الفصل الرابع عشر
بداية اللعنة إمرأة..
ونهايتها أيضًا إمرأة ..
حاذر من غضب حواء..
فغضبها لعنة..
وحزنها لعنة..
وبكائها لعنة..
وهي لا تبكي ، إذن لا يوجد لعنة..
أنت مخطئ يا عزيزي..
فهي بنفسها تكون لعنة.. .
الأحاسيس تكون معدية في بعض الأحيان ، لكن في نفس اللحظة نشعر بنفس الشعور لنتفق على شيئًا واحد …
الإنتقام شر … لكن هل الإنتقام ممن آذوك يندرح تحت مبدأ الشرور … أما العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم !! .
اجتمع ثلاثتهم على مبدأ واحد هو الإنتقام مِن مَن دخلت حياتهم فقلبتها رأسًا على عقب .
أحدهم جعلته قاتل دون رحمة ، وآخر قتلت والده بدم بارد ، وأخير قلبت حياة عائلته لقرن كامل !! .
يجتمع رويد وتيم وكنان وبينهم تجلس تيارا وجوانة التي اتصل بها تيم لتحضر بعد أن شرح لها كل شيء ، ليبدأ كنان الحديث ويسأل تيارا بقلق :
– هل تلك المرأة بإمكانها معاودة السيطرة علي مرة اخرى .
نظرت تيارا له وقالت بتروي :
– بالطبع تستطيع هي أوركيديا … أنا فقط قمت بتعطيلها ولكن ليس لفترة طويلة ، تلك اللعنة لن تنتهي إلا بموتها ، أو أن تنهيها هي بنفسها .
- إذن فلتمت .
كان هذا رأى رويد الذي لا يخالفه فيه أحد ،
سأل تيم تيارا وهو لايطيق النظر إليها بعد آخر موقف بينهم ، وظهور حقيقة جديدة بأن لها شخصية أخرى لم يكن يعلم عنها شيئًا فكيف كانت ستكون زوجته :
– وأنا آنسة تيارا وعائلتي ، هل هناك أمل أن نعود إناس طبيعين مرة أخرى .
زفرت تيارا بإستياء من لقب آنسة الذي أطلقه عليها وقالت له ونظرها مثبت عليه :
– ربما ! .
فتحدثت جوانة ببعض الأمل :
– ربما .. هل هناك طريقة نستطيع بها إنهاء ذلك الأمر !؟ .
نظرت لها وقالت بعدم تأكد :
– لا يوجد لعنة ليس لها طريقة إبطال ، لكن هذا الكتاب… .
وأشارت إلى الصندوق وأكملت :
– ربما يحوي الكثير من الأسرار والحلول .
وقف رويد من مجلسه وأحضر بعض المخطوطات ووضعها أمام تيارا قائلاً :
– تلك المخطوطات قد جمعتها طوال خمس سنوات ، لمحاولة فتح هذا الكتاب والعثور على قاتلة أبي .
لتتحول ملامح وجهه للغضب وتحمر عيناه يكمل قائلاً :
– والتي أصبحت معروفة لي … لا أحتاج إليه الان، فلتجربي الأمر لتري إن كان بإستطاعتك فتحه أم لا .
تفحصت تيارا المخطوطات قليلاً ثم نظرت لرويد الذي عاود الجلوس وقالت :
– حتى وإن كانت تحتوي على السر ، أنا ليس لدى القوة لفتحه ، فتلك القوى فقط تكون لدى أوركيديا و … .
ثم نظرت تلقائيًا لتيم لتكمل :
– أو تاليا .
ليتفاجأ تيم ويقول :
– أمي !!! .
لتعلق جوانة قائلة :
– هل تاليا تستطيع إبطال اللعنة !؟ ، مافهمته من تيم أن ذلك الكتاب كان في عالمنا ، إذن لماذا لم تفعلها منذ قرن مضى أو حتى بعد أن أحبت بيجاد .
أخذت تيارا تفكر قليلاً والجميع ينتظر منها الإجابة لتقول :
– من الممكن أن تحتاج تلك اللعنة إلى دماء من أطلقها .
رفعت جوانة حاجبيها وقالت بهدوء :
– وإن يكن .
نظرت لها تيارا بضيق وقالت :
– وهل كانت تقتل شقيقتها !! ، لا تنسي أن حماكِ العزيز قد قتل ابنها وزوجها تنفيذًا لقانون ظالم .
وقف تيم من مجلسه وصرخ بها :
– هل تدافعين عنها .
رمقته تيارا بغضب وصرخت به هي الأخرى :
– أنا لا ادافع عنها ، ولا تنسى أن نفس القانون نُفذ على والديك ، وهذا القانون… .
توقفت عما كانت ستقوله ، فصممت مجبرة تكمل بداخلها ” هو الذي سيحكم على علاقتنا ” !! .
هدأ صوتها وأخفضت بصرها عنه وقالت بهدوء :
– هذا القانون كان ظالمًا ومازال .
لم يأبى تيم لها ولا لهدوءها المفاجئ وقال بغضب :
– تلك المرأة أضرت بنو جنسي لتحولهم إلى وحوش .
رمقته بسخرية وقال :
– تلك المرأة خالتك إن لم تكن تعلم .
أغاظته نظرتها له وحديثها هذا فرفع أصبعه أمامها وقال منفعلاً :
– الذي يتجه للشرور وللطريق المظلم لا عقاب له سوى الموت ، ولا يستحق شفاعة أو شفقة من أحد .
ولم يكن إلا كنان أن يوقف شجارهم السخيف :
– توقفا أنتما الإثنان ، فيماذا تتحدثان ، هل تتناقشان في أن تقتل أم لا .
لترد تيارا :
– أنا لم أقل هذا .
ليعلو صوت كنان صائحًا بها :
– إذن اصمتي ودعي الأمر للرجال .
ليصرخا به تيم ورويد في نفس الوقت :
– لاتصرخ في وجهها هكذا .
رمقهما كنان بغيظ هاتفًا :
– حقًا ! .
رمقه الأثنان بضيق ، فزفر الأخير بحنق ، بينما نظرت تيارا إلى تيم ببسمة فرحة ، فها هو لم يتحمل أن يصرخ بها غيره ، إذن هو لايزال يحبها ، وستفعل المستحيل كي تجعله كما آخر لقاء،لهما وتسترده ، خرجت من شرودها بها صوت رويد الساخر :
– هل انتهيتي من التحديق به ! .
نقلت بصرها له وتنحنحت بخجل قبل أن تقول :
– لنهدأ قليلاً ونجلس بهدوء كي نضع الخطة المناسبة .
علق رويد :
– ولما خطة ؟! ، سأقتلها وإنتهى الأمر .
تحدث كنان بعند :
– بل إن قلتلها إحد سيكون أنا .
رمقه رويد بسخرية وقال :
– أنت من سيطرت عليك لتفعل ما تريده هي تريد أن تقتلها ! .
رفع له كنان حاجبه وقال بسخرية :
– لا تنسى أنه لولا حماية تيارا لك لسيطرت عليك أيضًا .
زمجر رويد بغضب ، ووقف من مجلسه يتجه ناحيته بغضب بينما نظر له كنان بجسد مشدود ، فوقف تيم أمام رويد قائلاً :
– إهدأ رويد ليس هذا وقته ، هدفنا كلنا واحد .
لوى رويد فمه وقال :
– رويد !! .
رمقه تيم مذهولاً ، فضرب كنان كفًا بآخر ثم قال لتيارا :
– آنسة تيارا هلا تجلسين وتخبرينا كيف نعثر على تلك المرأة .
قبضت ملامح تيارا لتقول :
– العثور على أوركيديا ليس بالسهولة التي تتوقعونها ، نعم لقد سحبوا منها قواها في الماضي لكن أرى الآن أنها إستعادت بعضها مرة أخرى .
هتف بها رويد والغضب مازال يغمره :
– ألستي ساحرة أيضًا .
- بلى .. لكني لست بقوتها ، لكن هناك حل آخر .
نظر لها الجميع بترقب وسألوا عنه فقالت لهم :
– أن تأتي هي إلينا ، هي لم تحصل على الكتاب بعد .
سألها كنان مستفهمًا :
– إذن ماذا ستنتظر ؟! .
- أوركيديا ليست غبية لتلقي نفسها بيننا مرة أخرى ، وخاصةً في وجود تيم وجوانة .
-
إذن ما الحل ؟ .
كان السؤال صادر من رويد فأجابته تيارا بتلقايئة :
– بالتأكيد ستستخدم أحد بيادقها للحصول على الكتاب .
توجس ثلاثتهم بينما هتف تيم :
– من ؟! .
لتشير تيارا لكنان ، فيقول مذهولاً :
– أنا ! .
اومأت بتأكيد فسألها كنان بقلق :
– كيف سيحدث هذا ؟! .
- أنظروا هدفنا جميعًا هو قتل أوركيديا ، لكن قبلاً تحرير تيم وعائلته ، لذلك لابد أن نذهب للمكان الذى حدث فيه كل شيء .
وبعد صمت جوانة الطويل هتفت بشوق :
– هل سنعود بالفعل .
اومأت لها تيارا ببسمة متفهمة فأدمعت عيناها وقالت ببهجة :
– لقد اشتقت لجود كثيرًا .
أقترب منها تيم وجلس بجانبها يعانقها ، بينما أكملت تيارا :
– الذهاب هناك شيء ضروري بالطبع ، أولاً لفك حقل الطاقة الخاص بالكتاب عن طريق خالتي تاليا ، ثانيًا هدف أوركيديا من الكتاب هو الرجوع مرة أخرى وتلك المرة ستنتقم من الجميع ، وهناك سنكون أقوى بمن حولنا وبأهلي .
- وكيف ستعرف أننا نسافر مرة أخرى ؟! .
كان هذا السؤال صادراً من كنان ، فأجابت تيارا ببساطة :
– من خلالك ، قلت لك سابقًا أن سيطرتها عليك دائمة ، ولن تنتهي سوى بموتها ، لذلك ستعرف تحركاتنا عن طريقك وهناك ينتهي كل شيء .
- أنتى حقا تمزحين ، لن أسمح لتلك المرأة أن تسيطر على عقلي مرة أخرى ،لقد رأيتي بعينيك بشاعة ماجعلتني أفعله .
نظر له رويد بتفهم وقال بهدوء :
– ألا تريد أن تتنقم لذلك .
- بلى … لكن ليس من تلك الناحية .
طمئنته تيارا قائلة :
– لاتقلق سأكون بجوارك وداخل عقلك لأعلم ماذا تريد منك بالتحديد .
لوى كنان فمه بسخرية وقال :
– أنتِ أيضًا داخل عقلي ، بالتأكيد سأجن بنهاية هذا الأمر .
جلس رويد مرة أخرى وهتف بسخرية :
– أتمنى ذلك من كل قلبي .
نظر إليه كنان شزرًا ، ليتوتر الجو بينهم بعداوة غير مبررة لتتدخل جوانة متسائلة :
– وهل العبور لعالمي سهل ، أعني هل تستطيعين فعلها .
اومأت تيارا رأسها في زهو وقالت :
– نحن نملك المفاتيح التي تجعله سهلاً .
أنتبه الجميع لها بتسائل فأكملت :
– قلادة روندا التي يملكها رويد وقلادة تاليا التي يملكها تيم .
وقف رويد قائلاً :
– إذن لابد لنا من الرحيل دون ضياع أي وقت ، فأنا لن أستطيع إحتمال ذلك البركان بداخلي أكثر من هذا ، أريد أن أرى دمائها بين يداي .
لكن بداخله كان يصرخ أن قلبه لا يحتمل كل هذا ، أمن أحبها بصدق فعلت به كل هذا !؟ هل يعتقد أن بموتها سيستريح ؟!
أخرجه من شروده قول كنان :
– لكني أحتاج بعض الوقت لترتيب بعض الأمور .
أجابه رويد بنية إغاظته :
– لا تتأخر وإلا لن ننتظر أحد .
نظر إليه كنان بغيظ وحرك رأسه يمينًا ويسارًا بنزق ثم قال :
– لا تقلق .
قطعت جوانة نظراتها المشحونة بعناد قائلة بلهفة :
– لا تتأخر ، لن أستطيع الإنتظار أكثر .
