الفصل الاول الجــزء (( 2 )) لــ روايـة عــذراء الــشيطان ..
يجلس بكل اريحيه على مكتبه الفخم وهو يراجع بعض الاوراق كان منهمكآ جدآ بالعمل حين طرق احدهم الباب ليقول بصوت بارد من دون ان يرفع عينيه عن الاوراق فهو يعلم مسبقآ من صاحب هذه الطرقات
” ادخل ”
انفرجت الباب ليضهر من خلالها عمر تقدم نحو سيده ليقول بصوته المعتاد الهادئ
” سيدي ما زال يتولى التحقيق في القضيه الرجل المدعو كرم لكن في هذه المره قد تدخل رجل اخر يدعى امين ماليري ”
همهم يوسف وهو لا يزال يعمل
” همم امين ماليري ”
اومأ عمر وهو ينظر لسيده لطالما كان يوسف باردآ مع الجميع حتى هو ‘ صحيح انه يحب سيده ويثق بكل تصرفاته التي يقوم بها ولكنه لا يستطيع منع نفسه من الخوف عليه فهو قد يؤذي نفسه وفكرة الانتقام هذه تخيفه ‘ يخاف من المستقبل اللعين الذي قد يؤذي سيده تبآ هذا مستحيل لن يتأذى فهو سيحميه بروحه وسيكون كالدرع يصد عنه اي ضربه ‘ نهض يوسف برشاقه واستدار لجهة اليمين ليقف بجانب النافذه ‘ في الحقيقه كان مكتب يوسف عباره عن زجاج فقط ولكن ليس اي زجاج عادي بل زجاج ضد الرصاص ولم تكن طبقه واحده فقط بل خمس طبقات من الزجاج تلتف حول المكتب لحمايته من اي خطر ‘ نظر من النافذه للعالم الخارجي السيارات تتحرك بسرعه الشمس مرتفعه الناس يسيرون هنا وهناك كان كل شيئ طبيعي ولكن هو ليس كذلك هو لم يكن طبيعيآ هو الوحيد الذي لا ينتمي لهذا العالم المتداعي مكانه ليس هنا ‘ ولكن هل هذا صحيح لما مكانه ليس هنا لماذا هااه ‘ انه واحد منهم شخص عادي ‘ كلا كلا ليس عادي هو مجرد اله تتحرك تسعى خلف شيئ وترغب بتحقيقه ‘ هو ليس بشرآ عاديآ انه لا يملك قلب ليحس بالاشياء من حوله لا يعرف كيف يبكي ولا يضحك مجرد رجل نظامه مبرمج على الهدوء والبرود نعم هذا هو يوسف انه الشيطان بحد ذاته شيطان يسعى للأنتقام وتدمير كل شيئ يقف بوجهه بعد فتره طويله من الصمت تكلم بصوت هادئ
” امين ماليري اذن ”
تكلم عمر وهو يشرح لسيده اكثر عنه
” نعم سيدي انه ابن السيد حسين ماليري ‘ لقد جمعت عنه ما يكفي من المعلومات امين هو الأبن الاكبر يعمل ضابط ومحقق بالشرطه الاتحاديه ومعروف عنه بالذكاء الحاد ‘ في عمليات الاغتيال السابقه كان كرم هو المحقق الوحيد لكن الان تدخل هذا الرجل ”
ابتسم يوسف ببرود مميت اذن ضابط ذكي يحقق بالقضيه ياله من امر ممتع
” هذا ممتع يبدو اننا سنشهد عجز الضابط الذكي عن حل هذه القضيه مثير حقآ ”
اعتلت ابتسامه عريضه وجه عمر وهو سعيد للغايه اذ ان سيده وجد المتعه بهذا الامر وهذا يسره فهو يتمنى ان يرى سيده متفاعلآ مع العالم حوله قال بصوت متحمس يفضخ سعادته
” نعم سيدي سيكون امرآ مسليآ ”
تنهد بضيق في حين اصبح وجهه مخيفآ ليقول بحقد
” الم تقل شيئآ قبل رحيلها ”
لم يتفاجأ عمر من سؤال سيده اذ انه وخلال الجرائم الثلاث التي ارتكبها كان سيده يوسف يسأله نفس السؤال لذلك اجاب بهدوء
” قالت انها اسفه وقد ندمت كثيرآ لما حصل وتتمنى لو تستطيع اصلاح الامر برمته ”
