الـفـصـل الـسـابـع عـشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..
يرغب بتدميره .. لا يهم أن دمرت شخص او عائله او حتى بلد هذه كله لا يهم ولكن عليك أن لا تنسى شيئآ مهمآ انك لو فعلت ذلك فكن واثقآ أن الدمار سيشملك أنت أيظآ .. للأسف يبدو أنه نسي هذا الامر وها هو ذا حياته تنقلب رأسآ على عقب ..
يجلس امام التلفاز يشاهد الاخبار هو وزوجته وهم يتناولون المكسرات تلقى اتصالآ ليرد براحته بعد أن خرج من الغرفه اما زوجته العزيزه فقد كانت تستمع الى الاخبار بشرود وعقلها بمكان أخر .. تفكر بأبنتها التي بدأت ترى علائم الحب على وجهها وكما تعلم جيدآ فهي لا تعرف اي رجل عدا عن هذا الحارس الشاب الوسيم مما يعني انها غارقه ببحر حبه وهذا واضح لها كـ أم فهي ليست غافله عن تلك النظرات التي توجهها له خلسةٍ او تظاهرها بالغضب منه وكل هذا مجرد خداع لتجذب انتباهه وهذا ايظآ لم يخفى عليها .. تنهدت بأسى هي تعترف أن الرجل جيد ولكنه غير مناسب لـصغيرتها فهو في سلك الشرطه وحياته معرضه للخطر في اي وقت .. جرجرها من بحر افكارها العميق صوت يقول ( فضيحه من العيار الثقيل احد أشهر رجال الاعمال بالبلد السيد مراد الشهزي على علاقه سريه مع المغنيه الشهيره سماهر ) جذبتها هذه الكلمات بقوه جحظت عيناها تحدق بالشاشه والكلمات تتردد بمسامع اذنيها ولكن الاسوء من كل ذلك ما رأته يعرض على الشاشه .. صور عديده له هو وتلك الحقيره والاقسى وامر من ذلك صوره فاضحه له معها في غرفة النوم .. اتسعت عيناها ذهولآ مما ترى غير مصدقه لهذا اطلاقآ .. مراد .. زوجها .. خائن !! .. لم تستوعب الامر وقد دخل هذه اللحظه مراد ليراها بتلك الحاله الفضيعه تبدو وكأنها من الاموات بوجهها الشاحب .. حول نظراته للتلفاز الى حيث تنظر ليـرى الداهيه العظمى .. أبتلع ريقه بصعوبه وهو يستمع للمذيع ( أنها صدمه بالغعل وكما نعدكم دومآ بالاخبار الدسمه فها هو ذا احد اهم تلك الامور التي نمتلكها ولكن هذه المره كانت مفاجئه صادمه .. المسكينه زوجته ترى ما حالها الان أنا اتسائل حقآ ) .. توقفت انفاسه لم يعد يستطيع اجتذاب الهواء لصدره كان شيئآ صعبآ وكأنها عمليه خطيره !! .. عاد بأتظاره لزوجته وهو مشدوه تمامآ ولم يجد ما يقوله وكأن القدر يتفق عليه لينعقد لسانه بهذه اللحظه وكأن الشلل قد اصابه واصبح عاجزآ عن النطق .. نهضت بصعوبه من مكانها لتقف امامه بكبرياء يوازي الجبال رفعت رأسها لتتكلم وقد بذلت قصارى جهدها ليكون صوتها هادئآ لا اثر للأنفعال فيه
” لا اعتقد أن لديك شرحآ لهذا لذلك أعتقد أنه ليس من الصواب سؤالك عنه .. ولكن شيئ واحد اود معرفته .. شيئ واحد فحسب ”
صمتت ولم تكمل جملتها وياللسوء اختارت أبنتها هذا الوقت للظهور هي وكرم امامهم قالت دارين بمرح
” أمي أبي جيد أنني وجدتكما معآ اود الـحـ .. ”
توقفت عن الكلام وهي ترى والدتها محنية الرأس تبكي بصمت .. صغرت عينيها ولم تعرف ماذا تقول لابد أن والدها قد قال شيئآ عن طريق المزاح وهي كعادتها انزعجت منه لأنها تكره ذلك .. قالت بتأتيب
” أبي كم مره يجب ان اقول لك لا تمزح مع أمي أنها تكره ذلك ارجوك .. ”
لم تسمع ردآ منه بل بقيا على حالتهما تلك وكم اثار هذا اندهاشها بينما عرف كرم السبب بسهوله فقد وقعت انظاره على التلفاز فور دخولهم ورأى ما ادهشه حقآ .. عادت تقول ولكن نبرتها احتدت
” اريد أن اعرف بماذا قصرت معك .. ”
لم يجد ما يقوله مد يده ليلمسها يستجدي عطفها ولكنها ابتعدت بقسوه تصرخ به
” لا تقترب .. لا تلمسني ايها الخائن .. ”
دُهشت دارين مما تقول والدتها لتهتف بقوه
” ماذا هتاك أمي لما كل هذا الانفعال ما الامر ؟؟ ”
أمسك كرم برسغها من الخلف يشير بيده الاخرى للـتلفاز .. طاوعته بحيره لتتسع عينيها فور رؤيتها للموقف والدها بأحظان امراه اخرى ترتدي ثوب نوم احمر فاضح وتجلس بحظنه وهما يضخكان مكشرين عن انيابهم .. ادارت وجهها بعيدآ شاعره بالخجل من هذا الامر فهي لا تزال صغيره لتشاهد هكذا مواقف وكم شعرت بالخزي من والدها والاسوء من كل ذلك كرم شاهد هذا ايظآ .. عادت تصرخ به وهذه المره فقدت اعصابها لتقول بهستيريه
” أخبرني .. قل شيئآ .. بماذا قصرت معك لطالما كنت افضلك على الجميع .. لطالما كنت اعطيك بلا مقابل ولا ثمن اذن لما هذا .. اجبني لما فعلت هذا بي .. ”
أنهارت على الارض تبكي يشده ويداها تغطيان وجهها كي لا تبدو مثيره للشفقه اكثر .. لسانها بدأ يهذي
” ما كان علي ان اثق بك .. أنتم الرجال جميعكم خونه .. جميعكم كذلك .. لا تملئ عينيكم امرأه واحده .. ”
تعالى نشيجها لتهطل دموع أبنتها ترثي حال امها المنهار أقتربت منها ببطئ تجلس بجوارها تحتظنها وتربت على ظهرها تخفف عنها .. لم تجد ما تقوله فالكلمات لا فائده منها بمثل هذه المواقف والدموع افضل من اي شيئ فهي على الاقل تخفف قليلآ مما يجثم على الصدر وتريح النفس .. تحدث كرم بهدوء
” سيدي يتوجب أن تبتعد عنها قليلآ الى أن تهدئ ”
نظر ناحية كرم بعيون زائغه وكأنه بعالم اخر ليهز رأسه ويغادر الغرفه بهدوء تام .. حدق بـ دارين التي تحتظن امها بقوه ليقول بهدوء
” انسه دارين خذي والدتك الىx غرفتها لترتاح .. هي الان بحاجه للنوم هذا افضل لها حاليآ .. ”
ادارت رأسها ناحيته وعيناها مغرورقتان بالدموع .. قرأ توسل ما في نظراتها وكأنها تقول له لا تفعل انت كذلك .. كانها تطلب منه ان يكون وفيآ .. ابتسم بلطف قائلآ
” هيا دارين تحركي .. ”
