رواية ذات الرداء الاحمر

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
رواية ذات الرداء الاحمر



الفصل التاسع


لنلقي القنبلة ثم نختفي من الإنفجار..
لنلقي القنبلة ثم نصم آذاننا عن دوى القتال..
لنلقي القنبلة ثم نبحث عن مهرب للنجاة..
وسواء ألقيتها أم لا..
فلنهرب وحسب.. .


في شركة المنصوري وبقُرب نهاية اليوم ، كان لايزال في مكتبه يُنهي بعض الأعمال العالقة ليتفاجئ كنان بصديقه أيهم يدخل عليه قائلاً بمرحه المعتاد :
– إن لم أتي أنا لزيارتك لا تفعلها أنت .

ابتسم كنان بحرج معتذرًا :
– اسف أيهم ، لكنك تعلم كثرة الأعمال التي على عاتقي .

ابتسم له أيهم بمكر خفى عن عينا الآخر قائلاً :
– حسنا لا بأس ، لدي مفاجأة لك .

رفع كنان حاجبيه متسائلاً :
– وماهى ؟! .

غمز له أيهم قائلاً بمرح :
– لن تكون مفاجأة إن أخبرتك الآن ولكن لن يهون عليّ فضولك ، لذا بارك لي خطبتي بعد أيام .

وقف كنان من مجلسه يتجه لصديقه معانقًا إياه يهنئه بحفاوة ثم سحبه من يده ليجلسا على المقعدين المجاورين للمكتب قائلاً :
– حقاً مبارك لك أيهم ، سعدت كثيرًا لهذا
الخبر ، هيا أخبرني التفاصيل كاملة .

وأنهى حديثه بنبرة فضولية لم تخفِ على أيهم ، فيضحك مردفًا بمكر :
– حسنًا ، ألن تسألني عن هويتها .

  • بالتأكيد من هي ، هل شخص أعرفه !؟ .

وقف أيهم من مجلسه يقول :
– دعني أحضرها من الخارج لتراها بنفسك .

  • هل هي بالخارج !؟ .

أومأ رأسه بنعم قائلاً :
-أجل ، لحظة واحدة .

خرج أيهم من المكتب ليعود بعد لحظات و أنامل كفه تتخلل أنامل كف تيا المبتسمة له ببعض الخجل ، فنظر كنان لهما بعدم فهم ، ليفجر أيهم مفاجأته بوجهه :
– أقدم لك خطيبتي … تيا .

وقعت عليه الجملة الأخيرة كالصاعقة حتى أنه شعر ببرودة تسري في أطرافه لينتفض من مجلسه بصدمة وحدقتيه متسعتان بدهشة عارمة ، لم يصل تفكيره إلى هذا المنطق أبدًا ، ولا حتى لأبعد الخيالات أن صديقه المقرب وتيا من قبّلها يومًا ما سيكونان معًا !! .


استيقظ تيم مبكرًا مقررًا أن ينعش نفسه قليلاً ، ليخرج من المرحاض بعدما أبدل ملابسه وبين كفيه منشفة بيضاء يجفف بها خصلاته المبتلة ، ويدخل إلى المطبخ ليعد لنفسه قدح من القهوة .

خرج من المطبخ متجهًا للشرفة ، جلس على أحد المقاعد شاردًا في ذكرى أمس ، يراجع ما فعله ، لا يعلم كيف قبّلها بهذه الجرأة ، لكنها حقًا تثير شيئاً ما بداخله ، وجودها يجعله كاملاً متكاملاً ، لا وجود لعمار أو بنان ، فقط هي .
اتجه عقله لمقارنة بينها وبين بنان ، بنان صديقته الذي ظن أنه يحبها ، أفعالها الطفولية معه هو وعمار ، نظراتها المشاكسة والغاضبة أيضًا ، حديثها المندفع ، تعاملها الأخوي معه .
بينما تيارا تختلف عنها تمامًا ، أفعالها الطريفة معه ومراقبتها له دائمًا ، نظراتها المتلهفة والهائمة به ، حديثها الخجول معه بوجه متورد ، اسمه الذي يخرج من فاها بطريقة تثير قلبه قبل ذكورته ، ولكن السؤال هنا هل أحب بنان يومًا.. ! ، أم أنه تعود علي وجودها فقط وحينما بدأت تبتعد عنه وتتقرب من عمار أكثر منه شعر بالغيرة والحزن من إبتعادها ، ومع أنه لا يعلم إجابة لسؤاله ، لكنه حتمًا يعلم تمام العلم أن تيارا بدأت بإحتلال قلبه وحتمًا سيستغل الفرصة للتقرب منها ، ليقرر فعل شيئًا مجنونًا قليلاً يكمل به جنون أمس ! .


بعد عدة ساعات ، يجلس أمام مكتبه وبيديه ملفًا ما يدرسه وملامحه يعلوها الضيق ، فها هي تأخرت بمجيئها ، هل هذا بسبب ما حدث أمس ، أم أنها أستيقطت متأخرة دون إرادتها ؟! .
وجائته الإجابه عندما أستمع لصوت رويد المرتفع ، فابتسم بعبث ، لأنها الوحيدة التي تجعل رويد يفقد أعصابه ، مع أنه يشعر بالغيظ من هذا غريب الأطوار لأنه يصرخ بها .
أستمع لغلقة الباب القوية فابتسم أكثر واقفًا من مجلسه بعدما ترك الملف على المكتب ، أخرج من جيب سترته علبة حمراء – قطيفة – وفتحها ليظهر ما بداخلها ، خاتم ماسي بسيط ، تنهد بعمق داعيًا بداخله أن يوفق فيما سيفعله ثم أقفل العلبة وأحكم قبضته عليها وأتجه لها كي يفعل ما يريده ، غافلاً عن من رآه والغضب يتآكله ! .


أما عند قلب آخر يجلس على مكتبه وكفيه يخبئان وجهه بإرهاق ، هل يشعر أنه تم خداعه ، أم أنه كان مخطئًا في فهم مشاعرها نحوه !؟ ، وحتى إن كان فهمه خطأ فليس الآن ، لقد كاد على الإرتماء بين ذراعيها يترجي منها برائتها وحنانها ، فهو الآن يحتاجها وبشده بعد ماحدث له في اليومين السابقين ، أرجع رأسه إلى الخلف ليشرد في تلك الليلة….

سكون الليل مفجع للبعض ، وللبعض راحة ، وللبعض مهرب من صخب الصباح .
لم يشعر بنفسه وعيناه الدامية وهو يسير متخفيًا بإحدى الطرق المؤدية إلي المقابر !!
وهناك وجدها بطلتها الفاتنة وثوبها الأحمر بقلنسوته ، لتشبه فتاة هاربة من إحدى قصص الأطفال الهاربة من الذئب … ولكن هل هي الضحية أم الجاني !
” كانت ساحرة بكل حرف كتبه شاعر لمحبوبته ” ، لتجبره قدماه على الذهاب إليها ، فتبتسم هي ما إن اقترب منها ، تمتمت بكلمات غريبة ليعود إلى طبيعته وعينيه الزرقاء ليلتفت إليها ويردف بتعجب :
– من أنتِ ؟! .

حدقت به بغموض رافعة رأسها إليه مردفة :
– ألا تتذكرني ؟ .

طالعها بتركيز مدققًا بملامحها بحرص إلا أن هتف بدهشة :
– أنتِ … أنتِ هي الفتاة من بأحلامي !! .

ابتسمت الفتاة برقة قائلة :
– ولكني لست حلمًا .

ارتفع حاجبيه بدهشة يتسائل :
– ماذا تقصدين ؟! .

  • لنتعرف أولاً أنا أوركيديا .

وبرغم تعجبه لما يحدث أجابها بهدوء :
– وأنا كنان ، لكن جاوبينى هل تقابلنا من قبل ؟ .

اختفت الرقة من بسمتها وحل محلها المكر :
– لا يهم ذلك الآن ، فقد أردت مقابلتك لأن هناك ما يخصك بحوزتي .

تسائل كنان بفضول دائمًا ما يغلبه :
– وما هو هذا الشيء ؟! .

أتجهت له وبدأت بالسير حوله على هيئة دائرة هاتفة :
– أعلم من قتل عائلتك !! .

حدق بها ما إن وقع بصره عليها قبل أن تكمل سيرها المتكرر :
– لكن عائلتي لم تقتل .

  • إذن دعني أُريك .

توقفت عن سيرها ووقفت أمامه تضع كفها على رأسه متمتمة بكلمات مبهمة ، لتسقط قلنسوتها عن رأسها ويتطاير شعرها خلفها الذي تغير من الأشقر إلى الأبيض ليوازي لون عيناها البيضاء أيضًا ، أرتفع كلاهما عن الأرض بضع إنشات ، بينما هو يشعر بتدافع صور وذكريات غريبة لرأسه عن شخص ما يمسك بقميص أبيه ويحاول ضربه ، وأخرى عن نفس الشخص وهو يأمر أحدهم بقتل أسرته ، وهذا الشخص أيضًا وهو ينظر لأخته بنظرات ذئب جائع يكاد ينهشها ، نظرات جعلته يشمئز منه ، وما إن أنهت كلماتها حتى أستقر كلاهما على الأرض بوضع مختلف !! ، حيث سقط على ركبتيه وكفيه متنفسًا بصعوبة ، بينما هي تقف مكانها تحدق فيه بمكر ، رفع نظره لها يتسائلها من بين أنفاسه :
– من أنتِ ؟! .

أجابته ببسمة رقيقة مضادة لنظراتها الماكرة :
– ملاك جئت لمساعدتك .

  • انا اتسائل حقًا كيف وضعتي تلك الصور في رأسي كأني كنت بينهم أشاهد في صمت !!

  • حسنًا سأريحك ، نحن متواجدون في عالم آخر نأتي هنا أحيانًا لمساعدة الطيبين أمثالك ليحصلوا على ثأرهم ، وليرتاح ذويهم ، بإمكاني مساعدتكِ لتأخذ ثأرك منه ، والآن أخبرني ما رأيك ؟ .

أعتدل بمجلسه واقفًا يحدثها بغضب :
– وهل هذا يحتاج لسؤال ، بالطبع سأقتله .

  • حسنًا لك ماتريد ، لكنني فقط أريدك أن تفصل رأسه عن جسده .

  • هل لكي ثأر عنده أم مثلما قلتي تساعديننى فقط ؟! .

  • بين هذا وذاك هو يمتلك غرضًا يخصني وقد سرقه مني ولن أستطيع إسترجاعه إلا بموته .

وضع كنان كفه بأوسطه والآخر بين خصلاته يشدد عليهم يتسائلها بغضب :
– هل تعرفين مكانه ، أم سأبحث أنا عنه ، فقط أخبريني ما اسمه وغدًا سيسجل في دفتر الأموات .

-اسمه رويد … رويد غياث ، ولن تحتاج للبحث عنه فأنا سأخذك إليه بنفسي .

ردد كنان الاسم ويثق بأنه يعرفه ، ليتذكر بأنه رجل أعمال تنتشر حولة الأحاديث أنه يعمل مع رجال العصابات ، وقتله لعائلته يؤكد أنها بالتأكيد ليست مجرد إشاعات !! .

اخرجته أوركيديا من شروده سائلة :
– أين شردت ، هل تعرفه ؟! .

ليجز كنان على اسنانه :
– لم أقابله يومًا ، لكن اللقاء الأول سيكون له صدى غير مألوف ، إذن متى سنذهب أيتها الساحرة العزيزة ، لأني لن أستطيع الإنتظار طويلاً .

ابتسمت أوركيديا على أثر ذاك اللقب لتقول :
– هل يهمك ماذا أكون ، أم أن المهم لديك هو مساعدتك لتنتقم .

  • كل ما يهمنى الآن هو قتله ، وقتله فقط

-اذن انتظر للغد .

ليقول بصوت مخيف ، صوت رجل لن يوقفه شيء :
– إنتظرني وإنتظر موتك قريبًا علي يدي غياث .

بينما هي تقف بجانبه وتبتسم بخبث وتحدث نفسها ” إذا لم أستطع السيطرة عليك وتكون ملكي فما حاجتي لوجودك .. فقط تُقتل وتسقط الحماية ، لأعبث بعقلك قليلاً قبل أن أحمله بين يدى وأسترد ماهو ملكي ”

ليعود كنان من ذكراه ومازال ضميره يجلده بقسوة لفشله في الأخذ بثأر والده وعائلته ، لم يعرف أين كان التقصير لقد صدقت تلك الساحرة معه وتقابل معها ، وفقط في ثواني معدودة كان يقف أمام قصر رويد غياث
ثم تمسك يده وفي لحظة كانا بداخل القصر ، لتدله على إحدى الغرف ثم تختفي من أمامه .
صعد الدرج حتى وصل للغرفة المنشودة ، فتح الباب بهدوء لتلتقط عيناه جسد النائم أمامه لتظهر نواجزه في ابتسامة جانبية ، أخرج يده من جيبه لتظهر بها تلك الورقة الغريبة ، تلك الأوراق التي اخبرته أوركيديا أنها وضعتها في منزله وأنها أحدْ من السكين ، ليصوبها ناحية النائم ويلقيها ، ولكن لا تجري الرياح كما تشاء السفن فالورقة ما إن اقتربت منه حتى تبخرت وصارت رمادًا تحركه الرياح كأنها لم تكن شيئًا !! .
ذهلت أوركيديا – الواقفة خارج القصر – وهي ترى من خلال عين كنان ما يحدث ليظهر الغضب واضحًا على ملامحها .
شعر كنان بالنائم يتحرك ليسرع في الخروج ، لأنه لايملك سلاحًا ، ويريد أن يكون أول لقاء يجمعهما هو الدم ، والدم فقط ليجد أوركيديا تقف على باب القصر والغضب يظهر جليًا على ملامحها ولكنه لم يهتم لينهرها ويحدثها غاضبًا :
– كيف حدث ذلك ، لقد أخبرتني أن تلك الأوراق أحدْ من السكين إذًا كيف ، كيف اقتربت منه لتتلاشى كما لو أنها احترقت دون أن تمسها النيران .

غمغمت أوركيديا بشرود :
– لابد انه لديه حمايه من حارسة .

رمقها كنان بعدم فهم قائلاً
:
– ماذا ؟! .

نظرت له بغضب وهتفت به :
– هذا ليس من شأنك ، هيا اذهب الآن .

دنى منها بخطوات غاضبة وامسكها من عضدها هاتفًا من بين أسنانه :
– كل ما يخص هذا القاتل يخصني .

رفعت أوركيديا يديها المتحررة في الهواء وتقبض على كفها بقوة ليشعر كنان بالاختناق لتقول ببسمة باردة :
– إياك ومحادثتي بتلك الطريقة مجددًا ، واحذر في تعاملك معي ، والآن اذهب لحين إشعار آخر .

أنهت حديثها بنفض كفها منه ، ثم أمرته بأن يعود لمنزله ، فيذهب دون إرادة منه ودون إضافة أي كلمة أخرى .

عاد من ذكراه وهو يطيح بكل ماهو أمامه ، لتسمعه من بالخارج ، لكنها سوف تلتزم بخطتها مع أيهم لتراه يخرج كالبركان ليذهب إلى المكان الوحيد الذى لا يرتاح إلا فيه .


في شركة غياث ، خرجت تيارا من مكتب رويد والغيظ يتآكلها مغلقة الباب خلفها بقوة ، يومين وهو يعاملها بأسلوب فظ للغاية ، هو أسلوبه بالفعل لكن في تلك الأيام كأن عصبيته زادت أضعافًا وهي لن تهدأ حتى تعلم ماحدث له !! .
لكنها فور خروجها وجدت تيم أمامها لترتسم الابتسامة على شفتيها تلقائيًا فتنسى رويد والعمل والشركة بأكملها ، لكنها تتذكر ماحدث أمس ، فانخفضت نظراتها للأسفل بخجل مهرولة بإتجاه مكتبها ، جلست وهي تحاول جاهدة أن تحدثه برسمية :
– هل تريد شيئاً ما ؟! .

أجابها والبسمة تعلو شفتيه :
-بالتأكيد أريد أهم شيء .

رفعت عيناها اللاتي تلمعان بتسائل عن ما يقصده ، لتفكر هل سيعيد ما فعله بالأمس !! ، رفعت رأسها تنظر له بتوجس ، لتجده يضع أمامها علبة قطيفة تحتوي على خاتم ألماس ، لتنظر للعلبة ثم إليه ثم إلي العلبة مرة أخرى لتشير بيديها على العلبة وتقول بتعلثم :
– هل تقصد … بأنك تريد … أن .

اومأ رأسه ببسمة جذابة ، لتقفز كالأطفال وتصفق بكفيها قائلة بتسرع بريء :
– موافقة بالتأكيد .

ضحك تيم على مظهرها ، لتدرك فعلتها على صوت ضحكته ، فأسرعت بوضع كفيها على وجهها تخبئه خلفهما ، فمد هو كفيه وأنتشل كفيها من عليه قائلاً بحب :
-أحبك ، وأعلم أنك تحبينني لذلك لاتخجي من حبكِ لي .

طالعته بنظرات طفولية تقول :
-لكنني أريد شيئًا .

  • أنتِ فقط تأمرين .

ابتسمت بخجل ووجنتيها تتوردان قائلة :
-أريدك أن تتقدم لي مرة أخرى ، لكن في جو شاعري ” أشارت بإصبعها ناحيته ” و أن تدعو أصدقائي ” ثم فردت ذراعيها ” وأن تركع أمامي لأمثل أنا دور صعبة المنال لآرأف بحالك وأوافق في الأخير .

ضحك على كل ماتقوله ثم أردف قائلاً :
– أو هناك حل أسرع وأفضل ، وهو أن ترتدينه الآن ونخرج لنعلن الخبر للجميع .

مطتت شفتيها للأمام بطفولية هاتفة باعتراض :
-لكنني أريد بعض الرومانسية ، لاحظ أنك دائمًا تأخذنى بغتة.

ألتف قليلاً ليقف أمامها خلف المكتب ثم جذبها من خصرها يشدد عليه وقد أصبحت قريبة منه ، فيغمغم أمام شفتيها :
– وهل هناك أفضل من المفاجأة .

وضعت كفيها على وجهها وهي تشعر أن حرارتها قد وصلت للخمسين ، ليصدح رنين الهاتف لتنتفض خوفًا ليضحك عليها قائلاً :
– اهدأى إنه الهاتف فقط .

رفعت كفيه عن خصرها ببطئ ثم ذهبت لترد على الهاتف ، لتمتعض ملامحها بضيق وتهتف للمتصل :
– حسنًا سآتي حالاً .

ليتسائل تيم :
– من ؟ .

لوت شفتيها تجيبه :
– إنه سيد براء يريدني في مكتبه .

  • هل تعلمين أنني لا أحب هذا الرجل .

لتسأله تيارا في قلق ظاهر على ملامح وجهها بأن يكون تيم يعلم شيئًا :
– لماذا ؟! .

  • لا لشيء محدد ، ولكن اعتبريه شيئًا متبادل ، فنظراته لي لا توحي بأنه يحبني .

  • فلتنساه ، وهيا خذ خاتمك وستفعل كما قلت .

  • حسناً سيدتي فأنا رهن إشارتكِ .

لتبتسم تيارا وتأخذ أحد الملفات وتذهب ، لينظر إلى رحليها ويحدث نفسه ببسمة لم تكن صادقة كالآن ” لا أعلم متى وكيف ، لكنني أحببتكِ ”


بعد دقائق قليلة دخلت نهلة زميلة تيارا في العمل لتأخذ أحد الملفات ليراها تيم من خلف الزجاج ويجدها تدخل إليه وتقول :
– تيم أريد منك خدمة .

  • تفضلي .

لتقول ببراءة :
لقد ارسلتني تيارا لآتي لها بذلك الملف لكن أستاذ رويد يريد أن أحضر له شيئًا فهلا ذهبت به إليها في مكتب سيد براء .

أخذ منها الملف ببسمة مرحة هامسًا بخفوت :
– حسنًا لا بأس فلقد اشتقت إليها .

لم تستمع نهلة لما قاله جيدًا فعلقت :
-ماذا ؟! .

نظر لها وقال :
– لاشيء .

ليرحل تيم وتنظر هى له بخبث قائلة بداخلها ” آسفة لكن للأوراق الملونة بريقها ” .
وقف أمام باب مكتب براء المفتوح قليلاً ، فرأى براء يعطيه ظهره ينظر لتيار التي لا يراها ، ليستمع لصوت براء الغاضب وهو يقول :
– يا لكِ من ممثلة عظيمة تيارا ، لقد قلتِ أنكِ مللتِ من علاقتنا قليلاً وتأخذين تيم صديق تمرحين معه ، لكن أن يصل الأمر لعرض زواج ، ماذا عني وحبي لكِ ومافعلته من أجلك هل كنت لعبة أم ماذا ، هل هو أكثر ثراءاً مني ، أجمل مني ، هل رسمتي عليه الحب كما فعلتي معي ، أعلم أنك لاتجدين ردًا مناسبًا لحديثي لأنني كشفت لعبتكِ ، حقًا أنا أكرهك تيارا ، وجهك وبراءتك الظاهران ما هما إلا قناع كي يغفل فريستك عن الإفلات من بين يديكِ .

صدمة حلت على تيم وهو يتحسس جيبه الذي يحوي العلبة !! ، أما سمعه الأن موجه لتيارا !! ، من بدأت بغزو قلبه وكانت على وشك إحتلاله !! .

بدأت عيناه تطلق شرار ، وبداخله غضب …. غضب مشتعل ، فحينما علم أنه لم يحب ووقع بالحب غُدر قلبه بأقصى الطرق ، يالا سخرية القدر منه ، لتتغير ملامحه لصورة مخيفة وهو يريد أن يدخل ليفتك بها !! .




34701 مشاهدة