ياله من امر سخيف ان ترتكب شيئآ لا يغتفر ثم تتمنى لو انك لم تفعله ‘ استدار ناحية عمر وعلى وجهه ابتسامه بارده وكم اسعدت قلب عمر قائلآ
” انت دومآ تنفذ الامور كما يجب يا عمر احسنت صنعآ ”
بادل سيده ابتسامه تنبع من قلبه هل هو مصاب بالحمى ام ماذا هل يعقل ان سيده يمدحه الان
” سـ سيدي أ أنت تجعلني ارتبك ”
قال بهدوء
” عمر انت تستحق الكثير ولن اتردد في تحقيق اي رغبه تريدها لذلك لا تتردد في الطلب ”
نكس عمر رأسه وهو يشعر بالخجل من سيده ان هذه اللحظات كالحلم تمامآ تكلم بصوت مضطرب
” سيدي جُل امنياتي ان تكون بخير ”
اومآ يوسف برأسه وعاد للجلوس على مكتبه من جديد ليبدأ عمله
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””‘””””’ ”
في احد الشوراع حيث تلتف الازهار على جانبي الطريق والشمس تنير المكان بأشعتها الجميله الدافئه كانت سيارة الفيراري تنهب الارض بسرعه كبيره ‘ اووه رباه كم تمنى ان تكون حالتها افضل الان لأنه تركها بالامس في حاله يرثى لها ‘ صحيح انها مجرد صديقه له كما انها ابنة صديق والده ولكنه حقآ يهتم لأمرها يرغب ان تكون علاقته معها مميزه يريد ان تثق به ويستمرون بالخروج مع بعض فهي تجعله يشعر انه شاب عادي وليس رجل من طبقه راقيه اذ انه لطالما كان يشعر ومع اي امرأه يخرج معها انه مجرد رجل غني ترغب النساء الخروج برفقته في حين سارا جعلته يشعز انها تخرج معه لأنه هو فيـصل وليس لأنه من عائله غنيه ‘ ابتسم بمرح وقد وصل لمنزل الجنيه الساحره صف السياره امام المنزل ليخرج بكل ثقه ويتجه نحو المنزل ‘ رن الجرس لتخرج اليه احد الخادمات سألته عن اسمه فأجابهاx دعته للدخول ‘ دلف الى داخل المنزل ودلته الخادمه الى غزفة الجلوس في حين ذهبت لتخبر اسياد المنزل بأن لديهم ضيف ‘ بعد دقائق معدوده دخلت سارا الغرفه وعلى وجهها ابتسامه مشرقه رحبت بــ فيــصل بحراره وجلسا سويآ ليتحدثا
” كيف حالكِ الان سارا هل انت بخير ”
اومأت بقوه وشعرها يتطاير لتقول بلطف
” نعم شكرآ لسؤالك فيــصل وانت ؟ ”
رد بلطف مماثل ولكن بأبتسامه عريضه لم تفارق وجهه منذ ان رآها
” انا بخير ‘ لقد قلت في نفسي انه يجب ان اتي لرؤيتك فقد كنت بالامس منهاره للغايه ”
شعرت بالخجل من كلماته لقد تصرفت بغباء مساء امس حتى انها حرمته من تناول طعامه تكلمت بهمس والخجل يكسو وجهها البريئ
” انا اسفه فيــصل في الامس تصرفت بغباء ارجو ان تعذرني ”
ضحك بقوه وهو يمسك معدته في حين حدقت به سارا بدهشه لما تراه يضحك هكذا هل قالت شيئآ مضحكآ
” عزيزتي سارا لا داعي للأعتذار فالامر لا يستحق وبالنسبه لذلك الرجل فلا تشغلي نفسك بالتفكير فيه فهو مجرد احمق غبي ”
ابتسمت بهدوء ليكمل كلامه بمكر
” ولكنك تدينين لي بموعد اخر هل اتفقنا ! ”
ضحكت بخفه وهي تقول بمرح
” يالك من مخادع اذن انت تطمع بموعد اخر هاا ”
هز رأسه بقوه كالاطفال وبلحظه واحده تعالت اصواتهما بالضحك وكل منهما يمسك بمعدته ليقول هو من بين ضحكاته
” أ أنتِ رائعه يا سـ سارا انك ذكيه للغايه انا اشعر بالطمع ”