اومأت رأسها لتسند والدتها وتأخذها الى غرفتها بينما هو لم يستطع منع نفسه من طرح سؤال حيره كثثرآ ” كيف استطاع مراد خيانة زوجته وهي امرأه من الصعب ايجاد شبيهه لها .. انها امرأه رائعه بحق .. لطيفه وطيبه وتحمل الكثير والكثير من الامور الرائعه اذن كيف استطاع خيانتها !! .. مرر يديه بخصلات شعره وهو يزفر بقوه ليغادر الغرفه بعد ذلك
صوت ضحكاته صدح بالارجاء وهو يتناول كأسآ من عصير الليمون قال بخبث
” ياله من امر قاسي المسكين كما قال الصحفي كيف حال زوجته الان او لنقل كيف حاله هو .. ”
هز يوسف رأسه علامة انه غير مهتم ليرتشف قليلآ من قهوته قائلآ
” الامر مؤسف للغايه سيخسر الكثير الان .. لنرى .. ”
رفع اصابعه ومع كل كلمه يغلق اصبعآ
” شرفه .. مكانته بالمجتمع .. اسهمه ستنخفض .. ولن يجزئ على النظر بوجوه الاخرين .. لقد اصبت الهدف وسترى ما سأفعله قادمآ ”
اكمل ماثيو عوضآ عنه
” الاهم من كل ذلك أنه الانتقام .. سندمره وبعدها نرميه للكلاب الضاله .. الحقير أنه لا يستحق الحياه ”
لاحظ يوسف نبرته المرتجفه وكأنه يقاوم امرآ ما رجح ذلك الى الماضي ربما هي تلك الشابه ذات الطاقه النشيطه .. قال بصوت مليئ بالحزن
” كانت لا تزال زهره صغيره لم تتفتح بعد ولكنه اغتصبها ببشاعه .. لن اغفر له ذلك أبدآ .. ”
تعاطف معه كثيرآ للمره الاولى يشعر بأحدهم .. يشعر بمعاناة شخص ما لكنه عاجز عن المواساه لأنه لا يجيد ذلك اطلاقآ .. لطالما تردد هذا السؤال بذهنه وود لو يعرف اجابته
” اخبرني كيف علمت أن مراد هو المسؤول عما جرى لـ رانيا .. ”
لوى فمه بسخزيه ها هي ذا الجراح التي اعتقد أنها اندملت عادت لتنزف من جديد وبقوه اكبر .. لقد اختار درب الانتقام لأجلها لأنها هي محبوبته دائمآ وابدآ .. فتح فمه ليخبر يوسف بكل القصه قائلآ بألم
” انا كنت مغرمآ بها منذ ايام المراهقه كانت أبنة خالتي لكنها لم تعطني اي اهتمام مطلقآ حتى اكتشفت السبب أنه رجل ويدعى أمين كانت علاقتها به علمت فيما بعد انها تعرفت عليه عن طريق صديقتها لأنه صديق اخيها هكذا سمعت .. بعد مرور ايام عديده طويله رأيناها مرميه على باب المنزل بعد اختفاء دام لمدة اسبوع .. ”
توقف عن الكلام وكأنه يسترجع بذاكرته تلك الاحداث القاسيه التي مروا بها انذاك أغمض عينيه بقوه ليعاود القول
” بعد الكشف أتضح أنه تم اغتصابها وذبح برائتها بالطبع لا يمكنك تخيل ما حصل لي ذلك اليوم كنت منهارآ القيت اللوم كله على أمين وحشوت رأس أبن خالتي ضده .. كانت مجرد ذريعه لأتخلص منه لأنه سلبني حبي ولأن ما حدث لها كان قاسيآ على تفسي ولم احتمله .. بعد مرور ايام لا تتجاوز الشهر انتحرت لأنها لم تحتمل ما حصل .. كانت دومآ تصرخ بأنها حقيره ويجب قتلها حتى انها كانت تستفزني انا واخيها لنقتلها بحجة أن شرفنا قد تلوث .. مر الوقت وذهبت لأعيش بعيدآ لكي انساها حتى فاجئني اتصال بعد وقت طويل من أبن خالتي احمد يقول لي أن أتي اليه لنتحدث وعندما نفذت طلبه وجدته على فراش الموت أتضح لي أنه منذ حادثة رانيا بدأ بالبحث عن قاتلها الى أن عثر عليه أخيرآ والذي لم يكن سوى الوغد مراد .. ولكن شاء الله أن يكتشف امره ويتم قتله هو الاخر وقد طلب مني انذاك أن أتعهد بالانتقام وقد كان يوم السعد بالنسبه لي فأنا سأنتقم لحب حياتي .. ولكن .. ”
نهض بقوه يذرع الارض وكأنه مجنون لم يعد يحتمل نفسه .. سينفجر .. يريد أن ينفس عن نفسه بشيئ ما .. اي شيئ فقط لا يريد أن يبقى على هذه الحال .. سمع يوسف يقول بهدوء
” لكنك للأن لم تحصل على انتقامك لأنك لا تملك شيئ ملموس ضده .. لا داعي لدفن نفسك بالماضي سنتخلص من هذا اللعين وبعدها سنباشر حياتنا كما هو مطلوب ”
رمى جميع الاغراض على الارض بقوه وهو يشتم بصوت عالٍ .. لقد كان طوال الوقت امامه ولكنه كان غافلآ عن الامر هكذا بكل بساطه ياله من احمق كيف لم يشك به .. قاتل محبوبته بينهم وهو لم يفكر به حتى كيف سيغفر لنفسه الان عدم اكتشافه للحقيقه والاسوء من كل ذلك هو يتباهى امام الجميع بذكائه بينما مراد كلما يراه يضحك عليه بسره وهو ينظر اليه بأستخفاف وقد عاشر محبوبته .. ياللخزي والعار .. صرخ بحده
” أقسم لن اجعل الامر يمر بسلام يا مراد سأدمرك حتمآ ”
تصاعدت وتيرة انفاسه والغضب يعصف به يلعن غبائه .. غبي .. نعم غبي .. لو لم يكن كذلك لأكتشف من قاتلها بسهوله ومن ثم YR يأتي ليزيد الطين بله ويرتكب الجرائم كما يشاء ولم يكتشفه ايظآ بل الرجل يلعب ويمرح كما يشاء .. أنهار على الارض ووجهه بات يعكس المآ فظيعآ لا يطاق .. أستند للحائط رغم أنه يعترف أنه وقع في حب كاريس لكن هذا لا شيئ امام رانيا .. أنه منحوس كل شيئ يحبه يذهب لغيره .. اولآ رانيا حصل عليها مراد ثم كاريس حصل عليها جان وهو ماذا .. لا شيئ هو لا شيئ فقط يقع بالحب وثم تذهب لغيره حتى أنه أصبح مؤذيآ .. احتدت ملامحه ليس هو من يتخلى عن الشيئ بسهوله سينتقم لـ رانيا وسيأخذ كاريس له ولو اضطر لأبعاد جان وذاك المدعو ماثيو بالقوه رغم انه لن يكون الاول بحياتها لكنه سيرتاح فقط بوجودها قربه .. فجأه التوت شفتيه بأبتسامه جانبيه لينطلق بعدها بضحكه ساخره .. اذن فـذلك الحقير يود منعه من كاريس والسبب رانيا لأنه سرقها منه كما يقول التافه .. رن هاتفه التقطه بسرعه وكما العاده الرقم الغريب يعني YR اجاب بسرعه
” اريد لقائك YR ”
اجابه ببرود على الطرف الاخر
” لا يمكن ذلك سيد ماليري .. لا يمكن ولكن اتصلت لأسألك هل تعرفت على قاتل حبيبتك ام لا تزال قيد التفكير .. ”
ضحك بسخريه
” نعم تعرفت عليه شكرآ لمساعدتك .. أتسائل هل لديك عداء معه أنت الاخر ”
-” على الأقل لم يغتصب حبيبتي .. ”
زفر بقوه وقد اشتعل به الغضب حقآ
