رواية ذات الرداء الاحمر

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
رواية ذات الرداء الاحمر



الفصل الثامن


الحب معادلة صعبة..
طرفاها قلوب عاشقة..
لها عامل نشط يسمى العناد..
عناد الحب و الإعتراف..
عناد الشوق والإشتياق..
عناد العشق له مذاق خاص..
للحب نكهة … أحيانًا تكون لازعة كالليمون
وأخرى كحلوي القطن.. .


في شركه غياث ..
وقفت تيارا خلف الجدار الفاصل بين مكتبها ومكتب تيم تراقبه بتلهف ، أسبوع كامل وهو يعمل هنا لا يحادثها إلا للضرورة القصوى .
تشعر أن هناك ما يجثو على صدره وهو ممثل بارع يجيد إخفاء ما بداخله جيدًا .
بينما هو بالداخل يقف أمام مكتبة تحوي بعض الملفات باحثًا عن ملفٍ ما وعلى ثغره بسمة عابثة ، فهو يعلم أنها تقف خلف الجدار وتراقبه بخضراوتيها بلهفة وحب لا يخفى عن عيون الجميع .
يكذب إن قال إنه لا يشعر بالسعادة حينما يراها ويرى السعادة بعينيها حينما تراه ، يشعر برجولته وجاذبيته ، نظراتها له تثبت له أنه جذاب ، محبوب ، يجذب الآخريات ، بنظرة من عيناها يشعر بإعتزاز ذاته ورجولته .
وبإختصار شديد … تيارا تعوض نقصه الداخلي وتنعشه ، بوجود تيارا يوجد تيم المتكامل ، وبدون تيارا سيستعيد تيم القديم ، فاقد الثقة بذاته !! .

أمسك الملف المنشود والتفت لمكتبه ، فأختبئت تيارا خلف الجدار وهي تدعو ألا يكون قد رآها ، أسرعت لمكتبها وجلست عليه تنظر لجهازها المحمول تتابع عملها ، فقط انتهى وقت المراقبة وحان موعد أداء العمل بأكمل وجه ، ولكن بوجود هذا الوسيم بجوارها سيكون عملها مشوه الوجة !! .


تجلس وحيدة في منزلها ، لم تذهب للعمل منذ أسبوع ، فقط تعيد ما قاله لها كنان في آخر مقابلة ، لتشعر بالحزن والضيق ، هي لا تستحق منه ذلك مطلقًا .
هل جزائها أنها أحبته وهو لم يتنازل حتى الآن ليسأل عليها أو يسترضيها كما فعل سابقًا ، لكنها لن تتنازل أو تعود للعمل مطلقًا .
تذكرت أيهم الذي طلب منها محادثته لتتردد بالإتصال به ، لكنها حسمت قرارها ، فإتصلت به وأتفقت معه على اللقاء .

ارتدت ثيابها وذهبت إلى المطعم لتجده بإنتظارها ، وقف يُلقي عليها السلام لترد عليه التحية وتجلس أمامه ليبدأ الحديث مباشرة :
– أعلم أنكِ منزعجة من كنان ولكن عندي سؤال وأتمنى منكِ الحقيقة .

تنهدت بضيق وقالت :
– ما هو ؟ .

  • هل تحبين كنان أم لا ؟! .

أختفى الضيق وحل محله التوتر ، فسألته بعدم فهم مصطنع :
– ماذا تقصد ؟ .

  • أنتِ تعلمين قصدي ، فقط أخبريني الحقيقة ، وأعدكِ أن أساعدكِ ، لا يهمني سوى سعادة كنان ، وأنا أثق أن سعادته معك .

أغلقت تيا جفنيها بنفاذ صبر ثم فتحتهما تنظر له بكبرياء قائلة :
– حتى وإن كنت أشعر بشيء نحوه فإني سأدفن مشاعري تلك بعد إهانته لي .

ابتسم أيهم وقد علم إجابتها وقال :
– وإن أخبرتكِ أنه مستاء أكثر منكِ لما حدث .

  • لا أظن .

قالتها تيا بسخرية ليرد أيهم :
– بلى ، كنان صديق العمر وأنا أحفظه أكثر من راحة كفي ، أ علم أنه ليس بخير وأن هناك ما يشغله ولكنه يرفض البوح به الآن .

لمعت عيناها بأمل جاهدت ألا تظهره وقالت
– ماذا تريد مني سيد أيهم ؟ .

اتسعت بسمته بمرح عن ما سيحدث مستقبلاً وقال :
– بدايةً اسمي أيهم … أيهم فقط .


الحب والعشق من يمتلكهم يحيا ويتنفس ، يشعر بأن لحياته قيمة .
هكذا كان رويد ، نسى ماضيه قليلاً وعاش حاضره يرتب لمستقبله ، يرتب بأن يكون القلب هو الذي يحركه .
أسبوعًا كاملاً قضاه رويد مع معشوقته ، يومًا بعد يوم يزداد تعلقه بها ، يشعر أنه ولد على يديها ، يشعر أن تلك القسوة التي طالما سمعها عن نفسه كانت مجرد إشاعات مثل سابقتها كعمله مع المافيا .
طلب رويد من أوركيديا أن تجدد زيارتها لقصره ، يريد أن يأخذها بجولة فيه ، أن يعرفها على عائلته حتى وإن كانت مجرد صور … ذكريات !! ، لكنه يريدها أن تشاركه كل شيء ، يريد أن ينصهر بداخلها وتنصهر بداخله .
كانت تتردد في الموافقة أو هكذا أظهرت أمامه ، لكن هي فقط كانت تنتظر الفرصة المناسبة لتحقق ما تريد ، ليدخلا معًا من باب القصر .


حلّ الليل وجاء برياح خفيفة لكنها باردة وسُحب كثيفة تجمعت بالسماء جعلت من البعض يختبئوا في منازلهم ، والبعض الآخر يسابق الريح للعودة إلى منازلهم والإختباء مثل الآخرين ، وكانت هي منهم .
خرجت من الشركة وجسدها ملتف بسترة سوداء طويلة ، قبضتيها أمام فاها تنفخ بهما الهواء الساخن المنبعث من داخلها ، وحقيبتها توضع على كتفها بإهمال .
أثناء سيرها مرت بجانب سيارة فضية اللون وقبل أن تتخطاها فُتح بابها الأمامي وترجل منها تيم ينظر لها بهدوء قائلاً :
– أظن أن لا الوقت أو المكان يسمحان لسيرك بمفردكِ .

ابتسمت له بخجل وقالت وعيناها تلمعان بوميض غريب :
– لا أظنها مشكلة ، فمنزلي قريب من هنا .

حينما ألتقطت عيناه لمعان عيناها ولهفتها حتى ابتسم هو الآخر يقول :
– لا تحاولي الإعتراض ، فأنا لن أترككِ بمفردكِ الآن .

  • أنظر أنا لا أرفض لشيء لكنني أحب السير للمنزل فهذا يجعلني أنتعش قليلاً .

أبتعد تيم قليلاً عن السيارة يغلق بابها ثم أغلقها بإحكام .. نظر لها مبتسمًا ثم قال :
– إذن وافقي على مرافقتي لكِ إلى منزلكِ .

لم تستطع إخفاء سعادتها بنبرتها وهي تقول :
– موافقة بكل تأكيد .

كتم تيم ضحكته بصعوبة وشرع كلاهما يسيران بهدوء ، كلاً منهما ينظر أمامه وبداخله يفكر بما يشعر الآن … فهي تشعر بسعادة كبيرة تغمر قلبها وتفكر بما يرهقه ، هل سيشعر بحبها يومًا ما ؟! ، وإن شعر به هل سيبادلها الأمر أم لا !! .
بينما هو يشعر بهذا الثقل الذي بداخله يختفي شيئًا فشيئًا ، ويحل محله سرور غريب كلما رأى نظراتها ولهفتها عليه ، وما يجعله متعجب للأمر أنه لم يعد يغضب برؤية بنان وعمار معًا ، حتى بعد زواجهما ، فالآن بنان أصبحت صديقة وفقط بل هي من الأساس لم تكن إلا صديقة ، وما كان يكنه لها لم يكن سوى تعود على وجودها ، فهو وبنان وعمار أصدقاء منذ خمس سنوات ، لذلك كان وجود بنان بجانبه دومًا يجعله يفسر رابط صداقتهما القوية حب .