هنا وفي هذه اللحظه دخل كل من السيد والسيده اوزان وقد تفاجئوا برؤيتهما يضحكان بهذا الشكل ‘ فور رؤيتهما امسك فيـصل نفسه عن الضحك وقد اصبح جاذآ الان ونهض من الأريكه ليلقي التحيه عليها وقد لاحظ نظرات السيده اوزان نحوه كانت تنظر اليه وكأنها تود قتله لما هذه النظرات هل تراه فعل شيئآ سيئآ من دون ان يدرك ‘ بعد القاء التحيه على بعضهم جلس الجميع ليبتدر سعود والد سارا قائلآ بسعاده
” لم ارك منذ اسبوع فيــصل لقد اشتقت اليك حقآ اخبرني كيف حال والدك هل هو بخير ”
اومأ برأسه وهو يجيبه بلطف
” نعم عمي هو بخير وقد اوصاني بأن اقول لك انه سيزورك قريبآ ”
هنا تكلمت السيده اوزان بصوت مليئ بالحقد
” كيف تتجرأ على المجيئ الى هنا وكأنك لم تفعل شيئآ ”
تفاجأ الجميع من كلماتها وقد اطبق الصمت على المكان لتكمل بنفس صوتها الحاقد
” كيف تتجرآ على جعل ابنتي تبكي الا تخجل من نفسك ”
لم يفهم شيئآ مما تقوله السيده اذ انه لم يؤذي سارا ابدآ على العكس كان جيدآ معها قال بصوت لا يعبر عن شيئ
” انا لم افعل شيئآ سيدتي اعتقد انك فهمت الامر خطأ ”
نهضت من مكانها وهي تصرخ به بحده
” هل تتهمني بالكذب يا هذا ”
لم يقل شيئآ مما جعل ميرفات تنزعج وتقول بغيض
” ليس لديك مبرر لفعلتك اليس كذلك ‘ بسببك انت عادت ابنتي مساء امس تبكي بحرقه لقد اخبرتني ان قلبها قد تحطم لا بد انك فعلت شيئآ سيئآ لها ”
هنا تكلمت سارا على الفور بصوت مضطرب
” اوه امي لقد فهمت الامر بالخطأ من تكلمت عنه بالامس لم يكن فيــصل ”
صدمت والدتها ولم تعرف مالذي تتفوه به كانت في موقف لا تحسد عليه لقد اعتقدت ان فيــصل هو من فعل ذلك ولهذا السبب وجدت المبرر لتصب جام غضبها عليه وتكشف حقدها نحوه ولكن ياللأسف لم يكن هو اذن من ! اكملت سارا ولكن بصوت منزعج
” لا تسأليني من لأنني لا اعرفه كل ما في الامر انني ساعدت شخصآ في مطعم هولي سموك فقام الرجل الغريب بأهانتي لأنني فعلت ذلك ”
تكلم والدها بغضب وهو يسب ويلعن الرجل الذي تجرأ على التمادي على ابنته الحبيبه
” من هذا الوغد الذي فعل ذلك وكيف يتجرأ على اهانتك هاا اقسم انني سأعرف من هو وسأدمر حياته ”
نهض من الاريكه وخرج غاضبآ ولكنه قال قبل ذلك
” انا ذاهب للعمل الان وسأحرص على معرفة من الحقير الذي تجرأ على ذلك ”
بعد هذه الكلمات خرج ليذهب لعمله في شركته الكبيره ‘ جلست والدتها وهي مدهوشه كيف هذا كيف يتم التمادي على ابنتها بهذه الطريقه اللعينه رفعت رأسها لتنظر لأبنتها الصغيره قائله بصوت مخنوق
” مالذي حدث بالضبط سارا اريد ان اعرف كل شيئ ”
اخبرتها سارا بالامر كله وكم دهشت والدتها هل كل هذا يحصل من دون علمها ‘ حولت نظراتها نحو فيــصل اذن عليها الاعتذار منه اليس كذلك ياله من شيئ مزعج قالت بأسف كاذب
” انا اسفه بني فيــصل لقد فهمت الموضوع بالخطأ ارجو ان تسامحني ”
ابتسم بحب وهو يقول بصوت لطيف للغايه
” لا داعي للأعتذار سيدتي انتِ لست مخطئه وانا لست منزعجآ ”
نقلت سارا نظراتهاٌ بين والدتها وفيــصل وهي تعلم جيدآ ان والدتها كاذبه فهي غير اسفه ابدآ اذ انها تحتقر فيــصل من دون سبب معين هي فقط لا تريد ان تراه مع ابنتها ‘ تنهدت سارا بصبر وبعدها انفجرت بالضحك ليتبعها كل من والدتها ميرفات وفيــصل ‘ لقد كانوا يضحكون كالمجانين ياله من موقف غريب
“”””””””””””””'”””””””””””””””””””””””””””””
في احد المجمعات التجاريه العالميه كانت تمشي بخطوات متناسقه وهي تتكلم بالهاتف لم تكن سوى شابه في العشرين من عمرها ذات شعر اسود قصير وعينين بنيه وتمتلك بشره سمراء
” مالذي تقوله هذا ليس عدلآ .. كلا امين اقسم انني لن اعفو عنك ان فعلت هذا .. ما بك يا رجل انا اخاف عليك .. حسنآ سنكمل حديثنا في المنزل اتفقنا .. الى اللقاء ”
تبآ لم لا يستمع اليها مطلقآ انه يشعرها بالخوف احيان كثيره فعمله يجعل له الكثير من الاعداء وهي لم يبقى لها سواه هو وابيها حسين ‘ تنهدت بعمق وبدأت تختار شيئآ جميلآ لترتديه اليوم فقد سبق ودعتهم السيده مناير لتناول العشاء في منزلها وسيحضر السيد رويس وهي تتمنى حقآ ان تجذب انتباهه ‘ اختارت فستان قصير باللون الاحمر القاني اعجبها للغايه واستمرت بالتسوق الى ان اشتزت كل ما تحتاجه لتعود لسيارتها وتنطلق بها للمنزل ‘ عندما وصلت اطفأت السياره ونزلت بكل ثقه ودلفت داخل المنزل وهي تحمل اغراضها استقبلتها الخادمه وهي تقول
” مرحبآ بعودتك سيدتي مريم ” اومأت مريم برأسها لتقول بصوت امر
” اذهبي واحضري لي كأس عصير الليمون ”
اومأت الخادمه وهرعت للمطبخ لتعد لسيدتها ما طلبته في حين صعدت مريم للطابق العلوي دخلت غرفتها ووضعت الاغراض على السرير لتجلس هي الاخرى عليه ‘ فجأه رن هاتفها لتجيب بسرعه وعلى وجهها ابتسامه
” الو .. كيف حالكِ سارا .. هل ستأتين الليله للعشاء .. نعم بالتأكيد وقد عدت للتو من التسوق .. كلا عزيزتي يجب ان اكون فاتنه للغايه فــ السيد رويس سيأتي هناك وانا لن اضيع مثل هذه الفرصه لألفت انتباهه .. مالذي تقولينه انا لا اسمح لكِ بالتكلم عليه حسنآ .. ولكنه ثري يا عزيزتي وعلي صيده .. حسنآ الى اللقاء ”
انهت الاتصال ورمت الهاتف بجانبها على السرير وهي تتنهد بضيق لماذا هي مهتمه بــ السيد رويس ‘ احقآ هي تسأل نفسها هذا السؤال اليس السيد رويس هو الرجل الذي اعجبت به منذ كانت في الـ رابعة عشر من عمرها ‘ ومنذ ذلك الحين وهي تقرأ الصحف من اجله من اجل ان تعرف كل ما يدور حوله ‘ هي على عكس سارا فـ صديقتها سارا لا تقرأ الصحف ولا تتتبع الاخبار وفوق كل هذا تعتقد ان السيد رويس عجوز ياله من امر مضحك ‘ ولكن لما هي تكذب على سارا وتخبرها بأنها تحاول جذب انتباهه لأنه ثري لما لا تخبر صديقتها انها معجبه به لماذا هااه ‘ ربما لأن سارا لا تؤمن بالحب ولو اخبرتها هي بأنها معجبه بااسيد رويس فــ ستضحك عليها ‘ ولكن هل حقآ هي تخفي الامر عن سارا لهذا السبب ‘ هذا غير مهم الان ‘ كل ما عليها ان تفعله الان ان تجذب انتباهه نعم لقد اتخذت قرارها ستبذل كل جهدها لكسب اعجابه
“”””””””””””””””'”””””””””””””””””””””””””””
