لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
لم أكن دميمة يوماً 2..بقلم \شيماء علي



الفصل السادس…

“بتحبني ولو الهوا عمره مازارك.. بتحبني ولا أنكتب علي القلب نارك ����”..

“جااااسم لااااااا لااااااا لااااا”

أستيقظت من نومها مذعورة علي أثر ذالك الكوابيس وأمسكت رأسها وهي تبكي بصوت مرتفع ، كما أنزعج هو الأخر واعتدال من نومته وهو يضئ الأضاءة قائل بقلق :-
-فيه أيه ياحبيبتي..

توقفت عن البكاء وتسللت الإبتسامة إلى وجهها وهي تقول بفرح وتمد أناملها لتلمس وجهه :-
-ج آآآ جاسم!!

قطب جبينه بتعجب قائل بإستفسار :-
-أيه يارقية كنتي بتحلمي ولا أيه؟؟..

هزت رأسها عدة مرات بالنفي وهي تدمع :-
-لا ده كابوس وحش اوووي..

إبتسم وهو يأخذها في أضلاعه قائل بحنان :_
-كابوس إيه اللي يخليكي كده، شوفتي أيه؟ ؟..

بكت أكثر في أحضانه وهي تقول بتلعثم :-
– ش آآآ شوفت آآآ..

لم تستطيع أن تتفوه بما رأته، فبكت أكثر وأكثر وهي تمسك به بقوة…

ملس على شعرها قائل بجدية :-
_خلاص ياحبيبتي مش لازم تقولي!!..

توقفت عن البكاء لوهلة وهي تخرج من أحضانه قائلة بتسائل وقد أتسعت عينها هلع:-
-ج آآ جاسم أنت هتموت وتسبني..

إبتسم بلطف ويربت علي كفها قائل :_
-أنتي حلمتي بكده صح؟؟

أومأت برأسها إيجاباً والدموع تهطل بغزارة من عينها..

تنهد وهو يقترب ويمسح دموعها برفق قائل بلهجة جادة :-
-ده كابوس ياحبيبتي ،وبعدين خلينا واقعين كده كلنا هنموت..

إنفرج فمها بدهشة وإتسعت عينها هلعاً قائلة :-
-يعني م م معقول هيجي اليوم اللي تموت وتسبني..

أومأ برأسه قائل بهدوء :-
-والله دي حاجة بتاعة ربناااا يارقية، محدش عارف مين هيموت قبل مين..

تشبث رقية به قائلة بخوف :-
-بعد الشر عليك ياحبيبي.. ده أنا أموت فيها..

إبتسم وهو يعانقها ويسطحها برفق على الوسادة ثم قرب فمه من وجهها قائل بهمس :-
-عارفه ليه حلمتي بكوابيس وحشه النهاردة؟؟.

قطبت مابين حجابها بتعجب، فأكمل وهو مازال علي وضعه وهو يرمقها بنظراته العاشقة:-
-عشان نايمه بعيد عن حضني النهاردة..

أبتسمت من بين دموعها، ليبتسم هو الأخر ويتسطح بجوارها ويأخذها في أحضانه ويقبل رأسها، ثم قرأ عليها سورة صغيرة بصوت خافت، وبعد قليل تصور إنها نامت، لكنها تحدثت بصوت شبه باكي وهي تملس على أحشائها:-
-أحنا مش أتعشينا ليه!!.. إبنك جعان ياجاسم…

عض علي شفتيه السفلي بغضب، فقد تناول معها علي العشاء قبل نومهما، وقد قامت بالقضاء علي الطعام بأكمله فقد أصبحت شهيتها مفتوحة وبشدة منذ حملها..

وضع أمامها صحن طعام ممتلئ بقطع الدجاج والأرز والخضراوت ، لتلتهم الطعام مباشرة وهي تشهق ببكاء وأحياناً تمسح دموعها بكفها كطفلة صغيرة، فتباً لذلك الكابوس المزعج الذي ازعجها هي وجنينها من نومتهما، لتعانقه بقووة وهي تبكي من اثر ذالك الكابوس الذي ربما يكون له دور في حياتها المستقبلية، بعدما هدأت في احضانه،نطقت بجملتها المعتادة منذ حملها فقالت بنبرة طفولية وهي تضع يدها علي أحشائها :-
-إبنك جعااااان ياجاسم….

كاد أن يصرخ بوجههها قائل بسخط :-
-إبني هوو اللي جعااااان برضه…

ولكنه تحامل على نفسه واصطحبها إلى المطبخ ليضع لها طعام يسد جوعهاااا وظل بجانبها ليحاول ازاحة قلق ذالك الكابوس، فتنهد وهو يشير إلى أحشائها يريد مداعبتها:-
-أنتي لايمكن تكوني حامل في بني أدم زينااا، انتي حامل في حاجة لسه منعرفهاش..

رمقته بتهكم وهي تتابع ألتهام طعامها وتبكي في أن واحد، راقبها بإبتسامه علي ثغره فهذا الكابوث جعله يتأكد من حبه لها، ولكن لحظة!! هل حب أم أحتياج!!..

فخرج صوته بتسائل :-
-بتحبيني!!..

تعجبت من كلمته ولكنها تحدثت بمرح حزين وهي تضع الطعام في فمها:-
-أومال متجوزاك من أجل الوطن!!

رمقها بجدية وهو يكرر سؤاله :-
-بتحبيني!!..

إبتلعت الطعام ببطء وقد شعرت بإرتجاف يدها فتركت معلقة الطعام ونظرت له بصمت، يقابلها هو بنظرات ثابتة..

إبتسم جاسم بسخرية :-
-ياااه لدرجة دي الأجابة صعبة! ؟..

رقية وهي تضيق عينها الباكية قائلة :-
-يعني أنت مش عارف!!..

رفع كتفيه قائل بجمود :-
-لو أعرف مكنتش هسأل.. ولو متأكد من مشاعرك إتجاهي برضه مكنتش هسأل..

أمسكت رقية بكأس الماء وإرتشفت منه القليل، لعله يسهل عليها إخراج الكلمات ..
جاسم بنبرة جادة وهو ينتقل من مكانه :-
-يعني بتحبيني عشان اانا الراجل اللي ضحي وواتجوزك، واللي بتحبيني لنفسي..

وقف أمام احدي الادراج ليخرك البن الخاص به فالنفسية تحتاج إلى فنجان القهوة ربما تهدي وقبل ان يضع المحتويات على الشعله شعر بيدها تضع علي كفه رفع رأسه ليقابل عينها التي تلمع بالدموع قائلة بهدوء :-
-م آآا مش بتعرف تعملهاا…

ابتعد عن المكان لتتولي هي عمل قهوته ، ثبتت نظرها على النار المشعتله قائلة بتنهيدة من صميم قلبها:-
-مش بتحس بدقة قلبي وانا في حضنك؟؟..
مش بتحس برعشة جسمي وأنا معاك، مش بتشوف نفسك في عنياا!!

إستدارت برأسها لتكمل حديثها بملامح شارده :-
-أنا مش أنانية ياجاسم، انا مش هاخد منك الحنان والحب واستخصر فيك حاجه..

أقتربت منه وهمست بجوار إذنه ودموعها علي وجنتيها قائلة :-
-أنا اللي حاسته معاك أكبر من أني مشوهه محتاجه كلمة اولمسه من راجل عشان تحسسني بإنوثتي..

ثم صممت لوهلة قائلة بخفوت وهي تبتلع ريقها :-
-وحياة الحب اللي ماعرفتهوش ولا حاسته إلا معاك… ب ب آآآآاآاآ بحبك..

وكادت أن تفر هاربه ولكن يده جذبتها والصقتها في الحائط، ليلصق شفتيه بشفتييها ويكتم بكائها ،ولتفور القهوة وينعدل مزاج القلوب، فقبلتها خير منبه للعالم!!!..

عودة إلي الديار..
-تحركت السيارة المتواجد بها حنين وهدي ومشيرة ومتجهه إلي القاهرة، كانت حنين تضع سماعات الهاتف في إذنها وقامت بتشتغل النغمات علي درجة مرتفعة ، لتنعزل قليلاً عن حديث والدتها وزوجة عمها الروتيني والذي يختصر علي شخصين كمحور أساسي وهما “جاسم ورقية” واخر جملة تفوهت بها مشيرة تخبر هدي بعودة جاسم إلي أرض الوطن اليوم إيضاً واخذا الاثنتان تدبير بعض المكايد إلي الغالية المزيفة علي قلوبهما، مرت السيارة بجوار المزرعة التي يسكنها نضال فأنكمشت ملامح حنين فجأة وهي تضع يدها علي وجنتيها وتتذكر صفعة ذالك البغيض، تنفست الصعداء بداخلها عندما ابتعدت السيارة عن مزرعته، لتبعد يدها عن وجهها..

بعد زيارتهما للطبية للمرة الثانية لأطمئان علي الجنين واتخاذ حذرهما في سفرية العودة، وقامت الطبيبة بإعطائهم الإرشادات والنصائح الهامة،وعندما خرجا من عيادته بادر جاسم بالسؤال بنبرة متهكمة :-
-مقولتلهاش ليه تخفض شويه التلات شهور دوول!!..

آبتسمت رقية قائلة بجدية :-
-تخفض إيه ياحبيبي هو ده بمزاجها يعني!!

-اغلقت سحاب حقيبة سفرها الكبيرة إستعداداً لعودتهما، وبينما هي تجلس علي الفرأش سمعت صوت صياح جاسم وكانه يتعارك مع أحد في الهاتف، خرجت سريعاً من الغرفة لتجد جاسم منفعل من مكالمة هاتفية لاتسمع منها شئ، ولكن أخترق أذنها أسم “حازم”..

فركت كفها معاً بتوتر :-
-ه هو في أيه ياجاسم، بتزعق مع مين كده!!..

جاسم وهو يلقي الهاتف علي الطاولة بغضب قائل بنبرة جمود:-
-مفيش!!..

إبتلعت رقية ريقها وهي تتدلف إلي الغرفة مجدداً ولكن وقفت تسمع الي أوامره التي يلقيها عليها قائل بجدية :-
-مش عاوزهم يعرفوا إنك حامل لما نرجع مصر يارقية..

إومأت برأسها بالإيجاب ودلفت سريعاً الي غرفتها… وبعد ساعات تعلن الطائرة الاقلاع من الاراضي التركية متأخذه الأتجاه إلي مصر..

-في أفخم كافيهات مصر..

تجلس بسمة مع بيبيرس بإستحياء، وهي ترتشف من عصير الجوافة الذي أمامها وهي صامته وعينها تدور في المكان بإرتباك، نفث بيبيرس دخان سيجارته قائل بتسائل :-
-أيه يابسمة أول مرة تيجي مكان زي ده ولا ايه؟!.

بسمة وهي تفرك كفها بإرتباك قائلة بهدوء :-
-لا جيت هنا قبل كده مع معت اا

قطعت حديثها فجأة وقد استشعرت وقوعها في الخطأ، أطفأ بيبيرس سيجارته وهو يبتسم قائل بجدية :-
-كنتي بتحبيه؟؟.

ظهر الارتباك علي وجه بسمة وهي تهتف بتلعثم :-
-ه هو آآ هو مين؟!..

بيبرس وهو يرفع حاجبه ويدقق بعينه الزرقاء الصافية :-
-أنتي عارفة كويس انا قصدي علي مين..

إبتلعت بسمة ريقها وهي تقول بخفوت :-
-لسه بحبه، غ غصب عني والله دقة القلب دي مش لينا أيد فيها..

رفعت وجهها وقد هبطت دموعها قائلة بأسف :-
-أنا أس اسفه والله انا عارفه اني ماينفعش اآآ اقول كده وانا معاك لكن…

وضع كفه امامها ليمنعها عن مواصلة حديثها وأردف هو بجدية :-
-أسفه علي أيه وانا اصلاً هحفظك ليه!!.
تنهد وهو يردف قائل بثبات :-
-انا اصلاً مش عاوز اتجوزك يابسمة!!
.

“يعني ده أكونت مزيف”

هتفت بها شهد وهي تتفحص إحدى الصفحات الاكترونية، اومأت رفيقتها قائلة بجدية :-
-ايوة ياستي يعني أنتي تقدري تتكلم مع اي حد علي النت من غير مايعرف انتي مين..

شهد بسعادة :-
-بجد!!!

ثم أنكمشت ملامحها فجأة قائلة :-
-بس انا خايفة اهلي يعرفوا حاجة..

تحدثت مي بنبرة متهكمة بعض الشئ :-
-يعرفوا ايه يابنتي ده اكونت فيك يعني محدش هيعرفك عليه..

إطمئنت شهد قليلاً ووضعت الهاتف علي الفرأش بصمت، لتصيح فجاة مي قائلة :-
-نسيت اقولك مش حوده جه وطلبني للجواز..

تسللت الابتسامة علي وجه شهد قائلة :-
-بجد الف مبروووك وهتعملوا خطوبة امتاا؟؟

ضحكت مي بصوت عال وهي تنهض قائلة :-
-ومين قالك اني وافقت عليه أصلاً..

أنكمشت ملامح شهد وهي تقول بعدم فهم :-
-ي يعني أيه هو انتي مش كنتي بتكلميه في التليفون وو بتحبيه..

وقفت مي أمام المرأة وهي تستعرض مفاتن جسدها التي تسبق عمرها وهتفت بغرور :-
-هو اللي كان هيموت علياا وانا كلمته وخلاص، لكن مش ده ياشهد اللي اتجوزوه…

هتفت شهد علي عجالة بحسن نية :-
-مش خايفه يامي احسن مش يجي يتقدملك حد غيرو..

مي بثقة :-
-لا ياماما انا العرسان عليا طوابير كده بس فين النفس، وابويا بيقولهم لسه صغيرة..

تسألت شهد بلهفة :-
-بيكون احساسك أيه يامي ساعتها!!..

رمقتها مي بتعجب، فتابعت شهد علي عجالة :-
-يعني احساس حلو وانتي شايفهه نفسك حلوة وناس كتير بيجوا يخطبوكي..

مي بإبتسامه :-.
-طبعاً يابنتي بتحسي كأنك ملكة طايرة في السما والكل هيموت ويوصلك..

إسندت شهد وجهها علي كفها وهي تبتسم وقد فرت من عينها دمعة وهي تتحسر علي حالها…

“دي تبقي قريبة جاسم الراوي”

هتف بها أشرف وهو يجلس قبالة نضال بعدما علم من إحدى العاملين بالمزرعة بأن نضال قام بضرب فتاة…

نضال وهو يشعل سيجارته :-
-أسمعه عنه!!

أشرف بنبرة متهكمة :-
-بتسمع عنه، ده واحد من اشهر رجال الأعمال في العالم..

نضال بلهجة ساخرة :-
-حصلنا الرعب ياسيدي..

أشرف وهو يرفع سبابته قائل بتحذير :-
-مش هيسكت لو عرف اللي حصل للبنت قربته دي..

نضال بعدم اهتمام :-
-متشغلش بالك انت..

أشرف بتسائل :-
-بس هو انت ليه ضربتها يانضال، من امتا ودي اخلاقك يااخي..

نضال وقد انفعل قليلاً :-
-هي اللي استفذتني يااخي وبعدين هي ازاي تسمح لنفسها تتعدي حدودها معايا…

وقبل ان يتحدث اشرف جاءت اليهما طفلة تركض وهي تصيح :-
-بااااااااابي..

ليفتح أشرف ذراعيه لإبنته “ملك” قائل بسعادة :-
-اهلا بقلب بابي من جوه ياناس..

همست “ملك” بجوار اذن والدها :-
-ماما مستنيه في العيادة بتاعتك..

أومأ اشرف براسه وهو يملس علي شعرها قائل بجدية :-
-حاضر ،بس مش تسلمي الأول على انكل نضال..

إبتسمت الصغيرة وهي تهبط من قدم والدها وتركض لتعانق نضال قائلة بنبرتها الناعمة :-
-اذيك ياانكل نضال ،وحشتني اووي..

أطفأ نضال سيجارته سريعاً وهو يعانقها ويملس علي ظهرها بشووق وهو يغلق عينه، نهض اشرف قائل بجدية :-
-طب خليها معاك ياسيدي لحد مااروح اشوف الحكومة عاوزانا في ايه!!..

انصرف اشرف وترك إبنته مع نضال، ابتعد نضال عنها قائل بحب وهو يزيح خصلات شعرها القصيرة :-
-وانتي وحشتيني اووي، وحشت نضال اووي ياروحي..

إبتسمت الصغيرة ببراءة وهي تشير الي اعلي بسبابتها الصغيرة قائلة بحماس :-
-طب مش هنلعب فووق، عايزة اشوف العروسة الكبيرة اللي انت جبتها فووق..
نضال وهو يتأمل في ملامحها، جديلتها، ملابسها قائل بشرود :-
-حاضر ياحبيبتي هنطلع نلعب فووق!!

ليبتسم وهو يحملها على يده ويصعد الدرج..

-في قصر الراوي..

عادت الروح الي المكان مرة أخرى بعودة افرادها ، جلسوا الجميع في بهو القصر..

فتحدثت مشيرة وهي تربت علي كف جاسم :-
-وحشتني اووي ياحبيبي.

تنهد جاسم قائل بنبرة بها خشونة :-
-وانتي كمان يا أمي..

وضعت ساق فوق الاخري قائلة بجمود :-
-كنت بتعمل ايه في تركيا ياجاسم..

جاسم وهو يفتح سترته قائل بنبرة جادة :-
-كنت في بتابع شغلنا هناك..

مشيرة وهي تنقل بصرها إلى رقية قائلة بتهكم :-
-ولما هو شغل اخدتها معاك ليه..

جاسم بنبرة هادئة :-
-عشان نعمل شهر عسل!!..

اتسعت عين هدي ومشيرة بغضب وهما ينقلون بصرهم الي رقية..
فركت رقية كفيها معاً، وهي تجلس تنظر أرضاً، وتهرب من حصار نظرات مشيرة وهدي الساخطة… وفي هذا الحين دلف الخادم قائل بأدب :-
-في واحدة بره عاوزه حضرتك يامشيرة هانم ..

مشيرة وهي تقطب مابين حاجبيها بتعجب :-
-واحدة مين دي؟؟

ظهرت من خلف الخادم صافي صاحبة الخصلات الحمراء وهي تسحب خلفها حقيبة سفر كبيرة، فإبتسمت بسخافة قائلة :-
-الواحدة دي مش غريبة، دي مرات ابنك الصغير ياحماتي..




62245 مشاهدة