” ماذا تريد الان .. تكلم وارحني ”
اجابه بهدوء
” لا تقترب من مراد الان سأسلمه لك لاحقآ لأنه ما زال لدي الكثير لك وسيجعلك ترميه بالسجن للأبد اتفقنا ؟ .. ”
لم يكن بدآ من الموافقه وقد وعده أنه سيكون قريبآ جدآ الامساك به ولكنه تسائل حقآ في نفسه وهو يغلق الهاتف ما هذه الامور الكثيره التي لا تزال مخفيه خطرت برأسه فكره أن عليه مراقبته وسيكشف اعماله حتمآ ولكن المشكله YR ربما لن يساعده هكذا .. الافضل له الان أن يجلس وينظر للمسرحيه التي تحدث ودوره سيبقى كما هو الرجل الذي سيقبض عليه وليترك البطوله الرئيسيه لـ YR
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
L
في الصباح الباكر الشمس مرتفعه والجو خانق والعمل منهك للغايه .. جسدها النحيف يرتكز على المقعد بخفه ووجهها شاحب للغايه وكأن الدماء انعدمت منه .. الاحتقار الذاتي قاسي للغايه ومنهك للروح ولكن هذا كان افضل فهي تحتاج لأن تعي على نفسها كما أنها لن تغفر لنفسها ما اقترفته بحقها ابدآ لقد قست عليها كثيرآ حتى قرر والدها اخيرآ أن يقتلها عندما زيفت له مشهدآ مع احد صديقاتها متضاهره بأنها تقف مع احد الرجال وهم يتمادون كثيرآ فيما بينهم وحدث هذا امام سعود والذي لم يرى شكل الفتاه لكن الشعر والطول والثياب المحتشمه كانت خطه مدروسه بعد أن فشلت خطتها مع يوسف ولكنها الان تقسم أنها تكاد تموت من الحزن على ما اقترفته يداها لقد دمرت حياة سارا وفي تلك الليله شعرت بالندم الشديد من فكرة أن سارا ستموت على يد والدها فذهبت بسرعه وزيفت الحقيقه فلم تكن تستطيع اخبار ميرفات بالحقيقه وانها هي الحقيره التي تحاول ايذاء ابنتها .. ذهبت اليها ترتجف ويكاد الخوف يقتلها واخبرتها أن سارا تقيم علاقه مع رجل وقد رأها والدها بمشهد مخزي وسيقتلها لو لم تفعل شيئآ الان .. بالطبع صدقتها ميرفات وقامت بتهريب أبنتها معها وقد اوصتها عليها وهكذا ذهبت سارا مع مريم لمنزلهم وهناك فقط اعترفت مريم بالحقيقه الكامله لـ سارا والتي قررت أن تواجه والدها وتخبره الحقيقه فـ الى متى الجميع يطعن بها بهذه الطريقه القاسيه لقد باتت تهتم لسمعتها منذ تعرفت لـ يوسف فهو من ايقضها من سهوها وارادت أن تكون امرأه جديره به .. منعتها ذلك اليوم من الذهاب فهو لن يستمع لها مطلقآ .. واخيرآx وفي صباح اليوم التالي حينما استيقضت لم تجد سارا ولكنها تركت لها رساله مكتوب فيها
” رغم تصرفك المشين معي لكنني اسامحك يا صديقتي .. نعم حتى لو لم تعتبرينني كذلك ولكنك لا تزالين صديقتي .. أنا أقدم لكِ كل الشكر لقد نبهتني من غفلتي وجعلتني ادرك جيدآ من لي ومن لا يهتم لأمري اطلاقآ .. شكرآ جزيلآ لك .. الوداع يا صديقتي ولا داع للقلق بشأني سأسافر لبلد جيد وسأكون بخير حسنآ .. الوداع .. ”
كان هذا اخر شيئ تعرفه عن سارا ومن ذلك اليوم قبل شهر ونصف بالتحديد انقطعت اخبار سارا وكأنها ميته لا احد يعرف أين هي .. خلال هذا الوقت عاشت جحيمآ لا يطاق وعليها أن تعترف بالحقيقه فالامر سيان عندها لو قتلها سعود لما فعلته بأبنته ولكن على الاقل يجب أن تعترف لتريح ضميرها .. نهضت من مقعدها وقد عزمت الذهاب لمنزل اوزان تناولت معطفها ولكن قبل ذلك سمعت طرقات على الباب لتجيب بجمود
” تفضل .. ”
ضهر من وراء الباب منصور وعلى وجهه ترتسم أبتسامه لطيفه قائلآ
” صباح الخير أنستي الجميله ”
أبتلعت ريقها بخوف وقد باتت تدرك نوايا منصور بالتودد اليها أنه يريد قربها وقد لمح اكثر من مره أنه يحب فتاه ما ولكنه لا يعرف ما هي مشاعرها كما أنه اكثر من مناسبه حدثت يحاول أن يقول أنهم أصدقاء مقربين ولكنه يقصد شيئآ اخر يخفيه بين كلماته بطريقه عجيبه .. أبتسمت بأرتباك لتقول بخفه وهو تشير للكرسي امامها
” صباح الخير سيد منصور تفضل .. ”
تقدم برشاقه وجلس على الكرسي بأريحيه ونظراته تخترق عينيها أفتر ثغره بأبتسامه عريضه وهو يسأل
” هل ستبقين واقفه هكذا .. اجلسي ما بك مريم ”
رمشت بعينيها عدة مرات تحاول استيعاب كلامه لتضحك بأرتباك ومن دون سبب وتجلس بهدوء .. اثار غرابته موقفها الغريب فهي ليست بالعاده هكذا قهي تبدو اليوم كما لو أنها صغيره حمقاء زم شفتيه بتفكر ليقول بعدها
” ما بك أنستي هل تعانين من شيئ تبدين مختلفه ”
صدرت منها همهمة تساؤل ليعاود القول قبل أن تفتح فمها
” أعني لا تبدين بخير .. تصرفاتك مرتبكه ونظراتك خائفه ربما .. كما أنك تغيرتي كثيرآ اصبحتِ نحيفه ولا تتكلمين كثيرآ ودومآ شارده .. ”
صدمت من كلامه فكيف يمكن لرجل مثله تراه كل يوم لبضع دقائق يلاحظ كل هذه الامور عليها وبكل بساطه ايظآ .. قالت بدهشه
” أنت .. أعني هو .. أنا .. ”
توقفت عن الكلام وسط ضحكاته المرحه وهو يهتف بأستمتاع
” ما بكِ مريم ما الامر لما أنتِ مرتبكه هكذا .. أنا انت هو ما الامر أيتها المديره تبدين غير طبيعيه اطلاقآ .. ”
لم تعرف بماذا تجيبه هل تقول له أنت السبب وبوجودك لا اعرف كيف اقول او ماذا اقول .. طأطأت رأسها ولا تعرف ولكن شعور بالخجل اكتسح كيانها .. عاد يقول ولكن بهدوء
” بالواقع اود التحدث معكِ بأمر هام بالكاد استجمعت شجاعتي لأقوله لكِ .. اود أن اعرف رأيك وبعدها وحسب اجابتك سأرى ما يتوجب ان افعله .. ”
أبتلعت ريقها بخوف وهي تعلم ما سيقوله جيدآ لذلك عليها أن تمنعه أنه يستحق امرأه افضل منها فهي سيئه .. سيئه جدآ ولا تناسب رجلآ طيبآ مثله .. نهضت بسرعه وهي تلتقط حقيبتها وتقول بتحشرج
” أنا في الواقع سيد منصور .. يتوجب أن اغادر لدي موعد مهم خارج الشركه .. اعذرني يجب أن اغادر فورآ .. ”
