ﻗﺼﺔ ﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻦ
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
– ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻋﺪﺕ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻟﻘﺪ ﺍﻓﺘﻘﺪﻧﺎﻙ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻚ ﻳﺎﺗﺮﻯ ﻗﺪ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﺑﺪﺍً ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺗﻨﻬﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﺁﻩٍ ﻣﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﺭﺣﻴﻠﻲ ﻭﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﺷﻘﺎﺋﻲ ﻭﺳﻌﺎﺩﺗﻲ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻻﺷﻲﺀ ﺭﺣﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﻲ ﺃﺩﺭﺱ ﻭﺃﻋﻮﺩ ﻭﺃﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭﺟﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﺒﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺮﻫﻨﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﺯﻭﺟﺎً ﺭﺑﻤﺎ .. ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﺼﻌﻠﻜﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻓﻌﻼً ﻋﺰﻣﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﻨﻲ ﺧﺒﺮ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻫﻲ ﻭﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﻓﻌﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻨﻬﺎ
– ﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ !!
– ﻧﻌﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺮﺍﺀ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻭﻗﺎﺗﻠﺔ ﻭﻣﺸﻌﻮﺫﺓ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﻧﻘﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻄﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺳﺄﺟﺪﻙ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﻋﺪﻙ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻚ ﻓﻲ ﻣﺄﺯﻕ ﺳﺄﻧﻘﺬﻙ ﺃﻋﺪﻙ ﺑﺬﻟﻚ
– ﺃﻣﺎ ﺁﻥ ﻟﻚ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﺗﻨﺴﻰ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﺃﻧﺠﺒﺖ ﻃﻔﻠﺘﺎﻥ ﻭﺍﺧﺘﻔﺖ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻭﻣﺎﺯﻟﺖ ﻟﻢ ﺗﻴﺄﺱ !
– ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺎﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﻬﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻘﻀﻲ ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ …
ﺃﺳﻨﺪ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺒﺎﺩﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﺧﺘﻼﻕ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺫ ﻻﺷﻚ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﻤﺤﻮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺸﺘﺮﻙ :
– ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺗﺪﺭﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﺻﺢ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻚ ﺩﺭﺳﺖ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻥ ﺣﻘﻘﺖ ﻧﺠﺎﺣﺎً ﺑﺎﻫﺮﺍً ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﺗﺘﺨﺮﺝ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻋﺸﺘﺎﺭ
– ﺗﺨﺮﺟﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻬﻤﺎً ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺝ ﻋﺸﺘﺎﺭ
– ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻌﻮﺩﺗﻚ ﻳﺎﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﺎﺫﺍ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺪﺙ !!
– ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻓﻘﻂ ﺍﺷﺘﻘﺖ ﻟﺮﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ ﺃﻋﺎﺩ ﻟﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻝ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﺟﺪﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻛﻨﺖ ﻃﻔﻼً ﻭﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻃﻔﻼً ﻓﻘﻠﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺐ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺗﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﺒﻴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺑﻴﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺔ ﺑﺪﻳﻨﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﺮﺛﺎﺭﺓ :
– ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻘﺘﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﻓﻮﻕ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺛﻢ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﺍﺧﺘﻔﺖ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﺳﺘﻮﻗﻒ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻗﺎﻟﺖ :
– ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻮﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻻﺷﻚ ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﺛﻢ ﻫﺮﺑﺖ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﺣﺮﺓ
ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ :
– ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﺃﻛﺪ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﻓﻤﺆﺧﺮﺍً ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺛﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺷﻌﺜﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻓﻬﻮ ﻣﻬﺠﻮﺭ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﺠﺮﺅ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺰﻥ ﻓﻌﻼً
ﺩﺧﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻮ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺟﺪ ﻋﻠﺒﺔ ﻟﻤﺸﺮﻭﺏ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻬﺎ ﻳﻘﻴﺲ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻋﻠﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻐﺒﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﻜﺘﺐ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ !!
“ ﻫﻞ ﻓﻌﻼً ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ”!!
