ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ – ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻜﻢ ﻗﺮﺍﺀ ﻣﻤﺘﻌﺔ ️
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺒﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺘﺤﺪﻱ ﻳﺎﺭﺥ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺐ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻗﺎﻝ ﻳﺎﺭﺥ :
⁃ ﻗﻞ ﻟﻲ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻚ ﺳﻼﺡ ﻭﻣﺎﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻚ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ !
ﺃﺟﺎﺏ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺤﺰﻡ :
⁃ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﻞ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻳﺎﺭﺥ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﻐﺮﻭﺭﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
⁃ ﺇﻧﺴﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺠﻦ ﻫﻪ ﻫﻞ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻚ ﻧﺪٌ ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ !
⁃ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺗﺴﺘﻬﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻳﺎ ﻳﺎﺭﺥ ﻣﻊ ﺃﻧﻚ ﻗﺘﻠﺖ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﻲ
⁃ ﻫﻪ ﻗﻞ ﻟﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﺘﻞ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ !
⁃ ﻟﻘﺪ ﺧﻄﻒ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻲ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻧﻘﺎﺫﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻳﺎﺭﺥ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
⁃ ﻫﻞ ﺗﺤﺒﻬﺎ؟؟
ﺃﺟﺎﺏ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ :
⁃ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻓﻀﺤﻚ ﻳﺎﺭﺥ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﻛﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
⁃ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﻬﺎ .. ﻫﻞ ﺗﺤﺒﻚ؟؟
ﺍﻧﻜﺴﺮ ﻗﻠﺐ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺎﺭﺥ ﻭﺍﻧﺰﻝ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺤﺰﻥ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
⁃ ﻣﻨﺬ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺣﺒﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺣﺒﻲ ﻳﻜﺒﺮ ﻣﻌﻲ ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺒﺎﺩﻟﻨﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻛﺄﺥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺐ
ﺣﻴﻦ ﻛﺒﺮﺕ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻛﺘﻔﺖ ﺑﻘﻮﻝ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻛﺄﺥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺣﺘﻰ ﺍﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﺍﻛﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻭﻧﻈﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻭﻛﻨﺖ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺣﻴﻦ ﺃﻋﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺃﺗﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﻭﺗﺮﻓﻀﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
ﺣﻴﻦ ﻋﺪﺕ ﻗﺎﺑﻠﺘﻨﻲ ﺃﺧﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﺳﺄﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻫﻮ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺃﺻﺒﺖ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﺻﺎﺭﺣﺘﻨﻲ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﻤﺖ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻳﺪﻋﻰ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻓﻮﺭﺍً ﻭﻻ ﻳﺮﻣﻘﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻘﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﺧﺘﻲ
ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻲ ﺗﺮﺣﻴﺒﺎً ﻟﻢ ﺃﻋﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺗﺮﺣﻴﺐ ﺗﻌﺰﻳﺔ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺎﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭ
ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺻﺎﺭﺣﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻲ ﻟﻠﺮﺟﻮﻉ ﻭﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻵﻥ ﺑﺤﺠﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﺳﻴﻄﻮﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻷﻧﻨﻲ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻣﺸﻐﻮﻻً ﺟﺪﺍً
ﻟﻢ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻲ ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺭﺍﺣﻞ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺣﻔﻞ ﺗﻮﺩﻳﻊ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ
ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻗﺎﺭﺑﻨﺎ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻨﺎ ﻭﻃﺒﻌﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﻲ ﻭﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺿﻤﻦ ﻣﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﻟﺘﻮﺩﻳﻌﻲ
ﺣﻤﺤﻢ ﻳﺎﺭﺥ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
⁃ ﺃﺗﺮﻯ ﻳﺎﻳﺎﺭﺥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﺩﻳﻌﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻫﺎﺭﺏ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﺻﻼً ،، ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺮﻛﺐ ﻟﻌﺒﺔً ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻣﻊ ﺃﺧﺘﻲ
ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻭﻛﻨﺖ ﺧﻠﻔﻪ ﺃﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﺰﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻘﺪ ﺣﻄﻤﺖ ﺑﻘﺪﻭﻣﻬﺎ ﻣﺎﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻛﺴﺮﺍﺕ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺘﺔ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻭﺃﺣﺲ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﻏﺼﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻗﻒ ﺧﻠﻔﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺃﺷﺒﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﺛﻢ ﻓﺠﺄﺓ ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻭﺳﻌﻴﺪﺓ
ﺗﻤﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻌﻨﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﺃﻧﺘﻲ ﺃﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺃﻗﻮﻝ
ﻭﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻫﺬﺍ ﺣﻔﻞ ﺗﻮﺩﻳﻌﻲ
ﺍﻟﺘﻮﺩﻳﻊ ﻣﻦ ﺣﻘﻲ ﻓﻘﻂ
ﺃﻧﺎ ﺭﺍﺣﻞ ﻋﻨﻚ ﻟﻸﺑﺪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻮﺡ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﻟﻲ
ﺃﻧﺎ ﺭﺍﺣﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺩﻋﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ
ﺃﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺗﻮﺩﻳﻌﻲ ﺗﻮﺩﻋﻴﻨﻪ ﺑﺪﻻً ﻣﻨﻲ
ﻫﺬﺍ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻭﺩﻋﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻭﺩﺍﻋﻪ
ﻭﺩﺍﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻲ
ﻭﺩﺍﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﺤﻘﻪ ﻣﻨﻚ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺩﻉ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ
ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﻮﺩﻋﻨﻲ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﺣﻞ ﻟﻸﺑﺪ
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺈﻧﻌﺪﺍﻡ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﺼﻘﻴﻊ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻗﺪ ﻳﻠﺴﻊ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً
ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﺳﻮﻯ ﺃﻧﺎ ﻭﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺧﻄﻴﺒﻬﺎ
ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﺎﻟﻴﺎً ﻣﻨﻲ …
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﻛﺮﻯ ﻓﻘﻂ
ﺫﻛﺮﻯ ﻟﻴﺪ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻮﺡ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻫﻨﺎﻙ
ﻭﻓﻌﻼً ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﺣﺼﻞ ﻓﻘﺪ ﺭﺣﻠﺖ ﻓﻮﺭﺍً ﻟﻠﻤﻄﺎﺭ ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﻟﻢ ﺃﺩﺭﺱ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻬﻤﺎً ﺃﻥ ﺃﺩﺭﺱ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻸﺑﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻘﺼﺔ ﺍﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻓﻌﺪﺕ ﻓﻮﺭﺍً ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺎ
ﺿﻐﻂ ﻳﺎﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
⁃ ﻟﻜﻞ ﻓﻌﻞ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ …
ﺍﻧﺰﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺤﺰﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻗﺼﺪ ﻳﺎﺭﺥ :
⁃ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻲ !!
⁃ ﺃﻋﻨﻲ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻫﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻻﺗﺤﺒﻚ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻙ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﻨﺎ ﻏﺼﺒﺎً ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺗﺨﺎﻃﺮ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻻﺗﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩﻙ ﺃﺻﻼً
ﺗﻨﻬﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
⁃ ﻫﻞ ﺳﺘﺼﻨﻊ ﻟﻲ ﺳﻼﺣﺎً ﺃﻡ ﻻ !!
ﻫﺰ ﻳﺎﺭﺥ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻻﻳﻌﻨﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
⁃ ﻫﻤﻤﻤﻢ ،، ﺣﺴﻨﺎً ﺇﺫﻥ ،، ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺼﻤﻤﺎً ،، ﺳﺄﺻﻨﻊ ﻟﻚ ﺳﻼﺣﺎً ﻓﺄﻧﺎ ﺻﺎﻧﻊ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺳﻼﺡ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺇﻧﺴﻴﺎً ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ “ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺯﻉ ﻭﺣﻮﺷﺎً ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻻ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻭﺣﺶ . ﻓﺤﻴﻦ ﺗﻄﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ، ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺗﻨﻔﺬ ﻓﻴﻚ ”… ﺃﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﺴﺖ ﺟﻨﻲ ﺃﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﻘﻲ ﻭﻃﺎﻫﺮ ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﺴﻼﺡ ﻭﺳﺄﺻﻨﻌﻪ ﻟﻚ ﺃﻭﻻً ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﻨﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻭﺗﻤﺸﻲ ﻣﺘﺠﻬﺎً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﻞ ﻟﻤﻨﺒﻊ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺳﺘﻮﺍﺟﻪ ﻧﺴﺮﺍً ﻓﻀﻴﺎً ﻳﺴﻜﻦ ﻗﻔﺼﺎً ﻧﺤﺎﺳﻴﺎً ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﺮﻳﺸﺔ ﻣﻦ ﺫﻳﻠﻪ .. ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﻟﻤﺼﺐ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺳﺘﺮﻯ ﺷﻼﻻً ﺧﻠﻔﻪ ﻛﻬﻒ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻨﻴﻦ ﺿﺨﻢ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻭﻛﻞ ﺭﺃﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻳﻨﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺮ ﺑﻠﻮﻥ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻵﺧﺮ
ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻷﻭﻝ ﺷﻌﺮﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﻌﺎﺑﻴﻦ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻭﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺷﻌﺮﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﻌﺎﺑﻴﻦ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺷﻌﺮﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﻌﺎﺑﻴﻦ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﺜﻠﺞ
ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﺸﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺃﺱ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺷﻌﺮﺍﺕ ﺗﻜﻤﻞ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﻟﻨﻬﺎﻳﺘﻪ ﺳﺘﺠﺪ ﺑﺌﺮﺍً ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺑﺌﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﺪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺑﺌﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺋﺒﻖ
ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﺪﻟﻮٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺋﺒﻖ
ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺙ ﺃﻓﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻭﺩﻟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺋﺒﻖ ﺻﻨﻌﺖ ﻟﻚ ﺳﻼﺣﺎً ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺼﻤﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﻦ
ﺧﺮﺝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﻛﻮﺥ ﻳﺎﺭﺥ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺎﺭﺥ
ﻟﻠﺘﻮ ﺃﺣﺲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﻌﻞ ﻳﺎﺭﺥ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﻟﻬﻴﺒﺎً ﺁﺧﺮ
“ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﺤﺾ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ؟؟ ”
ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻌﻠﻞ ﻟﻬﺎ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻫﻨﺎ
ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﺎ؟
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻼﺣﻈﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﻟﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﺻﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻓﺎﻟﻤﺸﻲ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻫﻮ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺬ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻌﺸﺘﺎﺭ
ﺃﺧﺬ ﻳﻤﺸﻲ ﻧﺤﻮ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺪﺃ ﻳﺒﺮﺩ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً
ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻟﻸﺳﻔﻞ ﻭﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻳﺼﻌﺪ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﻴﻖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻨﻬﻤﺮﺍً ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻳﺼﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﻮﺓ ﻧﺰﻭﻟﻪ
ﺃﻛﻤﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﻟﺤﺪﻭﺩ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﻭﺭﺃﻯ ﻣﺼﺐ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ ﻭﺃﺳﻔﻠﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﻔﺺ ﻧﺤﺎﺳﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻧﺴﺮ ﻓﻀﻲ ﻋﻤﻼﻕ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻳﺎﺭﺥ
ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻓﺘﺤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻠﻨﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﻄﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﺺ
“ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺳﺠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺺ !! ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ”!!
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﻏﺎﺿﺒﺎً ﻭﻫﺎﺋﺠﺎً ﺟﺪﺍً
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺁﻟﺔً ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﺗﻨﻔﺚ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻓﻲ ﻧﺤﺎﺱ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ
ﻧﻈﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ
“ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻳﺎﺭﺥ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﺘﺒﺮﻧﻲ ”
“ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﺒﺚ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻟﻠﺤﺮﺍﺭﺓ ﻳﺘﻤﺪﺩ
ﻓﺎﻟﻨﺤﺎﺱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺗﺘﻘﻠﺺ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﻤﺪﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺗﻀﻴﻖ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻟﺬﻟﻚ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭﺣﺘﻰ ﻻﻳﺤﺘﺮﻕ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺿﻌﻪ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻻﺗﻌﻄﻲ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﻨﺴﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻳﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺒﻘﺮﻱ ﻳﺎ ﻳﺎﺭﺥ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ! ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻤﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ”!!
ﻗﺎﻝ ﻳﺎﺭﺥ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ
“ ﻟﻜﻞ ﻓﻌﻞ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻭﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ”
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﺗﻠﻤﻴﺤﺎً !!
ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﻻﺷﻚ
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻄﺎﻗﺔ
ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻓﻬﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ :
“ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻻﺗﻔﻨﻰ ﻭﻻﺗﺴﺘﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ”
ﻳﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﺩﻉ ﻳﺎ ﻳﺎﺭﺥ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﺍﺳﺘﻞ ﺧﻨﺠﺮﻩ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻔﻚ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻓﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺗﺮﻭﺳﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻤﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﺎﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻭﻥ ﺑﻄﺎﺭﻳﺎﺕ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ
ﻓﺎﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺑﻄﺎﺭﻳﺎﺕ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻫﺘﺰﺍﺯ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﻟﻄﺎﻗﺔ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻭﺱ ﺍﻷﻟﻤﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﻨﻔﺚ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺺ
ﻟﺬﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻘﻔﺺ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺍﺻﻄﺪﻡ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺑﺎﻟﻘﻔﺺ ﺍﻫﺘﺰ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻭﺍﻫﺘﺰﺕ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﺗﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺘﺮﻭﺱ ﻭﻧﻔﺜﺖ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻭﺿﺎﻗﺖ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻭﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻟﺘﻮﻗﻔﺖ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻧﻔﺚ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻭﺑﺮﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﻳﺸﺔ ﻣﻦ ﺫﻳﻞ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻭﻫﻮ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﻟﻨﺴﺮ ﻫﺎﺋﺞ ﻭﻏﺎﺿﺐٌ ﺟﺪﺍً
ﻓﻜﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻓﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻵﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﺘﻘﻠﺺ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺗﺘﺴﻊ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻭﺣﻴﻦ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺘﻨﻔﺚ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻭﻳﺘﻤﺪﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻄﻊ ﺭﻳﺸﺔ ﻣﻦ ﺫﻳﻠﻪ
ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻠﻊ ﺭﻳﺸﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﺎﻟﺮﻳﺶ ﻳﺒﺪﻭ ﻗﻮﻳﺎً ﻭﺻﻠﺒﺎً ﻭﺳﻤﻴﻜﺎً ﺟﺪﺍً
ﻓﻜﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺸﺮ ﺧﻨﺠﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﻭﺱ ﻟﻴﻮﻗﻒ ﺍﻵﻟﺔ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻭﺱ ﺍﻷﻟﻤﺎﺳﻴﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻭﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﺃﺻﻠﺐ ﻣﻦ ﺧﻨﺠﺮﻩ ﻓﺎﻷﻟﻤﺎﺱ ﺃﻗﺴﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﻟﻮ ﺣﺸﺮ ﺧﻨﺠﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﻭﺱ ﺳﻴﻨﻜﺴﺮ ﻻﺷﻚ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻻﻳﻤﻠﻚ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻻﻧﺘﺰﺍﻋﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻣﺎﻟﻌﻤﻞ ﺇﺫﻥ !!
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺣﺴﻢ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻘﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺠﺢ
ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻔﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﻋﺐ
ﺃﺧﺮﺝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺇﺑﺮﺓ ﺃﺩﻭﻧﻴﺴﻴﻦ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺷﻲﺀ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻟﻴﺘﻮﻗﻒ ﻓﺘﺘﻮﻗﻒ ﺍﻵﻟﺔ
ﺭﻣﻰ ﺑﺈﺑﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻠﻢ ﻳﻬﺪﺃ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺎﻟﻨﺴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺟﺮﻋﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻻﺷﻚ
ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺑﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻫﺪﺃ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺃﺧﻴﺮﺍً
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻛﻠﻔﺖ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﺸﺮ ﺇﺑﺮ ﻓﺴﺒﻊ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺭﻣﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﻘﺎﺭﻩ ﻭﺛﻼﺙ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻣﺒﻌﺪﺍً ﺇﻳﺎﻫﺎ
ﻫﺪﺃ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻭﻳﻠﺘﻘﻂ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﻻﻫﺘﺰﺍﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﺺ
ﻭﺑﺪﺃ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺑﺤﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺼﻞ
ﻓﺠﺄﺓً ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﻀﻌﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺑﺎﻻﺗﺴﺎﻉ ﻓﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺳﺘﺴﺮﻉ ﺗﻘﻠﺺ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻻﺷﻚ ﺇﻥ ﺍﻧﺨﻔﻀﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ
ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻟﻠﻔﺘﺤﺔ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻬﻢ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻌﻠﻪ
ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻭﻗﻔﺰ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﺧﺮﺝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺛﻼﺙ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻭﺍﺣﺪﺓً ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﺤﺪﺛﺎً ﺍﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺃﺩﺕ ﻻﻫﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺍﻵﻟﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮﻱ ﺟﺪﺍً ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻳﺘﻤﺪﺩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺗﺘﻘﻠﺺ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺫﻳﻠﻪ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺭﻣﻲ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻻﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻫﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﻭﺍﻟﻨﺴﺮ ﻗﺪ ﻓﺮﺩ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻳﻦ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﻋﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﺭﻳﺸﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺫﻳﻠﻪ ﻭﻃﺎﺭ ﻋﺎﻟﻴﺎً
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻳﻄﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﻬﻮﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻡ ﻃﺎﻟﻮﺕ
ﺍﻣﺴﻚ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺍﻟﻔﻀﻴﺔ ﻭﺭﻓﻌﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﻫﻮﺍً ﺑﻨﺠﺎﺣﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍً ﻓﻬﻲ ﺭﻳﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ
ﻗﺎﻡ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺠﻤﻊ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻪ ﻟﻶﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻔﻚ ﺍﻟﺘﺮﺱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﻳﺎﺭﺥ ﺑﻔﻚ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺘﺮﺓ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺼﺎﻉ ﺻﺎﻋﻴﻦ ﻟﻴﺎﺭﺥ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺩﻟﻴﻼً ﺣﻴﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻴﺎﺭﺥ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺎﺭﺥ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻳﺎﺭﺥ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓٌ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ
ﻣﺸﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺘﺠﻬﺎً ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﺐ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﻪ
ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﺗﻄﻔﻮ ﻓﺼﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﺐ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﺤﺪﺭﺓً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺣﻴﻦ ﻭﺻﻠﺖ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺼﻌﺪ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺣﻔﻆ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ ﻭﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻊ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻧﺴﻮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ
ﺗﺸﺒﺚ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻧﻈﺮ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺎﻃﺎً ﺑﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ !!
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺑﺒﺼﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﺭﻭﺭﺍ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻳﺘﻀﺎﺣﻜﻦ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ
ﺗﺬﻛﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻨﻴﺎﺕ
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﻭﺗﻬﺰﻫﺎ ﻭﻫﻦ ﻳﺘﻀﺎﺣﻜﻦ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻠﻨﺰﻭﻝ ﻟﻬﻦ
ﺃﺣﺲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻣﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﻦ ﻭﻫﻦ ﻳﺘﺤﻮﻟﻦ ﻟﺠﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺗﺬﻛﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﻘﻼﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﺗﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﺭﻭﺭﺍ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻔﻖ ﺍﻟﻘﻄﺒﻲ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﺧﺮﺝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﻘﻼﺩﺓ ﻭﺭﻓﻌﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎً
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻼﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﻦ ﺑﻔﺰﻉ ﻭﻫﺮﺑﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﻦ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﻫﻦ ﻳﺘﻀﺎﺣﻜﻦ
ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ ﻭﻃﺒﻴﻌﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﺘﻮ
ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺎﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﺠﻨﻴﺎﺕ …
ﺃﺭﻭﺭﺍ …
ﻋﺸﺘﺎﺭ …
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻗﺪ ﻣِﺖُ ﻣﻦ ﺃﻟﻔﻲ ﻋﺎﻡٍ
ﻭﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡٌ ﻓﻮﻕ ﻗﺒﺮﻱ
ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﻴﺎﻡٍ
ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥٍ ﺫﺍﺕِ ﻏﺪﺭِ
ﺫﺍﺕِ ﻏﺪﺭِ …
ﻏﺪﺭﻫﺎ ﻛﺎﻟﺪﻡ ﻳﺴﺮﻱ
ﻣﻦ ﺿﻠﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺩﻣﻮﻋﻲ
ﺑﻴﻦ ﺃﺷﻮﺍﻗﻲ ﻭﺻﺒﺮﻱ
ﻳﺎﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﻌﺮﻱ ﺇﻋﺮﻱ
ﻭﺍﻛﺸﻔﻲ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻐﺮﻱ
ﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﻋﺮﺍﺓً
ﻻ ﺍﻷﺻﻞُ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥِ ﺣﺼﺮﻱ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥُ ﻇﻠﻮﻡٌ
ﺷﺎﺀّ ﻃﻬﺮﺍً ﺃﻭ ﺑِﻌُﻬﺮﻱ
ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺍﻥُ ﺗﺠﺮﻱ
ﻋﺎﺭﻳﺎﺕٍ ﻧﺤﻮ ﺻﺪﺭﻱ
ﻟﺴﻦ ﺗﺪﺭﻱ ﻟﺴﺖُ ﺃﺩﺭﻱ
ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻼً ﺃﻡ ﺑﻔﺠﺮﻱ
ﻻﺻﻼﺓٌ ﻻﻗﻴﺎﻡٌ
ﺑﻞ ﻫﻴﺎﻡٌ ﺩﻭﻥ ﻋﺬﺭِ
ﺿﺎﻉ ﻋﻤﺮﻱ ﺿﺎﻉ ﻋﻤﺮﻱ
ﻣﺬ ﻭﻗﻔﻦَّ ﺿﺎﻉ ﻋﻤﺮﻱ
ﻛﻞُ ﻭﺭﺩٍ ﺑﺎﺕ ﺯﻫﺮﻱ
ﻛﻞُ ﻣﺎﺀٍ ﺻﺎﺭ ﺧﻤﺮﻱ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﻓﻲ ﺿﻴﺎﻉٍ
ﻭﺍﻧﺤﻨﺎﺀٍ ﺩﻭﻥ ﻗﻬﺮﻱ
ﺿﺎﻉ ﻋﻤﺮﻱ ﺿﺎﻉ ﻋﻤﺮﻱ
ﻭﺻﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻟﺸﻼﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻣﺼﺐ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﺳﻘﻂ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﻭﺗﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻬﻮﻱ ﻟﻸﺳﻔﻞ ﺑﺒﻂﺀ
ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﻼﻝ
ﺣﻴﻦ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺣﺮﻙ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻓﺪﺧﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺳﻘﻂ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓً ﺟﺪﺍً
ﺣﻘﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺈﺑﺮﺓ ﺃﺩﻭﻧﻴﺴﻴﻦ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻮﺍﺟﻪ ﺗﻨﻴﻨﺎً ﺫﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺅﻭﺱ
ﻣﺸﻰ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻤﺴﻜﺔ ﺑﺨﻨﺠﺮﻩ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﺻﺨﺮﻱ !!
ﺩﻫﺶ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﻳﺎﺭﺥ
“ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﻫﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺒﺮﻧﻲ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ ”!!
ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻏﺪﺕ ﺃﺻﻌﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺣﻴﺎً ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻨﺰﻉ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺃﺱ !!
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺫﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻐﺰ ﻣﺎ،،
ﺻﻌﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻀﺮﺏ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﺑﺨﻨﺠﺮﻩ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻗﻄﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻟﺮﻣﺎﺩ
ﺍﺣﺘﺎﺭ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﺟﺮﻯ !
ﺛﻢ ﻭﻗﻒ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﻨﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺎﺭﺥ
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺘﺌﺎﻡ ﺟﺮﺍﺣﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻧﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺸﺘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻛﺎﻧﺎ ﻻﻳﺰﺍﻻﻥ ﺳﺠﻴﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻘﺎﻋﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺇﻧﺎﺀ ﺿﺨﻢ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻔﻘﺎﻋﺎﺕ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﻣﺎﺭﺩ ﻋﻤﻼﻕ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻤﺮ ﺑﻪ ﻭﻳﺘﻐﺬﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻘﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻗﻠﻘﺔً ﺟﺪﺍً ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﻼﺣﻮﻝ ﻭﻻﻗﻮﺓ
ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺃﺧﻴﺮﺍً :
⁃ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻚ؟
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺪﻫﻮﺷﺔ :
⁃ ﻃﺎﻟﻮﺕ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ !
⁃ ﺃﻟﻴﺲ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻘﺬﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﻋﻨﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺬﻛﺮﺗﻲ ﻣﺎﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮﻙ … ﺃﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ !
ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ :
⁃ ﻻ .. ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﻻﻳﻌﺮﻓﻪ
⁃ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﺗﺜﻘﻴﻦ ﺑﺬﻛﺎﺀﻩ ﺟﺪﺍً
⁃ ﻃﺎﻟﻮﺕ .. ﺁﻩٍ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﻓﺮﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻼﻳﻮﺟﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻻﻳﻌﺮﻓﻪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺣﻴﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻗﻮﻗﻞ ﻣﺜﻼً ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺗﻐﻠﻖ ﻗﻮﻗﻞ ﻓﻼ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻃﺎﻟﻮﺕ
⁃ ﻗﻮﻗﻞ !! ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﻮﻗﻞ ﺃﻳﻀﺎً !!
⁃ ﺁﻩ .. ﻫﻪ .. ﻗﻮﻗﻞ ﻫﻮ ﻣﺤﺮﻙ ﺑﺤﺚ ﻧﺒﺤﺚ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ
⁃ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻗﻮﻗﻞ ﺭﺟﻞٌ ﺣﻜﻴﻢ ﺃﻳﻀﺎً
⁃ ﻫﻬﻬﻪ ﻻ ﻗﻮﻗﻞ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺁﻟﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﺷﺨﺼﺎً
⁃ ﻟﻘﺪ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ !!
⁃ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻗﻠﺔٌ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﻛﻄﺎﻟﻮﺕ
⁃ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﻄﺎﻟﻮﺕ ﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﺍﺳﻢ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺳﻢ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻫﻪ
ﻗﻄﺒﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ :
⁃ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻻﺗﻨﺴﻰ ﻳﺎﺷﻨﻔﺮﺓ ﺃﻧﻨﻲ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ
⁃ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻚ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺇﺫﻥ؟
⁃ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﻛﺄﺧﻲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻗﺎﺋﻼً :
⁃ ﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ ﻻﺷﻚ
⁃ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻘﺪ ﺭﺣﻞ ﻣﻨﺬ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
⁃ ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ
ﺳﺮﺣﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ :
⁃ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺧﻴﺎﻟﻚ ﻣﻊ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻵﻥ
ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﺤﺰﻥ :
⁃ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻘﺪ ﺣﻄﻤﺖ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﺣﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎﺷﻨﻔﺮﺓ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻫﻞ ﻳﺎﺗﺮﻯ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻫﻞ ﺳﻴﺤﺒﻨﻲ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻛﺎﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺒﻨﻲ ﺇﻳﺎﻩ ﻃﺎﻟﻮﺕ !!
⁃ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺟﻲ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺇﺫﻥ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺒﻚ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ
⁃ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺭﺍﻩ ﻛﺰﻭﺝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﺫﻛﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺒﻴﺒﺎً ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺎً ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺫﻛﻴﺎً ﺗﺤﺲ ﺃﻧﻚ ﻏﺒﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻛﺒﺮﻧﺎﻣﺞ “ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ” ﺳﻴﻞ ﻻﻣﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻨﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻭﺣﻴﻦ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭﻩ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺍﻧﺼﺪﻣﺖ ﻓﻄﺎﻟﻮﺕ ﻻﻳﺠﺪﺭ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﺍﻥ ﺍﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻟﻘﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻓﻀﻪ
⁃ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻛﻴﻒ ﺗﻤﺖ ﺧﻄﺒﺘﻚ ﺑﺠﻠﺠﺎﻣﺶ
⁃ ﺁﻩ ﺗﻠﻚ ﻗﺼﺔ ﺃﺧﺮﻯ …
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ :
⁃ ﺃﻧﺖ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﺬﺍﺏ ﻟﻺﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ، ﻓﻌﻼً ﻛﻢ ﻫﻮ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻃﺎﻟﻮﺕ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻻﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻻﻳﺮﻯ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺗﺰﺍﻝ ﺳﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﻃﺎﻟﻮﺕ :
⁃ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓﺭ ﺃﻳﺖ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﻗﺎﻡ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺣﻔﻼً ﻟﻮﺩﺍﻋﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﻄﺒﺖ ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﻟﺘﻮﻱ
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺃﺭﺟﻮﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺧﺖ ﻃﺎﻟﻮﺕ
ﻛﻨﺖ ﺍﻧﻈﺮ ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺸﻮﻕ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻲ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻳﻤﻸ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﻭﻓﺠﺄﺓً ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﻄﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺧﻠﻒ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ
ﻟﻢ ﺃﺭﻯ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺤﻄﻤﺎً ﻛﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﺮﺓً ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺴﺮﺕ ﺭﻋﺸﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺳﺒﺒﻬﺎ
ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻪ ﺳﻴﻈﻞ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻟﻸﺑﺪ
ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻪ ﻣﻼﻛﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ
ﺳﻘﻄﺖ ﺩﻣﻌﺔ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
⁃ ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﻣﻠﻮﺣﺔ ﻧﺤﻮ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺩﻉ ﻃﺎﻟﻮﺕ
ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ
بواسطة: 20 أغسطس 2024
- آخر تحديث: 40253 مشاهدة