الـفـصـل الـثـامـن عـشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان )) ..
قد تكون الكلمات كالنصل تقطع الانسان الى اشلاء فكما هو معروف .. كلمه تنقذ شخص وكلمه اخزى قد تتسبب بمقتله
*
*
استطاعت القول بحشرجه
” اتيت لأخبركم شيئآ بخصوص سارا .. ”
لم يمهلها سعود لتتكلم اكثر بل نهض بضعف ليهدر بغضب
” لا تأتي على ذكر تلك الحقيره امامي .. لقد تبرأت منها لم تعد أبنتي .. ”
لم تحتمل سيل كلماته عنها وهي لا تستحق ذلك صرخت بأنهيار
” ليست كذلك .. ليست كذلك .. سارا لم تخطأ مع احد يا عمي .. انا من اتهمتها بذلك .. ”
صدم الجميع من كلامها عدا عن يوسف الذي لم يعرف ما الامر غير أنه تفاجأ من رد سعود بأنه متبرأ من سارا .. قال بتساؤل
” ما الامر الذي اتهمت فيه سارا ؟؟ ”
رأها ترتجف بشده لتقول بصوت مليئ بالرعب
” زيفت مشهدآ للعم سعود ليرى ابنته مع رجل اخر يقبلها ويلمسها بطريقه مخزيه .. ”
لم يصدق ما تقول ليبادرها بعنف
” اشرحي لي الموضوع بالكامل .. ”
احنت رأسها لتقول بأنهيار ودموعها لا تتوقف عن الجريان
” فعلت هذا من اجلك لأنني احبك ارجوك افهمني .. لطالما كانت سارا مصدر اهتمامك وانا لا شيئ .. انت لا تهتم بي مطلقآ كل ما تريده هو سارا لقد رأيتك مرتين تقبلها بطريفه حميميه .. اصبت بالانهيار لم ارغب ببقائكما معآ .. اعطيتك مذكزات لها ذات مره متظاهره بأنني نسيتها عندك لكنها لم تكن لها كانت مزيفه .. واعطيتك شريطآ لـ سارا ترقص به مع رجل ولمساته تتجرأ على جسدها وايظآ لم تكن سارا .. كل ذلك لم يأثر بك وكنت اسمع اخبار خروجكما معآ الى أن .. الى أن قررت أن اخدع عمي سعود بتلك المشاهد لأنه سيصدق ذلك وفعلآ حدث كل ذلك .. حدث كما كنت اريد لكنني الان نادمه .. نادمه جدآ واطلب منكم السماح .. ”
صدم من كلامها ولم يستوعبه جيدآ .. اغمض عينيه بقوه ليصفي ذهنه ويفكر جيدآ بما قالته .. اخذ يحلل كلامها هل كانت تعني أنها اتهمت سارا باطلآ بمشهد مزيف امام والدها ولكن هناك شيئ .. شيئ يتمنى انه غير صحيح قال ببرود
” ماذا حصل بعدها .. ”
رفعت رأسها تنظر اليه وكم بدى متأثرآ
” ذلك الوقت توعد العم سعود بقتلها لم احتمل الامر ذهبت بسرعه لمنزلهم واخبرت عمتي ميرفات ان العم سعود رأى سارا تقف مع شاب بوضع مخزي وهو ينوي قتلها .. وما كان بصالحي ايظآ أن سارا انذاك كانت خارج المنزل مما جعل العمه تصدق الامر هي الاخرى وهرعت لتهريب سارا معي واخذتها للمنزل لدينا .. ”
لم يصدق ما قالته هل كل هذه الافعال اللعينه تصدر من فتاه مثلها تبدو بريئه جدآ .. لقد تبرأ سعود منها بسبب هذه التافهه التي اطلق عليها يومآ لقب العذراء الساحره .. اما سعود وميرفات فقد كانا شاحبين لم يستوعبوا بعد كلامها وكأنهما قد ذهبا لعالم اخر غير معروف ما به .. هدر بقوه يحاول كتم غيظه
” متى حدث هذا في اي تاريخ بالضبط ؟؟ .. ”
اجابته بدون تفكير فكيف تنسى ذلك اليوم
” 5/25 .. ”
نهض من مكانه وكأن شيئآ قد لسعه .. هذا التاريخ .. هذا بالضبط اليوم الذي طرد فيه سارا من منزله تلك الليله عندما اتت اليه تبكي تطلب مواساته لأنها حزينه وبعدها لم يجد لها اثرآ ..
(( قبل شهر ونصف تقريبآ ))
تقف امام باب المنزل ووجهها مليئ بالدموع كانت بحال يرثى لها .. قالت بألم
” يوسف ايمكنني أن ادخل لمنزلك اود التحدث معك .. ”
-” آه بالطبع تفضلي .. ”
قال ذلك ببرود وكأنه غير مرحب بها هنا .. لم تبالي انذاك بل دخلت للمنزل .. دلها على غرفة الجلوس لتأخذ مكانآ بها على احد الارائك تضم يديها الصغيرتين بحجرها مطأطأة الرأس .. لم يجلس بل بقي واقفآ يستنذ بجذعه لأطار الباب .. عم الصمت المكان لبضع دقائق ليخترقه بصوته البارد
” اذن ماذا هناك لتخبريني به .. ”
رفعت رأسها اليه وكأنه انتشلها من عالم اخر كانت تغوص فيه اجابته بأبتسامه دافئه لم يعهدها منها
” الن تقدم لي شيئآ .. حتى لو كان ماء لا بأس انا موافقه .. ”
عقد حاجبيه ينظر اليها بفراغ وكأنه لا يعرفها ربما لأنها اقتحمت عرين الاسد وهذا ليس بصالحها .. صدح صوته العالي قائلآ
” ايتها الخادمه احضري كأس ماء للأنسه اوزان .. ”
شحب وجهها منه لم تعرف ما سبب تصرفه القاسي هكذا معها قالت بتساؤل مقطبة الجبين
” ما الامر يوسف لما تبدو منزعجآ هل هناك شيئ حدث ؟؟ .. ”
اكتفى بتحريك يده بالهواء بعبثيه قائلآ بسخريه
” لا شيئ فقط اكره الزوار .. بالاخص النساء بهذا الوقت المتأخر .. ”
تجاهلت اهانته المبطنه لها وهي ترى الخادمه تقدم لها كأس الماء بهدوء لتغادر بعد ذلك سريعآ .. قالت بعد ان شربته
” لذيذ جدآ .. ”
-” هل تسخرين مني يا هذه !! .. ”
قال ذلك بفضاضه لتنفي اتهامه الباطل بلطف
” هذا مستحيل يوسف .. انا لا اسخر من احد .. ”
-” اذن قولي ما لديكِ وارحلي .. ”
عاجلها بالرحيل وكأنها زائر غير مرغوب به هنا .. جرح تصزفه قلبها بعمق ولكنها ابت الانجرار وراء كبريائها .. سألته بغموض
” الا تفكر يومآ بالزواج .. ”
اكتفى بالقول وهو ينظر لها بعمق
” بعد اشهر سأفعل ذلك .. ”
رفرف قلبها والامل اخذ جزءآ كبيرآ منها لتهتف بحب
” اذن بدل ذلك سيكون الاستثناء بيننا .. ما رأيك أن افعل ذلك انا .. ”
تسائل بعدم فهم عاقد الحاجبين
” لم افهم ما تقصدين .. ”
نهضت بخفه لتقترب وتمسك بيده ونظراتها لا تفارق عينيه الرماديه
” هل تتزوجني يوسف ؟؟ ”
ربما كانت واثقه بأنه سيوافق لذلك تجرأت على ذلك .. لم يستوعب الموقف ليبادرها
” ماذا ”
اتسعت ابتسامتها لتهمس له وهي تضع كفيها على صدره العريض
” انا احبك يوسف .. احببتك منذ ان التقينا اول مره وفي كل ثانيه يزداد حبي لك .. وها انا ذا اطلب منك أن تتزوجني لأكون خالصه لك .. لك وحدك وانت لي وحدي .. ”
انفجرت ضحكته تملئ المكان وسط دهشتها من تصرفه هذا وهي تعترف له بمشاعرها .. قال وكأنه سكب ماءآ باردآ عليها
” انا اتزوج منكِ انتِ لا بد انني مجنون ان فعلت ذلك .. ”
ابتلعت ريقها بصعوبه ونبضاتها مضطربه من كلماته الحاده والقاسيه ذرفت الدموع وهي تسأله بخفوت
” لما تقول هذا !! .. ”
-” لأنك لا تشرفينني .. انا لن اتزوج امرأه عاهزه مثلك تبحث عن رجل ليرضى بها وقد عاشرها نصف رجال البلد .. سأحتقر نفسي لو فكرت بكِ .. ”
قال هذا بأنفعال واصبعه السبابه يشير نحوها بأتهام في حين تراشقت كلماته عليها كالسهام تخترق جسدها من كل صوب تمزقها بقسوه .. انهالت دموعها ولكته لم يرحمها بل جرها اليه بقوه وشفتيه تهمس امام شفتيها
” لطالما كنتِ متاحه لي وبحركه من اصبع يدي الصغير تهرعين لحضني فلماذا يجب أن اتزوجك .. هاه ؟؟ ”
حدقت به بعدم تصديق وجسدها يرتجف كورقه بمهب ريح عاصفه .. همست بألم
” لقد احببتك حقآ .. لدرجه لم اعد املك ذاتي لأنها كلها لك انت .. ”
-” هذا لا يهمني ”
قال ذلك وهو يدفعها بعيدآ عنه ليختل توازنها وتسقط على الارض .. تأوهت بخفوت لا تصدق انه نفس الرجل الذي كان يغدقها بأهتمامه .. حدقت اليه بأنكسار ليهتف بقوه
” كنت اخرج معكِ لسبب واحد .. واحد فحسب وهو الانتقام .. لكنك لم تعودي تنفعين الان لذلك انقلعي من طريقي .. ”
شحب وجهها وقد اختفى منه الدم وهي لا تصدق كلامه .. الانتقام .. هل كان يخدعها كل ذلك الوقت لأجل انتقام عمل ربما بينه وبين والدها .. نهضت من مكانها كالمسيره التي يتحكم بها شخص اخر وفكرة انه يخرج معها ليخدعها ويؤذي والدها تحطمها كثيرآ .. قالت بشرود وهي منهاره لا تجرأ على النظر اليه
” أنا احبك بشده .. ”
لا تعلم لما تفوهت بذلك لكنه كان ضروريآ ربما لتقنع نفسها بأنها لو رحلت فلن تكون مخطأه ..
-” أنتِ ومشاعركِ للجحيم .. ”
قال ذلك وهو يشير نحو الباب ليقول مجددآ
” اخرجي من منزلي حالآ ايتها التافهه .. ”
ركضت اليه تحتظنه ترفض فكرة الابتعاد ولو قليلآ عنه وسط شهقاتها قالت بألم
” انا بحاجه ماسه اليك ارجوك لا تتخلى عني لم يبق لي غيرك .. ”
ابعدها بقسوه صارخآ بها بحده
” لا حاجه لي بالحقيرات .. أغربي عن وجهي هيا .. ”
انهارت بشده بأحدى نوبات بكائها الحاد تسير للخارج بعد ان نبذها حبيبها كان انذاك الجو باردآ والامطار تتساقط بغزاره وكأنها ترثي حالها .. صوت الرعد انتشر بالمكان والبرق يأخذ منحنى بتلك السماء الواسعه .. اغلقت اذنيها بأصابعها وجلست بأحد الازقه تبكي والمطر يتراشق عليها بقوه .. كانت تبكي بصوت عال هل السبب فقدانها لحبها ووالديها ام خوفها الجنوني من هذا الجو المرعب .. تنتحب على عمرها الضائع .. تلوم نفسها لأنها سارت بهذا الطريق المسدود .. كانت واثقه أن كلام الناس سيدمرها يومآ ما لكن لم تكن تتوقع ان الدمار سيكون شاملآ لكل شيئ بحياتها وبهذه الطريقه القاسيه …
*
*
ضرب جبهته بقوه يلوم نفسه على ما فعله لقد طردها عندما اتت اليه من بين كل من تعرفهم تطلب ان يقف بجانبها وهو ماذا فعل ؟؟ .. طردها بكل بساطه من دون ان يسمع ما تود قوله .. شعر بقلبه يتمزق على حالها لقد ارتكب خطيئه فادحه ولها كل الحق ان لا تسامحه .. توجه بخطوات متثاقله ليخرج من المنزل لم يعد يريد ان يسمع اي شيئ اخر .. اوقفه وهي تتوسله بألم
” ارجوك يوسف سامحني اعلم ان ما فعلته لا يغتفر لكن اقسم لك حبك لم يتركني اتصرف بتعقل .. ارجوك سامحني .. ”
اوقفها بحركه من يده وصوته يخرج من بين اسنانه
” لا اريد سماع حرف اخر .. ما فعلته بحقها لن اسامحكِ عليه ولو بعد الف عام .. ”
قال ذلك ليغادر بسرعه وكأن المكان يضيق عليه ..
بقيت ميرفات تحدق بمريم بعدم تصديق اما سعود فقد كانت حالته فضيعه لا يحسد عليها .. همس بشرود
” لا يمكن هذا .. انا لا اصدقك انت تكذبين .. ”
هزت رأسها نفيآ لتذهب اخر ذرات تعقله صرخ بحده وهو ينهض من مكانه
” هل تعنين انك جعلتني افكر بقتل ابنتي وهي بريئه .. ”
قالت بصوت يخالطه الحزن المرير
” لم اكن اريد ذلك .. اقسم لكم كان قصدي فقط ان تزوجها لرجل ما لكي تبتعد عن يوسف .. ”
نهضت ميرفات بهدوء ينافي الموقف الحاد هذا واقتربت من مريم وقفت امامها ونظراتها حاده تكاد تقتلها ..