اومأ كنان رأسه بابتسامة ثم رحل ، فحدثها تيم ببعض الغيرة :
– هل اشتقت إليه .
تنهدت جوانة بشوق ولوعة هامسة بخفوت :
– بل أفتقده وبشدة تيم .
عادت إلى مسكنها يشوبها الغضب ، أن ترى صنيعة يديها ليزلزلها وجوده ، الكتاب الذي كان بين يديها ، الذي سيجعلها تعود وبقوة لتقضي عليهم جميعًا ، تقضي على الملك وأبنائه ، تقضي على أهلها لتخليهم عنها ، من أخذوا منها قوتها ليتركوها ضعيفة ، هشة وحيدة .
جلست وبدأت بالهدوء ، فاستجمعت قواها لتراقبهم عن طريق كنان .
أغلقت جفنيها تجميع شتات تفكيرها ، لكنها أنتفضت من مكانها غاضبة ، وبدأت تتحرك كنمر جائع أصابه الجنون ، هل بالفعل فقدت سيطرتها عليه !؟
أخذت تصرخ ، تسب وتلعن ثم تهدأ وتعود لتفكر ، كان هو ورقتها الرابحة في ظل ما يحدث ، كي تحركه كيفما تشاء ، كي تكون وراء الستار وتحصل على ما تريد ، لعنة وضعتها لتسيطر على عقله وترغمه للإذعان إلى أوامرها ، لكن تبخرت لعنتها وذهبت أدراج الرياح ، والسبب … تيارا .
أخذت تضرب كل ما يقابلها وهي تصرخ بقسم أنها ستعيد سيطرتها عليه مرة أخرى ، بل وسيأتي لها بالكتاب وحينها لن ترحم أحدًا ، ستجعلهم يأتون لها راكعين مقبلين قدميا ، و ستفصل رؤوسهم عن أجسادهم وهي تبتسم لهم وحينها سوف ترى من الفائز !! .
ترك كنان رويد وهو يجهز للسفر من ترتيب ما يحتاجونه والطائرة ، وذهب ليفعل أمر لن يرتاح إلا به .
ليتصل بصديقة ويطلب منه الحضور في أسرع وقت ، وبالفعل لم يمر ساعة حتى سمع كنان رنين جرس الباب ، ليذهب ويفتح الباب وما لبث أن عانقه بشدة ، قلق عليه أيهم وسأله بقلق :
– مابك كنان ، هيئتك لاتبشر بالخير .
أبتعد كنان عنه وقال :
– نجلس أولاً وسأقص لك كل شيء .
دخلا وأغلقا الباب ، ثم توجها لغرفة المعيشة ويجلسا على الأريكة ، ليتحدث كنان بنبرة جعلت من أيهم يقلق أكثر :
– أيهم لقد حدثت معي أشياء كثيرة في الفترة السابقة ، أشياء تجعلني أتمنى لو لم أفعلها يومًا ، حتى وإن لم تكن بقصدي لكنها تظل أسوأ .
قطب أيهم جبهته بعدم فهم وقال :
– ما الأمر كنان ؟! ، أخبرني بوضوح ولا تهمل شيئًا .
- حسنًا سأخبرك ، لكن أولاً أريد أن أوصيك بشيء ، سأسافر قريبًا لأمر هام ولا أدري إن كنت سأعود أم لا ، لذا أريدك أن تتمم خطبتك بـتيا إن لم أعد فلن أأمن وجودها مع أحد غيرك .
ليستبد القلق بأيهم أكثر ويسأله :
– ماذا يحدث معك ياصديقي ؟! .
قبل أن ينطق كنان بحرف واحد ظهرت هي من العدم ليلتفت كلاهما إليها بصدمة ، فابتسمت أوركيديا بمكر وقال :
– لقد عدت كناني ، لقد استغنيت عني ، لكني لا أستطيع الإبتعاد عنك أبدًا .
جز كنان على أسنانه من الغضب ، يريد أن يفتك بها ، لكن كما أوضحت تيارا له أن أحدًا منهم لن يقدر عليها ليختار الصمت ، في حين تسائل أيهم بتوجس :
– من أنتِ ؟! .
نقلت بصرها نحو أيهم وقالت :
– أنت لا تعرف هويتي ، فدعني أعرفك بنفسي … انا أوركيديا .
ليسألها ايهم مجددًا :
– و ماذا تفعلين هنا بل كيف دخلتي من الأساس .
أختفت بسمتها وقالت بصياح غاضب :
– ليس من شأنك .
لم يهتم بصراخها وألتفت ايهم لصديقه يسأله :
– من تلك المرأة ؟ ، هل تعرفها ؟ .
لكن كنان لم يسمعه من الأساس ، فقد كان ينظر لها بغموض وسألها :
– لمَ عدتِ ؟! .
جلست أمامهما على الأريكة تضع ساق على الأخرى وتردف :
– اللعبة لم تنتهي بعد وأنت… .
قاطعها كنان هاتفًا بسخط :
– لقد تخلصت من سحركِ ولعنتكِ ولا أريد رؤية وجهك هذا مرة أخرى .
رفعت كفها أمام وجهه ونظرت لأناملها بلامبالاة قائلة :
– عذرًا يا عزيزي لست أنت من تضع النهاية .
وقبل أن يتحدث كنان مرة أخرى قاطعه أيهم قائلاً :
– اخبرني من هذه وكيف تعرفها وعن أي لعنة تتحدث ؟! .
أنزلت أوركيديا كفها بملل ونظرت له قائلة :
– إنك كثير الأسئلة وأنا أكره هذا ،هلا صمت رجاءًا .
ليصرخ بها كنان :
– فقط ارحلي من هنا .
وقفت من مجلسها بغضب هاتفة بنبرة مخيفة :
– لن أفعل قبل أن تُنهي مهتمك أولاً .
زفر كنان بضيق قبل أن يصرخ بها :
– مهمة ! ، عن أي مهمة تتحدثين ، لقد جعلتي مني قاتلاً وبكل برود تطلبين تنفيذ أوامرك ، لا هذا لن يحدث .
وقبل أن تتحدث أوركيديا قاطعها أيهم مرة أخرى قائلاً بعدم فهم :
– قاتل !؟ ، كنان حبًا في الله أخبرني مالذي يحدث هنا ؟ .
غضبت أوركيديا من هذا المتطفل فبدأت بترتيل إحدى تعاويذها مرة أخرى وهي ترفع كفه لتحركه ، بينما عينيها بلون الدماء ولكن هذه المرة لم تكن موجهة لكنان بل وجهتها إلى أيهم الذي أرتفع عن الأرض في لحظات ، لتضم كفها في هيئة قبضة لتبدو وكأنها تمسك قلبه بين راحتيها وتضغط عليه ثم تفتحها مرة أخرى ، وتعود إلى طبيعتها فيسقط جسد أيهم صريعًا بلا روح فيه !! .
بينما كنان ألجمته الصدمة ليجر قدماه تجاه صديقه ، جسى أمامه ووضع إصبعيه على رقبته ليجده قد مات بالفعل ، لتتحجر عيناه وهو يقترب منها بعنف يحاول إمساكها صارخًا بها :
– لمَ فعلتي ذلك أيتها اللعينة.
نظرت له بغضب وقالت بسخط :
– أنه كثير الاسئلة وأيضًا درس بسيط لك في حال رفضت تنفيذ أوامري .
لتقترب منه وتهمس في أذنه بفحيح :
-كان مهمًا لديك .. أليس كذلك ، ولكن هناك أخرى لابد أن تخشى عليها أيضًا !! .
أبتعدت عنه وقد أرتسمت البسمة الخبيثة على ثغرها ، فهتف كنان بخوف ” تيا ” .
نظر لها بشراسة وصرخ بها :
– قسمًا بربي إن أصابها سوء لن أرحمك .
ضحكت بسخرية وقالت :
– إذن أترك نفسك لي .
وقبل أن يسألها عن مقصدها كانت تلتف حوله بردائها ليقيده وهو يصرخ فيها بجنون ، لتبدأ بإلقاء لعنتها عليه مرة أخرى فالغضب الموجود بعينيه وصراخه والكره ناحيتها يكفونها لإتمام السيطرة عليه مرة أخري .
وبعد أن إنتهت من إلقاء لعنها حتى أختفت وتركته هو يعاني .