تململت في السرير وهي تتقلب هنا وهناك كانت الشمس تملئ الغرفه ومع ذلك للتو استيقضت يالها من امرأه كسوله ‘ نهضت بتثاقل لتحول نظراتها نحو الساعه اوه هذا مستحيل انها الساعه 2:38 عصرآ رباه كم هذا سيئ لقد تأخرت في الاستيقاظ كعادتها يالها من عاده سيئه لديها ان نومها ثقيل للغايه وفوق هذا انها تتأخر في النوم ليلآ لأنها تعاني من الارق توجهت نحو الحمام وهي تتنرنح لتدخل وتستحم بعد فتره قصيره خرجت وهي ترتدي روب ابيض وتلف رأسها بمنشفه فتحت الخزانه واختارت لها فستان قصير باللون الازرق الغامق ارتدته على عجل ونزلت للأسفل توجهت نحو قاعة الطعام كان منزلها فخمآ للغايه مليئ بأحدث الاثاث رن هاتفها فجأه لترى اسم المتصل ردت على الفور
” الو ساندرا كيف حالك .. انا بخير شكرآ .. اوه نعم لا بأس .. كلا كلا ليس لدي موعد مع يوسف اليوم .. بلى عزيزتي انه رجل رائع ويعجبني كثيرآ .. اوه لا انه لي انا فقط واياك ان تطمعي به .. حسنآ الى اللقاء ”
انهت الاتصال وهي تضحك يالـ ساندرا المسكينه هي لا تعلم ان يوسف من المستحيل ان ينظر اليها ‘ يوسف ملكها هي انه رائع ولن تترك غيرها تأخذه منها ‘ قاطع استرسال افكارها الخادمه وهي تجر عربة الطعام لـ تضعه على المائده وهي تقول بصوت ثابت
” هل تحتاجين شيئآ اخر سيده اميره ”
حركت يدها بأشارة نافيه لتخرج من بعدها الخادمه وهي تجر العربه الغارغه معها كما اتت ‘ تناولت طعامها بهدوء وهي تفكر بــ يوسف ما معنى تظرته تلك مالذي يقصده بها لقد كانت نظره خطيره للغايه اخافتها جدآ ورغم كل بروده الا انها تستمتع بصحبته فهو رجل رائع حقآ
“””””””””””””””””””””””””””'”””””””””””””” “”
سماء صافيه وشمس تحتلها بكل جرآه تنير بها الارض الواسعه كان الجو منعشآ للغايه ‘ في مركز الشرطه الواسع الضخامه كان يسير بين الممرات بخطواته الرزينه الواثقه وهو يتذكر كلام رئيسه المفتش احمد
” اسمعني جيدآ امين هذه المهمه لم توكل اليك حتى انك ذهبت الى مكان الجريمه واخذت بعض افراد الشرطه بدون اذن مني وهذا شيئ غير مقبول منك لذلك انا اطلب منك ان لا تتدخل فيما لا يعنيك ”
تكلم امين بسرعه وصوته يعكس انزعاجه
” ولكن سيدي المفتش لقد حدثت للأن ثلاث جرائم قتل وبنفس الطريقه مما يعني ان القاتل شخص واحد ومع ذلك لم يستطع كرم ان يضبط الامن ويمنع هذه الجرائم من التكرار ”
وضع احمد يديه على ذقنه وهو يقول بصوت عميق
” الامر ليس بهذه السهوله امين وتأكد ان كرم سيمسك القاتل قزيبآ ”
تنهد بضيق وهو يقول من بين اسنانه
” اتمنى ذلك سيدي المفتش ولكن ان فشل في امساكه هذه المره فأنا سأتدخل على الفور ”
اومأ الضابط برأسه قائلآ بصوت واثق
” لن يفشل انا اثق بــ كرم انه محقق ممتاز وسيتوصل للقاتل ”
عاد للواقع وهو يفكر بغضب لما بحق الجحيم يرفض المفتش ان يوكل اليه المهمه ما معنى هذا ‘ وصل لمكتبه قال للشرطي الواقف امام الباب بصوت هادئ
” لا اريد رؤية احد ”
بعد هذه الكلمات البسيطه دلف داخل المكتب وجلس على الكرسي اخرج من جيبه ورقه بيضاء فتحها ليتفحصها من جديد لم تكن سوى تلك الرساله التي تركها القاتل لهم ‘ هو في الحقيقه لم يخبر المفتش بهذه الرساله وقد حذر الشرطي الذي جلبها له ان يخبر اي احد هنا بشأنها فهو من سيحل القضيه هذه اذ ان كرم ليس كفئآ لها ‘ تنهد بصبر وهو يعيد قراءة الرساله كرات ومرات ولكنه لم يستطع التوصل الى اي شيئ YR حرفان لابد انهما يشيران لشيئ مهم ولكن ماهو ‘ من المستحيل ان تشير لأسم القاتل فهو بذلك يخاطر بحياته ولكن لأي شيئ ترمز ‘ هذا ما يجعله يجن فهو يكره ان يكون عاجزآ امام شيئ فكيف بقضيه مثل هذه وقد اعطاه القاتل رمزآ مهمآ يتعلق بشيئ مهم بالتأكيد ولكنه وياللأسف لم يستطع حل هذه الشيفره الغريبه ‘ اخرج هاتفه من جيب بنطاله ليتصل برقم ما تكلم بصوت هادئ ولكن واضخ جدآ انه مضطرب
” الو عبد الله .. انا بخير شكرآ لسؤالك .. نعم اتصلت بك لأطلب منك شيئآ .. كلا ليس على الهاتف هل يمكننا الالتقاء .. ما رأيك بالمقهى القريب من مطعم هولي سموك .. نعم هو بالضبط ولكن متى تكون متفرغآ .. حسنآ سأكون هناك بعد 10 دقائق .. الى اللقاء ”
اغلق هاتفه هب للوقوف بسرعه وهو يتناول سترته من خلف الكرسي ليخرج من المكتب بسرعه ‘ ركب سيارته وانطلق متجها الى حيث المقهى ‘ بعد مرور عشر دقائق وصل للمكان المحدد ركن السياره على جانب الطريق وخرج منها مسرعآ ‘ دلف الى داخل المقهى نظر حوله ليرى رجلآ رافعآ يده ويشير اليه ‘ ابتسم بخفه وتوجه حيث يجلس الرجل ‘ وقف امام الطاوله وهو يقول بمرح
” هييي لقد اشتقت اليك ”
ضحك الرجل بقوه والذي لم يكن سوى صديقه الذي كان بالامس برفقته في تلك الجريمه قال بسخزيه
” اجلس يا رجل من يسمعك يقول اننا لم نكن بالامس سويآ ”
جلس وهو يضحك بخفوت في حين رفع عبد الله يده مشيرآ للنادل ليتقدم نحوه امره قائلآ
” كوبان قهوه ساده لو سمحت ”
اومأ النادل برأسه وذهب ليحضر لهما الطلب ‘ وجه عبد الله نظراته لــ امين وهو يقول بغموض
” اذن مالذي كنت تريده مني ”
تجهم وجه امين وهو ينظر لصديقه ليخرج من جيبه تلك الورقه البيضاء مدها نحو عبد الله وهو يقول
” اريد منك ان توصل الورقه لـ كاظم فهو خبير في فك الرموز ”
فتح فمه ليتكلم ولكن قاطعه النادل وهو يضع طلبهما على المنضده انحى لهما بأحترام وانصرف ‘ عاد امين ليقول من جديد
” لقد حاولت كثيرآ حلها ولكني لم استطع انها تثير جنوني تجعلني اشعر بالغباء لذلك اريد كاظم ان يحلها بسرعه ”
اومأ عبد الله برأسه ليقول اخيرآ بصوت هادئ
” امين لا تعرض نفسك للخطر فأنت لست المسؤول عن القضيه اذن لا تتدخل رجائآ ”
اثار كلامه ازعاج امين ولكنه تضاهر بعكس ذلك ليقول بمرح مبالغ فيه وعيناه تعكسان ذلك
” مالذي تقوله يا رجل انت تعلم ان هذا من اولوياتنا اليس كذلك ام عليَّ ان اذكرك ”
تجهم وجه عبد الله وقطب حاجبيه اذن فــ امين يستخدم هويته الحقيقيه ليتدخل في الموضوع ولكن هذا ليس من صالحه ويمكنه منعه بسهوله ولهذا فعليه ان يعزف حدوده جيدآ ولا يتدخل بدون امر ‘ تكلم بأستفزاز وهو ينظر من النافذه
” لا تجعلني اضطر لجلب قرار موقع من القائد على ان لا تتدخل بهذه القضيه فهي ليست من شأنك ”