إنتشلته من شروده بسؤالها المرح :
– علمت أنك رغم ثرائك ألا أنك تسكن بحي شعبي .

وضع كفيه بجيوب سترته الجلدية وقال بهدوء :
– ليس قراري في الحقيقة ، إنما قرار خالتي ، فهي تعشق تلك الأحياء لتميزها بمحبة الناس لبعضهما البعض ، وصراحةً هذا نال إعجابي وجعلني كخالتي متمسك بالحي الذي ترعرت فيه .

ألتفتت برأسها تنظر له بحب قائلة برقة :
– صراحةً أنت وخالتك طيبا القلب تيم .

وخرجت أحرف أسمه ببطئ ساحق ككل مرة تنطق به أسمه ، فوقف تيم عن السير والتفت لها يناظرها بعينان لامعتان قائلاً بنبرة أجشة :

  • صراحةً … لا تغضبي مما سأفعله الآن .

وقبل أن تتعجب أو تتفوه بحرف سبقها بإحتوائها بين ذراعيه وشفتاه تغزو شفتيها بشغف ، فاسمه الخارج من بين شفتيها يحطم تعقله ويجعله متهورًا إلى أقصى حد ،
وهي ما كان منها إلا أن وضعت كفيها على صدره وأغلقت جفنيها تستشعر شفتاه التي سلبت عذرية شفتاها !! .
ابتعد عنها قليلاً وتطلع إلى ملامحها بترقب فرآها تفتح جفنيها ببطئ خجول ، وما أن نظرت له ورأت بسمته الجذابة حتى دفعته بخفة وركضت إلى حيث بيتها القابع بأول الطريق … .


عند قصر غياث كان رويد يقف أمام بوابته لتفتح على مصراعيها ، ليدخلا سويًا من باب القصر تتعانق أيديهم ضاممًا إياهما إلى صدره ، وكانت دائمًا تعلق على ذلك الأمر بأنه يخاف أن تهرب منه ، ليكون رده بأن الأمر كذلك بالفعل .

دخل بها أولاً إلى مكتبته أو مكتبة جده إن صدق القول ، كان يتحدث معها دون توقف عن ذكرياته مع جده ، بينما هي كانت في عالم آخر كانت تنظر بتركيز شديد بكل ركن من أركان المكتبة كأنها تبحث عن شيء ما حتى لاحظ هو حالها ليسألها :
-ما الأمر ؟ ، أكاد أجزم أنكِ لستِ معي .

نظرت له وقالت برقة :
– وأين سأكون إن لم أكن معك ؟ .

مد كفه لكفها يحتويه بين راحته قائلاً بحماس :
– تعالي إذن لأريكِ أهم جزء في تلك المكتبة وأهم جزء في حياتي .

ابتسمت أوركيديا لوصولها أخيرًا إلى ما تمنته ، وسارت معه حيث يسحبها.

وقف رويد وأوركيديا أمام حائط مليئ بالصور العائلية ليعلو وجه أوركيديا السخرية – والتي لم يلحظها رويد – وتشير إلى الحائط قائلة :
– هل هذا أهم شيء في حياتك .

قال رويد مؤكدًا ونظره معلق على الصور :
– هذه عائلتي … عائلة غياث .

وأشار إلى كل شخص ويخبرها بماذا يقربه .

أخذت أوركيديا تغلق عيناها وتفتحهما لتتدفق الذكريات أمامها ويجلي على ملامحها التوتر ، ليلاحظ رويد ذلك فسألها بقلق:
– هل أنتي بخير ؟ .

نظرت له ببسمة رقيقة ومازال توترها جلي على وجهها :
– أنا بخير لا تقلق حبيبي فقط بعض الدوران .

عادت ابتسامته لثغره مرة أخرى وأمسك كفها يسحبه معها بحنو :
– إذن تعالي لتستريحي في الأعلى قليلاً .

سارت أوركيديا معه للأعلى وهي تستند على ذراعيه حتى صعد إلى أعلى بغرفته ، أجلسها على فراشه فطلبت منه بعض الماء ليسرع في إحضارها ، وما إن ذهب حتى وقفت بوسط الغرفة تنظر يمينًا ويسارًا وهي تلقي بعض الكلمات حتى يأست أن تحصل على أي شيء ، فقررت في النهاية فعل ما تجيده ، لكنها شعرت بقرب رويد للغرفة ، لتسرع بالجلوس مكانها .
دخل رويد الغرفة يتجه بهرولة ، وقف أمامها وناولها كأس الماء لترتشف منه القليق وتضعه على المكتب الصغير – القابع بجانب الفراش – فعلق رويد بقلق :
– هل أصبحتي أفضل ؟! .

ابتسمت برقة وهمست :
– نعم ، هل قلقت عليّ ؟! .

جلس رويد أسفل ركبتيها وقال بحنو ممسكًا بكفيها :
– وهل لى غيركِ أقلق عليه … أوركيديا أنا أحبكِ ولا أعلم كيف سأثبتها لكي ، لكني أحبكِ .

نظرت إليه برقة وقالت :
– متى وكيف ؟! قضينا معًا أسبوعًا من أسعد أيام حياتي … وكثيرًا من الأحيان شعرت وكأني نسيت نفسي ، لكني أفكر أيضًا في حبك لي بذلك الشكل .

رفع كفيها لفمه يلثمه بشغف قائلاً :
– حبي لكي حب سرمدي صدقتي أم لا ، أنا أحبك وسأقضي الباقي من عمري اسردها لكي كالحكايات .. لذا أنا أحبكِ وأحبكِ وأحبكِ .

أنزل كفيها عن فمه ولكنها مازالا بين راحتيه وأكمل حديثه :
– إذا هجرت فمن لي ؟ .. ومن يجمّل كلّى ..
ومن لروحي وراحي ؟ .. يا أكثّري وأقلّي
أحبك البعض مني .. وقد ذهبت بكلي
يا كل كلي فكن لي .. إن لم تكن لى فمن لي؟
يا كل كلّي وأهلي .. عند إنقطاعي وذلي ..
مالي سوى الروح .. خذها والروح جهد المقلّى .. .

أنهى كلماته المحبة ورفع إحدى كفيه يتلمس صدغها بحنو متسائلاً ببسمة :
– هل استطعت أن أعبر بقليل عما أشعر به ؟! .

ابتسمت أوركيديا من قلبها على مدى صدق إحساس رويد بها فهي لم تفعل الكثير ليصل إلى هذا الحد ، ولأول ك مرة منذ سنوات كثيرة تشعر بخفقان قلبها ، فشعرت بالخوف والتهديد !! .
صمتت قليلاً تجمع الكلمات بعقلها ثم قالت :
– بل هذا أكثر مما أريد .

وقف رويد من مجلسه وجلس بجوارها يجذب وجهها لوجهه بكفيه ، نظر لعمق عينيها قبل أن تحط شفتيه على شفتيها يلثمهما برقة أذابتها لحدٍ ما !! ، فتوقف رويد وأخذ يطالعها ، لا يعرف لماذا شعر أنها ستقاوم قليلاً ، أو هي من أوحت له بأنها صعبة المنال في مرات اللقاء السابقة ، أم لعاطفة اللحظة رأي آخر .
نظرت إليه أوركيديا وقالت بقلق :
– ما الأمر !! .

لثم جفنيها ببطئ شغوف هامسًا :
– عيناكِ.. .

أجابته بأنفاس لاهثة بعض الشيء :
– مابها ؟ ، هل تخيفك ؟ .

أبتعد عنها يهمس ببسمة حانية :
– نعم ! .

ابتسمت أوركيديا بمرح وهمست :
– وهل يخاف الذئب ؟ .

ضحك رويد ضحكة رنانة وعلق :
-ألا يوجد حيوان بري أخطر مني ؟! .

تهكمت ملامحها وقالت مستنكرة :
– وهل تراني حيوان بري ؟! .

  • بل أكثر … وكم أحب أن أجرب .

أنهى حديثه مقتحمًا شفتاها مرة أخرى بشغف ولهفة ، لتمسك أوركيديا رأسه وتميلها جانبًا مقبلة عنقة وأذنه وفاها يتمتم بكلمات غريبة لم يفهمها رويد ، بل لم يركز من الأساس فيما تقول فهو كان بعالم آخر بين يديها .
توقفت أوركيديا عما تفعل فجأة لينظر إليها رويد ويشاهد ملامح الصدمة على ملامحها ، وقبل أن يسألها عن حالها حتى وجدها تطلق الريح لقدميها لخارج الغرفة ، وقف مصدومًا للحظات ثم أخذ ينادي عليها وهو يركض خلفها ولكنه لم يلحق بها … كأنها اختفت !! .


كانت تيا ما تزال تجلس مع أيهم يريد أن يقرب بينها وبين كنان رفيق عمره لكنها تظن أن ذلك دربًا من المستحيل .
ليقول أيهم ببساطة :
– أنتِ تحبين صديقي … أليس كذلك ؟ .

لتهبط تيا بعينيها وتقول بحزن :
– للأسف أنا هكذا بالفعل ، ولكنه لا يهتم .

أرجع أيهم ظهره إلى الخلف يقول بثقة :
– إذاً لنجعله يهتم .

  • وكيف ذلك .

  • نثير غيظة وغيرته لنخرج هذا الوحش بداخله .

لتسأله بعدم فهم :
– كيف أيضًا ؟! .


عادت تيا إلى منزلها بعد أن اتفقت مع أيهم على كل شيء ،لتجلس على فراشها بعد أن بدلت ثيابها وهي تفكر هل يمكن أن يحبها كنان يومًا ، هل ستنجح خطة أيهم أم لا .
تعبت من كثرة التفكير لتذهب إلى عالم الأحلام فغدًا تنفيذ أولى خطوات خطة الحياة كما أسماها أيهم .


بصباح اليوم التالي ، وبشركة المنصوري ، أتجه كنان لمكتبه ليتفاجأ بوجود تيا على مكتبها تعمل وتتجهله تمامًا ، لا يعلم إن كان ذلك عن قصد أم انها بالفعل لم تشعر به ولكن هذا مخالف لطبيعتها معه ، فهي كانت تشعر به قبل دخوله للشركة من الأساس ، مما جعله يشعر بقليل من الغضب ليقرر هو الآخر تجاهلها ويدلف إلى مكتبه .

دقائق وطرقت هي الباب ليسمح لها بالدخول
لتتحدث بعملية تامة بعد أن ألقت علية التحية :
– أحضرت الأوراق التي تحتاج توقيعك سيدي ، وهناك بريد من الشركة الإيطالية أحضرته أيضًا لتقرأه ثم تخبرني الرد المناسب لأرسله ، ولديك اليوم في الجدول إجتماع مع مدراء القسم التنفيذي والقسم المالي لمناقشة الصفقة وهذا كل شيء لليوم .

ليرد كنان عليها دون ان يعيرها أي اهتمام :
-حسنًا ضعي الأوراق والبريد هنا وجهزي للإجتماع .

لترد تيا :
– حسنًا هل من أوامر أخرى .

  • لا .

لم ترد عليه بل أخذت نفسها وخرجت من مكتبه فهو كعادته صخرًا لا يتأثر ، فبدأت تستسلم بأنه ابدًا لن يشعر بها .


بعد فترة ، كان يجلس كنان في مكتبه وعقله لا يلقِ بالاً لتلك التي بالخارج فقد غابت عن العمل وعادت مرة أخرى كأنها تؤدبه بجفائها معه في التعامل ليهتف لنفسه قائلاً “وكأني أهتم ” !! .





34689 مشاهدة