ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ



ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ – ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻣﺸﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﻃﻮﻳﻼً ﺣﺘﻰ ﺃﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺇﺫ ﻻﺷﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺑﺪﺃ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎً ﻣﺎ، ﻓﻮﻭﻗﻒ ﻭﺃﺧﺬ ﺇﺑﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﻧﻴﺴﻴﻦ ﻭﻏﺮﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺍﺣﺘﺮﺍﺯﺍً ﻟﻮﺻﻮﻟﻪ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ
ﺃﺣﺲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﺃﺧﺬﻩ ﻟﻺﺑﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺸﻲ ﺑﺒﻂﺀ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻤﺸﻲ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺒﻂﺀ ﻣﻊ ﺛﻘﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻧﻈﺮﻩ ﻭﺳﻤﻌﻪ ﻭﻛﻞ ﺣﻮﺍﺳﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻠﺪ ﻟﻠﻨﻮﻡ
ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻋﻘﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻮﺷﺎً ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺲ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺫﻫﻨﻲ ﻋﺠﻴﺐ
ﻭﺻﻞ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﻟﻴﺠﺪ ﺑﺎﺑﺎً ﺧﺸﺒﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻻﻳﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻳﺆﺩﻱ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻓﻌﻰ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺟﺪﺍً ﺟﺪﺍً
ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻄﻤﻮﺳﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺰﻳﺢ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺠﺮﺏ ﺃﺳﻠﺤﺘﻪ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻣﻦ ﺷﻨﻄﺘﻪ ﻭﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻘﻀﺖ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻭﺃﺣﻜﻤﺖ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺮﻓﻌﻪ ﻭﻋﺼﺮﻩ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻌﺎﻣﺎ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺑﻐﻀﺐ :
– ﻻﺷﻚ ﺃﻧﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﻴﺖ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻋﻠﻲ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺑﺼﺮﻱ ﺑﺴﺒﺒﻚ ﺳﺄﻧﺘﻘﻢ ﻣﻨﻚ ﺍﻵﻥ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻧﺒﺾ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺧﺬ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺨﻔﻀﺎً ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻻﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻮﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻭﺟﺒﺔ ﻋﺸﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﻣﺎﻓﻌﻠﺘﻪ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺣﺎﻭﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﺺ ﻳﺪﻳﻪ ﻛﻲ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻟﻜﻦ ﻻﻓﺎﺋﺪﺓ
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺗﻌﺼﺮﻩ ﻭﺗﻌﺼﺮﻩ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﻮ ﻭﺍﻷﻓﻌﻰ ﻛﺠﺴﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﺟﺴﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺷﺤﻨﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺻﻌﻘﺘﻬﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻭﺳﻘﻂ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺃﺭﺿﺎً
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﻗﻮﺗﻪ
ﻭﻗﻒ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺘﺜﺎﻗﻼً ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻬﻲ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻨﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺐ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺐ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ
ﻓﻄﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﺘﺴﻤﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺍﻷﻓﻌﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺑﺤﺬﺭ ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺣﺠﺮﺍً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ ﺷﺒﻜﺘﻪ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻔﺘﺤﻪ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺃﺧﻴﺮﺍً
ﺧﺮﺝ ﻟﻴﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﺎﻃﺊ ﺳﺎﻛﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﺒﺢ
ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺃﻳﻌﻘﻞ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﻖ !! ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﻮ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺸﻚ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ، ﻫﻞ ﻭﺻﻞ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﺎﺗﺮﻯ
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺘﻔﺤﺺ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺤﺬﺭ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﺎﺩﺋﺎً ﻭﺳﺎﻛﻨﺎً ﻭﻻﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺟﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﻃﻮﻟﻪ ﻣﺎﻳﻘﺎﺭﺏ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻭﻣﺮﺑﻮﻁ ﺑﻪ ﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺣﻤﺮ ﻭﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻣﺘﺮﺑﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻚ
ﻣﺸﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺤﺬﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﻟﻠﺠﺴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ :
– ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻫﻬﻬﻪ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻻ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻗﺎﺭﺑﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺮﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺷﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﻛﻜﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻰ “ ﺍﻟﺸﻖ :”
– ﻫﻬﻬﻬﻪ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ
– ﻫﻞ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ !! ﻫﻞ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻚ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺪﻋﻰ ﻋﺸﺘﺎﺭ !!
