الفصل السادس عشر
حانت المواجهة..
ومعها يحين وداعنا..
فاللقاء الأخير اقترب..
ولكل إنتقام توابعه..
والغضب سيد الموقف..
والخوف أزلناه من بين سطورنا..
لنسطر بأقلامنا أحداثًا..
تجعل العيون متيقظة للنهاية..
حيث لا سبيل سوى … المواجهة..
اللقاء والمواجهة..
السعي للفوز..
السعي للانتصار..
كلاً يشحذ أسلحته..
كلا يشحن غضبه..
كي تأتي المواجهة ، فلا يخافوا أو يفروا.. .
كانت تيارا جالسة بالكوخ تمسك الكتاب وكنان يجلس بجانبها دون حديث ، بينما هي تقلب صفحات الكتاب عسى أن تجد شيئًا يفيدها ، ولكن كل صفحاته كانت فارغة تمامًا ، الأمر الذي أثار الشك في قلب تيارا ، لتغلقه وتنظر إلى كنان لتجده شاردًا ينظر للفراغ لتسأله :
– ما بك !! .
لم تستمع لردًا منه لتنكزه على كتفه برفق لينتبه لها ناظرًا لها بتسائل فعاودت سؤالها عليه ، وقبل أن يجيب كان يسقط على الأرض ممسكًا برأسه ويصرخ من الألم وكأن هناك شيئًا برأسه ، لتقترب منه بحذر فهي لا تدري ما أصابه .
ظل هكذا يمسك برأسه ويصرخ ويتلوي من الألم ثم وقف ثابتًا وكأن شيئًا لم يكن لتنظر له بفزع ، وقبل أن تتحدث كان يمسكها من رقبتها ضاغطًا عليها بحدة ، وعينيه بلون الدماء ، شعرت بالإختناق وبدأت بالسعال وقبضتيها تضربان يده كي يتركها ، فقذفها بنهاية الغرفة بقوة لتصطدم بالجدار الصلب وتسقط أرضًا تآن بألم ، بينما توجه كنان للكتاب الذي وقع من يدها وأخذه ثم ذهب خارج الكوخ .
ظلت أرضًا لدقائق تآن بألم غير قادرة على تحريك جسدها ، حتى فُتح الباب ودخلوا جميعًا وكان أول من ذهب إليها سريعًا هو تيم بعد رؤيتها على الأرض ليساعدها في رفع جسدها وهو يسأل بقلق :
– تيارا مابكِ مالذي حدث لكِ !؟ .
تحدثت تيارا بنبرة مجهدة :
– لقد سيطرت على كنان مرة أخرى تيم ، وقد هاجمني وأخذ الكتاب وذهب لها .
صك تيم على أسنانه يسب من بينهم بينما صرخ رويد :
– لقد سبقتنا بخطوة ، كيف سنراقب كنان ، كيف سنعثر عليها الآن ، اللعنة عليها اللعنة .
أردفت تاليا على عجالة :
– لابد أنها في الكهف القريب من الغابة هذا مكانها الدائم ، فهو بعيد ويمكنها تأدية طقوسها فيه كما تشاء .
- إذًا علينا الإسراع إليها قبل أن تفعل شيئًا بكنان .
قالها رويد ليوافقه بيجاد هاتفًا :
– هيا بنا إذًا .
ليستعد الجميع للذهاب بينما تقف تيارا أمام تيم وهى تقول :
– لقد قلقت علي ؟! .
ابعد نظراته عنها وقال بلامبالاة مصطنعه :
– مجرد رد فعل ، لا لشيء آخر .
مدت شفتيها كالأطفال ، تلك الحركة التي تثير الإرتباك داخله ، لتقول بوهن قد أنهك قلبها :
– لا هذا لم يكن مجرد رد فعل هذا لأنك مازلت تحبني ، أقسم بأني لم أفعل شيئًا ، أثق أن براء قال لك شيئًا ، فهو كان يطاردني دائماً و بالتـ… .
قطع تيم حديثها بحدة :
-لم يخبرني أحد شيء ، لقد سمعت بأذني .
توسعت عيناها بصدمة وقالت :
– ماذا سمعت لتقول بأنني قمت بخيانتك وخداعك .
- لايهم ماذا سمعت ، لذا مهما قلتي لن أكذب أذناي .
وضعت كفها على رأسه رغمًا عنه لترى كل شيء ، فابعدت كفها وهتفت بألم :
-أقسم لك بأني لم أدخل لمكتب براء حينها ، قل لي هل رأيتني ، هل سمعت صوتي ، أقسم بحبي لك ، أقسم بحق المكان الذي سنذهب إليه الآن بأن ما أقوله أنا صحيح ، انظر في عيني وقل لي بأني أكذب.
نظر تيم داخل عيناها ورأى فيهما الصدق ، لتمر والدته بجانبه ويستمع لصوتها الروحي يحدثه ” صدقها ” ، ومن فوره أخذها بين ذراعيه يغرز وجهه بعنقها هامسًا :
– اشتقت لك كثيرًا.
زفرت الهواء براحة هامسة :
- أحبك تيم أحبك .
ثم لفت ذراعيها حوله تشدد عناقه لها ، تريد أن تبقى معه دائمًا ، وما إن لمحت رويد حتى أنتفضت من بين ذراعيه مبتلعة ريقها بخجل، فنظر لها تيم بنصف عين وقال :
– هل تخافين منه ؟ .
همست بصوت خافت لم يسمعه سوى تيم :
– بل إنه إحترام .
لتركض للخارج ويلحق بها تيم وهو يتوعد لها .
ذهبوا جميعًا بإتجاه كهفها في الغابة ، ليتصدوا لها قبل حدوث شيء يجعل من لعنتهما أبدية .
النهاية ..
كلمة لها وقع غريب علي الأذان التي تسمعها
فهي نهاية من !! …
هل هي نهاية ساحرة عاشقة اختارت قلبها يومًا فداهمها القدر بأن سرقه منها لتصبح بعدها آلة تنتقم وتحيا على دماء ضحاياها وتستلذ بصرخاتهم .
أم هي نهاية حارس لم يختر مهمته تلك وإنما ذهبت إليه هو دون غيره ليبقى متيقظًا لأي حركة كذئب متخفي في جلد شاه ليحمي إرثًا أهداه له القدر .
أم نهاية شاب ذنبه الوحيد في اللعبة أنه أسير لعنة لا تنتهي سوى بدمائها وقع تحت تأثيرها ليصبح لعبتها تحركه بين أصابعها كيفما تشاء .
أم نهاية آخر هو نقيض نفسه ، الضعف والقوة ، الشاه والذئب ، أسير حزن فتاة عاشقة قتلوا حبيبها لتُلقي بهم في لعنة تجعلهم ذئاب حقيقية في إكتمال القمر .
النهايات متشابكة وكلها تؤول في النهاية إليها ، هي نقطة الوصل بينهم !! .
ثلاث قصص مختلفة كانت هي العامل المشترك بينهم لتحرك أصابعها وتحركهم بخيوط كالماريونت ، هي فقط دون غيرها ” أوركيديا ” هي بردائها الأحمر حيث تكتمل اللعنة .
بداخل كهفها في الغابة .
كانت تجلس تبتسم تارة وتضحك بصوت أعلى تارة أخرى ، ثم تقف لتتحرك جيئة وذهابًا لا تبقى على حال ، من يراها سيظن أنها جُنّت بالتأكيد .
ولمَ لا وهي حصلت على كتابها أخيرًا ، فقد أخذته منهم وانتهى الأمر ، يجاورها كنان التي فقدت السيطرة عليه فترة ، ولكنها أعادته مرة أخرى ،فهي بحاجة له حتى إشعار آخر ، ونهاية الإشعار أنها ليست بحاجته الآن !! ، أحضر لها الكتاب دون أن يعلموا وانتهى دوره .
رفعت نظرها إليه لتجده ساكنًا في مكانه لتقرر مصيره ، فوقفت من مكانها وتدور حوله وردائها يهفو خلفها ليعطيها طلة ساحرة ثم تردف بفحيح الثعبان :
– حقًا أنت مطيع كنان ، لذا سأروي لك قصة لابد أنك تعرفها ، قصة الراعي والذئب ، ولكن بطريقة أخرى ، مسكين هذا الراعي ظل طوال مسيرته بأغنامه يرعاها و يحميها من الذئب ولكن الذئب لم يكن غبيًا ، هو فقط ينتظر الوقت المناسب وبالفعل ما إن غفل الراعي عن أغنامه ليتسلل الذئب متخفيًا بثوب شاه ليدخل وسط القطيع ويأخذ منهم ما يشاء وما أن انتهى وحصد ما أراده من البداية حتى قتل الشاه وقتل الراعي .
