الـفـصـل الـرابـع عـشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..
قبل سنوات عديده »»
الثراء النفوذ السلطه والقوه والتحكم بمصير الاخرين عائلة رويس كانت تمتلك كل هذه الامور التي جعلتها تحكم البلد بزمانها ولكن حكمآ نفسيآ .. تحكمت بالناس بمصيرهم وبكل شيئ كانوا رجالآ لا يقف شيئ في طريقهم أنهم من صنعوا أنفسهم بأنفسهم .. ذلك الوقت وقبل سنوات عديده بالتحديد عام 1958 شخص كسر العادات المتعارف عليها والتقاليد التي تحكم عائلة رويس منذ ذلك الزمن الغابر من يحكم العائله هي تقاليدهم والتي يمنع اطلاقآ كسر هذه التقاليد ومن يفعل فـسـيتلقى عقابآ قاسيآ فرد لم يبالي بهذه المعتقدات الباليه والتي كانت تنص وبصرامه أنه يحرم على افراد رويس جميعآ الزواج من غير حاملين الدم الاصيل لذلك كانت ارتباطاتهم تحدث داخل العائله فقط ولكن رجل لم ينصاع للأمر وكان ذو مكانه مميزه في نفوس جميع افراد العائله ..
في احد المناطق الراقيه جدآ يقبع قصر لأحد العائلات الغنيه وقد نقش على الجدار بقسوه اسم ( رويس ) ليدل على نفوذهم الطاغي .. القصر في ذلك الوقت تسكن فيه جميع افراد رويس من دون استثناء وهذا احد القوانين ايظآ .. العائله بأكملها تعيش في مكان واحد تحت أمرة الجد الكبير .. في احد الاجنحه الكبيره بغرفه واسعه الى حد كبير .. يجلس بكل هدوء على سريره واضعآ ساعديه القويان على فخذيه محنيآ ضهره وعقله مشغول بالتفكير بأمور كثيره .. رجل بشعر اسود وعيون زرقاء نسخه من يوسف بشكله الغير طبيعي اطلاقآ .. وسط معمعة افكاره سمع طرقات على الباب رفع رأسه قائلآ
” ادخل ”
ظهر من وراء الباب امرأه كبيره بالسن أبتسم لا اراديآ وهو ينهض من مكانه يقبل جبين والدته
” ما هذا الشرف الذي خصصتني به .. تأتين لزيارة غرفتي الخاصه هذا ليس من العاده ايتها الغاليه ”
امسكته من معصمه وجرته معها ليجلسا سويآ على السرير الضخم انبته بشده
” اليوم وبخني جدك بشده هل أنت سعيد !! ”
شعر بأنزعاجها امسك بكفها وقبلها بحنان قائلآ وعيناه تنظران مباشرة لعينيها
” لما وبخك جدي ها ؟ ”
اجابته وهي تزفر بقوه
” يقول لما لم ازوجك حتى الساعه ”
انتفض جسده قليلآ وشعر بخفقات قلبه .. زواج .. زواج !! .. ترددت هذه الكلمه برأسه عدة مرات وبقي صامتآ لم يتفوه بحرف كيف يتزوج وهو لا يملك قلبه لقد سرقوا قلبه فمالذي سيفعله بزوجه لا تملك هذا القلب .. ادار رأسه بعيدآ ليقول بشرود
” لا رغبة لي بالزواج أمي .. سأخبر جدي أن يكف لسانه عني ”
تنهدت السيده بتعب لتقول بألم
” أنا ايظآ اريد أن اراك متزوجآ .. اريد أن ارى احفادي ”
هب واقفآ وكلماتها قد لمست ضفاف قلبه ولكن ما عساه يفعل الامر خارج عن سيطرته .. هو أبن رويس والاول من افراد العائله ينصاع لقلبه فهم لا يعتقدون بشيئ اسمه قلب او مشاعر فقط العقل هو من يحكمهم .. ولكن هو كسر هذه القاعده وجرى خلف قلبه .. قلبه الذي سلبته فتاه بسيطه من عائله متدنيه لا تملك اي ثقافه بل مشاكسه الى حد كبير .. قال ببرود
” امي اخي جورج متزوج يمكنك أن تطلبي منه انجاب الاطفال بدلآ عني ”
هنا اقتحم الغرفه رجل فارع الطول بشعر اسود وعيون رماديه تميل للزرقه ذو بشره سمراء خلابه
” كأنني سمعت اسمي ايها الوغد ”
التف اليه بغضب يهدر بقوه
” نعم سيد جورج لما انا بوجه المدفع .. اذهب وانجب لهم اطفالآ هيا .. اما اني فلن افعل ما يمليه علي جدي فلستُ عبدآ ”
لم يرى تفاعلآ على كلماته من جانب أخيه فكما هي عادته أنه بارد جدآ ولا يغضب بسهوله تدخلت والدتهما قائله بتأنيب
” فريد وانت جورج هل هكذا تتكلمان مع بعض على الاقل احترما كونكم اخوه ”
مرر يديه بخصلات شعره بعنف وكأنه ينتقم من نفسه لأستسلامه لقلبه ليته يستطيع أن يقول لأحدهم ما يشعر به قال بهدوء
” أنا اسف اخي التوأم لقد صرخت في وجهك اعذرني ”
لمح شبح أبتسامه بارده ترتسم على محياه الاسمر هكذا هو دومآ يستسلم لنوبات غضبه وهذه عاده سيئه قال بهدوء
” فريد لا عليك اخي العزيز انا اعذرك ولكن ان لم ترغب بالزواج فأنا سأقف بوجه جدي لا مانع لدي .. ”
كلامه لم يعجب والدته اطلاقآ هل بدأ ابنائها يخرجون عن السيطره قالت بصرامه
” أسمعاني جيدآ لا تخرجا عن السيطره كي لا يعاقبكما عمي .. ”
خرجت بعد ذلك من الغرفه لـ تترك الاخوين وكل منهما متجهم الوجه انهار جورج على السرير يستلقي عليه فارذآ ذراعيه وكأنه طائر حر يحلق بأعالي السماء اغمض عينيه لتتسرب الراحه اليه قليلآ فهو مرهق من العمل ردد ببطئ والنعاس يأخذ طريقه لعينيه الجذابه
” افعل ما تشاء أنا ادعمك ”
تفاجأ الاخير من كلامه فهل الحكم بيده ليقول هذا الكلام تنفس ببطئ يأخذ شهيقآ ليتبعه بزفير مرر يديه بخصلات شعره وتقدم ليجلس بجانب اخيه غامت عيناه بالحزن ليقول بألم
” لما لا نعيش كما نرغب ؟؟ ”
استرعت انتباهه هذه الكلمات ولا يطلقها الا الاحمق فالحياه تستطيع ان تعيشها كما تريد لا يحكمك احد هتف بصوت بارد كالصقيع
” انا بارد أنت تغضب بسهوله .. انا اسمر انت شاحب .. انا لا ابالي وانت تفعل العكس .. انت لطيف وانا القاسي ..”