ﺃﺯﺍﻝ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺍﻷﺳﻄﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺧﻄﻮﻁ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ
“ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻦ ”
ﻭﺟﺪ ﺩﻓﺘﺮﺍً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻭﻥ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﻔﺘﺤﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻟﻌﺸﺘﺎﺭ ﺣﻴﻦ ﺍﺧﺘﻔﻰ :
“ ﺍﻧﻲ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺍﻣﻬﺪ ﻟﻚ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺻﻤﻮﺩﺍ
ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﺑﻮﻙ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻤﺸﻄﻴﻦ ﺷﻌﺮﻙ ﻭﺗﺘﻤﺮﺟﺤﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻜﻢ ﻭﻛﻨﺖ ﺍﻧﺎ ﻣﺸﻐﻮﻓﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺡ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﺫ ﻛﻨﺖ ﺍﺗﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﺭﺿﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﻋﺸﻘﺘﻚ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺣﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﺭﺍﻗﺒﻚ ﺗﻜﺒﺮﻳﻦ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩﻳﻦ ﺟﻤﺎﻻ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺑﻚ ﻋﺸﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻓﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﺎﻋﻠﻤﺖ ﺍﻫﻠﻲ ﺑﻌﺸﻘﻲ ﻟﻚ ﻭﺭﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻚ ﻭﻗﻮﺑﻠﺖ ﺑﺮﻓﺾ ﺷﺪﻳﺪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﺑﻲ ﻫﻮ ﺳﻴﺪ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩ ﺍﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﺠﻦ ﺑﺎﻹﻧﺲ ﺇﺫ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﺠﻨﺴﻜﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺩﻭﻥ
ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﺻﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻲ ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﻰ ﻣﻦ ﺍﺭﺿﻨﺎ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺍﻋﺪ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭﻱ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺤﺪﻳﺖ ﻗﻮﻣﻲ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻭﻧﻔﻴﺖ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﻚ ﻳﺎﻗﻠﺒﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺟﺎﺋﻨﻲ ﻣﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺇﺫ ﺍﻧﻪ ﻧﺸﺒﺖ ﺣﺮﺏ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺿﺮﻭﺱ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﻗﺘﻞ ﺟﺪﻱ ﻭﺃﺑﻲ ﻭﺃﻋﻤﺎﻣﻲ ﻭﺃﺧﻮﺗﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮﻱ ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻲ ﻭﺣﻈﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﺭﺽ ﺃﺟﺪﺍﺩﻱ
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﺭﻓﺾ ﻭﺧﻔﺖ ﺍﻥ ﺍﻭﺩﻋﻚ ﺍﺑﻨﺘﻴﻨﺎ ﻓﺘﺮﻣﻴﻬﻤﺎ ﺍﻭ ﺗﻘﺘﻠﻴﻬﻤﺎ ﻟﻮ ﺑﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻛﺪﺕ ﻟﻲ ﻣﻮﻗﻔﻚ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻌﻲ ﻭﺍﺑﻨﺘﻲ
ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﻣﺼﺎﺭﺣﺘﻚ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺗﺼﺪﻳﻨﻲ
ﻓﺂﺛﺮﺕ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺑﻬﻤﺎ
ﻋﻠﻨﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﺼﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻭ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ
ﻭﻭﺻﻴﺘﻲ ﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﻋﺸﺮﺗﻨﺎ ﻭﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻻﺗﺨﻠﻌﻲ ﺧﺎﺗﻢ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺒﻌﻚ ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻏﺎﻝ ﻭﻣﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ
ﺯﻭﺟﻚ ﺍﻟﻤﺤﺐ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ”
ﻳﺎﻟﻠﻬﻮﻝ !!!
ﺃﻋﺎﺩ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻕ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻣﻤﺘﺰﺟﺎً ﺑﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻲ !! ﺟﻨﻲ !! ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻳﺎﻋﺸﺘﺎﺭ
ﻋﺎﺩ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺃﻋﺪﺍﺀﻩ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ ﻣﻌﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻓﻘﺪﺍﻧﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﺟﻨﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺟﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺟﻨﻲ !!
ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻓﻌﺸﺘﺎﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺸﻌﻮﺫﺓ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻛﻴﻒ ﻃﺎﺭﺕ ﻭﺍﺧﺘﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﻠﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﺤﻠﻴﻼً ﺟﻴﺪﺍً
ﺃﺧﺬ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺯﻭﺝ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺠﻦ
ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻷﺭﺽ ﺍﻹﻧﺲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ !!
ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻻﺗﺨﻠﻊ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ !!
ﻭﺿﻊ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻳﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﻭﺻﻞ ﻟﻠﺤﺪﻳﻘﺔ ﻭﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻣﺮﻳﺒﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻤﺮ ﺳﻮﻱ ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﺒﻮﺭﻩ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻓﻌﻼً .. ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ !!
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ ﺗﻔﺤﺺ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﺎﻡ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺑﺘﺴﻠﻖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻋﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﺴﺮﻱ
ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺴﻠﻖ ﻭﺍﻟﻘﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﺗﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺫﻫﺒﺖ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﻭﺻﻞ ﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﻭﺿﻊ ﻗﺪﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﺼﻦ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﺎﻧﻜﺴﺮ ﻭﻭﻗﻊ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﺭﺿﺎً
ﻛﺎﻥ ﺳﻘﻮﻁ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻗﻮﻳﺎً ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻟﻠﻨﻔﻖ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺃﺳﻔﻞ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻟﻠﻨﻔﻖ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ
“ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻧﻔﻖ ﻋﻤﻴﻖ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺿﻮﺀ ﺃﺣﻤﺮ ﺧﺎﻓﺖ ﻻﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ !! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺇﺫﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺗﺘﺴﻠﻖ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻔﻖ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ !! ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ”!!
ﻭﻗﻒ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤﻖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ :
– ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻟﺠﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﺒﺮ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺗﺮﻯ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻮﻙ ﻟﻌﺒﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺇﻥ ﻧﻈﺮﺕ ﺧﻠﻔﻚ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﻴﻌﺒﺮ ﺧﻠﻔﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺇﻧﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﺃﺭﻯ ﺧﻴﺎﻝ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﺧﻠﻔﻲ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ ﻣﻤﺎﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ
ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﻔﻖ
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻳﺎ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻧﻚ ﻻﺗﺰﺍﻟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻧﺘﻈﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺳﺄﻧﻘﺬﻙ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺁﺗﻲ ﺃﻧﺎ ﻹﻧﻘﺎﺫﻙ ﻣﻦ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻗﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺗﺤﺒﻲ ﺟﻨﻲ ﻭﻗﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻣﺮﺃﺓً ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﺑﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻭﻗﻒ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻭﻛﺄﻥ ﻋﻘﻠﻪ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ
ﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻜﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻔﺘﺤﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﺍﺝ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﻆ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻭﺟﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﺐ ﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻭﺟﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻭﻳﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﻟﻘﻄﻊ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺤﻔﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻭﺣﺸﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻣﻊ ﻣﺎﺩﺓ ﻛﺒﺮﻳﺘﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ﺛﻢ ﺃﻟﺼﻖ ﻛﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻭﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﺠﺬﺏ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﻭﺗﻨﻔﺠﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ
ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺷﺒﻜﺔ ﺻﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻠﻔﻬﺎ ﺑﺄﺳﻼﻙ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﺠﺮﻭﺣﺔ ﻭﺑﻄﺎﺭﻳﺎﺕ ﻟﻴﺜﻴﻮﻡ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﺷﺒﻜﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺗﺼﻌﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺻﻼً ﻟﻠﺸﺤﻨﺎﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻼﻙ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ
ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺤﻤﻞ ﻓﺄﺱ ﻭﺧﻨﺠﺮ ﻭﺣﺒﻞ ﻭﻭﺿﻊ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺷﻨﻄﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺸﻨﻄﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ
ﺩﺧﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻟﻠﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻟﻠﺼﻴﺪﻟﻲ
ﻃﺎﻟﻮﺕ :
– ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻚ ﺍﺩﻳﻨﻮﺳﻴﻦ؟
ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ :
– ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻭﺻﻔﺔ ﻃﺒﻴﺔ !!
ﻃﺎﻟﻮﺕ :
ﻧﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ
ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺨﻠﻊ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺟﺪﺍً ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻫﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻵﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻛﺮﺷﻮﺓ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺀ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﻟﻨﻔﻖ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺄﺧﺬﻩ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻃﻌﻪ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ :
– ﻫﻞ ﻫﻲ ﺃﺻﻠﻴﺔ !!
– ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﻨﻮﺳﻴﻦ
ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻌﻦ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ ﻣﻌﻄﻔﻪ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﻧﻬﺾ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎً ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺠﻠﺐ ﺛﻼﺙ ﻋﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﻨﻮﺳﻴﻦ ﻗﺎﺋﻼً :
– ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﺪﻱ
– ﺳﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ ﻻﺷﻚ ﺳﺂﺧﺬﻫﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺎﺩﺓ ﻣﺨﺪﺭﺓ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺧﻠﻄﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻻﺩﻳﻨﻮﺳﻴﻦ …
– ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﻨﻮﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺧﻄﻴﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻄﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻞ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﺒﻄﺊ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﻭﻳﻌﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺟﺮﻋﺎﺕ ٠,٥ ﻣﻠﻎ ﻭﺍﻟﺠﺮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ١٢ ﻣﻠﻎ
– ﻻﺗﺨﻒ ﺷﻜﺮﺍً
