عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



الـفـصـل الـتـاسـع لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..

x
للأنتقام الف سبب ولا يوجد للحب سبب واحد …

احبك وأعلم أن قلبك لـ غيري …

الجو مخيف للغايه لقد كان صباحآ صافيآ ومشرقآ اما الان فقد أنقلب تمامآ .. الرياح تعصف بكل مكان .. الامطار تتساقط بغزاره .. البرق ينير تلك السماء حالكة السواد .. الرعد يقصف بكل قوته .. كان منظرآ مخيفآ .. بل هائلآ .. الاشجار تتحرك بقوه وكأنها ستقتلع من مكانها .. منظرآ يبعث الرعب في قلب الانسان .. وسط هذه الفوضى التي تعم الكون كان هناك .. لقد وعد نفسه أنه سيكون افضل من اي شخص اخر .. من المستحيل أن يفشل في اي مهمه توكل اليه .. هو يعلم أنه خسر نقطه لأن اهم قضيه لم يستطع التوصل الى حل لها ؟ لم يستطع العثور على القاتل ولكنه سيبذل جهدآ اكبر وسينجح بالتأكيد .. يقف خلف احد الابنيه ومجموعه من رجال الشرطه أيظآ .. كان الجميع متأهب لأقتحام البناء فقد وصلتهم اخبار أن ااسارق الذي يلاحقونه هنا ..

همس للرجل الذي بجانبه

” أسمعني سأدخل أنا اولآ .. كونوا حذرين ”

هز الرجل رأسه وهو يقول بأحترام

” حاضر سيدي الضابط ”

تقدم بخطواته الحذره وأقتحم البناء بخطى بطيئه جدآ وهو يوجه مسدسه للأمام احتياطآ من اي احد قد يضهر امامه فجأه .. لحق به رجال الشرطه وهم يسيرون خلفه .. فتشوا المكان بأكمله ولكن هو لم يكون معهم بل تركهم وذهب من اتجاه اخر .. كان هذا خطرآ ولكنه هكذا يعشق المخاطره يحب أن تكون حياته في خطر ومن ثم فجأه ينقذ نفسه بسهوله .. كل هذا يثبت له أنه قوي ويرضي غروره .. أقتحم عدة قاعات ولكنه لم يجد أثرآ لذلك السارق .. وقف بوسط الطابق الثاني وهو حائر مقطب الجبين .. الم يتلقوا بلاغآ بشأن أن السارق سيتواجد هنا هذا اليوم ؟ أذن اين هو ؟ لما لم يعثر عليه بحق الله !! ضرب الارض بقدمه وهو يضغط على أسنانه بقوه وكأنه سيطحنها .. كيف هذا ؟ هل سيخرج من هنا كالاحمق خالي الوفاض من دون أن يمسك بذاك الحقير .. شعر بغضب عارم من هذه الفكره المقيته والتي لم تروقه اطلاقآ .. تجمد مكانه وهو يسمع صوت رجل من خلفه يقول

” أستدر والا سأقتلك ”

اخذ نفسآ عميقآ لـيستدير بعدها ببطئ وأصبح مقابلآ للرجل وجهآ لوجه .. أبتسم بمرح وهو يرى غريمه امامه .. أذن هاقد عثر عليه وسيسره أن يمسك به ولكنه حاليآ في موقف لا يُحسد عليه .. عليه اولآ أن ينقذ نفسه ومن ثم يمسك بهذا الوغد فـحاليآ الامر لا يبشر بالخير .. مرر يده بخصلات شعره بطريقه فوضويه وكأنه ليس على وشك الموت .. همس بخفوت

” أذن أنت هنا .. هذا جيد ”

رفع الرجل السارق حاجبيه بطريقه ساخره .. ليهتف بصوت هادئ

” هل أنت مجنون أيها الشرطي .. أنت سعيد لأنني هنا .. يبدو أنك مختل عقليآ .. أنت على وشك الموت ”

ضحك كرم بطريقه استفزازيه وهو يضع يديه على معدته .. كان يفكر حقآ هل يعتقد هذا السارق أنه سيستطيع قتله بسهوله ياللسخف .. أنه مرتاح جدآ لم يشعر ولو بذره من الخوف لأنه ببساطه لا يشعر أنه سيموت يشعر أنه هناك اشياء لم تحدث بعد وتنتظره .. أمسك نفسه عن الضحك وهو يردد بثبات بنبره قويه

” أنا لا يقف في وجهي شيئ أيها التافه ”

رفع كرم مسدسه بسرعه واطلق النار على ساق السارق ليسقط على الارض بكل ثقله .. حدث هذا حتى قبل أن يعي السارق ما حدث .. كان كرم سريعآ بدرجه لا تصدق .. وهذا معروف عنه بين الجميع أن يمتاز بالسرعه التي لا مثل لها وهذا ما يميزه عن باقي الضباط في مركزه .. تقدم نحوه بخطوات متثاقله وهو يشعر بالملل لأنه لم يحصل على أي أثاره هنا .. وقف امام السارق وجسده شامخ .. وضع قدمه على ذراعه وهو يسحقها بحذائه القاسي قائلآ بصوت مليئ بالحقد والغضب

” أنت لا تعرف من هو كرم .. لا تستهين بي أيها الجرذ كي لا اسحقك ”

بعد انهائه لكلماته هذه دخل اصدقائه الى المكان فوجدوه قد أمسك السارق .. لم يتفاجأ أي أحد منهم فهم يعرفون من هو كرم جيدآ .. الجميع يخشى منه لأنه يشبه الشياطين اذا انزعج .. عندما يغضب يصبح شخصآ اخر مخيف جدآ .. احتدت ملامحه واحتلت وجهه نظره مخيفه بينما انسدل شعره يغطي جبهته همس بفجيح الافاعي

” خذوه الى المركز .. وحققوا معه .. عندما اعود في الصباح اريد أن ارى جميع اعترافاته ”

ادار نظره للسارق المطروح على الارض ليكمل بهدوء

” والا سيتم قتله فأنا لست بمزاج جيد هذه الايام ”

اعاد مسدسه لـمكانه الأساسي في خصره وسار خارجآ من المبنى بخطوات بطيئه غير مباليه .. خرج وسط هذه العاصفه الهوجاء وهو يسير على قدميه الى لا شيئ .. لم يكن له هدف يسير بأتجاهه لأنه ببساطه لا هدف له .. لوهله عندما أتى أمين للعمل معهم في مركز الشرطه وجد متعه بمجاراته وجد متعه بالتحدي بينهما ولكن .. ولكن أمين رحل عنه ورحلت المتعه معه .. على الاقل في ذلك الوقت كان لديه هدف وهو التغلب على أمين اما الان فقد عاد من جديد للضياع للسراب لم يعد يملك هدفآ .. تنهد ببطئ وهو يسير تحت زخات المطر القويه التي تتساقط على رأسه بقوه تثبت أنه ورغم خفتها وضعفها الا أنها تنهال على رأسه وهي اعلى منه .. ولكن كان هناك فرق .. فرق شاسع بينه وبين هذه الزخات المطريه .. فهي تسقط من الاعلى اما هو فيسير نحو الاعلى .. هذا هو الفرق الكبير بينهما .. أخذته قدميه الى شاطئ البحر .. وفف أمامه يتأمله بعيون زائغه لا تعبر عن شيئ كأن صاحبها جماد لا يتفاعل ولا يشعر بشيئ .. وصل الى سمعه صوت حاد يقول

” سيدي أرجوك علينا العوده للمنزل .. سـتصاب بالمرض هكذا ”

