عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



رغم الخساره القاسيه التي قد نتعرض لها ورغم الالم الذي ينتابنا الا أنه في في لحظه غريبه ونادره قد يضهر شخص من المجهول يعيد الينا الذكريات بقوه يعيد الينا الالم بدل أن يكون بلسمآ .. يكون كالملح الذي يرش على الجرح النازف مسببآ المآ فضيعآ لا يمكن احتماله .. المآ ينهش بالروح ينهش بكل ذره من الكيان .. لم يعد يطيق الحياه اكثر لا يطيق اي شيئ لا نفسه ولا الناس من حوله .. أنه خائن .. على الاقل هذا ما يعتقده ولكن هل هو كذلك .. هل هو خائن لأنه بدأ يفكر بأمرأه أخرى ..

الصباح الباكر تسللت أشعة الشمس من خلال النافذه لـتملئ الغرفه بنورها القوي واشعتها الجميله تطهر الغرفه وتشبعها بالدفئ الذي افتقدته ليلة أمس .. دخلت الممرضه للغرفه لـترى امامها مشهد غريب من نوعه وجميل جدآ .. حدقت بالرجل النائم على صدر المريضه وهو يضع يده على عنقها .. المشهد مثير جدآ أبتسمت لا اراديآ وهي ترى ملامح البراءه تكسو وجهيهما .. تقدمت منهما لتنظر عن كثب قالت الدكتور لها أن المريضه قد تصاب بالشلل لو لم يأتي بها زوجها بسرعه الى هنا .. ولكن لحظه واحده .. قطبت حاجبيها وهي تنظر للرجل عن كثب تسائلت بحيره

” اليس هذا أمين ماليري المشهور ؟ .. كيف يكون متزوج هذا مستحيل ”

لم تصدق ما تراه عيناها هل من الممكن أن يكون متزوجآ بالسر من دون أن يعلم احد .. نغضت الفكره من رأسها وهي تراه يتململ ويتمتم بكلمات لم تستطع أن تسمعها جيدآ .. فتح عينيه ببطئ وهو يقاوم ضوء الشمس القوي رمش بعينيه مرات حتى يتأقلم مع هذا الضوء المزعج .. شعر ببعض الانزعاج لا يعرف من ماذا .. فجأه تحسس ما يجثم تحت رأسه لم يكن وساده لأنه ليس في غرفته كما أنه ليس بالشيئ الصلب أي أنه ليس في مكتبه .. أين هو الان ؟ .. أنتفض بقوه وهو ينهض من مكانه وقف بسرعه وعيناه تحدقان بالجسد الصغير المستلقي على سرير المشفى .. تنام بكل هدوء وعلى وجهها ترتسم أبتسامه لطيفه لم يصدق ما تراه عيناه هل كان طول الليل ينام على صدرها الدافئ .. قطب حاجبيه بقوه ليتغضن جبينه عبث بشعره بفوضويه وعيناه لا تفارقان وجهها الرائع التكوين .. تبدو كـطفله صغيره تمامآ .. جذب أنتباهه صوت شخص ما في الغرفه

” هذه ليست زوجتك اليس كذلك سيد ماليري ”

فور سماعه لهذه الجمله رفع رأسه لـينظر للممرضه التي تقف بثبات تحدق به بعيون متفحصه .. قال من دون مبالاه

” لا شأن لكِ ”

رمقها بنظره ثاقبه كادت ترديها صريعه على الارض .. اثار انزعاج الممرضه بتصرفه هذا مما جعلها تقول بحده

” من تظن نفسك يا هذا .. كيف تسمح لنفسك بالمبيت مع امرأه ليست ملكك هاه وفوق كل هذا تقول أنها زوجتك ”

لوى فمه بسخريه وقد بات الغضب يسيطر عليه .. يود تحطيم رأس هذه التافهه فكيف تجرأ على التدخل بشؤونه الخاصه .. كيف تعلمه ماذا يجب أن يفعل وماذا لا يجب .. قال بفضاضه

” حرف أخر تتفوهين به ولن ارحمكِ أبدآ ”

علت وجهها الدهشه أبتلعت ريقها بصعوبه وهي تستمع لنبرة التهديد في صوته .. لطالما قيل عنه في الجرائد أنه رجل احمق ولكنها الان ترى شخصآ اخر .. مخيفآ جدآ .. كادت أن تفتح فمها لـتعتذر فهو قد يفصلها من عملها بسهوله بسبب النفوذ الذي يتمتع به ولكنها قبل أن تتفوه بحرف رأت الشابه المريضه قد استيقضت وهي تنظر لهما بدهشه .. تكلمت كاريس بصوت يملئه النعاس

” ماذا هناك ماذا بكما ”

تنهد أمين بنفاذ صبر قائلآ بقسوه

” واخيرآ أستيقضتي .. هيا انهضي وغيري ثيابك لنذهب ”

كلامه أستفز كاربس بشده وهي قد سمعت حديثه مع الممرضه ولم يعجبها اطلاقآ كونه لا يتمتع بالاحترام .. ادارت عينيها بمكر تزم شفتيها بطريقه مضحكه وكأنها وجدت شيئآ تستمتع به أخيرآ .. ولكن سيكون استمتاعها على حساب أمين .. قالت الممرضه بأنزعاج

” قبل أن تذهب يجب أن تفحصها الطبيبه للتأكد من سلامتها ”

اومآ برأسه من دون أن يقول حرف .. أستدارت الممرضه لـتذهب ولكنها توقفت حينما سمعت صوت كاريس الحزين

” أعلم أنك تريد التخلص مني لماذا الم يعد يهمك أمري ”

أهتز جسده كله لدى سماعه لهذه الجمله .. الم يعد يهمك أمري .. ترددت الكلمات في أذنيه بصدى غريب أنها تشبه تلك الكلمات التي سمعها من رانيا ذات مره .. لم يقل أي شيئ فـلسانه قد انعقد من الدهشه .. عادت تقول من جديد

” لما كذبت على الممرضه هاه .. لماذا لم تقل الحقيقه ”

لم يفهم أمين شيئآ مما تقوله فهي تتلفظ بأشياء غريبه .. خطر في باله أنه ربما أصابها شيئ في عقلها او أنها اصبحت مجنونه فجأه .. قال بسخريه لاذعه

” كاريس هل تراكِ أصبتِ بالجنون .. ياله من موقف مضحك ”

أنطلقت ضحكه ساخره تعبر عن كلامه ومدى استمتاعه بما تقول .. أثار غيضها بكلماته هذه مما جعلها تصر اكثر على اللعب به وسترى كيف ستكون ردة فعله .. شعرت بالمتعه تسري بكل جسدها لتهتف أخيرآ وهي تنظر للممرضه التي كانت تقف مبهوته امام هذا الشخصان

سيدتي لقد كذب عليك السيد ماليري .. أنه .. أنه ”

لم تكمل جملتها وكان هذا جزءآ من التمثيل .. حدقت بها الممرضه بأبتسامه متعاطفه لا تعرف لماذا ولكنها فجأه احبت هذه الصغيره .. قالت بهدوء

” عن ماذا تتحدثين صغيرتي ”

أبتلعت كاريس ريقها بصعوبه وقد قررت أن تفجر القنبله في وجهه لـتسخر منه وترى وجهه المصدوم .. أستجمعت شجاعتها لـتقول بصوت باكي كاذب

” أنه زوجي ”

صُعق أمين من كلامها .. شحب وجهه وقد أختفى اللون منه ليصبح أبيضآ وكأنه قد خلا من الدم .. لوهله لم يصدق ما سمعه .. قال أن أذنيه تكذبان لم تلتقطا جيدآ ما قالته ولكنه أدرك بأنه متوهم وهو يرى نظراتها الماكره نحوه من تحت رموشها الكثيفه .. لم يتفوه بحرف بل بقي واقفآ مبهوتآ لا يعرف ماذا يقول او حتى ماذا يفعل .. هتفت الممرضه بعدم تصديق

” زوجك !! .. السيد ماليري زوجك ؟ ولـكـن .. ”

انسلت الدموع الكاذبه تغطي وجهها وهي تعصر عينيها كي تذرفهما .. أبتلعت ريقها وهي قد رأت على وجهه ما جعل غليلها يشفى ولو قليلآ منه .. أكملت ببطئ شديد وصوت يملؤه الحزن

” نعم زوجي .. لقد تزوجنا قبل سنتين بالسر .. و .. وهو الان يريد الانفصال عني لأنني لا أنجب الاطفال .. حتى .. حتى أنه ينكر أنني زوجته ”

لم يحرك أمين ساكنآ بقي واقفآ مكانه كالصنم تمامآ لا تصدر منه اي حركه .. بينما صدرت شهقه من الممرضه وهي تقول بخفوت

” متزوجان بالسر .. ولكن لماذا ”

تضاهرت كاريس بالالم وهي تعقد حاجبيها بشده بطريفه جعلت قلب الممرضه ينفطر عليها .. مررت يديها على خدها تمسح دموع التماسيح المنسكبه من مقلتيها قائله

” لأن عائلتي رفضت أن أتزوجه .. لأنه اكبر مني بكثير .. وعائلته ايظآ رفضت فما كان مني الا أن .. إلا أن اتزوجه من دون علم اي احد .. و .. وبعد كل تضحيتي ها هو ذا يريد الانفصال لأجل شيئ تافه كهذا ”

كلماتها هذه جعلت الغضب يعصف بالممرضه والتي حدقت بـ أمين بحقد لا مثيل له لتقول له بحده متناهيه

” أنت .. الا تخجل من نفسك أيها الحقير .. كيف تجرأ على فعل هذا مع هذه الصغيره المسكينه ”

لم يقل شيئآ لأنه لم يكن معهم .. ذهب لعالمه الخاص لذلك العالم الذي طالما تمناه أن يكون حقيقه .. ذهب الى رانيا الى ذكرياتهما معآ وكم كانا متحمسين للزواج وقد قررا أنهما سينجبان الكثير من الاطفال .. لطالما كان يتشاجر معها هي تريد اولادآ يشبهونه وهو يريد فتيات تشبهها .. كم أشتاق لها ولـ شجاراتهما معآ .. آه من الفقدان والمه الذي لا يمحى أنه يسرق منا اغلى الاشياء على القلب .. واغلى شيئ على قلبه كان ولا يزال رانيا ولن تتمكن صغيره مخادعه مثل هذه أن تسرق قلبه ليس وهو قد تعهد أن هذا القلب ملك رانيا فقط ولن تحتله أي امرأه .. اعاده لواقعه صراخ الممرضه في وجهه

” هل أُصبت بالصمم أيها الرجل ”

زفر بقوه وقد اخذ منه الغضب كل تعقل يملكه .. تقدم بخطوات غاضبه نحو الممرضه لـ يمسكها من عنقها يضغط عليه بقوه وهو يتمتم من بين اسنانه بغيظ وصل اقصاه

” أقسم .. أقسم يا هذه كلمه اخرى وارسلكِ للجحيم .. هل تفهمين !! ”

انهى جملته بصراخ وهو يدفعها بعيدآ عنه وكأنه يتقزز منها .. هلعت كاريس من هذا المشهد انتابها خوف فظيع وهي قد رأت مسبقآ مدى غضبه وكيف أنه لا يملك ذره من الصبر ويسهل استفزازه بسهوله .. هتفت بصوت اجش خائف حد النخاع

” أ أمين أرجوك اهدأ انا كنت امزح غحسب ”

استدار ينظر اليها شزرآ وعيناه تعكسان فراغآ فضيعآ لا تعبران عن اي شيئ وكأنه شخص ميت .. هتف بحده

” أخرسي كاريس .. فقط اخرسي لا اريد سماع صوتك ”

خرج من الغرفه ينهب الارض وكأنه يريد تدمير كل شيئ فهذه الصغيره بكل شيئ تفعله تذكره بـ حبيبته رانيا .. لم يعد يحتمل كل هذا الالم ولو تزوجها فسيكون المه أقسى واشد وقد يموت بسبب ذلك .. في الغرفه نهضت كاريس بسرعه لتغير ثيابها وتخرج خلف أمين عليها أن تعتذر منه يبدو غاضبآ جدآ .. قالت بسرعه وهي تقوم بخلع ثيابها ولا يهم أن كانت الممرضه هنا او لا ولا يهم أن فحصتها الطبيبه من اجل التطمن على صحتها او لا .. الان فقط عليها أن تلحق به ..

” أنا أسفه أيتها الممرضه .. في الواقع امين ليس زوجي .. لقد كنت اريد اغاضته فحسب ”

بعد هذه الكلمات انهت تغيير ثيابها وهلعت تخرج من الغرفه تجري بسرعه وقدماها تتعرجان من الالم الذي لا تزال تشعر به وكأن المهدئ الذي اخذته امس من الطبيبه بلا فائده .. تركت خلفها ممرضه مصدومه من هذا الموقف الذي لم يحدث مثله من قبل .. قالت بأنشداه

” أنهما مجانين ”

في الطرف الاخر استمرت كاريس بالجري الى أن خرجت من المشفى .. نظرت من كل اتجاه تبحث عنه عن ذلك الرجل الذي خرج غاضبآ منها .. رأته من بعيد يسير ببطئ وتثاقل وكأنه يعاني من شيئ ما .. عادت تجري من جديد لتلحق به .. وصلت أخيرآ الى جانبه .. سارت برفقته ببطئ وهي تردد بضعف تنظر الى وجهه الخالي من التعابير

” أمين أنا لم اكن اقصد .. أنا فقط ”

اخرسها صوته وهو يردد من بين اسنانه بهدوء غريب اثار مشاعرها

” أخرسي .. لا اريد سماع صوتك اللعين ”

زمت شفتيها بحزن وقد ادركت كم كان تصرفها احمقآ يبدو أنه قد انزعج جدآ من كذبتها تلك .. نظرت اليه بطرف عينيها وهي تهمس بخفوت

” أنا كنت أمزح فقط .. صدقني ”

لم يبالي هذه المره بما قالته وكأنه لم يسمعها مطلقآ .. وصل لـسيارته لـيستدير ناحية كاريس تمتم بملل

” أنا ذاهب للعمل لذلك عودي لوحدك للمنزل .. فهمتِ ”

لم يعجبها ما قاله مما جعلها تقطب حاجبيها بقوه

” على الاقل اوصلني في طريقك ”

رمقها بسخريه هل فعلآ هو يتأثر بهذه الصغيره .. لم يجبها بأي حرف بل تجاهلها وركب سيارته لينطلق بها بكل قوه تاركآ خلفه تلك الشابه المتعبه بسببه .. اليس هو من اطلق عليها النار وهي لا شأن لها اذن الم يكن من واجبه أن يعتني بصحتها ليكفر عن غلطته تلك .. ولكن يبدو أنه ليس نادمآ ولا يهتم بمصيرها الى أين يؤول .. ضربت الارض بقوه بقدمها السليمه .. أخرجت هاتفها البسيط من جيب بنطالها لـتتصل بذلك الاحمق فلا يوجد غيره لـ يعيدها للمخبئ

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….




105637 مشاهدة