عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



أن يتخلى عنك من تحب من اجل شخص اخر هذا هو اكثر ما قد يؤلمنا .. يثبت لك أنك أقل منه وأنه يملك اشياء قد لا تملكها أنت ولكن اكثر ما يثير في النفس الالم أنه من تركك لأجله مجرد شخص تافه لا شرف له .. تسير بخطوات متفاوته تضج بالجاذبيه كـ عارضات الازياء تمامآ .. وصلت لـمكانها المنشود قالت بهدوء

” أسيل أخبري يوسف أنني هنا ”

اومأت السكرتيره بأحترام لـترفع سماعة الهاتف

” سيد يوسف السيده أميره تريد رؤيتك .. حسنآ ”

اغلقت الهاتف بعد هذه الكلمات البسيطه لـتشير لها نحو المكتب وهي تردد بخفه

” يمكنك الدخول سيدتي ”

أخذت أميره نفسآ عميقآ تستجمع به شجاعتها لا بد أن تكون قويه امامه لابد من ذلك .. توجهت نحو باب المكتب لـتفتحه بهدوء وتدلف الى الداخل .. رأت يوسف يحدق بها ببرود وكأنه لم يسبق أن تعرف عليها .. لم تبالي بنظرته هذه بل اكملت سيرها نحوه حتى وقفت امامه مباشرة .. أحتضنته بحب تضع رأسها على صدره هتفت بصوت اجش

” لقد أشتقت اليك يوسف .. (( رفعت رأسها تنظر لعينيه تكمل )) .. لم ارك منذ ايام ”

أومأ برأسه ببرود وابعدها عنه وهو يقول

” أجلسي أميره .. جيد أنكِ اتيتِ لقد كنت اود التحدث معك بشأن امر مهم ”

تسلل الخوف لقلبها بينما طغى الشحوب على ملامحها اذن ما كانت تخاف منه سيتحقق الان .. قالت بخفوت وهي تحني رأسها

” أرجوك لا تتخلى عني .. أرجوك ”

لم يجبها على كلامها .. جلس على كرسيه وهو يسند ضهره عليه بكل اريحيه .. يحمل قلمآ بيديه يعبث به بملل كان يعلم منذ البدايه أنه سيأتي اليوم الذي تكسر أميره كلامه وتقع في ما يسمى الحب .. أشار لها لـتجلس بينما انصاعت له كـطفله صغيره تتلقى الاوامر من والدها .. أنسلت دمعه على خدها تثبت مدى ضعفها وكم تشعر بالالم لمجرد فكرة أنه سيتخلى عنها .. زفر بقوه ليعاود القول

” ماذا تريدين أن تشربي أميره ”

شهقت بقوه تهز رأسها نفيآ

” لا .. لا اريد شرب شيئ ”

عبث بخصلات شعره الحريريه ينظر لمدى تعاستها وهي لم تسمعه يلفظ أنه سيتركها .. مجرد تخمين جعلها منهاره هكذا .. تكلم من دون لف او دوران

” أميره قلت لكِ منذ البدايه لا تتأملي الكثير مني .. قلت لكِ أياك وشيئ اسمه الحب ولكنك لم تستمعي لي .. أنظري الى نفسكِ الان تبدين في حالٍ يرثى لها ”

صرخت بأنهيار

” لم يكن بيدي يوسف .. لم أستطع منع نفسي من حبك ”

ضرب على المكتب بقوه وهو ينظر لها شزرآ .. تتجرأ هذه التافهه على رفع صوتها بحضرته وحتى اعتى الرجال لم يفعل ذلك .. تكلم من بين اسنانه

” أنا لا يهمني .. أبحثي عن رجل اخر يبادلك الحب ”

لوهله لم تستوعب ما قاله .. لم تصدق تلك النبره القاسيه التي تحدث بها قالت بتوسل

” ارجوك يوسف انا لا استطيع العيش بدونك اتوسل اليك ”

نهض من كرسيه متوجهآ نحو النافذه لم يكن يبالي بما تشعر به .. لا فائده من التوسل اليه فهو رجل بلا قلب لـيشعر بمدى حزنها والمها .. كل توسلاتها لم تأثر به ولو قليلآ أنه يعتبر ما تشعر به شيئ تافه .. فالمشاعر هي نقطة الضعف الاساسيه الاي قد تصيب الانسان .. لذلك هو قد ماتت مشاعره عندما رحل والديه لم يعد يملك شيئآ غير اللذه التي يشعر بها وهو يسعى للأنتقام .. سمع صوتها من خلفه يقول بأنهيار

” يوسف أرجوك أنا مستعده أن أفعل اي شيئ .. اي شيئ فقط لا تتركني ”

البروده تغلف قلبه شيئآ فـشيئآ وكلماتها تجعله يكرهها أكثر .. أنه يحتقر النوع الذي يتوسل الذين لا يملكون ذره من الكبرياء ويمرغون كرامتهم بالارض بأيديهم اللعينه القذره .. تمتم بصوت بارد ونبره مخيفه سحقت أي رغبه لديها بالكلام

” ما بيننا أنتهى .. يمكنك الانصراف ليس لدي وقت لـتفاهتك ”

أرتعش جسدها ودموعها انسلت بغزاره تغطي وجهها كانت تبدو مثيره بحق .. لم تستطع التفوه بحرف لأنها لم تكن قادره وكأن لسانها قد انعقد .. نهضت بتثاقل وخرجت تجر اذيال الخيبه ورائها تداري قلبها المكسور .. خرجت من حياة الشيطان نهائيآ والى الابد .. بقي واقفآ يحدق من خلال النافذه ينظر لمن هو ادنى منه .. سارا .. لابد أن يراها بهذا الموقف يومآ ما .. سيراها تتوسل اليه أن يحبها أن يبادلها ولو القليل من مشاعرها وحينها فقط سيرميها كما فعل مع هذه التافهه اميره .. لم يكن يكرهها ولكن عندما توسلت اليه جعلته يدرك كم هي تافهه ولا أصل لها .. سبجعل الجميع يطلب الرحمه منه ولا يجدونها عنده .. فـفي قاموسه لا وجود لكلمة رحمه ..

في الطرف الاخر من الشركه صوت ضحكات عاليه تملئ ارجاء المكتب ووليد يضرب بخفه على سطح مكتبه قائلآ بنبره مرحه

” مالذي تقوله يا باري هل أنت مجنون لتفكر هكذا ”

أبتسم بهدوء ليجيبه بسخريه وهو يستند لضهر الكرسي

” وهل تفكيري مجنون أنها الحقيقه سيد وليد ”

اومأ برأسه ليقول بهدوء غريب

” أنت محق قد يكون كلامك صحيحآ ولكن انا لا يخيفني يوسف ولا عشره من امثاله ”

قد يكون محقآ ولكنه يخاطر بحياته والمصيبه الاعظم أنه لا يدرك أن يوسف قد اكتشف امره .. هذا هو ما لا يعلمه لوى فمه بطريقة اشمئزاز

” أقسم أنه لو علم أنك تقوم بتمويل مشروع ما من امواله فـسيقتلك ”

وصل الانزعاج به اقصاه هو يعلم أن باري خائف ولكنه بهذا الكلام يحبط من عزيمته وهذا ما لا يرضاه ابدآ هتف بحنق

” باري بحق الله أنت متشائم للغايه .. لن يفعل لي شيئ انا اظمن لك ذلك ”

حك ذقنه ليقول بغرابه

” لما انت واثق هكذا ”

اجابه بضحكه منتصره

” لأنني زوج شقيقته ”

احنى رأسه وهو ينفجر بضحكه قويه جعلت وليد يشتمه قال من بين ضحكاته

” لا اصدق ذلك سيد وليد .. ان السيد يوسف لا يهتم بالمشاعر هو رجل قاس جدآ ولن يتوانى عن قتلك لو علم بخيانتك ”

ضاق صدره من هذه الكلمات ليهتف بضيق

” أنت قلتها للتو .. لو علم بخيانتي وهو لن يعلم حسنآ .. دعنا من هذا الموضوع ”

استسلم باري عن محاولانه في اثناءه عن هذا الامر ولكنه مصر للغايه مما جعله يفقد الامل في تغييره للأفضل نهض من مكانه وهو يعدل سترته قائلآ

” يتوجب أن انصرف الان عن اذنك .. اراك لاحقآ ”

غادر المكتب بهدوء وهو يدرك أن لا فائده من اثناء وليد عن حماقاته هذه أنه يتصرف بعدم تفكير وهو غبي لدرجه لا تصدق .. شتمه بسره وهو يلعن اللحظه التي التقى بها بـهذا الوليد الاحمق أنه لا يملك عقلآ ليفكر به .. توجه نحو مكتبه ووجهه متجهم مما جعل سكرتيرته خائفه بعض الشيئ فهم يعلمون انه عندما يغضب لا يتصرف بلباقه ابدآ قال لها ببرود

” احضري كوب قهوه وسط ”

دلف للمكتب وتوجه للنافذه يقف بهدوء وعقله منشغل بتحليل ما يحدث الان وهل حقآ يوسف لن يقتل وليد ام انه لن يكون استثناء ابدآ وسيعاقبه كما يعاقب جميع اعدائه .. دخلت السكرتيره ووضعت كوب القهوه على سطح المكتب ومن ثم انصرفت بهدوء .. كان متجهم الوجه لا يعرف ماذا يجب أن يفعل وهل سيستمر بهذا الدور الذي يثقل كاهله لم يكن ينقصه سوى هذه الامور المزعجه ولكن كل هذا من اجله .. أقتحم المكتب من دون اذن منه او حتى الطرق على الباب مما جعل باري يستدير لينظر من قليل الادب هذا الذي يفعل مثل هذا التصرف المشين .. تنهد بضجر قائلآ ببرود

” أهذا أنت عمر .. ماذا تريد هل هناك شيئ ”

اومأ رأسه وهو يقول بخفوت ولكن صوت قوي

” اول خطوات اللعبه بدأت والخطوه هذه المره لك ”

عقد حاجبيه بتسائل ليقول بغموض

” هل تقصد أن .. ”

اومأ عمر رأسه والابتسامه الماكره تلوح وجهه قائلآ بصوته القوي ذو النبره الحاده على عكس سيده ذا النبره البارده

” نعم أنه الوقت لتتدخل انت كما تعلم ”

رفع باري حاجبيه وصفر بأعجاب ليقول بمرح

” واخيرآ سأخرج من هذا الملل اللعين

x”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….




105777 مشاهدة