عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي

بواسطة: كُتاب بيت العز - آخر تحديث: 20 أغسطس 2024
عذراء الشيطان*مكتملة* لـ نرجس علي



قبل دقائق مرت كان مرتاحآ بعض الشيئ ولكن منذ اخبرته السكرتيره أن السيد سعود يريد رؤيته ويبدو أنه غاضب للغايه حتى تعكر مزاجه بأكمله .. وها هو الان مضى له تقريبآ نصف ساعه يجلس امامه ولم يتكلم معه بحرف فقط يبدو شاردآ بشيئ ما وهو يتصرف بغرابه فهو يعبث بقلمه ويرسم دوائر على ورقه امامه حتى اصبحت سوداء تمامآ .. ود أن يتكلم ولكنه شعر ببعض القلق من أن يزعجه لذلك اكتفى بالصمت ومنذ الـنصف ساعه وهو متردد في الحديث حتى بات يعتقد أنهما سيظلان صامتين حتى اللانهايه .. تنحنح بهدوء محاولء جذب أنتباه السيد سعود قائلآ

” سيدي لقد طلبتني ”

لم يتلقى ردآ منه ولو حتى حركه بسيطه مما جعله يقلق اكثر مالذي حدث ليقلب مزاجه مئه وثمانون درجه هكذا .. تنهد بضيق وهو يراه يمزق ورقه من احد الكتب امامه ليفعل معها كما سابقتها يبدأ برسم دوائر غريبه عليها .. هتف بسرعه بصوت مرح يستحثه للكلام

” سيدي أنت لا تجيد الرسم ”

تسلل الخوف لقلبه وهو يرى سيده يرمقه بنظره ثاقبه جعلته يرتجف ومن ثم عاد يرسم من جديد ولكن هذه المره تكلم بغموض

” اريد ولا اريد وانا حائر بين القبول والرفض وبكلا الحالتين فيها اذيه لها ”

قطب حاجبيه محاولآ تفسير جملته الغامضه ولكن بلا فائده لم يعرف مالذي يقصده بهذه الكلمات الغريبه قال بهدوء يريد معرفة قصده

” سيدي من هي التي ستتأذى ”

اجابه بهدوء من دون النظر اليه

” صغيرتي ”

أبتلع ريقه وقد ادرك أن سبب غضبه والتعاسه المرسومه على وجهه هي ابنته كما العاده أنها مدللته سبب كل ما يعانيه هذا الرجل الطيب ..x أجابه بحنو

” رغم اني لا اعلم ما الامر يا سيدي ولكن كل ما بأمكاني قوله هو ان تختار لها ما تراه أنت مناسبآ فهي صغيره ولا تعرف أين تكمن مصلحتها ”

رأه يومئ برأسه بأنصياع وكأنه طفل صغير أنتابه القلق عليه فليس من عادة السيد سعود أن يكون بهذا الضعف وعدم معرفة ما يفعله لم يكن معتادآ على رؤيته حائرآ .. سمعه يقول بألم

” لقد أهانت شرفي يا كريم اهانته مع اخر رجل اريدها معه ”

علت الدهشه وجهه لا يصدق ما يقوله سيده هل من المعقول أن تلك الشابه منحرفه لهذه الدرجه لكي ترتكب الفاحشه هل كل ما يقال عنها بالجرائد صحيح اراد تدارك الامر بسرعه

” سيدي هل أنت متأكد مما تقوله أعني ربما هي لم تفعل .. في الحقيقه انا لا اصدق أن أبنتك تفعل ذلك فـ انا اعرف أنك تعبت عليها كثيرآ ولا يستوعب عقلي أنها ناكره للجميل لتنكس رأسك بهذه الطريقه القاسيه ”

هز رأسه نفيآ ليت الامر هكذا ليته ليس صحيحآ ولكن تلك الصور وتلك القبلات بينها وبين يوسف وطريقتهما في فعل ذلك نسفت اي شك لديه بأنها لم تفعل ذلك وفوق كل هذا كانت الرساله الدليل القاطع لذلك .. لقد كانت الصور تثبت أن صغيرته فعلتها .. فعلتها مع ذلك الشاب الـذي كل همه أن .. قال بصوت مليئ بالانكسار

” عندما رأيت الصور لم أصدق ذلك تمنيت أن تكون عيناي اخطأت الابصار تمنيت كثيرآ ولكن هل ينفع التمني يا كريم قل هل ينفع ”

انهى جملته وهو ينظر اليه وكأنه يطلب منه اجابه فما كان منه الا أن هز رأسه نفيآ

” كلا يا سيدي لا ينفع ”

رأى كلماته قد حطمته تمامآ ولكن اليس هو من كان يريد سماع الحقيقه من لسانه اليس هو من اراد أن يجيبه اذن كان عليه أن يحتمل ما سيقوله ايآ كان ومهما كان مقدار الالم الذي ستسببه كلماته .. كبر عليه رؤيته حزينآ اكثر من ذلك فقال بغرض الاصلاح

” ما رأيك أن تزوجها هكذا سيتم التستر على الامر قبل أن يحدث شيئ لا يحمد عقباه ”

رفع رأسه اليه بسرعه وحدق به بقوه وكأن كلماته قد جعلت سيده يعثر على حل لمشكلته وما اكد له ذلك قول سعود بغباء وهو يضرب بباطن كفه جبهته بخفه

” يالي من احمق كيف لم افكر بذلك ”