– ﻟﻢ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻚ ﻭﻻ ﺃﺳﺄﻝ ﺃﺣﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻼﺗﻬﻤﻨﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻟﺪﻱ ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻚ ﻗﺎﺭﺑﻲ …
ﻓﻜﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻗﻠﻴﻼً ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﻭﻋﻘﺎﺭﺍﺕ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻬﺎ
– ﻻﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﺑﻬﺎ
– ﺁﻩ ..
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺻﻌﺐ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻌﻼً ﻳﻤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﻘﺎﻳﺾ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻖ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻗﺎﺭﺑﻪ ﻓﻜﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻓﻜﺮ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﺣﺴﻨﺎً ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻟﻮ ﻗﺎﻳﻀﺖ ﻗﺎﺭﺑﻚ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺔ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻖ :
– ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ! ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻊ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻔﻴﺪﻧﻲ ﻟﻜﻦ ﻫﺎﺕ ﻣﺎﻋﻨﺪﻙ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﺪﻧﻲ ﺳﺄﺭﻓﺾ ﻃﻠﺒﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ
ﺗﻨﻬﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻊ ﺗﺼﻴﺒﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﺝ ﺃﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎً ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﺮﺝ ﺻﺤﻴﺢ !!
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﻖ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﻣﺨﻴﻔﺎً ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﻫﻴﺌﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺒﺪﻭ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﻧﻬﻤﺎ ﺃﺧﻀﺮ ﺑﺎﻫﺖ ﺟﺪﺍً ﻭﻣﻬﻴﺐ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻖ :
– ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﺮﺝ ! ؟
– ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺭﺟﻞ ﺑﻘﺪﻡ ﻭﺭﺟﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺤﺎﻓﺮ ..
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺸﻖ ﻓﻤﻪ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﻭﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ !! ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻳﻔﺎﺟﺄﻧﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﺭﺟﻠﻲ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻳﻔﺎﺟﺌﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻖ :
– ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﻓﺮ ﺃﺳﻤﻦ ﻭﺃﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺎﺋﻞٌ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺟﻠﻮﺳﻚ ﻟﺬﻟﻚ ﺟﻠﻮﺳﻚ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎً ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺇﺗﺰﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﺩﻙ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻭﺃﺳﻔﻞ ﻇﻬﺮﻙ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻵﻻﻡ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻋﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ
– ﺃﻫﺎ .. ﻛﻨﺖ ﻣﺪﺩﺕ ﺭﺟﻼﻱ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺻﻴﺪﺍً ﺳﻬﻼً ﻟﻠﺪﻟﻬﺎﺏ ﺇﻥ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻭﻳﺨﻄﻒ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ
– ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ !! ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ؟
– ﺳﺘﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻫﻬﻬﻬﻪ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺃﻳﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﻓﻲ ﺑﻮﻋﺪﻱ ﻭﺃﻋﻄﻴﻚ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﺷﻤﺎﻻً ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺖ ﺗﺼﻞ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻚ ﻟﻠﻀﺒﺎﺏ ﺳﻴﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻠﺸﺎﻃﺊ ﻭﺗﺼﻞ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ . ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺣﻈﻚ ﺃﻥ ﺍﻵﻥ ﻣﻮﺳﻢ ﺻﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً
ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺸﻖ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻤﺪﺩ ﺭﺟﻼﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﻋﺮﻑ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻓﺴﺤﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺭﺣﻞ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ
ﺃﺧﺬ ﻳﺠﺪﻑ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻖ
“ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ”
“ ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻻﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎﺀ ”
“ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ”!!
“ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺣﻈﻲ ﺃﻥ ﺍﻵﻥ ﻣﻮﺳﻢ ﺻﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ !! ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً !! ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻷﻱ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ”
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺠﺪﻑ ﻭﻳﺠﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺎﻃﻪ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺑﺪﺀ ﻳﺤﺲ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻳﺴﺒﺢ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺠﺪﺍﻑ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺨﻨﺠﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺤﺬﺭ ﻭﺳﻜﻮﻥ
ﺑﺪﺃ ﻳﺤﺲ ﺃﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺟﺪﺍً ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ
ﻟﺒﺲ ﺷﻨﻄﺘﻪ ﻭﺃﺣﻜﻢ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﻜﺘﻔﻴﻪ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺑﻴﺪ ﻭﺍﻟﺨﻨﺠﺮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ
ﻓﺠﺄﺓ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺟﺪﺍً ﺑﻔﻌﻞ ﻣﻮﺟﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻭﻫﻮﻯ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻟﻴﺼﻄﺪﻡ ﺑﺴﻔﻴﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻣﻜﺎﻥ
ﺗﺤﻄﻢ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻻﺻﻄﺪﺍﻡ ﻭﺳﻘﻂ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﺧﺬ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻟﻠﺴﻄﺢ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺸﺒﻜﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻪ ﻭﻏﺪﺍ ﻛﻔﺮﻳﺴﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻙ ﺻﻴﺎﺩ ﻭﺗﻢ ﺳﺤﺒﻪ ﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻞ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻛﺎﻥ ﻏﻮﻝ ﺿﺨﻢ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺿﺨﻤﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﺍ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﺟﺪﺍً ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻟﻪ ﻟﺤﻴﺔ ﺷﻘﺮﺍﺀ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻋﻴﻨﺎﻥ ﺣﻤﺮﺍﻭﺗﺎﻥ ﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﻻﺑﻴﺎﺽ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺗﺘﺴﺎﺭﻉ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﺟﺪﺍً ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻃﺎﻗﻢ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﻼﻥ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺘﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺤﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺻﻴﺎﺩﻭﻥ
“ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺤﺬﺭﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻖ !! ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻭﻥ !! ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺎﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺪﻟﻬﺎﺏ ”!!
ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻷﺷﻘﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺮﻣﻲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻐﻴﻼﻥ ﺣﻮﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻀﺤﺎﻛﻮﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻻﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﻞ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻷﺷﻘﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﺎﺩﻩ
ﻗﺎﻝ ﻏﻮﻝ ﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﺍً ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ :
– ﻟﻘﺪ ﺍﺻﻄﺪﺕ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻗﺮﻋﺎﺀ ﻳﺎ ﺟﻬﺠﺎﻩ
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻷﺷﻘﺮ ﺟﻬﺠﺎﻩ :
– ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻪ ﺣﻮﺗﺎً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻫﻬﻬﻬﻪ ﺳﺂﺧﺬﻩ ﻟﻠﻘﺒﻄﺎﻥ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ
ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺫﻫﺐ ﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺃﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﻟﺤﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻭﺷﻌﺜﺎﺀ ﻭﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﺍً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﻣﺨﺘﻔﻴﺘﺎﻥ ﺧﻠﻒ ﺑﻄﻨﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﻟﺠﻬﺠﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﻣﺎﻫﺬﺍ !! ﺇﻧﺴﻲ !! ﻭﺟﺒﺔ ﻋﺸﺎﺋﻨﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺇﻧﺴﻴﺎً ﺃﻗﺮﻉ !! ﺑﺮﺑﻚ ﻳﺎﺟﻬﺠﺎﻩ ﻣﺎﻫﺬﺍ !!
ﺃﺟﺎﺏ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻏﺎﺿﺒﺎً ﻣﻤﺎ ﻻﻳﺒﺸﺮ ﺑﺨﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍً :
– ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺨﻴﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻻﺗﻘﻠﻖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺳﻨﺼﻄﺎﺩ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻻﺷﻚ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻮﻓﻖ ﺳﺄﻃﺒﺨﻪ ﺑﺨﻠﻄﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻟﻦ ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻃﻌﻤﻪ ﻭﻃﻌﻢ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ
– ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻠﻘﺪ ﻣﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﺃﺣﺲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺠﺮﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﻨﻮﺳﻴﻦ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻤﻊ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺒﺨﻮﻧﻪ ﺑﻬﺎ
ﺣﻤﻞ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﻮﻯ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺑﻪ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺩﺧﻞ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﻄﺒﺦ
ﺭﻣﻰ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺑﻄﺎﻟﻮﺕ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻻﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺼﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻐﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺿﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﻨﺰﻝ ﺣﺎﻣﻼً ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺴﺒﻌﺔ ﺣﻮﺭﻳﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ :
– ﻫﺎﻫﺎﻫﺎﻫﺎ ﺍﻧﻈﺮ ﻳﺎﺟﻬﺠﺎﻩ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺍﺻﻄﺪﺕ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻋﺸﺎﺀﻧﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﺬﻳﺬﺍً ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ
ﺃﺟﺎﺏ ﺟﻬﺠﺎﻩ :
– ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﻦ ﺣﻮﺭﻳﺎﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﺟﻨﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺍﺿﻄﺮ ﻟﻄﺒﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﻓﺎﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﻣﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ “ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻻﻳﻜﻦ ﺟﻨﻴﺎﺕ ”!!
ﻣﻊ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺠﻦ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ
” ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ”!!
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻳﺘﺼﺎﻳﺤﻦ ﺑﺄﺻﻮﺍﺕٍ ﻋﺬﺑﺔ ﻭﺣﺰﻳﻨﺔ
ﺻﻌﺪ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﻳﻦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻓﻲ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ
ﺃﺧﺮﺝ ﺣﻮﺭﻳﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻛﻞ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺧﻨﻘﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺘﺎ
ﺗﺼﺎﻳﺤﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻭﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺘﺴﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻔﺰﻉ
ﺃﺧﺮﺝ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺣﻮﺭﻳﺘﺎﻥ ﺃﺧﺮﻳﺘﺎﻥ ﻭﺧﻨﻘﻬﻤﺎ ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻓﻮﺭﺍً ﻟﻠﻮﻥ ﺃﺧﻀﺮ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ ﺭﻏﻮﺓ ﺧﻀﺮﺍﺀ
ﻗﺎﻝ ﺟﻬﺠﺎﻩ :
– ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ .. ﺟﻨﻴﺔ ﺳﺎﻣﺔ .. ﺗﺒﺎً ﻟﻚ
ﺃﺧﺬ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺒﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺃﺧﺮﺝ ﺣﻮﺭﻳﺘﺎﻥ ﻭﺧﻨﻘﻬﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ ﺭﻏﻮﺓ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﺫﺍﺕ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﺟﺪﺍً
ﻓﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺒﺾ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻳﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻧﻬﺾ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﺍﺧﻨﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺳﺄﻋﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ
ﺍﺭﺗﻌﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﻟﻠﻠﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﻠﻬﺎ
ﻏﻀﺐ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻘﻬﺎ ﺧﻨﻘﺘﻚ ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻨﻬﺎ
ﻭﺻﻌﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺘﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺬﻋﻮﺭﺍً ﺟﺪﺍً ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻘﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﻨﻖ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻨﻴﺔ ﻳﺎﻟﻠﻬﻮﻝ !!
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
– ﺃﻧﻨﻲ ﺁﺳﻒ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻲ ﻣﺎﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻮﻝ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ :
– ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺩﻋﻨﻲ ﺍﻫﺮﺏ ﻭﺳﺄﻛﺎﻓﺌﻚ
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
– ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻣﻜﺎﻓﺌﺘﻚ ﺃﺛﻤﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ
ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﺴﺘﻌﻄﻒ ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ
ﺍﺣﻜﻢ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺪﻣﻊ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﺎﻥ ﺟﺪﺍً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻧﺴﺤﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﺇﻻ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﺨﻨﻮﻗﺎً
ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
– ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻻﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ﺃﺭﺟﻮﻙ
ﺃﻧﺰﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﻨﻘﻬﺎ
ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻧﺰﻝ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻟﻴﺮﻯ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺟﺎﺛﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﻣﺴﺠﺎﺓ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻴﺘﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻝ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻟﻸﺧﻀﺮ
ﺯﻣﺠﺮ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻏﺎﺿﺒﺎً :
– ﺳﺤﻘﺎً ﺟﻨﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﺘﻲ ﺳﺄﻃﺒﺨﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ﻓﺄﺭﺑﻊ ﺣﻮﺭﻳﺎﺕ ﻟﻦ ﺗﻜﻔﻲ
ﺭﻓﻊ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺒﺾ ﻭﺭﻣﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺃﻣﺴﻚ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺑﻄﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﻗﻔﺎﻩ ﻭﺳﺤﺒﻪ ﺗﺠﺎﻫﻪ
ﺻﺮﺥ ﻃﺎﻟﻮﺕ : ﻣﻬﻼً ﻳﺎﺟﻬﺠﺎﻩ ﻻﺗﻄﺒﺨﻨﻲ ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﺟﻬﺠﺎﻩ :
– ﻣﺎﺫﺍ ﻋﺴﺎﻱ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻫﻬﻬﻬﻬﻪ ﺣﻈﻚ ﻋﺎﺛﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
– ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻟﺪﻱ ﺧﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺪ
– ﻻﻭﻗﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ
– ﺭﻣﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﺃﻋﺪﻙ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺻﻄﺪﻧﺎ ﺣﻮﺭﻳﺎﺕ ﺳﺄﺧﻨﻘﻬﻢ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻭﺃﺳﺎﻋﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﺦ ﻟﺪﻱ ﺧﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺻﺪﻗﻨﻲ
– ﺍﻣﻤﻤﻢ ﻫﻞ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺣﻮﺭﻳﺎﺕ !! ﺃﻧﺘﻢ ﻻﺗﺄﻛﻠﻮﻧﻬﻦ
– ﻧﺒﻴﻌﻬﻢ ﻭﻧﻘﺘﻨﻴﻬﻢ …
– ﺍﻣﻤﻤﻤﻢ ﺣﺴﻨﺎً ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﺭﻣﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺼﻄﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﺳﺄﻃﺒﺨﻚ ﺣﻴﺎً
ﺑﻠﻊ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺭﻳﻘﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﺣﺴﻨﺎً .. ﺣﺴﻨﺎً
ﺻﻌﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻊ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺗﻀﺎﺣﻚ ﺍﻟﻐﻴﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﺻﺒﻮﺭﺍً ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺄﻱ ﻛﻠﻤﺔ
ﺃﻣﺴﻚ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺎﻟﺸﺒﻜﺔ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻧﻈﺮ ﺑﻘﻠﻖ ﻭﺧﻮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻟﻴﺮﻯ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻣﻴﺔ
ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻬﺠﺎﻩ :
– ﺇﻥ ﺭﻣﻴﺘﻚ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﺍً
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
– ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻭﺳﺘﺮﻯ
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﺟﻬﺠﺎﻩ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺑﻮﺍﻕ ﻋﻠﺖ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺗﺮﺍﻛﺾ ﺍﻟﻐﻴﻼﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻭﺻﺮﺥ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ :
– ﺃﻧﻪ ﺣﻮﺕ ﻣﺮﺟﺎﻧﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺘﺠﻪ ﺗﺠﺎﻫﻨﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻫﻴﺎ ﻳﺎﺭﺟﺎﻝ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻤﻜﺎﻧﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺻﻴﺪﺍً ﻟﻨﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻨﺎ ﺻﻴﺪﺍً ﻟﻪ ﻫﻴﺎ .. ﻫﻴﺎ
ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻗﺘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﺍﻟﻀﺨﻢ
ﻫﺘﻒ ﻏﻮﻝ ﻋﺠﻮﺯ :
– ﺇﻧﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻬﺮﺏ
ﺻﺮﺥ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ :
– ﻻﻭﻗﺖ ﻟﻠﻬﺮﻭﺏ ﺇﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍً ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ .. ﻳﺎﺭﺟﺎﻝ ﻟﻨﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺏ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻋﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺻﻴﺪﻩ ﺃﻭ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻛﻴﻒ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺕ !!
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻐﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﻳﻦ ﻟﻠﺤﻮﺕ ﻭﺻﺮﺥ :
– ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻪ .. ﺇﻧﻬﺎ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺻﻄﺪﺗﻬﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺒﻲ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺩﻟﺖ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﺃﻟﻢ ﺗﺨﻨﻘﻬﺎ !!
ﺃﺟﺎﺏ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻕ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ :
– ﻟﻘﺪ ﺧﻨﻘﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﻣﻴﻬﺎ ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺬﻟﻚ
ﺻﺮﺥ ﺍﻟﻘﺒﻄﺎﻥ :
– ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺒﻲ ﻟﻘﺪ ﺧﺪﻋﻚ ﺍﻹﻧﺴﻲ
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﺭ ﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻗﺪ ﺣﻘﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺑﺤﻘﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﻧﻴﺴﻴﻦ ﻟﻜﻲ ﻳﻀﻌﻒ ﻧﺒﻀﻬﺎ ﻭﻣﺴﺢ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺑﺒﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﻏﻮﺓ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﺠﻨﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺧﻨﻘﻬﻤﺎ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻭﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩ ﺟﻬﺠﺎﻩ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻻﻧﺒﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻓﺪﻟﺖ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻄﺎﻟﻮﺕ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﻐﻴﻼﻥ ﻏﺎﺿﺒﻴﻦ ﺟﺪﺍً ﺟﺪﺍً




40087 مشاهدة