ﺧﺮﺝ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻮﺯﻉ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺇﺑﺮ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻛﻞ ﺇﺑﺮﺓ ﻭﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ١٢ ﻣﻠﻎ ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ
ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﻮﺕ ﻭﺿﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ
ﻫﻮ ﻻﻳﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻻﻳﺘﺤﻤﻞ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﺮﻋﺔ ﺧﻔﻘﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﻨﻲ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺑﺒﻨﻲ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻠﻞ ﺳﺮﻋﺔ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺭﺃﻯ ﺃﻱ ﺟﻨﻲ ﺳﺘﺰﻳﺪ ﺳﺮﻋﺔ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻗﻠﺒﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺩﻳﻨﻮﺳﻴﻦ ﺳﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺸﻮﺷﺎً ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺨﺪﺭﺍً ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ
ﻭﺿﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻹﺑﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻭﺩﺧﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺪ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻭﺃﺧﺬ ﺟﻬﺎﺯﺍً ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﺝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﺧﺬ ﺳﺘﺮﺓ ﻭﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻭﻭﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺤﻮﻝ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻭﺑﻄﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﻟﻴﺜﻴﻮﻡ ﻭﺩﺍﺋﺮﺓ ﺃﺳﻼﻙ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺴﺘﺮﺓ ﻷﻱ ﺳﺒﺐ ﻣﺎ ﺳﻴﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺃﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﻳﻌﻄﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﺷﺤﻨﺎﺕ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻟﺼﻌﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺇﻧﻌﺎﺷﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻠﺒﺲ ﺍﻟﺴﺘﺮﺓ ﻭﻭﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺑﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺎﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸﻨﻄﺔ ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﻖ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﻂ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻌﺰﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺷﻼﻝ ﻋﺬﺏ ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺑﻨﺘﺎﻫﺎ ﺭﺍﻥ ﻭﻧﺎﻻ ﺗﻨﺎﻣﺎﻥ ﻧﻮﻣﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧﺸﻐﻠﺖ ﻧﺎﺭﻳﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻷﺟﻬﺶ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺭﻣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻔﻮ
ﻛﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻌﺸﺘﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻫﺎﺩﺉ :
ﻭﺣﻖِ ﺧﺎﻟﻘﻚِ ﻭﺑﺎﺭﺋﻚِ
ﻭﺣﻖِ ﻣﻨﺸﺌﻚِ ﻭﻣﻮﻻﻙِ
ﻏﻠﺒﺘﻨﻲ ﻋﻴﻨﺎﻙِ ﻭﺣﻖ ﻋﻴﻨﺎﻙِ
ﻻﻳﻐﺎﻟﺒﻨﻲ ﻣﺎﻋﺸﺖ ﺳﻮﺍﻙِ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀُ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﺟﻤﺎﻝٌ
ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀُ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺑﻼﻙِ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻈﻼﻡُ ﻣﺎﺑﺎﻧﺖ ﻧﺠﻮﻡٌ
ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡُ ﻟﻮ ﺗﻘﻔﻰ ﻧﺮﺍﻙِ
ﺃﻧﺖِ ﻛﻤﺎﺀٍ ﻻﻳﺮﻭﻱ ﻇﻤﺂﻧﺎً
ﻫﻞ ﻳُﺮﻭﻯ ﻇﻤﺂﻥٌ ﻭﻛﺄﺳُﻪُ ﻓﺎﻙِ
ﺷﻔﺘﺎﻙِ ﻣﻴﺰﺍﻥٌ ﻣﺎﺑﻪِ ﻋﺪﻝٌ
ﺍﻟﻜﻴﻞُ ﻣﺒﺨﻮﺱٌ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻬﻮﺍﻙِ
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﻐﻤﻀﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
– ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻫﻮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﻮﻳﺖ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺠﻦ
ﻓﺎﺳﺘﺮﺳﻞ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ :
ﺃﻧﺖِ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓُ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔُ ﻓﻲ ﻛﻞِ ﻟﻴﻞٍ
ﻭﺗﺸﻌﺸﻊ ﻧﻮﺭُ ﺍﻟﺼﺒﺢِ ﻣﻦ ﻣﺤﻴّﺎﻙِ
ﻓﺘﺤﺖ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻛﺈﺷﺮﺍﻗﺔ ﻭﺭﺩﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻟﺘﺮﻯ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺗﺎﺟﺎً ﻟﻪ ﻗﺮﻭﻥ ﻓﻌﺒﺲ ﻭﺟﻪ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻓﻮﺭﺍً ﻭﻗﺎﻟﺖ :
– ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﺃﻇﻨﻚ ﺗﻠﺒﺲ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻟﻢ ﻧﻨﺘﻬﻲ !
ﺃﺟﺎﺏ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ :
– ﻟﺪﻱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉٌ ﻋﺎﺟﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺟﺎﻭﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ
ﺃﺷﺮﻕ ﻭﺟﻪ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ :
– ﺟﺎﻭﺭ !! ﻫﻞ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﻫﻴﭭﻴﺎ !!
– ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﻟﻲ ﺑﺮﻗﻴﺔ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻲ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻣﺮ ﺧﻄﻴﺮ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻟﻚ ﺗﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻫﻬﻪ
– ﺇﺫﻥ ﻧﺠﺤﺖ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﻫﻬﻬﻪ ﺍﻟﺴﻌﻼﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﺟﻨﻴﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﺎﺟﺮﻯ ﻟﻬﺎ …
ﻳﺘﺒﻊ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ “ ﺍﻹﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﻨﻲ