عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



قد نفقد شيئآ ما عزيزآ علينا وتكون نقطة تحول كبيره جدآ في حياتنا تنقلنا من الضعف للقوه من حياة هادئه لـ مليئه بالصخب والمشاكل .. خسر الكثير في حياته ولا يزال صامدآ لا تزال قوته تفوق الجبال .. الكثير من الاشياء تلتصق به ولا تفارقه ابدآ ولا يجب حتى أن يسمح لنفسه بالابتعاد فهو متمثل بها .. العهد .. الوفاء .. الامل .. هذه الاشياء امتزجت بدمائه لـتمثل شخصيته .. ليس اي رجل أنه الاخلاص بحد ذاته أنه القوه هو السند الذي يتكئ عليه سيده عندما يكون متعبآ من الحياه .. نظر الى السرير حيث يتوسد عليه سيده نائمآ بعمق .. أبتسم بدفء للمره الاولى يغط سيده كل هذه المده في النوم .. أمس كانت اول خطوات الانتقام التي سارها .. العبث مع أبنة اوزان سيوصلهم لـما يريدون .. لكن هل هذا صائب ؟ هل يجب ادخال فتاه بريئه في الموضوع ؟ حتى وان كانت منحرفه اخلاقيآ فهي بريئه في لعبتهم هذه ولا يجب العبث بـ سعود عن طريقها هي .. لـتحقق اهدافك سـ يتم ظلم شخص من بين الجميع فهل هذا عادل ؟ .. جذبت انظاره تململات سيده على السرير .. لا يصدق أنه للأن نائم ولم يذهب للعمل هذه نقطه غريبه سوداء في سجله .. ضحك بخفه انه يواجه اكثر امر غريب يمر به منذ سار معه على هذا الطريق .. استدار ليقف امام النافذه ونظراته تكاد تخترق السماء الزرقاء .. الجو صافيآ هذا اليوم ولا يبدو أن الامطار ستهطل قد يكون هذا جيدآ بالنسبه لهم فهو بعض الشيئ لا يحب المطر عكس سيده .. تهادت الى عقله ذكريات الماضي المرير تذكره بهدفه تذكره بما يجب أن يفعله قبل اي شيئ اخر ..

قبل سنوات عديده مضت

منزل متوسط الحجم في احد الاحياء السكنيه .. بعض المنازل تلتف على جانب الطريق وكأن المكان تم اختياره خصيصآ للسكن فيه .. يقف على عتبة الباب بعيدآ عن الانظار شاب يبدو في الثالثه عشر من عمره .. طول لا بأس به مناسب لـعمره .. جسد نحيف وملامح حاده تجعله يبدو وسيمآ بحق .. لم تكن عيناه بريئتان بل تعكسان بريق غريب من القسوه من القوه .. كان شيئآ غريبآ لـ فتى في عمره يكون بهذه النظرات الحاده .. اطفال الحي يلعبون هنا وهناك وهو الوحيد الذي لا يشاركهم في ذلك .. هذه حياه غريبه بالنسبه له لم يتذوق طعم الطفوله الحقيقيه .. لا لعب لا اصدقاء لا مشاجرات مع سكان الحي .. حياه هادئه لأبعد درجه .. لفتت انظار الشاب الصغير شاب ربما يكبره ببضع سنين يخرج من منزله .. التفت الشاب الغريب له لـ تعلو وجهه ابتسامه عريضه وهو يركض نحوه ويقول بخفه

” عمر كيف حالك ؟؟ ”

عقد حاجبيه من دون التفوه بحرف .. طبيعته غريبه لا يتكلم كثيرآ هكذا علمه والده .. جال بـنظراته على جسد الشاب الاخر بأحتقار وكأنه يقول لست من مستواي .. زم الشاب الغريب شفتيه بضيق وهو يردد بأنزعاج

” لا تنظر الي هكذا أخبرني متى سيعود لقد أشتقت اليه ”

تنهد بملل هذا الشاب لا يكف عن السؤال .. لماذا هو مهتم بأمر ذلك الشاب مع أنه لا يريد صداقته ؟؟ تكلم اخيرآ بهدوء بغيض

” عبد الله كم مره اقول لك لا اعلم كف عن السؤال ولا توحي لأحدهم ان هناك رجلآ اخر هل تفهم !! ”

تكلم الشاب المدعو عبد الله قائلآ بحزن شديد

” اعلم .. لا تقلق لم اخبر احدآ .. ”

اكمل وهو يصرح بقوه

” اشتقت لك يا صديقي .. ”

هلع عمر وهو يضع يده على فم عبد الله لـ ينظر بعدها من كل اتجاه وكأنه يتأكد ممن حوله .. عاد بنظراته الى وجه عبد الله المصدوم قائلآ بهمس كـ فحيح الافعى

” لا تصرخ هكذا مجددآ والا ستندم .. هيا غادر قبل أن احطم رأسك الفارغ ”

لم يفهم عبد الله اي شيئ مما يقوله هذا الصبي .. انفجر بالضحك لا يصدق أن هذا الصغير يهدده .. يحطم رأسه ؟ .. امر مضحك بحق .. لا يزال صغيرآ ويقول أنه سيحطم رأسه .. يشبه صديقه الى حد كبير لا يختلف عنه الا قليلآ .. استدار عمر غير ابه بـ عبد الله الذي لا يفهم شيئآ كـ الابله .. قال بخفوت قبل أن يدخل للمنزل

” قد يعود اليوم هذا ما اعلمه ”

دلف الى داخل المنزل تاركآ خلفه عبد الله بصدمته .. لقد قال لـتوه أنه لا يعلم متى سيعود فلماذا يخبره الان أنه قادم اليوم .. لم تحز هذه الامور على تفكير طويل منه بل حتى لم يهتم بها .. سعادته بعودة صديقه طغت على كل شيئ اخر .. سيعود صديقه بعد كل هذا الوقت الطويل يا اللهي كم هذا رائع .. توجه للمنزل بخطوات سريعه لـيستحم ويغير ثيابه ويرتدي شيئآ جميلآ كي يراه بـ هيئه رائعه .. تفكير طفولي احمق .. داخل المنزل يسير عمر بهدوء كالاسد المتربص بفريسته لا يعلم ولكن هذه هي طريقته في السير لقد علمه اياها والده واصبحت طريقته الطبيعيه .. كل شيئ مدروس جيدآ لا يجب ارتكاب اي خطأ .. تناهى الى سمعه صوت سيارات في الحي .. تفاجأ فـ عادة هذا الحي لا تمر منه اي سياره وعلى الاقل لا تقف فيه .. رأى والدته تنظر من خلال نافذه المطبخ وفجأه سمعوا صوت ضربات قويه على الباب .. هلعت والدته وبدأ جسدها بالارتجاف اذن لقد عثروا عليهم .. ركضت بأتجاه عمر وامسكته من يده خبأته تحت طاولة الطعام وهي تقول بتحذير وصوت يملؤه الخوف

” اياك .. أياك يا عمر الخروج من مكانك هل تفهم ؟؟ ”

اسدلت الغطاء الطويل فوق الطاوله كي لا يضهر ما تحتها والذي هو أبنها حبيبها الصغير عمر .. سمعت صوت صراخ طفل صغير .. هذا الصوت أنه لـصغيرتها الجميله قالت برعب حقيقي

” كريستين .. يا اللهي كريستين ”

لم يسعفها الوقت لـتذهب لرؤية أبنتها لأن واجبها الان حماية اشخاص اخرين .. تحركت لـتخرج من المطبخ لـ تحذر اصحاب المنزل فالخطر يكمن بهم لكن ياللأسف لم تكن سريعه بما فيه الكفايه .. ارتجف جسدها بقوه وهي ترى امامها رجال كثيرون أقتحموا المنزل بعد أن حطموا الابواب .. انهالت دموعها تغطي وجهها الكبير في السن .. انعقد لسانها ولم تستطع التفوه بحرف .. كان عمر يرى قليلآ من خلال الغطاء الشفاف بعض الشيئ .. فقط فقط لو تحولت نظراتهم للطاوله سيرونه .. سيقتلونه نعم سيقتلونه .. شعور قوي أنتابه أنه سيموت فهو على يقين أنهم سيفتشون المنزل بأكمله ويقتلون كل فرد يسكن فيه .. قال احدهم

