عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



الفصــل الـثـانـي لــ روايــة (( عـــذراء الشيطان ))

سماء داكنه باللون الاسود كقلبه تمامآ نجوم تنتشر هنا وهناك تلتمع بقوه لتثبت وجودها بدأت الامطار تهطل بقطرات متفاوته انها تقطر كما يقطر قلبه ولكن الفرق ان قلبه يقطر دمآ ‘ لن ارحم احد ‘ سأنتقم من الجميع ‘ هذا ما كان يردده بـ سره لطالما اصبحت هذه امنيته الخالده منذ تلك الحادثه الاليمه ‘ ولكـن اولويته القصوى الان حماية سيده وبعدها سيحصل على الانتقام هو ايظآ ‘ استمر بالتحديق بالسماء المظلمه وهو يقف امام النافذه من المكتب الزجاجي ‘ سمع صوت من خلفه يقول بهدوء
” مالذي تفكر فيه ؟ ”
استدار بهدوء نحو سيده هه يالها من علاقه غريبه بينهما كلاهما يفهمان بعضهما من دون كلام وكم هذا يشعره بالسعاده فـ اكثر شخص يحبه في هذا العالم يعطيه الاهتمام ويعامله كـ صديق بغض النظر عن كونه تابع له ابتسم ليقول بصوت هادئ وثابت
” افكر بالماضي سيدي ”
تجهم وجه يوسف معه حق وكيف له ان ينسى ماضيه لقد عاش عمر لحظات قاسيه لا يمكن نسيانها لقد تم تحطيمه بقسوه ياله من مسكين
” لا تفكر به كثيرآ فقد يضعفك ”
تحرك عمر نحو مكتب سيده ليقف امامه تمامآ ‘ ثبت نظراته على الاوراق التي يراجعها سيده ليقول بثقه
” ان الماضي يمدني بالقوه يا سيدي ”
رفع يوسف نظره من على الاوراق لينظر لـ عمر ابتسم ببرود وهو يقول بهمس يكاد لا يسمع
” انت على حق ولكـنه احيانآ يسبب الضعف لبعض الاشخاص ولا اريد ان تكون منهم ”
اومأ عمر برأسه بما ان هذا طلب سيده فهو سينفذه بكل ومن دون اعتراض
” حاضر سيدي لن افكر بالامر من جديد سامحني ارجوك ”
فتح فمه ليتكلم ولكن الهاتف رن ومع ذلك لم يبالي به فقال بصوت اجش
” احسنت فهذا لصالحك ”
بعد جملته هذه رد على اتصاله بصوت رزين
” الو من المتكلم .. اه مرحبآ سيده مناير .. ماذا لقد نسيت الدعوه تمامآ .. اعلم ان هذا ليس عدلآ ولكنني مشغول جدآ .. كلا لا استطيع المجيئ ربما في وقت اخر .. اعدك بذلك .. حسنآ الى اللقاء ”
انهى الاتصال وهو مقطب الجبين سأله عمر بصوت مترقب
” سيدي هل كل شيئ على ما يرام ”
نظر يوسف ناحيته من جديد ليقول بشرود
” لقد كانت السيده مناير تذكرني بدعوتها لي ”
فهم عمر مقصد سيده اذ انه ومنذ البدايه كان قد قرر انه لن يذهب ولكنه اخبرها بموافقته لكي يهينها بعدم حضوره ‘ ان سيده يحب جعل الاخرين في مواقف غريبه ‘ انها عاده لديه ويبدو انها ستلازمه دائمآ تكلم بصوته الهادئ
” انها تحاول كسب صداقتك لتكون في موقف قوي اذ انها لو حصلت عليك بجانبها فـ سيهابها الجميع ”
لم يجبه يوسف اذ انه عاد لتفحص الاوراق من جديد في حين قال مكملآ كلامه
” لم لا تجتمع مع عائلات الطبقه الراقيه سيدي عليك ان توطد علاقتك بهم ”
انزعج يوسف من ثرثرته فهو يكره ان يزعجه احد بكثرة كلامه فـ رأسه يؤلمه بسبب ذلك قال بحده ولم يرفع عينه عن الاوراق
” عمر اما ان تسكت او تخرج فأنت تزعجني بثرثرتك ”
اومآ عمر بهدوء ليعود الى حيث كان يقف قبل قليل امام النافذه

“””””””””'””””””””””””””””””””””””””””””””” “‘

في احد المقاطعات الراقيه حيث يقبع هناك منزل ضخم جدآ كان الجميع يلتف حول مائدة الطعام ويترأسها امرأه تبدو في الخمسين من عمرها ‘ قالت بصوت مليئ بالكبرياء
” حسنآ يا ساده يمكنكم المباشره بالاكل فـ السيد رويس للأسف لن يحضر ”
قطبت مريم حاجبيها لا هذا غير معقول كل هذه الاناقه والاهتمام الزائد بنفسها نهايته ان يوسف لن يأتي هذا لا يصدق ‘ في حين فكرت السيده اوزان ياله من امر مزعج لقد كانت فرصه ثمينه لا يمكن تفويتها لـ تجعل يوسف يتعرف على ابنتها ولكنه للأسف خيب كل توقعاتها بأجتماعهما معآ ‘ اما السيد حسين كان حقآ يرغب برؤية يوسف فهو يحبه كثيزآ كما انه بينهما علاقة شراكه ‘ وبالنسبه لـ سعود فقد غمرته السعاده لعدم حضور يوسف فهو لا يطيقه ‘ واخيرآ سارا لم تكن مهتمه حقآ فهي لا تعرف من هو ولا اي شيئ عنه لذلك هي لم تهتم بالامر ‘ تناولوا الطعام بهدوء وكل منهم تائه بأفكاره اذ ان عدم مجيئ السيد رويس قد غير اشياء كثيره فهم قد بنوا مخططات شخصيه لحضوره المميز ولكنه خيب امالهم ولم يأتي ‘ بعد انتهائهم من تناول الطعام توجه الجميع الى غرفة الجلوس في انتظار احضار القهوه قال السيد حسين بلطف
” لقد تمنيت حقآ حضور يوسف فهو رجل رائع وانا احترمه للغايه ”
لوى سعود فمه بأحتقار فهو لا يطيق يوسف ويبدو انه سيكره حسين ايظآ لحبه له تكلم بصوت خشن
” انه مجرد غر صغير يعتقد انه افضل من الجميع ”
تسائل حسين في نفسه لما يا ترى سعود يكره يوسف لهذه الدرجه هل بينهما عداء او ما شابه لكنه نفض هذه الفكره من رأسه فهذا شيئ لا يخصه تكلم بصوت اجش
” هذا ليس اعتقاد بل هذه الحقيقه سيد اوزان ”
تملك سعود الغضب ولكنه تمالك تفسه اذ قال بهدوء
” انه ليس افضل من احد فهو لا يزال صغيرآ رغم كل شيئ ولا يقارن برجال الاعمال الكبار ”
هنا تدخلت سارا لتقول بتسائل
” ولكن مالذي تقوله ابي اليس السيد رويس عجوز كبير في السن ”
ضحك الجميع عليها احمرت وجنتيها من شدة الخجل ولكن هي لم تقل مزحه اذن لما بحق الله يضحكون عليها بمثل هذه الطريقه ‘ زمت شفتيها بغضب وهي تقول من بين اسنانها
” لما تضحكون علي هل قلت شيئآ مضحكآ ”
هزت السيده مناير رأسها نفيآ مجيبه على سؤال سارا
” كلا حبيبتي لم تقولي شيئآ مضحكآ ولكـن السيد رويس ليس عجوزآ كما تعتقدين فهو لا يزال في منتصف الثلاثين ”
علت الصدمه ملامح سارا هل يعقل ان السيد رويس الذي تتكلم عنه والدتها كثيرآ هو رجل في الثلاثينات وليس عجوزآ ياله من امر مخجل قالت بتلعثم
” أ أنا لم اكن اعني كنت اعتقد انه رجل كبير بالسن ”
قالت والدتها بتفهم
” معك حق اذ انك لم يسبق ان رأيته ”
اومأت برأسها في حين دخلت الخادمه وهي تجر عربه بها الكثير من فناجين القهوه قال السيد حسين
” سيد شهري كيف حالك مع العمل ”
نظر الرجل المدعو الشهري نحو السيد حسين ليقول بصوت ممتن
” بخير سيد حسين شكرآ لك ”
ابتسم السيد حسين بلطف ليكمل السيد كلامه بتسائل
” كيف حال ولدك امين لما لم يأتي معك ”
ضحك السيد حسين بخفه وهو يقول
” انه مشغول للغايه بالتحقيق بقضيه جديده وهو متحمس لدرجه لا تصدق ”
هنا تكلم السيد سعود وهو يقول بصوت مليئ بالتهكم
” واي قضيه جديده هذه ”
لم ينزعج السيد حسين من طريقة سعود في الكلام معه فهو يعرف ان السبب هو يوسف ولكن لماذا فهذا شيئ لا يعرفه بعد اجاب بصوره اليه
” حدثت جريمة قتل منذ ايام وقد اخبرني امين انه نفس الشخص قام بثلاث جرائم حتى الان وقد تحداه وهو متحمس الان لكشف من هو القاتل ليسلمه ليد العداله لينال جزائه العادل ”
هز السيد اوزان رأسه بتفهم في حين قال السيد مراد الشهري
” هكذا اذن ولكن عليه ان يأخذ حذره فقد يؤذيه ”
اومأ السيد حسين ليقول بصوت واثق
” انا اثق بـ أبني امين وهو ليس شخصآ عاديآ ”

في الطرف الاخر من القاعه كانت السيده اوزان والسيده الشهري والسيده منايرx يتحدثن سويآ في حين سارا ومريم ودارين يتحدثن مع بعضهم البعض ‘ قالت سارا بصوت ساخر
” ياله من شجاع لقد وافق على تحدي قاتل ”
انزعجت مريم من سخرية سارا من اخيها ‘ بالفعل سارا مغروره وتعتبر نفسها فوق الكل ولكن لا يجب ان تسخر من اخيها امين بهذه الطريقه اذ انها تحبه كثيرآ ولن تسمح لهذا بذلك ابتدرت لترد على سارا بأنزعاج
” اوه سارا بحق الله لا تسخري من اخي ”
ضحكت سارا بأستهزاء في حين تكلمت دارين
” ولما لا نسخر منه انه رجل مزعج في الواقع كل ما قرأته عنه في الصحف يدل على انه لا يملك شخصيه ”
جن جنون مريم من كلام دارين ‘ صحيح ان الجرائد تتكلم عن اخيها بسوء وتقول انه احمق ولكنه ليس كذلك فقط من يعرفونه يدركون جيدآ من هو امين ماليري انه اروع رجل في العالم ولو لم يكن اخيها لـ كانت اعجبت به بدلآ من يوسف ان الاختلاف بينه وبين السيد رويس كبير جدآ قالت بأستهجان وهي تدافع عن اخيها
” اوه حقآ ومن برأيك افضل من اخي هاه ‘ ان كل ما يقال في الجرائد مجرد كذب ولا صحة له ”
نظرت كل من دارينx و سارا نحو بعضهنا وكانت الصدمه تعلو الملامح وبعذها انفجرا في الضحك بخفوت قالت سارا من بين ضحكاتها
” لقد كنا نمزح ما بك مريم ”
اكملت دارين عوضآ عنها
” انتِ تصدقين كل كلمه ”
قطبت مريم حاجبيها ما هذا هل كانا يمزحان معها طوال الوقت بينما هي اخذت الامر بجديه ولكن لما هي غاضبه هي لا تعلم ما السبب ولكنها تشعر بالانزعاج ربما لأن يوسف لم يأتي ولكن هذا لا يهم الان فهي بجانب صديقتيها قالت بأبتسامه عريضه
” يالكما من مخادعتين لقد اعتقدت حقآ انكما تسخران من اخي انتما مشاكستين ”
رفعت سارا حاجبيها بأستنكار لتقول بصوت حزين مليئ بـ البرائهx وهي توجه كلامها لـ دارين
” اوه دارين هل انا مشاكسه ”
وبدأت ترمش بعينيها بقوه ‘ كانت دارين تمسك نفسها عن الضحك وهي تقول
” انتِ بريئه كالاطفال بل اكثر منهم لا تهتمي لكلام مريم انها تغار منك ”
ابتسمت سارا لتعود من جذيد تنظر نحو مريم وهي تقول بخبث مصطنع
” ارأيتي انا لست مشاكسه ”
هنا لم تستطع مريم امساك نفسها فـ انفجرت بالضحك بكل قوتها مما اثار انتباه جميع الجالسين ‘ ابتدرت السيده مناير تقول بصوت لطيف
” مالذي تتكلمون عنه هاه ‘ نريد ان نضحك معكم ”
نكست مريم رأسها وهي تكتم ضحكتها لتقول بخفوت
” كـ كلا لا شيئ مهم ”

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””” ”

في احد المطاعم الراقيه كان يجلس على الطاوله بكل هدوء وهو يحتسي القهوه تكلم بهمس وهو يحدث نفسه
” واعلم ان الكثير والكثير من الجرائم في انتظاركمx YR لقد صرح بكل جرأه انه سيستمر بجرائمه ولكن من عساه يكون وما دافعه لفعل ذلك ”
قطب حاجبيه بأنزعاج سحقآ كم يكره ان يكون كالاحمق لا يعرف شيئآ ‘ YR ‘ ما معنى هذا الرمز لما لا يستطيع حله لطالما كان ذكائه يجعله مميزآ لطالما اثتى عليه القائد لأستطاعته حل رموز كثيره ولكن الان ها هو عاجز عن فك شيفره مكونه من حرفين ‘ قاطع استرسال افكاره رنين هاتفه ‘ ضغط زر الاجابه ليتكلم ببرود
” الو .. نعم انا امين ماليري .. ماذا قلت .. لا بد انك تمزح .. حاول ذلك وسترى .. لا تغلق الخط انتظر ”
بعد جملته هذه اغلق الطرف الاخر الخط في حين كان امين مصدومآ ‘ من هذا ومالذي يريده منه لقد قال له انه سيقتله قال انه لم يبقى على موعد رحيله سوى اسبوع واحد ‘ هل يعقل انه نفس الشخص ‘ ولكن هذا غير معقول فـ الرساله تتحذث عن تحدي وليس عن محاولة اغتياله هو ‘ اذن هل من المعقول ان الشخص الذي اتصل به للتو ليس الرجل ذاته الذي يلاحقه ‘ لكن ان كان هذا صحيح فمن هذا الرجل ولماذا يريد تصفيته ‘ تبآ للجميع ‘ نهض من مكانه ووضع الحساب على الطاوله في حين اسرع بالخروج ‘ عند باب المطعم اصطدم برجل ما لم يكلف نفسه عناء النظر اليه او الاعتذار بل اكمل طزيقه مسرعآ ‘ لم يكن الرجل سوى يوسف كان يقف بكل ارستقراطيه وهو يحذق بـ أمين الذي يسير بسرعه كالمجنون قطب حاجبيه في حين قال عمر
” سيدي انه امين ماليري ”
لم يكن بحاجه ليخبره بذلك فهو يعرفه مسبقآ ابتسم يوسف ببرود ليقول بصوته الهادئ
” يبدو انه مستعجل جدآ ”
في الطرف الاخر حيث يتواجد امين ‘ كان يسير بسرعه والمطر يتساقط عليه ركب سيارته لينطلق بها بكل قوه ‘ كانت انفاسه تتلاحق ‘ لما يسعون لقتله هل يعقل انه يشكل خطر عليهم ولكن من هم وما هو الخطر الذي يسببه ‘ هذا اذا كان يسبب الخطر اذ انه ربما يكون عداء شخصي ولكن هو ليس له اعداء ‘ ســـحقآ رأسه سينفجر ان استمر بالتفكير هكذا ‘ تنهد بقوه واخرج هاتفه من جيب بنطاله ضغط على بعض الارقام ووضع الهاتف على اذنه لكنه لم يتلقى اجابه ‘ استمر بالاتصال كرات ومرات ولم يتلقى اجابه ‘ رمى هاتفه على المقعد الاخر وهو يتمير من الغضب
” سحقآ اين انت عندما احتاجك ”
ركن سيارته على جانب الطريق ‘ اطفأ المحرك في حين وضع رأسه على المقود وهو منزعج للغايه لم يكن يشعر بالخوف مطلقآ ولكن جهله بالامور التي تحدث الان يجعله غاضبآ للغايه ولا يطيق اي شيئ ‘ رفع رأسه عن المقود وتنهد يعمق ليهمس لنفسه
” ايآ كان من يلعب معي الان فـ سأجعله يندم ”
فجأه رن هاتفه اسرع بألتقاطه ليرى من المتصل بعد ذلك اجاب وهو يضعه على اذنه
” الو عبد الله .. نعم لقد اتصلت بك لأسألك عن شيئ ولكن لم يعد مهمآ .. قلت ليس مهمآ كف عن الازعاج .. لا وقت لدي للثرثره اكثر من ذلك وداعآ ”
اغلق الخط من دون ان يسمع الرد ‘ ارخى رأسه على المقعد في حين دوى صوت الرعد بقوه كان يتنفس بأنتظام علت وجهه نظره مليئه بالحزن ليقول بضعف شديد
” اشتقت اليكِ كثيرآ ”
رن هاتفه من جديد التقط الهاتف ببطى واجاب على الاتصال قائلآ بصوت مبحوح
” الو .. نعم انا امين .. ماذا .. انتظر لحظه ماذا تعني بكلامك هذا .. هل تمد لي يد العون .. لماذا .. انا لا اعرفك لكي تقول اننا اصدقاء .. كيف عرفت هذا .. فهمت ايمكننا ان نلتقي .. لما لا .. حسنآ حسنآ ايمكنني معرفة اسمك .. ولماذا تهتم لأمري هاه .. ارجوك انتظر لا تغلق الخط حسنآ لا بأس سنتعاون ما رأيك .. اتفقنا .. وداعآ ”
مالذي يجري هل هو يعاني من الحمى ام انه اصيب بالجنون ‘ الاول يتصل ليقول انه سيقتله والاخر يقول انه سيحميه ‘ ما هذه المهزله بحق الله سيجن بكل تأكيد انه لا يحتمل ما يحصل الان ‘ لقد قال انه سيحميه قال ان امين شخص مهم بالنسبة له ولا بد ان يبقى على قيد الحياه قال انه لن يسمح لأحد بأذيته ولكن لماذا ما السبب الذي يدفعه لحمايته ‘ ضرب رأسه بالمقود وهو يصرخ بصوت عالي مليئ بالالم
” ربــــاه ســـاعـــدنـــي ”

“”””””'””””””””””””””””””””””””””””””””””””” ‘

الان الساعه الـ 23:45 ان الوقت متأخر للغايه ولكنه امره بأحظار المعلومات اليوم وهو قد نفذ مطلبه ‘ استجمع شجاعته لا بد ان يخبره الان فهو مهتم بالموضوع كثيرآ ولن يغضب منه ‘ تناول هاتفه الموضوع على الطاوله ضغط بضغة ازرار ليضع الهاتف من بعدها على اذنه ‘ بعد دقائق تلقى الرد
” الو سيد سعود .. سيدي انا اسف للأتصال بهذا الوقت المتأخر .. في الواقع لقد اردت اخبارك عن الرجل الذي تطاول على ابنتك .. نعم سيدي .. الحقيقه ان الرجل ليس عاديآ .. سيدي انه السيد يوسف رويس حسب المعلومات التي وصلتني قيل ان احد الندلاء اسقط البوضه على حذائه وهكذا حدث ما حدث .. نعم سيدي .. الى اللقاء ”
اغلق الخط وهو ينظر لهاتفه لقد كان السيد سعود مندعج كثيرآ يبدو ان المشكله ستكبر فالسيد اوزان لن يسكت عن اهانة ابنته والسيد رويس رجل لا يمكن اخضاعه او تدميره او حتى جعله يعتذر ‘ اذن مالذي سيحصل فهذا شيئ لا يعرفه سوى الله ‘ دخلت الغزفه امرأه تبدو في منتصف العشرين من عمرها لتقول بصوت خجول
” كريم الم تنم بعد ”
نظر نحوها وهو يبتسم بلطف
” كلا لقد كنت انتظرك ”
ابتلعت ريقها سحقآ مالذي ستفعله الان كيف ستهرب منه قالت بتلعثم
” أ أنا حـ حسنآ لقد نسيت بعض الاشياء في قاعة الجلوس ”
استدارت لتهرب من الغزفه بسرعه ولكنه سبقها وامسك بيدها وهو لا زال يبتسم قال بحنان
” الى اين سمر ”
لم ترفع عينيها عليه بل قالت وهي تنظر للأرض
” لـ لقد نسيت هاتفي سأذهب لأحضره ”
زم شفتيه كالاطفال ماهذه الكذبه الغبيه هل هو طفل لتقول له هذا قال بخفه
” دعينا منه الان ”
امسك وجهها بين يديه وقام بتقبيلها من خدها الايسر وهو يقول بحب
” لقد اشتقت اليكِ كثيرآ ”

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””‘ “‘

كانت السماء ملبده بالغيوم السوداء في حين قطرات المطر بدأت تتساقط بغزاره دوى صوت الرعد ليثبت وجوده في هذه الارض الصغيره في حين برقت السماء لتبدو بمنظر مخيف ‘ في منزل عائلة اوزان كان يجلس على الاريكه في قاعة الجلوس وهو مقطب الجبين نظرت اليه ميرفات لتقول بصوت مضطرب
” حبيبي سعود مالذي سمعته ليعكر مزاجك هكذا ”
نظر نحوها بحده تكلم بصوت منزعج
” أتعلمين من الرجل الذي تعرض لـ سارا ”
قطبت حاجبيها بأستنكار وهي تجيبه بتسائل
” كلا لا اعلم ”
قال بصوت حاد قاسي كنظراته
” انه يوسف رويس لقد اهان ابنتي امام الجميع ”
علت الدهشه ملامح ميرفات هذا لا يصدق لقد كانت تخطط للقائهما منذ وقت ‘ ولكن الان وبعد ان التقيا بهذه الطريقه السيئه مالذي يتوجب عليها فعله ‘ ظلت صامته وهي في عالم اخر لا يحيط بها شيئ سوى الافكار السوداء ‘ ناداها سعود كرات ومرات لكنها لم تسمعه اخيرآ صرخ بقوه
” ميرفات اين شردت بحق الجحيم ”
نظرت نحوه بهلع وهي تقول
” اوه ما بك لقد اخفتني ”
مالذي تفكر فيه زوجته لما صمتت عندما قال لها ان يوسف هو المسؤول قال بتشاؤم
” اين ذهبت بأفكارك هل سمعتِ ما قلت ”
هزت رأسها ايجابآ لتقول بصوت لا يعبر عن شيئ
” اذن يوسف هو المسؤول عن نزول دموع ابنتي الصغيره ياله من امر مؤسف ”
مالذي تقوله هذه المرأه حتى انه لم يتوقع ردة فعلها البارده هذه بل كان يعتقد انها ستغضب وتتوعد لـ يوسف ولكن كل هذا لم يحصل لماذا يا ترى ‘x ‘
في الطابق العلوي بغرفة سارا كانت مستلقيه على السرير ومغطاه بكل قوه وهي تضع اصبع يدها في اذنيها ‘ انها تخاف من الرعد يجعلها تشعر بشيئ غريب كأن روحها ستقبض ‘ انسابت دموعها على وجنتيها في حين توالت شهقاتها وهي تئن بصمت سمعت طرقات على الباب قالت بخفوت
” ادخل ”
دلفت من وراء الباب الخادمه نور ‘ اقتربت بسرعه من سارا وضمتها بين ذراعيها وهي تهدئ من روعها
” لا تخافي حبيبتي انا معك ”
تعلقت بثياب نور بقوه وهي تشاهق وتقول
” انه مخيف مخيف جدآ اشعر كأنني سأموت ”
اباسمت الخادمه بحنان لطالما كانت سارا تخاف من الرعد منذ ان كانت صغيره صحيح انها فتاه مشاكسه احيانآ ولا تسمع الكلام ولكنها من الداخل هشه للغايه ‘ فقط الذي يهتم لأمرها حقآ سيدرك ذلك ‘ قالت بهمس
” يومآ ما ستتزوجين يا سارا وترحلين من هذا البيت لأبقى وحيده من بعدك ‘ وحينها زوجك سيضحك عليك ان عَلِمَ أنك تخافين من الرعد سيقول انك جبانه ولا تملكين ذزه من الشجاعه ”
رفعت سارا وجهها لتنظر لخادمتها نور لطالما احبتها وستظل تحبها فـ نور هي والدتها وليس ميرفات ‘ نور هي التي ربتها واعتنت بها هي التي علمتها كل شيئ ‘ قالت بخبث وهي لا تزال تشعر بالخوف
” انا لن أتركك ابدآ نور هل تفهمين ”
ابتسمت نور ابتسامه عريضه لتجيب قائله
” لا بد أن يأتي اليوم الذي تقعين فيه بالحب وحينها ستتحمسين لتكوني زوجته وليس كما تقولين الان ”
صمتت سارا وفجأه تذكرت ذلك الرجل الغريب الذي التقت به في المطعم ‘ تذكرت شكله ملامحه كان وسيمآ للغايه ولكنه حقير بلا مشاعر فـ كيف له ان يتصرف بقسوه مع ذلك النادل المسكين قالت بأحتقار
” ياله من بغيض ”
تفاجأت نور من كلام سارا ولم تفهم مالذي تعنيه فقالت بتسائل
” من هو هذا ”
ابتعدت سارا عن حضن نور وجلست بأعتدال وكان قد توقف الرعد تكلمت بصوت مغتاظ
” انه رجل التقيت به بـ مطعم هولي سموك اهان النادل وانا دافعت عنه فـ اهانني انا ابظآ ”
علت الدهشه ملامح الخادمه ليس من اهانة الرجل لـ سارا بل لأن سارا دافعت عن الرجل فـ هذا ليس من طبيعتها المتكبره ‘ قالت بصوت حاولت ان يكون طبيعيآ وهي تسألها
” هل دافعتِ عن النادل يا سارا ”
زمت شفتيها كـ طفله صغيره وقالت بأعتراض
” نعم ساعدته لما انتي مستغربه هكذا هل انا سيئه لهذه الدرجه ”
قالت الخادمه على الفور
” كلا كلا ولكني تفاجأت قليلآ ‘ فهذه ليست من عادتك ”
ابتسمت سارا بهدوء وهي تقول بتسائل
” حتى انا تفاجأت من تصرفي لم اكن اتوقع انني سأفعل ذلك ‘ كل ما اعرفه ان هناك شيئآ غريبآ دفعني لذلك ”
اومأت نور برأسها ‘ فكرت في نفسها هل من المعقول ان سارا انجذبت للرجل الغريب ام ان طبيعتها المدفونه هي من هبت لمساعدة النادل ارادت ان تعرف السبب الحقيقي لذلك قالت بخبث
” حبيبتي سارا اخبريني بصدق هل كان رجلآ جذابآ ”
هذه الجمله جعلت سارا تعود للوراء لتتذكر شكله جيدآ ‘ هو لم يكن رجلآ عاديآ كان يبدو عليه الثراء الفاحش ‘ هناك شيئ يميزه عن غيره بل اشياء كثيره لكن لا تعلم ما هي كل ما تعرفه ان هاله مخيفه جدآ تلتف حوله تجعل كل من يراه يصبح اسير عالمه الغامض ‘ منذ ان رأته وهو لا يغيب عن خيالها مطلقآ ‘ ما السبب يا ترى ‘ قاطعت استرسال افكارها الخادمه نور وهي تقول
” سارا الى اين ذهبتي ”
نظرت نحوها وهي تقول بشرود
” لقد كان رجلآ لا مثيل له ‘ عندما وقعت عيناي عليه لم استطع ان ابعدهما عنه كأنه مغناطيس يجذب كل شيئ نحوه ”
حملقت بها نور بدهشه هل من المعقول ان سارا تتكلم عن رجل بمثل هذه الطريقه ‘ اذن قد تكون وقعت في غرامه من دون ان تدري ‘ نهضت نور من مكانها وتوجهت نحو النافذه وقفت امامها وهي تنظر للمطر المنهمر بكل قوه وحريه قالت بصوت غامض
” هذه هي البدايه اذن ”
لم تفهم سارا مغزى كلام نور ولم تكلف نفسها السؤال بل عادت تستلقي على السرير بكل هدوء تنشد النوم ان يطرق ابواب جفنيها ‘ تكلمت بهمس لا لا يسمعه غيرها وهي تحدث نفسها
” كم اتمنى ان انسى ذاك اللقاء المشؤوم ”

“”””””””””'”””””””””””””””””””””””””””””””” “‘

اشرقت الشمس لتعلن عن يوم جديد كانت السماء صافيه والجو لا بأس به ‘ صوت زقزقة العصافير يمليئ المكان ‘ كان رائعآ حقآ الطيور تحلق في السماء بكل حرية بينما هي نائمه وعلى وجهها ابتسامه جميله ‘ طُرق الباب ليدخل من دون ان يسمع الاذن بذلك ‘ رأها نائمه بكل برائه ‘ يبدو انها تحلم حلمآ جميلآ اذ انه السبب الوحيد لتبتسم وهي نائمه ‘ اقترب من السرير بخطوات بطيئه ولكن واثقه وقف امامها وهو يحدق بوجهها البريئ ‘ تنهد بأرتياح وهو يراها بخير في حين اقترب منها ليطبع قبله دافئه على خدها وهو يبتسم بحب ‘ تململت وفتحت عينيها ببطئ عندما رأته صُدمت بشده نهضت لـ تعدل من جلستها ولكن بصعوبه وقالت بصوت مصدوم
” امين مالذي تفعله هنا كيف دخلت من سمح لك بذلك ”
ابتسم بلطف وهو يجلس على السرير لطالما هي هكذا تسأل عن كل شيئ ولكن هذه المره من حقها السؤال فكيف سمح اخيها له بالدخول قال بمرح
” لقد سمح لي اخيك بالدخول مع انه اخبرني انك الان نائمه ولكنني اصريت على رؤيتك وهكذا وافق ”
نكست رأسها بحزن وقالت بصوت يملؤه الالم
” مالذي تريده الان يا امين ”
وضع يده على ذقنها ورفع وجهها ليصبح مواجهآ له قائلآ بصوت عذب
” أتيت لـ رؤيتك لقد اشتقت اليك ”
ابعدت يده عنها وادارت بوجهها بعيدآ عنه وهي تقول
” امين لو سمحت لا اريد رؤيتك من جديد هل تفهم لو سمحت ارحل الان ولا تعود ابدآ ” ..
استيقظ من نومه مفزوعآ سحقآ لقد كان حلمآ كانت انفاسه تتلاحق بقوه كأنه كان يركض ‘ مالذي يجري له ‘ وضع يده على قلبه ليهدئ من روعه ‘ رن في اذنيه صدى كلماتها ‘ لا اريد رؤيتك ‘ ارحل ولا تعود ابدآ ‘ علت وجهه مسحه من الحزن في حين وضع يده على جبينه لـ يمسح العرق الذي يغطيه ‘ لقد رحلت ولم تبقى سوى ذكرياتها لم يبقى له سوى الالم رحلت سعادته الى الابد ‘ نهض من سريره بكل هدوء واتجه نحو خزانة الملابس فتحها ليلتقط منها ستره سوداء مخططه باللون البني اخرج من جيبها صوره لأمرأه ما وضعها على قلبه وهو يقول بهمس متعذب
” استمعي الى دقات قلبي التي تنادي بأسمك ‘ لا زلت احبك وسأظل كذلك حتى النهايه ”
عاد ينظر للصوره من جديد فـ نزلت دمعه يتيمه من عينه تفضح حزنه الابدي مسحها على الفور واعاد الصوره لمكانها وتوجه نحو الحمام وهو يردد في سره
” لا يجب ان اكون ضعيفآ ‘ سأنتقم اقسم بأنني سأنتقم ممن دمر حياتي ”
بعد وقت قصير خرج من الحمام وهو يلف منشفه بيضاء حول خصره ويضع اخرى على كتفيه وهو يجفف شعره المبلل ‘ ارتدى ثيابه على عجل وتوجه للأسفل ليتناول فطوره ‘ على مائدة الطعام كان يجلس كل من مريم والسيد حسين ‘ دخل امين وهو يرسم ابتسامه لطيفه على وجهه القى التحيه على ابيه واخته وجلس ليتناول طعامه بهدوء ‘ نظرت مريم نحوه بحب وهي تقول بصوت مليئ بالحنان
” لقد افتقدناك امس في سهرتنا عند السيده مناير ”
نظر نحوها وهو يأكل بهدوء ولم يقل شيئآ في حين تكلم السيد حسين
” لقد تخلف يوسف عن المجيئ قال ان لديه اعمال ”
اومأ امين برأسه فهو كان واثق ان يوسف لن يأتي ولم لم يكن واثقآ لكان ذهب هو ايظآ ليراه قال ببرود
” كنت متأكدآ من عدم مجيئه الم اقل لك ذلك ”
هز السيد رأسه فـ تكلمت مريم على الفور
” كيف علمت انه لن يأتي ”
لطالما شعر ان شقيقته معجبه بـ يوسف فهي لا تكف عن السؤال عنه ولا عن تتبع اخباره وكأنه غبي ليخفى عليه امر مهم مثل هذا قال بعدم مبالاه
” ان رجلأ مثله لا يهتم بـ هذه الامور السخيفه ”
نكست مريم رأسها لطالما تمنت رؤيته او بالاصح ان يراها فهي قد رأته مرات عديده ولكن القدر لم يشأ ذلك ولم يعطيهما الفرصه ليلتقيا وجهآ لوجه ‘ ربــاه متى اللقاء ‘ نهض أمين من مكانه وهو يقول ببرود
” انا ذاهب للعمل ”
استدار على عقبيه خارجآ من الصاله تاركآ خلفه هدوء مميت يملئ المكان ‘ كسر الصمت صوت السيد حسبن وهو يقول بأنزعاج
” اتسائل الى متى سيبقى امين هكذا انه يزعجني بتصرفاته الغريبه ”
قالت مريم بشرود
” لا بد انه يخبئ شيئآ فهو لم يكن هكذا ”
هز والدها رأسه بصمت وعاد يأكل من جديد

“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””” “”

ضوء اشعة الشمس يخترق الزجاج لينير المكتب بأكمله كان منظره ساحرآ للغايه بينما يوسف يتوسطه جالسآ على كرسيه بكل هدوء وهو يتناول قهوته ‘ كان يرتدي النظارات الطبيه لتضفي الى شكله رونقآ خاصآ من الجمال ‘ كأته الملاك بحد ذاته ولكن وياللأسف خلف هذا المضهر الأنيق والجذاب يكمن شيطان خطير يريد تدمير الكل ‘ رفع سماعة الهاتف ليقول ببرود
” اطلبي لي باري ”
بعد هذه الكلمات القصيره اغلق السماعه ‘ اخرج قلم فضي اللون من جيب سترته وقع على ورقه امامه وهو يفكر بـ كلام باري عن وليد لطالما كان يعلم انه خائن ولكنه لن يعاقبه الان بل سينتظر قليلآ ليصفيهم واحدآ تلو الاخر ‘ طرق احدهم باب المكتب قال بهدوء
” ادخل ”
فُتحت الباب ليطل من ورائها باري ‘ سار بخطوات رزينه ووقف امام سيده ليقول بثبات
” سيدي لقد طلبتني ”
اشار يوسف بيده ليجلس ‘ جلس باري بكل هدوء في حين ابتدر يوسف قائلآ ببرود
” اخبرني باري هل حدث اي جديد ”
هز رأسه نفيآ وهو يقول بأستغراب
” كلا سيدي لم يفعل شيئآ منذ اخر مره اخبرتك عنه في الواقع انه يبدو مسالمآ للغايه هذه الايام حتى انه يتودد للموظفين ”
لم يقل يوسف اي شيئ بل كان يعبث بقلمه الفضي وهو مقطب الجبين اكمل باري كلامه
” لقد قال لي انه يحترمني للغايه لأني موظف مخلص في عملي وقد قال لي اننا سنعمل سويآ عما قريب ”
نظر اليه بحده هكذا اذن فـ وليد يخطط لشيئ كبير وليس مجرد اختلاسات ‘ هه ياله من امر ممتع سيسره للغايه ان يبدو كالاحمق امام وليد ليفاجئه بالنهايه بطريقه لا يمكن توقعها ولكن عليه الان ان يفسح له المجال ليبدع بأفكاره الغبيه ‘ عاد بجسده للخلف ليسند ضهره على الكرسي تنهد بكل ارتياح وتعلو وجهه ابتسامه بارده ولكنه بقي صامتآ ‘ قال باري بتسائل
” سيدي ما الامر تبدو مرتاحآ هل هذا يعني حقآ انك ستترك وليد يفعل ما يشاء ”
فتح فمه ليتكلم لكنه عاد واغلقه من جديد وهو يفكر صحيح ان باري جاسوس بارع للغايه ولكنه لا يستطيع فهم ما يدور بعقل يوسف ‘ لكن هل يوجد من يستطيع فهم تصرفات يوسف بالطريقه الصحيحه ‘ كلا لا اعتقد انه بوجد احد في هذا العالم يفهمه ربما فقط عمر يفهمه قليلآ بعض الشيئ ‘ مع ان يوسف هو من يسمح لـ عمر بفهم تصرفاته ‘ كيف ! لا احد يعرف ذلك ‘ تكلم يوسف اخيرآ بصوت مملؤء بالبرود
” باري انت احمق هل تعلم هذا ‘ انت تعتقد انني يجب ان اتصرف بسرعه ولكن هذا ليس صائبآ انا اريد ان ادمر وليد تمامآ ولكن يوجد الكثير من الاشياء يتوجب ان افعلها اولآ وبعدها سنتفرغ لـ وليد هل تفهم ”
هز باري رأسه بأنصياع وعلى وجهه ابتسامه خبيثه
” لم تتغير سيدي لا تزال الافضل على الاطلاق ”
صحيح هو ما يزال كما كان وسيظل كذلك هذه هي طبيعته منذ ان اتى لهذه الدنيا وهو على نفس الحال ولكن الفرق الوحيد انه في سن معين من عمره اصبح الانتقام هدفه الوحيد ‘ الكره الحقد هذا ما يملئ قلبه فحسب ‘ لطالما شعر بالاستغراب مما يسمى بالحب فهو لا يؤمن بوجوده انه يعتقد ان كل من يتكلم عن الحب ما هو الا احمق غبي ولذلك فعالمه مليئ بالكراهيه وسيظل كذلك للأبد ‘ تكلم بخفوت
” باري اريدك بمهمه خاصه ”
تفاجأ باري اذن دعوة السيد يوسف ليس للسؤال عن وليد بل هناك شيئ اخر ‘ قال بـ تزقب وثبات
” تحت امرك سيدي ”
نهض يوسف من كرسيه وتوجه نحو النافذه لينظر من خلالها للعالم المعزول ‘ تكلم بصوت مبحوح ‘

عند سكرتيرة يوسف ‘ تقدم رجل بخطوات غاضبه وهو يقول بحده متناهيه
” اريد رؤية يوسف ”
تفاجأت السكرتيره من تصرفه ولا سيما انه رجل اعمال مشهور قالت بهدوء واحترام شديد
” سيدي هل لديك موعد مسبق مع السيد رويس ”
سحقآ لها هو ليس بحاجه لموعد مسبق ليتكلم معه وسيراه رغم انف الجميع ‘ قال بقسوه
” كلا ليس لدي ولكني لن اتزحزح من هنا قبل ان اراه اتفهمين هيا اتصلي به واخبريه انني اود رؤيته ”
قالت بصوت ثابت
” حسنآ سيدي ”
اتصلت بالسيد يوسف قالت بهدوء
” سيد يوسف ان السيد اوزان يريد رؤيتك حالآ .. فهمت .. حسنآ سيدي ”
اغلقت السماعه لتوجه نظراتها نحو السيد سعود
” سيدي انه مشغول سيراك فيما بعد ”
هكذا اذن فـ يوسف الوغد يحاول اهانته كما فعل مع ابنته ‘ لم يستمع لكلامها توجه نحو باب المكتب ليفتحه بكل قوه وهو يقول بغضب عارم
” هييي انت يوسف اسمعني جيدآ ”
نظر يوسف نحو سعود ببرود ولم يقل شيئآ ‘ في هذه الاثناء تقدم رجلان قويا البنيه ليمسكا سعود بقوه وهما يقولان بهدوء
” لا ترفع صوتك في حضرة السيد رويس اتفهم يا سيد ”
تفاجأ سعود من هذا الموقف سحقآ لقد اذهبوا بماء وجهه قال يوسف ببرود
” خذ موعدآ من السكرتيره وحينها سنتكلم سويآ ”
وجه كلامه للحرس وهو يكمل
” خذوه من هنا لقد ازعجني بتصرفه الاحمق ”
جن جنون سعود من كلام يوسف في حين اخذوه الحرس بعيدآ واغلق باري الباب بكل هدوء ‘ عاد بأنظاره نحو سيده ليقول بصوت واثق
” لقد كان تصرفآ غبيآ منه ”
اومآ يوسف برأسه وهو يقول بهدوء
” لقد اتى لسبب تافه انا اعلم هذا ”
في مكتب السكرتيره كان سعود يتنفس بقوه ويقف خلفه الحرس قالت السكرتيره بصوت هادئ
” بعد غد يمكنك رؤية السيد رويس الساعه 6:30 يا سيد اوزان ”
اومأ برأسه بكل غضب وخرج من المكتب وهو يلعن ويسب يوسف تبآ له لقد مرغ كرامته بالارض لم يجعل له اي اعتبار سحقآ له ولكل من يتبعه

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””” ”