نهض واعتدل بجلسته لتحتد عيناه وهو ينظر لأخيه مكملآ
” نحن النقيض يا فريد وكل هذا يجعلني استنتج شيئآ واحدآ .. أنا اتبع عقلي ولا اؤمن بالمشاعر مما يجعلني اجزم أنك تتبع قلبك وهناك امرأه تحتله حاليآ .. اليس كلامي صحيحآ !! .. ”
اندهش مما يسمعه جف حلقه ولم يعرف ما يقول ربما لأنه بدأ يخاف فعلآ يخاف من قلبه وما سيجلبه من مشاكل قال بخفوت
” ليس صحيحآ .. انا لا .. ”
قاطعه بشده وهو يهدر بحده
” بل صحيح أخبرني من هي .. ”
أبتلع ريقه وقد اسودت الدنيا بوجهه كيف لا وسره الصغير قد تم اكتشافه وقد يتعاقب لو علم الجد الكبير بذلك قال بصوت أجش مليئ بالخوف
” فتاه عاديه تعمل معنا بالشركه انها جيده جدآ .. رغمآ عني احببتها ”
شعر بالانزعاج بعض الشيئ مما يقوله اخيه فالحب وهذه المشاعر السخيفه تجعل البشر ضعفاء وكم يمقت هذا الامر اسند ذراعيه على الوساده وهو يستلقي جانبآ لم يعد يقاوم النعاس ورغبته الشديده بالنوم مضى له ثلاث ايام لم يذق طعمه فيهما .. قال بحكمه وهو يغمض عينيه
” تخلى عنها ليس لأجل جدي بل لأنك ستأذي نفسك والفتاه ايظآ .. فلا انت تستطيع الزواج منها ولا أنت الشجاع الذي سيقف بوجه جدي .. لذلك انسحب ”
بعد هذه الكلمات غط في نوم عميق متجاهلآ كل شيئ حوله .. نظر الى اخيه بلطف يتأمل ملامحه الحاده التي تحولت لسمة الهدوء لأنه نائم .. أنه يكبره بدقائق فقط ومع انهما توأمان الا انهما مختلفان تمامآ احدهما بنقاء الطفل والاخر بخبث ومكر الثعلب أنهما شيئ غريب جدآ .. تسائل بسخريه وهو يلوي شفتيه بأستهزاء
” اليس لديه زوجه هذا الـ جورج اذن لما لا يذهب ينام عندها !! ..”