تحركت لتخرج من المكتب لكنه نهض بسرعه وامسكها من معصمها وكانت توليه ضهرها انذاك .. قال بهدوء غريب عنه
” اود أن اعرف لما تتهربين مني .. ”
شحب وجهها بقوه الهذه الدرجه كانت واضحه امامه ولكنها قررت المماطله فليس بصالحها أن تعطيه ما يريد
” أنا لا اعلم عما تتكلم .. ”
أقترب منها ليقف امامها ولا يزال يمسك معصمها وباليد الاخرى رفع ذقنها لتتواجه نظراتها بنظراته الجائعه لملامحها الجميله
” بلى أنتِ تعلمين ماذا اعني .. أنا أُحبكِ مريم .. أُحبكِ بشده .. ”
شحب وجهها ونظراتها لا تفارق عينيه لتتساقط دموعها الواحد تلو الاخرى ليتبعها سيل من الدموع الغزيره قالت بألم
” لو سمحت دع يدي سيد منصور والتزم بحدودك معي .. ”
نفذ رغبتها وابتعد لمسافه كافيه ليقول بهدوء
” أنا احترمكِ كثيرآ مريم وفعلآ أحببتك كثيرآ .. كل مره اراكِ فيها انجذب لكِ اكثر من قبل منذ اول لقاء بيننا هنا ولكنني لا اعلم لما تضعين الحواجز بيننا دومآ .. لما تبتعدين عني كلما حاولت الاقتراب .. أنا لا افكر بأذيتك اطلاقآ أنا اريدكِ بالحلال مريم ارجوك أفهمي موقفي أنا لا أستطيع العيش من دونك .. ”
ازداد بكائها وهي تسمع مثل هذا الاعتراف الرومانسي .. لطالما تمنت سماع هذه الكلمات من يوسف ولكن لم يكن مقدرآ لها هذا .. وماذا الان ها هي ذا تسمع هذه الكلمات من منصور .. الرجل الذي يبذل جهده بكل لحظه ليقترب منها وهي تحبط جميع محاولاته .. قالت بحماقه
” كيف تحب امرأه قبيحه مثلي .. ”
رفعت رأسها لتواجهه وتعاود القول بألم
” انا لا املك شيئآ جميلآ يجعلك تحبني .. ”
ارتسمت ابتسامه جميله على ملامحه زادت من اشراق وجهه ليجيبها بلطف
” كل ما يهمني هي الاخلاق .. كما أن داخلك جميل جدآ وانا لا ابحث عن المضهر لأنه سيزول عاجلآ او اجلآ .. ”
تسللت كلماته لأعماق روحها تداعب قلبها المملوء بالسواد وعليها أن تطهره بسرعه قبل أن ينتشر اكثر ويصعب عليها معالجة روحها التي تلوثت بالاخطاء الفاحشه .. لم تشعر أنها تستحق حبه فقالت بألم
” أنا لا .. لا استحق رجلآ بطييتك ونبلك ارجوك ابحث عن امرأه اخرى افضل مني تستطيع أن تكون كفئ لهذه المشاعر الحاميه .. ”
لا تعرف ما سبب ذلك ولكن قلبها تألم كثيرآ عندما ذكرت أمرأه اخرى ربما هي بأعماقها تريده وبالاخص أنها بحاجه لهذا الاهتمام ليخرجها من الظلام الذي تقبع فيه .. تفاجأت من حركته حينما أمسك وجهها بين كفيه يمرر أبهامه على خديها الرقيقين ليهتف بصوت أجش
” لا توجد امرأه سواكِ استطاعت سرقة قلبي فكيف تطلبين مني الان أن أنساكِ وكأن الامر بيدي .. ”
قفز قلبها بين ضلوعها لسبب لم تفهمه ربما الخوف لأنه قريب منها هكذا وربما لا .. أبتعدت عنه بضع خطوات للوراء لتتحرر من يديه التي تعانق وجهها .. همست بصعوبه
” أنت لا تفهم شيئآ أنا امرأه سيئه للغايه ولا أناسب شخصآ بأخلاقك العاليه .. ”
كم تمنت أن تقول له أنها موافقه عليه وتريد أن تتزوجه .. صدمت من نفسها وافكارها الغريبه هذه لتبعدها عن ذهنها بسرعه .. اجابها بحنان فائض
” عقلي دومآ تتمحور أفكاره حولك وقلبي يعشقك بجنون وجسدي يأبى أن يتلامس مع امرأه سواكِ .. لما لا تفهمين الامر لما لا تقدرين ما اشعر به مريم .. !! ”
لم تجد خيارآ اخر سوى أن تتوقف عن الرفض ولكنها لا تستطيع القبول به أنها احقر وارخص من أن تكون لرجل بأخلاقه ومبادئه الرفيعه بلا شعور منها هتفت بخفوت
” هناك امر يجب أن يعرف به احدهم ولو انتهى على خير فقد اوافق عليك ربما .. ”
لا تعرف كيف قالت ذلك ومتى امتلكت مثل هذه الجرأه لتتكلم مع رجل بهذه الطريقه ولكن أقصى معرفتها أن لسانها تكلم من تلقاء نفسه وكأن قوى غريبه تحكمت به واجبرته على ذلك .. حدقت به بدهشه وهي تراه يقوم بحركات غريبه وكلمات اغرب يعبر بها عن سعادته وكم تسائلت اهكذا يتصرف حينما يكون سعيدآ .. ضحكت بخجل على تصرفاته ويدها تحيط بفمها كي تكتم هذه الضحكه التي انسلت منها رغمآ عنها .. نظر اليها ليقول بمرح
” أضحكي أضحكي مريم فهذا يليق بك .. والان يتوجب أن انصرف شكرآ لكِ كثيرآ لقد ادخلت السرور لقلبي .. حقآ شكرآ لك .. ”
استأذن منها بعد ذلك لينصرف وصوت ضحكاته يتردد بالارجاء كم بدى غريبآ لها بهذه اللحظات وكأنه شخص اخر تمامآ لم تعرفه بيوم ما .. او ربما كانت عمياء ولم تنتبه له .. عادت تجرجر افكارها وتعتزم الذهاب لعائلة اوزان لكي تخبرهم بحقارتها مع أبنتهم وليساعدها الله فقط بأن يسامحوها فهي قد تابت وندمت كثيرآ على فعلتها وتريد أن تبدأ من جديد وتعد الجميع أن لا تؤذي ولو نمله صغيره بحياتها
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
لم يكن يشعر اليوم بمزاج جيد للعمل فـ ماثيو قد ازعجه امس وهو يقول أنه لن يسمح لأمين بالانتقام بل هو من سيفعل ذلك .. الاحمق وكأنه سيجعله بالفعل يفعل ذلك ففي نهاية الامر هو يميل لصالح أمين اكثر فهو يعرف الرجل جيدآ وكم هو طيب ولطيف ولن يسمح لـ ماثيو ابدآ بأذيته .. سمع عمر يقول بهدوء
” هيا يا باري أنهض بسرعه لا أصدق أنك طريح الفراش هكذا .. ”
هتف وليد بانزعاج يؤنبه
” عمر ما هذا بحق الله ان الرجل مريض ويحتاج للراحه كف عن طلبك الاحمق .. ”
احتدت عينيه في حين نظراته مصوبه نحوه بكل قسوه ليهتف بغضب
” وما شأنك أنت .. لا تتدخل في امور لا تخصك .. ”
رفع حاجبيه بغيض وصر على اسنانه بقوه قائلآ
” باري صديقي ولي كل الحق بالتدخل هل تفهم أنت لا شأن لك .. ”
اوقفهما عن التمادي اكثر باري وهو يضحك بخفه قائلآ
” لا أصدق أن كل هذا من أجلي .. لا تكونا احمقين وكفا عن تصرفات الاطفال هذه .. ”
