عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



الـفصل الـسـابـع لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان ))

ننسى لـنعيش فـ الم الماضي لا يـُحتمل .. كل منهم يعاني من جرح غائر في قلبه ويصعب عليه شفائه .. قد يضهر البلسم لهذه الجراح والخيار بيدنا اما أن نتقبله او نتجاهل وجوده بسبب التعلق والحنين للوراء او الكبرياء لأن النفس تأبى أن تعيد الاحداث بشخص اخر وجرح اخر .. قد يؤول البعض للأنتقام ظنآ منهم أن الشفاء فيه ولكنه قد يكون فاتحه للألام والمعاناه .. لقد قرر العيش حتى الان على امل الانتقام ممن تسببوا في فقدانه لـ حب حياته ولكن يأتي شخص تافه من العدم يقول له أن ينسى ويبدأ من جديد مع حب جديد واحداث جديده مشوقه .. ياللعار أن لا تكون وفيآ لذاتك لـ قلبك لـ شخصآ وفى لك حتى اخر انفاسه .. لن يسامح اي أحد يقول له أن ينسى ومن ستجعله ينسى هاه كاريس ؟ تلك الصغيره التي لا تفهم اي شيئ .. نظر نحو ساعته وهو ينتظر القائد عبد العزيز لقد قال له أنه يريده في موضوع هام تنهد ببرود وقد لمح امام مركز الاستخبارات طيف القائد قادمآ من بعيد وهو ينزل درجات السلم متجهآ نحوه .. نزل من سيارته وهو يؤدي التحيه العسكريه للـقائد .. تكلم عبد العزيز بلكنة القائد المسيطر وهو يفتح باب السياره الخلفي

” أمين خذنا الى مقهى ما لـنتحدث بأرتياح ”

هز رأسه بأنصياع تام وكأنه طفل صغير يتلقى اوامر صارمه من امه .. هكذا هو لا احد يستطيع املاء الاوامر عليه او ما شابه .. فقط عبد العزيز هو الوحيد في المركز الذي يجعل أمين يسير على هواه وأن قال له يومآ أن يموت فهو سينفذ اوامره بـطيب خاطر .. ركبا السياره وقاد بسرعه متوسطه كي لا يزعج القائد عبد العزيز .. توجه نحو المقهى القابع امام مطعم هولي سموك على الاقل هو من مقام سيده الرفيع .. بعد فتره وجيزه وصل لمكانه المنشود .. اطفأ المحرك بينما اوقف السياره في الجهه المقابله للمقهى .. نزل عبد العزيز من السياره لـ يلحقه أمين بعد ثواني قليله وتوجها نحو المقهى .. كالعاده جلس على طاولته الخاصه وسيده امامه .. اشار للنادل وطلب منه كوبين من القهوه الساده .. تنحنح عبد العزيز ومن دون لف او دوران فقد قال بكل برود

” أمين لدي طلب خاص منك وكلي رجاء أن لا ترفض ”

تفاجأ امين من كلمة طلب خاص ولكنه أمسك نفسه ولم يضهر ذلك .. قال بأحترام

” طلبك مجاب سيدي تفضل قل .. ”

حدق بعينيه بقوه كالنسر تمامآ وهو يحاول سبر اغواره .. يعلم جيدآ أن أمين وذكائه لم يجعلاه يتخطى جملة طلب خاص ويعلم أنه متفاجأ ولكنه بارع في أخفاء ما ينتابه .. ولكن الامر مهم ولا بد منه .. عاد يقول من جديد ولكن بصوت حازم

” اريدك أن تتزوج كاريس مجد .. ”

شحب وجهه قطب حاجبيه وصر على اسنانه بقوه وكأنه سـ يطحنها .. هكذا اذن فالامر مدبر اولآ عبد الله والان القائد عبد العزيز ياله من موضوع محبوك جيذآ ولكن وقت الطرح كان خاطئآ فكلاهما تكلما يالموضوع ذاته خلال يوم واحد فـحسب تكلم بخفوت وهو ينظر للخارج من خلال النافذه

” لماذا ”

افتر ثغر عبد العزيز في أبتسامه ماكره لقد خطرت له هذه الفكره من عبد الله أن يتزوج كاريس ولكن هو كان سيطلب منه حمايتها قبل كل شيئ والسبب هو …

“xأسمعني جيدآ أمين .. الفتاه قريبة ماثيو مما قد تستهدفها منظمة القمر المظلم وأنت تعلم أنها تعيش في مغاره هكذا سيسهل الوصول لها أتفهم ”