توقفت عن الحركة وعن الحديث لبرهة ثم سألته عن رأيه :
– أخبرني كنان ما رأيك بقصتي ؟! .
لم يجد في نفسه ردًا يعطيه لها فلاذ بالصمت لتكمل هي حديثها وعينيها مثبتة على عينيه :
– اقتربت النهاية كنان ، انتهي الذئب من مهمته وحان وقت قتل الشاه .
أنهت حديثها ليتغير لون عينيها وشعرها للأبيض وترتفع من مكانها عن الأرض بينما شعرها وردائها يتطايران خلفها بمشهد مكرر وهي ترتل بكلمات غريبة تشكل إحدى تعاويذها ليرتفع هو معها عن الأرض وعيناه تبرق بوميض غريب ويخرج الضوء من فمه ، شعرت بأحدهم خلفها يهجم عليها لتسقط أرضاً ولم تكمل تعويذتها ، ليقترب مهاجمها من كنان الذي سقط أرضاً فاقداً للوعي ، لتمسك هي الكتاب وتختفي من أمامه في لحظات ليقترب رويد من كنان ويرفعه عن الأرض لتقترب تيارا منهما وترتل بكلمات قليلة ، فيشهق كنان فاتحًا عيناه ، ثم يقف من مجلسه مستندًا على رويد ، لينظر له بعدم فهم وتساؤل أجابته به تيارا بأن وضعت يدها علي رأسه لتسرد عليه حقيقة الأمر .
أخذت الكتاب بين يديها وركضت مبتعدة عنهم جميعًا ، لكنها وقفت بدهشة وعيناها تنظر لتاليا الماثلة أمامها وقد كانت بإنتظارها وعيناها مثبتة عليها بثبات دون أن يرف لها جفن لتنظر أوركيديا بجانبها فتجد تيم وبيجاد وجود وجوانة ومجموعة من الذئاب تحيط بالمكان وعلى الجانب الآخر قد وصل كنان ورويد ومعهما تيارا ، لتجد نفسها محاصرة من جميع الإتجاهات .
وكانت تاليا أول من تحدث بصوت حاد :
– كفى أوركيديا وأعطيني الكتاب لننهي الأمر وإلا… .
تعالت ضحكات أوركيديا الساخرة ثم تهكمت ملامحها قائلة :
– وإلا ماذا ؟! .
هتف بها تيم بشراسة ووعيد :
– وإلا سنمزقك إرباً خالتي العزيزة .
كررت أوركيديا كلمة من حديثه بسخرية :
– خالتى ! .
نظرت له بحقد وهتفت :
– ابن تاليا وبيجاد .. هذا الذي كاد يقتلني منذ يومين هو ابنك ، هنيئًا لكي نجاته في حين لم أرى أنا طفلي ، أتذكرين !؟؟ .
أجابتها تاليا :
– بلى أتذكر لكنه كان خارجًا عن إرادتنا .
ضحكت أوركيديا بطريقة مخيفة يشوبها الحقد :
– خارج إرادتكم ، إذن ما سيحدث لكم الآن خارجًا عن إرادتي ، عذرًا مقدمًا … .
صمتت قليلاً تنظر لرويد ثم أكملت :
– أووه رويد ، أنت هنا أيضًا ، لم لا تنضم لصفي ونكون معًا إلى الأبد .
ضحك رويد بسخرية يهتف بغضب :
– قاتلة أبي تريد مني الإنضمام إليها ، كيف صور لكي خيالك أني قد أفعلها .
- فقط لنكون معًا للأبد وأعطيك الحياة الأبدية لتحكم بجواري … ألا يكفيك هذا ! .
ليرد عليها بسخرية :
-في أحلامك زهرتي البرية .
حدقت به أوركيديا بسخرية تخفي خلفها ذرات الألم التي تنهش بقلبها ، فها هو جرحها الثاني ولكن بيدها هي وليس شخصًا آخر !
لتهفت بلامبالاة مصطنعة :
– كم أشتاق لهذا الإسم منك ، لكن عزيزي لا يهم فأنت من اختار ، والحب ليس كل شيء .
لتتحدث تاليا بهدوء :
– أوركيديا دعينا نوفر على أنفسنا العناء ، فنحن لسنا بقليلي العدد ولن تصمدي أمامنا .
عادت إليها نوبة الضحك الهيستيرية مرة أخرى قائلة بسخرية :
– ما أنتم إلا مجموعة حمقى ، لن تنالوا مني مهما حدث ، فأنا أقوى منكم جميعًا .
تقدمت تيارا بضع خطوات وهتفت بغضب :
– لا لستِ قوية ، فنحن جميعًا أقوى منكِ .
وجهت لها أوركيديا نظرة ساخرة تردف :
– من أنتم عزيزتي ، ساحرة بلهاء سلمت قلبها لذئب ملعون ، أم مجموعة حمقى أنا صنعتهم من دموعي بلعنة ستلازمهم للأبد ، أم حارسين للكتاب لا قيمة لهم أمام قوتي ، أم من لعبتي المفضلة ، من أحركه بأصابعي كيفما أشاء ، هااا أخبريني يا فتاة من أنتم ؟! .
- إتحادنا أقوى منك أوركيديا .
-
أروني ما تتحدثون عنه إذًا .
أنهت حديثها ليظهر خلفها طراد ومعه بعض المستذئبين ممن لم يريدوا كسر اللعنة ، أعجبتهم القوة وأغوتهم حياة الضواري ، حيث لا قانون يحكمهم ، فالذئاب يا عزيزي خُلقت لتكون الأقوى ، حتى في مكرها هي الأقوى ، ألم تسمع عن ذئب أفترس أسدًا من قبل !! .
كلنا ذئاب تختلف حقيقتنا حسب الغابة التي
نحيا فيها ، ولكن مهما اختلف المكان سنظل ذئاب .
ابتسمت بسخرية وبعدها خبئت الكتاب على ظهرها وبدأت بالهجوم عليهم ، ارتفعت عن الأرض وعيناها تبرق بوميض أبيض وبدأت تحرك يداها ناحية تيم وأبيه وعمه بعد تحولهما وبالفعل أسقطتهم أرضًا ما عدا تيم الذي هرب من ضربتها بينما تهاجم ذئابها الباقي من جيش الملك من مثلهم من المستذئبين ، لتدور بينهم معركة قوية من نوع خاص معركة شرسة من كل النواحي ولكن الغلبة كانت لجيش النعمان وأبنائه فهم كثرة ليسقط معاونيها واحدًا تلو الآخر وسقط معهم طراد بعد أن هاجمه أحد الجنود من الخلف وغرز أنيابه في رقبته ليخر صريعًا ، فيعود جسده إلى هيئته البشرية مرة أخرى ليقترب منه أخواه ويعودان لهيئتهما ويجلسا بقربة وهما حزينان على فراقه ، فمهما بلغت عداوتهما سيظلوا إخوة ، وهو طراد شقيقهما الذي أعمته القوة ونسى قانون الغابة ، فمهما بلغت قوتك يا صديقي فالكثرة لها السلطة .
اما عن أوركيديا التفتت ناحية تاليا التي كانت ستهاجمها ولم تستطع فأوركيديا أسرع منها لتسقط هي أيضًا أرضًا بينما تيارا اقتربت منها وكنان يهاجمها بالأوراق التي لم تفقد قدرتها بعد ورويد يهاجمها بسيف عمه أصيل الخاص بالحراس ليبدأ القتال بينهم لينضم إليهم تيم ويهاجمونها جميعهم ولكنها كانت أقوى والكتاب معها لينكسر سيف رويد وتسقط أوراق كنان على الأرض بلا فائدة
، وبرفعة من يدها كان ثلاثتهم على الأرض ليقترب تيم من خلفها مرة أخري وهاجمها مرة أخري بأن غرز أنيابه في كتفها لتلتفت إليه وتلقيه بعيدًا ليصطدم بإحدي الأشجار متألمًا ، التفتت تيارا ناحية تاليا لتشير
إحداهما للأخري ويهاجمانها في نفس الوقت ليقف رويد وتيم والذئاب ويساعدانهما في الهجوم عليها بينما كنان ابتعد عنهم قليلاً ووقف يراقب الحرب الدائرة بينهم .
مرت فترة هم يهاجمونها وهي تصدهم ثم ترد الهجوم حتى شعرت بإستنزاف طاقتها وأنها ستهلك إن أستمر الأمر أكثر مع جرح كتفها النازف لذا أغمضت عينيها وتمتمت بكلمات جعلت ردائها الأحمر يلتف حولها ويمنعهم من الهجوم عليها لتختفي من أمامهم ليلتفتوا جميعًا إلى بعضهم البعض بجنون وكأن على رؤوسهم الطير ، ماعدا كنان الذي اختفى خلفها .
هربت من أمامهم ولكنها لم تبتعد كثيرًا فطاقتها الباقية لن تسمح لها ، تحركت وسط الأشجار العالية المغطاة بالثلوج وهي تتلفت حولها وتمسك الكتاب بيدها ليظهر كنان أمامها جحظت عيناها بصدمة ثم ما لبثت أن استبدلتها بنظرة ساخرة تهتف به :
– خادمي المطيع ، لعبتي المفضلة ، كنان الحلقة الأضعف في القصة .
نظر لها كنان ببرود مصطنع يخفي خلفه غضبه الكامن في صدره قائلاً :
– ربما أكون الأضعف ، ألا أن نهايتك عندي .
ضحكت بسخرية هاتفة :
– كم أنت بائس كنان .
وما إن أنهت حديثها حتى رفعت كفيها تنوي القضاء عليه بإحدى تعاويذتها ألا إنها لم تفلح ، لتنظر له بصدمة بادلها إياها بسخرية هاتفًا :
– ماذا ، هل أنتِ بخير !؟ .
هتفت بصدمة :
– كيف ؟! .
- دعيني أخبرك كيف ، أنتِ الآن أضعف من أن تسيطري عليّ بإجتماع حماية ساحرتين ، فأنا الأقوى هنا الآن .
ليصمت عن حديثه متذكرًا قبل ما حدث قبل ساعات عندما أفاق من تعويذة أوركيديا وأعادت له تيارا ذاكرته أتت تاليا وأعطته ” خنجر ” وأخبرته أنه :
– خذ ، هذا الخنجر فقط من يستطيع هزيمة أوركيديا .
فسألها :
– ولمَ أنا من تعطيني إياه !! .
- أنت من ستكتب نهايتها ، هي تظنك الأضعف ، بينما أنت أقوى منها بإيمانك وقلبك النقي الذي يرفض لعنتها قلبك هذا من يستطيع هزيمتها .
تدخل رويد بينهما قائلاً :
– ولكنها ما تزال أقوى ، ويمكنها السيطرة عليه مرة أخرى .
- لا يمكنها ذلك إن وُضع عليه حماية من ساحرتين .
أنهت حديثها تنظر لتيارا نظرات ذات مخزى لتفهم الأخرى عليها ويبدأ كلتاهما بإلقاء تعويذتها عليه لحمايته منها .
وها هو الآن أمامها بدون أن تؤثر فيه لعنتها
لتتسع عيناها بصدمة ولكنها ليست من تشعر بالذل أبدًا لتسرع بالهجوم عليه ولكنه كان أسرع في تخطيها في كل مرة تهجم عليه حتى إستنزفت الباقي من طاقتها لتسقط أرضًا على ركبتيها وكفيها من شدة التعب تتنفس بصعوبة ، ليقترب منها ويحاول سحب الكتاب منها ولكنها سحبته هو ليسقط أرضًا بجانبها وتشرف عليه بجسدها وتحاول قتله ليسرع هو بإخراج الخنجر ويغرزه بقلبها لتتسع عيناها بصدمة وهي تنظر لموضع الخنجر بجسدها ثم ما لبثت أن صرخت عاليًا بألم يكاد يهز أرجاء الغابة .
اقترب منهما الجميع بهذه اللحظة وتتقدم رويد منهما أكثر ساحبًا الكتاب من على ظهرها ، ساعد كنان على الوقوف بعيدًا عنها ليقف الجميع ينظر إليها ليجدوها إستحالت للون الأسود الفحمي متحجرة كتمثال بلا روح ، ليقترب منها تيم ويركل التمثال بقدمه فيتحطم ويتناثر رماده في الهواء كنهاية للعنتها وبداية لحياة بدون قوانين .