ادار عمر رأسه بأتجاه اخر كما فعل ذلك وليد وسط نظرات يوسف المحتاره فهو ومنذ دخوله ركز على تصرفات وليد ولكنه لا يبدو مثيرآ للريبه ابدآ حتى أنه ولو للحظه واحده لم يراوده شعور بأنه من حاول اغتياله رغم أنه كان يشك به ولكن تصرفاته اليوم نسفت اي شك لديه .. أن كان وليد اكتشف الامر وادرك أنه يعلم بشأن خيانته له فلماذا لم يهرب ؟؟ هذا شيئ اثار حيرته حقآ لم يجد تفسيرآ معقولآ لتصرفه فـحتى الاحمق لن يفعل هذا الان .. التقت نظراته الشرسه بنظرات وليد بالصدفه ليشحب وجه الاخر ويدير عينيه بعيدآ وكأنه يهرب منه .. أستنتج من تصرفه هذا أنه يعلم أنه مكشوف امامهم اذن لماذا لم يهرب بحق الله .. يكاد عقله يتوقف عن العمل وتصرف وليد لا يمكن أن يعقله عاقل فحتى اشجع الشجعان لن يبقى بعد ان يدرك بأن اوراقه مفضوحه لدى عدوه بل بذلك سيهرب بعيدآ يختبئ منه بالاخص لو كان مثل علاقة يوسف ووليد اي علاقة رئيس وموظف .. سمع باري يوجه له الكلام
” سيد يوسف اعذرني لأنني اثقلت عليكم بتعبي هذا .. أعدك انني سأعوض كل ما فاتني من وقت لم اعمل به .. ”
رفع حاجبيه بسخريه يدرك نفسه جيدآ لو لم تدخل سارا لـ حياته وتقلبها بهذه الطريقه رأسآ على عقب فكان حقآ سيعاقبه بهذه الطريقه ولكن الان تغير الوضع وبات يشعر بمن حوله وقد تحركت احاسيسه اخيرآ اجابه بهدوء
” الان قم بالسلامه وبعدها لكل حادث حديث .. ”
أكتفى باري بأبتسامه بينما سمعوا صوت طرقات على الباب ليدخل من بعدها امرأه بالثلاثين من عمرها ربما مع طفلين صغيرين بسن الدراسه فور رؤيتهم لوالدهم ركضوا نحوه وارتموا في احظانه وهم يبكون بينما توقفت السيده بقرب السرير وهي تقول بحزن
” حمدآ لله على سلامتك باري لقد قلقت عليكَ كثيرآ .. ”
أبتسم بحب ونبضاته تتسارع كم يشتاق لها لقد تألم كثيرآ وهو بعيد عنها منذ الامس حتى انه كان مجبرآ للبقاء هنا للأطمئنان على صحته .. قال بلطف وعيناه تفيضان بالحب
” لا داعي للقلق حبيبتي الامر بسيط انها مجرد حراره وسأخرج بعد قليل .. ”
قاطعهم تدخل يوسف وهو يقول بثقه
” سنتركك الان باري أعتني بنفسك جيدآ .. ”
بعد هذه الكلمات انصرف الجميع واثناء سيرهم بالرواق كان من ضمنهم قلب يتلضى بنيران الخوف ولكنه كان يستحق الثناء حينما امتلك الشجاعه ليقول بأرتباك
” يو .. يوسف أيمكننا أن نتحدث .. !! ”
رفع ذراعه بعدم اكتراث ليجيبه ببرود
” ليس الان وليد لم يحن الوقت للحديث .. ”
سيطر عليه الخوف اكثر واصبح يدرك جيدآ أن يوسف لن يمرر الامر بسلام ولكنه نادم .. نادم .. يقسم بالله أنه نادم ويود بدأ صفحه جديده بيضاء خاليه من كل افعاله الدنيئه تلك .. قال بتوسل
” ارجوك يوسف الامر ضروري دعني اشرح لك فقط .. ”
لم يتلقى ردآ على كلماته وتجاهله يوسف بدم بارد وقد تمثل بهيئه رويس من جديد وسيطر عليه دمهم البارد .. لكنه لم يستسلم سيعيد كل شيئ كما كان بل افضل من ذلك .. خارج المشفى كان على وشك أن يركب سيارته ولكن وليد أمسكه من كتفه يتوسله بشده
” يوسف ارجوك اتوسل اليك فقد دعنا نتحدث قليلآ .. أنا نادم كثيرآ أقسم لك أشعر بالندم يتأكلني .. ”
قفز قلبه بقوه وهو يرى أن يوسف استجاب له اخيرآ واستدار ناحيه وهو يغلق باب السياره بقوه وعمر يقف بلامبالاه ولم يتدخل اطلاقآ فالامر بين سيده وصهره وليس صائبآ له الدخول بهكذا معمعه .. هتف بأسى وقد تسلل اليه بعض شعور الامل
” أنا خنتك كثيرآ .. واختلست منك اموالآ طائله .. وشاركت مع مراد بمشروع قائم ولم اخشاك او حتى أفكر أن ما افعله خاطئ رغم تحذيرات باري المتكرره لي وكأنه يقول امامك فرصه لأصلاح الامر .. ”
وضع يديه بجيب بنطلونه واسند ضهره للسياره قائلآ بتهكم
” مالذي افهمه من كلامك الان .. ”
رفع رأسه ينظر اليه برجاء وكأنه يطلب العفو عما سبق وبدر منه .. تغيرت ملامحه ليكسوها الحزن العميق ويعاود القول
” رغم كل تحذيراته لم استمع له وواصلت اعمالي القذره ولكن أمس وحينما أغمي عليه ورأيت باري الشجاع الشامخ كالجبال ضعيفآ لا يقوى على السير ادركت أنني أرتكبت خطئآ فادحآ وأنه يومآ ما انا ايظا قد انهار واصبح ضعيفآ هكذا .. حينها من سيقف معي من سيساندني بضعفي .. وكأن ما حصل له ايقضني من غفلتي وجرني من الظلام الذي كنت اسير فيه بلا توقف .. ”
لم يرى اي أستجابه على كلماته مما جعله يشعر بالخزي اكثر اكثر وكم هو تافه وحقير ولكنه نادم .. نادم بحق .. اذا كان الله يسامح وهو غفور رحيم فلما لا يعفو عنه يوسف ويسامحه !! .. أنسلت الدموع تغطي وجهه وأنهار جسده ليسقط ارضآ جاثيآ على ركبتيه وهو يركع امامه طالبآ المغفره
” أتوسل اليك يوسف اعفو عني أقسم لك سأكون كما تريد تمامآ ولن افعل اي شيئ سيئ بعد الان .. فقط .. فقط اعطني فرصه واحده اتوسلك يوسف .. اتوسلك .. ”
لم تصدر منه اي ردة فعل لما قاله وليد ولم يشفق عليه اطلاقآ لأنه لا يستحق ذلك اجابه ببرود كالصقيع
” الخائن لا يستحق الفرص الاخرى لأنه بأصله خائن .. لا اعتقد أنني سأغفر لك أبدآ قد لا اعاقبك لكنني لن اسامحك بالمقابل وسأسحب منك ادارة قسم المحاسبه .. ”
شحب وجهه وازدادت دموعه وهو يردد بداخله ( أنا استحق هذا أنه جزائي العادل على ما فعلته ) ولكنه ورغم كل ما حصل اراد شيئآ واحدآ فقط وهو الغفران .. لن يستطيع اكمال طريقه من جديد لو لم يغفر له .. عاد يقول
” لكنني لن اطردك من عملك من اجل هناء فلا اريدها أن تستجدي المال هي وابنائها سأجعلك موظف عادي وهذا يثبت لك كم انا كريم معك واتمنى أن تقدر ذلك ولا تعض يدي مجددآ .. ”
