عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



يجلس بهدوء وهو يتنهد لقد عاد لتناول طعام الغداء مع عائلته لكن يبدو ان لا احد يقدر له ذلك الجميع منهمك بدلال ذلك الطبيب الاخرق كان يجلس لوحده بالغرفه وهو يستند بساعديه القويين على فخذه محني الضهر .. عقله لا يستوعب لما الجميع لا يهتم له هكذا حتى والدته تفضل اخيه عليه رغم انها على الاقل افضل من ابيه فهو لا يراه ابدآ حتى ان لسانه لا يكف عن الهذيان بأسم ليث .. كأن ليث هو ابنهما الوحيد وهو لا وجود له .. انفرجت باب غرفته لتدخل فتاه شابه تبدو بمنتصف العشرين تبتسم بلطف وهي تقول

” حبيبي كرم هيا الطعام جاهز ”

نهض بأنزعاج وهو لم يعد يشعر بالجوع نعم لم يعد يريد أن يأكل تناول سترته من على السرير بينما قال وهو يرتديها

” لا اريد لم تعد لدي شهيه للأكل ”

شهقت الشابه واقتربت منه بسرعه لتهتف

” كرم ارجوك لا تهتم للأمر كثبرآ .. ثم الا يكفي انني احبك بشده ام أن حبي لا يكفيك ؟ ”

ضحك بخفه على دلعها الفطري في حين قبل خدها الناعم وهو يقول بلطف

” بالبطع يكفيني اختي الغاليه ولكن فعلآ لقد فقدت شهيتي للأكل ”

زمت شفتيها بوجوم وهي تدير رأسها للجهه الاخرى تتظاهر بالحزن ولم تقل شيئآ مما استفز مشاعره ليحتظنها وهو يربت على ضهرها قائلآ بأستسلام

” لا بأس .. لا بأس عزيزتي سأتناول الطعام فكل شيئ ولا تنزعج مني هيفاء الجميله ”

ضحكت على كلماته المنمقه وهي تعلم جيدآ أنه سيجلس على اعصابه بينهم .. نزلوا للطابق السفلي ليتناولوا الطعام بالمطبخ فهم عائله فقيره رغم أن احد ابنائهم طبيب والاخر ضابط الا أن هذا لم يجعلهم يتكبرون بالنجاح الذي يحققه اولادهم بالاخص ليث بل جعلهم متواضعين اكثر .. على مائدة الطعام قال ليث

” أذن كرم كيف حالك مع العمل هل تشعر بالتعب منه ”

كز على اسنانه بقوه وصوت هذا الليث يجعله يشعر بالرغبه في تمزيقه ربما لأنه حقآ يغار منه فكلا والديه يحبانه .. تمالك اعصابه ليقول بلامبالاه وهو يقضم قطعه من الخيار

” كلا أنه عمل ممتع لا تشغل بالك بي اهتم بأمورك ”

لم ينزعج من كلامه فهو يحاول جاهذآ دائمآ وابدآ أن يتقرب منه ولكن بلا فائده أحنى رأسه بهدوء يداري قلبه المجروح من اخيه الصغير .. صدح صوت والدهم بأرجاء المكان قائلآ

” كرم اعرف حدودك جيدآ ولا تتخطاها هل هذا واضح أنه اخيك الكبير لا تنسى هذا ”

لم ينبس بحرف ولكن هناك من استشاط غضبآ بدلآ عنه

” ولكنه لم يقل شيئآ يا أبي ”

جرأتها في الدفاع عنه جعلت ألاب يتمتم بحده

” لا تتدخلي في امور لا تعنيكِ هيفاء .. عليكم أن تتعلموا الاحترام من ليث ”

هنا لم يحتمل كرم اكثر من ذلك نهض وقد استفزوا شياطينه ليهتف بغضب مستعر

” لقد مللت يا ابي مللت من كل هذا .. كل شيئ يجب أن اكون فيه مثل ليث ”

