الحلقة 25
صفاء:لا يا بنتى شريف مش موجود
ازداد اضطرابى الى ان وصل الى دموع تتلألأ استعدادا لهطولها كا المطر
شوق:طب ممكن اعرف هو فين
صفاء:شريف فى مستشفى
سقط الهاتف من يدى
وسقط قلبى من مكانه ايضا
هل ما قد سمعته حقيقى
ام ان حاستى خانتنى
سادت حالتى بدون تحرك فقط كانت دموعى هى من تتحرك فقط
افقت من حالتى هذه كاالام التى ضاع منها صغيرها
ظللت ابحث فى كل انحاء الغرفه على الهاتف نظرت الى الارض لاجده ملقى
تناولته سريعا واتصلت بميرام
ميرام:الو يا شوقه وحشانى موت يا دزمه
شوق:ميرام انا عايزه منك طلب
ميرام:فيه ايه مال صوتك
شوق:شريف فى المستشفى وانا مش عارفه فيه ايه ارجوكى يا ميرام طمنينى وقوليلى فيه ايه انا مش هعرف انزل
ميرام:اهدى بس وفهمينى فى ايه
ازداد بكائى وقلت بصوت يكاد يكون ممزوج بعصبيه بسيطه
شوق:مش وقت كلام دلوقتى ارجوكى طمنينى وانا بكره الصبح هروح احجز على اول طياره راجعه مصر
ميرام:بس انا مش فاكره عنوان بيتهم ومعرفش نممره تليفون مامته
شوق:اتصرفى اتصلى بتليفونه هو
ميرام:طب اهدى بس وخلى باك من نفسك وانا هطمن واتصل بيكى
لم اجب عليها واغلقت الهاتف وقذفته على السرير
وظللت اطوف فى ارجاء الغرفه وبحر دموعى الذى لايجف لايفارقنى
حتى طرق الباب لم اشعر به
وفجأه فتح الباب وانا لا ادرى بما يدور حولى
طارق:شوق يا شوق بقالى ساعه بخبط على باب الشقه وبعدين اافتكرت ان معايا نسخه من المفاتيح
تناولت نسخه المفاتيح من يده بعنف ثم قلت
شوق:انت ازاى تسمح لنفسك انك تاخد نسخه لمفتاح شقتى
طارق:عادى يعنى هو انا غريب
شوق:ارجوك يا طارق اطلع بره دلوقتى انا مش ناقصه
طارق:طب اعرف مالك بس
شوق:ارجوك يا طارق سيبنى دلوقتى
طارق:اوك اوك انا فى البيت لو احتجتينى كلمينى
شاو
خرج طارق واغلق الباب خلفه
مرت ساعات
لا بل سنين
نعم انها مرت على وكأنها سنوات
سنوات مليئه بالعذاب
لم يخوننى احساسى هذه المره
ماذا بك يا
حبيبى
نعم حبيبى
وستظل حبيبى الى اخر العمر
هرعت الى الهاتف المحمول
شوق:الو ها فيه ايه؟!!!!!