ابتسم امين بسخريه اذن فصديقه يهدده ياله من احمق لقد اختار الشخص الخطأ ليقوم بذلك اجابه بصوت مليئ بالتهكم
” هل تستطيع فعل ذلك حقآ الا تعلم من هو امين ماليري يا عزيزي ”
ضحك عبد الله بقوه ياله من غبي اذ ان امين لا يمكن اخافته وهو حتى لو جلب قرار موقع فــ يستطيع امين بمجرد كلمتين ان يغير قرار القائد ويجعله يسمح له بالتدخل هذا هو صديقه امين ‘ قال من بين ضحكاته
” لا لا امين انا حقآ كنت امزح اذ انني اعلم جيدآ ان رأسك يابس وبما انك قررت التدخل بالقضيه فقد انتهى الامر ”
ابتسم بخفه وجرع كوب قهوته كاملآ لينهض بعدها وهو يقول بسعاده بالغه كالاطفال
” رائع اعتمد عليك عبد الله وايظآ قل لـ كاظم ان يتصل بي اود التحدث معه ”
اومأ صديقه بهدوء في حين استدار امين ليخرج من المقهى فسمع صوت من خلفه يقول
” كن حذرآ يا صديقي فالرجل خطير وجرائمه تثبت ذلك ”
ابتسم امين ببرود ولم يكلف نفسه بالرد بل اكمل سيره متجهآ نحو سيارته لينطلق بها من جديد وقد اقسم انه سيمسك القاتل ويسلمه لـ يد العداله
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
احدى الشركات الضخمه ولكن لم تكن لـ تقارن بشركة يوسف كان جميع الموظفين يعملون بهدوء وتركيز في احد المكاتب الفخمه بالضبط في مكتب المدير العام ‘ يجلس على مكتبه بكل شموخ وعلى وجهه علامات الغيظ تبآ للجميع كيف يتجرأ رجل نكره على التمادي على ابنته لقد اقسم انه سيجعله يندم وهو لن يحنث بقسمه ‘ رفع سماعة الهاتف ليقول بصوت امر قاسي
” اطلبي لي كريم ”
اغلق الأتصال وهو يتمير من الغضب ويضرب بقدميه بكل قوه على الارض الصلبه ‘ نهض من كرسيه وتوجه نحو النافذه وهو بين دقيقه واخرى يأخذ نفسآ عميقآ ‘ كان صدره يعلو ويهبط من شدة انزعاجه لقد تم اهانة ابنته وقد عادت للمنزل تبكي وهذا يدل على ان الكلمات التي تفوه بها ذلك اللعين كانت قاسيه للغايه ‘ قاطع استرسال افكاره صوت طرقات على الباب اجاب بصوت عالي
” ادخل ”
دخل المكتب شاب في نهاية العشرين من عمره ليقول بصوت ثابت
” سيد سعود لقد طلبتني ”
استدار سعود بجسده ناحية الرجل الواقف بثبات ليقول بصوت هادئ ولكنه حاد وقاسي جدآ
” كريم اريدك ان تجلب لي معلومات بخصوص المشكله التي حدثت مساء امس في مطعم هولي سموك واريدها اليوم هل تفهم ”
هز كريم رأسه دلالة استجابته لأوامر سيده ولكنه قال
” هل الامر سيئ سيد سعود ”
ضرب بقدمه بكل قوته على الارض وهو يقول من بين اسنانه بغضب عارم
” امس قام رجل نكره تافه بأهانة ابنتي سارا لأنها دافعت عن نادل يعمل في المطعم واريدك ان تجلب لي كل المعلومات عن هذا الرجل ”
علت الصدمه وجه كريم اذن فالموضوع خطير اذ انه السيد سعود يعتبر ابنته اهم من كل شيئ اخر فكيف وبه يسمع ان ابنته اُهينت من قبل رجل غريب هذا لا يبشر بالخير اذ انه ينبأ بحدوث عاصفه قويه ‘ هز رأسه بتفهم ليقول بصوت هادئ
” حاضر سيدي سأجلب لك المعلومات الكافيه ‘ هل تريد مني شيئ اخر ”
تنهد بقوه وهو يقول بحزم
” كلا يمكنك الانصراف ”
بعد جملته هذه عاد للجلوس على الكرسي القابع خلف مكتبه في حين انصرف كريم بهدوء