تأفف منه كم هو مزعج هذا الاخ المغرور لقد بلغ الثلاثين من عمره ولا يزال يجعله يغضب بسهوله فكر بجديه فهو محق حينما قال أنهما النقيض فلا شيئ بينهما متشابه حتى تفضيل العائله فالجميع يفضله هو اما جورج فالمسكين انه كالشوكه في حلقومهم لا احد يقدر على املاء اوامره عليه حتى الجد لم يستطع ذلك والعجيب أنه لا يخاف منه بل يجابهه بكل صمود وكأنه فعلآ لا يملك مشاعرآ ليحس بالخوف او ما عداه .. تنهد بضجر وغطى اخيه بحب فهو بالنهايه يعشقه ويحترم شخصيته أنه اكثر شخص بالعائله يشعر انه مقرب اليه رغم بروده الجليدي ولكنه مع ذلك يشعر به وبأنه يختبئ خلف هذا القناع ولا يمثله اطلاقآ .. ربما .. ربما .. نهض بهدوء كي لا يزعجه اثناء نومه خرج من الغرفه ليجلس بالصاله التابعه للجناح ولم يشعر الا وفتاه شابه ربما بسن الـ 17 عامآ تقف امامه بهيئتها الخجوله أبتسم بلطف قائلآ
” الزهره اليافعه ديانا هنا .. لا بد أنكِ تبحثين عن زوجك اليس كذلك ”
ضحكت بخفه لتجلس بجواره قائله
” نعم كيف عرفت ذلك !! ”
استدار ليقابلها واضعآ يده على شعرها يبعثره بتشاكس تحدث وصوته ممزوج بضحكه جذابه
” صغيرتي دودو هل نسيت أنني ربيتك كوالدك .. وبعيدآ عن هذا فأنتِ كما يعلم الجميع تلاحقين المتجمد جورج ”
تقوس فمها وعلى وجهها تقطيبه خفيفه ابعدت يده عنها وهي تجيبه بملل
” انا لا الاحفه أنسيت انه زوجي .. أين هو هل تعلم ”
اومأ برأسه مشيرآ لباب غرفته
” نعم أنه هناك .. يغط بنوم عميق ”
شهقت بقوه ويدها ارتفعت لتستقر على صدرها شعرت بقلبها ينقبض من ذلك المتبجح العديم الشعور
“””””””””””””””””””””””””
شعرت بقلبها ينقبض من ذلك المتبجح العديم الشعور الا يدرك ان لديه زوجه وغرفه خاصه بهما اذن لماذا عندما يعود متعبآ يذهب لشقيقه بدلآ منها .. زمت شفتيها بغيض وبدأ الغضب يجوش بداخل صدرها وهي تتوعده بأن اليوم لن يمر بسلام لن يمر بهدوء من دون أن توبخه وتعطيه محاضره طويله بخصوص انهما زوجين ويجب أن يعود لها لعشهما عندما يكون متعبآ .. مالذي سيقوله الاخرون الان لو علموا بمجيئه الى هنا زفرت بنفاذ صبر وصدرها يعلو ويهبط بقوه وقد احتقن وجهها باللون الاحمر من الغيض الذي يسيطر عليها الان .. لم يتمالك فريد نفسه فشكلها كان مضحكآ جدآ فـأنفجر بضحكه قويه ساخره قائلآ بتقطع
” ديانا .. تبدين مخيفه .. ”
رمشت بعينيها عدة مرات وقد سيطرت عليها برائتها كانت ببشره سمراء وملامحها ناعمه وعينان باللون الازرق الغامق كانت جميله جدآ ويبدو عليها الانزان رغم صغر سنها .. قالت ببلاهه
” أنا مخيفه .. هل تعني ذلك حقآ .. الهذا السبب جورج لا يأتي للجناح الخاص بنا كي لا يراني !! ”
قطب حاجبيه وقد بات يتسائل انه ليس نقيضآ وحيدآ لـجورج فهذه الفتاه ببلاهتها وسذاجتها ايظآ نقيض لفطنة جورج وذكائه الحاد .. مرر يديه بخصلاته الحريريه وأبتسامه شارده استوطنت ملامحه اجابها بهدوء غير اعتيادي
” جورج يحتاج لأمرأه قويه .. امرأه يجد نفسه معها هو يشبه الصقر لا يمكن احتجازه ابدآ أنه رجل حر يكره القيود .. عليكِ أن توفري له الامان كي يعود هذا الصقر لك كلما شعر بالتعب .. أن لم تستوطنيه أن لم تغزيه فلن يعود لكِ ابدآ ”
كلماته اخترقت قلبها لتستقر بداخله بينما اخذ عقلها يحللها أنه محق تمامآ ليس جورج من يعود لها وهو لا يجد شيئآ يحبه عندها .. لاحت أبتسامه حزينه ثغرها وكأن كلماته قد فتحت جروحآ عديده بقلبها الصغير تذكرت عندما اخبرها سابقآ أنها لا تجذبه وتزوجها ليفتك من ازعاج جده المتواصل بشأنها وانه عليه الزواج منها .. لقد عشقته منذ الصغر وقد شاء الله أن يكون لها ولكنه بعيد .. بعيد كـبعد السماء عن الارض .. همست بتحشرج تقنع نفسها قبل أن تقنع فريد
” أنا اوفر له الامان .. اوفره له صدقني .. ”
أنسابت دموعها الواحده تلو الاخرى من دون أن تشعر بأنها تبكي .. عادت تكمل بشرود وكأنها غابت عن هذه الدنيا
” أنا احبه واعطيه كل ما يريده حتى انني لا اتدلل عليه لأنه يكره ذلك ولا اطلب منه شيئآ بل الجأ لوالدي ولا اتذمر من شيئ امامه ما عساي افعل اكثر ”