” لقد حرمتني من ابنتي كل هذا الوقت ولا اعلم اين هي الان .. ”
قالت ذلك بقسوه لتعاود الكلام من جديد
” ثم تأتين الان لتطلبي السماح ايتها الحقيره ”
صفعتها كف جعلت خدها يدمي من الاحمرار لتصرخ بها بحده
” جعلتني اشك بأبنتي واصدق كلامك وهكذا ببساطه تطلبين العفو ايتها المنافقه .. اخرجي من منزلي حالآ .. هيا اخرجي لا اريد رؤيتك .. اخرجي ”
نهضت بجسدها المرتجف تود التكلم لكن سعود قاطعها بهدوء غريب
” اخرجي مريم ولا تعودي مجددآ الى هنا .. ”
زل لسانها بأعتذار اخير لتغادر المنزل محنية الرأس تتمنى لو تنشق الارض وتبتلعها بعد هذا الذي فعلته بصديقتها التي لم تؤذيها يومآ .. استدارت ميرفات تصرخ به من حرارة قلبها
” اذهب وابحث عن ابنتك .. مضى فوق الشهر وانا اتوسلك ان ترى اين هي .. سعود اعد لي ابنتي .. ”
جسده برتعش بقوه وسط افكاره الجنونيه لقد كاد يقتلها لو لم تكن انذاك بالمنزل كان سيذبحها لولا لطف الله لها .. صدح صوته المتعذب يقول
” نحن السبب بذلك .. نحن من شجعناها على التخلص من عقدتها عن طريق الرجال نفسهم .. نحن من يأسنا وجعلناها تخرج معهم ثم شككنا بشرفها وهي بريئه .. ”
اقتربت اليه تتوسله بألم
” ارجوك اعد لي ابنتي سعود لن احتمل فقدناها اكثر من ذلك .. ارجوك اعدها لي .. لطالما بقيت صامته لأجل ان لا اجرحك ولكن الان انا .. انا اريد ابنتي سعود .. اريدها ارجوك ..”
اومأ رأسه كالحيران لا يعرف ماذا يفعل .. احتضنها بقوه يربت على ضهرها يهمس لها بكلمات تخفف عنها ما تشعر به ..
* *
سيارته تنهب الارض وصوته يعلو قائلآ من بين اسنانه
” اقلب المانيا رأسآ على عقب اريد عنوانها خلال هذا الاسبوع هل تفهم ”
اجابه وهو يومئ رأسه
” حاضر سيدي سأكلف متحرين خبراء بذلك .. ”
نار حارقه تستعر بداخله يود تدمير كل شيئ يريد ان يحرق الاخضر واليابس .. شيئآ فشيئآ يخسر وكل ما يخسره هو الاغلى على قلبه فقط .. والده وامه وميخائيل والان سارا وماذا بعد هل سيأتي دور عمر او عبد الله او يمكن باري من يدري .. لماذا بحق الله كل شيئ يريده يبتعد عنه وكأنه يهرب منه اليس بشرآ .. ربما لم يعي على نفسه سوى متأخرآ وقد فات الاوان ليتغير .. اذن لن يدع شيئآ بسلام سيبيد كل شيئ معه .. قال ببرود وكأنه عاد لطبيعته السابقه اللعينه التي بلا مشاعر
” اطلب من ميشيلا أن تنسحب من المشروع والملف اعطه لأمين ووليد تدبر عقابه اريدك أن تكسر له ذراعه التي امتدت لسرقة اموالي وقم بكشف خالد وخيانته للمخابرات .. هذا الاسبوع اريدهم جميعآ محطمين .. ”
اتسعت عينيه دهشه مما يقوله سيده يبدو انه قد طفح به الكيل ولن يستمر باللعب مما يؤكد له ان ما سمعه بمنزل سعود كان قاضيآ له تمامآ .. قال بأعتراض
” ولكن سيدي .. ”
صرخ به بحده
” لا اريد جدالآ أتفهم .. نفذ ما اقوله فحسب .. ”
ابتلع ريقه بصعوبه وكم انزعج من اعتراضه كأنه لا ينقصه سوى ان يعارضه احد على افعاله .. عاد يقول بيأس
” ابحث عنها جيدآ عمر اريدها بأسرع وقت ممكن .. هي بألمانيا انا متأكد لقد اتصلت بي وانا اثق بحدسي انها هي لا يمكن ان اخطأ بذلك .. ”
اخذ نفسآ عميقآ واسند رأسه للخلف ما قالته تلك التافهه ماليري قد حطم كثير من الاشياء بداخله .. اكثر ما يحز بخاطره انها كانت وحيده ولجأت اليه من بين الجميع تستجدي حبه وثقته بها بينما هو الاخر فعل مثلهم تمامآ .. بل ربما اسوء فقد نبذها بطريقه لن يغفر لنفسه فعلته هذه وعليه ان يسترجعها بجانبه وبعدها يقسم انه لن يتخلى عنها ابدآ .. رن هاتفه الشخصي كان المتصل شقيقته .. تنهد بهدوء ليجيبها
” نعم هناء .. ”
على الطرف الاخر صوت بكاء عالي -” يوسف الحقني ارجوك لقد اتصلوا بي للتو من المشفى يقولون ان وليد تعرض لحادث وهو بحاله خطيره .. ”
قطب حاجبيه ليقول يحاول تهدئتها
” لا تقلقي حبيبتي سأتي فورآ حسنآ .. مسافة الطريق واكون بجانبك .. ”
اومأت وكأنه يراها لتقول بصوت منهار -” انا انتظرك .. ارجوك لا تتأخر .. ”
اغلق الاتصال وافكاره تتصارع ما هذا الذي يحدث .. ها هو القدر ينتقم من وليد بدون تدخل منه كم هو سعيد الحظ على الاقل لن يكون هو السبب .. قال بأمر
” عمر توجه لمنزل شقيقتي علينا ان نصطحب هناء معنا للمشفى وليد بحاله خطره .. ”
رفع حاجبيه يال الدنيا العجبيه للتو كانوا يريدون كسر يديه وها هو بحاله خطره من دون تدخل منهم
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …
تسير بخطوات بطيئه واثقه بين طرقات مدينة برلين الالمانيه .. متشحه بالسواد ولا شيئ واضح من معالمها غير بياض وجهها الشاحب .. ترفع رأسها بكل كبرياء وكأنها تتحدى احدهم .. لمح امام بصرها طيف يوسف وهو يطردها من المنزل لتحتد نظراتها اكثر .. اخذت جزءآ وفيرآ من الهواء تنعش به رئتيها وهي تشعر أن قلبها الخائن لا يزال رغم كل شيئ يكن الحب له .. ابتسامه ساخره تغطي ملامحها حسنآ لو قررت بعد هذا الشهر ان تكون صادقه فهي لا تزال تشتاق له حتى انها لم تكبح نفسها قبل ايام ان تتصل به لسماع صوته .. رن هاتفها لتجيب ببرود
” نعم مهند ماذا هناك .. ”
على الطرف الاخر -” اين انتِ بحق الله .. كم مره حذرتك من الخروج لوحدكِ .. ”
كان صوته منزعجآ عاليآ اثار حفيظتها لترد بتململ تحاول اغاظته
” امممم لا اذكر كم مره ولكن سمعتها كثيرآ .. ”
على الطرف الاخر -” سارا عودي حالآ والا سأعاقبك .. هيا بسرعه ماذا لو تعرض لكِ احدهم !! . ”
انزعجت من تصرفاته هذه يحاسبها وكأنه والدها .. على ذكر الاب ارتعش جسدها لتقول بفضاضه رغمآ عنها
” لا شأن لك .. ثم هل اتصلت لهذا السبب .. ”
على الطرف الاخر اجاب -” حسنآ هذا احد الاسباب هيا عودي لنتحدث بسرعه .. ”
