من سلسلة
اعـــــــــــــــــــــــــــــــــرف ربك
((( الوكيـــــل )))
1
فهل تعرف معنى الوكيل ؟؟؟
الوكيل :معناه الكافي الكفيل الحفيظ
و المعنى قد يكون عاما كقوله تعالى : ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
﴿الأنعام: ١٠٢﴾
أي المتكفل بأرزاق جميع المخلوقات و أقواتها ، القائم بتدبير شئون الكائنات و تصريف أمورها
و قد يكون خاصا :كقول الله تعالى :وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا
﴿الأحزاب: ٤٨﴾
أي نعم الكافي لمن إلتجأ إليه و الحافظ لمن استعصم به و هو خاص بعباده المؤمنين المتوكلين عليه
قال تعالى {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } [الفرقان : 58]
قال تعالى :{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود : 123]
هذة الأيات جمعت كل ما يدعوك للتوكل على الله
فهو وحده الحي الذي لا يموت وكل من خلق يموت
فلله غيب السموات والأرض :ووحده لا يخفى عليه شىء ولا يغيب عنه شىء ،فيعلم ما كان وما سيكون ، ويعلم ما سيكون إن أعطاك وما سيكون إن حرمك وما يصلحك وما يفسدك
وإليه يرجع الأمر كله : وتفرد وحده بإن كل الأمور مرجعها إليه فأمرك وأمر من تلجأ إليه من دونه بيده وحده
لذلك فاعبده وتوكل عليه
واعلم إنه وما ربك بغافل عما تعملون
2
معاني حول الاسم
الفرق بين التوكل والتواكل والتفويض والثقة بالله
التواكل : هو ترك الأسباب وإدعاء التوكل وهو مذموم
أما التوكل : فهو الأخذ بالأسباب و تعلق القلب بالله وحده دون الأسباب…(فالتوكل يكون بعد الأخذ بالأسباب)
أما التفويض :فهو أوسع فهو تعلق القلب بالله إبتداءا قبل وقوع السبب وبعده
وهو عين الإستسلام وهو أن تفوض أمر حياتك كله لله
يدبر لك أمرك كما يريد هو لا كما تريد أنت
فهو أعلم بك منك فلا تقترح عليه ، فإن أعطاك ما ترجو رضيت وإن لم يعطك تعلم إن هذا عين ما يصلحك
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر : 44]
أما الثقة بالله : فهى سبب التوكل والتفويض فكلما زادت ثقتك به كلما توكلت عليه وفوضت أمرك له
3
كيف تعبد الله باسمه الوكيل
1) الزهد في الدنيا
إذا علمت أن وكيلك غني وقادر وكريم ولا يعجزه شىء
فأعرض عن دنياك وأقبل على عبادة من يتولاك
لماذا تقتل نفسك هما وحزنا على رزق تستعجله ؟
وعلى أمل ترجوه ؟ ألست قد وكلته ؟ فلما الحزن !
أرح نفسك من الهم بعد التدبير
فما تكفل به غيرك فلا تشغل به نفسك …
{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة : 51]
2) تحقيق معنى التوكل
ولا يتم ذلك إلا بشيئين :
1- اعتماد القلب على الله وحده
2- الأخذ بالأسباب المشروعة
فالتوكل عبادة قلبية فالقلب يتوكل والجوارح تأخذ بالأسباب
فإن صح توكلك لن تخشى غيره ولن تسأل غيره ولن تشتكي لغيره
فإذا اعتمد القلب على الله في الأمور الدينية و الدنيوية ثقة به سبحانه بأنه الكفيل الوكيل لا شريك له صح إخلاصه و قويت معاملاته مع الله و حسن إسلامه و زاد يقينه و صلحت أحواله كلها
فالتوكل الأصل لجميع مقامات الدين
وأبشر بحب الله لك
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
[آل عمران : 159]
4
استشعر بقلبك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( ان رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار ، فقال : ائتني بالشهداء أشهدهم ، فقال : كفى بالله شهيدا ، قال : فائتني بالكفيل ، قال : كفى بالله وكيلا ، قال : صدقت ، فدفعها إليه إلى أجل مسمى ، فخرج في البحر فقضى حاجته ، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه ، للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار ، وصحيفة منه إلى صاحبه ، ثم زج موضعها ، ثم أتى بها إلى البحر ، فقال : اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلانا ألف دينار ، فسألني كفيلا ، فقلت : كفى بالله وكيلا ، فرضي بك ، وسألني شهيدا ، فقلت : كفى بالله شهيدا ، فرضي بك ، وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أجد ، وإني أستودعكها ، فرمى بها إلى البحر ، حتى ولجت فيه ، ثم انصرف ، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده ، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ، ينظر لعل مركبا قد جاء بماله ، فإذا بالخشبة التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطبا ، فلما نشرها وجد المال والحصيفة ، ثم قدم الذي كان أسلفه ، فأتى بالألف دينار ، وقال : والله مازلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك ، فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه ، قال : هل كنت بعثت إلي شيئا ؟ قال : أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه ، قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة ، فانصرف بالألف دينار راشدا )) صحيح
لما لا تتوكل عليه ؟؟؟
قال الله تعالى (( وَمَن يَتَوَكَّلْعَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ))
﴿الطلاق: ٣﴾
سيكفيك أمرك كله و يرزقك
و ربما تقول توكلت على الله و أخذت بالأسباب و لكني لم أر شيئا
” فلما ذكر كفايته للمتوكل عليه فربم أوهم ذلك بتعجيل الكفاية وقت التوكل فعقبه تعالى بقوله :
قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
فاصبر على توكلك لله عز وجل يكفيك ما أهمك و يكفيك أمرك كله
5
ادعي الله باسمه الوكيل
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
((من قال إذا خرج من بيته: بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى ، يقال له : كفيت ، و وقيت، و هديت، و تنحى عنه الشيطان ، فيقول شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي و كفي و وقي ؟ )) صححه الألباني
ومن الأذكار المهجورة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ ، فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم : قولوا حسبناالله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا )) حديث حسن
وأخيرا
فازهد فيما عند الناس وتوكل على الوكيل
وكن فيما عنده أوثق مما في يدك
وأبشر برب كريم عظيم لن تقف على بابه و يردك أبدا
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }
[الزمر : 36]