اخذ نفسآ عميقآ ليقول وهو يعد على اصابعه

” كن لطيفآ مثل اخيك .. كن محترمآ .. كن لبقآ .. ادرس الطب مثل ليث .. كن هادئآ .. كن .. كن .. كن .. ما هذا بحق الجحيم كل شيئ تقوله لي هو كن مثل ليث لماذا الا املك شخصيه ام يتوجب أن اكون نسخه للشخص المثالي أبنك المدلل ليث ”

كسى الالم ملامح ليث وهو غير راضٍ أيدآ عن تصرفات والده فالكل يعلم أن كرم ناجح في عمله ولا يحق لأي احد أن يقارنه بباقي الرجال فهو رجل رائع بحد ذاته .. لم يبالي الوالد بكلامه بل اكتفى قائلآ بهدوء وكأنه لم يتأثر به اطلاقآ

” اريدك أن تكون مثله لأنه رجل رائع هذا فحسب ”

تسارعت انفاسه وهو يستمع لكلمات والده التي تنهال عليها كالسهام تخترق قلبه .. ماذا عنه هو اليس رجلآ رائعآ لماذا لا يعترف به ويريده دومآ أن يكون نسخه مصغره من ليث .. منذ الطفوله وهو يقول له كن كـشقيقك الاكبر اريدك أن تحصل على اعلى الدرجات مثله اريدك أن تكون الاول على طلاب مدرستك اريدك أن تدرس الطب مثله اريدك أن تتصرف بهدوء ولا تنفعل وكل هذا مثل ليث .. ليث الذي منذ الصغر يلاحقه بكل صغيره وكبيره وعليه أن يقتدي به وهذا شيئ أجباري .. امسك صدره يحاول تهدئة جيش الغضب الذي يسيطر عليه مما جعله يضطر للخروج من المنزل تحت نداء هيفاء المتكرر له بالعوده لتناول طعامه .. قالت الام بعد أن خرج

” أنت تقسو عليه كثيرآ عزيزي ”

اجابها ببرود وهو يعاود الاكل وكأن شيئآ لم يكن

” افعل هذا لكي يكون رجلآ ”

لم يحتمل ليث الجلوس اكثر من ذلك مما جعله ينهض بهدوء وهو يحمد الله أن يديم النعمه لهم .. نظر اليه والده قائلآ بأهتمام

” بني لم تأكل شيئآ ”

هز رأسه نفيآ وهو يضحك بـتصنع قائلآ بلطف

” لقد شبعت يا ابي لا استطيع تناول المزيد ”

اومأ الاب برأسه لينصرف هو بعدها بخطوات متكاسله وسط نظرات العائله المهتمه .. توجه نحو غرفته فاليوم اجازته وذهب لـيرتاح قليلآ فهو يشعر بالتعب .. جلس على سريره يتصفح البوم الصور وجميع صور كرم كان عابسآ وكأنه ليس سعيد اطلاقآ .. تنهد بألم وكيف يكون سعيد وهو لا يتلقى معامله حسنه من والديه .. أن تصرفهم يجعلهما يبتعدان عن بعضهما وهذا ما يكرهه هو ولا يطيقه .. اما في الطرف الاخر فقد كان كرم يمشي بخطوات سريعه متجهآ نحو مركز عمله فهو لا يملك سياره لأنه لم يفكر يومآ بشراء واحده فهو يحب السير .. كان غاضبآ جدآ ينفس عنه بسرعته في السير وهو يزفر بين دقيقه واخرى وكأن اعباء الدنيا كلها موضوعه على كتفيه .. رأى في طريفه رجلآ يحمل طفلآ على كتفه في الرابعه من عمره ربما .. أبتسم لا اراديآ وهو يسمع الرجل يقول للطفل

” صغيري عندما تكبر ستصبح ضابط شرطه وسأفخر بك كثيرآ ”

أحنى رأسه ولا يعلم لما ولكن كلمات هذا الرجل خففت من غضبه بعض الشيئ وجعلته افضل حالآ رغم أنه يعلم من المستحيل ربما أن يفخر به والده ولكن عسى ولعل

“””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….




105761 مشاهدة