منزل متوسط الحجم ولكنه مليئ بالحب حيث يسكن كل من كريم وسمر ‘ في غرفة الجلوس كانت لوحدها تجلس على الاريكه بكل هدوء وهي تتصفح مجلة ما ‘ كانت مستمتعه كثيرآ بقرائتها ‘ فجأه تذكرت كريم ليلة امس احمرت وجنتيها بقوه وهي تتذكر كيف كان يعاملها ‘ لقد قال انه يحبها قال انه لا يستطيع العيش من دونها ‘ في الواقع هي ايظآ تحبه ولكن لا تستطيع الاعتراف فهي تشعر بالخجل ‘ زمت شفتيها وهي تهز رأسها يمينآ ويسارآ بكل قوتها محاوله ان تنفض ذكريات ليلة امس ‘ رمت المجله بعيدآ عنها وهي تقول بصراخ
” هييي كريم ابتعد عن افكاري ”
سمعت صوتآ ضاحكآ جعلها تجفل
” لماذا هل انا ازعجك كثيرآ ”
فتحت عينيها على اتساعهما عندما رأت كريم يقف امامها مباشرة يستند على الباب ‘ ابتلعت ريقها بصعوبه ووجهها اصبح كـ حبة طماطم حمراء في حين نكست رأسها للأسفل ‘ اقترب منها وهو يقول بلطف
” لقد نسيت هاتفي وعدت لأخذه ولكنني لم اتوقع انني سأرى هذا الموقف الرائع ”
شعت عيناه ببريق الحب وهو يمسك بذقنها ويتغرس بملامح وجهها الطفولي الرائع ‘ قرب وجهه منها وانفاسه تلفح وجهها ازدادت دقات قلبها وهي تشعر انها على وشك الاغماء ‘ ربـــاه ‘ انها لا تحتمل قربه هكذا ‘ فجأه ومن دون سابق انذار اطبق بشفتيه على شفتيها ليطبع عليهما قبله عميقه يعبر فيها عن المشاعر التي تختلج بداخله ابعد شفتيه بصعوبه بالغه واحتضنها بكل قوته وهو يقول بهمس مليئ بالحب
” احبك بشده سمر انا لا اتخيل حياتي من دونك ”
لم تعرف مالذي تقوله ولكنها تشبثت به بقوه لتعبر له على انه مهم لها قال بصوت مختنق من العاطفه
” الن تقولي ماذا اعني لك لطالما حلمت بسماع ردك على كلماتي هذه ”
تعلقت به اكثر وقد بدأت دموعها تنهمر بقوه على وجنتيها انها خائفه للغايه هي لم تجرب الحب من قبل لذلك هي تشعر بالرهبه من كريم هي تخاف منه للغايه تخاف ان يتغير نحوها فـ يحطمها بقسوه ‘ ابتعد عنها لينظر لوجهها اعتلت الصدمه ملامحه عندما رأى دموعها ‘ بدأ يتراجع بخطواته للوراء ببطئ كان يلوم نفسه لما فعلته للتو لقد عادت اليه ذكريات ليلة زفافهما كيف كانت تبكي عندما اقترب منها ‘ حتى ليلة امس كانت تبكي بشده عندما لمسها ‘ لماذا لماذا تكره اقترابه منها لهذه الدرجه هل هو سيئ ‘ قال بصوت متألم حد النخاع
” انا اسف ”
هرع واخذ هاتفه واتجه بسرعه ليخرج من المنزل لقد شعر ان قلبه قد تحطم الى اشلاء ركب سيارته وانطلق بكل قوته ‘ في الجهه الاخرى حيث كانت سمر تجلس على الاريكه وهي تبكي بشده ‘ شعرت بالندم لأنها لم تخبره بمشاعرها نحوه ولكن مالذي تستطيع فعله اذ انها تخاف منه للغايه ولا يمكنها ان تفعل شيئآ لتتخلص من هذا الخوف اذن لما لا يحاول مرارآ لينجح بأزالة هذا الخوف لماذا لا يحاول ‘ نهضت من السرير بتثاقل وتوجهت نحو غرفة نومهما فتحت الباب نظرت للمكان بأكمله وهي تتذكر كل ما جرى بينهما في هذه الغرفه ‘ تقدمت ببطئ نحو السرير ‘ استلقت عليه وهي تشعر بالتعب ‘ لقد مر على زواجهم شهر ولكنهما للأن يبدوان وكأنهما قد تزوجا بالامس ‘ تنهدت ببطئ ياله من مؤلم هذا الشيئ المسمى بالحب

“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””” “”

الغضب العارم هذا ما يجوش بصدره الان انه ليس بمزاج جيد ابدآ لقد مرغ بكرامته الارض ذلك التافه اهانه بطريقه لا تغتفر سيجعله يندم نعم سيفعل ذلك ‘ رفع السماعه ليتصل بالسكرتيره
” اريد كريم حالآ .. ماذا تعنين انه لم يأتي بعد .. حسنآ عندما يصل اطلبيه لمقابلتي ”
اغلق السماعه وهو يحاول كبت غضبه سحقآ لقد نجح بوسف في اثارة اعصابه ‘ هه قال بعد غد يراه قال ‘ من يعتقد نفسه انه مجرد حشره لا قيمة لها ‘ بعد مرور 17 دقيقه طرق احدهم الباب ليدخل مباشرة وهو يقول
” سيد سعود لقد طلبتني ”
اومآ سعود برأسه وهو يقول بتحفظ
” نعم كريم في الواقع هناك امرأه سـتأتي من المانيا وهي تحتاج الى مرافق فكما تعلم انها زبونه مهمه ولن اجد من هو افضل منك للأعتناء بها ”
هز كريم رأسه بالايجاب وهو يقول بهدوء محاولآ اخماد النار التي تشب في جوفه لقد تحطم قلبه تمامآ لقد رفضته زوجته التي لطالما احبها منذ 6 سنوات وبعد ان اصبحت ملكه اتضح انها تكرهه
” حاضر انا تحت امرك سيد سعود ”
نظر نحوه السيد سعود بنظرات متفحصه ليقول بعدها بصوت دافئ يراعي فيه مشاعر كريم
” هل انت بخير كريم لماذا اراك على غير طبيعتك اذ تبدو حزينآ ما السبب ”
لم يقل كريم شيئآ بل اكتفى بأن نكس رأسه للأسفل اكمل سعود كلامه
” ان كنت لا تريد الاعتناء بالسيده فلا بأس ”
قال كريم على الفور
” كلا سيدي الامر ليس كما تعتقد اذ انه يسرني مرافقة السيده ”
اومأ سعود بتفهم
” يمكنك الانصراف الان عندما احتاجك سأطلبك ”
انصرف كريم بخطوات متفاوته في حين كان يحدق به سعود بغرابه فعلآ شيئ غريب الم يتزوج من حبيبته اذن لماذا منذ ان اصبحت ملكه وهو يبدو تعيسآ لا بد انه يعاني من مشكله ما معها ياله من مسكين ‘ جلس على كرسيه وهو يدور به ذات اليمين وذات اليسار مقطب الجبين لطالمآ تمنى ان يكون فيصـل زوج ابنته الوحيده سارا انه مناسب لها هذا شيئ اوضح من الشمس كما انهما متفقان جدآ اذن لما لا يجعلهما يتزوجان ويقوم بدمج الشركتين مع بعض هكذا سيربح الكثير وسيأمن على ابنته ‘ حسنآ سينتظر حتى سامي – والد فيصـل – يفتح الموضوع ‘ رن هاتفه رأى اسم المتصل فـ ابتسم بحب ورد بسرعه
” الو سارا حبيبتي كيف حالك .. انا بخير .. اخبريني لماذا لم تتناولي الفطور معنا هاه لقد شعرت بالحزن لذلك .. حسنآ سامحتك لا تقلقي .. هل قلت حفله راقصه .. نعم نعم سأتي معكم لا تقلقي .. الى اللقاء حبيبتي ”
اغلق الخط وعلى وجهه ترتسم اجمل ابتسامه انها تعرف جيدآ كيف تتعامل معه يالها من طفله متسلطه تعرف جيدآ كيف تقنع الجميع بما تريد

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””