تنهدت بملل بينما اومأت بأستسلام وكأنه يراها
” حسنآ ربع ساعه واكون بالمنزل .. انتظرني .. ”
اغلقت الخط لتعود ادراجها بأتجاه المنزل ففي نهاية المطاف هي هنا تحت رعاية مهند قبل كل شيئ وعليها ان تحترم الرجل فقد قدم لها المسكن والعنايه رغم كل الذين تخلوا عنها .. لذلك تصرفها الجيد يعتبر بعض الشيئ رد لذلك الدين الذي برقبتها تجاهه وليس عليها ان تزعج راحة المسكين .. بعد فتره لا بأس بها وصلت للمنزل كان متوسط الحجم لا يبدو لشخص ثري بالرغم من ثراء عمها ونفوذ مهند الواسع هنا فهو مترجم ممتاز يجيد اكثر اللغات وعليه اقبال غير طبيعي حتى انه احيانآ يطلبونه رجال كبار بالدوله .. ببساطه له وزنه بهذا البلد الاجنبي .. ضحكت بداخلها وهي تفكر انها يومآ ما فكر والدها بتزويجها منه لولا مماطلة الاخر واتفاقه معها لكان نجح الامر حقآ .. دلفت لداخله لتبحث عن مهند وتجده اخيرآ بألطابق الثاني بغرفتها يعبث بأشيائها .. هتفت بحنق مصدومه من تصرفه
” مهند بحق الله مالذي تفعله هنا .. ”
استدار اليها وهو مقطب الجبين ليقول بتأوه
” آه عدتي اخيرآ هذا جيد .. تعالي اريد اخر لوحه قمتِ برسمها .. ”
صغرت عينيها ويديها تتوسط خصرها وكأن كلامه لم يستسغ لسمعها
” ومالذي تريده بها .. قلت لك انني لا افكر ببيعها .. ”
قالت ذلك بتهكم مما اثار حنقه .. تقدم نحوها وهو يرسم ابتسامه حنونه على وجهه ليقف امامها يلتقط كفها يقبله بلطف قائلآ
” صغيرتي سارا كم مره اقول لكِ كفي عن العناد فهو بلا فائده .. هيا ستربحين الكثير لو بعتها .. ”
حاول اقناعها بشتى الطرق لتستجيب له اخيرآ بأستسلام وكأنها خسرت معركه .. لقد كان ذو لسان ساحر يحصل على ما يريده وها هو يثبت ذلك .. قالت بضجر
” يالك من ماكر دومآ تنجح بأخذ ما تريد .. ”
ضحك بقوه وهو يجلس على السرير يشير لها ان تخرجها ليذهب ويبيعها لصاحب المعرض الذي اشاد بموهبة سارا المميزه بالرسم وكم توسله ان يتعرف على الرسام الحقيقي لها ولكن سارا بقيت خلف الانظار لا احد يعلم بأنها تلك الرسامه التي اثارت جدلآ خلال شهر واحد بالصحيفه الرسميه التي اوضحت كم الموهبه التي يمتلكها هذا الرسام البعيد عن الاضواء .. اخرجت له اللوحه واعطته اياها وهي تردد بكسل
” يمكنك الاحتفاظ بالمال الذي سيعطيه لك انه عربون عن اقامتي هنا .. ”
كلامها اثار مشاعره مما جعله يقول بأسف
” لم اكن اتوقع هذا منك .. لقد ظننت اننا اخوه ولا توجد هكذا امور بين الاخوه ولكن يبدو انك لا تعتبريني كذلك .. ”
نهض من مكانه ووجهه يعكس المآ وكأن كلماتها جرحته بالصميم .. ابتلعت ريقها وامسكت ذراعه بسرعه تمنعه من الخروج
” انا لم اكن اعني ذلك .. فقط انا لم اشأ أن اثقل عليك و .. ”
قاطعها بأشاره منه كي تصمت في حين ربت على شعرها قائلآ بلطف
” لا اريد اي شيئ منكِ سارا .. فقط كوني بخير .. اتفقنا !! .. ”
أبتسمت بلطف لترتمي بأحضانه ومن دون شعور ورغم هذا الوقت الذي قضته تستجمع قوتها لتقف بوجه يوسف وكل من شك بها يومآ .. انهارت .. انهارت تبكي وهي التي قضت المده هذه تحاول أن لا تسمح لدموعها بالانسكاب ولكن الموقف كان اقوى من ان تتحمله عاطفتها الرقيقه الهشه .. قال بمكر
” اذن بما انك تريدين رد الدين فلا بأس .. هيا اذهبي واعدي لنا الغداء فأنا جائع جدآ .. ”
انهى جملته وهو يمسح على بطنه وسط ضحكات سارا القويه .. ضربته على رأسه وهربت بسرعه وهي تقول بصوت جهور
” ايها الماكر وتقول انك لا تريد شيئآ فقط سلامتي .. محتال .. ”
ضحك على كلامها فالامر لا يبدو كذلك هو فقط يود تغيير الجو وجعل مزاجها افضل وهذا اليوم يبدو جيدآ لذلك .. وسيستمر على هذا النحو الى ان تعود لتلك الصغيره المشاكسه التي كان يعرفها منذ الصغر ..xخرج من غرفتها متجهآ للمطبخ .. جلس على الطاوله يتأملها وهي تعمل .. من كان ليصدق ان هذه المدلله تعمل بيديها من دون اوامر للخدم .. قال بهدوء
” سارا هناك سؤال اود ان اطرحه عليكِ هل هذا ممكن .. ”
-” همم بالتأكيد .. ”
اجابته من دون ان تنظر ناحيته ليقول من جديد
” لماذا لم تقفي بوجه الجميع وتثبتي نفسك .. ”
اجفلها سؤاله فلم تكن تتوقع مطلقآ أن يطرحه عليها يومآ فقد بدى متفهمآ ومراعيآ لها ولم يسألها عن التفاصيل اطلاقآ .. لم تتفوه بكلمه بل استمرت بأعداد الطعام الى ان انتهت واجتمعا على الطاوله سويآ .. لم يمس الطعام بل نظراته مركزه على وجهها الشاحب .. ضاقت ذرعآ من موقفه المزعج لتقول بأسف
” مالذي سأستفيده .. لقد خسرت كل شيئ احبه .. ”
شعرت بقلبها ينقبض لما كان عليه ان يعيد فتح جراحها .. هي تعلم جيدآ انهم لن يصدقوها ابدآ لذلك لاذت بالصمت فالجميع يتهمها وقد جزم مسبقآ انها تافهه لا شرف لها .. عادت تقول بألم ينهش بقلبها
” صديقتي تتهمني وامي تصدق وابي يريد قتلي .. وفضلآ عن كل شيئ يوسف الرجل الوحيد الذي احببته يقول انني عاشرت نصف رجال البلد وابحث عن رجل يتزوجني بعد ان مللت من التنقل .. ”
شحبت ملامحه من كلامها لم يكن يتوقع ان هذا هو ما حصل .. لقد اخبرته بعضآ من الحقيقه المره ..
(( قبل شهر ونصف )) ..
كان يسير ببطئ تحت زخات المطر القويه لشدة عشقه لها .. يفكر بحل لتلك المصيبه التي وقعت على رأسه .. كيف له ان يتزوج امرأه لا يشعر نحوها سوى بمشاعر الاخوه .. هل من الصواب ان يتزوج من تعني له اخته .. زفر بقوه يجد حلآ لهذه المشكله .. الاسوء من كل ذلك هي ايظآ لا تريده بل تحب رجلآ اخر .. اذن مالذي عليه ان يفعله !! .. هذا سؤال محير كان يطرحه على نفسه بين الفينه والاخرى .. في خضم افكاره رأى صغيره تحتضن جسدها بالزقاق الذي يسير فيه .. كان منظرها يفطر القلب المآ .. اقترب منها يقدم لها المساعده ..
