عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



بالطرف الاخر حيث أمين .. صرخ الشخص المقتحم للوكاله

” الا تخجل من نفسك امين .. كيف تقول مثل هذا الكلام القاسي له ”

تجولت نظراته عليها .. نعم عليها لأنها لم تكن سوى كاريس الشابه الصغيره الرقيقه .. رقيقه .. اعادته هذه الكلمه لأيام قد مرت .. تذكر عندما كان معها في المشفى ورأها وهي نصف عاريه لا يصدق أنها كانت خلابه لتلك الدرجه .. تحت ثيابها يختبئ جسد مثير جدآ .. احمر وجهه قليلآ وهو يبعد تلك الافكار التافهه عنه لقد بات يفكر كالحمقى حقآ .. لم يعطها اي اهتمام بل تجاهلها ببساطه لـيتخلص منها ويحرر افكاره من سحرها كلما رأها امامه .. دلف الى داخل مكتبه كان على وشك اغلاق الباب لكنها هرولت بسرعه كالفأره ودخلت المكتب بسهوله وهي ترسم اجمل أبتسامه على ثغرها المكنتز .. حملق بها بدهشه وهو يدير نظراته بين فتحة الباب وبينها متسائلآ كيف استطاعت الدخول .. تنهد بيأس وهو يغلق الباب في حين رفعت هي حاجبيها بطريقه استفزازيه وهي تلوح بيديها بالهواء وتتكلم بطريقه غير مفهومه

” أنت .. ما بك الم يعجبك وجودي .. هه رجل مزعج ”

تجاهلها ولم يرد عليها ويبدو أن الغضب به قد وصل اقصاه .. ليس غاضبآ منها بل من نفسه هو .. نعم هو .. فأقكاره تخونه .. أن افكاره لا تكف عن الدوران حول شيئ واحد منذ اخبره القائد أن عليه الزواج بها .. منذ أن اخبره القائد بذلك وعقله لا يكف عن تصوير المشاهد الحميميه بينهما كيف ستكون نائمه بين ذراعيه يتبادل معها القبل ويفعل معها اشياء لا تحل الا له هو فحسب لأنه زوجها .. بات يكره نفسه ومنذ الامس عقله لا يفكر بشيئ غير هذا .. حاول اقناع نفسه أن هذا خيانه لكن تأبى جوارحه أن تنصاع لأمره وتبقى وفيه لحبها الازلي رانيا .. كل أنش من جسده يتفاعل مع وجودها بطريقه تزعجه للغايه .. سارت بخطوات طفوليه عابثه لـتجلس على الكرسي القابع امام مكتبه وهي تتنهد بأرتياح مسنده بضهرها على الكرسي تقول بسخريه لاذعه

” هل ستبقى واققآ مكانك أيها السيد ”

زفر بقوه وخطى بغضب نحو كرسيه ليجلس خلف مكتبه وهو يعاود قراءة الملفات المتعلقه بـ ضحايا yr .. لم يعطي اي اهتمام للمرأه الجالسه امامه ربما هذا شيئ ظاهري لأن عقله كان يفكر بها هي وحدها هي وحسب .. لم يعجبها الامر وهي تراه يتجاهلها هكذا من دون اي اعتبار لها .. هذا التصرف جرح كرامتها .. زمت شفتيها بقوه والانزعاج تغلغل بداخلها تأففت وهي تقول بملل

” أمين أنت مزعج للغايه .. هل تتجاهل ضيوفك هكذا دومآ ؟ ”

وكأنه انتبه لوجودها الان .. ليس عدلآ أن يتجاهلها ان كان يريد رحيلها فليطلب ذلك ببساطه .. رفع بنظراته نحوها بينما يلوي شفتيه بضيق .. كيف دخلت حياته هذه الصغيره ؟ .. كيف استطاعت أن تأخذ مكانآ بأفكاره ؟ .. بالكاد يقنع نفسه بأنه لا يهتم لأمرها ولكن صدقآ منذ أن رأها وشعور غريب بالقلق تولد نحوها .. لم يسلمها لأصدقائه عندما امسكها لأول مره والسبب أنه كان خائفآ عليها بعد أن اطلق النار وايظآ شعر بالخوف انه قد يؤذيها احدهم جسديآ .. ذلك الوقت شعوره كان متناقضآ فهي مجرمه اطلق النار عليها ولكن ما ادهشه انه شعر بقلق فضيع نحوها .. وبعد موضوع الزواج باتت افكاره تتمحور حولها فقط لا يستطيع ابعادها عنه والادهى من كل ذلك أن أفكاره باتت تنحرف عن المسار الصحيح .. يفكر بها بطريقه منحرفه حقآ يتخيل نفسه يقبلها وما الى ذلك .. نفض هذه الافكار من عقله بسرعه وهو يرد على سؤالها بفضاضه

” هذا المكان ليس لأستقبال الضيوف بل للعمل اهذا واضح يا صغيره ”

صرخت به بحده وهي تنهض من مكانها

” اوه امين أنت لا تطاق اقسم بذلك ”

ضحك بأرتياح والسعاده تغمر قلبه .. لا يطاق ترددت هذه الكلمه في اذنيه والابتسامه تغزو فمه بطريقه مستفزه .. قال بسخريه

” وكأنني اهتم لـهذا يا أنسه .. هيا اخرجي لو سمحت لدي عمل كثير .. انتي تزعجينني ”

لم تبالي يما قاله وكأنها لم تسمعه يتكلم للتو .. سارت نحو النافذه الصغيره لـ تقف تتأمل المكان بهدوء .. أنه معزول عن الاحياء السكنيه ‘ مكانه سري لا يستطيع احد اكتشافه ‘ لو لم يأتي بها الى هنا لما عرفت هذا المكان بحياتها .. همست بصوت ذو نبره غريبه

” أتيت لأسألك بشأن موضوع مهم ”

عبس وجهه وعقله بدأ يحلل مغزى كلامها .. موضوع مهم .. هل يعقل أن عبد العزيز قد اخبر كاريس بموضوع الزواج من أمين .؟ او ربما عبد الله فعل ذلك .. لم يعد يطيق الحياه لقد باتت الامور تسير على غير ما يشتهي .. من المستحيل ‘ لا ‘ بل من سابع المستحيلات أن يتزوج كاريس .. لا يريد أن يعيش مع امرأه ليست رانيا لا يريد ذلك .. جوارحه تريد هذه الصغيره بشده ‘ بينما عقله وقلبه ينفران من الامر صحيح أنه يفكر بها كثيرآ ولكن هذا لا يعني شيئآ .. لا يعني شيئآ انه مجرد تفكير سطحي لا شيئ اخر لن يسمح للامور ان تتطور ابدآ .. ولكن هل من الرجوله ان يتراجع عن كلامه بعد أن اخبر القائد أنه ستزوجها ويوفر لها الحمايه الكافيه .. سينفجر رأسه هذا ما يشعر به الان .. همس بخفوت والارتباك يغزو قلبه

” قولي ما لديكِ ”

لم تلتفت نحوه بل بقيت واقفه امام النافذه تحدق بالخارج بعيون تائهه .. بقيت صامته لفتره لم تحرك شفتيها ولو بكلمه مما جعله ينزعج .. تحرك بكرسيه بضيق فاتحآ فمه لـيتكلم ولكن قبل ذلك سمع صوتها الطفولي الناعم

” هل فعلآ ماثيو ملاحق من منظمه تدعى القمر المظلم ”

حدق بها بعيون تعبر عن دهشتها .. كلماتها جعلته يتأهب استعدادآ لأي شيئ طارئ كيف لا والجميع يعلم بكل شيئ يدور حوله وكأن عمله مكشوف للعلن .. لم يعد يعرف اي شيئ كيف يمكن لهذه الصغيره أن تعلم بشأن المنظمه .. تكلم بصوت قاسي ينم عن غضب عارم يتمير بداخله

” من اخبرك بهذه المعلومات ”

استدارت تواجهه وهي تقول بشرود كأنها تحاول تذكر شيئ ما

” لا اعلم لم يخبرني من هو .. فقط قال أنه يجب حمايتي ”

فتح عينيه بصدمه و yr خطر بباله فجأه هل يعقل أنه ذلك المجرم .. أن yr هو الوحيد الذي يعلم بأشيئاء غريبه مخفيه عن الجميع .. يعلم بكل صغيره وكبيره حتى ان هناك حفله ستقام هو يعلم بشأنها مسبقآ .. نهض من كرسيه وسار نحوها أمسكها من كتفيها بقوه من دون أن يعي ذلك وهو يهتف بأنفعال

” أي شيئ .. تذكري أي شيئ .. ملامحه لمن يعمل او كلام غريب تلفض به ارجوك تذكري جيدآ ”

حدقت بعينيه بنظراتها الاخاذه وهي ترى بريق اللهفه يلمع بمقلتيه .. اللهفه لـسماع شيئ يرغب به ما عساه يرغب يا ترى .. تأملت ملامحه الارستقراطيه عيون صفراء تشع بقوه وكأن الذهب قد انصهر بمقلتيه شفاه مغريه وانفه مستقيم ولـكـن .. قالت من دون وعي بموضوع لا يمت بصله لحديثهم الان

” يبدو أن أنفك قد كسر من قبل اليس كذلك ”

كانت تأكد كلامها ولم يكن سؤالآ ابدآ .. عقد حاجبيه وهو يبعد نفسه عنها .. اربكه كثيرآ أن هذه الصغيره كانت تتأمل ملامحه لدرجة أنها لاحظت أنكسار انفه .. سار بعيدآ عنها ليتخلص من تأثيرها عليه .. قلبه يخفق بقوه وكأنه سيقفز من صدره قال ببرود

” نعم مكسور تشاجرت مع احدهم وكَسره لي ”

ضحكت بمرح وقد نسيت سؤالها بشأن المنظمه .. قالت من دون تفكير

” يبدو انك ضعيف أمين .. كنت اعتقدك قويآ ”

لم ينزعج من كلامها فهو ليس بحاجه لأراء الاخرين يكفي انه يعرف نفسه جيدآ .. عادت تقول من جديد

” اذن هل تعرف اي شيئ بخصوص القمر المظلم سمعت أنها تلاحق ابن عمي ”

تنهد بضجر وجسده فجأه بدأ يئن من الالم من دون سبب معين .. عليه أن يخبرها أنه سيتزوجها لكن ليس الان بل في الوقت المناسب .. تكلم بخفوت وهو يسير بأتجاه كرسيه

” القمر المظلم منظمه خطيره كاريس مجد .. أنها تلاحق ماثيو وشخص اخر ايظآ .. اصدقك القول لا نعرف السبب وراء ذلك ”

انقبض قلبها عند سماع كلمة منظمه خطيره .. ها هو ذا شخص من الوكاله الاستخباراتيه يعترف ان المنظمه خطيره .. اخيها في خطر حسب الكلام الذي يقول امين ولكن مالذي فعله ليكون ملاحق .. همست بضعف

” هـ هـل سيكون بخير !! ”

جلس على كرسيه خلف المكتب وهو يراجع الاوراق التي امامه همهم من دون مبالاه

” هممم نعم لا تقلقي أنه ليس سهلآ .. ماثيو رجل ممتاز ولا خوف عليه ”

ابلعت ريقها اذن هي فقط نقطة ضعفه .. بشهادة عميل سري ماثيو لا يجب القلق عليه فهو جيد بحماية نفسه .. اذن الخطر الوحيد هي ‘ هي تشكل خطرآ على اخيها ما قاله ذلك الرجل كان صحيحآ .. ذرفت الدموع وهي تسب نفسها لا تريد أن تكون نقطة ضعفه .. لا تريد أن تسبب لأغلى شخص على قلبها الاذى .. تكلمت بنبره باكيه

” وانا اشكل خطرآ عليه اليس كذلك .. انا لا فائده مني ”

انهارت تبكي بحرقه بينما امين لم يبالي بها تحت مفهوم لا تعني شيئآ له .. تحدث بحده

” كفي عن البكاء يا هذه .. لدي عمل يجب انهائه ”

اهانها مجددآ هذا الرجل القاسي مما جعلها تثور بوجهه صارخه

” كف عن اهانتي ايها العجوز الوقح ”

كلماتها جعلته يرفع رأسه على الفور يحدق بها بعدم استيعاب .. رمش عدة مرات يحاول أن يستوعب ما قالته ” عــجــوز ” لا يزال في الثلاثينيات هل هذا يعني انه عجوز .. لم يقل اي شيئ اكتفى بالتحديق بها وعيناه تشعان ببريق المتعه وشفتيه تلوح بأجمل ابتسامه قد تطيح بأعتى نساء الارض .. تحركت لـتخرج من الغرفه ولكنها جمدت مكانها ولم تستطع السير .. ابتلعت ريقها لا تستطيع تحريك قدمها تشعر بألم فضيع لا يُحتمل .. نفس مكان الاصابه التي تعرضت لها بسبب أمين .. عندما رأها بتلك الحال نهض بسرعه متجهآ نحوها .. أمسكها من ذراعها عندما كانت على وشك السقوط قائلآ بنبره تنضح بالقلق

” كاريس هل انتِ بخير ”

لم تتوقف دموعها عن السقوط والالم يعصر بها تشعر بأنها ستموت من شدة الالم .. قالت بخوف

” أمين سـ سـاقي تؤلمني .. تؤلمني بشده اشعر انني سأموت ”

لوى فمه بسخريه .. شعر بالانزعاج والبروده تغلف قلبه كأنه فجأه احتقر هذه الصغيره لما هي تضخم الامور هكذا .. لا تكتفي بكل هذا بل تحاول أن تكون اميره في حياته تحاول أن تأخذ مكان رانيا يالها من مزعجه .. حملها بين ذراعيه وهو يردد بملل