اعتلت وجهه ابتسامة رضا وهو سعيد من نفسه اذ تمكن من حل مشكلة سيده بأفضل واسهل طريقه ولكن لحظه هو قد نسى اهم نقطه قال بأنشداه

” ولكن يا سيدي من قد يتستر على الامر أعني من قد يتزوج من فتاه عاشرت رجلآ قبله ”

لم يكن سعود منزعجآ من هذا الموضوع فهو يعلم جيدآ من سيوافق على ذلك بصدر رحب ومن دون أن يفكر مرتين بالامر سيكون جوابه الموافقه الاكيده قال بهدوء وصوته يبدو عليه الارتياح التام

” لا تقلق اعرف رجلآ سيكون سعيدآ بتنفيذ طلبي من دون أن ينظر بالامر مرتين ”

رمق سيده بأبتسامه لطيفه وهو يدعو له من اعماق قلبه أن تنحل هذه المشكله من دون فضائح ولكنه فعلآ قد شعر بالحقد تجاه تلك المدعوه سارا لم يكن يعتقد أنها بتلك الدرجه من الخسه والحقاره لتفعل مثل هذه الامور .. سمع صوت سيده يقول بأرتياح

” كريم أنت منقذي من هذا الموضوع المخيف وانا اكره أن أكون بخيلآ لذلك انا اخولك أن تطلب مني اي شيئ تريده ولك مني وعد سأنفذه مهما كان ”

امام هذه الكلمات الرقيقه والطيبه شعر بخجل قوي ليقول بأمتنان

” سيدي أنت تعلم مقدار حبي لك وانني اعتبرك مثل والدي لذلك ارجو منك أن لا تقول هذا ثانية فهذا هو واجب الابن لوالده في مثل هذه الاوقات وهو المساعده ”

لم يحتمل الجلوس اكثر من ذلك نهض وتوجه نحوه يربت على ظهره ويحتظنه بقوه قائلآ بصوت غلبته الفرحه

” أقسم أنك كـ أبني الذي لم احضى به .. كريم أنت رجل لا يوجد منك اثنين ”

اعتراه الخجل من الكلام الذي يسمعه وكم يشعر بالحب اكثر نحو هذا الرجل الكبير بالسن أنه فعلآ ومنذ أن التحق للعمل بهذه الشركه وهو يوليه معامله جيده جدآ لم يستطع منع نفسه من القول

” سيد سعود أنا كلي فداءآ لك ”

رأى العجز واضحآ في عينيه غير قادر على الرد على الكلمات التي تفوه بها فرمقه بأبتسامه طيبه وحنونه جعلت قلبه يقفز فهذا اليوم من اسعد ايام حياته .. لم يحتمل سعود الوقوف اكثر فجلس بجانب كريم في الجهه المقابله له تفصلهما طاوله زجاجيه فخمه .. قال بصوت واثق

” كريم بخصوص ما قلته لي من قبل أنا قررت ان لا أدخل وليد في مشروعنا هذا لا اريد أن يفشل بسببه ”

ها هو ذا اخيرآ سمع ما يثلج صدره فهو لا يثق بشراكة ذلك المدعو وليد يشعر أنه يعبث بذيله من خلف ظهر سيده فـالامر الذي لا يدخل العقل هو من أين له كل تلك الاموال الطائله لكي يكون احد الممولين للمشروع عبر عن سعادته بصدق يقول

” الحمد لله هذا هو عين الصواب سيدي فـانا اصدقك القول لا اشعر بالراحه تجاه ذاك المدعو وليد اعتقد انه يلعب بذيله من وراء سيده ”

اومأ برأسه يوافقه الرأي فهو يثق ثقه عمياء بكلام كريم ونصائحه الثمينه رغم أنه اصغر منه قال بهدوء

” هل تعتقد أنه خائن لـسيده ويرغب أن يصبح ذا نفوذ على حسابه ”

من دون تقكير اجاب

” سيدي هذا الاستنتاج الوحيد لذلك هو نعم فـمن أين حصل على كل تلكتلك الاموال الطائله لـيقوم بتمويل مشروع ضخم كهذا مما يجعلني اشك أنه رجل مخادع يريد استغلال الجميع ”

رأي الدهشه الواضحه التي نحتت ملامح سيده مما جعله يبتسم ويكمل بثقه

” حسب ما اسمعه عن السيد رويس فلا اعتقد أنه غافل عن افعاله فهذا دليل غباء منه وهو ليس كذلك ”

اسند سعود ضهره للخلف وشفتيه قد شقت بأبتسامه جميله زادته وسامه بعض الشيئ ويبدو أنه ذهب في بحر خياله يفكر بأمر ما وفجأه هتف

” آه ذكي جدآ ”

نهض من مكانه وهو يصفق بيديه عائدآ لمكانه خلف المكتب قائلآ بصوته الرجولي الجهور

” يمكنك الانصراف كريم لقد اتعبتك معي بني لا بأس ارجو ان تعذرني ”

نهض بدوره من مكانه وهو يعدل من ثيابه هاتفآ بلطف

” لا بأس سيدي لم يكن هناك اي تعب بالعكس يسرني مساعدتك .. استميحك عذرآ ”

رأى ايمائه بسيطه من رأس سيده لينصرف بعدها بكل هدوء وهو يبدو افضل حالآ من اي وقت فقد ساعد رئيسه بأمر ارهقه كثيرآ
x
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع …..




105848 مشاهدة