” سيدي الابن ليس هنا فقط العائله سمعت انه مسافر ”

الابن ؟ .. الابن .. لا يا اللهي .. لا .. لا .. طلب من الله بتوسل أن يتأخر والده والشاب في العوده للمنزل .. سيموتون أن عادوا .. لا يا اللهي لا .. استمر بالتوسل بالله وعيناه لا تفارقان جسد والدته المرتجف .. شعر بسكين تغرز في قلبه .. العجز .. أنه عاجز عن حماية والدته لماذا لماذا .. يتوجب عليه الان أن يحمي العائله هو وليس والدته الكبيره في السن .. رأى احدهم يرفع مسدسه نحو والدته .. مسدس كاتم للصوت .. الامر قد أنتهى .. رأى والدته تتهاوى على الارض والدماء تتنافر من جسدها الهش الضعيف .. لم يستوعب ما يرى كان اقوى من طاقته لـ يتحمل مثل هذا الموقف .. تناقزت الدموع الى عينيه لـ تشكل خطين متوازيين من الدموع الحارقه على هذه الفاجعه الاليمه .. سقطت على الارض تحت نظرات أبنها الصغير الذي لم يدرك الحياه بعد .. أبتلع ريقه ناظرآ للرجل وهو يرفس والدته في بطنها ويقول بحقد اعمى

” أيتها الحقيره هذا عقابك .. امرأه تافهه ”

احتدت نظرات عمر وهو يحدق بالرجل المنشود .. غريمه .. قاتل والدته .. اشتعل الحقد في قلبه مضرمآ نارآ لا سبيل لأطفائها لا سبيل لأخمادها والتخفيف من حرارتها .. نارآ لن تنطفئ الا بقتل هذا الرجل الذي تجرأ على والدته .. غطى فمه بقوه وهو يمنع شهقة خوف كادت تخرج من حنجرته عبر شفتيه .. لا لقد تحطم كل شيئ .. رأى أمامه السيدان اللذان تحميهم عائلته .. رأى ذلك الرجل الذي لم يقصر معه في شيئ وهو مصدوم يحدق بالمجرمين .. ارتسمت البسمه على شفتيه وعيناه تعكسان القوه .. رجلآ بمثل موقفه لا بد أن يكون خائفآ ولكنه ليس كذلك بل مملوء بالقوه والاصرار .. سمعه عمر يقول

” أذن لقد عثرتم علي هاه .. (( رفع رأسه للأعلى )) .. لا يمكن الفرار من الموت ”

عاد للواقع وهو يهز رأسه بقوه يمينآ ويسارآ .. لعل هذا الالم الذي يعتمل صدره الان يختفي .. لديه ثأر ولا بد أن يأخذه من المستحيل أن يسمح لذلك الوغد بالعيش طويلآ لابد من تحطيمه تمامآ .. تناهى الى سمعه صوت حركه من خلفه .. التف لـيرى سيده قد أستيقظ وهو يجلس على السرير بهدوء .. أبتسم بخفه يكاد يقسم لو لم يرى يوسف الان لما صدق بأنه بقي نائمآ ولم يذهب للعمل .. للمره الاولى يخرق العاده ويبقى في المنزل وهو الذي لم يكن يفارق عمله .. لقد كرر هذا بداخله عدة مرات من هذا الموقف الغريب .. أقترب ببطئ من السرير ليقف امام سيده ملقيآ عليه تحية الصباح

” صباح الخير سيدي كيف حالك ”

