الـفـصـل الـثـامـن لـ روايـة (( عــــــــذراء الــــــشيطان )) .. .
وما الحب الا جنة تطيب فيها نفوس العاشقين …
هل من سبيل للعوده هل من سبيل لـمحو ما يزعجه .. تلك الذكريات التي تمزق قلبه الى أشلاء لقد بات يتألم كثيرآ أنه يموت في اليوم الف مره منذ تزوج من تلك الشابه التي سرقت عقله وقلبه .. مند ذلك اليوم وهو يحاول أن يستميلها نحوه ولكن بلا فائده .. تارة يراها تعشقه وتارة يراها لا تطيقه .. يا اللهي ما هذا التناقض أيوجد أمرأه يومآ تحب ويومآ تكره .. لم يعد يحتمل سينفجر أن بقي على هذه الحاله أنه لا يشعر أنه متزوج يا ليته لم يفعل لكان وفر عليه كل هذا الالم والمعاناه .. بعد منتصف الليل عاد للمنزل والساعه قد تجاوزت الـ 1:00 ليلآ .. لم يشعر أنه يود العوده للمنزل لم يشأ أن يرى من ترفضه دومآ لم يكن يرغب بسماع صوتها او اي شيئ يتعلق بها .. على الاقل هذا اليوم فـحسب .. لا يريد أن تكون بالقرب منه وهو يتذكر مدى نفورها منه .. تنهد بقلة حيله وهو يسير في ارجاء المنزل متوجهآ نحو المطبخ فهو حقآ يشعر بالعطش وايظآ الجوع .. جوع شديد فهو لم يتناول اي شيئ منذ خرج من المنزل صباحآ .. يشعر بأنه سينهار في اي لحظه لقد خارت قواه تمامآ كأنه رجل عجوز لا يملك طاقه ابدآ عاجز تمامآ .. شرب كأس ماء .. فجأه اعتراه دوار قوي ليجعل الارض من حوله تموج كان سينهار في اي لحظه صريعآ على الارض .. أمسك المقعد بجانبه وجسده يهتز من تأثير الدوار غامت عيناه ولم يعد يرى سوى السواد يغطي المكان ليتهاوى جسده ساقطآ على الارض لكن .. شيئآ ما منعه من السقوط ما هو يا ترى لم يستطع معرفة ذلك .. فجأه سمع صوت انثوي قلق يقول شبه باكي
” كريم كريم هل أنت بخير تماسك ارجوك ”
هذا الصوت هذه النبره الحزينه أنها تذكره بـ حبيبته تلك الشابه النشيطه .. سمر .. أنه يشيه صوت محبوبته سمر .. لم يعد يستطيع التحمل لم يعد يملك القدره على الكبت اكثر من ذلك .. تثاقل جسده ليسقط على الارض وتتهاوى معه سمر غير قادره على رفعه فهو كان اثقل منها بكثير وهي ضعيفه هشه غير قادره على حمله .. لرهله لم تصدق ما تراه عيناها .. كريم دموعه تغطي وجهه كـطفل صغير ؟؟ .. كيف هذا .. لماذا يبكي مالذي يجعله منهارآ هكذا !! .. لم تجد جوابآ لأي من تساؤلاتها .. لا شعوريآ أمتدت يدها نحو خده تمسح دموعه المسكوبه لطالما عشقته حد الجنون ولولا الخوف تكاد تقسم أنها لـتجعل حياته جنه ولكن .. هي خائفه رغم كل لطفه لا تزال تشعر بالرهبه منه لا تستطيع أن تصدق او تستوعب أنه لن يؤذيها .. مع كل لمسه يزداد خوفها منه رغم انه لطيف غالبآ .. توجه بنظراته نحوها .. هل يجب أن يستمر في حبها ؟ .. لماذا بالامس تهين رجولته والان تجفف دموعه ؟ .. لما كل هذا التناقض ؟ .. لماذا هي بلا شعور الا تخجل من نفسها !! .. هل تعاني هذه المرأه من انفصام بشخصيتها ؟ .. رفع ساعده ببطئ ليبعد يدها بكل خشونه يمتلكها جسده المنهار ارضآ .. صرخ بها بحده وقد اعماه الغضب الذي يشعر به تجاهها
” أغربي عن وجهي سمر .. لا اطيق رؤية وجهك اللعين ”
لم تستوعب كلماته .. لم كل هذه القسوه عليها ؟ لماذا يعاملها بهذا الجفاف .. لم تستمع له بل أمسكت وجهه بكلتا يديها وهي تبتسم بألم .. مسحه من الحزن تغطي وجهها اضافت لجمالها براءه لا توصف .. قالت بلطف ممزوج بالالم تعبر عن عمق الجرح الذي سببه لها بكلامه للتو
” لن اذهب الى اي مكان من دونك .. هيا أنهض لـنذهب للنوم ”
لم يوليها اي أهتمام على العكس ادار رأسه بالاتجاه الاخر وهو يشتم بسره لما لا يستطيع أن يقاومها .. يشعر بأن كلمه اخرى منها ستجعله يحتضنها متناسيآ كل ما قعلته معه بالامس وكيف جرحت قلبه .. همست بحنان وهي تداعب شعره الحريري
” هل تناولت عشائك حبيبي ؟ ”
هي تعرف جيدآ كيف تجعله يعود لذلك الرجل المحب .. مجرد بضع كلمات حنونه تفجر فيه عشقآ لا متناهيآ لها وهي تعرف جيدآ كيف تضهر هذا .. لم يهتم لكلامها وكأنه لم يسمع ما قالته .. أبتسمت بلطف شديد .. عاودت القول مره اخرى
” كريم حبيبي لقد سألتك هل تناولت عشائك ؟ هيا تكلم ”
حبيبي ؟ حبيبي !! حبيبي !! وقع هذه الكلمه استمر يتردد بذهنه .. ما هذا الذي تتفوه به هذه الصغيره المشاكسه .. أتحاول أن تستميله لـيتحدث معها .. لن يضعف امامها ويبدو ابلهآ من جديد سيكون قويآ لا يتأثر بسحرها الغاوي .. تكلم ببرود وهو يحاول النهوض
” لا شأن لكِ بي بعد الان .. أبتعدي عني ”
لم تستمع له وكأنه لم يقل شيئآ للتو .. ساعدته لينهض ممسكه اياه من ذراعه تجره للأعلى .. نجح في النهوض وسار ببطئ نحو غرفة نومه وسمر تسنده بجسدها الضعيف .. استلقى على السرير وهو يحمد الله أنه وصل بسلام فقد كان يشعر بـ الالم الفضيع في كل جسده ومعدته تصفر من شدة الجوع .. ضحكت سمر بخفه وهي تمسد على شعره وكأنها والدته تقول
” يبدو أنك جائع جدآ .. سأعد لك طعامآ بسرعه لا تنام حسنآ ”
استدارت لتتوجه خارجه من الغرفه لتعد لزوجها الطعام .. تنهد بضجر وهو يشعر بالعجز اليس قاسيآ أن تعتني بك امرأه لا تطيقك بجانبها ؟ .. لما أنهار هكذا الم يكن يستطيع أن يتماسك اكثر بدل أن يسقط ارضآ وتعتني به هذه الصغيره المزعجه التي بات ينزعج منها كثيرآ .. ما حدث بينهما كان قاسيآ قاسيآ جدآ ليس سهلآ أن ترفضك زوجتك ويغمى عليها لـمجرد أنك تود قربها تريد حبها .. أمسك رأسه والملل يتأكله لا يوجد شيئ يخفف عنه ما يشعر به .. بعد مرور فترة ربع ساعه دخلت سمر وهي تحمل أنيه فيها بعض الطعام وضعته على السرير امام كريم وهي تقول بحب
” هيا حبيبي تناول الطعام ستكون أفضل ”
اخترقت خياشيمه رائحه لذيذه رائحة اللحم المشوي والبعض من الطماطم والخيار .. نظر ناحية الطعام والجوع قد اخذ منه كل قوته زم شفتيه بأنزعاج وهو يردد بجفاف
” لا اريد لست جائعآ ”
ادار رأسه بعيدآ وهو يقاوم رغبته في التهام كل ما امامه الان .. ولكن حسنآ كبريائه يعمل بطريقه خاطئه هذه المره .. لم تقل شيئآ لم تجادله على تصرفاته هذه ولا اي شيئ اخر بل اكتفت بأن تقول له بكل لطف تملكه
” عندما اعود لا اريد أن ارى الطعام أتفهم اريدك أن تأكله كله ”
خرجت من الغرفه والابتسامه تزين محياها الجميل لقد كانت متأكده أنها عندما تعود مره اخرى ستجده قد التهم الطعام كله فالجوع واضح عليه .. لقد تعرفت عليه منذ سنوات عديده وباتت تعرفه جيدآ لم يعد بحاجه للكلام لتفهم ما به وماذا يعاني أصبحت تدرك كل شيئ حوله كأنها هي متجسده به .. عيناه تحدقان بها حتى اختفت من امامه تمامآ تاركه الغرفه له وحده .. غلب الحزن نظراته والالم لا يفارق قلبه يشعر أن روحه غادرت معها حينما خرجت .. روحه ترافقها في كل مكان تتركه لـتذهب اليها لـعشقه الاول والاخير سمر .. ادار رأسه للأنيه الموضوعه على الفراش وبها طبقان طبق مليئ باللحم المشوي ذا الرائحه الرائعه والزكيه التي تدعوه لألتهامه كله وطبق يحتوي بعض الطماطم والخيار المقطعين الى اجزاء صغيره .. لم يقاوم رغبته الملحه في تناول الطعام فـ أستسلم لها وتبآ للكبرياء الاحمق الذي يعمل في مثل هذه الحالات الحرجه .. حسنآ اليست هي زوجته ومن واجبها خدمته اذن لما يمانع تناول الطعام الذي تعده .. من الان لن يحاول الاقتراب منها مجددآ تكفي الاهانه التي تعرض لها بالامس ولا يريد تكرار الامر مجددآ .. تناول طعامه بشهيه ووجهه به لمحه من السعاده كل هذا لأن معدته امتلأت .. ياله من رجل غريب الاطوار مجرد الاكل يجعله سعيدآ أنه قنوع لأبعد درجه .. أنتهى من طعامه ورفع الأنيه ووضعها على الخزانه بجانب السرير .. اراح جسده قليلآ بالجلوس وحينها نهض وهو ينوي الاستحمام فهذا سيجعل جسده نشيطآ دلف الى الحمام وهو يعبث بخصلاته الحريريه .. انفرجت باب الغرفه بهدوء وبطئ شديد جالت نظراتها بالغرفه لم تجد له اثر .. سمعت صوت قطرات المياه تتساقط على الارض مما جعلها تدرك أنه يستحم .. رأت أنيه الطعام فارغه فضحكت بخفه وهي تقول بهمس
” ياله من محتال قال أنه ليس جائعآ .. ”
اخذت الانيه وذهبت لتغسلها ومن ثم عادت للغرفه جلست على السرير الضخم ولا يزال كريم بالحمام .. قطبت حاجبيها وهي تهز بقدميها بأرتباك لـنفترض أنه خرج الان مالذي ستقوله له وهو يبدو مستاءآ منها كثيرآ !! هل عليها أن تتجرأ وتخبره بكل ما يعتمل بداخل صدرها ؟ نعم ولما لا فهذا الحل الامثل لـمشكلتهما الغريبه .. عليه ان يفهم مخاوفها .. وقعت انظارها عليه وهو يخرج من الحمام يلف منشفه حول خصره وجسده تتساقط منه قطرات الماء وشعره مبلل تمامآ .. أحنت رأسها وأحمرت وجنتيها وقد اخذ منها الخجل كل مأخذ .. اخذت تبتلع ريقها من شدة الارتباك وهي عاجزه تمامآ عن النظر نحوه .. لوى فمه بسخريه وهو يراها بهذه الحاله الم تفهم بعد أن هذا شيئ عادي ام أنها تفعل هذا عمدآ لـتفهمه أنها لم ولن تعتاد عليه ويجب أن يتركها .. يتركها ؟ هل هذا ما تريده هي ام أنه يتخيل ؟ كلا هي لا تفكر هكذا لو كانت لا تريده لما تزوجته منذ البدايه .. توجه للخزانه واختار له بيجاما قصيره ارتداها من دون أن يهتم للمرأه المتواجده معه والخجل يعصف بها لا تعرف ماذا تفعل او ماذا تقول .. توجه نحو سريره مستلقيآ عليه موليآ ضهره لها أغمض عينيه بهدوء وهو يشعر بها خلفه يشعر بأنفاسها المتلاحقه .. سمع من خلفه همسآ خفيقآ مرتبكآ
” كريم أيمكنني أن أتحدث معك بموضوع مهم ”
لم يعطيها اي أهتمام همهم بتذمر
” هممم الا يوجد غير هذا الوقت للتحدث .. أنا متعب اريد النوم لا تزعجيني سمر حسنآ .. سنتحدث صباحآ ”
علت وجهها لمحات من الحزن وتغضنت ملامحها وحاجبيها معقودين مدت يديها وهي تهز جسده وتقول بصوت باكي
” لا لا سنتحدث الان .. هيا انظر لي ”
فاجأه تصرفها لم يكن يتوقع منها هذا ابدآ تنهد بضجر وهو ينهض لـيعدل من جلسته حدق بملامحها الكئيبه أنها تبدو تعيسه للغايه اوه يا اللهي فطرت قلبه بمنظرها الحزين هذا .. دموعها تغطي وجهها وتبدو بائسه زم شفتيه بأنزعاج من نفسه ياله من احمق حبييته حزينه وهو يعاملها بجفاء هذا ليس صائبآ عليه أن يتدارك الموضوع ولا يسمح للحزن مجددآ أن يعرف طريقه نحوها تكلم بصوت مبحوح
” سمر ماذا بك .. لما تبدين منهاره ”
تجاهل أنها حزينه منه ربما يزعجها شيئ اخر اي شيئ ولكن ليس هو على الاقل هذا ما تمناه .. ينظر اليها بحب والحزن قد ملئ قلبه يراها كيف تحاول كتم شهقاتها كي لا تتعالى رغم أن هذا كان صعبآ .. همست بألم
” كريم ارجوك عليك أن تفهمني أنا خائفه ”
لم يفهم ما تقصده ماذا تعني أنها خائفه وممن هي خائفه اصلآ .. لم يعرف الجواب لسؤاله ولن يعرفه الا اذا سألها فهي الوحيده تملك الجواب قال بتساؤل
” ماذا تعنين بأنكِ خائفه سمر ”
نظرت اليه بأنكسار وهي تمسح دموعها بظاهر كفها كـالاطفال لـ تهمس بعد أن قررت أنها ستكون شجاعه
” أنا أخاف منك ”
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …