تتوسط السرير وجسدها يرتجف بخوف .. عيناها غائمتان وحبات العرق تتصبب من جبينها الناصع .. شعور قوي بالخوف يتملكها لا تعرف لما ولكن ها قد عاد الكابوس من جديد يقص مضجعها ويؤرق لياليها .. الا يمكن الخلاص من الماضي من تلك الذكريات المؤلمه والقاسيه .. الا يمكن أن تتذوق طعم الامان حتى هنا بين هذه الجدران السميكه والتي يقبع خلفها الكثير من الحراس .. لما رغم كل النعيم الذي تعيشه فقدت اهم شيئ وهو الامان .. لماذا يجب أن تخاف والخطر بعيد جدآ عنها .. أنسابت دمعه يتيمه من مقلتيها احرقت خدها الناعم لـتثبت مقدار الالم الذي ينتابها الان .. همست بصوت مخنوق لا اثر للحياه فيه
” لماذا من بين الجميع انا ”
سؤال طرحته على نفسها لعلها تجد جوابآ شافعآ يرضي نفسها المنهاره .. لم تفعل شيئآ سيئآ اذن لما المصائب تلاحقها في كل مكان .. لما من بين الجميع هي من تتعرض للأذى لما هي الوحيده حظها سيئ .. شعرت بالاسى يغزو كيانها نهضت ببطئ من السرير متوجهه نحو الحمام كي تستحم وتطهر جسدها مما لحق به من قذاره جنس ادم .. تحت المياه كانت تقف كـ صنم لا أثر للحياه فيها تنظر الى اللاشيئ عيناها فارغتان .. اجفلها صوت طرقات على الباب وصوت الخادمه نور القلق يهتف
” أنستي هل انتِ هنا ”
تكلمت بصوت عالي
” نعم نور هل تريدين شيئآ ”
عاد صوت نور يملئ الارجاء هلعآ
” نعم أنستي .. أن السيد سعود يريد رؤيتك حالآ ويبدو غاضبآ للغايه ”
أجابتها بخوف بعض الشيئ فلبس من عادة والدها الغضب
” حسنآ لن أتأخر ”
أختفى صوت الخادمه وقد اغلقت الباب خلفها .. قطبت سارا حاجبيها والتساؤل قد بدأ ينهش بـكل أفكارها .. لماذا والدها غاضب ومالذي يريده منها .. التفكير في الامر جعل قلبها يقفز بقوه من الخوف .. انتهت من حمامها بسرعه لـتخرج وترتدي ثيابها على عجل .. خرجت من الغرفه بعد ان انتهت متوجهه لغرفة الجلوس دلفت الى الداخل لـترى والدها ينهب الارض بخطواته الغاضبه يذرع الغرفه ذهابآ وايابآ .. أبتلعت ريقها واستجمعت القليل من شجاعتها .. تنحنحت لتجذب انتباهه وقلبها يدق كالطبول .. التفت اليها والدها بحده وعيناه تنذران بالشر هتف بسخريه
” اوه صباح الخير عزيزتي .. من الجيد أنك نزلتي من برجك العاجي لتأتي الينا ”
وقفت ميرفات بسرعه قبل أن يحدث اي شيئ قالت تهدئه
” ارجوك حبيبي لا داعي لكل هذا الغضب .. أجلس ارجوك لـنتكلم بهدوء ”
أبعدها عنه بقسوه وهو يصرخ بصوت عالي جعل سارا تجفل
” ميرفات لا تتدخلي هل تفهمين .. الامر بيني وبين هذه المدلله ”
صُدمت سارا من كلامه لم تكن لتتوقع أبدآ أن يتكلم معها والدها بمثل هذه الطريقه القاسيه تمتمت بهدوء
” ماذا هناك أبي .. لما كل هذا الغضب ”
وكأنها بكلماتها جعلته يفقد عقله ليتقدم نحوها وهو يمسكها من عنقها قائلآ من بين اسنانه وجسده يرتجف بقوه من شدة الانفعال
” ماذا هناك ؟ .. هل تسألينني ماذا هناك أيتها الحقيره .. منذ متى هاه اجيبيني منذ متى ؟ .. لقد وثقت بكِ وفي النهايه تخونين ثقتي .. هل هكذا ربيتك يا سارا .. قولى أهكذا ربيتك ؟ ”
هلعت ميرفات منه وتوجهت اليه تحاول ابعاده عن سارا وهي تهتف بذعر
” مابك يا رجل ستقتل الصغيره ”
أبتعد عنها بقهر وهو يردد بألم فظيع قطع قلب سارا
” لقد كسرتني يا سارا .. لقد حطمتني ”
بعد كلماته هذه ترك الغرفه بخطوات غاضبه تنهب الارض .. لم تفهم سارا ما الامر كانت تقف بصمت وعيناها تسكبان الدموع .. في حياتها كلها لم تتوقع أن يكون والدها بمثل هذه القسوه .. ومع من ؟ .. معها هي .. طفلته المدلله لقد كان يود قتلها .. رأت نظرة القتل في عينيه .. انهارت على الارض من دون أن تتفوه بحرف هلعت والدتها لتجثو على الارض بجانبها وهي تربت على ضهرها قائله بألم
” لقد فهم الامر عكس ما هو لا تقلقي سأشرح له ”
أنسلت دموع والدتها تغطي وجهها لتعاود الكلام من جديد بنبره محطمه
” لقد دللتك كثيرآ ولكنني اعلم أنك التزمت حدودك ”
حولت سارا نظراتها لوالدتها الطيبه والتي لم تكسر قلبها في اي يوم .. قالت بشهقات متتاليه
” لماذا .. لماذا تتحدثون بالالغاز .. افهموني ما الامر ”
نهضت والدتها وهي تسير بتثاقل محنية الرأس .. التقطت من الاريكه ظرف واعطته لـ سارا وتمتمت بأسى
” أنظري الى هذا ”
تفاجأت سارا من هذا الظرف واخذت تنقل نظراتها بين والدتها والظرف .. التقطته من يد والدتها وفتحته بسرعه لـترى سبب غضب والدها .. عندما وقعت عيناها على محتوياته شحب وجهها ولم تصدق ما تراه هذا غير معقول أبدآ .. فغرت شفتيها لم تكن تتوقع أبدآ أنه بهذه الحقاره لـيرسل لوالدها مثل هذه الشيئ .. قالت والدتها
” هذا ما جعله غاضبآ جدآ ”
أبتلعت ريقها وحولت نظراتها لوالدتها والتي لا تزال للأن تثق بها عكس والدها الذي كان يود قتلها .. نهضت عن الارض وهي لا تزال مدهوشه مما رأته هذا لو تسرب للصحف ستكون كارثه ليس بعدها كارثه سيضيع ماء وجههم وتنكس رايتهم ويخسر والدها مكانته في البلد .. تنفست بقوه والغضب قد اعماها عن اي شيئ اخر لتكتفي بالقول بغموض
” أقسم أنني لن اغفر له هذا سأنتقم منه الحقير ”
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(( نهاية الفصل التاسع ))