معنى حديث:أكثر منافقي أمتي قراؤها

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
معنى حديث:أكثر منافقي أمتي قراؤها



محتويات

السؤال

قرأت قصة في البخاري ومسلم: أن شخصا كان يبحث عن الدين الحق، فسأل اليهود، فقالوا: لن تتهود إلا أن تنال من غضب الله، فقال: إنما أفر من غضب الله، ثم ذهب إلى النصارى …الخ القصة.
سؤالي: هل من المعقول أن اليهود والنصارى في ذلك العصر، عندما يدعون لدينهم، يقولون ذلك عن دينهم؟ يعني القصة ليست حديثا، بل رواية عن ابن عمر، وبصراحة تخالف العقل.
فكيف للنصارى أن يقولوا ذلك عن دينهم!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد روى هذا الحديث الإمام عبد الله بن المبارك في الزهد، والإمام أحمد في المسند وغيرهما، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا.

وحسن إسناده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة، وصححه أحمد شاكر، والألباني، وشعيب الأرنؤوط بمجموع طرقه.

وفي بعض طرق الحديث ضعف، وهي طريق رواها الطبراني، قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. انتهى.

قال المناوي في فيض القدير في شرح هذا الحديث: أكثر منافقي أمتي قراؤها ـ أي الذين يتأولونه على غير وجهه ويضعونه في غير مواضعه، أو يحفظون القرآن تقية للتهمة عن أنفسهم وهم معتقدون خلافه، فكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة، ذكره ابن الأثير، وقال الزمخشري: أراد بالنفاق الرياء، لأن كلا منهما إرادة ما في الظاهر خلاف ما في الباطن ـ وبسطه بعضهم، فقال: أراد نفاق العمل لا الاعتقاد،

ولأن المنافق أظهر الإيمان بالله لله وأضمر عصمة دمه وماله، والمرائي أظهر بعلمه الآخرة وأضمر ثناء الناس وعرض الدنيا، والقارئ أظهر أنه يريد الله وحده، وأضمر حظ نفسه وهو الثواب، ويرى نفسه أهلا له، وينظر إلى عمله بعين الإجلال، فأشبه المنافق واستويا في مخالفة الباطن، تنبيه:

قال الغزالي: أحذر من خصال القراء الأربعة: الأمل، والعجلة، والكبر، والحسد، قال: وهي علل تعتري سائر الناس عموما والقراء خصوصا، ترى القارئ يطول الأمل فيوقعه في الكسل، وتراه يستعجل على الخير فيقطع عنه،

وتراه يحسد نظراءه على ما أتاهم الله من فضله، فربما يبلغ به مبلغا يحمله على فضائح وقبائح لا يقدم عليها فاسق ولا فاجر. انتهى.

والله أعلم.

اسلام ويب




2721 مشاهدة