تعاطف معها كثيرآ وقد مزقت قلبه بحالتها هذه ربت على رأسها يحاول التخفيف عنها ولو قليلآ .. نهضت من مكانها واعتدلت واقفه تعدل ثيابها مسحت دموعها بضاهر كفها كالاطفال واتجهت نحو غرفته حيث يقبع زوجها تقول
” اعذرني فريد سأدخل غرفتك ”
اومأ برأسه وكأنها تراه وظل يحدق بها الى أن توارت عن ناظريه وقد اصبحت بداخل غرفته .. ذرعت المسافه بخطوات غاضبه ووقفت امامه تحدق به وانفاسها تتلاحق بلا هواده عاد سيل الدموع يغزو وجهها وقد لانت ملامحها لدى رؤيته كان بريئآ جدآ ومسالمآ للغايه .. لم يسبق لها أن رأته بهذا الشكل لأنها لم تستيقظ يومآ وتراه بجانبها فقد كان ينسل من السرير قبل أن تستيقظ .. أنحنت نحوه تمرر اصابعها على ملامحه لاحت ابتسامه حزينه تكسر القلب على شفتيها من دون شعور منها طبعت قبله عميقه على خده ارسلت فيها كل شوق تشعر به تجاهه .. شعر بشيئ حار يحرق خده وجسده تتسرب اليه شرارات خفيفه من الحراره لم يعرف ما هو .. فتح عينيه ببطئ وشاهد ديانا هي سبب هذا الدفء الذي يشعر به .. عاد واغمض عينيه متضاهرآ بالنوم فلا طاقه لديه للتحدث معها الان انه متعب عليه أن يعوض الثلاث ايام التي لم يرتاح بها ولم يذق طعم النوم المغري .. سمعها تهمس بالقرب منه
” احبك واعلم أنك لن تحبني ابدآ ولكن أُمَني النفس ربما يحدث المستحيل يومآ ”
بعد كلماتها هذه خرجت من الغرفه بهدوء عكس اللحظه التي دخلت بها .. غادرت وغادر معها الدفء الذي شعر به .. غادرت وقد سلبت النوم من عينيه لم يعد يشعر ولو بذره من النعاس فكلماتها لامست شيئآ بداخله .. هي غبيه جدآ ولكن لم لا تدرك أنه يحبها والادله كلها تقول ذلك .. اليس هو من يقف بوجه الجميع ولا يمكن اجباره على شيئ .. اليس هو من ينفذ ما برأسه فقط ولا يسمح لمخلوق كان بالتدخل بأموره الخاصه .. اليس هو نفس الرجل الحر الذي لا يقيده شيئ .. اذن لما هي حمقاء هكذا كي لا ترى انه يحبها .. اليس واضحآ كالشمس بمنتصف النهار أنه يحبها ولو لم يكن كذلك لما وافق على الزواج منها فهو ليس من ينصاع لأوامر الاخرين لو لم يكن راضيآ ومرتاحآ لتنفيذها .. تنفس الصعداء وهو يلعن غبائها لما لا تفهمه من دون كلام تبآ .. نهض من السرير بعصبيه وهو يبعد الغطاء عنه بقوه .. خرج من الغرفه ينهب الارض بخطواته الغاضبه أهو غامض وغير مفهوم لهذه الدرجه .. سمع من جانبه صوت اخيه فريد قائلآ بقلق
” ديانا تخرج تبكي وانت غاضب ما الامر .. هل كل شيئ بخير .. ”
توقف عن السير وهو يدير نظراته ناحيته لوى شفتيه بقرف
” نعم كل شيئ بخير ولكن صغيرتك غبيه جدآ وانا لا احتمل ذلك ”
ضحك الاخير بخفه
” نعم .. نعم انت محق انها غبيه قليلآ ولكن الذنب الرئيسي يقع عليك .. أنت من لا يفهم احد تصرفاتك انا واضح لي انك تحبها وايظآ تحبها بعقلك وليس بقلبك .. لكن هي صغيره وقد يصعب عليها فهم الامر جيدآ لذلك اعتني بها وستعرف ما تشعر به .. أنت تفهمني صحيح !! ”
هز رأسه بملل ليعاود السير وهو يتمتم بكلمات وصلت لمسامع فريد
” قال غبيه قليلآ قال .. أنها أغبى فتاه رأيتها بحياتي ”
ضحك بقوه بينما جورج خرج من الجناح بأكمله حسنآ هو معتاد على هكذا امر فالجميع يأتي اليه بكل الاوقات وكأنه ملاذ للجميع هنا بالقصر هذا يثير غرابته احيانآ ولكنه يعود ويقول ربما لأنه لطيف لذلك يلجئون اليه من دون غيره .. »» ↓ ↓
دلف داخل غرفته بهدوئه المعتاد وقد ذهب انزعاجه بالكامل ربما لأنه معتاد على ذلك .. معتاد على البرود الذي بات يسيطر على جميع اعضائه .. رأها ترتب الغرفه بعصبيه واضحه لم يهتم بل توجه للسرير واستلقى عليه مستندآ بذراعيه واضعآ كفه على خده ذو الوجنات المرتفعه .. قال بتهكم
” لما الغضب يا صغيره ”
لم تجبه بكلمه ربما لأنها لا ترغب بجرحه .. عاد يقول متجاهلآ صمتها
” اتسائل أكلما نمت تقبلينني بتلك الطريقه ”
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
” اتسائل أكلما نمت تقبلينني بتلك الطريقه ”
شهقت بقوه واستدارت تنظر اليه أبتلعت ريقها بصعوبه وعيناها متسعتين همست بصعوبه
” كـ كـيف ”
فرد ذراعيه وهو يجيبها على سؤالها
” لأن نومي خفيق أقل حركه توقضني ”