” ماذا تفعلين هنا ايتها الصغيره !! .. ”
لم تجبه بشيئ بل واصلت بكائها وجسدها يرتجف بقوه اكبر وقد انكمشت على نفسها .. مد يده ليساعدها ولكنه تفاجأ بصراخها وهي تضرب كفه الممدوده نحوها .. تمعن بالصوت وبمساعدة الضوء الخافت بالشارع استطاع رؤية وجهها لتشحب ملامحه فلم تكن الصغيره سوى ابنة عمه سارا .. صرخ هلعآ
” صغيرتي سارا مالذي تفعليه هنا .. ماذا حدث لكِ .. ”
نظرت اليه بأنكسار وكأنه حبل نجاتها قالت بعد ان دققت بملامحه
” مهند !! .. ”
خرج صوتها منكسرآ .. جلس على ركبتيه يحتضنها لصدره وقد خطر بباله شيئ خطير اخافه للغايه
” سارا لم يؤذيكِ احد اليس كذلك .. ”
هزت رأسها ومن بين شهقاتها خرج صوتها مختنق
” ابي يريد قتلي على ذنب لم ارتكبه .. ارجوك ساعدني لم يبق لي غيرك .. ارجوك .. لم يعد لي مكان اسكن فيه .. لقد اصبحت مشرده ارجوك ساعدني مهند .. ”
زاد من احتضانه لها وهو يمنعها من التكلم ادرك ألان ان غضب سعود قبل ان يأتي كان متعلقآ بـ سارا .. تكلم بهدوء وهو يجرجر نفسه بعيدآ عنها
” هيا دعينا نذهب لمكان ما نتكلم فيه .. فبالتأكيد لا تريدين البقاء هنا تحت المطر .. ”
اومأت رأسها وامسكت يده الممدوده نحوها ونهضت بتثاقل .. جسدها يرتجف من شدة البرد والخوف .. واشياء كثيره اجتمعت في هذه اللحظات عليها .. اسند جسدها يضمه اليه وكأنه يخفف عنها ولو القليل .. همس بخفوت
” ستمرضين الان .. لما بقيتي تحت المطر الم يمكنك الاتصال بي .. هاه !! ”
رددت من بين شهقاتها وجسدها يرتعش من البرد
” لم اكن بوعيي .. لقد .. لقد .. ”
لم تستطع اكمال جملتها وهي تتذكر كيف قام يوسف بطردها بطريقه قاسيه حطمت فؤادها .. ازدادت نوبات بكائها وسط هذا الجو العاصف
* *
عاد من ذكرياته اذن ما حدث ذلك اليوم هو قضية شرف خسرت بسببها كل من تحبهم .. يوسف .. رن صدى هذا الاسم بعقله وكم تمنى لو يموت حب هذه الصغيره له فهو يعرف عنه من خلال الاخبار انه لا يملك قلبآ فكيف بهذه الصغيره تغرم به ..
” من اوصلني لهذه المرحله هما والداي .. والان ماذا .. هاه ماذا .. ”
كانت تتحدث مع نفسها بسخريه وسط نظراته المدهوشه
” الان بكل بساطه يصدقان ما يسمعانه عني وكأنني لست ابنتهم .. ”
همس بصوت مبحوح وقد حطمت قلبه بكلماتها
” لا تبتأسي يا صغيره .. اعدكِ أنني سأبقى بجانبك ولن اتخلى عنكِ .. كل ما اطلبه منكِ أن تكوني قويه اتفقنا !! .. ”
اومأت رأسها وباشرا بالاكل وكل منهما تائه بأفكاره
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …
يذرع الغرفه بتوتر ويداه تتخللان شعره ليواجهها قائلآ
” ولكن عزيزتي هذا صعب .. ”
زمت شفتيها بزعل تنظر لوجهه المتشنج وعلامات الانزعاج تكسوه
” اذن انت لن تنفذ لي طلبي .. حسنآ انا كنت اعلم انني لا اعني لك شيئآ .. ”
قطع المسافه التي بينهما ببضع خطوات يضع يده على يدها يقول بحشرجه
” ليس الامر كذلك صدقيني .. أنتِ تعلمين انني اهتم لأمركِ ولكن الامر صعب .. لا يمكنني ذلك .. ”
-” لماذا ؟؟ .. ”
اخترق هذا السؤال اذنيه ليلتفت اليها بقوه ووجهه قد تحول للون الاصفر .. هو بالتأكيد لا يمكنه قول الحقيقه لأنها قد تتألم كثيرآ اجابها مراوغآ
” أنه رجل سيئ الاخلاق غير مناسب لها .. انه زير نساء لعوب .. ”
سألته ببرود على غير عادتها
” أهو حقآ رجل سيئ ام لأنه سرق قلب من تسمى رانيا منك تود الان كسر قلبه ؟؟ .. تود أن تحرمه من حبيبته كما فعل معك بالماضي .. ”
صعق من كلماتها واتسعت عيناه لتكمل من جديد بألم
” لا تزال تحب تلك المدعوه رانيا وانا لاشيئ بالنسبه لك وفوق كل هذا تود تدمير حياة تلك الشابه القابعه في الاعلى .. لن اتفاجأ ان علمت بأنها ايظآ حبيبتك .. ”
قالت ذلك من غيرتها المجنونه ولكنها اهانته بقسوه وهي تتهمه بأنه يحب كاريس ايظآ ولا تعلم بأنها شقيقته بالرضاعه .. قال بجمود
” كاريس شقيقتي بالرضاعه .. ”
ابتلعت ريقها تلعن نفسها على كلماتها الغير مدروسه .. لم تكن تعلم بأنها نثرت الملح على جراحه التي لم تندمل بعد .. اقترب منها ليجلس بجانبها .. ارادت ان تتكلم ولكنها لم تجد الشجاعه لذلك فسمعته يهتف
” رانيا كنت مغرمآ بها منذ الصغر كانت شابه رائعه لطيفه للغايه ولكنها لم تنظر لي يومآ ليحظى أمين اخيرآ بقلبها بكل سهوله ولم يترك لي شيئآ غير الالم .. هربت بعيدآ الى اي مكان لم تكن هي فيه لأتلقى رساله بعد وقت منها تخبرني ان شقيقها الاكبر مريض .. عدت لأجله وبعد ان تحسن لم يسمح لي بالذهاب مجددآ .. ”
تفاجأت من كلامه عن الماضي وهو الذي لم يسمح لها أن تأتي على سيرته .. كل حرف ينطقه يزيد به المها وهي تدرك كم الحب الذي يكنه لتلك الشابه .. عاد يكمل وهو ينهض ليقف
” ماتت رانيا بعد فتره من مرض اخيها .. لم استوعب ما حدث كان اكبر مما احتمل لذلك قررت الهرب من جديد .. لم استطع نسيانها مطلقآ لذا قررت الزواج وكنتِ انتِ سانحه امامي .. ”
قاطعت كلامه بشهقه قويه صدرت من حنجرتها لا تصدق هل كان يعبث بها كل ذلك الوقت .. رددت من بين دموعها
” هل كنت لعبه عندك .. أكنت طريقك للخلاص من حبك !! .. ”
استفزها كثيرآ عندما لم ينطق .. لملمت بعثرة كبريائها تنهض بقوه وتقف امامه
” لما لا تتكلم .. هل كنت مجرد أمرأه تحاول بها نسيان ماضيك !! .. ”
صدرت تنهيده عميقه من حنجرته كادت تزهق بروحه معها .. مد يديه نحوها يتلمس خدها الناعم قائلآ بأسف
” كنتِ كذلك .. ولكنني احببتك .. أنتِ اوقعتني بحبك بكل سهوله .. ”
كلماته جرحتها كثيرآ .. غطت وجهها بكلتا يديها تنتحب على كرامتها المهانه .. لقد كانت تعيش وهمآ منذ البدايه ولم يتزوجها الا لأجل أن يشفي جراحه التي انفتقت بموت محبوبته .. تعالت شهقاتها ولم تعلم كم كسرت قلب ماثيو بمنظرها المرثي هذا .. جرها الى حضنه يعتصرها بين ذراعيه يخفف بذلك هيجان دقات قلبه المضطربه .. ربما .. لم يعلم ماذا يفعل او كيف .. فقط يشعر بقلبه يؤلمه كثيرآ .. همس بصوت اجش
” انا اُحبكِ أقسم لكِ .. لم يعد بقلبي امرأه سواكِ .. ”
اجابته بصوت متألم حد النخاج
” لو كنت كذلك لما رفضت تزويج كاريس من ذلك الشاب .. أنت لا تزال تحبها وتريد تدمير من احبته بدلآ عنك .. ”
زاد من احتضانهِ لها .. يمرغ وجهه بعنقها .. يستنشق عبيرها .. عادت تقول
” اثبت لي أنك تحبني واجعل كاريس تتزوج من حبيبها .. ”
انتفض بقوه وابعدها عنه وقد تحولت ملامحه ليكسوها الغضب .. غضب عارم يسيطر عليه .. يود لو يقتله على ان يزوجه صغيرته الجميله صرخ بها بحده ولم يعد يعي ما حوله
” لن اسمح له بالزواج منها ولو كان اخر يوم بحياتي .. سأقتله قبل ان يلمس ضفر منها ”
خرج صوتهُ كالرعد بهديره بث الرعب بقلبها الرقيق .. الموقف كان محزنآ حقآ ولكن ناقضته هي بضحكتها التي انسلت من بين شفتيها .. ضحكه ساخره مشبعه بالمراره .. تكلمت وهي تحني رأسها
” ماثيو طلقني .. ”
تجمد مكانه ينظر اليها بعدم تصديق مما قالته .. هل تطلب منه الانفصال !! هل ما يسمعه حقيقي ام انه من نسج خياله اللعين .. لماذا الجميع يفعل هذا به .. لما الجميع يطلب سعادة أمين ويتركونه .. رانيا تحبه .. كاريس تحبه .. سناريا تريد سعادته .. مالذي يجري هنا هل اصيب بالجنون !! .. قال بخفوت
” هل جننتِ .. سناريا هل ستتخلين عني من اجل امر تافه !! .. ”
لم تكن تعي أنها طلبت الانفصال الا بعد أن نطقت به .. دقات قلبها توقفت تنتظر ما سيقوله .. وكم ارتاحت حينما تجاهل الامر .. اجابته بمراره
” أنت لا تتخيل معاناتي ماثيو .. من الصعب أن تعيش المرأه مع رجل لا يحبها .. والاسوء من كل ذلك قلبه معلق بغيرها .. ”
خرج صوته ثابتآ يسألها مغيرآ الموضوع
” لما .. لما تريدين أن يتزوجا .. ”
شعرت ببصيص من الامل بكلماته فهو يستمع لها حقآ .. رفعت رأسها تنظر اليه بلهفه
” لأنك حينها ستأكد لي أن رانيا اصبحت من الماضي .. ماثيو أنت بدأت حياتك من بعدها ومن حق ذلك الشاب ان يبدأ حياته .. هل تريد أن يقبر نفسه بالحياه وهو لا يزال شابآ .. اخبرني هل هذا عدل منك ؟؟ .. ”
ادار رأسه بعيدآ ولم يجبها بحرف .. ينظر من خلال النافذه وافكاره مجهوله بالنسبه لها .. كانت تقف على الهاويه .. كلمه واحده منه اما تجعلها قمة السعاده او تهوي بها لشفير جهنم .. بعد صمت دام طويلآ جدآ وخلاله لم تكن بحاله جيده اطلاقآ .. كانت كالواقف على حبل المشنقه ينتظر شخصآ من العدم يهب لأنقاذه .. فتح فمه ليتكلم بينما سقط قلبها بين قدميها .. قال بهدوء غريب
” أنا موافق سأسمح له بالزواج منها لكن بشرط .. ”
اشرق وجهها وقد عادت اليه الحياه .. دقاتها تسارعت لتهرع الى حظنه تضمه الى صدرها بقوه تمرغ وجهها بين طياته وهي تهمس
” أحبك ماثيو .. احبك بشده .. أنت لا تتخيل مقدار سعادتي الان .. ”
وضع يديه على ضهرها يبادلها الاحتضان ليهمس بأذنيها بمكر
” لكن انا قلت بشرط ولم اقل انني موافق سلفآ .. ”
فغرت شفتيها لتبعد رأسها عنه تنظر لعينيه بترقب ممزوج بخوف ليعاود القول
” سأختبره بأمر مهم ولو اقتنعت أنه يحب كاريس حقآ حينها سأسمح له بالزواج منها ما رأيك ؟ .. ”
هزت رأسها بحب والابتسامه تغطي ملامحها وهي تضع يديها على صدره العريض تقول بلطف
” بالتأكيد معك حق فهي ستعيش معه بقية عمرها وعليك أن تتأكد من حبه لها أن كان صادقآ .. ”
حاوط وجهها بكلتا يديه ليهمس قرب شفتيها
” لقد اشتقت اليك كثيرآ .. ”
بدأ قلبها يقرع كالطبول وهي تسمعه يعبر عن رغبته بها .. كسى الاحمرار خديها ليأخذها بين ذراعيه يحملها وكأنها ريشه خفيفه وشفتيه وجدا طريقهما لها
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
يجلس على احد مقاعد الكافتيريا ووجهه غائم بالحزن .. تفكيره منصب على شيئ واحد يؤلم قلبه كثيرآ .. لقد اختفت سارا منذ قرابة الشهر ونصف ولم يسمع اي خبر عنها .. كم يشعر بالأسى حول نفسه .. ما كاد يقع بالحب حتى يُصدم بواقع اليم .. من وقع في حبها مولعه بغيره ومن ثم تختفي عن الانظار وكأن الارض انشقت وابتلعتها … تنهد بقوه وهو يرجع ضهره للخلف يستند على المقعد وافكاره تتراوح للبعيد .. اجفله صوت انثوي خجول قريب منه
