عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



في المساء حيث النجوم اللامعه تملئ السماء ببريقها الخافت الاخاد الذي يسحر الالباب .. الجو رائع بفضل نسمات الهواء البارده المنعشه .. تحت هذا الغطاء الرمادي والقمر الدائري الشكل الذي يشبه لـحد ما الملاك البريئه سارا
في مطعم هولي سموك .. اللطف الطيبه الحنان الصدق الأخلاص الوفاء جميع الامور الجيده اجتمعت به أنه رجل مثالي يكل المقاييس ولكن ياللأسف تلك الساحره المنحرفه لم تنجذب اليه أنه لا يحرك بها اي شيئ من مشاعر الحب او الاعجاب او الرغبه .. هو لا ينكر أنه معجب بها ولكن الامر لم يصل لـدرجة الحب بعد .. صحيح أن الصحف تقول عنها أنها منحرفه ولكن هو واثق بأنها لا تزال طاهره ولم يلوثها اي رجل بلمساته القذره .. وان كانت لا تقاوم رغبتها في التسكع مع الرجال فهو سيتكفل بها من هذه الناحيه وسـيشبعها الى درجة تجعلها لا ترى أي رجل غيره بل تكون مجنونه به هو وحسب .. آه حقآ كم يتمنى أن تكون زوجته ولكن الان عليه أن يصبر حتى يحين الوقت المناسب .. قال بلطف وهو يوجه كلامه لوالده
” صدقآ يبدو أن يوسف رجل لا يستهان به لقد حطم الارقام القياسيه ”
هز والده رأسه بوقار وهو ينظر لأبنه فـيصل .. لطالما تمنى أن يكون فيصل يشبه يوسف ولو قليلآ في ذكائه وحنكته في ادارة الامور ولكنه للأسف لم يحدث هذا .. أجاب بأبتسامه دافئه
” نعم أنت محق أرباحه لهذه السنه وأسهمه شيئ لا يصدق أنه مذهل دومآ ما يسير بخطوات واثقه وسريعه نحو النجاح .. أنه فخر لـعائلته لو كانت على قيد الحياة ويستحق اسم رويس فهو كفئآ لـحمله ”
تمنى فيصل بكل صدق وصراحه وبعيدآ عن الكبرياء قائلآ
” أتمنى حقآ لو كنت مثله ”
تفاجأ سامي من كلام أبنه لم يكن لـيتوقع أنه يفكر بهذه الطريقه أبتسم بخفوت وهو يردد
” أنا أفخر بك كما أنت أبني فـيصل ”
علت وجهه مسحه قويه من السعاده أذ أن والده راض عنه وفخور به كما هو الان .. كانت السيده تراقب الموقف بدقه وهي ترى علاقة الاب والابن الرائعه أبتسمت وهي تقول بغيره
” لقد بدأت أغار منك فـيصل أنت تسرق مني حبيبي ”
ضحك الجميع على هذه الكلمات الجميله والتي تثبت مقدار حب ميرا للسيد سامي قال فيصل بلطف
” لا داعي للغيره سيده ميرا فـ مكانك محفوظ في قلب والدي اليس كذلك أبي ؟ ”
ابتسم السيد سامي بوقار .. لقد تزوج من ميرا قبل عدة سنوات عندما توفيت زوجته الاولى والدة فـيصل ‘ لم يكن يريد الزواج منها ولكن والده أجبره على ذلك فـ أتجب منها فـيصل وبعد 19 عامآ ماتت وكان فـيصل في اول سنه بالجامعه بعد ثلاث سنوات تزوج من ميرا عن حب كانت في ذلك الوقت في 25 من عمرها وبصدق أنها تعامل فـيصل كـ أخ لها وتحبه كثيرآ وهي لا تكبره سوى بـ 3 سنوات .. وعلاقة العائله الان رائعه للغايه .. قال سامي وهو يضحك
” بالطبع أنا احبكما كلاكما ”
جذب نظر فـيصل اشخاص دلفوا الى داخل المطعم بكل غرور .. كانت سارا ووالديها .. التوى فمه بأبتسامه وهو يرى تلك الساحره تسير بخطواتها الرشيقه التي اعتاد رؤيتها .. لاحظت ميرا شروده بينما أتبعت نظراته لـترى عائلة اوزان زمت شفتيها بطفوليه وقد ادركت أن الشاب الرائع فـيصل قد وجد من يشغل باله .. قالت بمكر
