ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ – ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
ﻓﻮﺟﺊ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺴﺮﺏ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻏﺖ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺃﺳﻠﺤﺘﻪ ﺗﻄﻴﺮ ﺧﻠﻔﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺤﺴﺐ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻳﺨﻄﻮﻫﺎ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﻻﺷﻚ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻓﺄﻋﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﻧﺔ ﺗﻤﻸ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ
ﺍﺭﺗﻄﻢ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎﻙ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﺤﺪﺛﺎً ﻓﻮﻫﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻭﺳﻴﻮﻓﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺳﻤﻜﺔٌ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺍﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺣﻄﻢ ﻓﻤﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺳﻤﻜﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺳﻤﻜﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻣﺌﺔ ﺫﺭﺍﻉ ﻭﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﺎﻥ ﺑﻘﻀﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻄﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺟﺪﺍً ﺟﺪﺍً ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﻳﺤﺮﻛﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺑﺘﻠﻌﺘﻬﺎ ﺳﻤﻜﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﻜﺎﺕ ﺃﻛﺒﺮﻫﻢ ﺣﻮﺕ ﺍﺭﺟﻮﺍﻧﻲ ﺑﺤﺠﻢ ﺟﺒﻞ ﻛﺒﻴﺮ
ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻴﺮ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﺟﻨﻲ ﺧﻄﻴﺮ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﻀﺤﻀﺎﺡ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻭﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻳﻄﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﺍﻟﻀﺤﻀﺎﺡ ﻳﻄﻴﺮ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﻓﻮﻕ ﻓﻮﻫﺔ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ
ﺻﺮﺥ ﺍﻟﻀﺤﻀﺎﺡ ﺻﺮﺧﺔ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺳﺎﺑﻊ ﺣﻮﺕ :
– ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻳُﺪﻋﻰ ﺑﺎﻟﻀﺤﻀﺎﺡ
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞُ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ
ﺃﻧﺎ ﺣﺎﺻﺪُ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ
ﺃﻧﺎ ﺍﻵﺧﺬُ ﺍﻟﺮﻭﺍﺡ
ﺍﻟﺤﻮﺕُ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻲ
ﻭﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪِ ﺣﻮﺕ
ﺗﺎﺑﻮﺕٌ ﺑﺬﻱ ﺗﺎﺑﻮﺕ
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺃﻧﺎ ﻛﺎﺗﻢُ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﺃﻧﺎ ﻣﻬﻠﻚُ ﺍﻟﻌﺎﺋﺶ
ﺃﻧﺎ ﻗﺎﺗﻞُ ﺍﻟﻄﺎﺋﺶ
ﺃﻧﺎ ﺑﺮﻕٌ ﺃﻧﺎ ﺩﺍﻫﺶ
ﺃﻧﺎ ﺟﻼﺩُ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﺛﻢ ﺻﺮﺥ ﺻﺮﺧﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻫﺘﺰﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻟﻠﺒﺮﻛﺎﻥ ﻛﺴﻬﻢ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻗﻌﺮﻩ
ﺿﺮﺏ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺤﺪﺛﺎً ﻓﺘﺤﺔً ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﻟﻠﺤﻮﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺣﺲ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺣﻮﺕٍ ﺍﻟﻰ ﺣﻮﺕ ﺳﻴﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻓﺘﻮﻗﻒ ﺣﺎﺋﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﻳﺬﻳﺐ ﺣﻮﺗﺎً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺭﻣﺎﻝٍ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻡ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻏﺎﺻﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺃﺳﺮﻉ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﺷﻤﺎﻻً ﻟﺘﺮﻯ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺰﺣﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺧﺎﺭﺕ ﻛﻞ ﻗﻮﺍﻩ
ﺻﺮﺧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ :
– ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻳﺎﺷﻨﻔﺮﺓ
ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺒﺎً ﺟﺪﺍً ﻓﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ
ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﺳﻮﻯ ﺭﺃﺱ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻌﻘﺎﺭﺏ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺃﺫﻧﺎﺑﻬﺎ ﻭﺭﺩﻳﺔ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ
ﻋﻠﻤﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺳﻼﺣﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺗﻤﻠﻚ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎﻟﺒﻴﺪ ﺣﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﺻﺮﺧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ :
– ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ …
ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺮﻧﺢ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻕ ﺟﺒﻴﻨﻪ
ﺻﺎﺣﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ :
– ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻳﺎﺷﻨﻔﺮﺓ ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ
ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎﻧﺴﺤﺮ ﺑﻬﻤﺎ
ﺩﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻗﻮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺳﺮﺕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻃﺎﺋﺮﺍً ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﺸﻖ
ﻗﻮﺓ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻟﻌﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺟﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺸﻘﻬﺎ ﻓﻮﺭﺍً
ﺍﻗﺘﻠﻊ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭﻃﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺮﻧﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻭﺑﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺘﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺗﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ
ﻧﻬﻀﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻘﻠﻖ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
– ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ !! ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻳﺎﺷﻨﻔﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻚ ﻻﺗﺘﺮﻛﻨﻲ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻳﺨﻮﺭ ﻓﻲ ﺩﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﺩﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻛﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﺮﻭﺡ :
– ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻧﺠﻮ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﻃﻴﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﺤﻤﻰ ﻭﺇﻋﻴﺎﺀ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻷﻳﺎﻡ ﻟﻜﻦ ﺳﻘﻮﻃﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﺳﺘﻬﻠﻚ ﻃﺎﻗﺘﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﻗﺘﻼﻋﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺃﻧﻚ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻋﻴﻨﻲ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺃﺧﺬﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :
– ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻳﺎﺷﻨﻔﺮﺓ
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺿﺤﻜﺔً ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻭﻗﺎﻝ :
– ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻻﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﻣﺮﺓً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﺨﺘﻔﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻦ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻓﺴﺮﻋﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﻣﺨﺒﺄً ﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻣﺨﺒﺄً ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﺃﺣﺴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ :
– ﻻﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪ ﻫﻨﺎ !!
– ﺑﻠﻰ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻻ ﺇﻧﺲ ﻭﻻﺟﺎﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺗﻤﺘﺺ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻲ ﻭﻟﻬﺎ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﻔﺰﻋﺔ ﺟﺪﺍً
– ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺇﺫﻥ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﺨﺒﺄً ﻟﻚ؟؟
– ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻻﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺁﻣﻨﺎً ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ ﺑﻌﻴﺪﺍً
– ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
– ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺟﻬﺔً ﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻣﻨﻲ ﻓﺄﻫﺮﺏ
ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻘﻠﻖ :
– ﻛﻢ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ؟
– ﻣﺌﺘﺎﻥ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎً
– ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ،، ﻭﻛﻴﻒ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﻐﺎﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ
– ﻻﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ
ﺿﺮﺑﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻭﻗﺎﻟﺖ
– ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻞ ﻫﺬﻩ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻞ ﻓﻜﺮ ﻳﺎﺷﻨﻔﺮﺓ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻓﻜﺮ
– ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﻧﻨﻲ ﺟﻠﺒﺘﻚ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻬﺬﺍ ﻓﻜﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻫﻲ ﻣﻼﺫﻱ ﺍﻵﻣﻦ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻼﺣﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ
ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻴﺄﺱ
– ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺟﻬﺔ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻴﻪ .
ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺸﻴﺮﺍً ﻟﺸﺠﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺑﻬﺎ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﺗﺸﺒﻪ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺍﻟﻜﻤﺜﺮﻯ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﻠﻴﻼً ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﺃﺗﺮﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ .. ﺛﻤﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻋﺠﻴﺐ ﻓﻤﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﻻﻳﻬﺮﻡ ﻭﻻﻳﺴﻘﻢ ﺃﺑﺪﺍً
ﺃﺻﻴﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺬﻫﻮﻝ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻧﻬﻀﺖ ﻣﻘﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﺸﺠﺮﺓ ﻭﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﺑﻌﺠﺐ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
– ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ .. ﻫﻞ ﺣﻘﺎً ﻣﺎﺗﻘﻮﻝ !!
ﺻﺮﺥ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ :
– ﻻﺗﻠﻤﺴﻴﻬﺎ
ﺫﻋﺮﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺻﺮﺧﺔ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ :
– ﻟﻤﺎﺫﺍ؟؟ ﺃﻧﺖ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻻﻳﻬﺮﻡ ﻭﻻﻳﺴﻘﻢ .. ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻟﻘﺪ ﺧﻄﺮﺕ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻞ ﺗﺘﻌﺎﻓﻰ !!
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺤﺮﻱ ﻭﻋﺠﻴﺐ
– ﻛﻴﻒ ! ؟
– ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ ﻏﺒﺎﺭ ﻛﺜﻴﻒ ﻣﻦ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻮﺭﺍً ﻭﻹﺯﺍﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻏﺴﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻢ ﻗﻄﻒ ﺛﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﺒﺚ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻮﺭﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻭﻻﻳﺼﻔﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﺆﻛﻞ
– ﻫﻞ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻬﺎ ﻭﻧﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺜﻤﺮ
– ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻐﺴﻞ ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ
– ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻗﻤﺖ ﺑﺈﻣﺴﺎﻙ ﻏﺼﻦ ﻭﺇﻧﺰﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ
– ﻻ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﺎﻷﻏﺼﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪﺍً
– ﻛﻴﻒ ﺇﺫﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﺮ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ !!
– ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻗﻄﻔﺘﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺘﻲ ﻭﻏﺴﻠﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺒﻞ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ
ﻧﻬﻀﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﻔﻮﺟﺌﺖ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻗﺪ ﺗﻜﺪﺭ ﻭﻏﺪﺍ ﺃﺳﻮﺩﺍً ﻓﻮﺭﺍً ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻟﻠﺸﻨﻔﺮﺓ ﺗﺴﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻘﺎﻝ :
– ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﺗﺒﺚ ﺳﻤﻬﺎ ﻓﻮﺭﺍً ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻌﺪﻱ
ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻌﺎﺩ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺻﺎﻓﻴﺎً
ﺃﺧﺬﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﻭﺗﻔﻜﺮ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﺪﺍً ﻳﺨﻮﺭ ﺑﺪﻣﻪ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ
ﺃﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﺰﻭﺝ ﺑﺈﻧﺴﻴﺔ ﻭﻧﻔﻲ ﻷﺭﺽ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺿﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺈﻧﺴﻴﺔ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ
ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻤﻤﻠﻜﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻭﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺣﻮﺕ ﻳﺤﺘﺮﻕ ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﺔٍ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﺳﺘﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﺎﻣﺘﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﻀﺎﺡ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﺰﺕ ﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻪ
ﺗﻤﺪﺩ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺎً ﻭﻗﺎﻝ :
ﺃﻧﺎ ﺟﺴﺪٌ ﺑﻼ ﺭﻭﺡٍ ﻭﻇﻞٌ ﻳﺴﺘﻘﻲ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍ
ﺃﻧﺎ ﻛﻔﻦٌ ﻟﻪ ﻭﺟﻊٌ ﺑﻪِ ﻗﺪ ﺟﻒّ ﻛﺎﻓﻮﺭﺍ
ﻣﺸﻴﺖُ ﺑﺠﻨﺎﺯﺗﻲ ﻓﺮﺩﺍً ﻭﻛﻞُ ﺍﻟﺠﻦِ ﻣﺴﺮﻭﺭﺓ
ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺎ ﻓﺰﻉٌ …
ﺃﻧﺎ ﺟﺰﻉٌ …
ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﺄﺳﻮﺭﺍ
ﺃﻧﺎ ﻣﻮﺕٌ ﺑﻪِ ﺭﻣﻖٌ ﻧﻔﺎﻩُ ﺍﻟﻄّﻞُ ﻋﺎﻓﻮﺭﺍ
ﺃﻧﺎ ﺃﺛﺮٌ ﺑﻼ ﺃﺛﺮٍ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻧﻘﺶُ ﺃﺣﻔﻮﺭﺍ
ﺃﻧﺎ ﺍﻷﻗﺪﺍﺡُ ﻓﺎﺭﻏﺔٌ …
ﺃﻧﺎ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡُ ﺷﺎﺭﺩﺓٌ …