” مساء الخير استاذ .. أيمكنني أن أسألك عن بعض الامور تتعلق بمحاضرة اليوم ؟ .. ”
جرجره من افكاره هذا الصوت لينظر الى من تقف امامه مباشرة .. فتاه بشعر كسواد الليل وبشره بيضاء صافيه لا يشوبها اي شيئ .. طويله بعض الشيئ .. قطب حاجبيه دلالة أنه لم يفهم شيئ منها .. عادت تقول بلطف مع ابتسامه عريضه
” أيمكنني سؤالك عن بعض الامور استاذ فيصل ؟ .. ”
انتبه لنفسه والى موقفه الاحمق .. اشار لها لتجلس معه وهو يقول متداركآ نفسه
” تفضلي يا انسه .. اجلسي وبعدها يمكنك السؤال .. ”
سحبت الكرسي وجلست امامه لتبتدره قائله
” سأطلب بعض العصير لنا على حسابي عربون مساعدتك مقدمآ .. ”
ضحك على كلامها بخفه وهو يقول بلطف
” لا زلت لم اساعدك بعد .. بعدها قد افكر بكرمك هذا .. ”
أبتسمت له بخجل لتجيبه قائله
” حسنآ استاذ .. ”
عم السكون المكان وكلاهما بقي صامتآ ولم يتفوه بحرف .. انتظرها مده لا بأس بها ولكنها لم تتكلم .. لاحظ انها تعبث بأصابعها بأرتباك وكأنها متردده بقول شيئ ما .. عاجلها قائلآ
” يمكنك السؤال يا انسه .. تفضلي لا تخجلي .. ”
رفعت رأسها اليه لتلقي عيونها العسليه بعيناه السوداوتين .. لوهله لم تنطق وقد اسرتها عيونه ولكنها تحررت من اسرهما لتهمس بخجل
” في الواقع أنه بشأن محاضرة اليوم لم أفهم شيئآ مما قلته .. أيمكنك أن تشرح لي اكثر ؟ .. ”
تسائل بنفسه كيف لم تفهم شيئآ لقد كان شرحه دقيقآ لدرجة اغبى الطلاب لديه قد فهم كلامه .. فضلآ عن ذلك أنها من المتفوقين لديه .. اخذ نفسآ عميقآ
” كيف لم تفهميه لقد كنت دقيقآ في شرحي !! .. ”
رأى الارتباك جليآ عليها .. ادرك أنه تصرف بفضاضه .. ولكن الامر رغمآ عنه فكلامها ازعجه .. لقد مضى وقت طويل يشرح لتأتي هذه الطالبه تقول انها لم تفهم شيئ .. تمالك اعصابه التالفه بعد رحيل محبوبته ليعاود القول بهدوء
” ما الشيئ الذي لم تفهميه ؟.. ”
لوهله ظلت صامته ولكنها قالت بعد فتره وجيزه
” في الواقع كل شيئ .. لم افهم أي شيئ .. ”
قطب حاجبيه ويده تدلك صدغيه بتعب .. رأسه يؤلمه للغايه .. يكفي انه لا ينام جيدآ وبعدها يأتي هنا ليقدم محاضره .. والادهى من كل شيئ بعد كل هذا التعب تأتيه هذه لتزيد اتعابه .. قال بشرود
” سيرين بحق الله بماذا كنتِ تفكرين حينما كنت اشرح !! .. ”
تحولت نظراتها للحزن وابتلعت ريقها .. عاود يقول ولكن قاطعه احد الطلاب
” مرحبآ استاذ فيصل .. أرى أن امورك تسير جيدآ .. ”
ادار رأسه للطالب رافعآ حاجبيه بغرابه من قلة الاحترام هذه .. مالذي يلمح له من كلامه المبطن هذا .. قال ببرود
” تعلم كيف تتحدث مع اساتذتك .. فهمت !! .. ”
انهى جملته بشيئ من الحده ليتفاجأ بضحكه تعلو ارجاء المكان من التلميذ قليل الاخلاق .. قائلآ
” استاذ فيصل وسيرين ياله من موضوع مثير للأهتمام .. ”
انتفض بقوه ناهضآ بثقله .. ملامحه محتده تبث الرعب بقلب من يراه .. هدر بقوه
” احفظ حدودك ايها التافه .. يبدو ان عائلتك لم تجيد تربيتك .. ”
استفزه الشاب حينما رفع حاجبيه بسخريه ليزيد الطين بله بقوله
” اسمعني استاذ .. انا لا اسمح لك بأهانة عائلتي .. احترم نفسك لو سمحت .. ”
اشتعلت نيران الغضب بداخله ليمسكه من تلابيبه وهو يصر على اسنانه بقوه يكاد يطحنهما .. همس بفحيح حاد
” يا هذا يبدو أنك تعاني من خلل بشخصيتك .. ولكن ياللأسف اخترت الشخص الخاطئ لتعبث معه .. ”
موقفهم جذب انظار جميع الطلاب حولهم .. بينما نهضت سيرين من مكانها تحاول تهدئة الامر
” استاذ فيصل اهدئ ارجوك لا تنزعج انه مجرد غر صغير تافه .. ارجوك لا تزعج نفسك معه .. ”
كلامها لم يعطي اي تأثير به .. انفاسه تتلاهب بقوه يكاد روحه تخرج من جسده لشدة غيضه .. دفعه بكل قوته ليسقط ارضآ وقدمه تسحق ساقه .. يهدر بقوه
” أقسم لن اكون فيصل ان لم احرص على طردك وتدمير مستقبلك .. ”
تركه ورحل .. خطواته متسارعه ينهب الارض وكأنه يخفف عن نفسه بذلك .. لم ينتبه للفتاه التي تلحقه تجري خلفه لتلحق به .. على صوتها اللاهث
” استاذ .. استاذ انتظرني ارجوك .. ”
توقف مرغمآ فهو لا يريد ان يبدو فظآ .. هذا ليس من تصرفات الاساتذه الجيده .. يقف وهو يضرب الارض بأحدى قدميه بخفه .. توقف امامه وهي تلهث .. قالت وهي تحاول التقاط انفاسها
” استاذ انا اسفه .. كل هذا حصل بسببي .. ”
كلماتها جذبت انظاره اليها .. حدق بها بطرف عينيه .. وجهها شاحب يميل للأصفرار تبدو وقد تأثرت بالموقف .. أبتسم لا اراديآ وهو يقول
” لا داعي للأعتذار سيرين .. انا من يجب ان اعتذر ربما سيتحدث الطلاب عنك بسببي .. انا فعلآ اعتذر .. ”
غامت عيناها وكأنها تحت تأثير منوم مغناطيسي لتهمس بخفوت
” لا بأس استاذ .. الجميع هنا يعلم الحقيقه ونحن لم نتكلم خارج القاعه قبل الان .. ”
خلال الموقف كانت امرأه تراقبهم من زاويه تستمع لحديثهم بأهتمام ..
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وصل بعد فتره للمشفى هو وشقيقته ولا يزال منذ نصف ساعه يقف امام غرفة وليد ينتظر خروج الطبيب بأخبار عن حالته فكل ما يعرفونه انه بحاله خطيره جدآ وقد تعرض لحادث سير قوي والله فقط قد يلطف بحاله وينجيه من هذا الموت المحتم … لم يستطع ترك المشفى من اجل شقيقته فهو صدقآ غير مهتم بمن يقبع داخل الغرفه يعالج بين الموت والحياة .. قلبه يؤلمه بعض الشيئ على هناء فهي أمرأه طيبه ولا تستحق الحزن الذي تعيشه الان من اجل ذلك الخائن الحقير … همس لها بخفوت
” حبيبتي لا داعي لكل هذا القلق سيكون بخير انا اثق بهذا .. ”
حاول التخفيف عنها بهذه الكلمات .. لكنه تفاجأ بأنها ازدادت بكاء وشهقاتها بدأت تعلو شيئآ فشيئآ .. احتضنته بقوه وهي تردد بأسى
” انا خائقه يوسف .. خائفه كثيرآ .. اخشى أن يصيبه مكروه .. انا لا استطيع العيش بدونه ارجوك لا تدعه يرحل .. ارجوك يوسف انا احبه .. ”
احتضنها بقوه وهو يشتم نفسه من كان ليصدق أن رجلآ من رويس يتعامل من الناس بمشاعره .. لو رأه الان عمه جورج لضحك عليه وهو المعروف عنه يتبع عقله فحسب .. اما قلبه فلا وجود له .. ولكن سارا قلبت كل شيئ فيه لتعيد له الحياه .. ردد بلطف
” صدقيني سيكون بخير .. حدسي ينبئني بذلك .. ”
اومأت رأسها وكأن كلماته قد خدرتها تمامآ لتتوقف عن البكاء وتقف بهدوء تنتظر الطبيب .. بعد فتره لا بأس بها خرج من غرفة العمليات ووجهه لا يبشر بالخير .. هلعت اليه هناء تقول بلهفه
” أخبرني أيها الطبيب هل وليد بخير ؟؟ .. ”
نظر اليها بتمعن ليقول بصوته العملي
” هل انتِ من اقرباء المريض .. ”
عندما رأى ملامح الطبيب المنكمشه ادرك أن هناك شيئآ ليس جيدآ سيقوله .. اقترب من شقيقته يضع يده على خصرها وهو يجيب الطبيب
” انها زوجته .. شقيقتي هناء .. ”
اومأ الطبيب بتفهم ليقول بهدوء وهو من معارفه
” سيد رويس نحن بذلنا جهدنا والمريض تم أنقاذه ولله الحمد .. لكن بسبب الحادث الذي تعرض له قد تضررت قدمه بشكل خطير وقد لا يستطيع السير مجددآ .. ”
أسند شقيقته بقوه وهو يشعر بجسدها يثقل وكأنها ستسقط على الارض .. ادرك ما تشعر به فهو يمر بنفس الشعور فحبيبته لا يعلم أين هي بالضبط عدا عن وجودها بألمانيا .. اعتذر منهم الطبيب وغادر بعد أن سمح لهم بالدخول لرؤيته بشرط أن لا يزعجوه ببقائهم مده طويله … تبع شقيقته داخل الغرفه ليراه ممدد على السرير وجسده ملفوف بالضمادات لا يمكن معرفته جيدآ .. بدون أن يعرف لماذا شعر بنفسه يتعاطف معه وهو بهذه الحال .. لقد ندم وقدم اعتذاره ووعده أن يكون صالحآ ثم تم عقابه من قبل محكمة السماء ربما هذا تكفيرآ عن ذنوبه السابقه وانه فليبدأ من جديد .. سمع صوت شقيقته تردد بأنكسار وهي تمسك بيده الملفوفه بالضماد
” وليد حبيبي .. هل تسمعني .. أنا أنا بحاجه اليك هيا أنهض ولا تدعني أبكي .. الم تقل لي أنك لا تحب أن تراني حزينه اذن هيا استيقظ ارجوك .. اود ان اسمع صوتك ارجوك استيقظ وليد .. ”
توسلاتها فطرت قلبه وصوت بكائها يزداد علوآ ومع كل شهقه تفتح له جراحآ عنيقه بقلبه .. كيف لا !! .. كيف لا وهو يتذكر بموقفها هذا سارا عندما كانت تتوسل اليه تنشد حبه وهو نبذها بقوه ينعتها بأقسى وابشع الكلمات .. كم تمنى لو يعود الماضي ليصلح خطيئته هذه لكن ياللأسف ليس كل ما تتمناه تدركه …
*
*
يجلس على الاريكه يعبث بهاتفه وسماعه مرتبطه بأذنه يسمع كل الحديث الذى جرى في المشفى وكم شعر بالصدمه وهو يسمع خبر أن وليد اصبح عاجزآ .. ياله من عقاب قاسي .. ولكنه عادل لأنه خائن حتى وان تاب ولكنه يستحق العقاب … اجفل وهو يرى الصغيره تقفز امامه .. انتابه الانزعاج لما عليه أن يجالس الصغار فهذه ليست مهمته اطلاقآ .. قالت الصغيره بخجل
” هل أنت صديق خالي يوسف ؟ .. ”
حدق بها بعمق متسائلآ اذن هذه هي الصغيره العاشقه لـ يوسف التي احيانآ يأتي فقط كي يراها .. كانت الوحيده التي يهتم لأمرها سيده قبل أن يتعرف على سارا .. ولكن عندما عرف الاخرى اصبح اهتمامه منصبآ عليها … أبتسم بلطف وهو يجيبها
” نعم انا صديقه .. أنتِ تارا اليس كذلك !! .. ”
اومأت رأسها وعيناها متسعتين اجابته بفضول طفولي
” نعم انا هي .. كيف تعرفني ؟ .. ”
سؤالها اربكه لم يتوقع ان تطرح هذا السؤال .. اخذ يفكر بسرعه يجد اي شيئ يرضي به فضول هذه الصغيره .. قال بأبتسامه
” لقد حدثني عنكِ السيد يوسف كثيرآ .. ”
زم شفتيه ولم يخطر بباله سوى هذه الكذبه البسيطه والتي كانت اسهل بكثير .. رأى علامات الدهشه ترتسم على وجه الصغيره تارا والخجل يغطي ملامحها ليضفي لها جمالآ خاص .. انفرجت شفتيه بأبتسامه .. لقد بات معجبين سيده كثيرون ياللعجب .. باغتته الصغيره بقولها
” اذن فهو يفكر بي كما انا افكر به .. اخبرني هل قال لك انه يحبني .. ”
ققز قلبه من مكانه هل هذه فعلآ طفله ام ماذا .. وما سر هذا الاهتمام التي توليه لسيده !! .. شعر بنبضاته تبطئ وكأنه ستتوقف .. ما سر هذه الصغيره مع يوسف ولما كلاهما يولي هذا الاهتمام لبعض .. قال ببرود يحاول انهاء الحديث
” كلا سيدي لا يحب احدآ .. ولكنه يهتم بكِ لأنك طفله بريئه .. ”
قطبت حاجبيها وتقوس فمها وهيx تحدق بعينيه مباشرة .. عاد يقول ببرود اشد
” ماذا ؟ .. لما تحدقين بي هكذا ؟ .. ”
تفاجأ منها حينما لم تقل شيئآ بل تركته وذهبت لتجلس على اريكه بعيده عنه وهي مطأطأة الرأس تعبث بأصابعها .. رأى الصغير فارس يحدق به بغضب وكأنه يقول له أنه جرح شقيقته عندما لم يقل لها ان يوسف يحبها .. نهض من مكانه وخطى نحو النافذه ليقول وهو ينظر للبعيد
” تارا وانتَ يا فارس .. السيد يوسف يحبكما كثيرآ لكن لا تقولا لأحد بالأخص هو .. لأنه سيغضب لو علم أنني قلت ذلك لكما .. اتفقنا .. ”
لم يتلقى اجابه منهما ولم تمر دقيقه الا ويدان تلتفان حول ساقيه .. احنى نظراته للأسفل ليراهما يحتضنانه بقوه .. أبتسم بخفوت ليسمعهما يقولان بصوت واحد
” لن نخبره هذا سر بيننا نحن الثلاثه .. ”
نزل ليصبح بمستواهم ويحتضنهم بلطف وكم تمنى الان أن يكون لديه اطفال يشبهونهم .. من محبوبته ساندرا زوجته اللطيفه المشاكسه
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….
(( نهاية الفصل الثامن عشر )) …