تنهد بصبر وشعور بأن الارض والسماء انطبقتا عليه .. لا يستطيع أن يتخيل نفسه يعيش مع أمرأه لا يحبها لقد اغلق قلبه بعد رحيل رانيا عن هذا العالم المتداعي وهو لن يسمح لـ فأره صغيره بأن تحطم اسوار قلبه لـ تتربع على عرشه اميره .. لا تستحق اي انثى ذلك عدا عن عشقه الابدي رانيا حبيبته التي سيظل مر الدهر يذكرها .. فتح فمه لـيتكلم ولكن قام بـمقاطعته وجود النادل وهو يضع اكواب القهوه على الطاوله قائلآ بصوت لطيف

” نتمنى لكم وقتآ طييآ ”

رحل النادل تاركآ خلفه رجل يصارع ذاته حائرآ فيما يجب أن يفعل .. منى النفس انه قد تكون لعبه من عبد الله والقائد ليجعلاه يتزوج

” كيف علمت أنها ملاحقه سيدي ”

بصدق لقد تفوه بكلام يقلل من شأن السيد عبد العزيز أنه القائد ويعلم كل شيئ حول كل شخص يعرفه وفوق كل هذا انه المسؤول عن قسمه .. فـكيف بفتاه دخلت الوكاله وهي حره طليقه الان .. تناول كوب القهوه لـيرتشف منه جرعه تروي عطشه وحبه اللامتناهي لها تكلم بصوت ينضح بالقوه

” كاريس مجد فتاه في الـ 18 من عمرها ماثيو أبن عمها تملك من النفوذ ما يجعل العيون تراقبها .. تركت كل شيئ بعد رحيل ماثيو لـ باريس مع زوجته وشقيق زوجته .. طردها عمها من المنزل مرات وكرات هي وماثيو وعاشا في مغاره والاسباب غير معروفه لأنهما ثريان جدآ قبل رحيل ماثيو ائتمن عمها الاخر عليها الذي وعده بأنه سيعتني بها ولكنه اخلف ذلك وأبنه الكبير يحاول مضايقة الفتاه والتحرش بها .. و و و هل تريد المزيد أمين لقد مللت حقآ وانا اشرح لك عن الفتاه .. هل تعتقد انني اطلب منك ذلك لـ تنسى رانيا .. كلا عزيزي أنت مخطئ ”

زم شفتيه بقوه اذن فـ تلك الفتاه التي تبدو كالمتشردين فتاه غنيه هااه وفوق ذلك أبنة عم ماثيو .. شيئ مثير للدهشه .. ولكن يبقى عاجزآ امام موضوع الزواج منها كلا هو لا يستطيع فعل ذلك .. أحنى رأسه وهو ينظر لـ كوب قهوته الذي لم يمسه بعد ليقول بهمس

” لماذا لم تطلب ذلك من شخص اخر من عبد الله مثلآ ”

كم يصبح هذا الـ أمين مزعجآ وهو يدقق كثيرآ في موضوع تافه كهذا لما لا يتزوجها وينهي الموضوع .. عبث بشعره بخفه وهو يردد

” لأنك أنسب شخص لهذا الامر وانا اثق أنك سـ تحميها ”

لم يعجبه كلام القائد ولكن هل باليد حيله لكي يمنع هذا الامر الذي يبدو محتومآ .. ولكن صدقآ هو ليس غبي سيفعل شيئآ يجعله يحافظ على حبه لـ راحلته .. تكلم بتساؤل

” لما منظمة القمر المظلم تريدها ”

واخيرآ تلفظ بشيئ يستحق الاجابه أن سؤاله وجيه لما يريدونها هي من دون الجميع ولكن الم يوضح له السبب للتو هل نسي بهذه السرعه

” أنهم يريدون ماثيو عزيزي أمين وعن طريقها سـيحصلون عليه ”

هكذا اذن فالموضوع يتعلق بذلك الرجل المميز والذي الى حد كبير يشبه يوسف كما يقال بالصحف .. على ذكر يوسف متى قد يجمع القدر بينهما لـ يلتقيا من جديد بعد كل تلك السنوات .. قال بثقه

” لا تقلق سيدي سـأحمي كاريس بـ روحي أن أقتضى الامر اعدك لن يصيبها اذى ”

هنا فقط وبهذه الجمله اعتلت وجه عبد العزيز الراحه الشديده وهو يسمع هذا الجواب من أمين الرجل الشجاع .. أنه رائع جدآ ويستحق الافضل وزواجه ايظآ رغم أنه امر اداري الا أنه قد يغير حياته ويجتمعان للأبد هو يعلم هذا فـ أمين أن تزوجها لن يمانع بعدها أن يكون ارتباطهما ابديآ هذا شيئ مفروغ منه .. قد يكون عبد العزيز وعبد الله خططا لكل شيئ لكن تبقى هناك مشكله أخرى لم ينتبها لها فقط أمين من فكر بها بجديه .. اذ أنهم لم يسمعوا جواب كاريس بعد وبصدق لا يعلم لما ولكن ينتابه شعور أنها لن توافق وكم دعا الله أن لا توافق فهو لا يزال رافضآ للفكره أبتسم بخبث وهو يفكر عندما يخبرها بالموضوع كيف سيكون شكلها .. أنها خجوله للغايه ولا يعتقد بأنها ستحتمل خبر أنه يريدها زوجه له .. لكن الا بأس بأن يتزوجها ستملئ حياته بالاثاره أنها مجنونه بتصرفاتها الطفوليه الخرقاء ولكن صدقآ اليس تفكيره هذا خيانه لـ حبيبته الاولى والاخيره .. تنهد بضجر بينما تناول كوب قهوته لـ يرتشفه جرعه واحده وبعدها تكلم بثبات

” سيدي لقد اتفقنا الان بهذا الخصوص لا تقلق بشأن موضوع الزواج سأكلم والدي وأُفاتحها بالموضوع مباشرة ”

اومأ عبد العزيز برأسه وهو شارد في شيئ ما شيئ مهم للغايه بخصوص ذلك القاتل المتسلسل لقد أختفت تحركاته ولم يرتكب اي جريمه مره اخرى اليس هذا شيئآ غريبآ تحدى أمين ومن ثم أختفى من دون أن يرسل شيئآ .. فتح فمه لـيتكلم ولكن قدوم النادل قاطعه وهو يقول بتساؤل

” سيد أمين لقد أخبرني أحدهم أن أعطيك هذه الورقه ”

تناولها أمين بينما ذهب النادل ليكمل عمله .. تبادلا النظرات لـيردف عبد العزيز بصوته الاجش

” ماذا بها أمين ”

هز كتفيه دلالة أنه لا يعرف فهو لم يفتحها بعد .. بدأ بفك الورقه التي تم عقدها كثيرآ لـ يقرأ محتواها وهو عاقد الحاجبين

” حذار من الطبقه الراقيه أيها الشرطي او ربما اقول العميل ستذهب بك للجحيم أنت تشكل خطرآ كبيرآ عليهم .. كن متيقضآ .. غريمك شخص منهم ستعرفه عما قريب ((YR)) ”

ارتجف جسده وشعور الحراره يحرقه كأنه في نار حاميه .. كـ كـيف يعرف أنه عميل سري .. هذا مستحيل هل هو مراقب ! و غريمه شخص من الطبقه الراقيه كيف يعلم بهذا كيف عرف من قتل رانيا ولما مجرم يساعده أساسآ .. هذا لا يُصدق .. ولكن من هو وكيف يعرف YR كل هذا .. كيف كيف سيجن يا اللهي الرحمه أنه يشعر بالضياع .. لم يعد يعرف ما عليه أن يفعل .. الكلمات التي قرأها أمين على مسامع عبد العزيز جعلته يدرك الان تمامآ أن هناك شخص يراقبهم ولكن من هو وكيف لا يشعر بوجوده حتى .. هل يعقل أنه بهذه الدرجه من التخفي .. رفع احد حاجبيه وهو يردد بغرابه ويتشدق بكل كلمه

” غريمك من الطبقه الراقيه أيها العميل هاه ”

لوى فمه بأستهزاء والتساؤل ينهشه اي رجل هذا الذي يعرف كل شيئ عن أمين .. يشعر بنفسه مشدوه الذهن لا يعرف ماذا يحصل الان وكأنه طفل لا يفقه اي شيئ .. تدارك نفسه ونظراته لا تفارق أمين .. تنهد بضجر وهو متأكد تمامآ أن YR لا يريد ايذاء احد منهم ولكن لما يرتكب تلك الجرائم وهل يعقل أن الرجل الذي أتصل بـ أمين مسبقآ هو نفسه YR نهض من مكانه وهو يردد بملل

” هيا أمين لـنعد للعمل ”

أجفل بطريقه غريبه وكأنه للتو قد أنتبه لوجود القائد عبد العزيز .. نهض بخفه وسارا جنبآ الى جنب ليخرجا من المقهى .. مشط عبد العزيز المكان بنظراته العميقه الحذره باحثآ عن أي حركه مشبوهه او اي شيئ اخر يدل على أنهم مراقبين ولكن المكان كان طبيعيآ ولم يعثر على اي شيئ .. الخوف لم يتسلل لـقلبيهما ولكن اليس غريبآ أن تكون عاجزآ امام شخص لا تعرف عنه اي شيئ شخص يراقب أبسط تحركاتك ويعرف كل شيئ مما يدور حولك يعرف اعدائك واصدقائك .. هذا الشخص خطير جدآ قد يقضي عليهم بسهوله .. يستطيع ارسالهم للجحيم بحركه واحده من اصبع يده الصغير تبآ لـشعور العجز

“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….




105397 مشاهدة