صغرت عينيها وهي تراه يدعوها لأحضانه زمت شفتيها تنظر اليه بريبه همست بشك واصبعها السبابه يشير نحوه
” أنا أشك بأمرك ”
لوي شفتيه بمكر وهي يستعد للنوم
” آه آه فكري كما تشائين اعتقد أنني سأنام ”
ضحكت بخفه ربما هو يفرغ رغبته بها ولكن مع ذلك هي تعشقه حتى وأن لم يبادلها مشاعرها .. تقدمت اليه ورمت بنفسها جانبه على السرير والابتسامه تعلو وجهها همست بحب
” أمتأكد أنك تريد النوم .. الا تريد شيئآ اخر .. !! ”
فهم ما تقصده جيدآ جرها اليه ليفهمها أنه يحبها بطريقته فلسانه يأبى قول تلك الكلمه »»
في مكان اخر بالقصر صبي ربما بسن الـ 12 من العمر يمسك كتابآ بأحدى يديه والاخرى يقوم بحركات غريبه وكأنه يقاتل والاغرب في الامر أنه يبدو اكبر من سنه .. نظراته حاده شعره اسود كثيف وعيناه باللون الاسود القاتم كل شيئ فيه يوحي بأنه فرد اصيل من العائله .. تناهى الى سمعه صوت خطوات خفيفه متباطئه علم بسرعه من صاحب هذه الخطوات .. رمى الكتاب على الاريكه وجلس بأعتدال وكأنه شخص مسالم وقد سيطرت البراءه على ملامحه .. ضهر امامه فريد بطوله الفارع وشكله الجذاب أعتلت ابتسامه ثغره وردد بكسل
” طوني المسالم ياله من لقب لا يليق بك .. لما الجميع يصدق أنك طفل بينما انت شيطان صغير ”
رأى علامات الدهشه ترتسم على محياه واصبعه السبابه يشير لنفسه قائلآ بأندهاش
” أنا .. أنا شيطان بحق الله ”
خرجت من حنجرته ضحكه اشبه بمعزوفه موسيقيه اجابه بمكر وحاجبيه يرتفعان بأغاضه
” نعم أنت اخي الصغير .. انا اثق بأنك ستنجب شيطانآ من صلبك يومآ ما ”
اشاح الاخر رأسه بعلياء واضح وهو لا يعرف هل يعتبر كلام اخيه الاكلر فريد اهانه ام اطراء .. ربما هو اهانه .. اجابه على تسائله وكأنه يقرأ افكاره
” أنه اطراء أيها الغر .. انا امدحك عليك أن تكون سعيدآ ”
تجهم وجهه فهو رغم كل شيئ لا يريد أن يكون شيطانآ والاسوء أن يتزوج ويأتيه شيطان هذا ما يمقته بشده ولكن دمائهم اللعينه هذه ستدمر كل شيئ .. تثائب وقد بات يشعر بالنعاس حتى قال فريد بضيق
” ما هذا أينما اذهب يصاب الجميع بالنعاس .. هل انا احمل شيئآ بداخلي يجعل الاخرين هكذا ”
استلقى طوني على الاريكه تمتم بتعب وهو يغمض عينيه
” أشك حقآ بأنك تجلب النعاس للجميع فهذا يحدث لي دائمآ عندما اراك ”
لوى شفتيه بأنزعاج ودقاته باتت غير منتضمه هل هم مجانين ام ان ما قالوه للتو صحيح ولكن لا يوجد رجل يجلب النعاس إلا اذا .. نهض بذعر هل يعقل انه رجل ممل لهذه الدرجه .. ساءه ذلك كثيرآ حسنآ هذا ليس غريبآ فهو يختلف عن الجميع لا يشبههم سوى بالشكل ولكنه لا يملك جرأتهم ولا قوتهم ولا حتى موت المشاعر لديهم أنه انسان طبيعي مثل اي احد اخر ولكن الاختلاف الوحيد أن دم رويس يجري بعروقهم ..
توالت الايام والجميع يعيش حياه عاديه طبيعيه وكل منهم سعيد بحياته ولكن هذه السعاده لم يقدر لها أن تدوم والسبب …… !!
مضى الوقت والايام تنقرض من حياتهم الواحد تلو الاخر كل منهم انذاك مشغول بأمر مهم ولكن ما جلب المشاكل لهم هو جورج .. نعم جورج البارد .. منذ الازل كانت عائلة رويس تعادي عائله اوزان وعائلة الشهري .. ما بينهم تقريبآ كان منذ قرون مضت من ايام الجد الاكبر للعائله والذي كانت زوجته اسبانية الاصل من عائله الماركيز الأثرى في ذلك الزمان حصل الارتباط وعاش معها هناك وبعد اجيال انتقل احد الاجداد الى لبنان هنا عائدآ لبلدهم الام وهكذا بقى جميعهم هنا بقصر شيدوه كبيرآ يضم جميع الافراد وقد حضر على الجميع العيش طوال الحياة بأسبانيا بل يجب احترام وطن جدهم والبقاء فيه الى أن يطرق ابوابهم الموت .. منذ ذلك الزمن والعداء بين العائلات الثلاث وقد كان مجهول الاسباب ولكن الاجيال توارثته واصبحت هذه العائلات متقاطعه لا يربطهم ببعض اي شيئ ولكن عائلة رويس رغم تحرشات ومضايقات اوزان والشهري حافظت على سلامها ولم تزعج احد فيهم لأنها لا تريد المشاكل .. لقد وصلوا للقمه كل رجالهم اما رجال اعمال او صحفيون او البعض منهم وزراء بالدوله واخرين يعملون بقسم الامن لحماية الدوله .. احد اهم اعضاء قسم الاستخبارات كان جورج من اشعل نار الحقد والغضب بقلب كل فرد بعائلة رويس والسبب ….. !!