ﺃﻧﺎ ﻛﻞٌ ﺑﻼ ﻛﻞٍ ﻭﺑﻌﻀﻲ ﺑﻌﺾُ ﺃﺳﻄﻮﺭﺍ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺫﻫﺐ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻣﻤﺪ ﻳﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﻐﻀﺒﻬﺎ ﺑﻀﺤﻜﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﺋﻬﺎ ﺑﺮﻗﺘﻬﺎ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻬﺎ ﺑﻌﺬﻭﺑﺘﻬﺎ ﻭﺫﻛﺎﺋﻬﺎ ﺑﻌﺼﺒﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻮﺑﻬﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﺒﺲ ﻓﺮﻭ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﻓﺠﺄﺓً ﻟﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺩﺑﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﺗﺬﻛﺮ ﺳﻴﻒ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ
ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻏﺮﺯﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻘﻢ ﻛﺘﺬﻛﺎﺭ
ﺃﻳﻘﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺳﻴﻔﻪ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ
ﻣﺪ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺪﻩ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻭﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﺰ ﻭﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﻒ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺣﺘﻰ ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻏﺪﺍ ﺟﺴﻤﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺧﺮﺝ ﻗﺮﻧﺎﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺠﻴﺐ
ﻛﺎﻥ ﻓﻮﺻﻢ ﻭﺯﻳﺮ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﻠﻤﻠﻢ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻳﺤﺼﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﻪ ﻫﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ
ﻓﺠﺄﺓً ﺃﺣﺲ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺑﻬﺰﺓ ﺭﻫﻴﺒﺔ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻳﺘﻬﺰ ﺍﻫﺘﺰﺍﺯﺍً ﻋﻨﻴﻔﺎً ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻒ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﺰﺍﺯ
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻧﺪﺍﺀ ﺳﻴﺪﻩ
ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻧﻘﻠﻊ ﻣﻦ ﺻﺨﺮ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻃﺎﺭ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻﻳﻤﻠﻚ ﻣﺘﺴﻌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺠﻮﻡ ﺑﺄﺣﺪ ﺳﻴﻮﻓﻪ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﻭﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻭﺭﻣﺢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺣﻮﻝ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ
ﻓﻘﻂ ﺳﻴﻒ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻨﻘﺬﻩ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺴﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻩ
ﺑﺪﺃ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺤﺲ ﺑﻠﻬﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔً ﺟﺪﺍً ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺳﻴﻔﻪ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ
ﻓﺘﺢ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﻐﻀﺐ ﻭﺻﺮﺥ :
– ﺇﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﺇﻻ ﻓﻼﺍﺍﺍﺍ
ﻭﺻﻞ ﺳﻴﻒ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻓﻮﻕ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﻭﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﺯﻭﺑﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺠﻴﺐ ﻭﻣﺨﻴﻒ
ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺔ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺇﺫ ﺃﻥ ﻳﺎﺭﺥ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺻﻨﻊ ﻧﺼﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ ﻓﻮﻕ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺈﺳﺘﺪﻋﺎﺀﻩ
ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺯﻭﺑﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻀﺤﻀﺎﺡ ﺇﻓﺸﺎﻟﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺳﻴﻮﻑ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺗﺼﺪﺕ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ
ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ
بواسطة: 20 أغسطس 2024
- آخر تحديث: 40179 مشاهدة