نظرت اليه بأنكسار وهي تمسح دموعها بظاهر كفها كـالاطفال لـ تهمس بعد أن قررت أنها ستكون شجاعه
” أنا أخاف منك ”
صعقته كلمتها هذه .. عقدت الصدمه لسانه ولم يستطع التفوه بأي حرف .. تردد صداها في اذنه .. أنا أخاف منك .. أخاف منك .. أخاف منك .. لوهله لم يصدق ما سمعه ولم يفهم مقصدها حتى .. لم يفهم لما هي تخاف منه .. لم ينبس بحرف مما فسح لها المجال لـ تكمل ولكن ببطئ كل كلمه تفصل عن الاخرى ثوان عديده وربما دقائق
” لطالما ومنذ اول يوم لي معك وأنا اخاف منك بشده .. اشعر بالرهبه تتملكني كلما اراك .. اشعر أنك ستؤذيني .. (( رفعت رأسها تكمل )) .. اتذكر ليلتنا الأولى .. تلك الليله أنت شكلت عندي الخوف منك .. اريتني جانبآ قاسيآ من شخصيتك .. مزقتني في تلك الليله يا كريم .. مزقتني ”
كلماتها انهالت عليه كـ الصواعق لم يعد عقله يعمل لم يفهم اي كلمه لم يعرف ماذا تعني لقد تخدر تمامآ لا يعرف كيف يتكلم ولا ماذا يقول .. تخاف منه .. تخاف منه هو ؟ .. لماذا لم يعد يفهم اي شيئ لما هو عاجز عن ادراك ما تتفوه به .. رأت حيرته المرسومه على ملامحه بكل عنف لـ تعود تكمل راجيه أن يفهم موقفها ولا ينزعج منها مجددآ
” تلك الليله عندما قلت لي أنك ستثبت رجولتك .. تثبت أنني ملكك .. لم تسمح لها بالعوده لـ أمي لأني اصبحت لك .. طريقتك في اثبات ذلك جعلتني ارتجف خوفآ منك .. (( نكست رأسها تنظر لـيديها في حجرها )) .. كلما تقترب مني تعود ذكريات ليلة زفافنا لـتقف بيننا .. كلما اقتربت مني ارى امامي قسوتك معي تلك الليله .. هذا هـذا فقط يجعلني انفر من لمساتك .. لأنني اخاف اخاف بشده .. لا زلت اتذكر كل ما جرى أنه يقف حاجزآ بيننا ”
انهت كلماتها بدموع غزيره تتساقط من مقلتيها تعبر عن تعاستها .. لم تسمع منه ردآ على كلماتها ارادت أن تعرف رأيه بما قالته للتو لكنها لم تسمع شيئآ .. تسلل الخوف لقلبها والافكار السوداء بدأت تتزاحم في رأسها لم تعد تعرف ماذا تفعل .. هل تراها اخطأت عندما اخبرته بـ مشكلتها معه ام أنها فعلت الصواب .. لماذا لا تسمع جوابآ منه .. لم تعد تحتمل الخوف هذا .. الخوف مما قد يحدث الان .. ماذا لو رفضها بعد كل ما قالته ماذا لو .. رفعت رأسها قليلآ تنظر اليه من تحت رموشها .. رأته يحملق بها بصدمه وكأنه لم يستوعب ما قالته توآ .. أبتلعت ريقها وهي تهمس بخفوت
” كـ كـريـم أنت لست غاضبآ هاه ؟ ”
انهت كلماتها بتساؤل مليئ بالوجع .. لم يحتمل ما قالته لم يستوعبه حتى .. لا يمكنه أن يتخيل أنه سبب نفورها منه كل هذا الوقت .. هو من سبب لها عقدة الخوف منذ تلك الليله .. بسبب رغبته الجامحه والتي ارعبتها حد النخاع ها هو ذا يتلقى ضريبة ما فعله بها بسبب غباءه بسبب انقياده وراء رغبته من دون أن يبالي بخوفها .. لقد توجب عليه ذاك اليوم أن يخفف من خوفها ويمحو خجلها وارتباكها ولكنه بدل ذلك تصرف برعونيه منقادآ فقط حيث رغباته ولم يبالي بما سـ يسببه للفتاه من حالتها النفسيه السيئه والتي ولدت لديها عقدة الخوف من قربه منها .. كان عليه .. كان عليه .. ما فائدة الندم الان لقد حطم كل شيئ .. الان عليه أن يصلح كل ما سببه عليه أن يجعل هذه الشابه تنسى خوفها .. امسك معصمها لـ يجرها لحضنه الدافئ حيث يجب أن تكون .. بين ضلوعه بجانب قلبه المحتل من قبلها .. مكانها هنا على صدره هذا مكانها الحقيقي .. مسد بيديه شعرها الاملس بطريقته اللطيفه .. لقد تأخرت تصرفاته اللطيفه التي كان يجب أن تكون في تلك الليله فهي من تحدد ما سيحدث بعدها .. همس بصوت اجش وخده موضوع على قمة رأسها
” سمر سامحيني .. أ أنا أسف سمر ”
تشبثت به يكل قوه تلف ذراعيها حول خصره .. شعرت بأنها لا يجب أن تتركه يغضب منها بعد الان .. قررت أن تسحق مشاعر الخوف وتغدق حبيبها زوجها كريم بالحب .. تغدقه بالحب والحنان حتى لا يفكر بأن ينزعج منها ابدآ .. قالت بحشرجه
