الـفـصل الـحـادي عـشـر لـ روايـة (( عـــــذراء الــــــشيطان ))
على رؤوس الابرياء تتوالى المصائب ..
الخوف كلمه تافهه لا وجود لها في قاموسه حتى القلق لا يعرف ما هو ربما لأنها من المشاعر لذلك لا يعترف بهما .. لقد وعد والده أنه سينتقم منهم من اولئك الذين قتلوه بطريقه وحشيه وها هو ذا يسير على درب الانتقام وقد سار خطوات عديده والمتعه التي تنتابه الان كبيره جدآ فها هو ذا الحقير يأتي بأقدامه لرؤيته ويتظاهر بأنه لم يفعل شيئآ بكل وقاحه يتكلم معه ولكن ربما هو غير مبالي لأن ما يعتقده وما هو معروف لدى الجميع أنه أبن الخادم الذي ورث كل شيئ من طوني بحكم أنه لم يكن لديه اولاد ولكن ما خفي عن الجميع أنه طوني لديه أبن لديه أبن وها هو ذا يقف امامهم جميعآ ولكن متنكرآ بأنه متبنى .. متظاهرآ بأنه تم تبنيه من طوني وحصل على اسمه لأنه لم يكن لديه اطفالآ واراد لأسم رويس أن يبقى خالدآ وهو سيخلده بالفعل .. قال ببرود يكلم الحقير الذي يجلس بجانبه قي السياره
” اذن سيد الشهري لقد كلفت حالك واتيت لرؤيتي لابد أن هناك سببآ مهمآ ”
علت وجه التافه الحقير أبتسامه حاول أن تكون لطيفه ولكنه لم تكن كذلك بقدر ما كانت مقرفه ومخيفه
” نعم سيد رويس في الواقع أتيت لأدعوك لـحضور حفلتي المتواضعه التي ستقام بعد غد واتمنى أن تكون متواجدآ سيسرني ذلك ”
تنهد بغموض وهو قد قرر مسبقآ الحضور ولكن اراد اللعب على اعصابه ليقول بتفكير كاذب
” سأرى جدول اعمالي لـبعد غد واذا لم اكن مشغول فـ بالتأكيد سأتي ”
لم يكن يعرف ماذا يفعل ولكنه كان يربد حضوره بشده يريد أن يوطد علاقته به ومن ثم يقتله نعم يقتله فهو قد اخطأ عندما تركه حيآ ذلك اليوم قال بعمليه
” اذن فحضورك ليس اكيدآ اليس كذلك .. ياللأسف كنا سنتشرف بوجودك بيننا ”
اجابه ببرود تام سرب الرعشه لجسد مراد
” أعدك أنني سأحاول المجيئ سيكون شرفآ لي حضور حفلتك ”
هز رأسه متفهمآ ليقول بعدها وهو يعطيه الدعوه
” سأنتظرك سيد رويس سأنتظرك بصبر .. الان اعذرني يجب أن اعود لمنزلي فـعائلتي تنتظرني ”
عائلته هاه هذه الكلمه علقت برأس يوسف بتصميم وكأنها تقول له أنت يتيم ليس لك عائله ولا حتى فرد واحد اومأ برأسه بهدوء وتصافحا ليخرج بعدها مراد من السياره ويتجه نحو سيارته وانطلق عمر بسيارة الـكاديلاك هتف بغرور
” اذن فالفريسه بدأت تحاول التودد لصائدها ”
ضحك يوسف بسخريه على تشبيهه للموقف مما جعله يقول بتهكم
” فريسه سهله يمكن قتلها بسهوله ولكن هذا ليس الهدف من هذه اللعبه ”
اومأ عمر يقول بمغزى
” مع أنني تمنيت أن أقتله بيدي ولكن كما تشاء سيدي ”
يدرك جيدآ أن سيده يعلم بقصده الحقيقي من هذه الكلمات ويدرك ايظآ أنه لن يغير رأيه ولكن عسى يرأف بحاله ويروي غليله بالسماح له بقتله كما فعل مع والدته .. اخذ نفسآ عميقآ ليقول بتساؤل
” ستحظر الحفله اليس كذلك سيدي ”
اجابه بهدوء وهو ينظر من خلال النافذه
” نعم فهذا جزء من المخطط ”
في صباح اليوم التالي الشمس مشرقه والجو لطيف ذو نسمات بارده خفيفه تريح النفس فالجو بالصيف لا يطاق ابدآ وهو يضطر لقضائه خارج البلاد فجسده لا يحتمل الحراره المرتفعه .. يجلس على السرير بهدوء يسند رأسه على الوسائد وعيناه تحملقان بالسقف وصورة سارا تخترق مخيلته انها تشبهها بعض الشيئ فهي ايظآ ذا عيون خضراء وشعر احمر قاني الاختلاف بسيط بينهما ربما بالملامح ولون البشره ولكن الشبه يجعله يفقد عقلهعقله .. منذ أن رأى سارا والحيره تنهشه بصدق أنه يعترف لنفسه أنه محتار بهذا التشابه القوي .. احيانآ يرغب بأن يضمها لصدره لأنها تشبهها ولكنه يعود ويتذكر أنها أبنة عدوه ولا يجب أن ينجرف معها .. طرقات خفيفه على الباب ليدخل بعدها عمر وهو يحمل بيديه هاتفه النقال قائلآ
” سيدي لقد جهزنا كل شيئ ولم يبق سوى التنفيذ وبالنسبه لـباري فهو قد استعد بالكامل ”
ادار رأسه ناحيته ورمقه بنظرات ثاقبه ليقول بعدها بغموض
” جيد قل له أن ينتظر اشارتي ”
ما كان من عمر الا أن يهز رأسه بأنصياعx ويعاود الخروج من الغرفه أتصل بـ باري كما امره سيده وقال فور أن تلقى الاجابه
” أسمعني باري السيد يقول أن لا تتحرك من دون اشاره منه هل تفهم يجب أن تكون الخطه محكمه وهذا سيبعد اي شك قد يتراود لأحدهم يومآ ما حسنآ !! ”
في الطرف الاخر كان يعدل ربطة عنقه وهو يضع الهاتف بين كتفه واذنه ويتكلم
” حسنآ عمر لا تقلق سيكون كل شيئ منظمآ ودقيقآ اعدك لن يحدث اي خطأ .. وداعآ ”
رمى الهاتف على السرير وهو يعاود تعديل ربطة عنقه في هذه الاثناء دلفت زوجته الى الغرفه لـتراه وكأنه في حلبة مبارزه يتصارع مع الربطه يحاول أن يعدلها جيدآ كان بحاله تعيسه ووجهه متغضن وكأنه على وشك الانفجار .. ضحكت بخفه لتقول من بين ضحكاتها الرنانه
” يا اللهي باري مابك هل كل هذا لأجل ربطة عنق تافهه ”
نظر اليها وهو ينزع ربطته بقوه ويرميها على الارض قائلآ بحده
” وما ادراني أن كانت هذه اللعينه لا تريد أن تكون أنيقه ”
تعالت ضحكاتها اكثر وتقدمت نحوه بهدوء وهي تتناول الربطه من الارض وتقف امامه تمسك ياقة قميصه ونظراتها تخترق عينيه البنيه الجميله هتفت بحب
” لا داعي للغضب كان عليك أن تناديني لأفعل ذلك ”
ادار وجهه بعيدآ عنها وهو يتمتم من بين اسنانه
” لقد نسيت ذلك ”
وضعتها حول عنقه بطريقه انيقه واخيرآ بعد أن انتهت وضعت كلتا يديها على صدره وعيناها تنظران للربطه قالت بخجل
” باري ”
صوتها الخجول جذب نظراته اليها حدق بها بطريقه لطيفه همهم لتعاود القول من جديد
” أتعلم أنني احبك كثيرآ ”
ضحك بخفه ليحتظنها بين ذراعيه وهو يمرغ وجهه بعنقها يستنشق رائحتها الجميله .. أخذ نفسآ عميقآ وهو يقول من بين ضحكاته
” لا تحاولي اغرائي الان عزيزتي فـأنا ذاهب للعمل ”
دفعته عنها بحنق مصطنع بينما رفعت احد حاجبيها بطريقه تدل على كبرياء عال ووجهها يقابل وجهه الصارم ذو المسحه اللطيفه بجانبها .. قالت بتهكم
” من قال أنني احاول اغرائك سيد باري هاه !! يبدو أنك تفهم الامور عكس ما هي انا فقط كنت اعبر عن مشاعري وانت تعلم هذا ”
تصرفها جعله يعقد حاجبيه وأبتسامه ماكره تتلاعب على شفتيه امسكها من معصمها وجرها اليه يلصق جسدها به وهمس بالقرب من فمها المغري
” عندما اعود سأجعلك تعرفين كيف تتكلمين بتهكم معي ”
تركها بعد ذلك ليخرج من الغرفه وسط دهشتها لقد مضى لها سنوات تعيش معه ولكنها كلما مازحته بعض الشيئ ينزعج كثيرآ حتى انها تخاف من اقل كلمه تنطقها بحضرته وها هي الان قالت كلمه بسيطه ليغضب منها هرعت مسرعه لتعتذر منه فهي تكره ان ينزعج منها ولطالما كانت تعتذر منه في اللحظه التي يبدي انزعاجه منها .. رأته على وشك الخروج من المنزل وطفليه بجانبه لكي يوصلهما للمدرسه كي لا يتأخروا .. هتفت بصوت اجش
” باري أنا اسفه سامحني لم اقصد التكلم بنبره تهكميه صدقني ”
حدق بها رافعآ حاجبيه قال بدهشه
” من قال أنني منزعج منكِ حبيبتي ؟ ”
فغرت فمها بتعجب لتجيبه بصدمه
” ولكن ما قلته في الغرفه الم يـكـن .. !! ”
ادرك ما تريد قوله ليقاطعها بضحكه قويه جعلت الصغيرين يحدقان بوالديهما بدهشه هز رأسه نفيآ ليقول بعد ذلك بمرح
” كلا عزيزتي لم أكن أقصد ذلك يبدو أنكِ فهمتٍ العكس ”
تركها بعد ذلك ليخرج هو والصغيرين يسيرون مشيآ على الاقدام للمدرسه ومن ثم يذهب لعمله لينجز ما تركه بالامس ويبدأ اشياء اخرى ويستعد لمهمته القادمه وعليه أنه يكون اكثر حرصآ .. بعد أن اوصل ولديه للمدرسه وذهب هو للعمل أثناء دخوله للشركه لاحظ شيئآ غريبآ لفت انظاره علت الصدمه وجهه وهو يحملق بالمشهد بصدمه كان وليد واحد الموضفات يتبادلون القبل ويبدو أن لا احد بالشركه حاليآ غيرهما لم يشأ أن يراه أحد فخرج بخفه وتقدم نحو الباب الرئيسي من جديد وهو يقول بصوت عالي موجهآ كلامه للحرس حتى يسمعه من داخل الشركه
” صباح الخير جميعآ .. هل أتى السيد يوسف او حتى السيد وليد !! ”
غمز بعينيه للحرس بينما التفت اثنان من الحراس يحرسون البوابه الرئيسيه للشركه لبعضهم البعض ليقول احدهم وقد ادرك أن باري يحاول ايصال رساله ما
” صباح الخير سيد باري نعم وصل السيد وليد ولكن السيد رويس لم يحضر بعد ”
هز رأسه وهو متجهم ليدخل من جديد للشركه وهو يسير بخطوات متفاوته بعض الشيئ سمع من جانبه صوت احدهم يقول
” صباح الخير باري كيف حالك ”
أغتصب أبتسامه بارده ليقول بهدوء
” صباح الخير وليد انا بخير شكرآ لك ”
استدار ليذهب فقد شعر بقرف فضيع منه حينها امسكه وليد من كتفه قائلآ بتمهل
” على رسلك يا رجل مابك كل هذه العجله من اجل العمل ”
ضحك باري بخفه ضحكه مصطنعه فما سيخبر به السيد رويس اليوم سيكون شيئآ لا يصدق وسيشكل صدمه قويه له .. قال بمتعه
” نعم أنا احب العمل كما تعلم ولا اسنطيع الابتعاد عنه مطلقآ .. ان كان لديك شيئ مهم فيمكنك قوله والا دعني اذهب ”
ترك كتفه ونظراته تكاد تخترق باري .. هو يعلم أن باري يحب العمل وهو يحترم هذه الخصله فيه كما أنه رجل رائع ويمكن الاعتماد عليه في كل شيئ لذلك اصر على أن يكون معه دون الجميع قال بلطف
” حسنآ سنتكلم لاحقآ عندما ازور مكتبك ”
اومأ بهدوء ليرحل بعد ذلك وهو يشمئز من نفسه لأنه يتعامل مع هكذا حثاله .. لقد تجاوز وليد كل الحدود ولا يمكن الغفران له لأنه شخص غارق بالخطايا
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
يتبع ….