الغضب يشتعل بداخله والحقد اعمى بصيرته هتف وهو يرمي الاوراق بغضب امام جده على الطاوله واهم اعضاء العائله مجتمعون بمكتب الجد صدح صوته غاضبآ يؤججه الحقد
” كنا نسكت عن مضايقاتهم لنا ولكن لقد طفح الكيل .. قلت لنا أننا نريد السلام وليكفي عداء بيننا ولكن الان اصبح للعداء سبب قوي .. ”
لم يهتف اي احد منهم ولو بحرف مما زاد اشتعال ضغينه الحقد بداخله ليعاود الصراخ بصوت حاد كسر الصمت مجددآ
” أن كنتم تريدون سلامآ فأبقوا كذلك ولكن .. انا .. انا جورج رويس سأقف بوجه كل من عائلة اوزان والشهري وأن لم أتلقى دعمآ منكم .. مهمتي حماية البلد من المفسدين وملاحقتهم اينما كانوا والان اعدائنا هم اكبر المفسدين .. ”
قال فريد يحاول تهدئته ربما لأنه ليس معتادآ على غضب جورج النادر جدآ
” عزيزي اهدآ ما بك كل هذا الانفعال .. تكلم بهدوء الجميع يستمع لك .. ”
نظر اليه شزرآ وعيناه تومضان ببريق احمر مشتعل وكأن نار حاميه تتأجج بحدقتيه هتف من دون اي احترام لأي فرد جالس
” رأيكم جميعآ لا يهمني .. ان لم تصفوا بجانبي فأنا سأفعل ما يمليه الواجب .. هل تعلمون أنه اخر محاولات الشغب التي اثيرت في البلد من صنع الحثاله عائلة اوزان .. او هل تعلمون أن عائلة الشهري مسؤوله عن اخر جرائم القتل التي حدثت .. انا لن اسكت بعد الان اتفهمون !! ”
الجميع كانوا معه لكنه ايآ منهم لم يقل شيئآ احترامآ للجد الاكبر والقرار الاخير بيده لو اراد اشعال فتيل العداء من جديد .. همهم الجميع فيما بينهم كل منهم يهمس للأخر بكلام ما يخص موضوع جورج هذا .. سكت الجميع فور سماع صوت الجد الجهور قائلآ بقوه
” جميع افراد رويس سيدعمونك جورج ابدأ عملك بتحطيم العائلتين ”
علت الصدمه وجوه الجميع لأن الجد كان مسالمآ للغايه ولكن الان قد انقلب والسبب كلمات جورج قد اخذت مفعولها بداخله وايقضت مشاعر الكره لديه .. تدخل طوني الصبي الصغير قائلآ وقد فاجئ الجميع
لو كانوا يقتلون ويثيرون الشغب فلا يمكن استبعاد اشياء اخرى مخفيه عن الجميع حتى الاستخبارات .. اراهن على روحي ان مصائب كثيره عنهم لا زالت مخفيه ولن يكشفها غيرك جورج .. ”
طير عيونه للسماء وانحنى لأخيه يقبله وهو يردد بسعاده
” طوني ايها الصغير اكاد اقسم انك عبقري .. لقد فاتني هذا الامر أنت محق تمامآ .. سألاحق الامر بنفسي هذه المره وسأدعهم تحت مراقبه مشدده لكي اكشف اعمالهم القذره وبعدها سيكونون كالخاتم بأصبعي .. ”
اومأ برأسه ولم يبدي اهتمامآ بكونه اوصلهم لأمر مهم اعتلت وجه والدهم ابتسامه عريضه فخورآ بأولاده لأنهم رفعوا رأسه امام الجميع .. بالاخص فخور بهذا الصغير الذي لا يبدو صغيرآ مطلقآ .. غطى الجمود وجهه وقد تناسى شعوره هذا قائلآ ببرود
” كل هذا الكلام لا منفعة فيه لأننا نحتاج ادله ومن دونها نحن عاجزين لا فائده من كلامنا هذا ”
بعد مضي الايام .. يذهب يوم لـيأتي الاخر وهكذا مرت سربعآ فالكبار للعائله واهم الاعضاء فيهم قد تابعوا القضيه ودعموا جورج بكل ما لديهم حتى جاء ذاك اليوم المنشود الذي دمر حياتهم جميعآ ….. !!
مساء يوم ممطر أقتحم الشركه بحضوره الطاغي وكان قد اختار اليوم بالتحديد ليطلب لقاء كبير اوزان والشهري بشركة السيد اوزان وكانت حراسته تسير خلفه تحسبآ لأي طارئ رغم علمه أنهم لا يستطيعون اذيته لأنه هنا بينهم وعلى ارضهم مما لو اصابه مكروه ستقوم الدنيا ولن تقعد وعائلة رويس لن تسكت عن هذا وقد طفح بها الكيل .. شمس اليوم كانت كئيبه حزينه ضيائها ليس قويآ حتى استسلمت اخيرآ لتختفي خلف الغيوم ويبدأ مطر غزير بالهطول وكأنه يرثي احدهم ولكن من عساه يكون ؟؟ .. الجو كله كئيب وكأن عزاءآ كبيرآ سيقام قريبآ وكأن السماء توشحت بالسواد مستعده للحداد على ضحايا غير معروفين بعد .. لم يبالي بأي احد سار الى المكتب المنشود لتدخله السكرتيره بسرعه بعد أن تلقت الاذن من رئيسها .. دلف الى المكتب والقى تحيه بارده عليه ليقابلوه بنفس الشيئ فالكل هنا لا يطيقون بعض .. جلس على الكرسي المقابل للمكتب امام السيد الشهري والسيد اوزان يقبع خلفه .. قال بسخريه