ردت ميرام بصوت ممزوج بالحزن
ميرام:اهدى بس يا حبيبتى هو بس تعبان شويه
شوق:قوليلى الحقيقه يا ميرام انا اعصابى مش مستحمله
ميرام:شريف فى غيبوبه والله اعلم هيفوق امتى بس مامته منهاره ومش قادره تحكيلى السبب دلوقتى
شوق:انا هاجى على اول طياره نازله مصر سلام
اغلقت الهاتف قبل ان اسمع اى رد فعل من ميرام
كانت الساعه الخامسه صباحا
ظللت اتجول فى انحاء الشقه قلقا وخوفا وانظر الى الشمس انتظر سطوعها حتى اذهب لحجز فى الطياره
يا الله
اخيرا قد سطعت الشمس
اتصلت بطارق سريعا حتى يوصلنى فأنا لا اعلم الطريق
عندما وصلنا الى هناك حجزت التذكره وقد كانت الطياره بعد يومان من الوقت الحالى
كيف لى ان اصبر كل هذا حاولت بقدر الامكان ان اجد ما يوصلنى اسرع ولكنى لم اجد
ليس بيدى الى ان انتظر الميعاد المحدد للطياره
مر اليومان على بفضل الصبر الذى الهمنى اياه الله سبحانه وتعالى
كنت خلال هذان اليومان
قد عينت طارق مكانى واعطيت لجولجيت ما يشبه بالرشوه حتى تراقب طارق فيما يفعل اثناء غيابى
فهذه عاده جولجيت تجرى وراء من يعطيها
هبطت الطائره على مطار مصر الحبيبه
وهبط معها قلبى
عندما وصلنت بدلت شرائح الهاتف على الفور
حتى استطيع مهاتفه ميرام
شوق:الو
ميرام:الو يا شوق انتى وصلتى
شوق:ايوه انا عايزه عنوان المستشفى
ميرام:تعاليلى على البيت الاول علشان تسيبى الشنط هنا
شوق:اوك سلام
اخذت تاكسى
وصلت الى بيت ميرام دخلت مسرعه وبعد استقبال حار بينى وبين ميرام
استقبال ملىء بالدموع والاشتياق
اخذتنى وذهبنا انا وهى وعمر الى المستشفى
ركضت مسرعه الى امه
جففت دموعها سريعا ثم قالت
صفاء:شوق انتى جيتى ازاى
شوق:ازيك يا طنط مش مهم جيت ازاى المهم شريف ماله
زادت امه فى البكاء ونزلت دموعى انا الاخرى على الرغم من شده سيطرتى عليها
شوق:ارجوكى طمنينى
صفاء:من اربع ايام كان فى الشغل واتأخر شويه فضلت قلقانه عليه ومنمتش
وبعد اما النهار كان قرب يطلع لقيت الباب بيخبط جريت انا وخالد اخوه على الباب بسرعه
لقيته مضروب بكذا سكينه فى جسمه يا حبيبى واول اما فتحنا اترمى قدمنا جبناه هنا عملوله االازم ودخلوه العمليات
وبعدين طلعوه على العنايه المركزه لانه فى غيبوبه معرفش فى ايه ومين الى عمل فيه كده
تركتها ووقفت امام زجاج غرفه العنايه المركزه
لانظر اليه
يااه هل ماحدث لك كان بسبب من يا شريف
نظرت الى جسمه المحاوط بالاجهزه من جميع النواحى ودموعى تنزل ببطىء اتت الى ميرام واخذتنى بين احضانها
علها تخفف عنى شيئا
بعد مرور يومان على عودتى من دبى وعلى اصطدامى بالواقع الاليم وبحال شريف
سمعنا جميع الاجهزه التى بغرفه العنايه الت بها شريف تطلق اصواتا عاليه
ركض الكثير من الدكاتره والممرضات الى الغرفه سريعا
وركضت انا وامه الى الزجاج حتى نعرف ماذا يحدث
يا لها من لحظه قاسيه
لا استطع ان اوصف لكم مدى احسايى بالذنب فى هذه اللظه
عيناى معلقتان بوجهه
وتملأهما الدموع
حتى اتت اللحظه التى جففت دموعى سريعا وركضت نحو الدكتور
شوق: فيه ايه يا دكتور
الدكتتور:للاسف الحاله اتدهورت اكتر
صفاء:يا حبيبى يا ابنى
شوق:اهدى بس يا طنط خلينا نفهم
لو سمحت يا دكتور فهمنا بس فى ايه
الدكتور:حضرتك الطعنات الى كانت فى جسمه كانت كتير ونزف دم كتير
والمشكله ان فيه طعنه جت فى احد شرايين القلب
وده الى قلقنا وده ايضا الى مخليه فى غيبوبه لغايه دلوقتى
وكمان فى طعنه فى العمود الفقرى وده الى ممكن لاقدر الله تخليه يفقد القدره على المشى تانى
تجمعت الدموع فى عينى ثانيه وبدأت فى الهطول بسرعه البرق وبغزاره المطر
شوق:ارجوك يا دكتور اعمل اى حاجه لو عايزنا نسفره بره هنسفره بس ارجوك شريف يرجعلنا تانى
الدكتور:هو حضرتك تقربيله ايه؟
بادرت صفاء بالرد سريعا
صفاء:مراته
نظرت لها وابتسمت ابتسامه صغيره مع الرغم من دموعى
ثم عاودت النظر الى الدكتور
شوقكالمهم يا دكتور انا مستعده ادفع كل الى املكه بس شريف يرجع يمشى تانى
الدكتور:هو بالنسبه لموضوع المشى تانى فده هيتعمله عمليه نقل فقرات او ترميم فقرات هنا فى مصر
لكن الطعنه الى فى شريان القلب ديه الى مش هنقدر نعمل فيها حاجه غير لما حالته تستقر زى ما حضرتك شايفه انا
بكلمك بكل صراحه علشان تبقوا عارفين ايه الى بيحصل
شوق:طب احنا مطلوب مننا ايه واحنا هنعمله فورا
الدكتور:ادعوله ربنا يعدى 73 الجايه دول على خير
بعد اذنكم
ذهب الدكتور
ارتميت فى احضان ام شريف وانا ابكى بغزاره وهى الاخرى تبكى بشده
ثم نظرت لها بسعاده غير ملحوظه
شوق:انتى ليه قولتى انى مرات شريف
صفاء:يمكن ربنا يسمع منى واشوفك مرته ويقوملى بالسلامه
ارتميت على صدرها ثانيه
كم احتاج الى هذا الحضن
يااااااااه اتمنى ان ارتاح
رن هاتفى فجأه لاجد ان المتصل عمر
شوق:الو يا عمر خير فى ايه
عمر:الحقينى يا شوق ميرام بتولد وانا مش عارف اتصرف
شوق:بتولد ايه يا ابنى لسه بدرى على ميعاد ولادتها
عمر:مهو ده الى مجننى ان الدكتور هيولدها دلوقتى
شوق:انتوا فين
عمر:احنا هنا فى المستشفى الى انتى فيها فى الدور الارضى فى العمليات تعاليلى حالا
شوق:طب اقفل انا جايه حالا
اغلقت الهاتف ثم قلت
شوق:بعد اذنك يا ماما
صفاء :فيه ايه طمنينى بس
شوق:ميرام بتولد تحت هنزل اطن عليها لو حصل حاجه ابعتيلى اى ممرضه تناديلى
صفاء:حاضر يا حبيبتى
نزلت سريعا الى ميرام لاجد عمر يقف امام غرفه العمليات فى حيره وقلق
ركضت نحوه مسرعه
شوق:هى فين
عمر:لسه فى العمليات بقالها كتير جوه
شوق:يارب بقى انا تعبت يا تريحنى يا تخدنى
عمر:اهدى بقى وترتينى اكتر ما انا متوتر
خرج الدكتور من غرفه العمليات
ركضت نحوه انا وعمر سريعا
عمر:خير يا دكتور
الدكتور:الحمد لله جالك ولد زى القمر
شوق:طب ومامته عامله ايه
الدكتور:هى المدام كانت بتعانى من مشكله فى القلب
عمر:اه بس ده بقاله كتير اووى
الدكتور:للاسف الحاجات ديه بتأثر على المصابه فى حالات الولاده
شوق:يعنى ايه ميرام مالها
الدكتور:متقلقيش هى بخير بس احنا اضطرينا منولدهاش طبيعى لان ده كان هيبقى فيه مجهود كبير على القلب وهى
حالتها متسمحش
عمر:طب هى فين
الدكتور:هتخرج حالا وهندخلها اوضه معقمه وممنوعه من الزياره اليومين دول لغايه اما حالتها تستقر
بعد اذنكم
رجعت برأسى على الحائط
ونزلت دموعى ببطىء
عمر:اهدى بس ان شاء الله هتبقى بخير
شوق:اهدى انت الاول
مرت الساعات وكأنها ايام وليالى
ومر ثلاث ايام ومازالت الحاله كما هى
شريف مازال فى غيبوبه
ميرام مازالت ممنوعه من الزياره
احمد طفلها الصغير داخل غرفه حضانه الاطفال
وعمر يأتى منذ طلوع الشمس ويغادر بالمساء
وانا ايضا افعل ذلك ولكنى اصبحت فى حاله تامه من الانهيار
لم اقوى على تحمل كل هذا
ذهبت فى الصباح الباكر الى المستشفى اطمأنت على حالت ميرام
ثم صعدت الى شريف داخل غرفه العنايه لاجد المفاجأه الكبرى
لالالالالالالالا لا استطيع ان اصدق ما اسمعه واراه