” أراهن على أن من يتزوج سارا سيكون رجلآ مثاليآ ”
كانت تقصد بذلك اثارة انتباه فيصل .. وفعلآ نجحت اذ نظر اليها كل من فـيصل وسامي وعلى وجههم ترتسم الحيره .. قال سامي بأنزعاج
” جميله ولكن منحرفه فقط الاحمق من يرغب بـ أمرأه مثلها ”
أرتبك بشده ومشاعر الحزن سيطرت عليه أذن هذه هي نظرت والده اليها ياله من تعيس الحظ لقد إِعتقد أنه أن اخبر والده برغبته في الزواج من سارا سيكون سعيدآ ولكن ها هو ذا يسمع رأي والده الصريح بها أنه يقول أن الاحمق فقط من يفكر بحقيره مثلها ‘ ولكن هي ليست كذلك هو يشعر انها طاهره يشعر أنها أمرأه جيده في داخلها ولديها سبب لـتصرفاتها هذه ولكن ما هي يا ترى ,, في الطرف الاخر على طاوله بجانب الزجاج والتي تطل على منظر رائع تقع بعيده عن الطاولات الاخرى .. يجلس كل من يوسف وأميره بهدوء وهما يتناولان الطعام قالت بحزن
” يوسف لقد تغيرت كثيرآ ”
رمقها بنظرات بارده وهو يشعر بالملل من رفقة النساء انهن مجرد حمقاوات يرغبن فقط في الترفيه عن أنفسهن وهو يكره هذا النوع من النساء على الاقل فـ مريم هي أفضل نوع قابله على الاطلاق أنها رائعه حقآ واحيانآ لا يصدق أنها صديقه هذه المنحرفه التي دخلت المطعم بحضورها الطاغي الذي ادار رؤوس الرجال .. آه كم يرغب في كسر غرورها وتعليمها قليلآ عن الاخلاق التي يجب أن تتحلى بها .. ومضت عيناه ببريق الاثاره من الغد سيبدأ باللعب مع سارا وسيرى ماذا سيفعل اوزان بشأن ذلك كيف سيمنعه من العبث بأبنته الوحيده .. قال بشرود
” مثيره للغايه ”
حملقت به أميره بأنكسار وهي تعلم أن هذا الكلام غير موجه لها بل لأمرأه اخرى ولكن من هي لم تستطع أن تحزر ولكنها متأكده أنها موجوده بهذا المطعم فـ يوسف منذ فتره قصيره ينظر لـمكان معين في المطعم قالت بحرن
” أخبرني من هذه التي سلبت عقلك ”
عقد حاجبيه وقد أنتبه أن أميره تعاني من فقدان اهتمامه بها فما مبرر تصرفاتها الرعناء هذه مما جعله يستشعر غيرتها قال ببرود
” ماذا سبق وقلت لكِ أميره ”
لم تستطع التحمل اكثر لم تعد تتحمل جفاه نحوها هو لا يشعر بـشيئ نحوها قالت بحده
” لقد مللت يوسف مللت حقآ .. أنت لا تهتم بي لماذا هل ينقصني شيئ أخبرني ؟ ”
لم يكلف نفسه عناء الرد على سؤالها بل اكتفى بقول كلمات ذات معنى عميق
” لقد قلت لكِ منذ البدايه أن لا تتمسكي بي بقوه ولا تعيريني ذاك الاهتمام العميق ولكنك لم تستمعي لي وانظري الى أين اوصلتِ نفسكِ ”
أنسابت دموعها على وجهها وهي تضع يديها على فمها كي تمنع خروج شهقاتها .. تبعثر شعرها لـيغطي وجهها وكأنه يواسيها كي لا يراها احد بهذه الحاله الفظيعه .. لقد وقعت في غرام يوسف كانت تغرق شيئآ فـشيئآ في غرامه مع كل حركه وكل كلمه ونظره كانت تعشقه وتتعلق به اكثر الى أن غرقت تمامآ ولم تعد تستطيع أنقاذ نفسها .. لقد حذرها من الوقوع في حبه منذ خرج معها للمره الاولى وقال لها بالحرف الواحد .. انها لو وقعت في عشقه فـ سيتركها لأنه لا يحب النساء العاطفيات اللواتي يركضن خلف قلوبهن .. وها هي ذا قد فعلت ما حذرها منه .. يجب عليها أن تتدراك الامر فهو سيتركها أن علم أنها تحبه .. قالت بسرعه وهي تتضاهر باللامبالاه
” يوسف أنت لا تفهمني .. أنا أنا اريدك لي وحدي لأننا نخرج مع بعضنا وليس من حقك أن تنظر لـغيري بما أنك معي .. على الاقل أحترم انوثتي ”
لوى فمه بأبتسامه بسيطه بارده وهو يقول بمكر
” عزيزتي الامر ليس كذلك ليس أنني أهينك بـنظراتي تجاه أمرأه أخرى بل الامر يتعلق بالعمل أتفهمين وانا بحاجه لذلك في هذا الوقت ”
تغير لون وجهها وعادت اليه الحياة ظلت تحمد الله في سرها سعيده أن يوسف يهتم لأمرها ولو قليلآ فهو يحترم كونها امرأه ناضجه وواعيه ولكن هي تعلم أن علاقتهما هذه لم تعطي ثمارها فهي مجرد صداقه بريئه .. لم يتمادى معها يوسف مطلقآ بل يكتفي بقبله صغيره على خدها حتى انها ذات مره عرضت نفسها عليه ولكنه امتنع عن ذلك قائلآ انه لا يلمس امرأه بهذه الطربقه المقرفه .. أنها تكن له احترامآ شديدآ وذلك اليوم ازداد حبها له وهي تشعر أنه شخص نادر فمن المستحيل أن تعرض امرأه نفسها على رجل ويمتنع على العكس كان سيأخذها بين ذراعيه بكل سهوله متناسيآ أن الله يراه وهو يفعل الفاحشه بينما يوسف امتنع ونفسه الابيه تأبى أن تقترب من امرأه ليست ملكه .. تكاد تقسم أنه لو وقع يوسف في الحب فهو سيجعل من حبيبته اميره على نساء الارض أنه رائع بكل المقاييس .. في الطرف الاخر من القاعه حيث تجلس عائلة اوزان قال سعود بصوته المملوء بالحنان
” اذن صغيرتي سارا هل أنتِ سعيده الان ”
رفعت حاجبيها بغرور وهي تحمد الله على هذه العائله الرائعه التي منحها لها لقد اعطاها نعمه عظيمه ومهما حمدته فهي لن تفيه حقه .. قالت بتذمر
” أبي من يسمعك يقول أنني للمره الاولى احضر لـمطعم ما ”
قهقه بخفه هو وزوجته ميرفات بينما تضاهرت سارا بالانزعاج انهما يستفزانها وهي تجاريهما في لعبتهما هذه .. طلبوا اصناف معينه من الطعام وفي اللحظه ذاتها نهض يوسف وأميره من طاولتهما بعد أن أنتهيا من الطعام .. توجه يوسف لـ تتبعه اميره بخطواتها المثيره المتناسقه كـ عارضات الازياء الى الطاوله التي يجلس عليها عائلة اوزان .. القى التحيه على الجميع بطريقته البارده المعهوده وتكلم وهو يشير للنادل
” الحساب مدفوع من جانبي دانييل ”
اومأ النادل دانييل وعلى وجهه ترتسم أبتسامه لطيفه بعد ذلك ذهب لـيحضر طلبات الزبائن .. نظرت سـارا اليه بهدوء وهي ترمقه بنظرات هائمه وكأنها لا ترى غيره .. قد تكون هذه النظرات كالجحيم بالنسبه للرجال الاخرين ولكن يوسف لا تؤثر به مثل هذه النظرات التافهه والتي تدل على أن صاحبتها رخيصه ولا تستهويه ابدآ ولكن عليه أن يجاريها في ذلك فهو بحاجه اليها الان لـيحرق قلب سعود الرجل الطيب .. اكتفى بأن اعطاها أبتسامه صغيره ومن ثم نقل نظراته نحو اوزان الذي ابتدر يقول ببرود
” لم يكن هناك داع لدفع حسابي سيد رويس ”
تلفظ بكلماته الاخيره بتشدق وكأنه يقول أنت لست سوى أبن خادم تافه لا معنى لك .. ولكن وياللعار ليته يعلم أن يوسف هو الوريث الشرعي والابن الحقيقي لـ طوني رويس ربما هذا سيجعله مذهولا لا يعرف طريقه من أين كم هذا مضحك .. رد يوسف بصوت يقطر جاذبيه وهو ينظر لـ سارا بنظرات تعكس الاهتمام الزائف
” لم أدفعه من أجل عينيك سيد اوزان بل لاجل أبنتك الساحره ”
خفق قلب سارا بقوه بين ضلوعها وعقلها بدأ يعمل أن شعورآ بالخطر يداهمها عليها أن تكون حذره يبدو أن الرجل الوسيم يرمي بسحره عليها اذن فهو يتنقل بين ثلاث نساء الان ياللعار .. لكنه لن تسقط صريعة هواه بل ستجعله هو من يتهاوى على الارض وهو يقسم بأنه لا يستطيع العيش من دون حبها .. آه كم هذا يثير في النفس المتعه أن تحطم غرور رجل قاسي عنيد مستبد مثله هو .. هتفت بغرور وهي تستقصد لفت أنتباهه واحتلال افكاره لـكـي تنجح في خطتها
” اوه يوسف شكرآ لك هذا من لطفك عزيزي ”
وسط هذا الحديث عاشقه قلبها يتمزق من سماع كلمات اشبه بالمغازله بين حبيبها وتلك الجميله المدعوه بأسم سارا .. شحب وجهها وهي تسمع يوسف يقول بلطف فاجئهاx
” سنلتقي قريبآ جدآ سارا ربما غدآ او بعد غد .. كوني بأنتظاري ”
تغيرت ملامحها لـيكسوها البرود أنه يوليها اهتمامآ غير متوقع وهذا شيئ ليس في صالحها أنها لا تريده أن يكون لطيفآ ومحبآ هكذا .. بعد كلماته هذه استأذنهم بالانصراف
” سررت بلقائكم سيد اوزان سيده اوزان ‘ يتوجب أن اذهب الان سنتلتقي كثيرآ سيد اوزان خلال الفترات القادمه واعتذر بخصوص لقائك بي في الشركه لقد نسيته تمامآ ”
تمنى لو يخنق هذا المخادع أنه يعلم أنه يحب اهانة الجميع هذا واضح جدآ عليه والجميع يعرف أن هذه صفه به لا يمكن تغييرها .. الحقير لقذ أتي لرؤيته في الشركه مره ثانيه ولكنه لم يكن موجودآ مما جعله يثق أن سيد رويس يهينه .. لاحظ يوسف شحوب ملامح أميره فـ وضع يديه على كتفيها وهو يقول بهدوء
” هيا عزيزتي أميره علينا الذهاب تبدين شاحبه ”
سار بخطوات بطيئه وهو يسند أميره عليه كان التعب جليآ على ملامحها ذات الجمال الهادئ توجه نحو الخارج لـيذهب لموقف السيارات .. هرع عمر وهو يفتح الباب لـسيده ركب الجميع .. ولكنهم تركوا قلب تنهشه الغيره وهو يلاحظ يوسف بالقرب من سارا ويبدو أنه كان وديآ معها للغايه عقد حاجبيه في حيره وهو يهمس بصوت لا يسمعه سواه
” مالذي تريده منها يوسف سحقآ لك كيف دخلت بيننا بهذه السهوله ”
جذب نظرات والده وميرا نحوه لـ تتسائل ميرا بحب
” فـيصل هل قلت شيئآ ”
أبتسم بود لها وهو يحدق بعينيها ويهز رأسه نفيآ
” كلا كلا لا شيئ ”
احنى رأسه وهو يتسائل لما الجميع يقف في وجه اعجابه بـ سارا هو يريدها كـ زوجه له هل هذا شيئ سيئ أنها فتاه جيده رغم مضهر الغرور والانحراف الذي تتمتع به لكنه يستطيع أن يغيرها للأفضل هو واثق من هذا ولكن يأبى الجميع اما أن يرفض احدهم ويقول الاحمق من يتزوجها او يضهر احدهم لـ يقف بينه وبين الوصول اليها ولكن تبقى لله الامور أن كان سيحصل عليها او لا هذا ما ستوضحه الايام مع كل وقت يمر ولكن حتى ذلك الوقت اعان الله القلوب التي تنهشها الغيره بنارها الحارقهx

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….




105411 مشاهدة