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””'””””” ‘””
في المساء حيث القمر ينير كل شيئ بنوره الأّخاذ والضلمه تحيط به من كل مكان والنجوم تلتمع بقوه لتضفي منظرآ خلابآ ولكن لسبب غريب كان القمر يبدو وكأنه حزين ولكن ما السبب يا ترى ‘ منزل فخم حيث تسكن عائلة اوزان الغنيه كانت سارا تتأهب للذهاب الى منزل السيده مناير في حين ارتدت الفستان التركواز الذي اختارته والدتها لها وقد كانت تبدو كالملاك البريئ ‘ نظرت الى نفسها في المرأه وهي تبتسم برضا فقد كان شكلها رائعآ للغايه ‘ فجأه ومن دون سابق انذار دوت في اذنيها صدى كلمات ما ” انتي امرأه منحطه ” اكره النساء الرخيصات ” ارتجف جسدها بقوه واصبحت ساقيها ضعيفتان فجأه ولم تعودا تقويان على حملها انهارت على الارض وهي ترتعش كــ ورقه في مهب الريح ‘ لماذا ينعتها بمثل تلك الكلمات هي ليست منحطه ليست رخيصه ‘ ليس هناك سوى سبب واحد يجعله يتلفظ بتلك الكلمات اذ لا بد انه قد قرأ الصحف وهي تتكلم عنها بسوء ‘ نعم لقد قال هذا قال انه قرأ الصحف وما يتناولونه من الاحاديث عنها ‘ لقد سبق واخبرتها والدتها ان الصحافه تتكلم عنها بشكل فضيع ولكنها لم تكلف نفسها للنظر فيما يقولونه فهي لا تهتم بنظرة الاخرين اليها ‘ ولكن لماذا الان لماذا هي منزعجه من نظرة ذلك الرجل الغريب اليها لما تشعر انها يجب ان تفهمه انها امرأه جيده وهي ليست كما يقال عنها بدأت دموعها تنساب على خديها بغزاره في حين ازدادت شهقاتها ‘ بعد فتره تقارب الـ نصف ساعه بدأت تلملم شتات نفسها وهي تحاول النهوض تحاول ان تكون قويه واخيرآ استطاعت أن تنهض ولكن جسدها ما يزال ضعيفآ توجهت نحو السرير لتجلس عليه وعيناها تائهتان كأنها سافرت الى عالم اخر ولم يعد لها اي صله بهذا العالم الغريب ‘ اعادها الى رشدها صوت طرقات على الباب ‘ مسحت دموعها على الفور وضربت وجنتيها بخفه وهي تقول بحزم
” كوني قويه سارا فالضعف ليس من صفاتك ”
نظرت نحو الباب وهي تقول بقوه
” ادخل ”
انفرجت الباب لتضهر من خلفه الخادمه وهي تقول بلطف شديد
” انستي ان السيده ميرفات تقول انه حان وقت الذهاب ان كنتي جاهزه ”
هزت سارا رأسها ونهضت من السرير لتتجه نحو الباب لكن الخادمه قاطعتها اذ قالت بحنان
” انستي اغسلي وجهك وضعي بعضآ من مساحيق التجميل اذ ان اثار الدموع تغطي وجهك كما انك شاحبه للغايه ”
استدارت سارا نحو الخادمه لتنظر اليها بعينين حزينتين لطالما كانت نور تفهمها من دون ان تتفوه بكلمه كيف لا وهي من قامت بتربيتها منذ ان كانت صغيره ابتسمت بألم لتقول بصوت اجش
” حسنآ سأفعل ذلك ”
سارت بخطوات ثقيله متوجهه نحو الحمام ‘ غسلت وجهها وخرجت في حين تولت الخادمه نور وضع القليل من مساحيق التجميل على وجهها لتصبح بمضهر افضل ‘ ابتسمت نور وقالت بحماس
” الان تبدين افضل بكثير هيا يمكنك النزول اذ اننا قد تأخرنا كثيرآ ”
اومأت برأسها وعلى وجهها ترتسم ابتسامه جميله ‘ قَبلت الخادمه نور من خدها وهرعت مسرعه لتنزل للأسفل معلنه على انها مستعده للذهاب