كان الصوت الذي سمعه قلقآ جدآ تفاجأ من هذا .. ففي هذه الايام حسب اعتقاده لا احد يهتم بأحد الا لمصلحه ما لديه .. ولكن هذا الصوت الذي تناهى لـسمعه كان صادقآ في قلقه .. هذا ما يشعر به .. جذب أنظاره نحو مصدر الصوت لـيرى أمامه رجلان الاول رجل الاعمال الشهير الملقب بالشيطان يوسف رويس .. اما الثاني فلم يعرف من هو ولكنه طويل ونحيف ويبدو رجلآ صلبآ فـبنيته قويه .. خمن أنه حارسه المعروف الذي يقولون أنه يرافقه كـظله تمامآ .. أبتسم بلطف وهو يراهما كأنهما أخوه وليس سيد وحارس .. على الاقل هذا ما تراه عيناه .. هتف بصوت عالي

” أنتما أصدقاء ام سيد وتابع ؟ ”

كلماته لم تحرك في الشيطان اي شيئ ولكنها جذبت انظار الظل اليه .. قطب عمر حاجبيه لـيتغضن جبينه وعيناه قد احتدت أنه كرم الرجل المسؤول عن قضايا الاجرام التي ارتكبها هو .. تجاهله ببرود تام وعاد يقول لـسيده

” سيدي أرجوك .. لا يجب البقاء هنا ”

هذا التجاهل اثار انزعاج كرم بعض الشيئ .. زفر بقوه وسار نحوهما بخطوات ثابته .. وقف امامها وهو يقول ببرود

” اذن الشيطان والظل هنا في مثل هذا الجو ”

واخيرآ بقربه وكلماته البارده أستطاع أن يجذب نظرات يوسف نحوه .. حدق به ببرود من دون مبالاه كانت نظراته تقيم كرم بطريقه مزعجه قال عمر بهدوء

” مالذي تريده يا هذا ”

عبث كرم بشعره وهو يرفعه عن جبهته التي التصق بها تنهد بصبر وهو يردد بضعف

” لا شيئ ولكنني فقط سعيد برؤيتكما وجهآ لوجه ”

قطب عمر حاجبيه فكلامه لم يعجبه اطلاقآ بينما اكتفى يوسف بأبتسامه بارده وقد ادرك أن هذا الشاب لا بأس به وشكله يوحي بالذكاء بعض الشيئ .. قال بخفوت

” أشكر الله أنني رأيتك .. كنت اريد رؤية وجهك وتحققت امنيتي ”

بعد أن تلفظ بهذه الكلمات استدار ببطئ عائدآ الى سيارته وخلفه عمر يحمل المظله ليبعد المطر عن سيده .. بينما تركوا خلفهم رجلآ مصدومآ من كلام الشيطان .. كيف يعرف أنه يدعى كرم ؟ وهل يعقل أن يوسف كان يتمنى رؤيته ؟ .. لماذا يا ترى ما السبب ؟ .. لم يجد جوابآ لسؤاله وهو يرى سيارة الـ كاديلاك تنطلق بهما ولم يبقى سواه هنا .. بقي واقفآ يحدق بالمكان الذي اختفت منه السياره عاجزآ عن ايجاد أي سبب يجعل يوسف يرغب برؤيته .. استدار للخلف لينظر للبحر ذو الاسرار العميقه .. ينظر اليه بعيون شارده لا تعبر عن اي شيئ همس بخفوت

” يومآ ما سأكون شخصآ يعترف به الجميع .. يومآ ما ”

تنهد بصبر لا يوجد شيئ في هذا العالم يستطيع أن يثنيه عن أن يكون الاقوى على الاطلاق نعم سيثبت للجميع من هو كرم .. سيسحق كل من يستهين به ويريه أنه اخطأ حينما قلل من شأنه فالمظاهر خداعه .. قد يكون الوعاء الذي احتواه بسيط ولكنه ورغم بساطته الا أن مضهره يدل على عكس ذلك .. يدل على شخص قوي .. يومآ ما .. يومآ ما .. سيحصل على مراده من هذه الحياه ويجعل أبيه يعترف به .. سيجعله يفخر بكونه أبنه ولا يقارنه بباقي الناس .. لا يقارنه بذلك الحقير الذي سلب منه كل ما يتمناه .. يومآ ما سيتحقق حلمه ويثبت نفسه

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …




105609 مشاهدة