جلس بهدوء على طاولة الطعام ولكن امارات الانزعاج واضحه على وجهه ويبدو مستاء للغايه قال والده بحنو
” بني فيصل ما بك لا تبدو بخير ”
رفع رأسه بسرعه ينظر الى والده اغتصب ابتسامه لطيفه ليقول بهدوء
” كلا أبي أنا بخير لا تقلق ”
اومأ والده رأسه بهدوء مماثل رغم أنه يعلم أن أبنه ليس بخير اطلاقآ .. وجهه يقول ذلك كما أنه لم يلمس طعامه اطلاقآ مضى له ربع ساعه وهو يعبث به بملعقته فقط .. تلقى اتصالآ من احدهم ليرى الاسم كانت مريم وكم تفاجأ من هذا رد بطريقه اليه
” مرحبآ مريم .. انا بخير شكرآ لسؤالك .. نلتقي !! حسنآ لا بأس بذلك ولكن أين .. حسنآ نعم اتفقنا .. وداعآ ”
اغلق الهاتف وهو ينظر اليه بشرود قالت زوجة ابيه على الفور
” اهذه مريم ماليري ؟ ”
حدق بها بأبتسامه لطيفه وهز رأسه ايجابآ لتعاود القول بمكر
” من الصباح تتصل بك .. هل الامر مهم هكذا ”
قطب حاجبيه وهو يدرك مغزى كلماتها مما جعله يقول بفضاضه
” نعم مهم فـ مريم كل ما لديها مهم ”
نهض من مكانه معتذرآ منهم بأنه يتوجب عليه الذهاب .. خرج بخطوات منزعجه وهو يحمل هاتفه بيديه في حين قال والده بأنزعاج
” مالذي حصل له .. لم يكن هكذا من قبل ”
وضعت زوجته يدها على يديه وهي تنظر للمكان الذي اختفى منه فيصل وتتمتم بهدوء
” أنه الحب عزيزي .. الحب ”
لوهله لم يستوعب كلماتها .. الحب ؟ .. فيصل واقع بالحب .. هتف بأندهاش
” فـيصل والحب لا عزيزتي هذا مستحيل ”
نظرت اليه بحنق وهي تردد
” ولماذا سامي في النهايه فـيصل رجل وهو لن يصمد طويلآ وهاقد وقع بشباك أمرأه ما ”
هز رأسه بعدم استيعاب لا يزال غير مصدق .. فـيصل والحب !! .. لولا معرفته القويه بزوجته لكان قد قال بأنها اصبحت مجنونه فهو يعرف أبنه جيدآ ويعرف انه لا يحب النساء فكيف حدث هذا ..
x
في الطرف الاخر يسير بسرعه جنونيه وهو يضرب على المقود بغضب يصرخ بحده
” تبآ لك يوسف .. تبآ لك من أين ضهرت ودمرت كل شيئ ”
لقد تسبب بفقدانه لـ سارا لوهله كان يعتقد أن مشاعره نحوها مجرد اعجاب ولكن منذ أن بدأت تخرج مع يوسف وهو يشعر بنار تحرقه من الداخل يشعر بغيره جنونيه .. لا يصدق أن يوسف استطاع بكل سهوله أن يسرق سارا منه .. لقد رأه قبل ايام يركن سيارته امام مطعم الشموع ذاك ولوهله عندما رأى سارا برفقته لم يصدق عينيه .. وصل بعد فتره للجامعه التقاه احد الطلاب بأبتسامه يرحب به في حين هو لم يكلف نفسه عناء الرد عليه ولو بأبتسامه صغيره .. ظل يسير بسرعه وفجأه اوقفه صوت
” مابك فيصل لما العجله هكذا ”
تنهد بضجر لـيستدير ناحية صاحب الصوت وهو يتجنب النظر اليه مباشرة
” لا شيئ يا صديقي أنا فقط اشعر بالنشاط ”
رفع الرجل حاجبيه بسخريه وهو يشير اليه بأصبعه قائلآ بأستهزاء
” نشاط .. نشاط هاه ”
أبتلع فيصل ريقه بصعوبه وهو يدرك جيدآ أن ماهر يعرف جيدآ كيف يخترق اعماقه قال بتهرب
” نعم يا رجل النشاط هل هذا شيئ غريب او ماذا ”
لكزه ماهر على كتفه وهو يهتف
” تستطيع الكذب على الجميع لكن ليس انا .. اخبرني ما بك ”
تنهد بألم وهو يزم شفتيه قائلآ بضيق
” قصه طويله يا صديقي .. طويله ومعقده أيظآ ”
في الطرف الاخر تجلس على مكتبها بهدوء وهي تضع يدها على جبهتها مغمضة العينين .. كانت اشبه بفتاه ناعسه لم تنام جيدآ هذا ما قد يعتقده من يراها ولكنها كانت تفكر به بحبيب قلبها كيف تجرأ على تقبيل سارا هكذا بكل سهوله من دون أن يشعر بالخجل الم يكن يعلم انها وابيها يقفان بالقرب منهما ام أنه فعل هذا عمدآ .. بالتأكيد ليس عمدآ نفضت هذه الخاطره من رأسها فهو بدى متأثرآ جدآ بها .. شعرت بالاسى حيال نفسها وهي تدرك كم حظها تعيس جربت الحب مره واحده وها هو ذا حظها التعيس يجعل حبيبها بعيد عنها بعقله وقلبه وكل كيانه وهي تتلظى بناره من دون أن يحس بها .. بدأت تتذكر كيف التقت به .. قبل سنوات مضت كانت انذاك مراهقه قي الـرابعة عشر من عمرها .. مرحه لطيفه طيبه كما الان تمامآ ولكن الفرق أنها في ذلك الوقت كانت تشع بالسعاده .. صدفه اتى لمنزلهم شاب والذي لم يكن سوى يوسف الذي كان يأتي غالبآ لرؤية والدها الذي كان يدعوه لتناول الطعام في منزله .. منذ أن رأته في تلك المره وقعت بحبه ولا تعلم ما السبب بالاخص وانها كانت تسمع والدها يمتدحه كثيرآ ولكنه لم يسبق له رؤيتها ومنذ ذلك الحين وهي تتبع اخباره في الصحف لتعرف كل جديده .. وكان احيانآ يأتي للمنزل منزعج من أمين وقد حذر والدها أن يبتعد امين عنه والا فلن تكون الامور بخير .. سمعت طرقات على الباب ليدخل من بعدها منصور من دون أن تسمح له .. أبتسمت لا اراديآ وهي تقول
” ما هذا تدخل من دون اذن ياللروعه ”
ضحك بخفه وهو يتقدم نحوها
” ماذا أفعل مضى لي وقت اطرق الباب حتى فقدت الامل بالاجابه ”
اتسعت أبتسامتها .. رفعت حاجبيها بدليل السخريه
” صدقآ لم اسمعك سوى للتو ”
تنهد بأرتياح وهو يقف امامها مباشرة قائلآ بنبره مثيره
” هل تسمحين لي بالجلوس .. ها انا ذا استأذنك ما رأيك ؟ ”
لم تتمالك نفسها لـتنفجر بالضحك وهي تشير له كي يجلس .. جلس بهدوء وهو يبتسم بلطف ليعاود القول
” لو كنت اعلم أن دخولي بلا اذن سيجعلك هكذا لفعلت ذلك منذ وقت طويل ”
زفرت بأرتياح وعيناها لا تفارقان وجهه المشع تمتمت
” أنت غريب الاطوار سيد منصور .. غريب جدآ ”
لطالما تمنى أن يبوح لها بما يختلج بصدره ولكن هذا مستحيل هو يعلم لو تلفظ بحرف خارج عن اطار العمل فستغضب كثيرآ .. حك ذقنه بطريقه تدل على انه يفكر
” كلا عزيزتي انا لست غريب الاطوار ولكنك ترين هذا لأنك لا تعرفينني جيدآ ”
لسبب ما تشعر أنه يقصد شيئآ اخر بكلامه ولكنها لم تدرك ما هو تقدمت للأمام تسند ذاراعها على اطار المكتب وهي تجيبه بسخريه
” حقآ .. اذن يجب أن أتعرف عليك كي ادرك أنك شخص طبيعي ”
تملكه الانزعاج القليل من سخريتها المبطنه مما جعله يقول مغيرآ مجرى الحديث
” على الاقل قومي بتضييفي .. قهوه شاي اي شيئ ”
هزت رأسها وهي تلوي شفتيها بمكر تقول
” اعذر وقاحتي لم أسألك ماذا تريد ”
اجابها بمرح وعيناه تأسر عيناها الذهبيتان
” قهوه ساده لو سمحتِ ”
رفعت سماعة الهاتف تطلب من السكرتيره احضار طلباتهما قالت بعد ان سمعت صوتها
” احضري لنا كوبين من القهوه الساده ”
اغلقت الخط وهي تعود بضهرها للخلف مستنده على الكرسي تتنهد بضجر .. اليوم لديها لقاء مع يوسف بشأن العمل وعليها أن تحاول أن تجذبه اليها وأن اضطرت لذلك فـ ستفعل المستحيل لكي يبتعد عن سارا ولكن ليتها تعلم فقط أنه لا يريد من سارا الا شيئ واحد وبعد أن يحصل عليه سيرميها بكل برود غير أبه لما قد يسببه تصرفه القاسي
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….