الفصل الـثـانـي عـشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..
وعن عشقك لن اتوب ولو حاربني اهل الارض جميعآ ..
لست ادري لكن بين اضلعي قلب لا يخفق إلا لأجلك ..
*
*
*
سمعوا صوت طرقات على باب المكتب ليتوجه عمر لـفتحه ظنآ منه انها اسيل قد احضرت القهوه .. فتح الباب وفور رؤيته لذلك الزائر شحب وجهه وتجمد مكانه وكأنه احدهم قد رمى عليه دلو من الماء البارد في مثل هذا الفصل الشتائي .. اي مصيبه هذه التي وقعت على رأسه الان .. حدقت به سارا بصدمه وهي تراه يقف امامها لم تكن تتوقع أنها ستراه بعد كل هذه السنين ..ارتجف جسدها بقوه .. يبدو أنه مقدرآ لها أن تراه .. التمعت عيناها بقوه وبريق امتنان يتراقص بحدقتيها الواسعتين .. همست بصدمه
” أنت ؟ ”
أبتلع ريقه وهو يسمح صوت سيده من الخلف
” من هناك عمر ”
أبتعد بتشنج ليسمح لها بالدخول والقلق يكاد يجعله صريعآ .. شتت انتباهها عن عمر الرجلان الذين مع يوسف شعرت سارا بالخجل وقد احمر وجهها وهي ترى عددآ من الرجال مع يوسف وقد ادركت أنها اخطأت بجعل هذه الزياره مفاجأه .. كانت الصدمه الاقوى لعبد الله الذي فور رؤيته لها وجه نظراته لـ يوسف الذي بدى سعيدآ برؤيتها فـ فريسته تركض نحوه بقدميها بكل سرعه تمتلكها على الاقل هذا تفكيره هو .. صدح صوت يوسف في الارجاء قائلآ
” يمكنكم الانصراف الان .. سنتحدث لاحقآ ”
وجه نظراته نحو عبد الله ليكمل
” انت سأكلمك لاحقآ انتظر زيارتي لك ”
اومأ بعدم استيعاب ليخرج بعدها الجميع من المكتب ونظرات يوسف تلاحق عمر وتشنجه الغير طبيعي لدى رؤيته لـ سارا .. بقي هو وضحيته فقط .. فرد ذراعيه وهو يرسم أبتسامه لطيفه
” تعالي الى احظاني يا خجوله ”
أبتسمت بحب واسرعت نحوه تحتظنه وهي تقول بصوت اجش
” اشتقت اليك يوسف ”
احتضنها وهو يمسح بخده شعرها الاملس مرددآ
” وانا كذلك اشتقت اليكِ .. كيف حالك الان !! ”
جرت نفسها من احضانه تنظر لوجهه الشاحب
” بخير على الاقل هذا ما اشعر بهِ معك ”
أمسك معصمها وهو يجرها معه لأحدى الارائك في المكتب وضوء الشمس يملئ الارجاء .. جلسا بجانب بعضهما ليبتدر قائلآ
” هل صدق والدك أن الصور بريئه ”
هزت رأسها بالنفي وهي محنية الرأس مما جعله يتنهد بأسى .. جذبت نظراته دموعها المتساقطه على ركبتيها وفجأه اتسعت عينيه بصدمه كيف لم ينتبه قال بهدوء ينافي ما يعتمل بداخله
” سارا ما هذه الثياب ”
مسحت دموعها بباطن كغها كالاطفال وكم اثارته هذه الحركه .. رفعت رأسها اليه لتقول له بخجل
” هذا من اجلك .. لقد قررت ارتداء الثياب المحتشمه ولن اضهر جسدي مجددآ .. ما رأيك ”
التوى فمه بسخريه اذن فهذه الصغيره قررت أن تصبح شريفه لأنها تعرفت عليه .. لم يكن يدرك أنه يجعل الناس تهتدي هكذا لكان واعد الكثير ليرشدهم للهدايه .. ياله من امر مضحك بعد أن عاشرت نصف رجال البلد قررت أن تغير طريقها .. ولكن هذا لن يثنيه عن قراره في أن يدمرها مع والدها فهو يمقتها لدرجه لا يمكن تخيلها .. قال ببرود
” من اجلي ؟ ”
هزت رأسها بينما امسكت بكفه بين كفيها الصغيرين
” نعم لأجلك ”
اهدته ابتسامه لطيفه في حين بقيت ملامحه جامده .. كان ينظر لعينيها مباشرة يحاول سبر اغوارها لكنه لم يجد غير الصدق فيهما .. صدق جعله يمقتها اكثر .. تنهد ببرود لتباغته بقولها
” الم يعجبك الامر !! ”
التوى فمه بأبتسامه جانبيه ليجيبها
” انا فقط متفاجأ ”
احنت رأسها وشعور الخذلان لامس شغاف قلبها كانت تعتقد أنه سيكون سعيدآ لهذا الامر ولكن خابت جميع توقعاتها .. قالت بهدوء
” الهذه الدرجه تعتقد أنني سيئه !! ”
ادار رأسه بعيدآ عنها يحدق للوحه معلقه على الحائط اجابها بسؤال فاجأها
” اود ان اعرف حقيقه امر ما منكِ انتِ ”
قطبت حاجبيها متسائله
” ما هو ”
منذ تلك اللحظه في ذلك اليوم اراد طرح هذا السؤال عليها لأنه يعرف أنها كذبت ذلك اليوم
” ما السبب الحقيقي لأنتهاء صداقتكما أنتِ والانسه ماليري ”
علت ملامحها الدهشه بينما شعرت بالجفاف في حلقها وقد عقد لسانها لا تستطيع النطق .. هل يعلم أنها كاذبه بشأن ذلك اليوم .. هذا السؤال احتل جزء كبير من عقلها .. استطرد قائلآ
” اُصدقك القول لم اصدق حرف مما قلتيه تلك الظهيره .. أنتي ومريم مضى على صداقتكما وقت ولو كان السبب انك لا تساعدين الفقراء لكانت صداقتكما منتهيه منذ مده طويله جدآ .. اذن لما كذبتِ ”
ادركت أنه ذكي جدآ ولا يمكن خداعه مطلقآ ضحكت بسخريه وهي تقول بتمرد
” أنت عبقري سيد رويس عقلك الذي تملكه يخيفني حقآ ”
اجابها بتهكم لاذع
” هل كنتِ تعتقدين غير ذلك ”
نهضت بخفه من الاريكه لتتجه نحو النافذه تقف امام النافذه رغم أن المكتب عباره عن زجاج فقط لا يوجد فيه حجر واحد عدا عن السقف .. هزت رأسها وهي تنظر للماره وكيف أنها اعلى منهم مئات المرات لوقوفها بمثل هذا المكان قالت بهدوء مزعج
” احيانآ اشعر بالخوف منك ولا اعلم ما السبب غير أنه تنتابني مشاعر أنني سأصل لقعر جهنم لو بقيت برفقتك ”
ظل صامتآ لم يتفوه ولو بحرف فشعورها صحيح ولكن لا يستطيع اجابتها استدارت بنصف ضهرها لتكمل وهي تنظر لوجهه
” يبدو أنك لا تملك اجابه هاه .. حسنآ يومآ ما سنرى لو كان هذا صحيحآ او لا ”
عادت تنظر من خلال الزجاج .. ضحكت فجأه بتكلف مما استرعى انتباهه بالكامل ليسمعها تقول بأستهزاء
” سألتني عن سبب كذبتي ذلك اليوم حسنآ سأجيبك .. سأجيبك بما تود معرفته .. ولكن قبل ذلك هناك سؤال لا بد من طرحه .. لو قلت لك أن مريم هي من كانت المخطئه هل كنت ستصدقني ام ستتهمني بالكذب هكذا ببساطه ؟ ”
اجابها بصدق من دون مراوغه
” سأقول حينها إنكِ كاذبه ”
همهمت لتقول من بعد ذلك وهي كانت واثقه من جوابه
” ارأيت لهذا السبب فقط كذبت عليك انت والسيد حسين لأنني اعلم أنكما لن تصدقاني و سأكون الكاذبه حينها بنظركم فأخترعت قصه من مخيلتي وسردتها عليكم وهكذا بكل بساطه والدها صدق وازداد احترامه لأبنته بينما انت لم تنطلي عليك كذبتي لأنك كنت اكبر من أن تصدق هكذا موضوع وانا التي اعرفك تأخذ الامور بعقلانيه ”
أبتسم بمكر على دهائها وكم هي ذكيه هذه الصغيره
” أذن بدل أن تضهري بمضهر الكاذبه فضلتي أن تكوني انانيه ولا ننعتك بالكاذبه هاه ”
صفقت بيديها بأستهزاء وهي تعترف بصدق
” أحسنت أنت ذكي رويس .. ذكي جدآ ”
رغم كل هذا الحديث الا أنها لم تجبه على سؤاله اعاد يطرح السؤال من جديد
” لم تجيبي على سؤالي ”
صدرت منها تنهيده ضيق لتقول بعدها بصدق تام
” بشأن المال الذي طلبت مني اعادته لها هي اتهمتني بأنني انا من طلب منك ذلك وانا لم انفي شكوكها بل اكدت لها ذلك .. نعتتني بأبشع الصفات وصفعت خدي بقوه ولم تكتفي من ذلك بل طردتني ايظآ وقالت ان صداقتي لا تشرفها لذلك بعد كل هذا قلت لها أنك أنت من طلب اعادة المال وليس مثلك من تأمره امرأه .. هذا كُلُ شيئ ”
صدح صوت ضحكاته في الغرفه مما جعلها تستدير بدهشه كانت ضحكته مرحه للغايه لا تشبه تلك المتكلفه التي سمعتها في موقف السيارات أبتسمت لا اراديآ منها .. في حين هو اعترف قائلآ
” اقسم يا سارا أنك اذكى امرأه التقيتها للأن .. أنت مستفزه كبيره ”
نهض من مقعده وتوجه نحوها ليقف امامها مباشره ووجهه مشرق على غير العاده هتف بحبور
” كل شيئ فيكِ يجعلني افكر كثيرآ .. فطنتك .. ذكائك .. دهائك .. مكرك .. سخريتك واستفزازك كلها تستحق الثناء .. صدقتي حين قلتي أنك لا تشبهين سوى نفسك انا اعترف بذلك ”
رفعت رأسها بتكبر تواجهه .. تواجه الشيطان الذي يمكر بها ببراعه ولم يخطأ شعورها حين فالت سيرميها بقعر جهنم .. أبتسمت بغرور عال وهي تنحني كأميرات القرن السابق وتقول بلطف
” كلامك شرف لي سيد رويس .. سأتذكره دومآ ”
لم يمنع نفسه اكثر من ذلك .. تقدم نحوها وحاوط خصرها بكلتا يديه في حين قرب وجهه منها وانفاسه البارده تلفح وجنتيها الحمراء همس بصوت اجش جعلها تضطرب
” اود تقبيلك لن تمانعي اليس كذلك ”
تسارعت دقات قلبها وانفاسها بدأت تتعالى لتجيبه بصوت متقطع بالكاد استطاعت القول
” كـ كـ لا ”
قرب وجهه منها وهنا فقط امتزجت شفتيهما بقبله عميقه قبله حطمت جميع المقاييس بحرارتها ويداه تستكشف انحاء جسدها المثير بكل جرأه تمر على كل أنش تشعل فيه نار الرغبه لم يسمح لها بأخذ نفس مما جعل يداها تمران على ملامح وجهه الارستقراطيه بعشوائيه وجسدها ينتفض بقوه بين ذراعيه .. »» فجأه شعرت بالبروده تكتسح جسدها أبتلعت ريقها بصعوبه وهي تشعر بالالم بينما شفتاها قد تورمتا من قبلته العاصفه والتي عبرت عن الكثير من الاشباء الزائفه .. فتحت عيناها لتراه قد أبتعد عنها ونظراته يغطيهما البرود تسائلت عن ذلك لكن لم تعطي الامر الكثير من الاهميه فحضوره القريب لم يسمح لها بذلك .. احنت رأسها لينساب شعرها يغطي وجهها الملائكي عجزت عن النطق ارادت أن تقول ولو شيئآ صغيرآ لكن لسانها وشفتيها ابتا الا وان تتخداران غير قادرتين على نطق ولو حرف واحد .. سمعت صوته يقول ببرود جمد اوصالها
” اعتقد أننا تمادينا كثيرآ هذه المره هاه ”
رفعت رأسها بقوه تنظر اليه الى ملامحه المتصلبه وكأنها منحوته من الحجر ادارت وجهها بعيدآ عنه تنظر لأي شيئ اخر عداه هو .. هو الذي بعثر كيانها بقبلته هذه التي استنزفت كل ما لديها من طاقه .. كسى احمرار بسيط وجنتيها لتقول بخفوت بالكاد وصل لمسامعه
” ربما كثيرآ جدآ ”
تنهد ببرود واتجه نحو مكتبه يجلس على مقعده وقد اتخذ دور رجل الاعمال الان .. ارتدى نظارته بهدوء وباشر عمله متناسيآ الفتاه التي برفقه .. ربما كلاهما تناسى الاخر .. فهي عادت تنظر من النافذه بعيون شارده وافكارها تتراوح هنا وهناك تفكر بما حدث للتو .. بينما هو لم يعطي الامر وقتآ وكأنه يتهرب منه بالعمل يحاول محو ما حصل كانت لحظه غريبه كلاهما تجاوزا حدودهما المعهوده .. لم يتبادلا هكذا قبله من قبل فهذه كانت عاصفه حميميه لدرجة الغليان .. سمعها تقول بتحشرج
” أنا علي الانصراف ”
رفع رأسه اليها رأها تسير بخطوات متعثره وهي تلتقط حقيبتها من الاريكه نهض ببطئ وهو يقول
” سارا ”
التفتت اليه وليتها لم تلتفت فور أن تلاقت اعينهما أنسابت دموعها تغطي وجهها الشاحب هتفت بحشرجه
” يوسف يجب أن ارحل بسرعه .. قد نلتقي لاحقآ ”
خرجت مسرعه تحاول الهرب من هذا العار الذي تشعر به .. كيف تجاوزت حدودها هكذا .. ربما لو طلب منها بتلك اللحظه أن تعاشره لربما وافقت من دون ادنى تردد .. انبت نفسها كثيرآ وهي تجري بين ممرات الشركه .. بينما يوسف عاد يجلس بهدوء على مقعده يحمل بيديه قلمه الفضي اللون يعبث به بحركات غريبه في الهواء .. دخل عمر ليراه بهذه الحاله ادرك بسرعه أن سيده كان بموقف حميمي مع تلك الشابه أبتسم بهدوء قائلآ
” كانت تركض كالمجانين .. منهاره جدآ ”
تقدم ليقف امام المكتب ليباشره يوسف بالقول
” ما مدى معرفتك بها عمر غير أنك تراقبها احيانآ ”
أبتلع ريقه بصعوبه فقال بصمود
” لم افهمك سيدي ”
التفت اليه بعيون حاده تكاد تمزقانه هدر بصوت عال
” حتى امس لم تلتقِ بـ سارا وجهآ لوجه .. واليوم عندما رأيتها تشنج جسدك وكأنك ترى شبحآ اخبرني مالذي تخفيه عني ”
جف حلقه لقد كان مكشوفآ تمامآ امامه ولا سبيل الان سوى الاعتراف عله يسامحه رغم أنه فعل ما يمليه عليه الواجب ..
x
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
في مكتب باري يتحدث مع عبد الله بهدوء قائلآ
” ما بك يا رجل أنها أبنة عدوه كيف تريده أن يعاملها هاه .. اتريد أن يفتح لها ذراعيه ويقول احبك يبدو انك مجنون ”
هتف بأنزعاج مستاء ان الجميع لا يفهمونه
” هل قلت لك أن يأخذها بذراعيه .. قلت لك هي لم تقتل والديه فلما يعبث معها هاه ما شأنها هي بما فعل والدها ”
اجابه بلامبالاه وهو يتوجه نحو الباب ليذهب لرؤية ذاك الاحمق
” ذنبها انها ابنته هل فهمت ”
توارى خلف الباب تاركآ خلفه عبد الله بصدمته وكلماته صداها يتردد في اذنه ” ذنبها انها ابنته ” ذنبها انها ابنته ” أبتلع ريفه وغامت عيناه .. هل ذنبها انها ابنته حقآ !! ولـكـن ..
*
*
*
رمى هاتفه بقوه على الجدار وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه لقد استدعى باري منذ دقائق ولم يأتي للأن ..
دخل للمكتب من دون الطرق على الباب او حتى سماع الاذن منه .. وقف مشدوهآ امامه قال بأنزعاج
” ما هذا وليد .. ما بك لما أنتَ غاضب هكذا ”
نظر اليه الاخر ببرود في حين صرخ بحده
” أتصل بي للتو الاحمق سعود يقول لي أنه لا يريدني في المشروع ”
حملق به بدهشه لم يتوقع ذلك رفع حاجبيه بأناقه وكأنه غير مبالي قائلآ
” ولما أنت منزعج هكذا بدل هذا المشروع يمكنك ايجاد الف غيره ”
زفر وليد بقوه وكأن الكون لم يعد يتسعه قال بحزن
” ولكن كنت سأصل للقمه لو كنت من ظمن المستثمرين فيه كنت سأكون شريكآ معهم هل تفهم باري ”
حك شعره بحيره وتقدم منه بخطى كسوله وقف امامه وعدل له ياقته وهو يعاود القول
” صدقني وليد تستطيع ايجاد افضل من هذا المشروع ثم ليس انت من خسر بل هو لأنه رفض التعامل معك ”
تركه واخذ مكانه على المقعد قائلآ
” هل ستظل واقفآ وليد !! ”
تنهد الاخر بضيق واخذ مكانه خلف المكتب ووجهه لا يمكن تفسيره من شدة الامتعاض يبدو أن خسارة المشروع قد اذهبت بتعقله تمامآ هذا لو كان متعقلآ اساسآ فلو كان كذلك لما عبث بذيله مع يوسف .. قال بهدوء
” ما السبب يا ترى ليرفض التعامل معك ”
كأنه تنبه للتو هذا سؤال لم يطرحه على نفسه لما فجأه رفض ادخاله في المشروع لا بد من سبب ما وراء ذلك .. عقد حاجبيه ليقول بتساؤل
” انت محق لا بد من سبب ولكن ما هو انا لا اعرف .. اعتقد انني يجب ان اذهب لرؤيته ”
اومأ الاخر برأسه وهو حقآ يتسائل ما العقاب الذي يخبأه السيد لهذا الخائن الحقير هذا ما لم يجد له جوابآ بالتأكيد لن يكتفي بطرده بل سيفعل شيئآ اخر ولكن ماذا هذا شيئ مجهول نهض باري قائلآ
” وليد كن حذرآ ماذا لو اكتشفك السيد بوسف ”
كان يحذره عله يهتدي اخيرآ ويتذكر جيدآ انه متزوج من شقيقته فهو لا يريد لسيده أن يؤذي قلب شقيقته بقتله لهذا المدعو وليد المسمى زوجها .. اجابه بمكر وابتسامه ماكره تتلاعب على شفتيه
” لا تقلق أنه لا يشكل خطرآ ”
التمعت عيناه ببريق الشر وكأنه يخطط لشيئ عظيم فكلماته بالتأكيد لم تكن جزافآ .. شعر باري بالخطر يحدق بسيده من قبل هذا الجرذ قال بغموض
” يوسف شيطان سيرسل الجميع للجحيم قبل أن تطأها قدميه لذلك لا تغتر كثيرآ فقد يفاجئك بضربه على رأسك ومن الامام وتكون نهايتك كما قبلك الكثيرين من اعدائه .. أنه خطير جدآ ولا يصب بصالح احد شيئ أن عبث معه .. تذكر كلماتي فأنا اقولها لصالحك ”
بعد هذه الكلمات المؤثره خرج من المكتب بلا اكتراث بما سيفكر به وليد او ربما هو متأكد بأنه لن يفكر بشيئ فهو غبي لا عقل لديه .. تسمرت عيونه على المكان الذي اختفى منه باري وكلمات ذاك الاخير تتردد في اذنيه بكل عنفوان تسيطر على عقله بالكامل .. لم يخطئ ولو بكلمه للمره الاولى ومنذ خيانته له يشعر بالخوف منه يشعر بأنه يقف على الحافه بين الجنة والنار اما أن ينجح ويدخل النعيم بكل فخر او يظهر امامه الشيطان ويرميه ليسقط في جحيم اعماله الحقيره .. وضع رأسه بين يديه خائف مما قد يحصل لقد اجج تلك الشراره البسيطه في عقله الباطن لتسيطر عليه وتبث الرعب بكل خليه في جسده .. أنب نفسه لا يجب الخوف فقط يجب أن يحتاط اكثر كي لا يكتشفه ذلك الحقير الذي لم يعطي لشقيقته شيئآ من الورث رغم انها احق به فهو ليس سوى أبن خادم حقير
“”””””””””””””””””””””‘”””””””””””””””””””””
يتبع ….
جف حلقه لقد كان مكشوفآ تمامآ امامه ولا سبيل الان سوى الاعتراف عله يسامحه رغم أنه فعل ما يمليه على الواجب .. فتح فمه ليلقي القنبله بوجه سيده
” لقد التقيت بها قبل اربع سنوات سيدي .. قبل أن تراها أنت للمره الاولى ”
قطب حاجبيه وكلمات عمر قد استرعت انتباهه بالكامل ليقول بدهشه حقيقيه
” قبل أن اراها انا !! ”
اومأ برأسه ليعاود القول من جديد وقد عزم على أن لا يترك شيئآ إلا ويقوله لـه
” كنت اسير بأحد الشوارع ذات مره .. هناك التقيت بـ سارا كانت طفله اكثر منها مراهقه أتريد أن تعرف كيف كانت انذاك ؟ ”
أغمض يوسف عينيه بتعب ولم يقل كلمه ليبتدر قائلآ من جديد
” سيدي كانت انذاك ممزقة الثياب صدرها مكشوف وركبتيها تنزفان دمآ ووجهها مليئ بالدموع اما عيناها فقد كانتا بنظرات مذعوره ”
قطب حاجبيه بتساؤل ليقول بهدوء بين كل كلمه واخرى ثوان عديده
” هذا لا ينطبق على شابه مثل سارا .. لا يمكنني تخيلها بهذا المنظر .. اكمل ”
صغر عمر عينيه فسيده محق لا يمكن تخيل تلك المدلله بهذا الشكل .. عاد يقول
” أتت اللي تركض وهي تتعثر كانت تمسك فستانها المحتشم الممزق لتستر جسدها توسلتني ان اساعدها والسبب أن رجلآ كان يحاول اغتصابها ”
صمت عمر ولم يكمل احنى رأسه وهو يستجمع شجاعته ليقول اخيرآ
” سيدي لقد انقذتها من بين براثن ذلك الحقير ولم اسمح له بأذيتها ولكنني اقسم لك لم اكن اعرف أنها ابنة اوزان حتى اوصلتها للمنزل .. حينها فقط ادركت أنني انقذت أبنة عدونا ”
لم يبدي يوسف اي ردة فعل مما جعل عمر يتفاجأ وما زاد عليه قوله
” هل كنت تعتقد يا عمر أنني سأغضب منك لأنك ساعدتها ”
كانت نظرات يوسف تخترق اعماق الحارس بكل سهوله يعرف كل ما ينتابه من تخالجات .. لم يتلق اجابه منه لأنه كان مدهوشآ لقد كان يعتقد أن يوسف سيغضب منه لأنه انقذها ولكن كل هذا لم يحدث .. مخاوفه لم تكن حقيقيه سمع يوسف يقول بضجر
” كلا عزيزي ما فعلته كنت أنا أيظآ سأفعله في ذلك الوقت وحتى الان لو تكرر الماضي فـسأنقذها لو كنت متواجدآ هناك .. لأنني اكره أن يتلوث شرف احدهم حتى لو كان عدوي .. صحيح انني الان اخرج معها ولكني افعل ذلك لأنها لا تملك تملك الشرف لأخشى تلويثه .. هي لا تملك شرفآ انها عاهره عاشرت نصف رجال البلد ولن اغفر لها ذلك كما لن اغفر لنفسي ابدآ أنني اخدعها .. مع علمي أنها تستحق لكني لن اغفر لنفسي ذلك فالامر يبقى خداعآ ”
تفاجأ عمر من كل هذه الكلمات ليقول بتساؤل
” أتعني أنك لا تريد ايذائها سيدي !! ”
نهض بتكاسل ليسير بخطوات بطيئه نحو النافذه ينظر الى اللاشيئ ليقول بشرود
” اريد فقط أن اعلمها درسآ في الاخلاق وقد اثمرت افعالي فها هي اتت تقول أنها لن ترتدي الثياب الفاضحه بل ستكون من اليوم محتشمه .. امرأه صالحه هذا جيد .. اثناء تعليمي لها سأؤذي والدها وسأكون قد ضربت عصفورين بحجر ”
ضحك عمر بمرح وتقدم من سيده يقف بجانبه ينظر اليه بفخر لقد حصل على مراده بالبقاء بجانبه طوال الحياه وسيفديه بروحه قال يوسف ما لم يكن بالحسبان
” رغم كل شيئ الا أنني احيانآ أتسائل من يخفي عنك شيئآ لمره سيعتاد الامر وحينها لن يستحق الثقه اليس كذلك عمر .. اليس كلامي صحيح ”
كلماته اخترقت قلبه بقوه هذا صحيح فهو قد اخفى عنه امر مهم كهذا ولكن من القسوه أن يقول أنه لا يستحق الثقه .. قال بتحشرج
” سيدي انا .. ”
رفع يديه دليل أن يصمت ليقول له وهو يستدير ليعود للعمل
” انا اعرفك جيدآ واعرف أن هذا الموضوع حساس .. لا زلت وسأظل اثق بك عمر لا داعي للخوف ”
شعر وكأن همآ جاثمآ على صدره والان قد اختفى بهذه الكلمات التي كانت كشفاء له أبتسم بلطف وهو يشكر والديه بأعماقه لأنهم انجبوه وشرفوه بخدمة السيد رويس .. تعالى صوت رنين الهاتف ليرد عليه عمر وقد تبين أن وليد يرغب برؤية يوسف بشأن المشروع
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …
بعد يوم عمل شاق ها هو ذا يعود لمنزله حيث تنتظره حبيبته الغاليه التي يعشقها بجنون كل ما يفكر به الان أنه يضمها بين ذراعيه وبقبلها بعمق على خدها الجميل فهو يعلم أنه لا يستطيع ارتشاف تلك الشفتين المليئه بذلك العسل الذي يطمع لتذوقه ولكن عليه أن يصبر لأنه السبب بحرمانه من كل تلك اللذات .. دلف للمنزل وجسده يهتز من الشوق لأحتضانها وعيونه جائعتان للتفرس بـملامحها فـقد مضى 10 ساعات لم يراها .. ضهرت امامه ووجهها تزينه أبتسامه رقيقه تحمل الكثير من المعاني لكنه التقط معنى واحدآ لـ يجيبها
” وانا أيظآ احبك ”
ضحكت بخجل ويدها امام فمها لتقول بمشاكسه
” لكني لم اقل شيئ ”
امال رأسه لليمين قليلآ لـ يباغتها بقوله
” عيناك تقولان الكثير ”
تسارعت دقات قلبها أنه يفهم جيدآ بلغة العيون او ربما عيونها فحسب لأنها محبوبته .. أبتسمت بشرود فهذا المدعو كريم قد اصبح اكثر رومانسيه ودومآ يقول كلمات تجعلها تحمر خجلآ همست بخفوت
” والدتي هنا احذر كي لا تسمعك فـحاستها قويه ”
انفجر ضاخكآ ليقترب منها وسرق قبله سريعه من خدها الطري ويتجه نحو غرفته ليستحم .. للحظه ظلت واقفه مكانها تضع يدها مكان قبلته وعيونها ترمش لتنتبه لنفسها اخيرآ وتعاود الذهاب الى والدتها .. جلست بجانبها لـ تباشرها والدتها قائله
” هل عاد كريم من عمله ”
كان جوابآ اكثر من كونه سؤال ولكن اجابتها سمر
” نعم لقد عاد أنه يستحم الان ”
امتعضت والدتها وكان هذا جليآ على وجهها مما سبب لـ سمر بعض الانزعاج تسلل اليها شعور بالخوف مما قد تقوله والدتها له فهي تعرفها جيدآ وتعرف زوجها ايظآ .. ما هي الا دقائق ليدخل كريم الى الغرفه ووجهه يشع بالاشراق قائلآ
” مساء الخير .. كيف حالكِ عمتي ”
صافحها بمحبه بينما وجهها يقطر سُمآ اجابته بتعالي
” بخير .. جيد أنك تذكرت أن تسأل عن حالي ”
ابتسم بخفه وهو يحك مؤخرة رأسه قائلآ بضحكه مرحه
” اعذريني لقد كنت مشغولآ للغايه ولا وقت لدي .. أسألي سمر ”
هزت سمر رأسها بأيجاب وهي تقول تدافع عنه
” نعم امي انه بالكاد يرتاح حتى ”
تنهدت السيده وهي تقول بأستسلام
” لا طاقة لي لمواجهة اثنين معآ ”
ضحك كل من كريم وسمر على كلامها فهذا اعتراف مبطن أنها كانت ترغب بأحراجه قليلآ ولكنها لم تنجح .. جلسوا جميعآ يتناولون شتى انواع الاحاديث واثناء تناولهم للطعام قالت السيده
” سمر أبن عمك طاهر مشتاق اليكِ كثبرآ ”
نظرت سمر بسرعه لكريم لترى وجهه متجهم وهو يضغط فكه بقوه قالت تداري الامر
” آه أقدر له اهتمامه أنهُ بمثابة اخٍ لي ”
لم يعجب كلامها والدتها مما رفعت حاجبيها تعمدت القول
” لكنكِ كنتِ مغرمه به كثيرآ فيما سبق ”
تصلب جسد كريم فور سماعه لهذه الكلمات بينما حولت سمر نظراتها اليه بسرعه لم تصدق أن هذا حصل مالذي سيفكر به الان مع علاقتهما الهشه هذه .. قالت بأرتباك
” كـ كـنت صغيره انذاك .. أنا اعشق كريم أمي لذلك اخترته ”
هزت الام رأسها بأستهزاء بينما كانت سمر تغلي من الداخل فما معنى أن تقول هذا الان وامام كريم بالضبط .. بعد فتره طويله رحلت السيده مرت كأنها سنين على كريم وسمر فهذه الزيارات لا يأتي من ورائها الا وجع الرأس .. في غرفة النوم كان يجلس بهدوء يعبث بحاسوبه يراجع بعض الامور فيه ويراقب ارقام البورصه بينما سمر جالسه بجانبه تنظر اليه ووجهها محمر من الخجل .. مدت يدها وامسكت بساعده القوي تمرر اصابعها عليه بطريقه لطيفه جعلته يرتعش قليلآ قال بقسوه
” سمر هذا ليس لطيفآ لو سمحتِ انا اعمل ”
زمت شفتيها بزعل لتأنبه بحده
” انت تصدق كلام امي اليس كذلك ؟ ”
قال بعدم فهم
” عن ماذا تتكلمين ”
التقطت الحاسوب منه واغلقته وسط دهشته لتضعه جانبآ وتعاود القول
” اعني طاهر هل تصدق أنني احبه هل عقلك بدأ يفكر بأشياء لا صحه لها ”
ازعجته بكلماتها ليهتف بملل
” الامر لا يعنيني أنه قلبك وليس لي حق لأحكمه ”
رفعت حاجبيها بدهشه اذن فهو يصدق كلمات والدتها .. ضربته على صدره بكل قوتها تصرخ به
” أنت سيئ جدآ كريم .. لما تصدق كلامآ سخيفآ كهذا .. كنت صغيره في ذلك الوقت وانا احبك منذ مده طويله اقسم لك صدقني ”
احتضنها بحب وهي يضغط عليها بقوه يعصر جسدها بين ذراعيه همس بأذنها بوله
” غبيه أنتِ .. حتى وأن كنتِ تحبينه فأنا سأجعلك تنسينه وأن لم يحدث فسأكون قاسيآ ولن اسمح لك بالتفكير بأحد سواي ”
اتسعت عينيها بدهشه ثم ضحكت بخفه وهي تتشبث به فهذا هو من تعشقه متمسك بها لا يستطيع العيش من دون حبها .. هكذا رجل تستحق أن تهبه كل ما تملك تبادرت لذهنها فكره جعلتها ترتعش ولكن هذا ليس وقت الخوف .. استجمعت ما لديها من شجاعه لتقول بصوت أجش مليئ بالارتباك
” كريم لقد اشتقت اليك ”
فغر فاه غير مصدق لكلماتها ابعدها عنه بضعف ينظر لعيناها بعمق أبتلع ريقه ليقول بتردد
” سمر هل تقصدين .. ”
لم يستطع اكمال جملته ربما لأنه خائف او ربما لسانه لم يستطع نطقها ولكن اكثر ما ادهشه هو أنها هزت رأسها ايجابآ ليحتضنها بكل قوته حتى كاد يسحق عظامها قال بسعاده لا يمكن وصفها
” سمر .. سمر هل انا في حلم ”
كل ما استطاعت التفوه به هي بضع كلمات ولكن تأثيرها كان قوي
” أنا كلي ملكك كريم ومن اليوم لن ابخسك حقك ”
لم يعرف لما يضحك ربما من فرط السعاده او ربما اصيب بالجنون ولكنه خائف بشده أن يكون هذا حلم .. خائف أن تكون هذه اللحظات مجرد وهم من صنع مخيلته .. قال بصوت اشبه بالتوسل
” سمر قولي أن هذا حقيقي .. قولي أن هذا ليس حلمآ ولا خيالآ .. ”
زادت من تمسكها به لتقول بعد فنره
” ليس حلمآ ولا خيالآ هذه الحقيقه التي تحلم بها .. هذا الواقع الذي طالما تمنيته ”
لم يجبها ولو بحرف لأنه كان عاجزآ عن النطق وسط هذه اللحظات الحميميه .. ابتعدت عن احظانه وامسكت وجهه بين يديها لتقول بحب
” أنا احبك كريم .. أحبك للدرجه التي تجعلني لا اتخيل حياتي أن لم تكن انت فيها .. اريدك أن تبقى بجانبي وتحبني للأبد ”
هذه الكلمات وهذه العاطفه التي يراها تشع من عينيها جعلته يفقد تماسكه لينهال عليها بقبلات حاره ولمسات جريئه للغايه وهذه المره لم تكن خائفه على العكس كانت تبادله ذلك بكل رغبه تمتلكها لترتوي منه بعد كل هذا الوقت من الحرمان والمعاناه التي عاشها كلاهما .. »»
كانت تلف جسدها بالغطاء ووجهها مصبوغ باللون القاني .. تتذكر تلك اللحظات الرومانسيه التي تشاركاها معآ .. خرج من الحمام يلف منشفه حول خصره والاخرى يجفف بها شعره حدق بها لوهله من الزمن وعيناه تنطقان الكثير ليبتسم اخيرآ ويدير نظراته في اتجاه اخر فيكفي خجلها الان لكي بزيده عليها .. أبتلعت ريقها لتخبئ رأسها تحت الغطاء .. ارتدى سرواله واتجه اليها ضحك بقوه وهو يراها مختبئه ارتسمت أبتسامه ماكره تزين وجهه اللطيف وقد خطرت له فكره ممتازه .. تقدم نحوها ببطئ كي لا تشعر وقف من جانب السرير الذي تنام عليه ولم يصدر اي صوت حسنآ فترات قليله وستبعد الغطاء ليفاجأها .. تحت الغطاء كانت تبتلع ريقها بين ثانيه واخرى تشعر بأرتباك فضيع تسائلت لما لا تسمع اي صوت له أين من الممكن أن يختفي الان .. أبعدت الغطاء عن وجهها ولم تشعر الا وكريم امامها ينظر اليها بخبث شهقت بقوه ووضعت يدها على قلبها لتقول برعب
” لقد اخفتني .. ”
رفع حاجبيه بطريقه استفزازيه واقترب منها والابتسامه الماكره لا تفارق شفتيه
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
ها هو ذا يتجه اليها بكل سرعته اليوم سيطلب يدها للزواج هناك شيئ بداخله يقول أنه يريدها زوجه بدافع غير حمايتها بل شيئ اخر لا يعرف ما هو .. وصل لمنشودته ليتوجه نحوها بخطواته الكسوله ناداها عدة مرات لكنه لم يسمع جوابآ .. عاد لمناداتها من جديد ولكن ايظآ بلا فائده .. قرر أن يدخل للمغاره سار نحوها بحذر فهو لا يأمن ذلك المدعو جان .. تجمد مكانه من الصدمه تسارعت انفاسه وهو يرى جان ينهض من جانب كاريس ويرتدي بنطاله بينما تلك الملاك تنام على الارض عاريه لا يسترها غير غطاء بسيط وضع فوق جسدها .. اتسعت عينيه وتسارعت نبضاته لا يصدق ما يراه فهذا ليس عدلآ من القسوه أن يرى من باتت تهمه امرها مع رجل اخر .. بين ذراعيه !! .. قال من دون وعي
” هذا ليس حقيقه أنه حلم أنا واثق .. أنه مجرد حلم ”
شهق جان عندما رأه ولكنه قال بثبات
” ماذا تفعل هنا ايها الحقير ”
جن جنونه ولم يعد يرى امامه هتف بعدم استيعاب وهو يشير نحو كاريس وعيناه تنضحان المآ
” كاريس .. أنت وهي لم .. أعني ”
لم يكن يستطيع النطق بكلمات اخرى كان عاجزآ .. تائها يشعر بالضياع لا يعلم لماذا ولكن كأن ملاذه لم يعد له وجود .. قال الاخر بأندفاع
” لا شأن لك بما حصل هل تفهم .. هيا عد ادراجك ”
لقد كان على شفا ساعات قليله ليطلب يدها لتكون حليلته ولكن تدمر كل شيئ وكأنه احلامه كلها تحطمت من دون أن يعرف السبب غامت عيناه وابتلع ريقه بصعوبه لم يعد للحياه معنى لقد خسر كل شيئ .. هذا ما كان يشعر به تلك اللحظه .. عاد يهتف ولكن وتيرة صوته قد ارتفعت
” هذا لم يحصل اليس كذلك جان !! ”
لم يجبه الاخر ليزداد فتيل غضبه وتستعر نيرانه ليهتف بصوت اعلى سرب الرعب لقلب الاخر
” اجبني .. أنت لم تؤذي كاريس اليس كذلك ”
لم يسمع سوى كلمه صلبت جسده
” لا استطيع أن ادعها لك أنها تهمني ”
كأنه لم يكن بحاجه سوى لهذه الجمله لينقض عليه كأسد كاسر يود تمزيق ضحيته ونهش لحمها الطري انقض على جان يبرحه ضربآ اللكمه تلو الاخرى والدماء تنزف من انفه وفمه وازرقت بشرته من اثر الضرب المبرح ولكن هذا لم يخفف ناره بل زادها اتقادآ ليدفعه ارضآ جالسآ على صدره يلكمه بوجهه عدة مرات ولم يشفى غليله فـ نار حاميه تحرق صدره لا سبيل لجعلها تبرد .. صرح بهستيريه
” كيف تجرؤ على لمسها ايها الحثاله .. كيف تقترب منها .. كيف .. ”
لم يجبه جان بأي كلمه فما عساه يقول مما جعل غضب أمين يزداد اكثر فأكثر ليعاود لكمه من جديد ولكنه انهار لم يعد يملك طاقه للاستمرار خارت قواه تمامآ والارهاق يدب بأوصاله .. انهار ليسقط على الارض بجانبه مغمض العينين وكأنه يمحي مشهدآ من مخيلته همس بتعب
” في لحظه اُصبح قريبآ وفي اخرى اَبتعد كثيرآ ”
نهض جان بصعوبه وهو يتأوه من الالم المبرح الذي يسري بأوصاله ليجلس بأعتدال واضعآ رأسه بين يديه قال بأسف
” انا اسف ولكن هذا افضل لك ولها أنا فعلت ذلك لصالحكم لأن ماثيو سيدمرك لو علم بخروجك مع كاريس وستحدث امور لا يحمد عقباها ”
لم يفهم اي شيئ .. ماثيو يرغب بقتله لماذا من هو هذا المدعو ماثيو ولما يعارض قربه من كاريس فهو لا يذكر أنه التقى به شخصيآ فقط يراه بالصحف بين فتره واخرى .. قال بضعف
” لماذا لا يريدني أن التقي بأبنة عمه ؟ ”
هتف بأنفعال
” لأنك سرقت منه شيئ ثمين وهو لن يسامحك أبدآ ”
كلماته اثارت حفيظته نهض رغم تعبه وهو يصغر عيناه متضايق مما سمع
” أنا لست سارقآ أتفهم .. اخترع كذبه اخرى افضل من هذه لتبرر فعلتك أيها المنحط ”
لم يبالي جان بكلماته بل همس بأذنه ببضع كلمات جعلت جسده يتصلب .. أبتعد أمين بقوه وهو يقول بصدمه
” أنت كاذب .. هذا غير صحيح ”
هز رأسه نفيآ
” لستُ كاذبآ .. صدقني هو يكرهك لهذا السبب وبرأيي لو كُنتَ مكانه فستفعل الشيئ ذاته .. لذلك ابتعد قبل فوات الاوان ”
اتسعت عيناه بدهشه هذه خيانه .. خيانه لا تغتفر هذا دليل قوي يخبره أنه خائن ولابد من البقاء وفيآ لحب تلك الشابه التي عشقته لدرجة لا يمكن وصفها .. لقد هامت بكل شيئ يخصه وها هو هذا يريد أن يبدأ حياته من جديد مع امرأه اخرى وليست اي امرأه بل … »» تنهد بتعاسه يحتقر نفسه لأنه اراد أن يرتبط بأمرأه اخرى وهو ليس مضطرآ فهذا الرجل يحميها .. ولكن رغم كل شيئ هو لا يغفر لنفسه أنه هذا المدعو جان قد لمسها بطريقه غير شرعيه فقد ليبعدها عنه .. قال بهمس
” قل لي أنك لم تقترب منها ”
نهض ببرود وهو يجيبه
” أنا احبها ولكن أنت اجبرتني لأذيتها كي لا تقتربا من بعض فأنا لا اريد لـ ماثيو أن يؤذيها معك .. ارجوك أمين ابتعد عنها ”
مشاعره في تلك اللحظه ما كان يمكن وصفها لأنها لم تكن تحتويها كلمات .. فلا كلمات العالم كلها تصف تلك المشاعر التي انتابته لم يعرف ما هي .. الم .. احتقار .. حقد .. كره .. خيانه .. حزن .. لا يعرف ما ينتابه الان ولكنه مؤلم للغايه مؤلم بحق يكاد يجعل روحه تخرج من جسده .. اومأ برأسه موافقآ ليقول بألم
” سابتعد عنها اعدك لن التقي بها مجددآ ”
نهض من مكانه ينفض الغبار عن ثيابه ينظر اليها لا يعرف كيف انجرف هكذا معها وكيف كان سيطلب يدها ولكنه بصدق حمد الله لأنه ابعدها عنه في الوقت المناسب وتخلص من شعور الخيانه برفقتها .. كانت نظرات الحقد تنبعث من عيناهما .. حقد غير مفهوم هل حقآ الاول يحبها والاخر خائن ام أن كل هذا غير صحيح مجرد اوهام .. رحل بسيارته وقلبه يؤلمه لا يعرف ما السبب ولكنه يكابر يكابر على مشاعره كثيرآ
x”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
مساء اليوم التالي الجميع متأهب للحفله التي اقامها مراد كان يوسف بتلك اللحظات يرتدي ثيابه بلامبالاه كعادته بذله كحليه من احد الماركات العالميه مع ربطة عنق بلون الرمادي وساعه رولكس فضيه وصلته قبل ساعات من اكثر البلاد المشهوره بساعاتها الراقيه والاغلى ثمنآ سويسرا .. ولكن هذا اليوم لم يكن طبيعيآ إنه انقلاب حقيفي في حياته انها الخطوه التي سترسل الجميع للجحيم الذي لن يفلتوا منه ابدآ هذه خطوه مهمه جدآ في حياته سيقلب حياة مراد وسيجعل تلك الحفله اسوء يوم يمر بحياته سيندم كثيرآ ينظر من كل الجهات لا يعرف من يستقصده .. لا يعرف من يعلم بحقاراته وافعاله الدنيئه .. اخذ نفسآ عميقآ ليزفره ببطئ جزءآ بعد جزء حتى شعر أنه خفف قليلآ من الضيق الذي يشعر به فهو لا يطيق تواجده مع قاتل أبيه بمكان واحد وسيضطر ليجامله قليلآ لكي يتقرب منه وينفذ ما برأسه فقد مل كثيرآ من وجود ذلك الحقير يتحرك بكل سهوله من دون ادنى شعور بالخوف .. يريد أن يجعلهم هو وسعود من سلبوا منه سعادته من قتلوا والديه يريد أن يجعل حياتهم جحيم يريد أن يتمنوا الموت ولا يجدوه وهذا قريب .. لقد تخلص من ماري والحقيرين معها واقتص منهم وقد ثأر لوالديه ولم يبق إلا القليل .. احتدت عيناه والشرر يتطاير منهما ليقول بصوت عاصف ممزوج بالغضب والحقد
” سيكون قريبآ جدآ هذا وعد اقطعه على نفسي ”
نظر من خلال المرآه لـ عمر الذي قال
” سيدي تبدو وسيمآ للغايه ”
لم يهتم بما قال .. عاد ينظر لوجهه في المرآة يتأمل ملامحه الحاده حاول الابتسام فليس من الجيد أن تكون ملامحه بهذه الحده امامهم فهذا سيجعل موقفه اصعب وسيظهر كم هو لا يطيقهم .. كشر بطريفه جعلت اسنانه الناصعه تتلئئ وسط وجهه ذو الابتسامه المقتضبه .. تنهد بضجر فهذا حقآ يشعره بالانزعاج .. تحرك من امام المرآة ليقف في وسط الغرفه أقترب منه عمر بينما رفع هو ذراعيه فاردآ لها ليلبسه عمر سترته الطويله ذات اللون الرمادي كربطته تمامآ .. بدى رائعآ جدآ خلابآ لأقصى حد ولكن للأسف تحت هذا المضهر انسان ميت لا شعور لديه سوى الحقد الكره ولا رغبه سوى الانتقام فهذا هدفه في الحياه .. قال بهدوء بعد أن اكمل ارتداء سترته
” هل كل شيئ جاهز عمر ؟ ”
احنى الاخير رأسه مجيبآ
” لقد اوصلت له رسالتك بالحرف وهو متأهب ينتظر الاشاره ”
اومأ رأسه بشرود ليخرج من الغرفه بخطوات ثابته متباطئه مليئه بالثقه ويتبعه ظله .. قد لا يليق به لقب الظل لأن الظل يختفي في الظلام .. اليوم سيكون ذو احداث مثيره ستجعل السيد والتابع يشعران بمتعه لا يضاهيها شيئ اليوم سيدمر كل شيئ فقط ساعات قليله
x
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(( نهاية الفصل الثاني عشر)) …