شركة رويس حيث النفوذ والسلطه هما من ينطقان عن صاحبهما ‘ كانت تسير بكل ثقه وهي تتمايل بجسدها بخطوات مثيره وقفت امام مكتب السكرتيره لتقول بصوت جذاب
” اخبري يوسف انني اريد رؤيته ”
اومأت السكرتيره وسارعت بـ تنفيذ طلبها اتصلت بـ يوسف واخبرته عن مجيئ السبده اميره فـ سمح لها بالدخول ‘ اتجهت نحو مكتبه وقامت بفتح الباب من دون ان تطرقه سارت نحوه بخطواتها الرشيقه المتناسقه في حين هو نهض ليرحب بها اقتربت منه بكل ثقه ولفت ذراعيها حول رقبته وهي تقول بدلع
” لقد اشتقت اليك حبيبي يوسف ”
ابتسم ببرود وهو يقول بصوته الشبيه بالسمفونيه
” يسرني احتلال افكارك ”
قربت وجهها منه وطبعت قبله رقيقه على خده ‘ همست بأذنه بصوت يفيض بالاثاره
” وانت الم تشتاق الي ”
ابعدها عنه بخفه وعاد ليجلس على كرسيه بكل ثقه قال ببرود
” ليس لدي الوقت لأفكر بشخص ما كما تعلمين انا مشغول جدآ ولا املك الوقت لأتناول طعامي او حتى لأنام ”
نعم كما توقعت تمامآ هكذا سيكون رده ولو قال شيئآ غير ذلك لـ شكت في انه يوسف نفسه الذي تعرفه ‘ جلست على الكرسي القابع امام مكتبه وهي تضع قدمآ على الاخرى ‘ كانت ترتدي فستان احمر قصير يلتصق بجسدها بكل اغراء تكلمت بهمس انثوي
” كما تعلم لقد اتيت لأدعوك لحضور حفلتي الراقصه التي ستقام غدآ مساءآ ولن اقبل اي اعذار اذ انك ستأتي اليس كذلك ”
نظر نحوها ببرود كعادته دائمآ ‘ لماذا لا يشعر بشيئ لماذا بحق الله اليس عليه ان يحس بطعم الاشياء التي تحدث معه ولكن وياللأسف فهو ليس كذلك انه لا يملك ايآ من الاحاسيس هو لا يمكنه الشعور بـ اميره يعلم جيدآ انها مغرمه به لكنه لا يستطيع ان يشعر بشيئ نحوها ‘ تكلم بصوت اجش
” نعم سأتي ”
ابتسمت بفرح شديد وهي تصفق بكلتا يديها وتقول بصوت منتصر
” هذا رائع سيكون كل شيئ رائعآ بوجودك يا يوسف ”
ابتسم بسخريه على تصرفها الطفولي هي لم تتصرف هكذا من قبل اذن لماذا تفعل هذا الان ياله من شيئ غريب ولكنه ليس مهم بالنسبه له ‘ قال بسخريه
” هل كل هذا الفرح لمجرد موافقتي على المجيئ ”
رفعت حاجبيها بأستفزاز وهي تجيبه بخبث
” نعم سيد رويس هل لديك مانع ”
يالها من امرأه تاره تكون مهووسه به وتاره تحاول استفزازه ولكن وياللاسف ليس هو من يغضب فهو لا يعرف ما معناه حتى ‘ رد عليها بسخريه لاذعه
” كلا سيده اميره ليس لدي فهذا لا يهمني ”
قطب حاجبيها وهي تقول بحزن
” انت دومآ تقول هذا ما بك يوسف على الاقل دعني اشعر بأهتمامك لا تعكر صفو مزاجي ارجوك ”
لم يكلف نفسه عناء الرد بل بدأ يعمل من جديد ‘ ركزت نظراتها على اصابعه وهي تعمل بسرعه على حاسوبه المحمول تناول نظارته الطبيه وهو يضعها على عينه عندما رأته اميره بهذا المنظر حملقت به بقوه لقد بدى اجمل بكثير مما يبدو عليه حتى انه اصبح اكثر لطفآ ‘ نهضت من كرسيها واتجهت الى حيث يجلس احتضنته من الخلف بكل قوتها وهي تتكلم بهمس
” انت مذهل يوسف انت لم يُخلق لك شبيه ”
تركت اصابعه العمل ‘ امسك بيدها وجرها اليه لتقابل وجهه نظر بعينيها مباشرة وهو يقول ببرود
” ان كان لديك شيئ اخر فـ اخبريني به واذهبي اذ اني مشغول جدآ ”
قطبت حاجبيها بأسى وانتزعت نفسها من بين يديه عدلت من وقفتها واتجهت نحو الباب ‘ بعد ان وصلت لها امسكت المقبض بقوه وهي تقول
” سأراك غدآ حبيبي يوسف اعتني بنفسك جيدآ ”
خرجت واغلقت الباب ورائها بهدوء ‘ لم يهتم مطلقآ بها ‘ تناول هاتفه المحمول ليضغط بضعة ازرار
” عمر نفذ ما طلبته منك الان ”

“”””””'””””””””””””””””””””””””””””””””””””” ‘

اخترقت الشمس تلك النافذه الصغيره لتملئ المكتب بنورها ‘ جالس بكل هدوء وهو يضع يديه حول رأسه ‘ ياللشفقه لقد استسلم للماضي المؤلم ‘ بدأت الذكريات تنهال عليه كسيل جارف وعيناه فارغتان لا تعكسان اي شيئ ‘ انسابت دموعه رغمآ عنه مع انه حاول كبتها كثيرآ ‘ قال بضعف وهو يتذكر ما حصل
” لقد اشتقت اليك اقسم انني اتمزق بكل ثاتيه تمر من دونك ‘ اخبريني الا يوجد سبيل للقاء ”
مسح دموعه بضعف تبآ لكل شيئ دمر سعادته تبآ تبآ تبآ نهض من كزسيه وبدآ يمشي هنا وهناك كالمجنون ‘ طُرق الباب قال بصوت واثق وهادئ
” ادخل ”
دلف رجل شاب في نهاية العشرين من عمره متوسط الطول ولكنه وسيم للغايه نظراته غاضبه جدآ قال بصوت قاسي
” هيي انت امين مالذي تحاول فعله هاه ”
حدق به بهدوء ياله من رجل احمق دومآ يجعل غضبه يسيطر عليه تنهد ببطئ وهو يتكلم بصوت عادي
” لا اعرف عما تتكلم ”
تقدم الرجل بخطوات بطيئه وقف امام المكتب ضربه بكلتا يديه وهو يصرخ بحده
” هل تحاول ان تقنع المفتش انك افضل مني لـ تولي التحقيق في القضايا الثلاث ”
تمتم امين بـ تذمر
” اوه اوه نعم في الواقع انا اريد التحقيق في هذه القضايا ولكني لم اقل اني افضل منك ”
في الواقع كان يكذب انه يحاول فقط تهدئة الامور فهو ليس بمزاج جيد للمشاجره مع كرم اكمل كلامه
” كلانا يعلم انك محقق بارع وكل ما في الامر ان هذه القضايا جذبت اهتمامي ووددت ان اتولاها بنفسي هذا كل شيئ ”
تنهد بأرتياح ورمى بجسده على الكرسي قال وهو ينظر للنافذه
” لقد ظننت انك ترغب بـ منافستي ‘ ازعجتني هذه الفكره للغايه فـ كما تعلم نحن اصدقاء ولا اريد لهذا ان يغير علاقتنا ببعض ”
زم امين شفتيه نعم هذا حقيقي لطالما اعتقد كرم انهما اصدقاء ولكن هل هذا صحيح هل اعتبره هو يومآ صديقآ له ‘ كلا لم يفعل ذلك هو ليس لديه اصدقاء لقد اعتبر شخصآ واحدآ صديقه مع انه عامله ببرود ولا مبالاه ولكنه لا يزال للأن يعتبره صديقآ وسيبقى كذلك للأبد ‘ نظز امين لـ مسدسه الموضوع على المكتب قال من بين اسنانه
” كرم اتركني وشأني لست بمزاج جيد للتكلم مع احد ”
لوى فمه بمكر وهو يقول بإستفزاز
” لماذا هل ازعجك في شيئ عزيزي امين ”
نظر نحوه امين بـ عينين حادتين سحقآ له لماذا هو هكذا دومآ يثير ازعاجه وكأنه يستمتع بذلك قال بخفوت
” نعم انت تزعجني لذلك تفضل علي وارحل من هنا ”
قهقه كرم بقوه وهو يمسك معدته ويقول من بين ضحكاته
” أ أنت يا امين تـ تثيـ تثير استغرابي دومآ مـ ما بالك يا رجل هيا اضحك ”
تمالك نفسه عن الضحك وقال بجديه
” الحياة لا تستحق كل هذه الجديه يا رجل عليك ان تعيش حياتك وتستمتع بكل لحظه اتفهمني ”
هذا صحيح ولكن هو لا يستطيع ذلك فـ حياته قد انتهت عندما رحلت حبيبته عن هذا العالم لقد تحطم عالمه الذي بناه معها ‘ قطب حاجبيه ليقول بسخريه
” لقد تحطمت حياتي منذ زمن بعيد يا كرم وانا الان احاول التأقلم مع الأمر ‘ الان هل يمكنك ان تخرج وتتركني وشأني ”
لم يعجبه كلام صديقه فـ نهض من مكانه وتوجه نحو الباب ليخرج ولكنه قبل ذلك قال بنبره غريبه
” تستطيع بناء حياتك من جديد لو اردت فالحياه لا تنتهي عند منعطف ما فكر جيدآ وسترى كلامي صحيحآ ”
خرج بعد هذه الكلمات لـ يترك امين منزعجآ كأنه كان ينقصه هذا ياله من امر سخيف هه قال يبني حياة جديده قال ‘ لا يوجد شيئ يجعله يرغب بذلك ‘ نهض من مكانه وخرج من المكتب متجهآ نحو سيارته ‘ قادها بكل سرعه وهو يفكر بتلخبط ‘ يالها من حياة قاسيه لطالما اعتقد انه يستطيع البدء من جديد ولكنه لا يستطيع تخطي الماضي انه يقيده بكل قوه ‘ لطالما احبها واتفقا على الزواج حتى لو اخيها رفض قررا ان يتحدياه معآ هه ولكن كانت الصدمه اقوى مما يتخيلها دمرت كل شيئ بينهما تحطمت حياته بطريقه مؤلمه واخيرآ يأتي كرم لـ يقول له قم ببناء حياتك كأن الامر سهل ‘ التقط هاتفه واتصل برقم ما بعد ثوان قليله
” الو كاظم .. انا بخير .. سأتي لرؤيتك الان .. نعم هل لديك مشكله لا تنسى انني رئيسك اتفهم .. سأخبرك عندما اصل كف عن الثزثره ”
اغلق الخط بغضب هه سيدمر الجميع الان سيعود لعمله الحقيقي وسيلاحق ذلك الوغد YR ويقتله بيديه هاتين مجرد قاتل تافه يتحداه ويستهزئ به وبذكائه ‘ هه سيري الجميع من هو امين ماليري نعم سيريهم ‘ بعذ فتره طويله بعض الشيئ وصل لمكان منعزل بعض الشيئ فيه بناء ضخم جدآ ركن سيارته امامه نزل وسار بخطوات رشيقه واثقه دلف داخل المبنى وعلى وجهه نظرات حاده ‘ القى عليه جميع من في البناء التحيه في حين اجابهم بأيمائه خفيفه من رأسه في طريقه التقى بـ عبد الله ‘ عندما رأه عبد الله علت الصدمه وجهه لم يتوقع انه سيأتي الى هنا بعد ان تولى العمل في مركز الشرطه الاتحاديه قدم له التحيه وهو يقول
” احترامي سيدي الضابط ”
اكتفى امين بأن هز رأسه واكمل سيره من جديد تاركآ خلفه عبد الله وهو غير مصدق لما رأه هل يعقل انه سيعود للعمل هنا من جديد ويترك مهمته هناك ام انه اتى للزياره فقط ‘ ركض بسرعه ودلف الى غرفه كبيره تحتوي على اجهزة حواسيب عديده يعملون عليها قال بصوت عالي
” كاظم تعال الى هنا ”
نهض من كرسيه شاب طويل القامه اسمر البشره ذو عينين خضراوين وتوجه نحو عبد الله ليقول بأحترام
” نعم سيدي الضابط ”
زفر عبد الله ومرر يده في خصلات شعره تكلم بهدوء
” الضابط امين هنا هل تعلم هذا ”
قال كاظم بهدوء
” نعم سيدي الضابط لقد اتصل بي واخبرني انه يريد رؤيتي ”
ضرب بقدمه على الارض بكل قوته وهو يصرخ بحده
” كيف لم تخبرني ايها الاحمق لقد كان يتوجب علينا منعه من المجيئ سيدمر كل شيئ ذاك الابله ”
ترك كاظم وخطى بسرعه وهو يسير بين الممرات متجهآ الى مكان ما عندما وصل قال للحارس الذي يقف امام باب مكتوب عليه المدير
” اخبر القائد انني اود رؤيته حالآ ”
تكلم الحارس بثبات
” لقد امر القائد بعدم دخول اي شخص اليه حاليآ فالضابط امين قد اتى ”
جن جنون عبد الله وصر على اسنانه وهو يكاد ينفجر من الغضب عاد ادراجه تبآ لـ امين هل هذا وقته لماذا عاد الى هنا من جديد ‘ داخل المكتب حيث يتواجد امين ورجل كبير في السن ولكن تبدو عليه الصرامه تكلم الرجل بهدوء مصحوب بالدفء
” اذن انت تريد الاستقاله من عملك ذاك وستبحث عن غايتك من هنا اليس كذلك ”
اومأ امين بهدوء لقد اتخذ قراره ولن يتراجع عنه
” نعم سيدي اريد العوده لعملي هنا فـ انا مكبل تمامآ في ذلك المركز اشعر انني ضعيف هناك اشعر بالعجز وانا لا اريد ذلك ”
تنهد الرجل بهدوء تغرس بـ ملامح امين اذن فهو لن يتخلى عن فكرة انتقامه بما ان هذه رغبته فهو سيساعده قدر المستطاع
” لا بأس يمكنك العوده انت تعلم يا امين ان مكانك هنا في مركز الاستخبارات ولكنك سبق وطلبت مني ان تعمل في مركز للشرطه لعلك تتوصل لغريمك ولكن يبدو ان هذا لم ينجح فـ اهلآ بك بيننا من جديد ايها الضابط ”
علت شفتيه ابتسامه عريضه وهو يقول
” تحت امرك سيدي ”
امسك الرجل ذقنه وهو يفكر بـ مستقبل امين لو انها بقيت على قيد الحياة قال بتسائل
” اخبرني امين اما زلت تفكر بها ”
تفاجأ امين من السؤال لكنه اجاب بكل صدق
” لم استطع نسيانها ولو للحظه انها كـ الدم تجري في عروقي حبها يسيطر علي ”
كما توقع هذا هو امين اذا تعلق بشيئ فمن المستحيل ان ينساه ‘ تكلم بصوت اجش
” اين اخيها من كل هذا امين ”
هز رأسه نفيآ وهو يقول
” لا اعلم ان كان يتذكرها الان ام لا فما اسمعه عنه الان لا يدل على انه مهتم بالماضي ”
قال الرجل بغموض
” اتعلم ان الجرائم الثلاث التي تم تنفيذها كانت بمنتهى الدقه مما يعني ان القاتل رجل محترف ولكن لسبب لا اعلمه اشعر انه يقتلهم لدافع قوي اشعر حقآ ان معه حق بقتلهم لماذا وكيف انا لا اعرف السبب ”
هذا صحيح ما يقوله القائد عبد العزيز صحيح تمامآ فحتى هو ينتابه شعور قوي ان وراء هذه الجرائم دافع قوي قال بتسائل
” هذا شعوري ايظآ سيدي ولا اعلم سبب ذلك ”
تذكر فجأه التهديد الذي تلقاه ليقول بسرعه
” سيدي لقد تلقيت تهديدآ منذ وقت قصير انه سيتم قتلي بعد اسبوع ”
ضيق عبد العزيز عينيه بشده وقال بصدمه
” ماذا سيتم قتلك ”
هر امين رأسه واكمل
” وبعد دقائق من هذا تلقيت اتصالآ اخر من رجل لا اعرفه يقول لي انه سيساعدني بأهدافي وسيقدم لي الحمايه وانا بصدق للأن لم استوعب ما جرى كيف يحدث اتصالان في ساعه واحده الاول تهديد والاخر حمايه ما معنى ذلك ”
قال عبد العزيز
” اذا لم يكن الاتصال الثاني خدعه فهو بالتأكيد يعني انك مراقب وعن قرب ”
قطب حاجبيه هو مرافب وعن قرب ايظآ ولم يحس بذلك كلا هذا لا يصدق تكلم بخفوت
” لكن هذا مستحيل كنت سأشعر بذلك لو كنت مراقب فأنا عميل سري وهذا شيئ لا يمكن ان يفوتني سيدي القائد ”
حرك القائد يديه بطريقه غريبه في الهواء ليقول بعدها
” عقلك مشغول بالماضي ولذلك انت غير واعي لما يجري حولك ”
فتح فمه ليرد ولكن قاطعه رنين الهاتف رد بسرعه
” الو من معي .. اوه اهذا انت ”
نظر نحو عبد العزيز فـ امره الاخر بفتح مكبر الصوت نفذ امين ذلك بصدر رحب تكلم الرجل
الرجل الغامض ” سيد امين كيف حالك ”
امين ” بخير شكرآ لك ”
الرجل الغامض ” غريمك هل تعلم من هو ؟ ”
امين بصدمه ” مالذي تعنيه بذلك انا لا افهمك ”
الرجل الغامض ” حبيبتك رانيا الم تعلم من تسبب بقتلها بعد ”
تنفس امين بصعوبه بالغه وهو يقول بأنفاس متقطعه
” كلا هل تعرفه انت ارجوك ان تخبرني ان كنت تعرفه ”
الرجل الغامض ” حذار من الاصدقاء امين اعتن بنفسك ”
بعد هذه الكلمات اغلق الخط لـ يترك امين في صدمه مما يحدث بدأ جسده يرتجف ان الرجل الغريب يعلم من قتل رانيا نعم يعلم ولكنه لم يخبره ‘
اما عبد العزيز فقد كان يفكر بكلام الرجل مالذي يعنيه بكلمة حذار من الاصدقاء ‘ هل من الممكن ان يكون اقرب الناس لـ امين اكثرهم عداوة له نعم لما لا ‘ نهض امين من الكرسي وتناول هاتفه نظر نحو القائد عبد العزيز بنظرات فارغه
” سيدي اسمح لي بالانصراف ”
قال بغضب
” كلا امين اجلس لا بد ان نتكلم ”

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””” ”




105079 مشاهدة