ولا تحب الا نفسها وفوق هذا لا تساعد احدآ مع أن المال هو مالها هي ولكنها بخيله حتى بغير اموالها .. قالت بسخريه لاذعه
” لما أنتِ غاضبه هاه ما بك عزيزتي سارا ”
توجهت سارا وهي تستدير لـتقف امام النافذه وهي تنظر للخارج مقطبه .. كان وجهها محتقنآ والغضب يعصف بكل جزء من كيانها .. ليس من حقها أن تغضب كلا هذا ليس صحيحآ أن غضبها بلا سبب ولا مبرر له .. زفرت بقوه وهي تشعر أنها ليست بخير .. قالت ببرود
” أنا لست غاضبه ”
أقتربت منها مريم وهي تضع يدها على كتفيها تتماسك اعصابها من العطب الذي لحق بها وهي تتذكر كيف قام يوسف بـتقبيلهاx
” أخبريني الحقيقه سارا هل أنت من اعاد المال أم فعلآ سيد رويس من طلب ذلك ”
لوهله من الزمن لم تصدق ما تسمعه اذنيها هل تتهمها مريم بالكذب هل تتهما بالخداع .. استدارت بقوه ووجهها يعكس غضبآ عارمآ سيطر على كل جزء فيها لـ تقول بصوت متهكم مشبع بالسخريه
” نعم أنا طلبت منه ذلك وهو لم يرفض لي طلب ”
لقد كذبت نعم كذبت ارادت أن تختبر رد فعل مريم الذي سيبين الحقيقه الان .. سيتوضح امامها أن كانت تحبه فعلآ كما قال .. ام أنه مجرد كذبه تفوه بها .. لم تتمالك مريم نفسها من المقت الذي شعرت به للتو نحو سارا فـ نسيت تلك الهادئه المتحفظه لـترفع يدها عاليآ وتصفع وجه سارا بكل قوه تمتلكها قائله بصوت محتقر
” لم أتوقع أنك دنيئه لهذه الدرجه .. اولآ تتبادلين القبل معه والان تطلبين منه اعادة مالي ومن يدري ربما غذآ تنامين على سريره ”
لم يأثر بها الكف اكتفت سارا بـ أبتسامه مشرقه زينت وجهها الجميل .. لا يهم نضرية مريم نحوها فـ هي قد عرفت الان حقآ أن مريم ليست فقط تحب يوسف بل متيمه به .. ويوسف ايظآ يبدو معجبآ بها فهو طوال الوقت ذاك اليوم كان يحدق بها وعيناه تلتمعان .. ياللروعه كيف علمت أنهما تبادلا القبل .. ضحكت بخفه وهي تدرك أنها دخلت على الخط بينهما همست بغباء وهي تحدث نفسهاx
” اذن يتوجب أن أبتعد هاه ”
لم تسمع مريم كلامها الغضب يعصف بها جاعلآ منها عمياء لا تريد شيئ سوى الحفاظ على حبها الاول والاخير جسدها يرتجف بقوه وهي تصر على اسنانها بل قالت بصرامه وهي تعتقد أن سارا تقف في وجهها محاوله منع يوسف من الاعجاب بها
” أنت بضاعه رخيصه يا سارا ولم تعد تشرفني صداقتك .. لطالما حذرني اخي منك لكنني لم استمع له وهذه هي عاقبتي على ذلك .. ليس من عادتنا فعل ذلك ولكن لو سمحت اخرجي من منزلي صداقتنا قد أنتهت الان ”
حملقت بها بأنشداه وهي غير مصدقه لما تفوهت به مريم للتو هل تطردها من المنزل هكذا بكل بساطه هل نسيت صداقتهما من اجل الحب الذي لا معنى له .. رفعت رأسها عاليآ للسقف بينما لوت شفتيها بكل سخريه وكأنها تقول لـنفسها .. أنظري ليس لديك أصدقاء حقيقيين ‘ قالت بهدوء غريب
” لا تقلقي سأخرج وسأنسى أن لي صديقه تدعى مريم ”
هنا فقط دخلت الخادمه وهي تحمل أنيه فيها كأسين من عصير الليمون .. وضعتها على الطاوله وسارا تحدق بها بشرود اذن قد تم طردها من المنزل من قبل صديقتها الطيبه ‘ هه ياللسخريه ‘ تنهدت ببرود وسارت برأس مرفوع نحو باب القاعه لتقف فجأه وسط نظرات الخادمه المصدومه التي شعرت أن الجو مكهرب ولم تشأ أن تتدخل فيما لا يعنيها صدح صوت سارا بالغرفه وهي تردد بهدوء اثار مشاعر مريم وجعل الصدمه تشل حركتها
” قبل أن أخرج يجب أن اوصل لكِ رساله من يوسف .. لقد قال لي قولي لـ مريم أن المرأه التي تخرج معي لا تخرج سنتآ واحدآ من محفظتها فكونه رجل لن يسمح لأمرأه بدفع الحساب بدلآ عنه ”
خرجت بعد هذه الكلمات لـتترك خلفها أمرأه ترتجف من الصدمه لقد أنهت صداقتها بـ سارا للتو وهي تنعتها بأبشع الصفات .. انهارت على الاريكه وهي تردد من بين دموعها التي أنسابت تغطي وجنتيها الحمراوين
” لا أصدق أنني فعلت ذلك .. ولكن هي من أستفزتني .. هي من جعلتني افعل ذلك ”
سارا لم تطلب منه اعادة المال بل هو فعل ذلك .. لـكن لماذا كذبت عليها .. تعالت شهقاتها وهي تلوم نفسها وتتلفظ بكلمات لم تستطع الخادمه أن تفهم معناها ولكنها جلست بجوارها واحتضنتها بلطف مردده
” لا تبكي أنستي ارجوكِ أنتِ تحطمين قلبي ”
من حطم قلب الاخر مريم ام سارا .. هذه لم تكن تسمى صداقه فـ الصداقه الحقيقيه لا يمكن لأي شيئ أن يدمرها وينهيها .. انها أقوى من الحب ولكن بسبب أنانية مريم تحطمت هذه الرابطه لـيثبت الحب وجوده غير أبه بمسمى الصداقه فهو اهم هذا ما اعتقدته مريم .. اما سارا فقد كانت معتاده على هذا لطالما كاتت معظم الفتيات في المذرسه يُسمعنها كلامآ يسم البدن ولماذا لأن شخصيتها تغيرت من فأره جبانه الى امرأه شرسه تصاحب الرجال .. صحيح ان هذا وصمة عار على جبينها ولكن هذا كله لا يهمها لا تهتم أن اخذ الناس عنها فكره جيده او سيئه فهي بذلك تعرف من يحبها ومن يمقتها ومن يداري مصلحته معها .. من اجل ذلك فحسب ستظل تلك العاهره في نظر جميع الناس ومع الزمن قد يعرفون من سارا اوزان .. ركبت سيارتها بكسل وجسدها يبدو عليه التعب كلا لن تذهب لـرؤية دارين بل ستذهب للشاطئ لـتريح عن نفسها قليلآ وهكذا اعلن الحب أنه الاقوى في الساحه واثبت وجوده بكل قوه ساحقآ ما يسمى بالصداقه فهل فعلآ الحب أقوى من الصداقه ام أنه العكس وما حدث مجرد سوء فهم او أنه شيئ اخر لم ندرك ماهيتهx
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …