الـفـصـل الـعـاشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..
الاعاصير ظاهره طبيعيه تحدث في اغلب الاحيان تدمر كل ما حولها وتجعله خرابآ .. تدمر جمال الطبيعه الخلابه ولكن هذه المره لم يكن اعصارآ بالمعنى المتعارف عليه .. أنها امرأه تحولت الى أعصار ترغب في تمزيق ادم .. ادم الذي بدأت تنجذب له وهو كل همه أن يدمر لها حياتها او بالاحرى حياة من خلفها ..
في الظهيره الشمس مرتفعه والجو دافئ بعض الشيئ عكس الامس المنصرم الذي ثارت به الطبيعه بالامطار والاعاصير والهواء البارد تكاد تدمر كل شيئ .. اليوم كان الجو لطيفآ خفيفآ على النفس يبعث الانشراح ..
أقتحمت الشركه كالاعصار الهائج ووجهها محتقن باللون الاحمر من شدة الغضب .. كانت خطواتها تكاد تحطم ما تحتها من الارض الصلبه .. مشاعرها وكل شيئ بداخلها قد انتفض بقوه مما رأه وللتو قد ادركت أنه يلعب بها .. وصلت للمكتب المنشود بعد أن اخبرها احدهم اين يقبع مكتب ذلك الشبطان الحقير .. هتفت بقوه وهي تصرخ بوجه السكرتيره
” أخبري سيدك أنني هنا ”
لم يعجب تصرفها أسيل مما جعلتها تقول
” هل لديك موعد معه أنسه اوزان ”
استشاطت غضبآ من كلامها كأنها لم تكن بحاجه سوى هذه الكلمات لتضرب المكتب بيديها بكل قوه تملكها قائله
” قلت لكِ أخبريه أنني هنا والا سأقلب الشركه رأسآ على عقب ”
لتكتفي شرها اومأت اسيل بهدوء وهي تتصل بسيدها تخبره أن سارا اوزان تريد رؤيته .. بالطبع سمح لها بالدخول وهذا ما فعلته سارا فتحت باب مكتبه بقوه وهي تشتم بغضب قالت بصوت عالي
” أيها الحقير كيف تتجرأ على فعل ذلك ”
نهض يوسف وقد كان يرسم أبتسامه على وجهه وفور سماعه لكلماتها قطب حاجبيه ليقول
” ماذا هناك ؟ لما انتِ غاضبه ”
تنفست بقوه وهي تتقدم منه اكثر لترد عليه بحنق
” لا تتظاهر بالبراءه سيد رويس .. هل تعتقد أنني غبيه لهذه الدرجه !! ”
لم يفهم كلامها تغضن وجهه وتقطيبته قد ازدادت ليشير لها بالجلوس ولكنها ضربت يده بقوه وهي تهتف بغضب اعمى
” ما هدفك من وراء ذلك ”
ما زال غير مدرك بما تتفوه وعن اي شيئ تتحدث قال بهدوء مناقض لغضبها المشتعل
” عن اي شيئ تتكلمين سارا ”
كلماته صبت الزيت على النار لـتضحك بأقتضاب وهي ترد عليه بسخريه لاذعه بينما ترفع حاجبيها
” اوه أحقآ لا تعلم عن ماذا اتكلم ”
هز رأسه نفيآ ولم يكن يبدو عليه المبالاه بكل هذا اصلآ .. ضربت الارض بقدمها وهي تمسكه من ياقة قميصه تتمتم من بين اسنانها
” لا تتظاهر بالكذب يوسف .. واياك أن تستهين بي .. هل كل قصدك كان تشويه سمعتي اكثر هاه ؟ ”
زفر بقوه وقد استنزفت اعصابه أبعد يديها بهدوء وهو يمسك وجهها بيديه قائلآ بلطف
” مالذي اقوله لكِ لـتصدقي أنني لا اعلم عن ماذا تتكلمين ”
شعرت بالنفور من لمسته أبعدت يديه عنها بقوه وهي تجيبه من بين اسنانها اللؤلؤ
” يالك من ماكر لوهله اكاد اصدق أنك بريئ ”
لم يحتمل اكثر صرخ بها بحده
” كفي عن الثرثره الغريبه وقولي ماذا فعلت لكِ ”
ارادت أن تفضحه وتكشف زيف كلامه والذي يعتقد انها ستصدقه .. رمت المغلق على مكتبه وهي تردد بنفور
” حسنآ انظر اليه جيدآ .. هيا اشبع غرورك الرجولي التافه ”
تجاهل كلماتها والتقط المغلف من الطاوله ليفتحه بهدوء عندما رأى محتوياته اعتلت الصدمه وجهه ورأى صوره هو وسارا وهما في موقف السيارات مع مريم والسيد حسين ورساله مكتوب فيها ” شكرآ لتلك الليله الجميله سارا لقد كنتِ امرأه مثيره جدآ وهذا هديه لك للمتعه التي جعلتني اشعر بها ”
ابتدر يقول بعدم تصديق
” من أين لكِ هذه سارا كيف حصلتِ عليها ”
رفعت احد حاجبيها بأحتقار وهي تسخر منه ومن كذبه المكشوف فلا يوجد غيره يفعلها قالت بهمس ينذر بالشر
” لا تكذب يوسف .. لا تكذب أنا اعرف أنك من ارسل هذه الصور لوالدي مع هذه الرساله اللعينه ”
أستدار اليها بقوه وهتف بهدوء عكس ملامحه الغاضبه
” ليس أنا من ارسل هذه الصور .. ولماذا حتى قد ارسلها لوالدكِ هاه !! ”
أقتربت منه والشياطين تتناقز من امامها امسكته من ياقته مجددآ ليصبح وجهها قريبآ منه كان عليها أن ترفع رأسها لكي تستطيع النظر اليه هتفت بصوت جهور لا اثر للتعقل فيه
” سيد رويس لا يمكنك خداعي .. لا تستهين بي فهذا قد يؤذيك ”
وضع يديه على ضهرها وجرها اليه ليلتصق جسدها الناعم الرشيق بجسده الرياضي الجذاب همس امام شفتيها
” لا تكوني غبيه أنا ارغب بالخروج معك .. وهذه الصور والرساله تدل على ان هناك شخصآ يتلاعب بنا ينوي ابعاذنا عن بعض .. لا تكوني حمقاء وتصدفي مثل هذه الترهات ”
بدأ جسدها يرتعش ليس من الغضب ولا من الخوف بل من الرغبه .. الرغبه التي تولدت لديها بأقترابهما من بعض لهذه الدرجه الغير معقوله .. لوهله لم تصدق أنها لم تخاف منه ولم تشعر بالهلع لقربه منها هكذا بل على العكس شعرت بأنها تريده .. تريد أن يكون لها .. همس يوسف بأذنها مستغلآ لحظه الضعف هذه التي سيطرت عليها
” سارا انا لم افعل ذلك بماذا أقسم لكِ .. لابد أن هناك شخصآ وراء ذلك واعدك أنني سأعرف من هو قريبآ جدآ ”
كلماته وقربه كانتا المهدئ لتلك العاصفه التي اقتحمت مكتبه .. استطاع أن يسحب من جسدها كل ذلك الغضب الذي اعتراها لتصبح هادئه لدرجه غير معقوله .. قالت بهمس ناعم
” أتعني حقآ أنك لم تفعل ذلك ”
هز رأسه وهو لا يزال ملتصقآ بها وكل هذا حدث امام عيون الصقر عمر والذي كان يراقب الموقف بأبتسامه بسيطه من شفتيه .. احتضنته سارا والعاطفه قد طفت عليها لتقول بصوت باكي ودموعها تنسل من عينيها
” لقد كان أبي غاضبآ جدآ .. غاضبآ جدآ يوسف .. حتى انه اراد أن يقتلني ”
أبعدها عنه بهلع وهو يمسكها من كتفيها قائلآ بأنفعال
” كاد يقتلك ؟ .. يبدو أن شخصآ حقيرآ يرغب بتدمير علاقتي بوالدك .. أقسم أنني سأجعله يندم أيآ كان ”
تغضن وجه سارا وهي تشعر بالالم لقد كانت قاسيه معه لقد قالت له كلامآ جارحآ ارادت تصحيح الموقف فقالت بأعتذار
” انا اسفه يوسف لم اكن اقصد ما قلته لك لقد كنت غاضبه وعميت عن اي شيئ اخر ”
اغتصب ابتسامه لطيفه وهو يربت على خدها قائلآ
” لا بأس عزيزتي لقد كان سوء فهم وسأتدبر انا الامر وافهم والدك الحقيقه ”
اومأت برأسها وهي تبتعد عنه ووجهها قد كساه الاحمرار من شدة الخجل زمت شفتيها كالاطفال وهي تقول
” أ ممم أيمكنني أن احتفظ بالصور ”
كلماتها جعلته يضحك حقآ ولكن ليس على برائتها او غرابة طلبها بل على سذاجتها قال بهدوء
” لا بأس يمكنك اخذها أنها لكِ أيتها المنحرفه ”
ضحكته جعلتها تزداد خجلآ لأنها تعلم أنه يضحك من طلبها الغبي ولكن عندما تلفظ بالمنحرفه رفعت رأسها بصدمه لـتراه يغمز لها ففهمت أنه كان يمازحها فحسب .. ناولها المغلف لـ تلتقطه الاخرى بيديها المرتجفتين .. عادت تحني رأسها بينما أقترب منها مجددآ مما جعلها تبتلع ريقها عدة مرات .. رفع وجهها اليه وهو يقرب شفتيه من اذنها الصغيره هامسآ
” خجلك يكاد يرسلني للجحيم .. ارحميني ولو قليلآ سارا ”
كأنها لم تكن بحاجه سوى لهذه الكلمات ليقفز قلبها بقوه وتتسارع نبضاته كلامه جعلها تتصرف كطفله مراهقه تسمع للمره الاولى كلامآ جميلآ من رجل مما جعلها تدفعه بعيدآ وهي تتراجع للوراء ووجهها لم يعد يحمل سوى لون الطماطم الحمراء قالت بتلعثم وهي تهرب نحو الباب لتخرج من هنا فالخجل قد عصف بكل كيانها
” أ ممم لا تكن احمقآ يوسف ”
لم تكن منتبهه لـ عمر ولكنه كان يحدق بها بطريقه غريبه وكأنه يعرف من هذه الفتاه .. نظرت ناحية الباب وهي تقول بسرعه
” علي الذهاب الان وداعآ ”
كاد يوسف أن يتكلم وهو يتقدم نحوها ولكنها هربت بسرعه كطغله صغيره تجري بخجل .. كل ما بها كان يطغى عليه الخجل .. لاحقتها نظرات الموظفين الفضوليه وهم يتهامسون فيما بينهم هذا يقول اليست هذه أبنة سعود اوزان والاخر يقول ما بها تركض كالمجانين اما النساء فـ آه من النساء لقد عصفت بهن الغيره منها وهن يرين جمالها الاخاذ وما زاده عليها خجلها الرائع والذي يسحر الالباب .. خرجت من الشركه وتوقفت امام سيارتها تلتقط انفاسها وهي تضع يدها على صدرها تهدئ من انفاسها المتلاحقه والغير منتظمه ابدآ .. قالت تحدث نفسها
” مابك سارا هل جننت لما كل هذا الخجل ”
لم تستطع التقاط انفاسها بسهوله وسط كل هذه الاحداث الغير طبيعيه .. وضعت يدها جهة قلبها وهي تهمس بضعف
” لما قلبي يخفق بقوه .. ماهذه المشاعر التي تنتابني الان .. ما معنى كل هذا !! ”
لم تعرف جوابآ لأي من اسئلتها تنهدت بأرتياح وهي تحمد الله أن يوسف لا شأن له فلو كان هو لتوقفت عن الخروج معه وهي لا تريد ذلك .. تسائلت لما لا تريد تركه هاه مالذي يعني لها .. لم تجد الجواب ايظآ ركبت سيارتها الـلـكـزس لتنطلق عائده من حيث اتت ولكن الفرق انها عادت مرتاحه وسعبده بعض الشيئ طوال فترة العوده للمنزل وصورتها هي ويوسف وهما ملاصقين لـبعض لم تغب عن ذهنها وكم كانت خجله فقط للتفكير بذلك .. فهي للمره الاولى تكون بذلك القرب من رجل للمره الاولى في حياتها ..
في الطرف الاخر حيث يقبع الشيطان .. صوت الضحك يتردد في ارجاء المكتب كانت ضحكه مستمتعه اكثر منها ماكره هتف عمر بخبث
” سيدي لقد كنت رائعآ .. رائعآ جدآ .. تصلح ان تكون ممثلآ ”
اومأ يوسف برأسه وهو يشعر بمتعه لا يضاهيها اي شيئ اجابه بلطف ماكر
” نعم اعلم ذلك لقد كانت غبيه لدرجه لا تصدق ”
ضحك عمر بخفوت وهو يجيب سيده
” سيدي اي شخص في حضرتك يكون غبيآ جدآ ”
مرر يديه بخصلات شعره والابتسامه الماكره تشق وجهه قال بسخريه
” اعلم عمر أنا ادرك أن الجميع اغبياء امامي ”
تقدم من سيده ووجهه يشع بالسعاده وقف امامه وهو يقول من بين ضحكاته
” أكاد أقسم يا سيدي لو لم اكن اعرف الحقيقه لـكنت صدقت أنك لم ترسل الصور لأوزان ”
رفع الشيطان حاجبيه بأستهزاء ووضع يديه على كتفي عمر وهو يقول بسخريه
” هذه اول خطوات الانتقام والقادم سيكون ادهى صدقني .. اول خطوه جعلناه غاضبآ جدآ وكاد يقتل أبنته فكيف بما سيحدث قريبآ ”
اجابه عمر
” سيجن لا محاله ”
هز بوسف رأسه وتوجه نحو النافذه وقف امامها يتأمل الخارج بنظراته الثاقبه سمع عمر يقول من خلفه
” سيدي لا زلت لا أصدق كم كنت مدهوشآ عندما رأيت الصور وكيف كنت رومانسيآ وبارعآ في تهدئة ثورتها الجنونيه أنت افضل من اي ممثل اخر ”
ضحك بأقتضاب هذا صحيح لقد كان تمثيله بمنتهى الدقه لم يخطأ في اي شيئ ولكن سارا رغم كل شيئ لم تصدقه الا عندما أقترب منها مما يجعله يدرك أنها صعبه بعض الشيئ ولو لم تكن تهتم لأمره لما صدقته اطلاقآ .. اجابه بهدوء
” عمر كل هذا التمثيل لم ينفع معها .. ولكن من الجيد أنها منجذبه لي ولهذا صدقت اقوالي ”
اومأ عمر بهدوء وهو يتسائل لو علم سيده بما فعله بالماضي هل سيغضب منه ام لا صدقآ أنه السؤال الوحيد الذي لا يجد له جوابآ مقنعآ تارة يقول سيغضب وتارة يقول لا ولكن هو واثق بأنه سيسامحه مهما كان سواء غضب منه او لم يغضب فهو سيسامحه ولكنه يريد أن يعرف هل سيسبب الانزعاج لسيده بما فعله سابقآ .. صوت الهاتف يرن توجه عمر للأجابه وهو يعلم أن سيده مشفول الان بالتفكير بشيئ اهم من الرد على الهاتف السخيف ..
” نعم اسيل .. لا بأس ادخليها ”
اعاد الهاتف لمكانه وهو يفول بعمليه
” سيدي الانسه ماليري هنا ”
لم يستدر له يوسف ولم تصدر منه اي حركه ولكن عمر يدرك أنه سمعه جبدآ فـسيده جميع حواسه تعمل في جميع الاوقات .. دخلت مريم بهدوء كما عادتها وفور أن دخلت رأت حبيبها يقف امام النافذه موليآ اياها ضهره كان طوله فارعآ ومجرد النظر اليه من الخلف جعل قلبها يقفز بقوه .. قالت بهدوء بنبره لطبفه
” مساء الخير ”
أكتفى عمر بأيمائه بسيطه من رأسه في حين استدار يوسف لـيرحب بها ها هي ذا العذراء الساحره قد ضهرت امامه من جديد ولكن بشكلها البشع والذي لا يطيقه أبدآ
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….