” لا تقلقي سأخذك للمشفى ”

كسى الاحمرار وجنتيها بينما اغلقت عيناها بقوه تحاول ضبط ما تشعر به الان .. كم شعرت بالخجل من حمله لها ولكن ما عساها تفعل هي لا تستطيع السير تعلقت بعنقه وانفاسها تلفح صدره العريض .. مشاعر غريبه تنتابها لا تعلم ما هي لا تستطيع تفسيرها او معرفة كنهها كل ما تعرفه أنها تشعر بالسعاده عندما تراه .. غمرت وجهها بعنقه وقربه قد اسكرها تمامآ وجعل برائتها وتعقلها يختفيان تمامآ .. همست بصوت اجش

” أمين هذا مخجل انظر كيف يحدقون بنا ”

كان مصدومآ لكنه لم يقل شيئآ بل استمر بالسير وسط نظرات العملاء الفضوليه ..

بغرفة القائد عبد العزيز كان يراقب الامور بدقه متناهيه من خلال حاسوبه وهو يضحك بقوه يردد

” انظر عبد الله انظر اليهما بحق الله ”

تقدم عبد الله ليقف خلف القائد وهو يحدق بالحاسوب الذي يعرض له كل ما يجري في مكتب امين والممرات ايظآ انفجر عبد الله بالضحك قائلآ

” واخيرآ اذن حصل تلاحم جسدي ”

اومآ عبد العزيز ليقول بنبره غرببه

” أمين لا يبشر بالخير لا يبدو كالعاشق انظر اليه يبدو غير مهتم ”

امر غريب قائدك بالعمل يتدخل بحياتك الشخصيه يحاول جمعك مع شخص ما لتبدأ من جديد .. لم يكن تصرف عادلآ بقدر ما كان تدخل غير مرغوب فيه بحياة امين .. هذا تصرف قبيح بالنسبه لـ امين فهو لا يريد نسيان ماضيه ولا يحق لأي احد ان يجبره على البدء من جديد .. الحياه لها نهايه واحده فقط .. واحده فقط .. وحياته قد انتهت عندما ماتت حبيبته الغاليه فهل سيستطيع بدأ حياة جديده ام انه سيصر على موقفه الوفي هذا .. بعد فتره لا تقل عن الساعه في المشفى الحكومي .. خرجت الطبيبه من الغرفه بينما فور رؤيته لها هرع اليها وهو يقول بقلق ظاهري

” دكتوره كيف حال الفتاه ”

أبنسمت بوجهه وهي ترى قلقه عليها خمنت انه زوجها قالت بهدوء

” لا تقلق عليها انها بخير .. اصابها شد عضلي بساقها المصابه لأنها تتحرك كثيرآ وهذا غير مقبول .. يمكنك ان تخرجها غدآ من المشفى اذ عليها ان ترتاح اليوم كي نطمئن على صحتها ”

هز رأسه ايجابآ وهو يقول بهدوء مماثل

” أيمكنني رؤيتها الان ”

هزت رأسها وتركته لتعود لأعمالها الاخرى تباشر في علاج المرضى هنا .. دلف الى الغرفه وهو يراها ممده على السرير وانبوب من المغذي يأخذ طريقه لداخل جسدها .. تقدم منها الى ان اصبح امامها مباشرة .. تأمل وجهها بطريقه متفحصه وهو يرى جمالها الاخاذ هل سيخون رانيا مع هذه الصغيره هو حقآ يشعر بأعماقه أنه يريد الزواج منها ولـكـن .. لم يتمالك نفسه اكثر انحنى نحوها وهو يغمض عينيه ببطئ لـيطبع قبله عميقه دافئه على خدها الناعم .. قبله جعلته يضيع .. شتت افكاره .. ذهبت به الى حيث لا يعلم .. مكان يزوره للمره الاولى .. تسارعت دقات قلبه وهو يمرر يده على عنقها الناصع .. ابعد شفتيه عنها لـيضع جبهته على جبهتها وانفه يلتصق بأنفها .. انفاسه الحاره تلفح وجهها الرقيق همس بألم حطم كيانه

” لست ادري لكن الوعد تلاشى .. والقلب قد بات يغرق في عشق مخلوق سواك ”

انسابت دموعه تتساقط على وجه الصغيره النائمه بكل براءه لا تدري عن افعاله الجريئه معها .. لا تدري أنه يسرق من خدها الطري قبله يروي ظمأه .. يروي عطشه الذي يرافقه كل هذه السنين منذ تركته معشوقته .. لم يعد القلب يدرك شيئآ ولا العقل حتى الجوارح جميعهم قد باتوا يعشقون الخيانه

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….




105588 مشاهدة