” كريم لا تغضب مني مجددآ ارجوك .. أنا اخاف من جفائك معي .. أخاف أن تتخلى عني يومآ ”
دفن رأسها بقوه اكبر لـيسحق على كل رغبه لديها بالكلام .. لا يريدها أن تتكلم .. فقط يجب أن يبقيا هكذا كل ما يلفهما الصمت .. الصمت الذي بفضله يبعث لها كل ما يعتمل بداخل صدره .. كأن النبضات تتحادث لـ تمتزج نبضاتها المتسارعه بـنبضاته القويه المنتضمه كل منهما تتحدث مع الاخرى .. هذا ما بدى عليه حالهما .. تهاوى على السرير وهو لا يزال على تلك الحاله يحتضنها بين ذراعيه .. يخبرها أنه لن يفعل اي شيئ يخيفها الان سيكون طوع بنانها لن يفعل شيئآ لا ترغب به حتى وان كان يريده بشده .. همس بصوت اجش مليئ بالعاطفه الجياشه
” سمر أنا أحبك ”
انهالت كلماته على اذنيها كـ موسيقى ساحره اطربتها .. زادت من تمسكها به وكأنها تخبره بما يريد سماعه .. لم يهتم لهذه الحركه هو يريد كلامآ يسمعه يثلج قلبه المتأجج .. المتأجج بالنيران الحارقه التي تكاد تقضي عليه من شدة لهيبها .. عاد يهمس من جديد
” سمر أحبك ”
كم الشعور لذيذ .. هذا الشعور الذي ينتابها كلما سمعت كلمة حب ينطق بها لسانه .. اعتادت دومآ سماع كلماته المعسوله ولكن الان بات لها وقعآ خاصآ فيها .. ادرك هو أن سبب نفورها منه هو تلك الليله الاولى لهما وبعد أن اخبرته بذلك .. بعد أن اخبرته الحقيقه التي تمنعها منه باتت كلماته ذات تأثير أقوى لا تعلم السبب ولكن شعورآ يغزوها أنه اصبح يعلم أن كلماته لها وقع خاص وقوي جدآ عليها .. اصبح يعرف هذا جيدآ وهذا ما يجعلها تخجل منه اكثر وهي تعلم أنها بطريقه غير مباشره قد باحت بـ مشاعرها نحوه .. أبعدت رأسها عن صدره قليلآ لـ تنظر لـعيناه مباشرةٍ همست بصوت لطيف اذاب قلبه
” أنا أنا أيظآ أحبك .. أحبك بشده ”
ضحك بقوه من شدة سعادته لم يصدق ما سمعه للتو .. يبدو أنه اصيب بالجنون بات يتخيل أن عشقه الابدي سمر تقول له أنها تحبه .. شعور قوي يغزو قلبه يخبره أن سعادته تكمن بأشياء بسيطه .. بسيطه للغايه .. مجرد كلمات لطيفه من بين شفتي زوجته تشعرانه بالرضا وسعاده غامره لا يمكن تخيلها .. زادت من تشبثها به وهي تعيد رأسها لموطنه الحقيقي حيث قلب كريم .. ها هي ذا الاوضاع قد تصلحت فيما بينه وبينها ويبقى أن يبذل جهده قدر المستطاع لـ يعوضها ويغدقها بالحنان حتى ينسيها المها منذ تلك الليله .. غطت وجهه ابتسامه عريضه مشرقه غير مصدق للأن انهما ينامان بأحضان بعضهما البعض من دون مشاجرات او نفور من طرفها .. كم هذا يبعث في النفس الراحه .. يا اللهي حمدآ كثيرآ لك يا رب من فرط السعاده التي تجوش بصدره .. للمره الاولى تحتضنه سمر بهذه الطريقه المحببه .. زاد من احتضانه لها وهو يغمر رأسه بعنقها يشم رائحتها الزكيه التي تخللت خياشيمه لـتشعره برغبه عارمه بها .. سيطر على نفسه لأجلها لأجل أن لا يخيفها .. منذ الان سيبدأ بالتقرب اليها شيئآ فـشيئآ حينها فقط .. فقط بعد أن يختفي الخوف من قلبها سيعود لـ طبيعته في المغازله .. ضحك بسره على نفسه وهو يبدو كالمجنون .. مجنون ليلاه .. وليلاه هي سمر عشقه الابدي .. غطت في نوم عميق مما سنح له فرصه لـ يتأملها على هواه .. حدق بملامحها الفاتنه التي تأثر فيه كثيرآ .. لم يتمالك نفسه طبع قبله عميقه على شفتيها .. لوهله لم يستطع الابتعاد عنها ولكن بقدره غريبه امتلكها أجبر نفسه عن الابتعاد كي لا ينجرف اكثر .. أغمض عينيه كي ينام فـ أن بقي مستيقظآ أكثر لن يسيطر على نفسه وسيفعل شيئآ يخيفها اكثر .. عدة ثواني مضت لـيغط في نوم عميق اخذآ اياه الى ذلك العالم الذي لا مستحيل فيه .. عالم الاحلام المثالي الذي يحقق لك كل شيئ تريده وكأنه يمشي على هواك .. نعم على هواك ملبيآ كل رغباتك .. هذا العالم الذي اتحد فيه مع سمر قبل أن يتزوجها بل منذ أن التقت عيناه بها في ذلك اليوم البعيد
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع