ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ – ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺭﻫﻴﺒﺎً ﺟﺪﺍً ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ
ﺃﺯﺍﺡ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺧﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﺑﻐﻀﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺣﺎﺟﺒﻪ ﺍﻷﻳﻤﻦ
ﻗﺎﻝ ﺟﺎﻭﺭ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺮﻳﺤﺎً ﺃﻳﻀﺎً :
– ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ !!
ﻗﺎﻝ ﺟﻨﻲ ﻋﺠﻮﺯ ﺟﺪﺍً ﻳﺪﻋﻰ ﻓﻮﺻﻢ ﻭﻫﻮ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ :
– ﺃﻇﻨﻪ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻟﻘﺪ ﺧﻄﻒ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻃﺎﺋﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺟﺎﻭﺭ
ﻭﻭﺭﺍﺀ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺧﺮﺟﺖ ﺃﺳﻠﺤﺘﻪ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻃﺎﺋﺮﺓً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﻭﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻭﺭﻣﺢ ﺍﻟﻈﻼﻡ
ﻭﺻﻞ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺟﺪﺍً ﻭﺃﺳﻠﺤﺘﻪ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻠﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ
ﻭﺻﻞ ﺟﺎﻭﺭ ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﻗﺎﺋﻼً :
– ﻟﻢ ﺍﺗﻮﻗﻊ ﻫﺠﻮﻣﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻨﻔﻌﻞ ﺍﻵﻥ !! ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﺮﻳﻊ ﺟﺪﺍً ﻳﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻧﺤﻦ ﻻﻧﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ
ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺟﺎﻭﺭ ﻓﺎﻣﺴﻚ ﺑﺮﻣﺢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞٍ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻘﻮﺓ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ
ﺃﺧﺬ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺗﺨﻠﻒ ﻧﻮﺭﺍً ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺭﻣﺢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺇﺧﻔﺎﺀﻩ
ﻓﺮﺃﻯ ﺑﺼﻴﺺ ﻧﻮﺭٍ ﺧﺎﻓﺖ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻣﻊ ﺃﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻛﺎﻥ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺟﺪﺍً ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻻﺗﻌﺎﺩﻝ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻋﺮﻑ ﻷﻳﻦ ﻳﺘﺠﻪ
ﺗﺒﻌﻪ ﺟﺎﻭﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﺧﻠﻔﻪ :
– ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﻷﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻌﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﺫﺍﻫﺐ
– ﺧﻠﻒ ﻋﺸﺘﺎﺭ .. ﺃﺧﺒﺮ ﻓﻮﺻﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻋﻦ ﺟﺎﻭﺭ
ﻋﺎﺩ ﺟﺎﻭﺭ ﻟﻘﻠﻌﺔ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺃﺧﺬ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻭﻭﺯﺭﺍﺀﻩ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻘﻠﻌﺘﻪ
ﺃﻣﺎ ﻓﻮﺻﻢ ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﻟﻤﺨﺪﻉ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺯﺍﺡ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﺮﺧﺎﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺛﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ
ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺪﻉ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﺐ ﺑﺄﺫﻯ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻣﺤﺼﻨﺎً ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺨﺪﻉ ﺑﺨﺎﺗﻢ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺩﺧﻞ ﻓﻮﺻﻢ ﺍﻟﻤﺨﺪﻉ ﻓﻮﺟﺪ ﺑﻨﺎﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺭﺍﻥ ﻭﻧﺎﻻ ﺧﺎﺋﻔﺘﺎﻥ
ﻓﻮﺻﻢ :
– ﻻﺗﺨﺎﻓﺎ ﻳﺎﺑﻨﺘﺎﻱ ﺣﺪﺙ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﺧﺬﻛﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ
ﺭﺍﻥ :
– ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ !! ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ،، ﺃﻳﻦ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺑﻲ !!
ﻓﻮﺻﻢ :
– ﺑﺨﻴﺮ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻻﺗﺨﺎﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺮﺍﻡ ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﻧﺎﺭﻳﻦ !
ﻧﺎﻻ :
– ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻻﻧﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ !!
ﺃﺧﺬ ﻓﻮﺻﻢ ﺑﻨﺎﺕ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺎﺭﻳﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻭﺃﻭﺩﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻟﻢ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻷﻱ ﻫﺠﻮﻡ ﻣﺒﺎﻏﺖ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﻻﻳﻔﻜﺮ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻤﺎﺫﺍ . ﺧﻄﻒ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺍﻵﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﻭﺭﻭﺭﺍﺑﻄﺎﻟﻮﺕ ﻟﻠﺸﺎﻃﺊ ﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺮﺍﻗﺔ :
– ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻟﻔﺮﺍﻗﻨﺎ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﺳﺄﺷﺘﺎﻕ ﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻟﻔﻚ ﺍﻟﺤﻆ ﻭﺗﺠﺪ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺃﺟﺎﺏ ﻃﺎﻭﻟﺖ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺪ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﺻﻼﺣﻬﺎ ﺇﺫ ﺍﺳﺘﺒﺪﻝ ﺍﻷﺳﻼﻙ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﺮﺓ ﺑﺎﻷﺳﻼﻙ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ :
– ﺳﺄﺷﺘﺎﻕ ﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻳﺎ ﺃﺭﻭﺭﺍ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻔﻖ ﺍﻟﻘﻄﺒﻲ
ﻧﺰﻋﺖ ﺃﺭﻭﺭﺍ ﻗﻼﺩﺓً ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﺤﺮﻫﺎ ﻭﻋﻠﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺔ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
– ﻻﺗﻨﺴﺎﻧﻲ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻧﺘﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻚ ،، ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺓ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﺷﺒﻪ ﻣﻌﺪﻭﻡ
ﻣﺸﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻘﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺈﺑﺮﺓ ﺃﺩﻭﻧﺴﻴﻦ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻻﻳﺂﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ﺍﻵﻥ
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻭﻣﻬﻴﺒﺎً ﻭﺻﺎﻣﺘﺎً ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻳﺎﺑﺴﺔ ﻭﻣﺨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ
ﻣﺸﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺤﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺇﺫ ﺑﻪ ﻳﺮﻯ ﺟﻨﻴﺔ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺮﻗﺺ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ
ﺍﺧﺘﺒﺄ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺧﻠﻒ ﺷﺠﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺑﺤﺬﺭ ﻭﺧﻨﺠﺮﻩ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔً ﺟﺪﺍً ﻭﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻴﻦ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻟﻜﻞ ﻋﻴﻦ ﺑﺆﺑﺆﺍﻥ ﻭﺷﻌﺮﻫﺎ ﻃﻮﻳﻞ ﺟﺪﺍً ﻳﻜﻨﺲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻇﺎﻓﺮﻫﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻤﺘﺰﺟﺔ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﻗﺺ ﻭﺗﺮﻗﺺ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﻐﻨﻲ ﻭﺗﺤﻤﺤﻢ ﻓﺠﺄﺓً ﻗﻔﺰﺕ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﺍﻗﺼﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ﻭﻃﺎﻟﻮﺕ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺪﻭﺭ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ ﻭﺗﻨﻬﻖ ﻭﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺭ ﻭﻏﺪﺍ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﺤﻚ ﻭﺗﻨﺒﺢ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﺒﺎﺣﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺧﺎﺭﺕ ﻗﻮﺍﻩ ﻭﺳﻘﻂ ﺃﺭﺿﺎً ﻓﻮﺛﺒﺖ ﻓﻮﻗﻪ ﻭﻋﻀﺘﻪ ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻤﺺ ﺩﻣﻪ ﺑﻨﻬﻢ
ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﺘﻨﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺭﺟﻼﻩ ﺗﻨﺘﻔﻀﺎﻥ ﻭﺗﻨﻜﻤﺸﺎﻥ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺍﻧﻘﺾ ﺃﺳﺪ ﺑﺮﺃﺱ ﻧﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﻭﺩﻕ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺄﻛﻞ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺕ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﺑﻤﻨﻘﺎﺭﻩ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻭﻣﺮﻋﺒﺎً ﺟﺪﺍً ﻭﺩﻣﻬﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺘﺒﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺴﺠﻰً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺨﻮﻑ ﺭﻫﻴﺐ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﺳﺪ ﺫﻭ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺎﻡ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺍﺗﺠﻪ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻘﻠﻴﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻌﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍً
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺰﺣﻒ ﺟﺮﻳﺤﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩ ﺇﻯ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺃﺧﺬ ﺧﺮﻗﺔً ﻣﻦ ﺷﻨﻄﺘﻪ ﻭﻟﻒ ﺑﻬﺎ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺣﺔ ﻟﻜﻦ ﺟﺮﺣﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻴﻘﺎً
ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﻳﺮﺗﺎﺡ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺠﻨﻲ ﺿﺨﻢ ﺫﻭ ﻋﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻣﻨﺠﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻤﺴﻜﺔ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻟﺠﻨﻴﺎﺕ ﻣﻴﺘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﺑﺈﺷﻤﺌﺰﺍﺯ
ﻧﻈﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻌﺐ ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺇﺫ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﻴﻜﻦ ﻣﺎﻳﻜﻦ
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘﻔﺤﺺ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺛﻢ ﺍﻣﺴﻚ ﺑﺠﺜﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﺑﻐﻀﺐ :
– ﻗﻢ .. ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺎﻳﺰﺍﻝ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﻭﺟﺮﻳﺤﺎً ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺟﻨﻲ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻤﺸﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺮﻧﺢ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻣﺤﺪﻭﺩﺏ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺷﺎﺑﺎً
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻣﺮ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻄﺎﻳﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﺮﺑﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻌﻖ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺰﻋﺞ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻟﺴﻬﻞ ﺷﺎﺳﻊ ﻳﺘﻮﺳﻄﻪ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺠﻨﻲ
ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﺮﺅﻭﺱ ﻧﺴﻮﺭ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺠﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻟﻬﻢ ﻓﺎﻧﻘﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﺑﻨﻬﻢ ﻭﺩﺧﻞ ﻫﻮ ﻭﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻮﺥ
ﺃﺟﻠﺲ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺧﺸﺒﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﺠﺜﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻮﺯﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺍﺷﻌﻞ ﻧﺎﺭ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻄﻬﻮﻫﺎ
ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻠﻖ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻃﺎﻟﻮﺕ ﻻﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺼﻴﺮﻩ
ﻃﺎﻝ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﻲ ﻣﺘﺴﻤﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺴﻤﺮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻬﻚ ﺟﺮﺍﺀ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺴﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ
ﺣﻤﺤﻢ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺑﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻟﻠﻘﺪﺭ ﻭﻗﻄﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﻫﻴﺎ ﻛﻞ ..
ﻧﻈﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻠﻄﺒﻖ ﺍﻟﺒﺸﻊ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻟﻦ ﻳﻐﻴﺮ ﺭﺃﻳﻪ
“ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻳﺮﻳﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﺠﻨﻴﺔ ”!!
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻄﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺟﻨﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻋﺠﻴﺐ
ﺃﻣﺴﻚ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﻳﺪﺍﻩ ﺗﺮﺗﺠﻔﺎﻥ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺄﻛﻞ ﺟﻨﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺄﻛﻠﻪ ﻭﺍﻵﻥ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﻭﺳﻴﺄﻛﻠﻬﺎ
ﺑﺪﺃ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺜﻴﺎﻥ ﻓﻀﺮﺏ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺑﻐﻀﺐ ﻭﺻﺮﺥ :
– ﻫﻴﺎ ﻛﻞ …
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻗﻀﻤﺔً ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻣﺮﻏﻤﺎً ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﻟﻠﻄﺒﻖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻭﻍ ﺑﺎﻟﻘﻀﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻪ
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺑﻠﻊ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﻘﻀﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺪﺃ ﻳﺤﺲ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺪﺃ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺑﺪﺃ ﺟﺮﺣﻪ ﻳﻠﺘﺄﻡ
ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﺃﺧﻴﺮﺍً :
– ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺄﻛﻠﻬﺎ ﻟﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ ﺃﻭ ﺗﺆﻛﻞ ﻗﻞ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ !
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﺴﻠﻢ ﻭﻣﺘﻌﺐ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺤﺲ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﻟﻬﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺋﺒﺎً :
– ﺃﻧﺎ ﺇﻧﺴﻲ ﺍﺳﻤﻲ ﻃﺎﻟﻮﺕ …
– ﺇﻧﺴﻲ !! ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﺭﻯ ﺇﻧﺴﻴﺎً ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ !! ﻫﺬﻩ ﺷﺎﻛﻠﺘﻜﻢ ﺇﺫﻥ !
ﺃﺣﺲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺒﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ :
– ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﻲ؟
– ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻲ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺟﻨﻲ ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺟﺌﺖ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻨﻬﺎ
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺿﺤﻜﺔً ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻐﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻳﺨﻠﺼﻬﺎ ﻭﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﻷﺭﺽ ﺍﻹﻧﺲ ﻟﻘﺪ ﻛﺪﺕ ﺗﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺳﻌﻼﺓٍ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻹﻃﻌﺎﻡ ﺃﺳﻮﺩﻱ
ﻧﻈﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﺘﺤﺪٍ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﺟﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ
– ﻫﻬﻬﻪ ﺳﺘﻤﻮﺕ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﻣﻴﺘﺔً ﺷﻨﻴﻌﺔ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻷﻧﺲ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺟﺪﺍً ﻭﺃﺷﻜﺎﻟﻜﻢ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻗﻞ ﻟﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺟﺴﻤﻚ ﻣﺜﻠﻲ !!
ﻧﻈﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻠﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﻋﺪﻝ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺼﺐ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻪ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻳﻔﺮﺯ ﺃﺑﺨﺮﺓ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻳﺘﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻘﻂ ﻷﻥ ﺍﻷﺑﺨﺮﺓ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺟﺴﻤﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﺑﺨﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺯﻫﺎ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﻋﺪﻝ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺧﻠﻘﺔ ﻳﺎﻟﻐﺮﻭﺭﻛﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺗﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ … ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﻣﺘﺤﺎﺫﻕ ﻳﺎﻫﺬﺍ ﻗﻞ ﻟﻲ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺗﻘﻮﻝ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻭﺃﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻫﻮ ﺍﻷﺑﺨﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺨﺮﺓ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻳﻤﻠﻚ ﻟﺤﻴﺔً ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻻ ﻟﺤﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺑﺎﻟﻠﺤﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻣﻌﺘﺪﻻﻥ ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻣﻨﺘﺼﺒﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎﻥ؟
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻔﺮﺯ ﺃﺑﺨﺮﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﺎﻟﻜﺒﺪ ﻳﻔﺮﺯ ﺃﺑﺨﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺑﻌﻀﻮ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻪ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺮﺟﻮﻟﺘﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻳﻔﺮﺯ ﺃﺑﺨﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺑﺨﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺼﺎﺭ ﻟﻪ ﻟﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺮﺟﻮﻟﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻠﻮ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﻷﻱ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻻﺗﻨﺒﺖ ﻟﻪ ﻟﺤﻴﺔ
ﺳﻜﺖ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻱ ﺇﻋﺠﺎﺑﺎً ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﺍﺳﺘﻌﺪﺕ ﻗﻮﺗﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﻟﻘﺪ ﺍﻃﻌﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺼﺖ ﺩﻣﻚ ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻗﻮﺗﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺃﻇﻨﻚ ﻓﻬﻤﺖ ﺍﻵﻥ …
ﻫﺰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻄﺒﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺑﺎﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎﺗﻔﻌﻠﻪ .. ﺃﻋﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﺻﻄﻴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻌﺎﻟﻲ
– ﺍﻟﺴﻌﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﺟﻨﻴﺎﺕ ﺷﺮﻳﺮﺍﺕ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻣﺘﺼﺎﺹ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭﻋﻤﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﺭﺛﺘﻪ ﻋﻦ ﺁﺑﺎﺋﻲ ﻫﻮ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩﻫﻢ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻲ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻓﺎﻷﺳﻮﺩ ﺗﺘﻐﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺴﻌﺎﻟﻲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺴﺨﺮ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻟﻘﺪ ﺭﺯﻗﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻲ ﻛﻲ ﺃﻧﻘﺬﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﻟﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻣﻬﻤﺘﻲ ﺻﻌﺒﺔً ﺟﺪﺍً
ﻗﺎﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
– ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪﺍً ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﻫﺮﻭﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻛﻞ ﻣﺎﻋﻠﻴﻚ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺼﻨﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺘﻚ ﻭﺗﻠﺒﺴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺗﻮﺯﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺳﺘﻈﻨﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﺗﻬﺮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻧﻔﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﻧﺲ ﻟﻄﺮﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﺭﻋﻨﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻﺗﻨﺠﺢ ﻧﺠﺎﺣﺎً ﺗﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﻣﻬﻤﺘﻚ ﺃﺳﻬﻞ
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻳﺤﻚ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﺍﻣﻤﻤﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﺷﻲﺀ ﻛﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻜﻦ ﺃﻇﻨﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓً ﺫﻛﻴﺔ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻏﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﺟﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺸﻨﺞ ﻭﻳﺘﺄﻟﻢ ﺃﻟﻤﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً
ﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﻲ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻟﺴﺒﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻪ ﻟﻬﺎ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ
ﻧﻬﻀﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻛﻲ ﻻﺗﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻭﻣﺸﺖ ﻫﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﻋﺪﻭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺷﺎﻫﻖ ﺟﺪﺍً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻜﺎﺩ ﻻﺗﻮﻯ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻬﺎ
ﻭﻗﻔﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺤﺘﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻯ
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﻗﺼﺮﻫﺎ ﺛﻢ ﻓﺠﺄﺓ ﻟﻢ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻓﻘﻂ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺴﺤﺒﻬﺎ ﻭﺃﻓﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﺘﺴﺘﻴﻘﻆ ﻭﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ
” ﻣﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻵﻥ ”!!
ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻫﻲ ﻣﺨﺮﺟﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﻳﺴﺎﺭﺍً ﻋﻠﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﺗﻬﺮﺏ
ﻭﻓﺠﺄﺓً ﺟﺎﺀ ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ
ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺑﺘﻌﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ :
– ﺍﻧﺘﺘﺘﺘﺒﻬﻲ .…
ﺍﻧﺰﻟﻘﺖ ﻗﺪﻡ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺄﺭﺟﺢ ﻭﺗﺘﺸﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﺧﺎﻭﻳﺔ
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ
ﻇﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺟﺎﺀ ﻳﻄﻴﺮ ﻭﻳﻨﻘﺬﻫﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺐ
ﻟﻘﺪ ﻗﻔﺰ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻻﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺮﻧﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﻳﻬﻮﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﻔﺢ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺴﻚ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ ﺑﻘﻮﺓ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﺻﻞ ﻟﻠﺴﻔﺢ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻤﻊ ﻗﻮﺗﻪ ﻛﻲ ﻻﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ
ﻛﺎﻥ ﺍﺭﺗﻄﺎﻣﻪ ﻗﻮﻳﺎً ﺟﺪﺍً ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﻠﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺗﺸﻘﻠﺒﺖ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻨﻪ
ﻧﻬﻀﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﺐ ﺑﺄﻱ ﺃﺫﻯً ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ
ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻠﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ
ﺃﺳﻔﻘﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻪ
“ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ ﻳﺎﺗﺮﻯ .. ﺃﻡ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﺎﻩ ﻋﻠﻲ ”
ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺟﺪﻭﻝ ﻣﺎﺀٍ ﺻﻐﻴﺮ
ﺃﻣﺴﻜﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻫﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﺗﺴﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﺫ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﺘﺄﻧﻴﺐ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺳﻘﻮﻁ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻭﺍﺭﺗﻄﺎﻣﻪ ﺑﺎﻷﺭﺽ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺣﻮﻝ ﻟﻪ ﻭﻻﻗﻮﺓ ﻓﻘﻂ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺘﺠﺮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻒ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺴﻜﻮﻥ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻛﺒﺢ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﺷﻜﺮﺍً ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺄﻭﻩ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﺸﺘﺎﺭ :
– ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﻛﻴﻒ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻭﻣﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ !
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﻲ :
– ﺍﺳﻤﻲ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﻄﻔﺘﻚ ﻣﻦ ﻗﻠﻌﺔ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺟﺌﺖ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﺃﺭﺿﺎً ﻭﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ
ﺍﺗﻀﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎﺟﺮﻯ
ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺛﻘﻴﻼً ﺟﺪﺍً ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﻗﺎﺋﻼً :
– ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺧﻄﻔﻚ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺳﺮﻋﺘﻲ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮﻳﻨﻨﻲ ﺃﻋﺎﻧﻲ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﺎﺯﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻮﺀً ﻫﻮ ﺳﻘﻮﻃﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞ
ﻧﻈﺮﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻠﺸﻨﻔﺮﺓ ﺑﺘﺤﺪٍ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺠﻮﺑﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
– ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﻤﺖ ﺑﺎﺧﺘﻄﺎﻓﻲ؟؟
– ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺧﻄﻔﻚ ﺃﻧﺖ ﻻﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻚ ﻭﺣﻮﻝ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺃﻧﺖ .. ﺃﻧﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻔﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﻌﺪﻙ ﻋﻨﻪ
ﺻﺮﺧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺭﺍﺣﻠﺔ ﻋﻨﻪ :
– ﺃﻧﺖ ﺷﺨﺺ ﻏﺎﺩﺭ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻚ ﻫﻨﺎ ﻷﻧﻚ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺗﻚ ﺑﺸﻌﺎً ﺟﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﺻﺮﺥ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ :
– ﻻﺗﺮﺣﻠﻲ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻟﻮ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺑﻤﻜﺎﻧﻚ ﺳﻴﺴﻮﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻳﻀﻴﻊ ﻛﻞ ﻣﺎﻓﻌﻠﺘﻪ ﺳﺪﻯ
ﻟﻜﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﺑﺒﻂﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞ
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﻣﺸﺖ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺮ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺻﻔﺮ ﻳﻮﻣﺊ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﺟﺎﻭﺯﻩ ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺍﻟﺼﻨﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺧﻀﺮ ﺭﺍﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺎﺳﻄﻬﻤﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺄﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺼﻨﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺳﻮﺩ ﻳﻮﻣﺊ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻭﺯﻩ ﺑﺎﻟﻬﺮﺏ
ﻭﻛﺘﺐ ﻛﻼﻡ ﻏﺮﻳﺐ ﺃﺳﻔﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺣﻴﻦ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺭﻣﺎﻝ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﻄﻴﺮ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻣﺘﺠﻬﺔً ﻧﺤﻮﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻔﺎﺩﻳﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﻄﻴﻊ ﺃﻭ ﻗﻄﺎﺭ ﻻﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﻳﺪﻫﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﺮ ﺑﻪ
ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ
بواسطة: 20 أغسطس 2024
- آخر تحديث: 40125 مشاهدة