قال هذه الكلمات فقط وركب السياره واختفى عن الانظار تمامآ ليترك خلفه وليد محطمآ لا يعرف ماذا يفعل او ماذا يقول .. اجتمع الناس حوله وقد بدى لهم منهارآ جدآ وكل واحد منهم يسأله أن كان بخير وهو يومأ برأسه الى أن استجمع شجاعته اخيرآ ونهض من مكانه ليعود للمنزل ويحاول بدأ علاقه جديده مع الجميع ركب سيارته وانطلق بها وكل افكاره تتمحور حول شيئ واحد .. واحد فقط .. وهو البدايه الجديده ونسيان الماضي اللعين وسيجعل يوسف ايظآ ينساه .. كان يقود بسرعه وكل همه أن يصل لمنزله بسلام .. شعور قوي بالدوار ينتابه ومع ذلك بقي على اصراره ولا يزال يقود بسرعه .. فتح عينيه على اتساعهما وهو يرى شاحنه كبيره تتقدم نحوه بسرعه على وشك أن تصطدم به .. صرخه قويه انطلقت من فمه .. انفاسه اضطربت .. دقات قلبه تسارعت .. همس بداخله برعب ” لا اريد الموت الان لا ازال لم اصلح ما افسدته .. يـا رب
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …..
الحزن الذي يعتصر قلبها لا نهاية له وكأنه يجد متعه بالتغلغل داخلها ويغلق ابواب روحها عن شيئ اسمه سعاده .. كأن الزمن توقف عند تلك اللحظه وصدى كلماته يتردد بأذنها .. الفقدان صعب للغايه فكيف بفتاه لا تزال طفله داخلها .. كلما تعود للوراء عندما التقت به اول مره تضحك بشده .. لقاء غريب ولحظات قاسيه ليتولد من بعدها حب عميق تتسائل حقآ كيف وقعت بغرامه وهي التي لم تعرف ما هو الحب أساسآ .. كم الحياه قاسيه رمتها على اعتابه لينذبها هو فيما بعد ولأي سبب أنه يحب امرأه أخرى .. لقد عادت منذ اليوم الذي رفضها للمنزل ولم تعد تسكن بتلك المغاره اللعينه لأنها تذكرها به .. بالرجل الذي تخلى عنها .. كعادتها تجلس بغرفتها تضم ساقيها لصدرها وتخفي رأسها بينهما وصوت بكائها يملئ الارجاء .. اعتادت على هذا الروتين منذ طلب منها أمين بذلك اليوم أن تتوقف عن اللحاق به ولتعش حياتها كما تشاء فقط أن تتركه وشأنه .. دخل جان للغرفه من دون الطرق على الباب وكم تألم لمنظرها المزري .. شعر مشعث .. عيون حمراء .. شهقات متتابعه .. شعر بوخز بقلبه فهو مسؤول عما يجري لها الان ولكن لا يستطيع الاعتراف لها فقد تكرهه رغم ان أمين لم يتخلى عنها لسبب انه انتهكها بل لأنه خشى عليها من ماثيو ومما سيفعله عندما يعود وهو الذي يتهمه بأنه سرق رانيا منه .. قال بلطف كعادته كلما يدخل غرفتها
” مساء الخير حبييتي كاريس تبدين بصحه جيده اليوم .. ”
كم شعر بحماقته وهو يلفظ هذه الكلمات يبدو وكأنه مجنون ولكن احيانآ هو مضطر فـ عسى ولعل أن تعود لطبيعتها المرحه يومآ .. لم تجبه بحرف بل واصلت بكائها وكأنه ليس موجودآ .. عاد يقول من جديد وهو يجلس بجوارها
” لدي مفاجأه سارًه لك .. ”
هذه المره كلماته اعطت مفعولها لـ ترفع رأسها بقوه وتهتف بلهفه ممزوجه بأمل قوي
” هل أتى أمين يريد رؤيتي ؟؟ .. ”
شحب وجهه وهو يرى لهفتها لرؤيته لتلك الدرجه .. ادار رأسه بعيذآ عنها وهو يجيبها بخقوت
” كلا .. لكن ماثيو سيأتي الى هنا بعد قليل أنه بالاسفل .. ”
استدارت تنظر اليه بحده وهي تقول بقسوه
” فلتذهب انت وهو للجحيم أنتما سبب تدمير سعادتي .. ”
على جملتها الاخيره دخل ماثيو للغرفه هو وزوجته .. الابتسامه تشق وجهه وقد مضى سنوات لم يراها بها كم اشتاق اليها فرد ذراعيه ينتظر منها أن تأتي اليه وترتمي في حظنه ولكنها لم تفعل ذلك بل اشاحت بوجهها عنه وقالت ببرود
” لو سمحتم اريد النوم اخرجوا جميعآ .. ”
تفاجأ من كلماتها وقد اصابته بعمق الوريد ببرودها المميت الذي تواجهه به .. هز رأسه ينفي ما سمعه للتو أنه مجرد وهم وخياله هو من يصور له هذا الامر .. قال بلطف ممزوح بالحنان
” كاريس الن تأتي وترحبي بي .. ”
عاودت القول هذه المره ولكن بصوت عالٍ وحاد
” قلت اخرجوا اريد النوم الا تفهمون ما أقول .. هيا جان اخرج أنت ومن معك من هنا .. ”
حول نظرات قاسيه ناحية جان وكأنه يقول له ماذا يحدث لها .. وكأن الاخير فهم ما يعنيه ليقول بأستسلام
” أنها حزينه لأنك تركتها منذ وقت ولم تسأل عنها .. ”
صغر عينيه ولسبب داخلي لا يعرف ما هو لم يصدق ما يقوله فهو يبدو له مرتبك للغايه ولا ينظر اليه مباشرةٍ وكأنه يخفي عنه امر مهم للغايه .. عاد ينظر لصغيرته الحبيبه وهو يسير نحوها ليوقفه صوتها وهي تصرخ به
” لا تقترب ماثيو قلت لا اريد رؤيتك .. هيا اخرج من هنا .. ”
كم كانت متلهفه له ولأن ترتمي بين احضانه ولكنه تخلى عنها قبل سنوات طويله وذهب مع هذه المرأه للخارج وفوق كل هذا هو يكره أمين وسيحرمها منه أيظآ فلما تسمح له بالاقتراب منها وهو لا يبالي بأمرها حقآ .. رأته يقترب منها غير مبالي بكلماتها وكأنها رمتها جزافآ هكذا لا معنى لها ولم تشعر الا وهو يجلس بقربها ويجرها لأحظانه يدفن وجهها بين ثنايا صدره العريض .. لم تقاوم اكثر لتنفجر باكيه وهي تتشبث به بقوه تمسك بسترته وتغمر وجهها بصدره تستشعر قوته وكم اشتاقت له أنه حبيبها .. أخيها .. فارسها .. ملاكها .. همست وسط بكائها المرير
” لقد اشتقت اليك كثيرآ ماتيو .. كثيرآ جدآ .. ”
ضحك بخفه وهو يربت على شعرها قائلآ
” وانا أشتقت اليكِ ايظآ حبيبتي الصغيره .. ”
السعاده التي تغمرها الان لا مثيل لها كم اشتاقت لهذه اللحظه التي يعود بها ماتيو اخيها الرائع وها هي الان غير مصدقه أنها بين ذراعيه تحت حمايته .. أبتعدت عنه قليلآ تنظر لوجهه وتتلمسه بحب لتقول بألم
” ماتيو اود أن أطلب منك شيئآ .. ”
أبتلع جان ريقه بينما سناريا تنهشها الغيره وهي ترى هذه الفتاه الجميله تتربع بأحضان زوجها .. شعرت برغبه تدغدغ قلبها بأن تقتل هذه الصغيره التي لا تخجل من نفسها وترتمي هكذا بحضن أبن عمها ياللخزي .. ارتجف جسده وأفكاره بدأت تصبح سوداء ماذا لو كاريس اخبرت ماثيو الان بأمرها هي وامين .. تكلم على الفور بأرتباك
” سيد ماثيو اذهب لغرفتك وارتاح لو سمحت أنت تبدو متعبآ الان .. ”
الموقف لم يعجبه وقد ادرك فورآ أن جان يحاول منع كاريس من قول شيئ لذلك اصر وبشده على أن يعرف الامر
” تكلمي صغيرتي ماذا تريدين أن تخبريني .. اطلبي ما تشائين .. ”
ابتعدت عن حظنه وهي تحني رأسها بينما تعبث بأصابع يدها بأرتباك تشعر بالخجل كيف ستطلب من اخيها ذلك .. قالت بحشرجه
” ماتيو هل .. هل يمكن أن .. أن تسمح لي بالزواج من أمين ماليري .. ”
شحب وجهه وكأن الدماء قد سحبت منه لم يصدق ما سمع وارجح ذلك الى كرهه الشديد لـلمدعو أمين ولكن نظرات كاريس تخبره العكس .. تقول أنه ليس وهمآ ولا خيالآ أنها الحقيقه المره التي يجب أن يواجهها .. اخته الغير شقيقه تريد الزواج من أمين وفوق كل هذا تطلب منه وكأنه الامر ليس مخجلآ ..نهض من مكانه وهدر بغضب
” من أين تعرفين أمين أيتها الصغيره .. ”
اجابته وهي تركز عينيها بوجهه
” التقيت به بالصدفه وهكذا تعرفنا على بعض .. ”
سحب نفسآ عميقآ ليتبعه بزفير .. كرر العمليه عدة مرات ولكن بلا فائده لم يشعر بأي ارتياح فمن أين يأتيه الارتياح وهو يسمع اسم اكثر رجل يكرهه بمنزله وعلى لسان من .. على لسان صغيرته .. قال بتماسك
” هل طلب يدكِ للزواج .. ”
اومأت برأسها ولكنها كانت تكذب فـ امين لم يطلب يدها بل قال بالحرف الواحد ان تبتعد عنه وتعيش حياتها .. كم شعر بالغضب يستعر بداخله اذن الحقير ماتت رانيا ليذهب ويضع عينيه على امرأه اخرى ويرغب بيدء حياته من جديد هكذا ببساطه .. قال يحده
” أنسي امر أمين .. ولا اريدك أن تأتي على ذكره مجددآ أنه لا يناسبك .. ”
ازداد بكائها لتصرخ به بهستيريه
” لماذا هاه انا احبه لما لا تفهم .. لما لا تسمح لي بالعيش كما اريد .. لماذا بحق الله .. ”
صوت نحيبها يذيب الصخر وشهقاتها تتعالى الواحده تلو الاخرى الموقف كان صعبآ على ماثيو لم يحتمل رؤيتها بهذه الحاله وكأنها مجنونه ولم يستوعب مقدار اهتمامها بأمين لهذه الدرجه .. لقد حدثت امور كثيره بغيابه ويا ليته لم يرحل .. يا ليته لم يرحل لكانت كاريس الان تعيش بسلام بعيده عن ذلك الوغد ..x قال يحاول تهدئتها
” حبيبتي اسمعيني أنتِ الان ارتاحي وسنتحدث فيما بعد حسنآ .. ”
حدقت به كمن يبحث عن الامان بهذه الدنيا الغادره وعيناها غائمتان لا اثر للحياه فيهما اكتفت بأن تومئ رأسها ليغادر بعد ذلك تاركآ أياها لوحدها تداري حزنها العميق … اما في غرفة الجلوس .. كان يذرع الغرفه ذهابآ وايابآ أنفاسه تتلاهب يأخذ شهيقآ قويآ ليتبعه بزفير حاد.. صدره يعلو ويهبط بقوه .. جسده ينتفض كل ثانيه وافكاره تأخذ منحنى بعيد الى أن هدر بقوه
” جـان .. ”
ارتعش الاخير ليجيبه بأرتباك
” نعم سيد ماثيو .. ”
حدق به بقوه يكاد يرديه صريعآ ليهدر بغضب عارم من بين اسنانه
” كيف التقت كاريس به وانتَ تقوم بملازمتها .. ”
الخوف سيطر على كل أنش فيه .. احنى رأسه قائلآ
” سيدي لم أكن اعلم أنها التقت به .. اكتشفت ذلك بعد أن تطورت علاقتهم .. ”
انتابه الرعب وهو يكذب على سيده ولكن هذا خياره الوحيد للنجاه من امواج غضبه المتلاطمه ولكن هل ماثيو من يمكن خداعه ببساطه ؟؟ .. تأوه ورفع حاجبيه ليقول بسخريه لاذعه
” أن كان كلامك صحيحآ فأنت متهم بالتقصير في حمايتها .. ”
قطع جملته ليتقدم منه ويمسكه من ياقته وهو يعاود القول بحده
” قل الحقيقه قبل أن افقد اعصابي وسأغض الطرف عن كذبتك هذه .. ”
أبتلع ريقه ليقول بتسرع
” كانت تهرب مني دومآ لأنني ازعجها بملازمتي لها فهربت احد المرات وهكذا حدث اللقاء ولم استطع منعهم انذاك رغم محاولاتي البائسه .. ”
ترك ياقته وابتعد للوراء غير مصدق انه بتركه لها وحيده احبت اعدى اعدائه .. لا يمكن أن يصدق أن حبيبته الصغيره مغرمه بالرجل الذي يتمنى سماع خبر وفاته بأقرب وقت .. ملامحه شاحبه وصوت انفاسه تترافع وتيرته .. أنهار على الاريكه ولم تعودا قدماه تطيقان حمله .. هلعت اليه زوجته تجلس بالقرب منه تضع يديها على صدره
” ماثيو حبيبي هل انت بخير !!! … ”
اجابها بشرود وعيناه غائمتان
” بخير ؟؟ .. اي خير هذا الذي يأتي من وراء أمين .. أنه يلاحق كل من احبهم ليسرقهم مني .. ”
تفاجأت من كلماته لتمتلك الشجاعه وتسأله
” ولما يفعل هذا معك .. ”
لم يجبها بما تريد لأنه لم يكن يعي وجودها قربه
” سرق مني حبيبتي رانيا التي كنت احلم بأن تكون بين ذراعي .. والان صغيرتي كاريس يريد أن يأخذها له أيظآ .. لماذا كل من احبهم يهرعون اليه هو ويتركونني وحيدآ كأنني لا شيئx .. لماذا !!! .. ”
كلماته اخترقت قلبها كـ سكين حاد .. هل كان لديه حبيبه وللأن قلبه معلق بها ؟؟ هذا السؤال لم يتوقف عقلها عن طرحه .. قالت له بأسى
” أنا لن أتركك ماثيو سأبقى دومآ برفقتك .. ”
احتضنته بقوه ودموعها اخذت طريقها بالنزول لتعبر عن اساها بضياع قلب زوجها مع امرأه اخرى .. انتبه لها وكأنه للتو احس بوجودها قربه .. تبدلت ملامحه للقلق ليقول بأرتباك
” سناريا هل أنتِ بخير .. ما بكِ حبيبتي لما تبكين .. ”
هزت رأسها قائله بألم
” لا شيئ حبيبي .. انا بخير ”
اخذ نفسآ عميقآ واحتضنها بقوه وقد ادرك أنه تفوه بالحماقات امامها .. غمر وجهه بعنقها ليهتف بصوت اجش
” الماضي لا يعود والحاضر هو الاهم .. أنتِ حاضري ومستقبلي ايظآ .. ”
انسلت كلماته لأعماق روحها لتأخذ مكانآ هناك
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …..
جلست على الاريكه والخوف ينهش كيانها كيف ستمتلك الجرأه لتعترف الان بكل تلك الحقاره التي ارتكبتها بحق صديقتها … ابتدرت ميرفات تقول بهدوء
” ما الامر صغيرتي مريم .. تبدين متعبه .. ”
رفعت نظراتها اليها لقد كانت شاحبه جدآ والحزن يغطي ملامحها هكذا هي منذ رحلت ابنتها .. ترى ماذا ستفعل لو علمت بأنها اتهمت ابنتها زورآ وجعلتها مشرده ؟؟ .. هتفت بخفوت
” لا شيئ سيدتي انا بخير .. ”
اومأت ميرفات رغم انها لم تصدقها .. عاودت تقول
” متى يأتي السيد سعود ويوسف الى هنا .. ”
اجابتها بحبور وهي تستند لضهر الاريكه
” سيأتون بعد قليل انتظري قليلآ فقط .. ”
فور انهاء جملتها دخل للقاعه كل من يوسف وسعود بهدوء بعد أن القوا التحيه .. جلس كل منهم بمكان معين .. قال يوسف بأنشداه
” مساء الخير سيده اوزان .. اخبرتني السكرتيره انك طلبتي رؤيتي فورآ لأمر مهم .. ”
ابتسمت بلطف لتجيبه
” في الواقع لست انا من طلب لقائك انت وسعود بل مريم .. لديها امر هام تريد اخبارنا به .. ”
وجهت كلامها لمريم قائله
” ها هم قد اتوا صغيرتي .. يمكنك التكلم الان .. تفضلي .. ”
أبتلعت ريقها بصعوبه وهي ترى جميعهم متأهبين لسماع ما جاءت لأجله .. ترددت لم تكن تستطيع التكلم كانت خائفه للغايه .. الخوف شل اعضائها .. هتف يوسف ببرود
” تكلمي انسه ماليري .. لدي امور مهمه جدآ ولم اتركها لتبقي صامته الان .. ”
انسابت دموعها كشلالات منهمره لقد تجاهل القاء التحيه عليها وها هو يتكلم معها بفضاضه .. فطرت قلب ميرفات بمنظرها هذا لتهتف تأنبه
” يوسف بحق الله كن لطيفآ .. الا يمكن ذلك لقد جرحت الفتاه .. ”
رفعت يدها توقفها عن الكلام وهي تهز برأسها نفيآ
” كلا سيدتي هو لم يخطأ .. ”
اغمضت عيناها بقوه لتستجمع ما لديها من طاقه قبل أن تضعف اكثر .. يتوجب عليها ان تقول الحقيقه .. عليها أن تعترف انها ظلمت انسانه بريئه وشردتها بعيدآ وحرمتها من عائلتها وجعلت سمعتها بالارض .. اخيرآ استطاعت القول بحشرجه
” اتيت لأخبركم شيئآ بخصوص سارا .. ”
لم يمهلها سعود لتتكلم اكثر بل نهض بضعف ليهدر بغضب
” لا تأتي على ذكر تلك الحقيره امامي .. لقد تبرأت منها لم تعد أبنتي .. ”
لم تحتمل سيل كلماته عنها وهي لا تستحق ذلك صرخت بأنهيار
” ليست كذلك .. ليست كذلك .. سارا لم تخطأ مع احد يا عمي .. انا من اتهمتها بذلك .. ”
“””””” “””””” “”””””
تقف على شاطئ البحر ونسمات بارده تلفح وجهها الملائكي .. ترتدي عباءه سوداء خليجيه ووشاح تغطي به شعرها بالكامل مع نظارات شمسيه كبيره سوداء تغطي عينيها كانت ملتحفه باللون الاسود. وكأنها تعلن الحداد على احدهم .. يقف بجانبها رجل متوسط الطول ذو ملامح لطيفه اسمر البشره وعيناه باللون البني .. كان ذو وسامه عاديه لا بأس به .. قال بلطف وعيناه لا تفارق البحر وهيجانه
” أنه عميق يشعرني بالراحه .. كلما كنتُ مستاء أتي اليه .. اشعر بأنه يخفف عني عندما افضفض له .. ”
اكتفت بأيمائه بسيطه من رأسها لم يعرف بماذا تفكر وكم تمنى لو يسمع صوتها من جديد لقد طال الصمت كثيرآ اراد أن يستمع لـ سمفونيتها الرائعه .. عاد يقول بشرود
” لقد مضى وقت لا بأس به .. الا تعتقدين انه يجب أن تثبتي نفسكِ الان !! .. ”
لم يرى اي رد فعل لكلماته عليها .. تنهد بأستسلام ليكتفي بالصمت ونظراته تخترق اعماق البحر يبث له حزنه على رفيقته الجميله .. صدح صوتها الخافت منتشرآ مع الهواء
” لا نية لي لأثبات نفسي لأحد .. الامر لم يعد مهمآ بالنسبه لي .. ”
شحب وجهه بشده على نبرتها القاسيه التي لم يعهدها اطلاقآ لطالما كان صوتها لطيفآ مهما تضاهرت بالغضب لكن الان .. الان نبرة صوتها قاسيه للغايه وكأنها متحجره هتف بعدم تصديق
” صوتكِ .. مستحيل .. ”
لم تنبس بحرف كل ما قامت به هو رفع رأسها بكبرياء تنظر للبحر بقوه وكأنها تقول له ( لنرى من الاقوى انت بهيجانك ام انا .. ) انصرفت بعد ذلك تسير بخطوات واثقه بكعبها العالي تسحق رمال الارض بقدميها والهواء يتلاعب على بشرتها وعبائتها تتطاير بفعل النسمات البارده اللطيفه والتي لم تكن تناسب امرأه بقسوتها وبرودتها .. انتبه لنفسه بعد رحيلها ليستدير هو الاخر مغادرآ يركض خلفهآ هاتفآ بصوت عالي
” هيي لم ترحلين بدوني .. انتظريني سارا !! .. ”