لم يجبه ولو بحرف واحد او حتى حركه بسيطه من رأسه تجاهله وكأنه لم يسمعه .. أغمض عينيه بطريقه غريبه وكأنه يبعد شيئآ من امامه .. ادار رأسه ناحية عمر مدركآ أن له شريك في غرفته يقف بالقرب منه الان .. نظر اليه بعيون زائغه لا تعرف مالذي يجري .. صعق عمر مما يراه هذا مسحيل لا يجب أن يحدث هذا .. أقترب من سيده وهو يمسك برأسه واضعآ كفه على جبهته .. اتسعت عيناه بعدما استشعر حرارة سيده المرتفعه .. أنه يعانى من حمى قويه وحالته تستوجب طبييآ كي يراه حالآ .. كاد أن ينهض من السرير ليتصل بالطبيب ولكن يوسف أمسكه من معصمه بقوه وهو يردد بضعف

” لا تقلق سأكون بخير فقط احتاج للراحه ”

لم يعرف ماذا يقول امام كلماته لم ينطق لسانه بأي شيئ .. بدأ عقله يترجم ما يحدث .. مهمته حماية سيده يوسف حتى من هذا المرض اللعين ولكن الاخير يطلب منه أن لا يفعل .. ماذا يتوجب أن يفعل الان هل يستمع اليه !! ام يخالفه ويتصل بالطبيب من اجل صحته ؟ اجاب على تسائله يوسف وهو يردد بسخريه

” هل تفكر بأن تخالف اوامري عمر ”

لم تصبه الدهشه ابدآ .. يعلم جيدآ أن سيده يقرأ الافكار بسهوله بالاخص افكاره هو .. أحنى رأسه فما عساه يقول ؟ هل يتجرأ ويقول أن ما قاله سيده صحيح ام يلوذ بالصمت وفي كلتا الحالتين فهو متهم .. رفع رأسه بصدمه وهو يستشعر يد سيده تقبع فوق رأسه وتربت عليه بلطف .. قال بأسق

” احيانآ اخاف من نفسكَ عليك .. ”

تنهد يوسف وكأنه يزيح عبئآ ثقيلآ يجثم على صدره .. ها هو ذا يقول كلامآ يزعجه عاد يقول بهدوء

” سيدي متى ستسمح لي بالانتقام منه .. ”

حدق به ببرود لا يريد أن تتلوث يدي عمر بدماء ذلك الرجل القذره .. هو يريد تعذيب بطيئ يستنزف به كل أمان وراحه وسعاده وكل الامور الجيده .. حارسه يرغب بالقتل بيديه وهذا ما لا يريده يوسف يريد جعل الجميع تحت سيطرته وبعدها يقضي عليهم لكن ليس بيد عمر .. ليس عن طريقه .. لقد سمح له للأن بقتل ثلاث اشخاص بيديه ولن يسمح له بالمزيد .. خطته لن تفشل بسبب عواطف عمر بقتل من حرموه من والدته وهو لا يزال صبيآ يافعآ .. قال بهدوء بارد

” لن تقتله عمر أنت تعلم بأن ما اخطط له شيئآ مختلفآ ”

تغيرت ملامحه ليحل عليها الالم الفضيع .. بدى مختلفآ جدآ .. مختلفآ لـدرجه لا يوجد اي تشابه بين عمر القوي الذي لا يهزه اي شيئ وبين عمر الان الضعيف الذي يبدو كـ طفل صغير لا يعرف سوى الالحاح والحزن اذا لم تنفذ رغبته .. حدث ما كان يخشى .. لطالما حذره من الماضي لطالما قال له لا تعد بذاكرتك للوراء .. كان يخشى عليه من الضعف وها هو ذا امامه ضعيف منهار مثير للشفقه .. صرخ به بحده بنبره لا تحمل ذره من الرحمه

” كف عن هذا والا لن يمر يومك بسلام ”

لا اراديآ تحولت ملامحه للجمود وكأنه تخضع تحت سيطرته تمامآ .. تستمع لأوامر يوسف كي تنفذها .. ربما هكذا حال جميع اجزاء جسده النحيف قوي البنيه .. قرب وجهه من اذنيه وهو يهمس بفحيح الافعى

” لا تكن مثيرآ للشفقه أيها الوغد والا سأقتلك أتفهم .. سأقتلك ”

تجمدت نظراته في مكان معين على الحائط .. خائف .. خائف حد الموت من سيده يوسف .. هو الوحيد الذي يجعل الخوف يدب بأوصاله .. ارتجف جسده بقوه وقد اهتز كل أنش فيه من شدة الرعب .. همس بصوت بالكاد يسمع

” أنا أسـ أسـف سيدي سـامحني ارجـوك ”

ضاق صدره من كل شيئ اولآ حرارته المزعجه والم رأسه وانتقامه وعمر و ربما اشياء اخرى كثيره لقد ضجر من كل ما يجري الن ينعم بالهدوء الذي ينشده ام أن رحيل والديه قد جعل حياته صاخبه لا اثر للهدوء فيها .. عشيرته بأكملها قد تمت ابادتها ومن ثم والده .. لم يتركوا اي احد منهم على قيد الحياه .. هو كيف سلم من هذا .. كيف لم يتخلصوا منه كما باقي افراد العشيره .. لولا اعتقادهم أنه أبن الخادم لـربما كان هو ايظآ الان في القبر بالعالم الاخر .. لـكـن هل كانوا سـ يستطيعون قتله حقآ هل هذا ممكن ؟ .. لم يكن من النوع الذي يمكن التخلص منه ولن يكون كذلك .. أنه وريث حقيقي للعائله يستحق لقب رويس عن حق .. لقد تعرض لـبضع محاولات اغتيال لكن جميعها فشلت لأنه ببساطه كان يعلم كل شيئ عن كل محاوله قبل حدوثها .. لديه جواسيس في كل مكان بالاضافه الى عبد الله الذي يراقب الاوضاع اول بأول وجميع المعلومات بين يديه .. الجميع يعمل لصالحه بطريقه مباشره او غير مباشره .. لم يرد على عمر بل نهض من السرير مكشوف الصدر لـتبرز عضلاته المفتوله بجسد رياضي رائع تحلم به جميع الفتيات .. رجل مثالي بكل ما تحوي الكلمه من معان .. جسد رياضي مفتول طويل رشيق وسيم جذاب كل المواصفات المرغوبه به هو ولن تستطيع اي امرأه مقاومته .. فقط كيف لو رأته سارا بهذا الشكل .. ربما سـتسقط صريعه بين ذراعيه ترجوه أن يأخذها في أحضانه يغدقها بحنانه .. سار نحو الحمام بخطوات ثابته رشيقه لـيسمع من خلفه صوت عمر يقول بثقه

” سيدي بشأن كاريس لقد أخبرتها كل شيئ قلته لي ”

توقف عن السير .. اثار أنتباهه اسم كاريس اذن لعبته الجديده قد لف خيوطه حولها كي يحركها كيف يشاء .. أستدار بنصف جسده ينظر لـ عمر وهو يردد بملل

” هذا هو عمر الذي اريده بجانبي لا ذاك الاحمق المنقاد خلف العواطف ”

بعد كلماته سار لـيختفي خلف باب الحمام .. هز عمر رأسه وحيدآ والابتسامه تعلو ثغره لم تكن سوى لحظة ضعف غبيه سيطرت عليه جعلته يستسلم لماضيه القاسي تحت اسم شيئ يدعى قلب .. قلب ؟ .. هذا هو سبب المشاكل كلها القلب .. خرج من الغرفه يسير بخطوات رزينه يخترق صوتها الصمت محطمآ كل حواجزه .. رن هاتفه

” ماذا هناك .. فهمت .. حسنآ انتبه لنفسك ”

يبدو أنه سمع اخبار مميزه فالابتسامه الخبيثه ارتسمت على محياه بكل عنفوان .. واضح أنه يحمل لـسيده اخبار ساره ستجعله يستمتع كثيرآ .. هذه فرصتهم .. توجه الى قاعة الطعام ينتظر سيده هناك .. بعد فتره لا بأس بها ضهر يوسف بطوله الفارع ومشيته الارستقراطيه يذرع الغرفه ببضع خطوات لـيستقر مكانه على كرسيه المخصص امام طاولة الطعام .. وضعت الخادمه الاطباق امامه عباره عن زيتون وعسل وخبر محمص وقطع من اللحم المشوي وعصير برتقال وحساء الخضار .. هذا فطوره اليومي بصدق أنه يأكل من كل طبق الكثير ولا يبقي سوى القليل لأن معدته تكون قد امتلأت والا فما كان سيترك طعامآ بالاطباق .. أنه شهيته مفتوحه للغايه واكثر ما يثير الغرابه أنه يبقى محافظآ على رشاقته رغم كل ما يتناوله من طعام .. مرت سارا بخاطره أنها لا تأكل الكثير كي تحافظ على وزنها تبآ أنه يكره هذا النوع من النساء .. يشعر أنهن متصنعات ذوات جمال زائف يزول بسرعه .. جذبه من افكاره صوت عمر يقول بمكر

” سيدي .. مراد الشهري سيقيم حفله قريبآ لقد وصلتني اخبار للتو ”

حفله ؟ .. عادت له ذكرى قبلته هو وسارا في حفلة أميره .. آه أن ذاك المشهد لا يفارقه ابدآ .. ربما لأنه للمره الاولى يقبل امرأه .. داخله يخبره أن السبب ليس هذا بل شيئ اخر تمامآ لا يعرف ما هو !! .. لكنه يقتع نفسه انها لذة أبنة سعود أنها لذيذه للغايه ترغب بالمزيد منها ليس بدافع الرغبه الجسديه بالنسبه له فهو لا يمتلك شيئ اسمه رغبه حتى بل بدافع لذة الانتصار .. الانتصار الذي يحققه عندما يكون قريبآ منها يعبث معها بسهوله وسعود الطيب لا يعلم بالامر .. هذا غير مهم الان .. رفع احد حاجبيه وهو يهمهم عاد عمر يقول من جديد بـثبات

” ما رأيك سيدي أن توطد علاقتك بـ عائلات الطبقه الراقيه .. أنت بحاجه لذلك ”

التف يوسف جهته وهو ينظر لـ عيناه مباشرة .. حسنآ فكره لا بأس بها أنه بحاجه لـتنفيذها الان عندما يرسل له الدعوه مراد بالتأكيد سيقبلها .. اليس كذلك ؟ .. تفكيره كان منصبآ على اهانة عائلات الطبقه الراقيه لكن الان لا بد أن يقترب منهم .. يتوجب عليه أن يكون صداقات معهم فهذا سيكون لمصلحته .. اومأ برأسه من دون أن يقول حرف تنهد بضجر وهو يكمل تناول طعامه ليذهب للعمل .. اليوم قد تأخر كثيرآ هذا ليس من عادته ابدآ ولكن يبدو أن المرض قد بات يأثر عليه لدرجه كبيره .. حرارته لا تزال مرتفعه فقط لو لم تكن والدته مصابه بهذا المرض لما انتقل اليه .. شعور الالم مزعج للغايه أنه يهز كبريائه ويجعله صريعآ على الارض طالبآ أن يختفي الالم من دون اهدار لكبريائه اكثر من ذلك .. ربما هذا مقدر له كي لا يتكبر كثيرآ ويدرك أنه في اي لحظه قد ينهار وتنهار معه كل قوته ويصبح رجلآ ضعيفآ .. ضعيف لا طاقه له على فعل شيئ .. هذا ما يقصم ضهره ويجعله يدرك أن القوه لله فقط وما هو الا عبد يجب عليه أن لا يتكبر .. هو لم يفعل شيئآ كل رغبته بالانتقام فقط ولم يفعل شيئآ خاطئآ .. هذا حقه .. حقه الذي يطالب به ولا يجب لأحد أن يلومه .. لكن لديه خطأ واحد ولا يمكن أن يغتفر له .. خطأ حتى هو لن يسامح نفسه عليه لأنه لا يستحق المغفره

“”””””””””””””””””
يتبع ….




105586 مشاهدة