لست وحدك فلا تغتر !
ربما يبعد الإنسان عن نفسه تهمة الغرور أو لا يريد إظهارها أبداً ,
لكن في اليوم والليلة تمر عليك مشاهد وأحداث متعددة يسري فيها الغرور
إلى داخلك بكل اطمئنان وسكينة , ياصاحبي حينما تدرك في لياليك الماضية
صلاة التراويح مع الإمام فقبل ان تغتر بعملك الصالح
هذا تذكر انك لست وحدك
! تأمل المصلين حولك تأمل أشكالهم والوانهم صدقني سيذهب عنك ذاك الشعور السيء
يوفقك الله أن تسوق ريالات لتتصدق بها لا تغتر فأنت لست وحدك ملايين البشر يتصدقون
بأضعاف ما تصدقت به لماذا تغتر ؟ لماذا الغرور إذا يا صاحبي ؟
, تأمل ذاك الرجل الذي يطلب الناس لحاجته بعد الصلاة
وهو منكسر حسير يبحث عن لقيمات له
و لأولاده يرجع في آخر المسجد ينتظر من يسوق الله له ليعطيه ما كتبه الله له
, قبل أن تتحدث تأمل من يعطيه قبلك , ستجد عامل النظافة يسوق ريالاته له , إذاً لما الغرور منك ؟
حينما يوفقك الله لعمل صالح في تعليم الناس الخير
ويأتيك ذاك الشعور السيء انك أنت منقذ هذه الأمة
وانت معلمها
صدقني ستستحقر نفسك فقط حينما
ترى الباذلين والعاملين المنجزين بهدوء وصمت
! حينما يوفقك الله لصيام النوافل يأتيك شعور انك انت الصالح الوحيد
والعابد الأول في زمانك !
لا تغتر ارجوك واسأل الله القبول ! عبادتك لك أنت
وعملك الصالح لك انت لماذا تفسده بغرورك ؟!
شعور الغرور شعور يزودك بالتخمة والانتفاخ الذي يدعوك للتوقف حتماً شئت ام لم تشأ
! هذا الشعور أحياناً يسري لقلوبنا
وربما لمنظمات العمل الخيري لدينا وللوجهاء والائمة
والخطباء شعور أشبه بالداء إذا لم نسعى أفراداً وجماعات وجهات لمدافعته
, المطلوب ان نعمل كما عمل الجيل الأول , نعمل ونسأل الله القبول
! (ربنا تقبل منّا )
لا داعي ابداً للغرور !
حينما يكون ديدننا العمل الصالح هو روتين الحياة وهو البرنامج الفعال في أيامنا
وليالينا مع الخجل والاستحياء من الله سيكون الخجل من الله في تقصيرنا في العمل
وسؤال الله القبول هو الدافع الأساسي لزيادة البذل في العمل الصالح ,
ربما يسري الغرور لكاتب هذه الكلمات لكن الرد انظر لملايين الباذلين
والمؤثرين في هذا المجال وسيكون السؤال له لماذا الغرور ؟
نسأل الله ان يغفر الذنب والزلة ,
ويعين للعمل الصالح ويوفق ,,
كتبه عايش بن ماجد المطيري