” كيف حالكما سيداي تبدوان لي بصحه جيده ”
اجابه الاخير السيد اوزان بفضاضه
” نحن بخير .. بخير ولله الحمد كنا كذلك قبل مجيئك ولكن الان الله وحده العالم بحالنا .. وايظآ أيها الصغير أنت بلا ادب الم يعلمك والداك أن تحترم من هم اكبر منك سنآ .. ”
رفع رأسه وهي يقدم شفتيه للأمام مفكرآ بطريقه ساذجه ليقول اخيرآ متسع العينين وسبابته تشير كرقم واحد
” بلى بلى علماني ولكن قالا لي من لا يستحق الاحترام فـكلمه على اساس انه كلب .. رغم أن الكلب وفي للأسف .. ربما تشبيههما خاطئ ما رأيكما ”
أبتسامه عريضه تملكت ثغره الجميل وهو يرى ردة الفعل التي ارادها تكتسح وجهيهما .. متجهمين وانفاسهم تتصاعد بقوه وكأنهم عادوا للتو من حلبة مصارعه .. هذا بالضبط ما اراده وقد حصل عليه مما جعل غليله يشفى ولو قليلآ .. صرخ به السيد الشهري
” أيها الحقير اتشبهنا بالكلاب .. ”
نهض بقوته ووجه فوهة مسدسه على رأس جورج وهو يتمتم بغيض
” ما الذي كنت اتوقعه يا اللهي .. انتم رجال رويس جميعكم لا تعرفون الادب أنتم مجرد تافهين ”
لم يبالي بالموقف الذي يواجهه الان بل حك ذقنه بلامبالاه خالصه وتمتم وهو يعقد حاجبيه
” ترى لو طلبت منك قتل احدهم عوضآ عني هل ستفعل .. ربما لما لا فأنتم معتادين على ذلك .. !! ”
اتسعت عينيه بدهشه هو ورفيقه وكأن بؤبؤيه سيخرج من نطاق عينه المحدد ووجهه قد اصبح باللون الاصفر الشاحب الخالي من شيئ اسمه دم .. نظر كلاهما للأخر وكل منهما صدمته لا تقل عن الاخر .. همس السيد اوزان بحشرجه
” ما الذي قلته ايها الشاب ؟؟ ”
تثائب بملل وهو يخرج اوراقآ من حقيبته المحموله ليرميها على سطح المكتب قائلآ وهو يضع قدمآ على الاخرى بنبره ساخره ممزوجه بالتهكم
” قلت يا سيدي أنكم مكشوفين لدينا ونهايتكم باتت قريبه ما رأيك ”
راجع السيد اوزان الاوراق ونظراته تبحلق بها بخوف هل ما يخاف منه سيحدث .. عائلة رويس قد استيقظت شياطينها ولو تركوا لهم المجال فلن يبقى شخص يعاديهم الا وتم قتله .. قال بضعف
” كيف حصلت على هذه الملفات .. !! ”
اجابه بكل بساطه ونبرته ممزوجه بالاحتقار
” لا شأن لك .. حصلت عليها وانتهى الامر .. ”
تمالك السيد الشهري اعصابه قليلآ ليقول ببعض الثقه
” هذا لا شيئ ولا يمكنك اذيتنا بها مطلقآ انت لا تملك دليلآ قاطعآ ”
نهض من مكانه وهو يهمهم بطريقه تدعو للشك
” اتسائل هل ما تقوله حقيقي ام أنني املك الادله وهذا فقط لأخباركما انكما مكشوفان ”
خرج بخطوات هادئه بعد أن اهاج عاصفه ستقتلع كل شيئ لو ثارت هذا كان الامر الذي رفعهم اكثر وقد خمد صوت اوزان والشهري ولكن الامر لم يدم طويلآ فقد كان صمتهما واخر خبر تلقياه قد اشعل الفتيل واجج النيران لتكون على ارض الواقع تحرق البشر بطريقه بشعه وتثير الالم على فاجعه غير معقوله اطلاقآ ..
بعد ملاحقات سريه من قبل جورج واعوانه بالمخابرات استطاع اخيرآ أن يكتشف ما كاد أن يطيح بعقله .. عائلة اوزان والشهري بالخفاء يهربون الاسلحه وكان هذا يوم سعد جورج الذي جعله بقمة سعادته .. عاد للمنزل ذلك اليوم وسعادته لا توصف استقبله شقيقه طوني بلامبالاته المعهوده ولم يقل شيئآ .. بينما يسيران بهدوء قال جورج بمتعه
” لقد اطحت بهما يا حبيبي طوني .. اطحت بالعائلتين غدآ سأذهب للمحكمه واقدم ادلتي لهم .. من الغد بأذنه تعالى سأحصل على متعتي الحقيقيه .. ”
لم يكن مرتاحآ كان انذاك بعمر الـ 13 من عمره .. لم يعرف ما السبب ولكن قلبه يؤلمه بشده وكأنه حزين على فراق الاحبه ولكن ما اثار تعجبه انه لم يفقد عزيزآ اذن لما هذه المشاعر ومنذ متى قلبه يتألم هو لا يذكر من قبل أن شعر بشيئ ما .. اخذ نفس بطيئ جذب انتباه جورج اليه جعله قلقآ بعض الشيئ قال بهدوء
” هل أنت بخير طوني .. تبدو منهارآ .. ”
زفر بقوه ونبضاته تتسارع من دون سبب معين قال بعدم ارتياح
” جورج اشعر أن اليوم لن يمر بسلام ”
توقفت ساقيه لا اراديآ عن السير ووجهه قد تغضن بشده وكأنه يرى شيئآ لا يعجبه قفز قلبه من مكانه وقد انتقلت اليه عدوى اخيه احنى رأسه وانفاسه تهرب من صدره بات يشعر بضيق تنفسه وكأن الهواء قد انحسر من حوله قال بصعوبه وشعور خوف غريب ينتابه
” لقد نقلت الي عدواك اخي الصغير اشعر أن اليوم سيئ علينا وكأن امرآ ما سيحدث ”
اومأ برأسه واتجها سويآ لداخل القصر .. قضى جميعهم اوقات لطيفه يضحكون ويتسامرون فيما بينهم وكأن اولهم يودع الاخر كانت ليله غريبه تمر عليهم اثارت استفراب طوني فهو لا يعلم السبب وراء ذلك ولكن قلبه يكاد يتفطر من دون سبب وكأن امرآ مخيفآ سيحدث ولم يدرك احدهم انذاك ما يحدث في المكان الاخر .. كانت العائلتان تخططان لأبادة رويس عن بكرة ابيهم والاخرين غافلين عما سيصيبهم الليله سيكون يومآ تعيسآ وُصِم بالدم .. الدم الذي لن يجف ابدآ إلا بالانتقام .. الانتقام الذي قد يطفئ نيران القلب المشتعله .. اتفقوا جميعآ على أن هذا اليوم هو الاخير لهم وقد اتفقوا سابقآ لتنفيذ الخطه بمساعدة بعض الخدم الذين تم رشوتهم ببضع النقود ليبيعوا ذمتهم ويخونوا اسيادهم الذين لم يؤذوهم بشيئ ولكن المال يعمي البصيره وهو زينة هذه الحياه .. في الطزف الاخر بذلك القصر الشامخ هتف الجد بحنان للمره الاولى وكأنه يقول وداعآ
” أبنائي لقد احببتكم حقآ وقضيت معكم ايامآ لا بأس بها .. شكرآ لكم لبقائكم حولي اقدر لكم ذلك .. ”
دهش الجميع مما سمعوا اما طوني فقد احس بخطر قريب يقترب .. فتح عينيه بقوه وكأنه يرى ملك الموت امامه ارتجف جسده بذعر وارتعشت كل خليه فيه ليهمس لنفسه بخوف عارم
” لن نستيقظ صباحآ ”
انصرف الجميع لأجنحتهم وكل منهم يشعر بضيق صدره وكأن اليوم ثقيل عليهم وهذا يحدث للمره الاولى .. فريد استمتع بكتابة رساله حب لتلك الشابه التي تعمل معهم بالشركه وهو يدندن بموسيقى عذبه زادت من حس صوته المرهف النابع من الاعماق .. كل فرد من العائله كان يفعل الشيئ الذي يحبه من دون معرفة السبب وراء ذلك اما جورج فقد كان مختلفآ صدره مقبوض ونظراته تحدق باللاشيئ .. يحدق بالفراغ .. أقتربت منه ديانا بحب وهي تهمس بقرب اذنيه
” حبيبي جورج .. امير قلبي الخالد احبك وما الحب سوى قطره بـبحر مشاعري المتأججه ”
جذبته بكلماتها لتسترعي انتباهه .. حدق بها بشرود قليلآ من الوقت ثم ولم يحتمل الالم بصدره يشعر انه سيموت .. سيموت .. احتضنها بكل قوته يمرغ رأسه بعنقها يستنشق عطرها الأخاذ .. همس بعاطفه
” اريدك ديانا .. اريدك بكل العوالم .. اريدك للأبد .. ”
استسلم كل منهما لمشاعره وقضيا ليله رائعه بأحضان بعض .. كل تلك اللحظات الممتعه بأرجاء القصر الاول مع زوجته والاخر يفكر بحبيبته واخر يفكر بحبه للدراسه والاخر بتحقيق احلامه كل منهم قضى وقتآ ممتعآ ولكن شخص واحد كان الخوف يتأكله .. يتأكله ببطئ شيئآ فـشيئآ .. يجلس بغرفته على سريره الضخم يحتضن جسده بيديه يلفهما حوله بقوه ضامآ ساقيه الى صدره وكل جسده يرتجف .. يرتعش .. يهتز .. قلبه يتألم يشعر بشيئ يمزق احشائه .. اليوم سيكون وداع الاحبه واحدهم يهمس بأذنه بخفوت ” ودع احبابك قبل الرحيل ” .. اي وداع واي رحيل .. لا يوجد احد قرر السفر .. لا يوجد احد قرر الرحيل بعيدآ .. عاد صوتآ يهمس من جديد ” الموت يخطف الاحباب تزود منهم قبل الرحيل ” .. صم اذنيه بأصابعه ودموعه تغطي وجهه الجميل صرخ بحده ونبرته مختلطه بالذعر
” لن يرحل احد .. لن يموت اي احد انهم جبارون رجال رويس جبارين .. ابتعد عني ايها الحقير ”
لم يعد يسمع شيئآ انفاس مضطربه .. دقات سريعه .. صدر يعلو ويهبط .. الجو خانق .. صوت الغربان صدح بأذنيه .. الهواء يضرب بنافذته .. هطلت دموعه كأمطار غزيره وشقت وجهه ابتسامه كئيبه وفجأه سمع صوت صراخ عالي .. اطفال .. رجال .. نساء .. صوت بكاء مختلط بأشياء اخرى لم يعرف ماهيتها .. صرخ بدون وعي منه ونهض بسرعه من سريره يخرج من غرفته ليفتح عينيه على اتساعهما من هول الصدمه ……. !!!! .
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(( نهاية الفصل الرابع عشر ))